وفاة طالبين بمُعَسكرات الخِدمة الإلزاميّة...مسئولية من؟

Quote: حادثة وفاة طالبين في أحد معسكرات الخدمة الإلزامية بمنطقة الدمازين مثلما تفتح جِراح القلب ,تماماً, تفتح شهية الكتابة حول الفَساد وأوضاع حُقوق الإنسان داخل هذه المُعسكرات . بدءاً لا بد من الإشارة إلي أن أوضاع حُقوق الإنسان في السُّودان عامة سَيِّئة لِلغايَة..و نشهد يومياً هجمة جديدة علي الحُريَّات تُصادِر ما كفله الدستور لجماهير الشعب السوداني .. ولا زالت القوانين المُقيِّدة للحُريَّات سارية كأن نيفاشا لم تكن . والفساد ينتشر في كافة مؤسسات الدولة في ظل غياب المحاسبة والشفافية وتفاقم المحسوبية .. *لكن قَصَدنا التَّركيز علي مُعسكرات الخِدمة الإلزاميّة لعُدَّة إعتبارات :ــ -اولاً : لأنَّها ( إجباريّة !) ويُساق إليها الناس قسراً وقهراً وليس بإختيارهم.. ودخول معسكراتها,وأداؤها مُرتبط بدخول الجامعات ,والتوظيف في المؤسسات العامة والخاصة داخل السودان ,والسفر خارج السودان.والذي لا يدخل المعسكر (ويتدرّب علي القتال وإستخدام السلاح !!) يُحرَم مِنْ حَقَّه في العمل والتعليم !.. ومعظم الذين يُساقون لهذه المعسكرات هم من الأطفال الذين تتراوح إعمارهم بين 16-19 سنة . -ثانياً : لأن التناوُل الإعلامي لهذه القضية ممنوع في الصحف السودانية . -ثالثاً: داخل هذه المعسكرات ,وداخل ما يُسمي بـ(مُنَسّقِيات الخدمة الإلزامية) يستشرى الفساد المالي والإداري وغيره... فعلي سبيل المثال فقط :عند إستلام الأوراق الخاصة بنهاية مدة الخدمة يدفع كل من يستلم أوراقه مبلغ 2000 جنيه(قديم) ,أي ما يُعادِل 2 جنيه جديد, بدون إيصال مالي !.. إذا وضعنا في إعتبارنا إن أكثر من ثلثي الشعب السوداني عليه أن يستخرج هذه الأوراق وأن يدفع هذا المبلغ نتخيل كم من الأموال ستدخل جيوب هؤلاء بدون وجه حق ... أضف الي ذلك إن حسابات منسقيات الخدمة الإلزامية غير خاضعة للمراجعة !! -هذا بجانب المحسوبية التي تنتشر بصورة فظيعة ومُقزِزة في هذه الأوساط , فمعظم أبناء الوزراء والمسئولين وضباط الأمن والشرطة والجيش وأعضاء المؤتمر الوطني لايدخلون هذه المعسكرات ,وإن دخلوها يتم إعفاءهم من رهق التدريب ومشقته وتُوكل إليهم واجبات (وَهمِيّة) وهذا أبلغ وصف لواجباتهم المتمثلة في: قراءة القرآن والأناشيد في مكبرات الصوت الخاصة بمسجد المعسكر وهو ما يسمي (عبطاً) بـالإذاعة الداخلية,يتم هذا في الوقت الذي يتعرض فيه الآخرون من أبناء البسطاء لأقسي أنواع التدريب وأرهقه مع عدم توفير الغذاء اللازم لسد الرمق, ناهيك عن الغذاء الصحي (ومعروف أن هذه الفئات العمرية تحتاج الي غذاء ورعاية وتعامل خاص) مما يؤدي إلي تدهور و إنهيار صحتهم النفسية والجسدية وإصابتهم بالأمراض ومن ثم الموت وهذا ما حدث في معسكر الدمازين تماماً. -رابعاً: هناك أنواع كثير من العنف تمارس داخل هذه المعسكرات منها العنف اللفظي والبدني والنفسي والجنسي. -خامساً ,وهو الأهم : لأنّ هذه المُعسكرات يَتِم فيها إنتِهاك أحد أثمن حُقوق الإنسان : حـَـــــقّ الحَـيَاة !! *لكل ما ذكر نناشد ناشطي ومنظمات حقوق الإنسان أن تعمل علي : - التحقيق في أسباب وفاة الطالبين اللذين فارقا الحياة داخل المعسكر ,ومحاسبة المتسببين في هذه الجريمة ,من ضباط وصف وجنود ومدربين ومنسقين وغيرهم ممن يثبت التحقيق تورطه. - الإتصال بذوي الطالبين ومعرفة إن كان أبناؤهم يعانون من أمراض وأُجبروا علي دخول المعسكر وإجراء ما يلزم تبعاً لذلك. - مراجعة الوضع الإنساني و الصحي بمعسكرات الخدمةالإلزامية. - كشف وفضح إنتهاكات حقوق الإنسان داخل هذه المعسكرات. كما نناشد برلمانيي التجمع الوطني و الحركة الشعبية بإثارة هذه القضية في البرلمان ومساءلة وزير الدفاع