|
حول التراث والأصالة\احمد محمود (Re: Masoud)
|
الأخ\ مسعود شكرا على هذا التصدير لمثل هذه الكتابة التى تحاور العقل وتفتح مجالات عدة للتساؤل المعرفى الخلاق. وفى تقديرى فأن ادونيس ، اختلفنا أو اتفقنا معه يحمد له اشتغاله المعرفى فى اللا مفكر به وحفره الأركولوجى فى التراث العربى. وتعلم ان الأشكالية الحقيقية فى الواقع العربى ترتبط بضرورة الوعى بجدلتى الأصالة والمعاصرة، وحول هذه الجدلية تكمن معادلة التقدم والتخلف. واذا كان أدونيس قد تحدث عن الثابت والمتحول فانه يشتغل على هذه الأشكالية بوعى مختلف وجرىء، واقصد اشكالية التراث والمعاصرة. لأنه وضمن الوعى النقدى لظاهرة التخلف فى المجتمعات العربية والأسلامية لا بد ان نعترف بأن الأتكاء السلبى على التراث يشكل الحالة التى يعيشها المسلمون عبر هذا العصر.لا أقول ان الدين هو سبب التخلف لكن اقول ان الفهم الذى يحاول ان يتمسك به البعض منشدا الى التراث بوعى استاتيكى هو سبب التخلف الراهن.فاذا أردنا النهوض حقا فان نبش التراث ومن ثم الأشتغال على المتحول يبدو ضروريا. ولكن ما يقابل الذين يعملون على نبش التراث ونقده هو التخويف وهدر الروح وهذا ما يعمل بصصده العقل الثابت الذى يقف عند الماضى ليحاكم به المستقبل.ان معادلة التقدم والتخلف تحتاج الى غربلة الماضى غربلة علمية وموضوعية، فنفى التراث كلية يناقض المفهوم العلمى كما القبول به وبشكل ميكانيكى يناقض العقل ذاته. اذن ما نعيشه راهنا فى مجتمعاتنا من انزواء وتخلف حضارى سببه عقل الثبات والى الآن لم نشتغل على العقل المتحول بما هو كاف من أجل الأمساك بالتطور والعمل على اقامة مشروع نهضوى حقيقى يرتبط بأرضية الأمة بدلا من استيراد منتجات العصر الذى نعيشه دون ان نتعامل مع العقل الذى انتج هذه المنتوجات وهذه هى الكارثة. فأروبا لم تستطع ان ترتبط بالعصر معرفيا الا بعد ان تخلصت من تراث الأديان السلبى الواقف ضد العقلانية والمعلى من الكهنوت. واليوم نحن فى حاجة ان نشتغل اكتر على جدلية الثابت والمتحول ونعلى من المتحول وهذا يعنى ان التحول هو الأصل والثبات هو الزيف عينه.وتعلم فان فى الثقافة العربية التراثية يقبع تياران مهمان هما البرهانى والبيانى، وقد مثل البرهانى(العقلى) ابن رشد ومثل البيانى(الفقهى) ابو حامد الغزالى. فما أحوجنا عبر هذا العصر لأستعادة ابن رشد على حساب كاتب المنقذ من الضلال،الغزالى. وهذه التيارات فى الثقافة العربية لمست الثابت والمتحول وما صراعات المعتزلة والأشعرية الا جزء من هذا الصراع لكن داخل المنظومة الواحدة.نخلص الا ان أدونيس قد اجتهد كثيرا ويرجع له الفضل فى وضع الحداثة امام هذا التحدى، تحدى الجمود العربى وتحدى تيار الثبات فى الثقافة العربية. هذه مداخلة مبسطة قصدت منها اعلاء هذا الأسهام الذى تقوم به فى نقل هكذا كتابة، اذ اتابع ما تنقله وهو فى المحصلة النهائية يشتغل ضد ثقافة التبسيط والتسطيح التى يشهدها هذا المنبر احيانا، ويجب ان ننصرف عبر هذه المرحلة الى الكتابة الجدية لأنها وحدها تهزم عقل الثبات وترتبط بالمتحول. لك شكرى\ أحمد محمود
|
|
|
|
|
|
|
|
|