صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة بتاريخ 30 ديسمبر 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2006, 11:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق (Re: الكيك)

    أول صحيفة سودانية تصدر عبر الإنترنت من الخرطوم - أسسها خالد عز الدين و محمد علي عبد الحليم


    --------------------------------------------------------------------------------

    رئيس التحرير: طارق الجزولي

    تلفون: 0912201125

    --------------------------------------------------------------------------------



    [email protected]




    Last Update 12 يناير, 2006 01:24:37 PM

    رصد للتداعيات الخطيرة لمجزرة المهندسين على مصير جنوب السودان

    نهر الدم من ضاحية سوبا إلى ميدان مصطفى محمود

    يوسف الشريف

    كاتب مصري
    [email protected]

    أكاد لا أصدق ما حدث للأشقاء السودانيين المعتصمين فى ميدان مصطفى محمود بحى المهندسين، وكلهم مساكين ضاقت بهم سبل الحياة فى أدنى مستوياتها المعيشية، ويعلم الله كم وألوان مكابدتهم للمشاق والعنت، حين باعوا كل ما يملكونه من حطام الدنيا، وحملوا زوجاتهم وأولادهم فى رحلات ومسيرات برية ونيلية وجوية حتى وصلوا إلى القاهرة، ولاذوا فى أحضان أشقائهم المصريين إلى حين موافقة المفوضية الدولية للاجئين على ترحيلهم واستيطانهم فى دولة ينعمون فيها بالاستقرار والاحترام والعمل الشريف، وتباعد بينهم وشبح المظالم والتهميش وويلات الحرب الأهلية والمجاعات والأوبئة التى ظل الموت يحصد منهم بالآلاف فى السودان!

    ليس كل ضحايا المأساة من أبناء جنوب السودان، كان بينهم كذلك أخوة لهم أقل عددا من المناطق المهمشة فى دارفور وكردفان وجبال النوبة، وعلى ما يبدو أن التهميش كان بمثابة الوجيعة والتنظيم العفوى الذى لملم شتاتهم أجمعين، ووحد مشاعرهم وجهودهم لمواصلة الاعتصام والاحتجاج والعصيان المدنى إلى حين التجاوب مع مطالبهم التى يرونها عادلة وممكنة، بينما رأتها المفوضية الدولية للاجئين غير مشروعة ومستحيلة.. لماذا؟

    لأن صفة اللاجيء السياسى التى تبيح حق الترحيل والتوطين فى دولة أخرى غير السودان، كانت متاحة من قبل واستفاد منها المئات من الجنوبيين بوجه خاص، لكن هذا الحق وتلك التسهيلات تلاشت فجأة إثر توقيع اتفاقية السلام بين حكومة الانقاذ والحركة الشعبية التى كانت تمارس التمرد المسلح بزعامة العقيد جون جارانج ايذانا بنهاية الحرب الأهلية وعودة الفارين واللاجئين والنازحين بالتالى إلى قراهم، بمجرد الشروع فى تأسيس الدولة الجنوبية الوشيكة من جهة، وترقب المؤتمر الذى حددته اتفاقية السلام بست سنوات، وعندها يجرى الاستفتاء الشعبى حول استقلال الجنوب أو بقائه موحدا مع الشمال من جهة أخرى!

    لن نخوض غمار ما جرى من عدوان الأمن المصرى وترويعه للمعتصمين المدنيين الاثنين إلى حد سقوط نحو 28 قتيلاً وعشرات المصابين، وبصرف النظر عن تبادل الاتهامات مع مفوضية اللاجئين حول المسئولية عن قرار فض الاعتصام، وبصرف النظر كذلك عن صبر الحكومة المصرية على الأوضاع اللاإنسانية والمجافية للشرعية أو البيئة، وبصرف النظر أيضا عن الدور الذى نهضت به الخارجية المصرية وسفارة السودان والسيد الصادق المهدى والأستاذ فاروق أبو عيسى والدكتور ميلاد حنا وأسرة وادى النيل ونخبة من القيادات الجنوبية.. وباءت جميعها بالفشل فى فض الاعتصام أمام رفض المعتصمين لكل العروض والحلول الوسط حول تسكينهم ودمجهم فى المجتمع المصرى أو توفير السكن والعمل والخدمات فى قراهم بانتظار عودتهم من القاهرة و...و رغم كل هذه الحقائق تظل مصر مدانة من رأسها حتى قدميها حول المأساة التاريخية التى وقعت فى ميدان مصطفى محمود، فإذا كان فض الاعتصام نهاية المطاف والحل الجذرى، كما أنه كان القرار الذى لا رجعة فيه، إلا أن اسناد المهمة لقوات الأمن التى تجهل ألف باء الثقافة السياسية والأسلوب الأمثل لممارستها، فضلا عن افتقارها للخيال وانتهاجها دوما للقوة فى حل المشكلات على نحو ممارساتها الفظة فى حضن المظاهرات واجهاض الحريات الديمقراطية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة وما سبقها من انتخابات!

    إذن من المسئول الأول عما جرى.

    ولا يخامرنى الشك لحظة واحدة حول حكومة الانقاذ أو حكومة حزب المؤتمر الوطنى باعتبارها المسئول الأول فى سياق مسئوليتها الكارثية من كل ما جرى فى السودان من نكبات، فهى التى أججت الحرب ضد التمرد فى الجنوب باعتبارها حربا مقدسة، ضحيتها من الشماليين شهداء فى جنة الخلد مع القديسين والحور العين، بينما ضحاياها من الجنوبيين كفرة وملاحدة ومأواهم النار وبئس القرار!

    ومنذ اندلاع تمرد الحركة الشعبية انطلاقا من مدينة بور فى الجنوب عام 1983 ظلت خزانة الدولة المكبلة بالديون تدفع مليونى دولار يوميا لكبح جماح التمرد، وعندما سئل الرئيس عمر البشير لماذا تتفاوض حول مشكلة الجنوب مع جارنج وتستبعد أحزاب المعارضة؟ قال لأن جارنج يحمل السلاح وعلى الذين ينافسوننا أن يحملوا السلاح وينازلونا على السلطة، الأمر الذى استجابت له الأحزاب المنضوية فى التجمع الوطنى الديمقراطى المعارض، حين نزلت ميليشياتها ساحة الحرب الأهلية!

    ليت المشكلة لم تبرح معادلات القوة بين حكومة الانقاذ والمعارضة، فلأن الجيش السودانى بدأ يتآكل فى أتون المعارك، من هنا كان اللجوء لما عرف بقوات الدفاع الشعبى عبر الانخراط فى تشكيلاتها طوعا أوقسرا، فكان تعقب شباب السودان فى البيوت والأندية والجامعات والشوارع وشتى مجالات العمل، والقبض عليهم وتجنيدهم، ثم دفعهم إلى ساحة الحرب الأهلية فى الجنوب، وراح ضحية عدم تدريبهم عسكريا وافتقارهم لوازم الحرب مئات من الشباب، وبعضهم فضل الانتحار على الموت من أجل قضية غير مبررة؟؟.

    من هنا يكمن واحد من أهم الأسباب ودوافع جرة والنزوح إلى شمال السودان وإلى دول الجوار، خاصة أنهم يمثلون غالبية الجنود فى القوات المسلحة، ولأن الخراب والدمار والتهميش كان من نصيب الجنوب، حتى بعد اكتشاف الثروة النفطية فى الجنوب ظل أبناء الجنوب والمغرب القاسم المشترك الأعظم فى مشكلة البطالة، ومحور ظاهرة الشماسة الذين يقفون فى شوارع الخرطوم وغيرها من المدن ساعات النهار تحت أشعة الشمس، ويحترفون غسيل السيارات نقل البضائع وبيع السجائر والموز، حتى لحقهم وصف أبناء جارنج لكونهم من الجنوبيين!

    وإذا كان عدد النازحين إلى خارج الجنوب يربو على أربعة ملايين سودانى، فمن المتعين إذن ادراك البداية، حين انقلب الرئيس جعفر نميرى على اتفاقية السلام التى وقعتها الحكومة عام 1972 مع تنظيم الانيانيا التى تزعمت التمرد الأول لأبناء الجنوب بقيادة جوزيف لاجو وبعدها صدر قراره عام 1987 بتقسيم الجنوب الموحد إلى ثلاثة مناطق تجنبا لنفوذ قبيلة الدينكا التى كانت تهيمن على مفاصل السلطة فى الجنوب آنذاك.

    ورغم أن معظم سكان الجنوب ممن لا دين لهم سوى ممارسة العبادات الافريقية والطمطمية، اضافة إلى المسيحيين وقلة من المسلمين، إلا أن حملة ضارية شنتها المنظمات التبشيرية ومجلس الكنائس العالمى ضد النظام الاسلامى فى الخرطوم، بدعوى الشروع فى تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية على الجنوب، بل وكانت عملية تهدئة خواطر الجنوبيين حتى يقبلوا بالنص فى الدستور على أن الاسلام مصدر التشريع، ولا تسرى الشريعة الاسلامية إلا على الشمال المسلم فحسب، من أبرز العوامل التى أدت بالحكومة إلى التساهل فى العديد من الثوابت خلال عملية التفاوض مع الحركة الشعبية!

    على أن هذه العوائق إن كانت من أسباب ودوافع هجرة ونزوح الجنوبيين، إلا أن اشكالية تهميش الجنوب تمثل أهم الأسباب والدوافع، فلا مأوى ولا طعام ولا علاج، وإنما الضياع ومضيعة الوقت فى الأنوايات التى تقدم مشروب الكانيمولى أو الماريسة وغيرها من الخمور الشعبية الرخيصة، ومنذ شهور تناقلت وكالات الأنباء من الخرطوم ما يفيد تمرد أبناء الجنوب فى ضاحية سوبا، حين حاولت قوات الأمن انتزاعهم من مساكنهم العشوائية تمهيدا لترحيلهم إلى الجنوب، فكان سقوط القتلى والمصابين بالعشرات، لكأن ما حدث فى سوبا ارهاص لما حدث بعدئذ فى ميدان مصطفى محمود.

    فإذا كان مما لم يكن منه بد عبر نفاذ قرار الحكومة المصرية بفض اعتصام أكثر من ألفى سودانى، فلاشك أن المأساة الكبرى تكمن فى أسلوب التنفيذ، فلماذا كان مفاجئا كما لو أنه من الأسرار الخطيرة التى يتحتم اخفاؤها إلى حين شن المعركة العسكرية الضارية ضد العدو مبين بينما كان المطلوب الاعلان عنها قبل تنفيذها بوقت كاف وعلى أوسع مدى، لتبرئة ساحة مصر من هذه الجريمة النكراء، خاصة أن مصر والسودان أجازتا قانونا يمنح مواطنى كل دولة فى الدولة الأخرى حقوق المواطنة والعمل والتملك، مما يعنى سريان القوانين المصرية على الأخوة السودانيين المعتصمين!

    كذلك اخفقت قوات الأمن فى وضع الخطة واختيار الأسلوب المناسب لترحيلهم بهدوء وبأقل الخسائر الممكنة، كان بالامكان على سبيل المثال البدء بالهجوم والترحيل عبر اختيار شريحة منهم، وعندها سوف تقتنع الأغلبية بأن الأمر جد وما هو بالهزل، ثم لماذا لم تستخدم القنابل المسيلة للدموع أو الأعصاب، حتى يسهل السيطرة عليهم دون أدنى خسائر بديلا عن خراطيم مياه الموت فى عز الشتاء؟

    ليس معنى ذلك الموافقة على ترحيلهم من ميدان مصطفى محمود بأى وسيلة كانت، وذلك أن العمل السياسى حين يدعمه الوعى والبحث العلمى، كان من السهل الوصول إلى الهدف من أقصر الطرق وأكثرها أمنا، لكن ماذا نقول عن حكومة لا تدرك خطورة ما حدث؟

    إن قوام جيش محمد على ثم الخديو اسماعيل كان من أبناء الجنوب وجبال النوبة وقبيلة الشايقية، وحين صدر قرار الاحتلال البريطانى بترحيل الجيش المصرى من السودان فى أعقاب اغتيال سيرلى ستال، انبرى تنظيم اللواء الأبيض عام 1924 وتصدى للاحتلال ومحاولة منع الجيش المصرى من الرحيل، وكان على رأس التنظيم الضابط على عبداللطيف وأعوانه وكلهم ينتمون إلى قبيلة الدينكا الجنوبية!

    وعلى مدى متابعتى الميدانية لشئون السودان، أشهد أنه لم يعتد على مصرى واحد من العاملين فى التعليم أو الرى بالجنوب، سواء خلال اندلاع التمرد الأول أو التمرد الثانى، ثم إن مشاركة الصاغ صلاح سالم فى حلبة الرقص التى أقيمت احتفاء بزيارته للجنوب، كان لها أبعد الأثر المعنوى والسياسى فى نفوس الجنوبيين وكسبهم إلى جانب مصر وهى تخوض المفاوضات الصعبة مع الانجليز حول الجلاء عن وادى النيل، إلى ذلك فقد غامر باختراق قانون المناطق المقفولة الذى وضعه الانجليز لمنع دخول السودانيين والمصريين وتواصلهم مع الجنوبيين، وهو كذلك ازدرى سلوك المفتش الانجليزى علانية ووبخه على سوء معاملته للجنوبيين فى حضورهم، ولعله نفس الازدراء والتوبيخ المصرى الذى طال القائد والمستكشف البريطانى صمويل بيكر لسوء معاملته للجنوبيين، فيما يحمد لصلاح سالم كذلك فتح المزيد من المدارس المصرية فى الجنوب، بالتزامن مع اتاحة الفرصة أمام أبناء الجنوب للدراسة فى الجامعات والمعاهد المصرية، ولاتزال جموعهم تواصل الدراسة حتى الآن فى مصر بما يفوق عددهم بالمدارس والجامعات فى شمال السودان.

    وإذا كانت مصر ترنو إلى تعمير ما خربته الحرب الأهلية فى جنوب السودان بالتعاون مع الجامعة العربية والدول المانحة، فلأنها تراهن على خيار الجنوبيين لوحدة السودان بديلا عن الانفصال أو الاستقلال، ولعلنا من هنا ندعو بكل ما أوتينا من ادراك معرفى بأوضاع الجنوب ومفردات الشخصية السودانية بوجه عام، إلى مداواة وجيعة المرحلين بالقوة من ميدان مصطفى محمود، وإذا كان الدكتور أحمد نظيف قد اهتم بزيارة المصابين من قوات الأمن الذين نفذوا أوامر فض الاعتصام والترحيل، فقد فاته القيام بنفس الواجب من الأخوة السودانيين وبينهم من فقد زوجته أو طفله أو فقدت زوجها، وبينهم المصاب جسديا ومعنويا..

    فى كل الأحوال لا مفر من اعلان التحقيق فى هذا الحادث التاريخى الخطير، وأن تبادر حكومة الدكتور نظيف إلى نقد الذات والاعتذار، خشية ما لا يحمد عقباه عبر الانتقام من المصريين فى السودان واستغلال بشاعة ما جرى للجنوبيين وغيرهم فى الاساءة للعلاقات الأزلية الحميمة بين شعبى وادى النيل، ثم أهيب بالزملاء الكتاب والصحفيين الامتناع عن اضرام الفتنة ومعالجة شرورها بحكمة وموضوعية.. والله من وراء القصد!

    نقلا عن العربي

    جريدة الحزب العربي الديمقراطي الناصري
    أراء و مقالات


    ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
    ضحايا مجزرة 30/12/2005، ليست ساحة للمعارضة المصرية لتصفية حساباتها مع حبيب العادلي بقلم نور الدين عطا السيد-القاهرة

    /1/2006 1:54 م
    • ضحايا مجزرة 30/12/2005،
    ليست ساحة للمعارضة المصرية لتصفية حساباتها مع حبيب العادلي
    • فليختار المصريون معاركهم ضد نظامهم، ولنختار نحن السودانيون معاركنا ضد نظامنا المستبد وضد المصريين!!!!!!
    نورالدين عطا السيد/القاهرة
    [email protected]
    فجأة انبرت أقلام مستقلة،و مجموعات حزبية ،وصحف معارضة ونشطين حقوقيين وسياسيين، امتلأت الصحف ،القنوات الأرضية والفضائية ،الصحف الإلكترونية وامتلاء سماء الكون بين حاكي وغاضب ومنددا بالمجزرة التي قامت بها قوات الشرطة المصرية ضد اللاجئين السودانيين العزل المعتصمين بحديقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ال500 متر، أمام مبني الأمم المتحدة بالقاهرة.
    وكأن كل هؤلاء لم يسمعوا قط استغاثة أولئك اللاجئتين علي مدي ثلاثة اشهر، وركضهم خلف المنظمات والقنوات الفضائية والنا شطيين الحقوقيين والسياسيين من اجل أنصافهم، والاستماع لمطالبهم، أو العمل معهم من اجل إيصال صوتهم للمنظمات المعنية…. وكأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان تفاجاة بما جري لهؤلاء المساكين.. ونسي أو تناسي ركضهم خلف موكبه أمام مبني الجامعة الأمريكية بالقاهرة في شهر أكتوبر الماضي وتسليمهم إياه شخصيا مذكرة تحتوي مظالمهم ومطالبهم.
    وكأن كل المنظمات المصرية والنا شطين في مجال حقوق الإنسان تفاجاوا بما جري… وكان جماعة الأخوان المسلمين المعارضة في البرلمان المصري لم تكن تدرك بان هناك لاجئين مقيمين أمام مبني الأمم المتحدة داخل حديقة أمام جامع مصطفي محمود.. وهي(أي جماعة الأخوان المسلمين) كانت تنظم تظاهرة ضد النظام المصري كل جمعة في حديقة مجاورة لحديقة المعتصمين أمام مسجد مصطفي محمود….. وكأن وكأن وكأن!!!!!
    غير أن ما أدركه أن تلك الأرواح التي زهقت والمئات منهم الناجون من هذه المجزرة والقابعين حتى هذه اللحظة داخل معتقلات وسجون أجهزة الأمن المصري، والمهددين وبموافقة ومباركة الحكومة السودانية ومفوضية الأمم المتحدة بترحيلهم إلى السودان، كل تلك، ليست عرضة للمتاجرة بها لمكاسب سياسية رخيصة او أو لتصفية حسابات قديمة بين الأخوان المسلمين وحبيب العادلي أو للظهور أمام الرأي العام المحلي والعالمي في دور المدافع عن كل الإنسانية.
    فقد بدأت مأساة أولئك اللاجئين وغيرهم أول ما بدأت عقب إعلان مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين _ مكتب القاهرة تعليق البت في الاحتياجات الفردية للحماية الدولية للسودانيين منذ يونيه 2004!!!!! يعني منذ سنة ونصف أوقفت المفوضية طلبات اللجوء للسودانيين وتركتهم من غير حماية من غير مساعدات مالية وعلاج ومن غير تعليم لابنائهم!!!!!!
    كما شرعت المفوضية منذ ذلك التاريخ بتخفيض أو وقف المساعدات المالية التي كانت تمنح للاجئين…المسجلين لديها ورفعت العلاج من مجانا إلى أن يساهم اللاجئ بربع القيمة ثم بنصف القيمة…. وهذه المساعدات المالية والعلاجية تشمل فقط حاملي البطاقة الزرقاء.بمعني إن هذا القرار لا يشمل من آتو طلبا للجوء بمصر عقب يونيه 2004، لانهم غير معترف بهم كلاجئين!!!!.
    وكذلك رفعت المفوضية _ مكتب القاهرة شعار العودة الطوعية للاجئين السودانيين او الاندماج في المجتمع المصري … دون أن تعمل على إزالة وتذويب العقبات التي تحيل بين اللاجي واندماجه داخل أي مجتمع مثلا: ( لم تعمل علي توفير حق التعليم الثانوي المجان لابناء اللاجئين او توفير الفرص المتساوية للدخول الجامعي ونتيجة لذلك يتوقف تحصيل أبناء اللاجئين التعليمي علي المرحلة المتوسطة.. وفي التحصيل الجامعي يعامل اللاجئ كأجنبي وعلية واجب دفع المصاريف الجامعية بالعملة الحرة. كما انه غير مسموح لاصحاب المهن بمزاولة المهنة حسب مؤهلاتهم العلمية والأكاديمية.. وغير مسموح لاصحاب الحرف بفتح الورش والمحلات الخاصة بهم. ) فهل يعقل ؟؟؟؟ لا تقدم المفوضية المساعدات المالية والعلاجية اللازمة للاجئين, ولا تسمح السلطات المصرية وفقا للقانون بعمل الأجانب , ويقر قانون الجامعات المصرية تعليم الأجانب بالعملة الحرة … فكيف للاجئ ان يندمج في مثل هذه الظروف. ونتيجة لهذه الإجراءات التعسفية التي قامت بها مفوضية اللاجئين بالقاهرة صارت العودة قسرية وليست طواعية.. فعندما تسلب من اللاجي كل المساعدات التي كانت تقدم له، ولا تعمل علي تسهيل عملية الاندماج تسمي تلك بالعودة القسرية.
    هناك أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين يجابهون ظروف صحية ومرضية بالغة الخطورة, وتبين التقارير المرفقة والصادرة من الأطباء والمستشفيات المتعاقدة مع كاريتاس(شريك المفوضية)استحالة معالجة هذه الحالات داخل جمهورية مصر العربية. او ارتفاع تكلفة إجراء تدخل جراحي او خطورته, لانه في حالة إجراء تدخل جراحي فان المريض سوف يعاني من عاهة مستديمة او ربما تؤدي بحياته نظرا لقلة وضيق الإمكانيات بجمهورية مصر العربية,,, ففي مثل هذه الحالات تقف المفوضية مكتوفة الأيدي او يغلب عليها الطابع البيروقراطي في معالجة مثل هذه الحالات مما يتسبب في اغلب الأحيان بوفاة المريض قبل ان تقرر المفوضية ما يجب القيام به.
    من ضمن العوامل التي دفعت السودانيين بالخروج من وطنهم بحثا عن اللجوء في شتي بقاع الأرض، هو ما تعرضوا له داخل السودان من قمع واضطهاد عرقي وديني، وما جابهه العديد منهم من اعتقالات تعسفية وما مارسته أجهزة الأمن السودانية من اعتقال وتعذيب واغتصاب في حقهم، كما تعكسها بيانات المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان. غير ان كل ما قابلوهوا من قبل نظامهم القمعي في السودان ودفع بهم إلى الهروب إلى جمهورية مصر والاحتماء بمظلة المفوضية ظل الحال كما هو بل أسوء :
    • اذ يتعرض كل السودانيين بجهورية مصر لكافة أشكال الاضطهاد من قبل المواطن المصري وذلك بسبب اللون.
    • تتعرض السودانيات العاملات بالمنازل لشتي أنواع المعاملة اللا إنسانية والحاطة للكرامة من قبل المستخدمين مثل الضرب والاغتصاب وغيره.
    • يتعرض السودانيين للمضايقات داخل منازلهم وذلك من قبل المواطنين مدعومين بأفراد من قوات الشرطة والأمن، اذ يتعرضون للضرب والسرقة واغتصاب زوجاتهم أمام أعينهم.
    • يقبع أعداد من السودانيين داخل السجون المصرية دون أن توجه لهم تهم محددة ويتعرضون للضرب من قبل رجال الشرطة داخل الأقسام.
    ويبقي السؤال هو أين هي تلك الحماية التي توفرها المفوضية للاجئين السودانيين بجمهورية مصر؟

    كما انه هنالك آلاف من ملتمسي اللجوء من السودانيين والذين تقدموا بطلباتهم منذ اكثر من عام، ولم تبت المفوضية في أمرهم حتى هذه اللحظة، وتتكون الغالبية منهم من أبناء دار فور الذين اتو إلى جمهورية مصر منذ اكثر من عام وذلك عقب حملات الإبادة العرقية التي ما ذالت تشنها القوات الحكومية مصحوبة بالمليشيات العربية المسلحة حتى الآن. وهم يعيشون في ظروف صحية وإنسانية بالغة الخطورة في جمهورية مصر، و وإضافة لكل ما تم ذكره سابقا، مما يعانيه اللاجئين السودانيين بشكل عام فان معاناتهم الإضافية تتمثل في :
    • عدم اعتراف المفوضية بهم كلاجئين، مما يضعهم في خانة المبعدين من كل البرامج التي تقدمها المفوضية للاجئين المسجلين، برغم قلتها.
    • هنالك إعداد كبيرة منهم أتوا إلى مصر طلبا للجوء مصطحبين أطفالهم، وفي الغالب يبلغ حجم هذه الأسر اكثر من خمسة أشخاص للأسرة الواحدة، ولا تقدم لهم المفوضية أي شكل من أشكال المساعدات المالية.
    • لا تقدم المفوضية أي شكل من أشكال المساعدات الطبية لملتمسي اللجوء، و أسرهم، كما إن هنالك بعضا منهم يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة تحتاج للمتابعة والعلاج المستمرين، وبرغم ارتفاع تكلفة العلاج والأدوية لا تساهم المفوضية في التخفيف من آلامهم، من خلال توفير الرعاية الطبية لهم.
    ونتيجة لكل تلك الظروف التي يعاني منها اللاجئين وملتمسي اللجوء السودانيين منذ حوالي العامين قامت مجموعة صوت اللاجئ( وهذا هو الاسم الرسمي للجنة التي نفذت وقادت الاعتصام) في 29/9/2005 بتنفيذ الاعتصام أمام مبني الأمم المتحدة بشارع جامعة الدول العربية و مطالبة مفوضية اللاجئين تنفيذ التزاماتها تجاه اللاجئين وملتمسي اللجوء السودانيين، وقامت اللجنة بتنفيذ هذا الاعتصام بعد أن أقفلت مفوضية اللاجئين كل الفرص أمام الالتماسات الفردية والجماعية التي كان يقدمها اللاجئين وبعض المنظمات التي تمثلهم، كما أوقفت المفوضية كل فرص الاستماع لشكاوي ومعاناة اللاجئين. وبدأ هذا الاعتصام أول ما بدأ بعدد لا يتجاوز الأربعين لاجيء سوداني ومع مرور الأيام وسخط اللاجئين بأسلوب حياتهم المزري ارتفع عدد المعتصمين أمام مبني الأمم المتحدة إلى 3500 لاجيء سوداني وقد فاق العدد في بعض الأيام ال5000 لاجيء.
    وفي ر أيي الشخصي أن الجدير بذكره هنا هو الإشادة باللجنة (صوت اللاجئ) لقدراتها العالية في أداره وتنظيم هذا التجمع علي مدي ثلاثة اشهر بحكمة ورقي، وعمدت صوت اللاجئ علي تكوين خمسة لجان فرعية من بين المعتصمين أنفسهم لمساعدتها في إدارة وتنظيم هذا التجمع الضخم، وكانت تقسيمات تلك اللجان ومهامها كالآتي.
    1/ لجنة التفاوض: ومهمتها إدارة التفاوض مع المفوضية والشرطة التي تقوم بحراسة الاعتصام.
    2/ لجنة الإعلام: ومهمتها الإدلاء بالتصريحات وأجراء المقابلات مع وسائل الإعلام والمراسلين الصحفيين عن كل ما توصلت له لجنة التفاوض أو عن أسباب الاعتصام وظروف اللاجئين السودانيين بمصر. إضافة إلى عمل تنوير كل مساء واطلاع اللاجئين المعتصمين بكل جديد والاستماع لأراءهم ومقترحاتهم.
    3/ لجنة الغذاء: ومهمتها القيام يوميا منذ الفجر للوقوف في طوابير أفران العيش البلدي(العيشة الواحدة ب خمسة قروش) من اجل شراء الكميات التي توفر وجبة واحدة للأطفال والنساء وكبار السن منهم. ثم القيام بطبخ حلة عدس وعمل سندوتشات وتوزيعها علي كل المعتصمين.
    4/ لجنة الأمن والحراسة: ومهمتها عدم السماح للمعتصمين بالاحتكاك بسكان المنطقة, عدم السماح لأي شخص بدخول المعسكر ما لم يكن سوداني ويبرز الجواز أو بطاقة الأمم المتحدة, والسماح للصحفيين وممثلي المنظمات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية بالدخول بعد إبراز بطاقته الصحفية أو ما يثبت ذلك, العمل علي تسليم متعاطي الخمور أو مثيري الشغب داخل المعسكر للشرطة المصرية أو ربطهم بالحبال داخل المعسكر.
    5/ كما كونت لجان أخرى كلجان ظل لادارة الاعتصام في حالة تعرض إحدى هذه اللجان للاعتقال أو السجن.
    أما عن كيفية إدارة هذا الاعتصام ماليا من اجل توفير الاحتياجات الضرورية للمعتصمين، فكان يوجد داخل المعسكر صندوق للمساهمات!!!!!!.
    يتضح مما سبق ذكره وكما قلت مدي قدرة وحكمة اللجنة المنظمة علي إدارة والأشراف علي هذا العدد الضخم من المعتصمين.. واقتناع المعتصمين بقدرة اللجنة علي إدارة دفة حياتهم داخل المعسكر، كما تنفي كل الافتراءات والادعاءات التي ألبستها بعض الشخصيات والصحف المصرية الرسمية والشعبية في حق اللاجئين المعتصمين، ويتضح مما سبق ذكره أنها مجرد اكاذيب، وتملص من المسئولية من قبل النظام المصري ومفوضية اللاجئين.. واكثر ما يثير فخري واعتزازي هي المقدرة علي الخلق والإبداع في أسوء الظروف واحلك الأيام، فقد نجحت هذه اللجنة في إدارة دفة الاعتصام علي مدي ثلاثة أشهر، من دون أن تخل بأمن المنطقة ومن دون أن تسبب مضايقات لموظفي المفوضية، بل كانت تتبع معهم أسلوب الحوار والمنطق في طرح قضاياهم ومطالبهم، واكثر ما يثير فخرنا واعتزازنا بسودانيتنا أن هذه اللجنة نجحت في إدارة الاعتصام و الاتصال بالقنوات الفضائية والصحف والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان وادارة التفاوض مع مكتب المفوضية والحفاظ علي أمن وسلامة المعتصمين بقدرة وكفاءة عاليتين طوال الثلاثة اشهر التي بقوا فيها في العراء متحديين كل الظروف بعزة نفس وكرامة، وملتزمين بالسلوك السوداني القويم.
    كل هذا كان قائم علي مرئي ومسمع من العالم لم تقف إلى جانبهم تلك المنظمات والتنظيمات علي كثرتها، لم يكن هناك صحافيين من الأهرام وغيره، لم تكن هناك جماعة الأخوان المسلمين ،لم يتواجد مثقفو وسياسيو مصر…كانوا وحدهم في العراء متحديين كل الظروف المحيطة بهم..وحين بدأت قوات الأمن دهسهم تحت أقدامها كان الكل نيام.
    إذ تطوعت الأقلام والمنظمات ، وضمائر النشطين الحقوقيون والسياسيين والمثقفين بكتابة ربع ما كتب بعد الحادث، وإذا تحرك ضمير العالم خطوة واحدة منذ ثلاثة أشهر، لما قتل الأطفال والنساء وكبار السن، ولما زج في السجون الناجين منهم… وما تجرأت حكومة الخرطوم ومفوضية اللاجئين بإعطاء الضوء الأخضر للحكومة المصرية بقتل المعتصمين!!! حصل كل هذا وكأن العالم تفاجأ … ولكن… ضحايا مجزرة 30/12/2005 ليست ساحة للمعارضة المصرية لتصفية حساباتها مع حبيب العادلي وحسني مبارك.. فالكل شريك في هذه الجريمة وإذا أرادت المعارضة المصرية والمثقفين المصريين الثأر من نظامهم القمعي فليس هذا بدمائنا وشهدائنا فليختار المصريين معاركهم ولنختار نحن السودانيين معاركنا مع نظامنا القمعي و مع المصريين.
    أما تصريحات أشخاص مثل غازي سليمان وهو كما يدعي رئيس المجموعة السودانية لحقوق الإنسان.. وشخص مثل عادل إمام وهو كما يقال عنه سفير للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة.. فإذا كانت هذه التصريحات لأشخاص في مثل مراكزهم،،،، فقولي كما تقول أمي أطال الله في عمرها( الرماد كال حماد)!!!.
    لم أتوقع هذا الصمت المهيب من حكومتنا في الخرطوم، وخاصة بعد اتفاقيات السلام ودخول الحركة والتجمع كشركاء في الحكم، رغم أنني لم أتوقع أن تأتي ردة الفعل من قبل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ولكني توقعت ردة الفعل آتية لا محال من الشركاء الآخرين الحركة أو أحزاب التجمع، ولكن هيهات… واغلب ظني ذهب إلى الآتي :ان في السودان حزب المؤتمر الحاكم في الشمال وهو الأصل، وهنالك حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فرع جنوب السودان( وكان سابقاSPLA/SPLM) ثم حزب المؤتمر الوطني(JUNIOR) وهو التجمع الوطني سابقا… فوا أسفي!!!!!
    إذا….. لم تتخذ حكومة السودان أي خطوة تجاه ما جري لمواطنيها، ولا زال النظام المصري يتبجح بإصرار عن صحة موقفه برغم مات من مات، وكذلك لم يطالب المفوض السامي بأجراء تحقيق عن اخفاقات مكتبه بالقاهرة ومحاسبة المسئولين ومن خلال هذه الأسطر..أحذر أن التصرف غير المسئول من قبل النظامين المصري والسوداني والمنظمة الدولية، حتما سوف يوقظ داخل معظم السودانيين المك نمر، مك الجعلية،،، غير انه هذه المرة ليس في منطقة الجعليين فحسب، بل في كل بقاع السودان لان الإهانة والذل شملت كل السودانيين.
    فمع كل الظلم الذي حصل للاجئين السودانيين وذويهم، ومع الإحساس بالغبن الذي احتوي كل من كان داخل الحدث أو شاهده، فظني الكبير وخوفي وخشيتي من أن تنشأ منظمة معارضة، لن تتبع الأساليب السياسية من المعارضة المكتوبة أو البرلمانية، أو حمل لافتات والوقوف لساعات أمام البرلمانات والسفارات لعكس قضاياها، وسوف تزيل من قاموسها كل الأساليب الحضارية في الاعتراض والمطالبة!، وبالتأكيد لن تعتصم بعد الآن! لن تكون بتلك الشاكلة لأنها ولدت من الظلم والإهمال،، خشيتي إن تكون أول أهدافها المصريين والمصالح المصرية داخل السودان، وكذلك النيل من كل رموز النظام الحالي بما فيهم قيادات التجمع التي هرعت مهرولة لحضن النظام والحركة الشعبية..ونواتها المئات القابعون داخل السجون المصرية في انتظار ترحيلهم إلى السودان،، إضافة للعديد من السودانيين المقيمين بمصر والذين بدأو في حزم أمتعتهم في طريق العودة إلى السودان..وهؤلاء أبناء الظلم…… فحذاري!!!!!!.

    نور الدين عطا السيد
    القاهرة



    علامات استفهام

    محمد ابراهيم الشوش

    توظيف الكارثة حزبياً

    هذه وقفة ثالثة مع بعض الأفكار التي طرحها السيد الامام الصادق المهدى في سبعينيته ثم والى تكرارها دون ان يلقى عليهاغ ضوءاً جديداً. وليس مبعث هذا التركيز اشتمال اقوال السيد الصادق - وهو رجل يجيد القول ويتقنه ويصنفه فصولاً وبنوداً - على سقطات تفرض على الكاتب ان يتصدى لها بالدحض والتفنيد، ولا لأنها تخفى بين سطورها وجوهاً يلزم تعريتها. بالعكس فالسيد الصادق اكثر السياسيين وضوحاً يحمل قلبه على لسانه. وقد يختلف الناس مع كثير مما يطرحه، وقد يجدون فيه فضولاً يحتاج الى بعض تشذيب، وتنظيراً بعيداً يحتاج الى قص اجنحته، وتعميماً لا يلزمه بشىء محدد ويتيح له ان يتفادى المواجهة، ويلتقط العصا من وسطها. ولكنه مع ذلك وفوق ذلك يملك قدراً كبيراً من الجدية والصدق والحب الحقيقي لهذا الوطن وذلك يرفعه درجات. ولا شك انه ارتكب اخطاء جسيمة في فترات حكمه القصيرة دفع هو شخصياً ودفعنا ودفع الوطن ثمنها باهظاً. ولكن الكثيرين ظلوا مقتنعين بأمانته وصدقه ووطنيته وسعيه للخير ما استطاع الى ذلك سبيلا.

    نناقشه ونجادله لاننا نؤمن بجديته ورفضه الانقياد لمخططات اجنبية تضر هذا الوطن. فهو اذن - أخطأ أو أصاب - ابن بار لهذا الوطن يتحدث من ارضية تتسع للنقاش والحوار.

    مناقشته مجدية ومناقشة اغلب الآخرين غير مجدية. كيف يمكن ان تناقش من يعتقد انه يملك الحقيقة الأزلية ويتحدث باسم قوة إلهية؟ وكيف يمكن ان تناقش زعيماً يؤكد لك انه قادر على حل قضية معقدة كقضية دارفور في يوم واحد، وان شاء في ساعة أو بضع ساعة؟ ولا يفرق بين اشعال النار لحظة بعود ثقاب، واطفاء لهبها بعد ان يستعر ويأتي على الأخضر واليابس الا اذا كنت مثله سابحاً في دنيا الغيب والكهنوت؟

    وكيف تناقش مجموعة من البشر لا تجد من وسيلة لما تحسه او تتخيله من ضيم إلا بازالتك من الوجود جسداً وهوية وثقافة ورثتها عن آبائك وأجدادك؟ وتعبر عن ذلك في وضوح وصراحة مرعبة لا تغيب إلا عن انسان غائب عن الوعي تماماً، او مكبلاً باغلال ايدلوجية تمنعه من التفكير، أو شله الخوف أو تملكته الرغبة في تحقيق مصلحة ذاتية ولو على حساب وطنه وكرامته ومصير اهله. حتى اذا ارتفع صوتك خافتاً تدافع عن وجودك وهويتك هرع الذين يرمونك بالحجارة الى شياطينهم المحليين والمجلوبين، باكين شاكين انك تسعى لفرض دينك وهويتك ولغتك وثقافتك وليس في كل ما قلت كلمة واحدة تدل على استعلائك أو فرض هيمنتك على الآخرين.

    وبأي لغة يمكن ان تستخدمها في مواجهة همهمات كهنوتية من كهوف عصور سالفة تقول الشيء ونقيضه فلا تدرى ان كنت تناقش سياسياً فتحدثه بلغة السياسة أو أديباً فتناقشه بلغة الأدب، أو صاحب كرامات فتتمسح به او تتركه باعتباره من مخلفات عصور سلفت.

    وحين يتحدث السيد الامام الصادق عن مشكلة آنية خطيرة يكتوى بنارها السودان كله كقضية دارفور، فأنت لا تملك إلا ان تقف وتنصت جيداً ليس فقط لانه كما اسلفنا يتحدث من منطلق حبه لهذا البلد منزهاً عن الغرض والعمالة والرغبة في الانتقام، ولكن لأن دارفور ظلت ردحاً من الزمن ولا تزال منطقة نفوذ واسع للأنصار وحزب الأمة، وبالتالى فهو أعرف - أو يجب ان يكون - بخباياها وأقدر على تلمس الحلول الصحيحة لها.

    ولكن الصراحة مجلبة للغضب ان ارضت فريقاً اغضبت الآخر والحل الصحيح يستلزم نصفة في الحكم والعدالة وبعض الفرق لا ترضى بالعدالة وبخاصة اذا وجدت سنداً داخلياً او خارجياً يزين لها عدالة مطامحها حتى وان كانت على حساب الآخرين وان كانت تعني تدمير التوازن الذي يقوم عليه التعايش السلمى الذي يكفل السلامة للجميع.

    والسيد الصادق كأي زعيم طائفة أو حزب لا يريد ان يقول ما يمكن ان يغضب هذا الفريق او ذاك ولهذا يلتمس النجاة في اخلاء طرفه والقاء اللوم كله على الحكومة وحدها وذلك اسلم الطرق ان تحسنت الامور أو ساءت. ولكنه ينسى ان سوء الامور هذه المرة لن يصيب الذين يحكمون خاصة وستحيق الكارثة بالجميع.

    فالسيد الصادق يحدثنا بأن نظام الانقاذ هو المسئول الأول والأخير عن الاثنية المسيسة، والانتفاضة المسلحة ضد الحكومة، والمأساة الانسانية المروعة والتدويل. أما القوى السياسية الأخرى فهي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب. اما هذه القوى الاجنبية ومن يتبعها فلا دور لمخططاتها فيما يحدث لهذا البلد.

    ولسنا هنا في معرض الدفاع أو تبرئة أحد من المسئولية، ولا نعترض على أي نقد يوجه للحكومة، فلها اجهزتها للرد، وان كانت تستنكف عن ذلك ربما لضعف في اجهزتها أو اتباعاً لحكمة غابت عنا. ولكن اذا كانت المركب موشكة على الغرق فان من الحمق ان ينقلب الركاب بعضهم على بعضهم يتلاومون كما يفعل اصحاب الجحيم بدل الانصراف اولاً لانقاذ المركب وركابها من الغرق.

    ثم ان الانغلاق في الصراع الحزبي الداخلي يتيح للقوى الاجنبية انفاذ مخططها على النهج التجريبى الدموى الذي يجرى تنفيذه في العراق وتجرى تجربته في لبنان وحينئذ لن تكون هناك حكومة يخصها السيد الصادق بنقمته وثورته.

    reserved
                  

العنوان الكاتب Date
صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:01 AM
  Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:10 AM
    Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:18 AM
    Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق Mohamed Suleiman12-31-05, 02:19 AM
    Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:21 AM
      Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق Mohamed Suleiman12-31-05, 02:23 AM
        Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:28 AM
          Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:42 AM
          Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:44 AM
          Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك12-31-05, 02:47 AM
            Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-01-06, 10:47 AM
              Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-01-06, 11:18 AM
                Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق altahir_201-01-06, 11:51 AM
                  Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-01-06, 12:57 PM
  Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق عبد الوهاب المحسى01-01-06, 01:22 PM
    Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-03-06, 10:31 AM
      Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-03-06, 11:25 AM
        Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-03-06, 11:57 AM
          Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق اروتى01-05-06, 10:25 AM
            Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:05 PM
            Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:11 PM
            Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:16 PM
              Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:22 PM
                Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:52 PM
                  Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-08-06, 12:56 PM
                    Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-09-06, 11:11 AM
                      Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-14-06, 11:48 AM
                        Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-15-06, 12:12 PM
                          Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق الكيك01-16-06, 09:12 AM
  Re: صدى احداث مجزرة السودانيين بالقاهرة ...للتوثيق Sabri Elshareef01-16-06, 08:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de