الزمان بداية عقد التسعينات من القرن الماضى كان نظام الانقاذ مشغولا بمشروعها الحضارى ، تدريب المليشيات تحت مسميات مختلفة ودعوة كل اللذين يريدو ن رؤية المشروع الحضارى على ارض الواقع ، لا انسى ابن راشد الغنوشى الذى سمى بخالد السودانى وقد التحق بجامعة الخرطوم ولا انسى تلك الفرق العربية التى تاتى لتنشد فى المناسبات لاهل السطوة والحظوة ، حتى فى عمق الصحراء لايخلو من الوافدين لاهل المشروع الحضارى فقد صادفت احد الليبيين وقال لى قد هربت سيرا على الاقدام هربا من عيون قوات العقيد وذلك كان فى عام 1992م وقد قابلت ايضا بعض السوريين وقالوا نحنا فى طريقنا للخرطوم و كذلك صادف ظهور شركة الهجرة ودخول اسا مة الذى اغدق على اهل الانقاذ بالمال واتى بكل ماله وخرج بالقليل اليسير مخلفا الكثير من ماله واتباعه من خلفه ، كان الثقافة العامة للناس التدريب والسلاح والجهاد والحرب واتذكر تدريب ارض المعسكرات بسوبا و ظهور ساحات الفداء ، ما لا اريده فى ساحات الفداء منظر القرى وهى تحترق والجثث المترامية كان كل شئ تعبئة ، وانا بحكم وصية جدى عليه الرحمة والمغفرة لا اريد العسكرية لانه وصانى وقال لى يا ولدى اقرأ وتعلم واذهب الى ابعد ما يمكن ان يكون العلم لكن فقط لا تلبس الكاكى ولا تبقى قاضى ، عموما كان الانقاذ قد جيش كل البلاد باسم حماية الدين من الاعداء المفترضين والوهميين ولايفارق اسماعنا ، مايقولونه هى لله هى لله لا للسلطة ولا للجاه ، امريكيا روسيا قد دنت عذابها وسفينة الانقاذ تحرك الركب ركب والما ركب القطار بدوسه ومزقنا فاتورة القمح ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع هذه كانت ادبيات الانقاذ فى تلك افترة
فى هذا الوقت وفى هذا الجو الغير عادى وصل محمد قادما من الولايات المتحدة الامريكية وهو قد غادر البلاد منذ سنين عديدة وكان يمنى نفسه بان يرى الوالد والوالدة ويقضى معهم اجازة سعيدة لكن ماحدث ان اهل الانقاذ قد حددوا له زمنا قصيرا جدا لرؤية اهله ومغادرة البلاد فى فترة وجيزة واحتج محمد كثيرا لهذا القرار الظالم وقال لهم انا جئت لاقضى اجازتى وسط اهلى فقالوا له انت انسان غير مرغوب فيك لانك تحمل الجنسية الامريكية ، ولم ينجح محاولات محمد لاقناعهم بان هذه الجنسية ما هى الا وسلية لمحاربة الفقر واكل عيش بكرامة الا ان فتة الانقاذ اكدوا له ضرورة المغادرة فى اقرب وقت ممكن ولا مجال للجدال هذه تعليمات عليا ،
ذهب محمد لمكتب الحجز ( سودانير) ليتجه الى الفاشر ابو زكريا حتى يرى اهله واحبابه فى هذه المدة المحددة من قبل النظام وقد حاول ان يحجز باقرب رحلة الا انه لم يجد حجزا والزمن الذى قد حدده الجهات الامنية قد شارف النهاية ، اضطر محمد ان يقوم بتاجير طائرة الى الفاشر حتى يتمكن من رؤية والديه واهله واقاربه وقد وفق فى ذلك الا انه بعد وصوله تم استدعاعه من قبل السلطات هناك وطلبوا منه المغادرة فورا فقام محمد بوداع اهله واحبابه وقد استنكروا تلك السلوك والمعاملة الغير كريمة مع محمد وكل اهل الحى استنكروا ذلك وقد ودع محمد البلاد وقلبه يتقطع الما والى يومنا هذا فهو بامريكا رد الله غربته والكل يتمنى عودته وانا اقول له من هنا الكل يريد ان يراك وانت تعود الى احبابك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست