الفنان الراحل خلف الله حمد (نموذج لصوته) وحكاية وفاته
ألا رحم الله الفنان الشعبى خلف الله حمد ، صاحب الصوت الرويان والحنجرة السودانية الخالصة والذى أمتعنا بأغانيه الشعبية وخصوصا المناحات وأغانى الفروسية والسيرات والحقيبة والشعبيات بمختلف أنواعها ، وكان أحد أفضل الذين أجادوا هذا النوع من الفنون ووضع بصمات واضحة فيه ، وقام بإمتاع الناس ايما إمتاع خصوصا فى حفلات الزواج والصبحيات والقيدومات وكل المناسبات السعيدة ، شاهدت هذا الفنان القامة فى فترة صباى وهو يتغنى فى حفلاتنا بأمدرمان ، وكان ممتلئاً حماسا وجمالا ، وكان المستمع يستمع إليه وهو يوصف فى صفات الرجولة والشهامة والكرم ، فتسرى هذه الصفات عبر المايكرفونات حتى يخال المستمع أنه يوصف فيه من شدة الطرب ، فينزل الناس فرادى وجماعات فى ساحة الإحتفال معربين عن مشاعرهم النبيلة وهم يقومون بأداء أجمل العرضات ، وتؤدى النساء أجمل الرقصات وتعج الساحة بالفرحة وسط كم مهول من الزغاريد. حتى أنى رايت إعرابيا فى السبعينات يركب حماراً ، وكان خلف الله يغنى فى صبحية زواج أحد أقربائنا فى أم درمان بالثورة الحارة الخامسة ، والصبحية عادة تبدأ باكرا منذ الثالثة أو الرابعة عصراً ، وحيث أن الإحتفال يقام عادة فى فناء الدار ويكون باب الحوش مفتوحا ليدلف منه كل المدعويين ، وغير المدعويين ، كما تعلمون بطيب عاداتنا وأريحيتنا فى مثل هذه الحالة ، فقد طرب الإعرابى منذ أن بدأ يسمع فى الأغانى الحماسية منذ وصول حماره أول الشارع ، فاتجه الإعرابى مباشرة إلى حوش الحفلة بينما ترك الحمار فى الخارج ، وبمجرد وصوله فناء الحفلة ، أخرج سكينه من (ضراعه) وأمسك السكين بيمينه وبدأ يشق فى ساعده الأيسر بكل ما أوتى من قوة والدم يتناثر فى كل مكان ثم أمسك بها بيساره (المجروحة) وبدأ يقطع فى يمينه ، وهنا حدث الهرج والمرج وتصايحت النسوة ، وهب الرجال لمسك الرجل من إيذاء نفسه ، ومن هناك أخذوه للإسعاف مباشرة ، بعد أن توقف الإحتفال لفترة بسيطة ، وعاود الناس الغناء والرقيص والعرضة وهم يدوسون على دم الرجل بأقدامهم فى وسط الدار. يا الله ، كم هو مؤثر ومخيف هذا المنظر الذى حفر فى الذاكرة والذى ينبى عن معيار رجولة وشجاعة و (حماقة) الشعب السودانى والذى لا يتوفر فى جميع خلق الله المتبقيين. حدثنى صديقى مهلب أنه قد سافر فى التسعينات من جدة إلى بورتسودان بالباخرة ، وكان مهلب من محبى ومعجبى الفنان الراحل خلف الله حمد ، قال لى أنه عندما صعد إلى الباخرة كان فى معيتهم خلف الله حمد ، ولكنه كان مريضا للغاية بداء السرطان اللعين ، وقد فشلت كل محاولات علاجه بالسعودية وقرر اهله أن يعيدوه للسودان فتصادف وجود مهلب معه فى نفس الرحلة وصف لى مهلب حالة الرجل والدموع تجرى من عينيه ، قال لى يا هشام ، تتذكر خلف الله حمد؟ ، هل تذكره بجسمه الفاخر وجمال محياه وهيبته ونظافة عمامته ، قلت نعم ، قال لى والله يا هشام لقد أصبح خلف الله فى خواتيم أيامه صغيرا كالطفل ، وضعيفا وخفيفا حتى أننى كنت أحمله كالطفل الصغير فى يدى لأذهب به إلى الحمام أو إعادته فى السرير ، قال لى أنه تابع أخباره ولما ينقضى وقت طويل على وصوله السودان حتى توفاه الله وإختاره إلى جواره ، ألا رحم الله الفنان الكبير خلف الله حمد وجعل البركة فى أبنائه وبناته وجميع محبيه. يوجد نموذج لصوت الفنان القامة هنا: موبايلى ضاع منى ، والشالو ما يتنّى

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]