ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال بشاشة(Bashasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2004, 08:22 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. (Re: Bashasha)


    Last Update 19 April, 2004 08:21:35 AM

    السهم في كنانته: فاطمة احمد ابراهيم والامام محمد عبده

    د. عبد الله علي ابراهيم
    [email protected]

    "الي روح اختي قمر القسوم (1936-2002) التي حال دون تعليمها حائل. ولم تتوقف عن طلبه مع ذلك في حلقات الامية التي ادارها الاتحاد النسائي بحي الداخلة بعطبرة في نحو 1956. وكانت تأتيني بمجلة صوت المرأة، منبر الاتحاد النسائي،التي بها اهتديت الي معان غراء عن وجع ظاهر شغلت به عمري. رحمها الله وأمطرها بشآبيب البرد والثلج والرحمات"

    حدثت السيدة فاطمة أحمد ابراهيم كاتبة اسمها مهناز أفخامي بطرف من سيرتها في كتاب عنوانه "نساء في المنفي" صدر بالانجليزية في عام 1994 . وجعلت الكاتبة لفصل فاطمة عنواناً هو "السهم في كنانته". ومصدر التسمية ان افخامي لما التقت فاطمة لم تصدق ان الذي سمعته عن طاقة وجهاد المرأة وقوة شكيمتها وعارضتها مما يمكن أن يحتمله هذا الجسد الناحل بحضوره الاريحي اللطيف أو ان يعبر عنه صوتها الخفيض الأجش. فبدت فاطمة للكاتبة سهماً في غمده ومحارباً في اجازة. وقالت أنها مثل السهم في كنانته يبدو آلة من الحطب والحديد لا خطر منها. وليس يتسني للمرء ادراك شوكة هذه المراة وعزائمها المقاتلة حتي يراها في المعمعة الاجتماعية كما السهم يؤخذ من كنانته ويصوب بقوة وإرادة فيطعن غرضه بقوة وتصميم.

    ووجدت في حديث فاطمة السخي الي أفخامي زواية للنظر الي إسلوب فاطمة القيادي لم تقع لي قبلاٌ. فمنذ اول يوم استمعت الي فاطمة في الستينات الاولي بالقاعة رقم 102 بآداب جامعة الخرطوم وجدتها تربط بين حرصها علي الحشمة (المبالغ فيها كما يراها البعض) في مظهرها وبين خدمة قضية المرأة في بلد يواتي خصوم تلك القضية من البطراكيين (عتاة المعتقدين في سلطة الرجل والممارسين لها) نصوص الاسلام لافسادها وضبطها. فقد حكت لنا كيف أنها ورفيقات لها في الخمسينات الأولي كن يتحجبن من أعلي الي اسفل ليذهبن للشغل في مكتب مجلة صوت المرأة، الناطقة باسم الاتحاد النسائي، او المطبعة. وقالت أنهن اقبلن يوماً علي المطبعة ولما رآهن أحد عمال المطبعة بادر بالقول : "الله يدينا ويديكم." فقد ظن العامل انهن من الفلسطينيات الملثمات اللائذات الي السودان ممن كن يضطررن احياناً لتكفف الناس.

    ولم يغر فاطمة تبدل الاحوال في الستينات ، الذي به كفت البطراكية عن النظر البوليسي لزي المرأة، لتغير من اسلوبها في الحشمة. فقد جاء في حديث فاطمة الي أفخامي أنها حين دخلت البرلمان في 1965 إمراة وحيدة بين 365 نائباً ذكراً احتشمت في اللبس كثيراً. وقد هزمت بذلك عتاة خصوم المرأة الذين لم يتأخروا ابداً بعد ذلك في التصويت لمشروعاتها بشأن تقدم المراة. وقد أخذت أجيال تلت فاطمة في الحركة النسائية عليها الحاحها علي الحشمة في المظهر والتضييق عليهن في ضوابط اللبس وغير اللبس. وقد استعانت فاطمة بنصوص من لينين، المظنون فيه السفه والمشاعية، في محاضرة لها يوماً لتزجر التقدميين عن الاسفاف الجنسي باسم التقدم. وربما بالغت فاطمة في المطابقة بين الحشمة واسلوب لبسها، الذي هو ثمرة بئية تعنتت علي المرأة في الخمسينات وماقبلها، تعنتاًً كبيراً. غير انني لم اجد من نقدة اسلوب فاطمة هذا من كان في تفهم أفخامي له وحسن إدراكها لمغازيه. فقد قالت أفخامي بعد استماع مطول لحكاية فاطمة عن نفسها ومااضطرته لها دعوتها الي تحرر المراة: "أنها لواقعة معذبة أن تكون مناضلاً مبادراً من اجل تحرير المرأة في بلد مسلم. فالشأن الشخصي لمثل هذه القائدة المبادرة يتحول الي شأن سياسي عام." وخطرت لي أغنية من اغاني الربوع الامريكية الرائجة هذه الايام تنعي علي الناس انهم "لايرون الألم من وراء القناع."

    فلم تكن فاطمة بما ذكرته عن ليبرالية أسرتها وخفض عيشها بحاجة للبس هذا القناع الثقيل. كانت فاطمة في حل عن قيد الاسراف في اللبس لو لم تخرج من أمن بيتها الي العمل العام تنتصر لبنات جنسها الغبينات في ظل بطراكية الخمسينات المدججة. فقد كانت امها قارئة بالعربي والانجليزية وتدير مع ابنائها وبناتها جلسات مشتركة للمطارحة الشعرية. وكانت الاسرة في ذلك الزمان القصي تجلس الي مائدة واحدة لتناول الطعام. وكانت والدة فاطمة تقرأ لوالدها الصحف بينما يقرأ لها القرآن. وكانت توقر زوجها العالم مدرس علوم الدين في مفاوضة حسنة تحفظ له القوامة وتؤمن لنفسها مساحة مناسبة لحريتها في دفع بناتها واولادها في مدارج التعليم. ومن عرف آل احمد ابراهيم عرف الآن من اي بئر نشلوا ماء همتهم في شغل الوطن وصدق عزيمتهم في الخدمة العامة وثاقب فصاحتهم في الذود عن حريته. فلم افهم ثقة صلاح احمد ابراهيم، شقيق فاطمة، في جنس المرأة ثقةلم تخالطها قشور الايدلوجية، الا بعد أن قرأت حديث فاطمة عن نشأتها الاولي.

    وقد أتاح لي سخاء افخامي في تفهم متاعب فاطمة أن أقارن بين دعوتها الي تحرير المرأة ودعوة هدي شعراوي في مصر. فالمعروف ان لحظة اطلاق نداء تحرير المرأة عند هدي كان هو خلع الحجاب بينما كان الرمز عند فاطمة هو ارتداء الحجاب او ماهو قريب منه. وربما رددنا الخلاف الي احوال تباين وضعي المراة في مصر والسودان من حيث تقدم المجتمع وعلاقات الذكورة والانوثة فيه. غير انه يجب ان لا يغيب عنا ان دعوة فاطمة للتحرير اتجهت الي غمار النساء وفي اطار عمل طبقي شعبي شيوعي بينما كانت هدي ودعوتها بعضاً من نهضة برجوازية ثقافية في مصر. ولا يريد كل قائم بالأمر لغمار الناس أن يخرجوا من اليد بينما هم أرأف بالبرجوازيين والبرجوازيات. وقد سبقتني فاطمة الي لفت النظر الي هذا الفارق بين حركتي المراة في مصر والسودان في ردها علي مقال لاستاذنا عبد الخالق محجوب نشرته مجلة "الشيوعي"، المنبر الفكري الايدلوجي للحزب الشيوعي، في العدد رقم 132 لعام1968 تحت توقيع "هاجر" وهو اسمها الحركة علي تلك الايام.

    أعجبني من قول فاطمة للمراة انها تؤمن بأن النسوية تقليد راسخ في ثقافة السودانيين وان مساواة الرجال والنساء مما يمكن أن نبلغه بالبناء فوق الاساس الصالح لهذه الثقافة. وقد وافق هذا ما كنت أقرأه لها منذ ايام في محاضرتها التي القتها امام طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم في 1980 وعنوانها "حول قضايا الاحوال الشخصية." وقد انتبهت الي عنصرين من عناصر منهجها التأصيلي. فقد بدأت بقانون الاحوال الشخصية (الموروث وليس الصادر عن هذه الحكومة بالطبع) ولم تجد ما تعترض عليه أصلاً غير بيت الطاعة. أما في بقية المواد فهي إما استحسنتها وتركتها علي حالها مثل قوانين الحضانة أو ما طالبت ان يتم امام قاض مثل الطلاق وعقد الزواج وتعدد الزوجات وبشروط دقيقة. وقد وجدت فاطمة في بعض التشريعات الشرعية أثراً باقياً من نضالها هي نفسها ونضال الاتحاد النسائي مثل المنشور الشرعي رقم 54 لعام 1960 الذي كفل للفتاة الاستشارة حول من تقدم لزواجها. وقد جاء المنشور استجابة لمذكرة تقدم بها الاتحاد الي قاضي القضاة في 1954 يحتج علي تزايد حالات الانتحار من فتيات لم يقبلن الاقتران بمن اختارته الاسر لهن. واميز من ذلك كله أن فاطمة طالبت بأن تجيز الحكومة الخصم من مرتب الأب ما يكفي لنفقة عياله. ولم تكن القوانين المالية (واحسبها ما تزال) تخصم اكثر من الربع. وقد تقيدت المحاكم المدنية بهذا القانون المالي بالطبع. اما المحاكم الشرعية، الواقفة علي اوجاع النساء وفقيراتهن بالذات، كانت تلح، الحاح فاطمة، ان يخصم من الأب ما يعول اطفاله بغض النظر. وهكذا تقدمت المحكمة الشرعية في امر النفقة وتأخرت المحكمة المدنية الموصوفة بالحداثة اي العدل والاحسان في شرط الزمان والمكان.

    غير ان اكثر ما جذب انتباهي هو مرجع فاطمة في اصلاح قوانين الاحوال الشخصية الذي هو الامام محمد عبده ( 1949-1905 ) رحمه الله. فلم تأخذ مأخذاً علي تلك القوانين الا وجدت له مخرجاً حسناً من فتاوي الامام. وهذا الذي ربما اقنع فاطمة بأن النسوية ربما كانت اقرب الينا من حبل الوريد. ولو تأملت فاطمة ألامر قليلاً لعرفت ان سماحة التقليد الشرعي وتفتحه لحقائق المجتمع كما اختبرته هي واتحادها النسائي انما يعود الفضل فيه للامام محمد عبده. وقد كتب عن فضل الامام هذا الدكتور ج ن ج أندرسن وتبعته باحسان الدكتورة كارولين فلهر-لوبان المعروفة بأسم "مهيرة" بين معارفها الكثر من السودانيين.

    وأصل المسالة ان الامام، الذي شغف بالحداثة وراي الاخذ منها بقوة وعافية فكرية، كان مشغولاً بترقية المحاكم الشرعية. وقد أظهر أحد تلاميذه وأحبابه، الشيخ القاضي محمد شاكر، ميلاً لاصلاح تلك المحاكم وقوانينها في مصر. فسأله الامام ان يكتب له تقريراً يوصي فيه بما يعن له من سبل الاصلاح. وقد فعل بعد طواف علي المحاكم. وقد اعتمد الامام تقرير القاضي شاكر وتوسع فيه واطلع عليه المسئولين ونشره عام 1900 بعنوان "تقرير اصلاح المحاكم الشرعية." واراد الامام أن يمكن لاصلاحاته هذه في بلد بكر تحت التأسيس كالسودان لم تنهض فيه طبقة من تلك التي تخشي الاصلاح الديني وتتحفز لإطفائه. فأرسل القاضي شاكر في 1900 ليكون أول قاض للقضاة في السودان بعد قيام دولة الحكم الثنائي في 1898. واتاحت له العذرية القانونية في السودان ان يجرب اجتهادات شرعية قد يتعذر البدء بها في مصر المحروسة القديمة. فقد أصدر القاضي شاكر منشورات ما زال العمل بها سارياً وهي مما انتفعت به المرأة انتفاعاً كبيراً قضت بالتطليق للغيبة والإعسار والحبس والضرار مما تأخر الأخذ به في مصر نفسها حتي عام 1925.

    غفلة فاطمة عن مزايا التجديد الفقهي في التقليد الشرعي السوداني (1900-1983) ، الذي تجسد في قوانين الاحوال الشخصية، هي غفلة عامة. فالاسلاميون اهملوا التنويه به والغزل علي منواله لانشغالهم بأسلمة الدولة ذاتها. بل وانتكسوا عن محاسن التقليد حين جعلوا ضبط النساء والتجسس عليهن أكبر همهم بينما كان ذلك التقليد الديني رفيقاً رقيقاً بهن. يكفي انهن قد صرن بفضله قاضيات شريعة بفقه ذكي لمولانا شيخ الجزولي (وقد صليت لروحه الماهر التقدمي عند زيارتي لأضرحة الختمية بحلة حمد) ، وبمصابرة جميلة لمولانا نجوي كمال فريد، اول قاضياتنا الشرعيات. وقد جففت الانقاذ هذا المصدر بغلظة عجيبة. وقد سمعت الجزولي يقول ان النساء أدري بوجع النساء وأقرب الي ظلاماتهن وأن القاضيات سيوسعن من علم الشريعة وخيرها اذا عدلن باحكام يتأدب بها المجتمع ويمتثل.

    ومن جهة أخري تحاشي الفكر الجمهوري هذا التقليد الشرعي مع ان أصلهما واحد وهو الحداثة الاسلامية التي ركنها وحجتها الامام محمد عبده. وزاد الفكر الجمهوري في جفائه لهذا التقليد الشرعي بجعله هدفاً لحملات نقد وتنقيص. وقد كتبت مرة في جريدة الميدان السرية في منتصف السبعينات التمس من الجمهوريين أن يلطفوا عبارتهم في نقد القضاة مع علمي بمحنة الجمهوريين وما نالهم من القضاة و الوعاظ في المساجد من أذي وترويع. ومغاضبة الجمهوريين لم تقع من جهة احسان ذلك التقليد الشرعي أو اساءته بل من إرث مواجهة سياسية راجعة الي ايام الحركة الوطنية. فقد صنف من قصروا علي انفسهم مجاهدة الاستعمار من امثال المرحوم محمود القضاة الشرعيين والاعيان وزعماء القبائل والطوائف بأنهم من أعوان الاستعمار. وهذا كلام جاز طويلاً غير أنه خاضع للنظر والمراجعة الآن. ويكفي أن تقرأ ما كتبه الدكتور حسن احمد ابراهيم عن السيد عبدالرحمن المهدي لكي تتشكك في صواب ذائعة ممالاة المستعمرين عن أولئك الرجال. وقد دق حكم المحكمة الشرعية بردة المرحوم محمود محمد طه، عليه الرحمة، في 1968 إسفين الخصومة بين القضاة والمرحوم واختلط حابل تطوير الشريعة بعاديات السياسة وأطوارها وبمنطويات النفوس.

    وقد دعتني هذه الغفلة العامة أن اتوفر علي دراسة هذا التقليد الشرعي في مظانه الكثيرة خلال اكثر من عقد من الزمان. ورايت خلافاً للتيارات الفكرية السودانية، التي أتيت علي ملابسات اهمالها له، أنه ربما كان أكثر عناوين الاسلام عندنا خطراً. فالدارس له يقف علي امور كبيرة هامة. اولها خطأ الذين يقولون بأن الثقافة الاسلامية ظلت لها الهيمنة بشكل سرمدي في البلد (انظر الملحق أدناه). فخلال العهد الاستعماري ومابعده كثيراً كان الاسلام ثقافة مغلوبة لا خطر لها في القوانين التي تحكم اقتصاد المسلمين او معاملاتهم او معادهم ولم يبق لها سوي حيز الاحوال الشخصية. وقد رأيت من الكتاب عندنا من جعل من هذا الكيد الاستعماري للاسلام طبيعة للسلام السوداني الصوفي العلماني بالفطرة الذي يتحاشي السياسة ويستثقلها. واستعجبت كيف يستقيم مثل هذا القول لبلد خرج من المهدية الي الاستعمار. فقاريء الدكتور عبدالرحمن الخليفة يجد أن من أوائل الأحكام القضائية التي صدرت في السودان بعد زوال المهدية كان بشأن خلاف حول هل المال المستلف للعب القمار مما يسترد. فقد قال عبدالرحمن لم يكن مثل هذا الخلاف مما تنظره المحاكم لمفارقة ممارسة القمار ذاتها للدين. كما استعجبت لماذا يريد لنا قوم ان نعتمد الاصل في الاسلام تلك الصورة التي أرادها له الاستعمار من فصل للدين عن السياسة لا الصورة او الصور التي يريدها اهلها له بالحسني والموعظة الحسنة بعد تحررهم من حكم الأجانب.

    ولم يكن غلب الاسلام بالاستعمار غائباًًًً عنا في اليسار حين كنا نقول بشكل عام أننا نريد أن نسترد ثقافتنا الوطنية التي طغي الاستعمار عليها ومحاها. ثم زاغت عيوننا عن ذلك بفضل "الأزمة الفكرية في الحزب" التي إنتابت الشيوعيين منذ اوائل الستينات وحالت دونهم والنظر الراشد في امهات مسائل التحرر من الاستعمار. وهي الأزمة الناشبة بعقل الحزب الشيوعي وخياله حتي كتابة هذه السطور . . . وباعترافه ايضاً. ولما غاب ذلك النظر استعاض اليسار عنه بجفاء عام لذكر الشريعة أو تطبيقاتها في ملابسات " حرب الديك ،سك الديك" مع الاسلاميين. ولم يكن الاسلاميون بأقل غفلة عن التقليد الشرعي السوداني.

    وثاني هذه الامور الخطرة التي تتصل بالتقليد الشرعي السوداني في القضائية هو ان الشريعة لم يرتج عليها بغلب الكفار الباهظ واستثمرت حتي ضواغط المستعمرين وأقباس حداثتهم الشحيحة لتخرج بقانون للأحوال الشخصية ناضج ولتعالج مسائل الرق وغيرها بذكاء وكفاءة.

    وهذه المعاني الخطرة هي موضوع كتابي الذي صدر عن دار الأمين بالقاهرة في يناير الماضي وعنوانه "الشريعة والحداثة".

    صندوق

    قل ليه ما يهدر فرحتهم: صلاة سعادة المدير

    وجدت في كلمة نشرها المرحوم الفاتح النور، مؤسس جريدة ودار كردفان، ليس بياناً شافياً لهوان الاسلام علي الاستعمار وحسب بل لكيف اقض هذا الهوان مضجع جمهرة المسلمين وباتوا منه علي ضعة ومذلة. وهذا العار هو ما سماه بازل ديفدسون، المؤرخ لافريقيا، ب" الخزي الخلقي للاستعمارCOLONIAL MORAL INJURY." وهو ما تتركه غربة الحاكم الدينية أو العرقية من جراح في الرعية التي فرطت في استقلالها فتمكن منها من لا تتواثق معه علي شيء ابداً ولا يستشعر مثقال ذرة مما تشعر.

    ففي اول عهد الاستقلال تعين السيد مكاوي سليمان اكرت مديراً لمديرية كردفان. وجاء يوم صلاة الجمعة وحضر الصلاة. وهذا ما كتبه الفاتح عن هذه الصلاة المحضورة:

    فقد جاء ذات يوم السيد مكاوي سليمان اكرت مدير كردفان في زي وطني يقود عربة الدولة ذات العلمين لتأدية صلاة الجمعة بمسجد الابيض العتيق. وبهر المنظر المصلين. فما زالت سطوة المدير الانجليزي نافذة علي عقلهم ونظرهم. وانتهت الصلاة. خرج سعادة المدير مكاوي والمصلون يتسابقون للتأكد من أنه سعادة المدير شخصياً.

    وكان عصر ذلك اليوم ومساؤه لاحديث للناس الا عن صلاة سعادة المدير. وطبعاً كل من شاهده يروي عن صلاته بمزيد من المشوقات للذين لم يحظوا برؤيته.

    وفي اليوم التالي السبت طلبني مولانا الشيخ الكبير محمد الامين القرشي وكان يومها قاضي شرعي مديرية كردفان. وهو رجل عظيم ومجاهد كبير في سبيل الاسلام لم يخلد ويكرم كما ينبغي (لبعض سيرته راجع كتاب الدكتور احمد عبدالرحيم نصر عن التبشير المسيحي والاسلامي في جبال النوبة). وعندما ذهبت اليه قال: قل لصاحبك المدير ما ينقطع عن صلاة الجمعة. وقل ليه صلاته امس صحت المسلمين ورفعت معنوياتهم وأحس ضعاف الايمان منهم والسذج بعظمة الاسلام بصلاته هذه. ومن واجبنا أن نسايرهم علي قدر عقولهم. قل ليه ما يهدر فرحتهم ولا يتخلف عن صلاة الجمعة أبداً. وإذا كان الوضوء صعب عليه وكان البرد شديداً يجي بس بدون وضوء (جريدة الايام 4 يناير 198

    وكان الاسلام المغلوب هو وحده العلماني. ولم تكن المسيحية. فقد كان المديرون الانجليز يؤدون صلوات الأحد في الكنائس الانجليكانية المبثوثة. وقد انعقدت اواصر دينية وسياسية شتي في هذه العتبات الدينية حكي عنها القس قوين "امام" كنيسة قصر الحاكم العام فيما روي عن كتشنر وونجت. ولا يزال بيننا من يحاجج ان الثقافة الاسلاموعربية ظلت ناشبة الاظفار في السودان ابداً بينما راينا في النص رجل من عترة القرشي ود الزين يرخص للمدير الافندي ان يصلي بغير وضوء لرد الاعتبار للاسلام بعد ستين عاماً من هوانه علي الناس
                  

العنوان الكاتب Date
ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-15-04, 08:23 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. سارة منصور04-15-04, 09:17 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Saifeldin Gibreel04-15-04, 09:26 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. الواثق تاج السر عبدالله04-15-04, 09:39 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. سارة منصور04-15-04, 09:42 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-15-04, 10:18 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. ترهاقا04-15-04, 10:26 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. سارة منصور04-15-04, 10:53 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Abdel Aati04-15-04, 11:30 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-16-04, 00:34 AM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Saifeldin Gibreel04-16-04, 01:54 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-16-04, 04:42 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. al-Hameem04-16-04, 02:49 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-16-04, 09:53 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. aymen04-16-04, 11:54 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-17-04, 09:33 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. samia gasim04-18-04, 07:34 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-18-04, 08:04 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Roada04-18-04, 09:21 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. أحمد أمين04-19-04, 01:13 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-19-04, 02:46 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. nada ali04-19-04, 06:16 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-19-04, 07:51 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Saifeldin Gibreel04-19-04, 08:22 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-20-04, 07:10 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-23-04, 11:14 PM
    Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Abdel Aati04-23-04, 11:58 PM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-24-04, 00:08 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-24-04, 02:41 AM
  Re: ارفعوا ايديكم عن فاطمة احمد ابراهيم. Bashasha04-24-04, 08:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de