ديوان خليل فرح بتحقيق على المك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 06:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2002, 05:35 PM

JUMANATI


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديوان خليل فرح بتحقيق على المك

    نزولا عند رغبتك الكريمة أخى ديامى أطلق هذا المارد من قمقمه


    تقديم الطبعة الثانية
    إن الطبعة الأولى من هذا الديوان أعدتها دار جامعة الخرطوم للنشر بتحقيق البروفيسور المرحوم على المك، الذى اعتمد على دار الوثائق المركزية، التى أمدته بمخطوطة السيد صالح عكاشة، وكانت مصدراً أساسياً لهذا الديوان. وكذلك اعتمد المحقق على روايات من حفظ الرواة : أمثال حدباى ومحمد على عبد الله وغيرهم.
    ولكن لم يُشِر المحقق إلى تأريخ صدور كل قصيدة، والمناسبة التى قيلت فيها، لاختلاف الرواة فيها، ولم يقم بشرح القصائد. فبعض القصائد تحتاج إلى توضيح معنى أبياتها وكلماتها، ليسهل على القارئ ادراك ما قصد إليه الشاعر. ولا ريب فى أن أكثر قصائده وأشعار أغنياته تزخر بتمجيد الوطن، والحثّ على العمل لرفعته، وإيقاظ الوعى فى نفوس المواطنين فى ذلك الحين.
    ثم أن هناك كثير من الأخطاء فى النحو، وفى وزن بعض أبيات الشعر ربّما نتجت من النقل عن المخطوطة أو ألسنة الرواة. على أن المحقق أكثر من ذكر أشياء لا تفيد فى توضيح شخصية الشاعر، من حيث نبوغه فى أسلوب شعره وغزارة ثقافته، وتمكنه من اللغة العربية. وأسوق لك على سبيل المثال إيراد سجل خدمته، وذكر مرضه ومدة وجوده فى المستشفى، وتقارير أطبائه. ثم بعد ذلك تحدث عن وظيفته ومرتبه وعلاقته مع رؤساءه، وما تعرض له من العقاب. كل ذلك لا يفيد القارئ بشىء ولا يوضح لنا منهجه فى حياته الأدبية والوطنية والسياسية كما تشير إلها قصائده، إن شرحت وذكر المناسبة التى قيلت فيها.
    على أنه أجاد فى حديثه عن الخليل فى ساحة الشعر والغناء، وأشاد بعبقريته ونبوغه مستشهداً بآراء بعض الأدباء، إن الخليل نهض بالأغنية السودانية فى لغة عربية فصيحة، مبتعداً بها عن الركاكة فى الأسلوب، والإسفاف فى المعنى. وأن شعره أتسم بحب الوطن والطبيعة. ثم يذكر أنه من رجال الحركة الوطنية، ويذكر اشتراكه فى الاتحاد السودانى، ثمَّ فى جمعية اللواء الأبيض.
    ونخلص من ذلك إلى أن المحقق (عطَّرَ الله ذكراه وجعل الجنة مثواه) أخلص فى تقديمه للمؤلف، وحصر أشعاره والتعليق على بعضها ـ فجزاه الله كل خير.
    لا أريد أن أعيد قول المحقق على المك فى مقدمته التى أشرت إلي مجملها فى إيجاز، ولكنى أريد أن أكمل ما فيها من نقص لتكون هذه المقدمة مستوفية فى الحديث عن أسلوب الشاعر الأدبى ثم فى شرح بعض القصائد شرحاً وانياً والمعنية فى الإشارة إليها فى شخص محبوبته (عزة ) تضليلاً لرجال الأمن الذين كانوا يتابعون شعره للعثور على ما يعينهم فى اتهامه بالتنظيم السياسة وتمجيد الوطن والحث على رفعته. ثم لتعين القارئ أيضاً على إدراك نبوغ الخليل، فى لغته العربية التى وردت فى كثير من أشعاره، بالرغم مما يمازجها من بعض كلمات عامية هى فى الأصل عربية حرِّفت فى بعض حروفها.
    أسلوب خليل فرح الأدبى:
    لا ريب أن فى نشأة خليل فرح منذ صغره، وفى زمن يفاعته وشبابه، أثراً كبيراً على طريقة نظمه الشعر، واختياره لموضوعه الذى يحس به ويقول شعره فيه.
    فهو قد ولد فى جزيرة خضراء يحف بها النيل، وفيها كثبان ورمال، وتحيط بها الجبال، وتنقل مع أبيه من بلد إلى بلد. ثم أستقر رحاله فى العاصمة، وانتظم فى الدراسة فى كلية غردون التذكارية (قسم الصناعة). ولكنه عاش مع طلبة الداخلية الذين وفدوا من جهات مختلفة من السودان، ولهم عادات متباينة، وثقافات مختلفة، لها أثر كبير فى نشأته الأدبية والاجتماعية. ومما علمنا أن بعض دفاتره كانت تحوى أشعار الدوبيت لشعراء كثيرين منهم الحردلو وإبراهيم والفراش. لذلك أول ما قال من الشعر كان الدوبيت، ثم الشعر فى ذلك الحين، وتطوره من الدوبيت إلى ما يسمى بشعر "الحقيبة". وهو شعر عربى فصيح، عامر بالخيال الخصب، والتشبيهات الرائعة. على أن الخليل تفوّقَ على شعراء عصره فى بعض قصائده، ودليلنا أن بعضهم أخذ فى مجاراته، وصوغ شعره مبنى من شعر الخليل فكل كلمة من كلماته فصيحة، وإن كان بعض التحريف حدث فى بعض حروفها. ونسوق إليك أمثلة تبيِّن ذلك فى وضوح ففى قوله :
    عزة فى هواك نحن الجبال وللبخوض صفاك نحن النبال
    عزة ما بنوم الليل محـال وبحسب النجوم فـوق الرمال
    ***
    عزة ما سليت وطن الجمال ولا ابتغيت بديل غيـر الكمال
    قلبى لسواك ما شفته مـال خذينى باليمين أنا راقد شمـال
    ***

    عزة فى الفؤاد سحـرك حلال
    ونار هــواك شفا وتيهك دلال
    ودمعى فى هواك حلو كالزلزال
    تزيدى كل يوم عظمة أزداد جلال
    عزة شفت كيف نهضوا العيال
    وجـدّدوا القديم حـرفوا الخيـال
    فى كل ما تقدَّم من شعره نجد لغة عربية فصيحة لا تحتاج إلى بيان، ولا يحتاج شعره إلى تفسير. غير أننا نلاحظ أن كلمة "للبخوض" تحوى تعبيراً غريباً وهو دخول لامين لى الفعل (يخوض) بمعنى الذى، وهذا ما اقتضاه الوزن. ثم أن كلمة "ينوم" حُرِّفَت عن "ينام" و"بحسب" بدلاً من أحسب. ثم كلمة "شفت" وهى بمعنى "عرفت" وفى القاموس نجد أن كلمة "شفت" شوفاً: جَلَوته. وينار مشوف: مجلو. ثم نجد أن "نهضوا العيال" فاعلان فى جملة. وهذا شئ مألوف فى اللغة العربية، لأنهم يلحقون بالفعل علامة الجمع إذا كان الفاعل جمعاً. وقد وردت فى القرآن الكريم، قال تعالى: "وأَسَرُّوا النَجْوَى الذّيِنَ ظَلَمُوُا". وفى الحديث (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار) وفى الشعر العربى قول الشاعر :
    يلوموننى فى الدين قومى وإنما
    ديونى فى أشياء تكسبهم حمدا
    وقد وردت كلمة "شوف " فى قصيدة الضواحى عدة مرّات كما تبيّن الأبيات التالية:
    شوف محاسن حسن الطبيعة *** تلقى هيبة وروعة وجمال
    ــــــــــــ
    شوف نواحى الوادى الخديرة *** والحمائم يشجيك هديرها
    ــــــــــــ
    شوف طبيعة البهاء والنضارة * شئ يعيد الروح فى احتضارها
    الخضار والماء والجمال
    فكلمة "شوف" من كلمة أشتاف، أى تطاول ونظر. و"تشوف" تطلع إلى الخير من السطح. شفته شوفاً: أى جلوته. ودينار مشوف: أى مجلو.
    وفى هذه القصيدة تجد بعض كلمات تظنها عامية وهى عربية فصيحة، ونسوق إليك بعض الأمثلة : ـ
    قوموا خَلُّوا الضيق فى الجناين
    شوفوا عزّ الصيد فى العساين
    فالعساين جَمْع كلمة "عسن" وهى نجوح العلف والرعى فى الدوّاب. فعسنت الدابة نجع فيها العلف والرى. وأعسن إذا سمن
    ففى البيت التالى :
    كلبى يا جمجوم أصله خائن شوفوا كيف يبرى الملاين
    هَبَّ شاله وكشح المراح.
    قال الأزهرى: كشح عن الماء: إذا أدبر عنه. والكشح ما بين الخاصرة والضلع الخلف. وشاله من شلت العين دمعها بمعنى أرسلته.
    ويقول فى بيت آخر :
    القمر خجلان من كماله والصباح لاح بهل الوشاح
    فالوشاح: حلى النساء كرمان من لؤلؤ وجوهر منظومان أحدهما على الآخر تتوشح به المرأة.

    فلـق الصبـاح

    قيلت هذه القصيدة فى مدح الوطن فى عام 1930م. وكان خليل حينذاك فى مصر يمثل الشاعر وطنه بفلق الصباح، الذى يلوح نوره يفوح نداه عطراً من جنان رضوان، ويمدح نسيمه الذى يتنفسه عبقاً رائحته وحسناً شمَّه فى كل فصول العام. فهو لا يرى جميلاً مثله فى الكون "بليل السوح" معبراً عن هوى وطنه بهوى الأسحار، ويخاطبه بقوله: هل أنت روضة مزهوة بزهورها أم كوكب يفخر بانبهاره، ويقول له: أنت مضمخ فى جبهتك بالعبير والزعفران، فصرت لاذعاً كالنار فى البهار أى بهرة الكواكب ولمعانها. ولا يخفى على الشاعر أن محبوبه الوطن الذى يمثله بانسان تلوح على خديه حمرة زاهية، ثم تتحوّل إلى صفرة فاقعة اللون من تأثير الخجل الذى ينتابه. وقد قال بعض المفسرين: ان الشاعر يقصد أميرة يتغزّل بجمالها. ولكن الخليل دائماً فى شعره يرمز إلى الوطن بغادة يحبها ويصف أجزاء جمالها، ليموِّه على رجال الأمن ما يقصده من شعره الوطنى. فهو يقول "أخجلوك يا أمير …إلخ " فيظن السامع أنه يريد محبوبته الأميرة، وليس وطنه الأمير.
    ثم بعد ذلك يخاطب البستان الذى أصبح زاهياً بحمل ثماره اليانعة من رمان وخلافه، وهو يرى الخمر فى الدنان وطير الكنار مغرداً فى حنان، والهزار فى مرح ودابة. ثم يمثله بالطاووس مختالاً بكبرياءه الذى يلائمه ويطالبه بالغناء قائلاً:
    أين يا زمان حبيبك آذار (مايو) ويقصد بذلك أناشيد الوطن التى يفوه بها الفتيان فى ذلك الشهر من الزمان، حيث يذهل العدو أم أنت لا تزال يا وطنى غلاماً جاهلاً لا تتحرك فى زمن صيفك أو فى وقت شتاءك فى (اللعب بالنار) ويقصد به التحرك بالثورة.
    ثم يذكره باللهيب الذى يشعله الوطن، فيفر إليه الناس كالفراش. فهو خائف من محبه الذى يصليه فى نار غرامه معذباً ينتظر الانتفاضة. ثم يخاطبه ويستعجله الأفاقة قائلاً: أيها الوطن أفق وأشعل نورك فى أهل وطنك، شبهه "ببخور العيد" كى يجتمعن فى الدور متحدين من رجال ونساء وكبير وصغير وذلك بقوله:
    "من خدود وبدور وصدفة ومحار"
    ثم يخاطب عزة وطنه قائلاً: "أنظرى إلى الساحة فقد ضاءَ نورها فى ظلام الليل حينما تغور النجوم، وحان وقت الصباح، الذى يهل نوره على الوطن كلّه ( العيون الحور والخديد الحار). ثم يقول لعزة أنهضى كفاك نوماً وراحة وضياعاً لزمنك. فأنت التى يزدهى أبناؤك ويفخرون بك. لقد فاتتك البلاد الأخرى فى الرقى، ويشير إلى ذلك قوله: "البنات فاتوك فى القطار الطار" .
    ثم يقول يا عزة انتبهى وشاهدى الشباب من حولك فى الأقطار الأخرى سبقوك إلى العز والمجد، وأنت من أصل عظيم فى مجدك الخالد. ثم يصف (عزة) هذه بالجمال والكمال فى أوصافها وفى أدبها ونقاء ضميرها وعيونها (السود) التى ترى ما حولها سواداً وظلاماً. ومثل هؤلاء كثيرين فى البطانة (الريف السودانى) يقول لها إن منزلك (أى وطنك) يحتاج إلى ضياء ونور يزينه نعليك يعنى الشباب فى حضِّه على العمل بما يرفع مكانه ويجعله مرموقاً فى نظر الآخرين.



    فلـق الصبـاح
    فَلَق الصباح قـول لى
    أهـو نورك لاح خِلِّى
    يا خفيــف الــروح
    هــو هـــذا نـداك
    أم نــدى الأزهــار
    من جنان رضـوان أصلك
    لـذا كـل ربيع فصلك
    اتـنـفــس فــوح
    تتـنـفــس نـــاس
    وريـــاض وبحـــار
    ما ألذّ نسيـم وصلــك
    مـا رأيت يا جميل مثلك
    يـا بليــل السُّــوح (1)
    هــو هـــذا نــداك
    أم هـوى الأسحــار
    أنت روضة وليك زهرة
    وله كوكب وليك بهرة (2)
    ضمخــوك للجبيــــر(3)
    زعفران وعبيـــر
    إنتَ نـار فـى بهــار(4)
    صَبّـغْ الخـدين حُمرة
    بعد ساعة بتشوف صفرة
    الاصفـرار ده كتيـر
    أخجلـوك يـا أميـر
    ولّــه نُمّــت نهـار
    صبح البُستـان شايل(5)
    شجـر الرمـان مايل

    السُــلافْ فى الدِنـــان
    والكنـــار فى حنـــان
    والهِــزار فى هِــــزار(1)
    إنتَ كالطـاووس خــائـل
    كبرياءك وفيـك خــايل(2)
    انـزل انـــت كمـــان
    غـّن قـول يـا زمـــان
    ويـــن حبـيـبــى آذار(3)
    مــا عرفنا عدوك زاهــل
    ولَّـه لِسَّـه غُـــلام جاهل
    مُتَهـــلل صيـــــف
    شِتـــا عنــدك كيـــف
    فــى اللـــعب بالنــار
    فـى لهيبــك أشـوف ساحل
    كالفــراشة أجيــك راحل
    أنــا خــــايف كيـــف
    يــا لطيـــف الطيـف
    أهــوى وابقــى فـى نــار
    فلــق الصبــاح نّـــوَّر
    لــى نحــور الغِيــد صَـوَّر
    جميعَـــنْ فـى الـــدور
    مِــن خــدود وبـــــدور
    صَــدَفَـــه و مُحَّـــارْ
    عَـزَّة شُـوفى الحــوش نوَّر
    بــى نجــوم الليـــل غَـوَّر(4)
    يـــا صبــاح النــــور
    علـــى العيـــون الحـــورْ
    والخـــديـــد الحــــار
    عَــزَّة قـومى كفـاك نـومك
    وكفــانــا دلال يـــــومكْ
    إنـت يــا الكبـــرتــوك
    البنـــات فــاتــــــوكْ
    فــى القطــار الطـــار
    عــزَّة شُـــوفى شبــاب قــومكْ
    سبقـــوك علـــى كــومك(1)
    بـــت رجـــــال ولــــدوكْ
    للقبيــــلة هـــــــدوكْ
    إنـــت عِـــزْ وبَطَــار
    الجمـــالْ فـى كمــــال وصفك
    أدبِــك وجمـــال خِلْفــــك
    الضميــــــــر كالعــــــودْ
    والعيـــــون السُّـــــــود
    فى البطـــانة كُتـــــار
    منزلــك عُنْـــــوان ظــــرفك
    نــوريـــة يَصــون إلفــــك
    زَعَلِــــكْ يــا أم خــــــدود
    سَــــوِّى ليــــه حــــدود
    مِنُــــه يــا سَتَّــــار

    اذكر بقعة أم درمان

    هذه أغنية كثر شيوعها والتغنِّى بها، لأنَّ كلماتها تثير فى النفس الحنين لأماكن كثيرة فى أم درمان ولها ذكريات فى نفوس كثير من الرجال والنساء الذين عاشوا فيها فترة من الزمان. ومنهم الشاعر خليل يذكر البقعة، اسم سماها به الامام المهدى لانتشار الأمن والأمان فيها، وتعلق النفوس بها لأنها دار للأبناء والآباء، وبها مقابر الجدود.
    فالبقعة مدينة لا ينساها الإنسان، لأنها جنة وسكانها الحور الحسان. ثم يقول الشاعر إننى أذكر الذين قاموا بمواساتك فى الزمن الغابر، والدفاع عنك بالرغم من نحافة أجسامهم، وضعف أبدانهم. وكانوا إلى جانب ذلك يسعون سعيّاً حثيثاً لحل مشاكل الغرماء المتخاصمين ويسهرون فى تفقد المحتاجين المساكين. هذا وأن أم درمان معروفة بحدودها الجغرافية، فتمتد جنوباً حتَّى الفتيحاب يَسْبق ذلك خور أبى عنجة، وفى سيرك للشمال تجد ود نوباوى وإلى جهة النيل تجد شارع أبى روف مكان التعدية. فأهالى هذه الأماكن يمتازون بأنهم أهل قوة ومتعة حيثما حلُّوا وسكنوا فى ربوعها المزدحمة بالسكان. ثم يناجيها بقوله: (يا كعبة العربان) اشارة إلى أن العربان يقصدونها من جهات متعددة( لماذا تغضبين وأنت زينة لأحبابك، فالكل يهرعون إليك من كل مكان ومن اليسير تمييز حسودك من حبيبك.

    اذكر بقعة أم درمان

    اذكـر بقعـة أم درمـان(1)
    وانشُر فى ربـوعا أمـان(2)
    ذكِّـر يـا شبـابى زمـان
    دارنـا ودار أبـونا زمـان
    وفيها رفـات جدودنا كمان(3)
    ما بننسـاك خلقة ضمـان
    جنـة وحـور حماك أمان
    بطـرى الأسسوك زمـان(4)
    كانوا نحاف جسوم ماسمان
    كـانوا يحلحلوا الغـرمان(5)
    يساهروا يتفقدوا الصرمان *
    فى السودان فتيح معـروف(6)
    ولسَهْ ابعنجة خوره سروف(7)
    وود نوباوى زول معروف (
    باقى وديك مشارع ابروف(9)


    كـانوا جبال تُقالْ ومُكَـان
    نزلـوا اتربعـوا الأركان
    خلُّـوا البقعـة كل مكـان
    آهلــة ورازَّة بالسكــان
    ليـه يـا كعبـة العـربان
    غاضبة وفيك عريسك بان
    قُبَّـال نسـأل الـركبـان
    حِبِّـك من حسـودك بـان

    مـاك غلطـان

    قيلت هذه القصيدة - كما روى حدباى - حينما قام الشعب بأوَّل مظاهرة فى عام 1925م . فصارت فيما بعد نشيداً وطنيّاً يردده الثوَّار فى كل مكان وزمان. فالشاعر يناجى الحمام فى طوقه أن ينوح على الحالة التى صارت إليها أمته. فالثوَّار فى نظره ليسوا مخطئين (ماك غلطان) فى هوى الأوطان بتظاهرهم وخروجهم احتجاجاً على ما نالهم من ظلم وهوان. ولهؤلاء الثوَّار أن يشرحوا فى هدوء أحوالهم لكل ظامئ للسماع ليعلم أنَّ الحكام (السلطان) مخطئون فى أعمالهم، فلذلك يستحقون العقاب (طوقك سيطانْ). ثم يخاطب الثوَّار بأنهم يُغبطون دائماً لشعورهم بالعزِّ والرفعة ويقول لهم مشجعاً على الثورة (هِزْ الباَنْ) و (أشجى الرُكبانْ) والتظاهر الذى يهز كيان المستعمر، فيحزنه ويشجيه. دائماً مخاطباً المتظاهرين وهو معجب بهم، الذين يمثلهم "الحمام" بالاستمرار فى الحركة بالتظاهر والثورة على النظام، كحال الحمام فى الرقص فوق الأغصان. فقلوبكم أيها المتظاهرون مصونة لا تغيَّرها الأحداث، فهى كالحصان فى قوَّته واقتحامه الأخطار. وقد ظهر جليّاً ما تنطوى عليه نفوسكم التى تفيض شجاعة وجرأةً. ثم يقول (للعشمان) الذى يأمل آمالاً عريضة فى وطنه (اطمئن فوطنك فى أمان) لا يصيبه مكروه، وكذلك من يجاورك (جارك فى طمان) فى طمأنينة ويقول لمواطنيه عليكم بالبكاء دماً على زمانكم الذى أنتم فيه، ولتذكروا الزمن الماضى الذى كنَّا فيه فى هناء وصفاء (كنَّا ضمان وهوانا يمان) ولم نلق فيه هواناً. ثم يتحول فى خطابه إلى ذكرى (فُلان) وليالى (عَنَان) ويشير بها إلى الوطن، وقضاء ليالى السرور واللذائذ ننعم بالعطف والحنان كأننا فى الجنان (نوح يا حمام) أما اليوم فقد أتى زمان المحن والمصائب التى ضلَّ فيها المرام وفقدنا الأخوان وأصبحت حياتنا فى هوان. ويعنى بقوله هذا أن النَّاس فى هذه الفترة تركوا حُبّ الوطن والتضحية فى سبيل خلاصه من الاستعمار. ثم يذكر شعبه (الولهان) آن الأوان للعمل فالذى يُحِبّ وطنه ويشعر بالرغبة فى خدمته ورفعته عليه أن يترك الدعّة والمتعة فلا راحة لمن عرضه مهان.

    مـاك غلطـان

    مـاك غلطان(1) ده هوى الاوطان نـوح يا حمــام
    اشرح طـان(2) واروى العطشان حـاكـى الغمـام يـا السلطـان عــاذلك غلطان(3) نوح يـا حمــام
    كالقيطــان(4) طـوقـك سيطان(5) بــدرك تمــام
    يـا الخمجان(6) دايمـا غبطــان(7) نــوح يا حمـام
    يوت طـربان( طرب الشــربان دون الانــــام
    هِـزْ البــان وأشجــى الرُكبان نُـوح يا حمــام
    الـرقصــان فـوق الأغصان ليـك يا حمــام
    قلبـك صـان(9) فى جوفه حصان(10) نـوح يـا حمـام الفيـك بــان(11) دون الحِبَّـــان(12) من غيــر كـلام
    يالعجبـــان (13) الماك جبــان نــوح يا حمـام للعشمــــان(14) وطنـك ده أمان خــاتى الملام(15)
    أنت كمــــان جارك في طمان(16) نُــوح يا حمــام أبكى جُمـــان واطْرى زمـان ويــنْ المنـــامْ كُنا ضمــان وهــوانا يمـان نُــوح يا حمــام
    أطرى فِــلان وليــالي عـنان ويـنْ يـا ســلام


    كُنا حُنــان والحلّة جِنان نوح يا حمام
    اليــوم آن للمِحنة آوان ضلّ المرام
    مافي اخْوان وحياتنا هوان نْوح يا حمام
    يا الولهــانْ ولـه ولهـان وينْ المُـرام
    ما في دِهان للعرضة مُهان إلاّ الحمــام













    تمّ دور وادْوَّر
    نظم الشاعر خليل هذه الأغنية فى زواج صديقه محمد عثمان منصور فى عام 1927م. وفى نفس المناسبة أنشد صديقه حدباى قصيدته المعروفة ومطلعها :
    زهر الرياض فى غصونه ماح *** واتراخى فى الساحة أم سماح
    شايقنى طبعه الجماح
    لقد ذكر الشاعر محمد على عبد الله (الأمى) أن خليل فرح أعطاها لكرومة فقرأها. فلما سأله خليل فرح عن لحنها أجاب بالنفى. فقال له خليل: يمكن أن تُلحن على نهج لحن الاغنية الشعبية
    الزين حننوا فوقك السيادة
    سيَّروا مرق كيَّة النـدادة
    إن الشاعر يشبه ممدوحه ببدر التمام، فى اكتمال دورته وانتشار نوره، حتى بَعُد عن الحلة وأصبح بدراً كاملاً. وقد اختلف القوم فى نوره، فبعضهم قال إن نورُه تَمّ وآخرون زعموا أن نوره لم يكتمل. ثم انتقل الشاعر إلى موضوع التحدى، إذ سأل من الفتى الذى يتهوّر فيحاذى الشاطئ فى مشيته، حتّى يجد التمساح متكوراً؟ ثم قال: زعم أناس أن هناك تطوُّراً فى العالم، فليس هناك عاشق عفيف وجميل في الصورة . وهذا في الحقيقة حديث حسود يتضور الما من حسده ، وقد ابتلي بناره في لسانه الذي يقذف زورا وبهتانا ثم أشار الي الطريف في أمره ، قائلا له : ان دمي لا يذهب هدرا فلماذا يجور صاحبه . وبعد ذلك يخاطب صاحبه شوقي الذي ظهر فانار المكان بشخصيته ، ويقول لنديمه كيف تزعم ان جرحي قد اختفي وغار عمقا علي حين ان قلبي سيظل صابرا صبر الكرام . وبعد ذلك يفخر بقوله نحن لا نظهر الغرام ، بل ان نفوسنا تستحي وتانف من الصغائر ، ثم يخاطب غريمه قائلا : ليست لك خبرة بما فات من زمانك ، فعليك تدبر ما هو آت ، وعيك الا تتجرا ، فهل رأيت عاشقا يفتخر بغرامه؟ فنحن لا نندفع ثائرين ، ولا نهاب سفيها ، غير اننا نملك انفسنا عند الغضب وفي كل ما ذكره يقصد وطنه ثم يقول لأحد زملائه كن شجاعاً ، فامامك تري الحور تتبطر وان يومنا سيكون مطيرا ، مدهونا بالطيب ، ومعطرا فريقه كله. ثم يصف النحور التي غمرت المكان حيث نجلس علي (السباتة) في مكان ضامر (ضيق) وترى ايضا الشعور مضمخة بالرائحة التي تفوح ندا مجلوة كالذهب في نضارته ولمعانه . وفي ذلك الحين نهض زميل له يدعي محمد بشير وهز فوق تيجان رؤوس الحسان مفتخرا . ونحن معه نقول لهن : نحن سياج واق نحمي عروضكن حينما تحتشدن في المكان وهو اشبه بيوم الحشر . ثم يتجه الي صديقه حسن قائلا : أتذكر نعيم ليلتنا تلك التي سهرنا فيها حتى الصباح ، ونحن نتساقى كؤوس المدام حتى صاح ديك الصباح ، فكان كل شئ جميلا ميسرا ، ولم نشعر باى غريب فيه ، ولم يتحسر احد ، ونحن ندعو لعريسنا بدوام السعادة ولتكن الحسرة للحسود.

    تَمَّ دُوْر وادْوَّرْ
    تمّ دور وادور(1) عَمَّ نـور شالْ(2) فات الحلة نوّر زى بدر التمام
    واحدين قالوا نور واحدين قالوا دوب مروى ما بتنوِّر(3)
    مينْ يقـوم يتهور(4) يبرى القيف هناك تحته الدابى كوَّر(5)
    قالوا الكون اتطوَّر لا عاشق عفيـف لا جميل اتصـوَّر
    الحسود يتضـوَّر(6) ناره ماكله لسانه كُلُّه زورْ ومـزورْ
    الطـريف الحَـوَّر(7) دمى ما بــروح سيده ليش بتجور
    هز شوقى نــور يـا نديم اذاى جرحي المخفي غوَّر(9)
    ياقليب اتجبـــر(10) قومي وريني كيف الكــرام تتصبـر
    نحن مـا بنغيــر(11) النفوس ان حبت تستحـى تتكبــر
    ماك خبير اتخبـر فى الزمان الفات والجديد إدَّبـَــرْ
    اوعى لا تتشبــر(12) هل رأيت لك عاشق بالغرام يَتْنَبـّرْ(13)
    نحن ما بنطفــر(14) ما بنهاب سفيه إلاَّ مـا بنتزفر (15)
    قولوا لى لبِتنفــر (16) ما شالن قناع المعـاك تتـوفر
    يا زمـيل اتشطر (17) شن بتشوف حداك إلاَّ الحور مبطر(1
    يبقى يومنا مطر مالُهْ الكون دهين(19) والفريق معطر(20)

    النحر مغمـر(1) والسبـاته حـارة(2) والمجال مضمر(3)
    الشعر مخمـر(4) يرشح كل نـد عردب المَجمَّر(5)
    قام محمد بشَّر(6) هزَّ فوق تيجانن سلَّ سيفه وكشـَّر(7)
    قول معاى واتفشر( نحن سياج عروضن(9) ونحن يوم المحشر(10)
    يا حسن اتذكر (11) طيب ليلتنـا ديك(12) والصباح السكـر(13)
    المدام ما اتنكر لا من ديكنا صاح(14) فوق رؤوسنا اتحكر(15)
    كل شيء مفسر ما فى شئ غريب والعسير ميســـر
    ما فى عين تتحسر دام عريسنا دام والحسود اتحسـر(16)

    طير الوِّدى

    ذُكر الطير فى الشعر العربى، فبعض الشعراء يتطيَّرون من صياح الغراب، وقال بعضهم : ـ
    وصاح غراب فوق أعواد بأنه *** بأخبار أحبابى فقسمنى الفكر
    وقال آخر متفائلاً :
    وقالوا تغنى هدهد فوق بانةٍ *** فقلت هدى يغدو به ويروح
    وفى الشعر الشعبى وردت أبيات كثيرة عن مناجاة الطير كقول بعضهم : (يا طير ان مشيت سلِّمْ). هذا، وان شاعرنا خليل سبق كثيراً من شعراء عصره فى مناجاة الطير فى غربته، فحينما كان بمصر ألف طيراً من الطيور، تغرد كل مساء بالقرب من مسكنه، فزادت من حنينه إلى السودان، فترنم بهذه القصيدة، كما ذكر ذلك صديقه احمد الطريفي الزبير الذى كان مقيماً معه فى مصر مدة من الزمن. فطير الوادى كثير الترحال والنزوح من مكان إلى مكان، فناجاه الشاعر بقوله: أنت يا طير الودِّى تسابق الشاردة (الهاربة) فى جوبك الفضاء، وتنوح مثل الفاردة (التى انفردت عن أصحابها) فأنت تريد السلام ولست بساحر كما تنم على ذلك عيناك، وتأنس بالتحليق فى الرياض من فنن إلى فنن، ولن تخفى عليك خافية من ظواهر الكون. وقد شبَّه تغريده بدموع (الحاردة) التى حردت أى غضبت من أحبابها، وجفلت منهم. فأنت فى حالك هذا يأنس بتغريدك النيل الزاهر والصحارى الجرداء.
    ثم يقول له أخبرنى "ما وراءك يا عصام" بالتفصيل. وفى هذا ينحو خليل نحو النابغة الذبيانى الذى سأل عصام عمّا وراءه، أى يطلب الاجابة على سؤاله فيقول:
    ألم أقسم عليك لتخبرنى أمحمول أنت على النعس الهمام
    فإنى لا ألام على دخول ولكن مـا وراءك يا عصــام
    ويقول ان عاطفيتك كريمة لن تجحد علينا بالخير ويطلب بالخير مثل ما تمد اليد بالشحذة.
    ثم يخاطب أرض مصر (كنانة أمون) التى شغلت بقيادتها تفخر وتشيد بها، حيث ترى ابناءها فى قصورهم المشيَّدة ومن بنيها ترى فندق "لوتس" وفندق "عايدة". وترى القوارب تخر فى العباب تحمل شبابها المدلل مع حبيباتهم فى عناد وخصام. ثم يذكر حنان الأم إلى بلده وان منعوا عنه ما يريد وما يحب ظنّاً منهم ألاّ فائدة ترجى منه، ولكن الشاعر يقول : إنى عائد إليهم بما يُزِننى ويشيننى، لأن الأيام تدور بخيرها وشرها .

    طير الوِّدى

    يا طير الودى نزَّاح تسابق الشـارده (1)
    بتجوب الفضا وتثكـل ثكيل الفارده (2)
    نيـاتكْ سُـلام ما حاره عينك بارده
    ميـَّال للطبيعة والهبيبـه البــارده(3)
    أنيس الرياض ما بتخفى عنك شارده
    ويكيف غريدك ذى دمـوع الحارده
    جفَّاك من حبايبك وما بتشبقك عارده
    والنيل بيك تآنس والصحارى الجارده(4)
    قول لى ما وراءك يا عصام بالواحده
    عاطفتك كريمة وبالخبير ما جاحـده(5)
    لا زال النخيل فى توتى مادى الشاحده(6)
    وشمبات لسَّه ترفل فى نعيمه وجاحده
    كنانة آمون مشغولة قايـده وشـايده(7)
    من ولدانه بى تلك القصور الشـايده(
    هديك الفلايك وديك (لوتس) و(عايده)(9)
    وداك عاشق مدلل وديك حبيبه معانده
    ناس الأم حُنان وان منى منعوا الرايده(10)
    مـا حسوا لى أنا وما ظنوا فىَّ الفايده
    زينتى وشينتى عاد إياها فوقن عايده
    والأيام ظروف صايده وتكون ماصايده


    أنت نزهة طرفى
    إن الشاعر يخاطب حبيبه، ويغنى به وطنه، فيقول له أنت نور عينى وبصرى، وريحانة قلبى يرى به ما يزينه من محاسن وجمال، ويجد فيه راحته من عناء وشقاء. فهو يمد المقيم فيه بالاحسان والأشجان، ويظل البائس التعس بعطفه وحنوه، ويكفى المحتاج بما يريد من قوت وخير. ثم هو إلى ذلك يجير الخائف الحيران، ويصد عنه الأذى بسلطانه. فكل عاشق محب لوطنه مقصر فى حقه، إذا لم يُعبِّر عن حبه بالبيّان الساحر فى لفظه ومعناه، وينظم الأناشيد فى محاسنه وفضائله، كما نظَّم حسان بن ثابت شعره فى مدح عظمة الرسول ومجده. وقد ورد اسم حسان بن ثابت لدى شعراء المدائح والأغانى. ففى أغنية الشاعر عبد الرحمن الريّح "الزمان زمانك" يقول : ـ
    أنت روح شعرى وأنا فى الشعر حَسَّانك
    ثم بعد ذلك يشبه الشاعر الوطن بالروض الزاهر فى ألوانه، وبالغصن المثمر فى أوانه، وأن بدره المنير حافل بأعوانه (يشير بذلك إلى زعيم الحركة الوطنية وأعوانه) ولن يتعرّض معترض لهوانه. ثم يقول متسائلاً: ما بال غصنك زائداً ميسانه أى ميله وحركته، وأنك لا تزرف الدمع السخين، مع أن كل عاشق محب لوطنه يزداد احساسه تمكناً من عشقه، فما بال طرف عينك ناعساً، يريد بذلك حركة الوطن التى دبَّ فيها النعاس، وما لنا لا نسمع هديل الحمام الساكن فى أفنانه يشير بذلك إلى أصوات المواطنين التى لا يسمع لها هتاف مع أن غرام الوطن الذى شبّهه بالملاك الطاهر فى اخلاصه وحنانه، يثير فى نفوس المواطنين المحبة الصادقة. ثم يخاطب وطنه قائلاً له: أنت بمثابة عقلى الراجح فى صحته وقوته، ونشوة قلبى فى سروره وصحوته. ثم يقسم له قسماً لا حنث فيه بالشيخ الشاذلى وأعوانه أن أفضل من هجرك له ترك ودك إليه .

    انت نزهة طرفـى

    إنت نزهة طرفى وإنسـانُه
    إنت راحة قلبى وريحـانُه
    إنت نيل الوارد وأشجـانُه(1)
    إنت ظلْ البائس وأوطـانُه
    إنت قوت الصايم وإحسانه
    يا مجير الخايف و سلطانُه
    كل عاشق مقصِّر فى عيانُه(2)
    إلاَّ يمزج دمعـة ببـيـانُه(3)
    النشيـد الخايل فى حَسسانُه (4)
    إنت در ألفـاظه وأنا حسّانه (5)
    إنت روض زاهر بألـوانه
    إنت غصن مثمر فى أوانه
    إنت بدرك حـافل بأعوانه
    حاشا ما بنتعرّض لهوانه
    ماله غُصنك زايد ميسانه(6)
    ماله دمعك طوّل حبسانه
    كل عاشق ممكن حسسانه
    الحمـام السـاكن أفنانه (7)
    من غرامك يصدح تحنانه
    والملاك الطاهر فى جنانه
    فى وداعة قلبك وحنانـه
    إنت صحة عقلى وهندامه (
    إنت نشوة قلبـى ومدامه (9)
    عاد وحات الشادلى وخُدّامه
    والله أخير من هجرك إعدامه

    ود مـدنى
    لقد قيل أن هذه القصيدة نظمت فى مصر، حسبما رواها أحمد الطريفى الزبير بمناسبة زيارة ادريس عبد الحى إلى القاهرة، بعد خروجه من السجن،لإشتراكه فى حوادث 1924م فى مظاهرة طلبة المدرسة الحربية لذلك نعتبرها قصيدة سياسية، لما ورد فيها من ذكريات للشاعر، وحنينه الى ود مدنى . فيقول متعجبا من النضال الذى أعيا بدنه وجعله مشتاقا الى مدنى ، متمنيا ان يسمح له الحظ فيسعده بالطواف فى ربوع مدنى ولو ليوم واحد لزيارة أحبابه، ثم الشكوى بما حدث له من الحضرى ومدنى . ثم يأسف لحشاشته التى ذابت وحنينه وأشجانه ، كل ذلك حسرة على دار حبيبه التى شهدت متعته وما له فيها من شروق ومجون . فقلبه أصبح مثقلا بالهموم وطرفه ساهرا بالسهاد ، وأحمرت عيناه بالبكاء على ما حل بأخوته الذين سجنوا وعذبوا فهو دائما فى ذكرهم وفكره مشغول بأحوالهم ، وحينما سأل عن خمائل قرية القصب أخبروه أن سيرته وردت على ألسنتهم وهم بين الروضة الزاهية وحقل القصب قائلين له : أن حبيبنا فارقنا وهو حى ثم أنقطع خبره ، وام نعرف عنه شيئا . وقالت أحداهن ، وآسفاه أن أحبابنا صاروا فى متاهة لا ندرى ما الذى حدث لهم ، ونحن هنا فى فقر وشقاء نسقى أراضينا بالنبرو ( الشادوف ) ولعل الكنانة ( أرض مصر اكرمت مأواهم وأغدقت من خيرها عليهم . وأخيرا قال الشاعر ان طالت حياتى أو حدث لى موت ، فهذا أمر مقدر فى الأزل وفى النهاية أبث تحيتى الحارة من قلبى الحزين لمن يذكرنى أو لا يذكرنى والسلام عليهم ما تحركت الغصون فى أشجارها .















    ما له أعياه النضال بدنى
    وروحى ليه مشتهية ود مدنى
    ليت حظى سمح وأسعدنى
    طوفة فد يوم بى ربوع مدنى
    كنت أزوره أبويا ود مدنى (1)
    وأشكى ليه الحضرى والمدنى
    000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000………………………………………………………………………………………..--آه على حشاشتى ودجنى (2)
    وحنينى ولوعتى وشجنى (3)
    دار أبويا ومتعتى وعجنى (4)
    يا سعادتى وثروتى ومجنى (5)
    يـا لقلب بالهموم حبكــا (6)
    طرفه مسهد عيشته ديمه بكا
    كم تـــألم بالنوى العبكا (7)
    وكم ذكركم وفكره كم ربكا (
    حين سألنا حاوى الوصب (9)
    من خمـايل قـرية القصب
    قالوا جات سيرتك على النصب (10)
    ونحن بين الروضة والقصب
    صنفه بعدها قالن ان تصب (11)
    تربط الأحلام مع الخصب (12)
    كان حبيبنا وحاشا ما نصبى (13)
    ومن زمان فارقنا وهو صبى
    تانى ما سمعنا انقطع خبره
    يا حليلم طشوا ما اتخبروا
    واحدة فيهن قالت انجبروا
    فقر أبونا وخدمة النبرو (1)
    الكنانة أكرمت نزلى
    وأغدقت من خيره كل زلى(2)
    إن حييت أو مت فى الأزل
    ده مقدر طبعه فى الأزل
    غايته نجتم نفثتى الخطرت
    بى تحية من حشاى شطرت
    للتدور والطارية والما طرت
    سلاما ما الغصون خطرت

    فى الضواحى وطرف المدائن
    هى قصيدة قيلت فى وصف محاسن الطبيعة، وقد جاراه فيها كثير من الشعراء من بينهم إبراهيم العبادى فى قصيدته ومطلعها :
    (يا محاسن حسن المحاسن ).
    ان هذه القصيدة صورة فنية رائعة تعجز عن ابرازها ـ مكتملة الظلال والألوان ـ أيدى المصورين البارعين. ولكنها خرجت من مخيلة الشاعر النابه متناسقة الألوان، وارفة الظلال، بديعة النغمات والألحان .
    ينادى الشاعر صحبه بالهجرة من المدن إلى الضواحى للإستمتاع بمنظر الشفق عند الصباح فى الأفق الواسع، حيث يطيب الصيد الذى يرتع فى نجوع الفضاء، وقد اكتنز لحماً وطبق شحماً، فيخلو قنصه وطرده من مكان إلى مكان. وحينما يصير النهار حاراً يحسن اللجوء إلى الكمائن، ويبقى كلبنا "جمجوم" سارحاً وراء الملايين من الصيد فيخطفها هارباً بها مبتعداً عن سراحها.
    ثم ينتقل الشاعر إلى ذكر الخيل التى تأهبت للقنص والصيد وفى ذلك اشارة إلى وطنه قائلاً: إنه لا يهاب من مراسن (معاناة القوم) فنحن أصل المكارم والشجاعة لا نخاف المجهول ولا اقتحامه، وفى الشدة نشرب الماء الآسن المتعفن المر، كما وأننا لا نعشق سوى فضائل الأخلاق، التى نضيع فيها زماننا.
    ثم يعرج إلى ذكر الخميلة وفيها تتجلى المحاسن، التى تأسر العيون وتفتن القلوب التى تتحرك لمشاهدة ما يكسو قدميها من الحرير، وشفتيها التى تزدان كالزهور رقة وحلاوة، وجسمها اللدن الناعم كالغصون فى لينها وحركتها، وقد سار النسيم الفوّاح بعطر الملاح.
    ثم يناجى الشاعر الطبيعة فى سكونها وهدوئها الذى لا يماثله شئ فى الوجود، حيث تجد المتعة فى شجر النال المنثور فى ثرى الوادى، وترى حولها الغزلان ومن خلفها (المحل) ذكر الغزلان، بقرنه الماكن ترعى فى أشجار الخزام والشيح والبراح .
    ثم يحث صحبه قائلاً لهم: انظروا إلى الوادى فى الصباح، حيث الخضرة والرمال، والصيد فى اليمين وإلى اليسار. فتحس بنسيم الليل يهب بارداً، فتتمايل الأشجار فى ضوء القمر الذى يستتر وراءها خجلاً. ثم يهل الصباح فيتجلى منظر الطبيعة وضوحاً وجمالاً ومتعة.
    ثم يخاطب حبيبته ذاكراً دلالها الذى يتضح فى عجمة لسانها الذى ينطق الكلمة متعثراً فى حروفها. ثم يصف خدودها اللامعة، وعيونها التى تسبى الناظر خفراً وحياءً، ثم دموعها التى تسيل على خديها من أول نظرة. ويصف كل هذا بالدلال الساحر الذى حيّر الأمهات .
    ثم يخاطب نسيم الليل العليل والأزهار التى نامت فوق خدودها. وتسمع للعصفور وهو يغرد بألحان بديعة فوق جسمها.وحين ذاك هدأت النفوس، ولم نعرف من هو العدو من الصديق وصرت أعانى من صدودك وأفقد أملى الذى ضاع.

    فى الضـواحى
    فى الضواحى وطـرف المداين
    يلّه ننظر شفـق الصبـــاح
    قوموا خلّوا الضيف فى الجناين
    شوفوا عز الصيد فى العساين(1)
    يلّه نقنـص نطــرد نعـاين
    النهـار إن حــرْ الكمــاين(2)
    كلبى يـا جمجـوم أصله خاين(3)
    شوفوا كيفن يبــرا المـلاين(4)
    هَبّ شال وكشـح المــراح(5)
    للقنيص الخيـل خَفّ راسـن (6)
    نحن مـا بنخـاف من مراسن(7)
    المكـارم غــرّقنا ســاسن
    والمجـاهل من غيرنـا ساسن(
    إن عطشنا نميزْ مُر وآســن (9)
    وإنْ عشقنا بنعشـق محـاسن
    فى المحاسن كفى يومنا راح
    فى الخميلة انجلت المحـاسن
    عينى حايرة ومشى قلبى جاسن(10)

    بعض حسنك هى يا محاسن
    الحرير حين قدميك دامـن
    والزهور حين شفتيك باسن
    والغصون من لدنك مياسن
    والنسيم فاح بكر الـملاح
    يا الطبيعة الواديك ساكن
    مافى مثلك قط فى الاماكن
    يا جمال النال فى شراكن (1)
    يا حلاة الــبرعن أراكن
    فى قفاهن تور قرنه ماكن
    لا غشن لا شافن مساكن
    فى الخزام والشيح والبراح(2)
    شوف صباح الوادى وجمـاله
    شوف خضاره وصيده ورماله
    شوف يمينه وعاين شمــاله
    شوف نسيم الليل صاحى ماله
    شوف فريع الشاو مين أماله(3)
    البدر خجلان مــن كمـاله
    والصباح لاح بهل الوشاح(4)
    يا أم لسانا لسـع مـعجن(5)
    كلمة كلمة وحروفها ضجن (6)
    ديل خدودك غير داعى وجن(7)
    ديل عيونك من نظرة سجن (
    ديل دموعك من نظرة شجن(9)
    ده دلال ايه ده دلال معجن

    مــحن الأمــات يا رداح(1)
    مال نسيم اليل بى بــرودك
    نامت الأزهار فوق خـدودك
    غرد العصفور فوق عـودك
    النفوس ما اتعـدت حـدودك
    ما عرفنا عدوك مـن ودودك
    بس انا المقسوم لى صـدودك
    يا حـياتى وأمـلى اللــراح





    فى رثاء محمد عبد الرحمن منصور

    أجل سالَ دمعى ليس يوقفه الدهر
    وساد الدجى ربعى فلا انبلج الفجر
    لقد كنت حيّا فى حياتك غانمـاً
    وفى الناس أحياء حيـاتهم خسـر
    ألا ليت شعرى فيك ما أنت صانع
    لجارك يا منصور إذ ضمك القبـر
    عجبت لطبع الدهـر لا يستفـزه
    كبيـر ولا كهـل يهـدده الكبــر
    كأنا لـديه مُـوّثقــون فكلمـا
    تهيــأ منـا قـائل غـاله الأمـر


    الاتومبيـل والأسـد
    يا بناء على المجد قد قام واعتمد
    رفع الله لأمة رفعت مجدها والسند
    كم طبيب على عيادة الفجر ما رقد
    يتلقاك باسما جس نبضا أو انتقـد
    تلك ستون ليلة هى كالسجن أو أشد
    صدمة ليتها صدمة أتومبيل أو أسد
    علتى وهى علتى قصة الناس فى البلد
























    مـن يداويــك

    من يداويك والحياة كما شاءوا وما شئت كلها آلام
    مالنا نسكب الدموع على القرطاس يا قوم والعلى أقوام نحن فى حاجة لاصلاح ما خلفه السابقــون والأيــام أين صندوقكم وأين نداءكم أين أقدامكم وأين الزمـــام

    بلـى جسمـى


    بلى جسمى وفتك جفاك يا حبيبى أما كفاك

    أيها الظبى فى صفـاك(1) يا أخا البدر فى صفاك
    أنا راض بحكم فاك انا باق على وفــاك

    قل لى بالله ما خفاك قل وعلم عتابى فاك
    المعذب بنار جفـاك هو قلبى الذى اصطفاك

    باللذى باللذى براك(2) وبرى الغصـن والأراك
    لم خلفتنـى وراك أتـرى بعــد ذا أراك

    شفنى شفنى هواك وكوى مهجتـى نــواك
    قل من ذا الذى غواك عن وصالى اذن ســواك

    أنت كالبدر فى علاك أنت كالروض فى حـلاك أنت كالطفل فى ولاك أنت للعالمــــين هلاك

    الــداء العضـال

    قالوا صابه الداء العضال ضحية ناير الوجن(1)
    قالوا كل وأعياه النضـال وأنتهـك لقـواه
    أصلو تائه ومن يومه ضال فى خياله طيور بلهجن(2) قالوا هام فى الغادة أم حجال عـزة ذات التيه والعجن نافرة منه وضاق به المجـال وين يقَبّـِل ده ليلـه جن قالوا و القـال أعيـا المقـال وقـد تصدى لجر المحن
    ظـل ينهـش دون انتـقـال فى الأواخر فضّ الصحن(3) لو تفكـر يـا ذا الفضــال أو تصيب بعـض الفتـن
    هو ما تـايه ومـن يوه ضال وعزة يا فـاو هى الوطن

    الشـرق لاح نـوره(1)

    الشرق لاح نوره وازدان سَـرّ قلب القاصى والدان
    يا نديم قوم بينا عجلان نصطبـح آرام وغـزلان
    الفرص معروضة للآن مـا في خيراً جابو كسلان
    أطرى زولاً عوده كالبان والضمير الهافى غلبـان(2)
    ديسه من الخُمْره شربان والفواطـر تسكب البـان(3)
    يا الهواك خلانى ميدان للشـدائد مـانى شـردان(4)
    اترقط من رأسى بردان كم شجيتى ورحت حردان(5)
    أم عجن قاسية ولدودة ما بتريم دائمـا صـدوده(6)
    يا نديم لا تفوت حدوده النظــر بجـرح خـدوده
    الجمال يا سمحة فتنة والعجـن نسّــانا قوتنـا(7)
    عشنا يا ناس وله متنا ما بنفـوت إن قالـوا فتنـا
    الرشيم النور الحوش شفته يضوى العتمة فى البوش(
    إن سمعت غناها بتهوش وإن رأيتـه بتبقـى مهبـوش(9)

    الشبـاب الـدابه قايـم خلى كل زول قلبه هايم(1)
    شفته وسط الداره عايم اختفـى وخلانى حـايم
    يا خضرة الحوضة عايم سيده سـايق الليل ونـايم
    اتهبعى وقودى التمـايم خجّلى صـدور الحمـايم(2)
    قام زرق ريقه وتمضمض العسـل فى سوقه حمض
    التفت نور خده اومض استحـى التفـاح وغمض
    الشباب الصاينه ربــك كله يا أحمـد محتفل بـك
    خلِّى بالك وهدى طبعك اوعـى تغفل ياخدوا قلبك
    حفله زى الروضه ماهله كلها عيون ناعسه كاحله
    يالهى عقولنا ذاهـــله سيرة ام دى جنينه راحله
    نحن شفنا العوده ميسان والعيون الكاتله فرسـان(3)
    شفنا نرجس حيفا نعسان والملائكة فى صورة انسان
    ياامام انعم وامـــرح كل حاسد ظرفه سـرح(4)
    السعادة لقيته تمــرح يا امام اتهنـي وأفــرح


















    فتق مـلأ الظـل الـوريف (1)

    فتق ملأ الظـل الوريف فى الحفلة نوَّار الخريف
    شال نومى محيه الظريف
    ما بنسى فى الجمع اللفيف الحشمـة والطبع العفيف
    والروقة فى دور الخفيف وتقلب الدرعه أم سفيف(2)
    ما بنسى والمجمع حفـل فى الدارة مكلوفه أب نفل(3)
    مابنسى حين وقلّ جفـل فى قلبى وسواس الحِفـل
    السيره مرقت يا نديـم والنور سطع غطّى الأديم
    يتهبع ام ديسـاً رديـم يـا عبده طريتنـا القديم(4)
    فارقنا هاتيك الربوع وبقينا في دور السبوع
    والسيرة بتسوي الهبوع يا سمحة خسرت الطبوع
    بي عودة يا يوم الخميس محفوفة بالبان المميس(5)
    الفي القلوب منك غميس لا زلت للعشاق خميس
    بدرنا زي الطير خفاف وصبحنا ضحوية الزفاف
    عند الظهر جنك خفاف يقدلن فوق العفاف (6)
    عاجبني يا با الدابه تب لي الليلة ما جاز العتب(7)
    ما بعرف اللوم والعتب نور قلبه فوق محيه انكتب
    الشفته ضوقني العطب خلاني بس يابس حطب
    من عايله اتدور قطب تحت المقل حلب الرطب (
    السادة فوق خده الحمام جات راقصة زي فرخ الحمام
    كالزهرة في الاكمام تمام والخد تحت صفق الزمام(9)
    وقفت مثل عود الاراك كل من حضر قطع الحراك
    يا قلبي لا تعاين وراك لا بد من لحظه الفراك(10)
    اتجمعن متل الخمر فاح طيبن عبق الثمر(1)
    نور الخدود نور غمر اوهمني في طلوع القمر
    الجلسة كانت يا انيس مجليه زي الخندريس(2)
    شقانا مين يا شيخ جليس عين سوده لاقاها العريس(3)
    الوردة شن سوت وجل واتقلعت ملت الحجل (4)
    غير قدرة المولي الاجل لا بتحوي لا بتلحق اجل
    بيك بالنا يا معلوف صفا والجرعه خير للبر شفا(5)
    ايدك نقيه ومنصفه لا زلت للانفس شفا
    العافيه زي مس القطيف تتمشي مع لطف اللطيف

    كانت ليالينا الغرر مفهومة فى الخرطوم درر
    ما شفن من غيرن ضرر وانا قلبـى اتطاير شرر

    يا خلى يا الاخ الدليل يا صديقى يا أصدق خليل
    عبد الله يا اب ظلا ظليل العقبى لى عبد الجليــل

    يا ناس(1)

    انا طرفى باكى وحاس من قالو شاكى وحاس
    ما عليك من بأس مقسم فينا نحن البأس(2)
    قت يا الجيلى بو عباس نشوف العافية ليه لباس(3)
    ليه السكينة لباس والهيبة ليه أســاس
    الحلةغالقة الساس(4) تموج بالخير شعورواحساس
    برية يا الحساس يزول ويبقى مساس(5)
    يا الأنت ما بتتقاس في قلوبنا ما خد الكاس
    براك يا معدن الجلاس مساخ نحن ومسيخ الكاس(6)

    جنـاين الشاطئ(1)

    بين جناين الشاطئ وبين قصور الروم
    حي زهرة روما وابك يا معــروم

    دره سالبه عقولنا لبسوها طقـوم
    ملكه باسطه قلوبنا نبيت عليها تقوم
    الطريق ان مرت بالخلوق مزحوم
    كالهلال الهــل الناس عليها تحوم

    شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم(2)
    شوف وريدا الماثل زي زجاجة روم(3)
    الــقوام الـلادن والحشا المبروم
    والـصدير الطامح زي خليج الروم

    خلي جات متبوعه الصافيه كالدينار
    في القوام مربوعه شوفا عاليه منار
    موضه آخر موضه هيفا غير زنار(4)
    روضه داخل روضه غنى فيها كنار

    شوف جبينا الهل ضو فوقه فنار(5)
    منه هل الشارع منه بق ونار
    طالعه ما بتتقابل زي لهيب النار
    تحرق البتهابـل والبعيد في نار(6)

    زاهى فرعك(1)

    زاهي فرعك نما وسما تشبهي الضو في السما

    الخدود نارا مضرمه في حشاي واضعه مفرمه
    بي هلاكنا انت مغرمه طرفك الساهي كم رمى

    سمحه قامتك على التما فاهك البسمه خاتما
    للبدور خدك انتــمى في العيون شلخك احتمى(2)

    يا لـقلب تقــسما وحبيب تبــسـمـا
    بدر تم وقد سمــا آه ما ابعد الســمـا

    يا نسيم امشي سالما بي لطف شيشه حلما(3)
    بالعلي ابقى كلمــا وهاك رويحتي سلما

    مجلس الأنس ضمنا نحنا والكانوا يمنـا
    والسرور كله عمنا ما في هم الا همنـا

    مافي جاهل بذمنـا يا شقاوة البشمنــا
    العيون هادره دمنا أصله ما بيبرا سمنا(4)

    وقفت بانة النقـا ديسا طاويها فالقـا(5)
    النظر راح يسارقا صد قال فوقا خالقا

    الحرير ماله خانقا والحجل يمشي زانقا(6)
    صيده راويها ما اتلقى كل شي فيها قالقـا

    جلست شوف تأملا وقفت ضجت الملا
    صاح شاديها واتملى متنا ما سمعنا ململه

    شوف وريدا وسوالفا شوف صديرا المزالفا(1)
    شوف ضميرا الموالفا من كفيلا المخالفــا

    ليله في غاية الصفا حفله معدومة الصفه
    يا نديم عقب أوصفا واقطف ازهارا صفصفا

    غصن بان اذا مشى لعب الردف بالحشا
    واذا مال واختشـى فضح الغصن والرشا

    لك يا غصن ما فشى لك يا ريم ما تشا
    لك في داخل الحشا روضة طيبها وشى

    مر كالظبي فاتكـا وسقاني التهتكـا
    (2)فدع الجيـد واتكـى قلب الطرف واشتكى

    يا غزال الحمى بك بآيات حـبــك
    نحن صار دأبنا البكا وانت ما أقسى قلبك

    الحسان تمشي قادمه يضون العتمه كالدما(3)
    يا عيوني تهدمــا من صياح اذرفا دما

    كوكب السعد انتمى لك يا صاحب النما(4)
    فسلام عليك مــا لبس الروض نمنما

    العيون ناعسه صاحيه والخدود يقطرن حيا(5)
    البصيبن ما حيـــا ما بتزيل عطشته الحيا

    أنت يا بر يا ســلام للجميع أكتب السلام
    واحفظم في صلا وسلام متع احمد عبد السلام














    قمـــر


    لا تسكبيهــا أم قـمـر حاسبى الرسول يا قمـر
    ثواني يطلع علينا القمر
    عادت ليالي السمـر بين التلال والقمر
    الهم ذهب واندمـر والجو تعطر خمـر

    جلسوا الرفاق للسهر متكفي دفعوا المهر
    ما فينا آخر الشهر والفاضي يقع النهر

    درها أم حبابا نتر فار في الكئوس واتنتر
    ما خاتي ربك ستر من كب عيـون المتر

    يا ساقي مهلك خطر هذا الدهاق المطر
    سيب الدلال والبطر الليل يا دوب انشطر

    شادينا لمس الوتر نشط الكسول والفتر
    الكل تمايل ختر في نشوه خاتيه القتر

    هبت نسـايم السحــر والليل جفل واندحر
    هاتي الصبوح يا ام نحر دي ليله تسوى الدهر













    صبـاحك ماله

    يا ليل صباحك ماله واحبابك جفوني ومالوا(1)

    شوف صاحبك فقد راس ماله ما بفرز يمين لا شماله(2)
    مـا دام الحـبايـب مـالوا بدرك ما بشيقني كماله(3)

    يا ليل بدري شاغلك ماله نايم صاحي مالك وماله(4)
    لا تقول لي هواه امالــه ايه ضيعني غير اهماله

    يا ليل طول وسيبه في حاله أو حول عني زي ما حالو(5)
    ما بتزحزح اتنحى لـــه بالليل والنهار اصحى لـه

    كم حاسد سعى ونما لــه لكن بدري ما اهتمـالــه(7)
    ما بحقد وديع في جمالــه ضاحك كالزهر في رمالـه

    زاد تيه ودلاله وحــالـه بالفي قلبي مين اوحى لـه
    سيب الواقع أرجى محالـه لا بد العيون تصحى لــه

    نشوان من نشأ بدلالـــه كالبدرين لطيفه خلالـــه
    دايما نحن نخشى ملالــه امتى يفوق ويصحى جلالـه

    صايم لي زمن في ظلالـه عطشان يا نديم لزلالـــه
    نور ايه ده اللي ضو تلالـه انظر يبقى هل هلالــــه

    لسع ملهي جار أذيالـــه طايره مع الطيور اميالــه
    يضاحك في المرايه خيالـه ما عارف البموتو حيالـــه



    16 سنــة
    يا جنــا يا جنــا يا جميل يا عــود القنـا(1)
    كمّـل الستطاشر سنه بعــرِّس ليك بت المنـا
    يا مسيكة وادى الكرد كدى أبسمى وضاحكى البرد(2)
    فى لماك الوارد ورد شِــن مكضبنى الوارد ورد(3)
    يا جدية وادى النصر مين قنـاك وجــابك مصر (4)
    الحجل داقنة صـر دق شريف ود على ود نصر (5)

    بين هـا القصـور

    بين ها القُصُـورْ زينة العُصـُـورْ
    بهجة الرُّصَـافة وهَيبة المنصـور(1)
    جَنْ أترابا سُـورْ متعاقدات خُصُور(2)
    تَقْدل بى حصافة والنظر حَصُـور(3)
    اللَّحَـظْ مُثيـر والكِفيـل وثيـر(4)
    والبسيم مُفَلَّـجْ كالـدُرْ النثيــر(5)
    الشبـَهْ عديـم خَـلُّـو يـا نديـم
    من سُلالة طاهرة وسِتْ نَفَلْ قديـم(6)
    البنـان خضيب والقـوام رطيـب
    والوريد الباهـى محَّـق الوضيـب(7)
    غير شك تسود العيـون الســود
    ما فى شئ مبدع خـالى من حسود
    إن مشت تميـد كـل شئ حميـد(
    فيهـا والعشوق ما طـرا الغميـد(9)
    قَصَّـر النشيد ميـن يقـدر يشيد
    تيهى يا زبيدة وأقدل يـا رشيــد
    إنت بس مُناى نُزْهتـى و هَنَــاى
    جَنتّـى ونعيمـى عِلّتـى وفنـــاى
    العقـود عهـود والنهـود شهــود
    والحَكَمْ لحِاظِـكْ جَــوِّدى اليهـود (10)
    العـذول لعـين مـا فى زول معيـن
    خلقة الكون مضلم وانت نـور العيـن(11)
    ما بخاف وشى ما بنجضنى شى
    ضايق مانى صابر فاقد كل شـئ(1)




























    ميـل وعَــرِّض (1)


    ميل وعرض كتـر أمراضى بى هـواكم والهـوان راضـى(2)
    جن ليلى وهاجت أعـراضى سَحَّ دمعى وطـاشت أغـراضى
    هذا بعض البى عدا أمراضى وإنت دارى وغاضى ماك راضى(3)
    لسّه تـايه فى الدلال ماضى هل تنـاسيت عهدنـا المــاضى(4)
    فى صحيفة قلبى كم ماضى ماضـى خـاتم لحظـك الماضى
    جسمى ومن زمان قاضى ها هـو حبــك بين أنقــاضى(5)
    هدى روعك أوعك لا تقاضى ما بشـارعك ما بكـوس قــاضى
    المضلل رشدى يـا هـادى والمكتِّـر فى الغضــا سهــادى (6)
    الجبين الفى الظلام هــادى والقـــوام السيــده متهــادى
    يا حبيبـى فيــم تهديـدك طول عذابى وهجــرى ما بفيدك
    روحى فى ايديك وحاة ريدك امتى ضـاعت يا سـلامة أيـدك(7)

    أهلاً وسهلاً يا ليلى



    أهـلاً وسهـلاً يا ليلى شـرفت نورت الليلة
    ما أحلى شوفتك يا ليلى وأمرَّ هجـرك يا ليلى
    يا القامتـك ماها قليلة والخد قمر عشرة وليلة(1)
    ما بتكرمى الخز يا ليلى تتبخترى تجرى الذيلا(2)
    بطرانة ما بترعى السيلا يا المهرة بتسابقى الخيلا(3)
    القاسية ما بتعطف ليلى مرتابة ونافرة وكل شى لا
    إن كلت ما بتوفى الكيلا وان جرت فالويل يا ليلى

    امتى أراك

    امتى اراك أنا امتى اراك يا الفريع الوارف ضـراك(1)
    هل يصح ياغصن الأراك يا خــزامنا الفايح شـذاك(2)
    هل يصح يا الجل البراك أن أمـــوت وان لا اراك(3)
    فى ذراك وقمـة عـلاك إنتِ ملكـه وتاجـك حـلاك
    كفى لحظك كايس هلاكى وهـاك قلبـى الصـاين ولاك
    الرضيع إن شافك غواك والفهم مـن وصفك هـواك
    يا الظبى الضارب البوا كى من دوائـى ودائـى سـواك(4)
    إن لهجت بداخل خبــاك البـلابـل تعشـق صبــاك
    او بسمـت ونـور صفـاك النسـايم تجمـد بفـــاك(5)
    يام كفيـلاً جايــر كفـاك يا ام ضميراً ضايـع هفـاك(6)
    حاشـا ما بنتقـاطـع وراك جانـا طيبك ماسـك قفــاك
    نحن شفنـا النرجس يلاطفك والضمير المـن نصه خاطفـك
    شفنا ديسك يا سمحة عاطفك قمت جافلـه اطبـق معا طفـك
    يا ام فريعـاً قبقب دريعـك يـا ام دريعاً فاصـل فريعـك
    إنت بانـه وسابـل بيريعك إنت صيـده وخاتـى البريعـك


    الفِـرَاقْ

    دِيك أعلام قبايل ولَّه الْبِلْ جَافْلهْ
    يا فلانة الرسول شِقْ ايش تخبرى القافلهْ(1)
    ناس أم ريـد بعد جيرة وديـارٌم حَافْلهْ
    خلّوا الدار خَراب هـاديك بيوتـم قافلهْ(2)
    يبقى قليبى متقفى الأثر والزاملهْ
    استعجـلت فتـى نسيت روحـاً هاملهْ(3)

    خمرية(1)

    دنَّك دَمّه سايل أظنه مات مفلوق
    عَبَق طِيبُه فاح عسف ملانا خلوق(2)
    ملوك فى دارنا نحن وبره مانا حلوق
    نفوسنا نفوس ملايكة ما بتستجير مخلوق(3)
    دُرْ يا ساقى دون ندماك على مطبوق
    وصهلل يا نديم وأسمعنى مِمّا يروق (4)
    زيم يا شادى زيم شنف مسامع السوق
    وأنشد فى معانى البابلية وسوق (5)
    دع ما قال مالك فيها وابن دسوق
    كروم بابل قبيل ساقيتنا ليها تسوق
    حاشاك والله لولا حسنك المعشوق
    والطرف الغرير ما كان لذيذ ومشوق
    كأسك من سلافة خّدك المعشوق
    ونغمك من لدانة قدّك الممشوق (6)
    طفحت الكاس تطاير ذى تبر مسحوق
    رقت وراقوا ندماى ورقى الراووق (7)
    صافية ورايقة طاب مزجك صبوح وعبوق
    ولّه غبيت أنا ونظرة نديم وعشوق (
    صَفَار تِبْر البَراتى المن صفاك مسروق
    مزجت أخلاقى بيه يذوب ويحلى وأروق(9)

    الليل أنتلت وفزع النجم مفروق
    وأنحدرت كواكبه تقول قطن مطروق(1)
    وقت الليل برد منه الصبح ملحوق
    حياة غير نديم واقعة سيوف ودروق

    هَبّت نسايْم الصيف عِشَا

    (1)طلع البدر جانى الرَشَا ضَامِرْ كفرع البان حَشَا
    (2)هبت نسايم الصيف عشا النايم صحى وطيبك وَشا
    يا تحفة الشام واليمن لامونى فيك بلا ثمن
    أصحاب كما شاء الزمن للناس قلوب لكن عمَنْ
    (3)عينى أبنْ لا يغْمَضَنْ لَمَحَنْ بروقا أوْ مَضن
    (4) تالْ الحبيب لىْ أمَرْضن أشواق لويلات مَضَنْ
    أيام سرور قُوّامَ مضن يا خُويَا ما بِتْعَوّضن
    من الحبيب لى عرضن بعد الشفا لَىْ أمرضن

    بدرك يا ربيع

    بَدْرَك يا ربيع فايِتْ عليه جلال
    وصارف يا ربيع ولَّهْ المحبّة دَلال (1)
    غَافِل منى تَايِه عنّى يَبْقى ملال
    وله نسيتنى واتْنَاسَيْتنَىِ يا البَلاّل (2)
    كل يوم يا قليبى عذابك طال
    وسَكّاب يا دمعى البِصَبْ أرطال
    خَفَّيت والله يا عقلى وبقيت بَطّال
    زولك إن قعد أو قام تقيل مِعْطال
    جَدْية تال وما عرفت حجاب ونضال
    راتعة وافية ما بين السلم والضال (3)
    يوم بالعذيب ويوم بوادى الضال
    ترعى خزام وشيخ راعيها هايف وضال
    أم حاجباً أزَجْ مرسوم كأنه هلال
    يهدى بنور جبينه الكان سلوكه ضلال
    تتيه بى نفسها عجبا مَعاهُ دلال
    ما ألطف جماله وذُوقُه يا بَلاّل
    (4)أنكشف السحر عن طرفها العجال
    من لحظة جبينه انا صرت فى ادجال
    (5)برزت من خبايا خدوده بالاحجال
    مكعبة الثدى الما رَيَّقَتْ أنجال
    (6)أمنع نفسى من حب المفدع ومال
    آخذ برهة بس أرجع أراه أمال
    أنا لولا يعلل نفسى بالآمال
    لذهبت روحى من أعضاى بالاجمال
    هجرك لى يا أم فاطر بَحَسْبه ملام
    ولحظك من بعيد فى قلبه حابسه كلام (7)

    لكن المبلغ واشى قلبه ظلام
    لا كاشفته سرك ولا بقول له سلام
    الريد سوى قلبى وطن كريم ومقام
    وما تعدانى يوم لا من كسانى سقام (
    لا تعدوا الرفق الناس خيال ورغام
    وضايع يا خليل فاقد العصير من قام (9)
    الديس المزرقن والخديد الشــام
    واللقب المنيل وفطرة الكشام (10)
    بعد ما كُتْ حشيم فى الهيبة زى هشام
    حاكيت الحمام فى وادى كل بشام

    الراتب(1)

    قلبى الكان نصيرى اليوم خَفُوقه عَرَانى
    صَبرْى الكان سلاحى الليلة حَدُّه برانى
    يا ( حَدَبَاىْ ) تِويتْ لَىْ حول مِقَاشرْ أقرانى
    كايس الوصلة يسعدنى ويذل هِجْرانى (2)
    بَشُوف الطالع الكايِسْ لَهْ ديمهْ دَرانى
    والملك الببارى السعداء ظِلُّه بِرَانى (3)
    سعد الجن نهض والخير أخوه طرانى
    نَحْسِى عَتَقنْى واتقدم حبيبى شرانى (4)
    ما بنساها ليلة وان ظلامه طرَانى
    انا من نور حبيبى شَمَلْنى نور وَأوَانى (5)
    ساعات كالزهور ثَمَراتْ غُصونه دَوَانى
    ملأن قلبى نور وسرور وهن ثوانى (6)
    زارنى الغيث وزارنى الكله خير فلسانى
    شاكر وقلبى يا مولاى ذاكر وثانى
    زهت الدنيا فى عِينَىْ وحاسْدى نِسَانى
    مذ حلّيت سواد قلبى وسواد انسانى
    فُزْتُ أنا يا أم خدود حّبك شغلنى نَهَانى
    عن سبل الجهالة وعن سواك لَهَانى (7)
    انت صحيفة للْخُلُقْ الوديع الهانى
    اما هواك كلّه ربيع سرور وتَهانى (

    ماطَلْنى وقَنصْ لُهْ مع العشية سقانى
    كاس لحظةُ وَقيتُةْ من الرقيب وَوَقانى(1)
    طيّبْ خاطرى حين لَفَت الخدِيدْ القَانى
    ودَّعْنى ورَجَعْ وهو عند ظَنْه لِقَانى
    لو يدرى الرقيب بَعْض الَعَلىْ لبكانى
    ما سبق البريده وبِشْتَكى لُهْ شَكانى (2)
    نَبَأكْ يا أمين زَعْزَعْ جميع أركانى
    خلفتينى مَيِّتْ وجُثّة هامدة مكانى(3)
    الا أنعم يا صباحى حبيبى تانى حبانى
    منه جديدة آه أنا حالى شرحة غبانى (4)
    ودَّعْ وألتفت بى نَظْرة فاترة صَبَانى
    وأوعدنى الخميس دَهْ صَبَانى ولَهّ سبانى(5)

    بدرى(1)

    بِقيتْ للخاصمك يا بدرى سُمّا ناقع
    وخليتم يِكَتْكِتُوا كالجداد الفاقع (2)
    خريف الَرازّة شَاْيلة مطر شديد وصواقع
    البِتْقدّه أبدا ما بِتْسُتْرُوا مرَاقع (3)
    أبواتك ملوك من أرقو لى سكوت
    وكان دم الرجال ليهم شراب ومقوت
    غَرِب ْصيصَابْ جِيُوشُم ذَلّت ابْجبروت
    كَتَلوُا الجَرْدة تِسعة وفيها سَوُّوا الفُوت (4)
    نحن المحس بِحْسِنْ وليدنا حتُوفُه
    متْحَمّل جبال الواقعة ساندة كُتُوفه (5)
    ناره بتوقد الغيرة وتناجى ضيوفه
    فرّة سِتُةْ فى دارُهْ بتحاكى سيوفه(6)

    يِضْوى جَبِيِنكْ

    يِضْوى جبينك الليل فى ظَلام المَاسية
    وسِنَانك بَرَدْ حَبْ الغَمَامة الراسية (1)
    شَفَتاك العنب مشتول جَنَاين آسيا
    ريدك منى كم سلب الفُؤاد يا راسية (2)
    جُرْتِ على هَلَكْتينى وأظنك هافيةْ
    ماك متعمدة وشوفى الدموع كيف لافية (3)
    ميلى على الفؤاد ضاغِطْ مَدَاسِك شافيةْ
    فى قديمك جديد ان شا الله لبس العافية
    الليل كلّه ساهر وانت ساهيةْ ولاهيةْ
    فى التيه والدلال ما بين تَرَايْبك زَاهية
    تَمعّنِى فى نظراتك سقيمه وزاهيه
    أظنه أذاى عجبك وأنت بى متباهيه
    الوم الدنيا واسجَدى الليالى الماضية
    وأحْلامَه وعَلَىْ أحكام دلالك ماضية
    ما فيك إلاّ بَسْ نافرة وحبيبك نَاسيةْ
    من طَبْع الظِبا النَفْره الصعيبةْ وقاسيةْ (4)
    رُوبِيتْك قاسمة نُصْ قامتك غزيرة وماسيةْ
    طال رُشْرُشك هِلاّن حواجبك كاسيةْ(5)
    انت حبيبتى وانت طبيبتى وانت القاضيةْ
    حَكِّمى فىَّ راحتك نفسى قابلةْ وراضيةْ
    هجرك كان طويل ونزعة فراقك طاغية
    حاكيت فى الحنين بعدك نُوَاح الراغيةْ (6)
    أبْثِ أشواقى وأحسب وانت ساكتةْ وصاغيةْ
    أتشفع شفاعة قلبى عندك لاغيةْ
    فى دِريبك بشوف ركب النفوس متحاديةْ
    انْتِ تَمَلّى فى التيه والدلال متُهاديةْ (7)
    علمتينى كيف أخفى العوادى العاديةْ
    وأندب حظى فيك مع الحمامة الشاديةْ نفسى عليك فى سُبُلْ الحِسَار متفادية
    كل يوم امشى ناقص وتمشى زايدهّ وناديةْ(1)
    ضِعْفَتْ روحى دون سحابهْ رايحهْ وغاديةْ
    تمطر بى جفون عِرْوة وجَميل متفاديةْ (2)
    يا مُزْنة مَحَلْ وادى النفوس الصاديةْ
    فى سَحابَةْ لِثَامك شال بريق الباديةْ (3)
    رَجَاىْ زَرَّع غزير وصَبَابتى صارت هَادْيه
    إلاّ تكون صُروفْ دهرك على مِتْعَادْيَة(4)

    يا مقرن النيلين
    يا مَقْرن النيلين سلام بَاشِرْنا قُبّال الملام
    ما بِشِيقنا من غيرك كلام قُولْ لينا وين بحرك دَهْ لاَم(1)
    حيّينا حيَّاك الغمام الليلة نَوّر بدرُك تمامْ
    أسمعنا من هَدْل الحَمَام خَلّينا نتْمَايل تمُام(2)
    جيش الظلام هَبْهب مُليم حَافلْ كانه قطيع ظَليم(3)
    قدام بشوف موسى الكليم مادْ ايدهُ من غُرَف أورشليم
    أصبحنا بالله الكريم وأتحصنا من جور كل رِيمْ(4)
    كده صبى يا جدى الصريم واسقينا قبال الغريم(5)
    صبّحنا نُوَارك هباب والروضة تتنفس حَبَاب
    حسّ السواقى مع الضباب مَنَّاحةْ بالهوى طارقةْ باب
    ضَالّه الخلوق من يوم أمس والليلة زدْناهم طمس
    خَجّلْنا بدُره خَمِس لِمس قطّعنا فَى كؤوسنا الشمس(6)
    قوم يا حبيبى على الجروف النيل متل جَدْى الشُفُوفْ
    طَاوى الِهِدمْ جَادِعْ الحُروف الليلة نايم بَرّه فوف (7)
    قَنّب حِداى على الرُفُوف وأسمع غُناى على الدفوف(
    قال لى سِمِعْت بلاش كسوف حَجّينا ساكت قُتْ له شوف
    نُوّاره فى بَنّوره شُوفْ بالله خدّك فى المشوف (9)
    قمرية تبرا من الخسوف فى إيدا غمر الكاس كسوف
    الليل برد والنوم خزاز وأنا وأنت والأنجم عزاز(10)
    والقمر فوق طاولة قزاز بلياردو مترحل هزاز(11)
    قال لينا ده النبل يا عزاز والخضرة فى مكانا نزاز(12)

    ما شفته شمر للقزاز والقمرة دى جدية العزاز(1)
    مدنى وحشيم مانى الجسور من أعلى سكان القصور (2) لابِسْبى لا بهجم بثور لا بشبه الاسد الهصور(3)
    أنا فى بساتين الزهور بين الترايب والنحور
    أشرب مُعَتقّة الدهور نُداماى عصافير السحور
    أنشدنا بالصوت الجهور يا شادى من كل البحور
    قول للغريب تكفيك شهور وطنك جِنَان والفِيه حور

    أسقينا يا باهى الجمال وغنينا يا حاوى الدلال
    أروينا من ريقك ثمُال دَللّنْا فى سوقك حلال (4)

    نوح يا حمام أذكى الشجون وهِبْ يا نسيم ميلْ بالغصون
    وأنا عندى ما شَىْ مِنْ مُجُون وغَزَل كنظم الَدُرْ مَصون
    قول نحن فى حوض الجنان المولى يرخيلنا العنان (5)
    رعيا لمخضوب البنان خلانى دن بين الدِنَان (6)
    ناولته كاس قال لى عجب ما زحته مال عنى إحتجب
    دَابْرُونى يا ناس ايش عجب ودْ الدروع صَايم رجب

    رِيمًا تحت شِدَرْ النبق حَسَسْتهُ تَكَى جيده وحَدَقْ(7)
    عاتبته بالقول السبق قال لى أنا نعسان صدق
    لسَّعْ دُقاق يا دُوبْ رَهَقْ فَدَعْ الوريد قايله انفهق (
    ما زحته أتجرع شهق وأتضارى فى خدوده البهق
    يا تبْر سُوْء مَا مَطْمَعى ما قصدى غير انسك معى
    كى أشكى حالى وتسمعى وتشوفى كيف بَهَلْ أدمعى





    ناولنى بالكاس الجديد ما تقول سكرت أخوك حديد
    أنا برضى كالطاؤوس فريد ما لى فى اللذات طريد
    صَبَّحنا روضة مَعَانا دَنْ وغَزَالْ مليح يا دوب شَدَنْ(1)
    حين غنى دور الطير هدن وين انت من جنة عدن
    أنا بين نديم بالعود تغن وقلوب بعيدة عن الضغن(2)
    وكئوس صببناها ورغن در أيها الرشا الأغن (3)
    وين انت يا خالد حسن هاجرنا هجران الوَسَن (4)
    مجلسنا ما فاقد حسن غيرك نَحِوّلْ لهْ الرسن

    يَا يَنّى يا بُلْبل أَمينْ صّداح حَميتْنى النوم يمين (5)
    عقب نشيدك يا أمين بالله قول لى حبيبنا وين
    تُفاحةْ فى خدهّ الِبلُوح عصروها ناس حَنّا وصَلوُح (6)
    تبرد حشا الثاكلة التنوح وتطرح الوجه الكلوح (7)

    لاَمنى العزول قال لى تَرُوحْ دَهْ سبيرْتُو ولَهّ كُروم وروح
    نار حَمْرهْ بس أختانى رُوحْ بِتْداَوى فى حشاى الجروح (
    الليل هجع سكت النبوح شدت البلابل لى تنوح
    بَكَرتْ بسالفتى سَبُوح أم زين تَعَاطينى الصَّبُوح (9)

    جمدانة وابريقين وكاس ونديم وساقى خُدُودُه مَاسْ
    وجنينة سايقة نخيل وآس أنا والحبيب ما معانا ناس
    قالوا لى ناس مرضك مساس وأرجف تقول أنا عندى ساس(10)
    الغرفة زَىْ حفرة نحاس الليل طويل ولا انت حاس

    مرضى العَلَىْ غَلبَ الطبيب عَرَفَهُ العَدوّ وجَهِلهُ الحبيب
    اتْقِلِى زَىْ ملسوع دَبِيبْ غير رحمتك ما لى طبيب
    يا عاذلى انتهى عَنّى سِيب ولاّ انت أثقل من عسيب (1)
    كيف أترك الغزل النسيب وهواى غُزْلان الكثيب

    جدار بيتكم

    أتارِيكْ أنت فَسْلَة بقيتِ من بُرَحَايا (1)
    بِتْوَسّد جِدَارْ بيتكم وأحَاكِى رِحَاية (2)
    لِيشْ يا فِرَيَعة ما بِتْجُودى بى بَلَحَاية (3)
    فى خِدِيدَاتك الطير غَلَب الحَاحَاية (4)

    اللَّهْو المُبَاح
    يَا لِيلىِ طُولْ مَا لِيك صَبَاحْ
    يَا شوْقى دُوِمْ صَبْركْ رَبَاحْ
    َمادَامْ حَبِيبِىأنا لَىْ أَبَاحْ
    لِى شُوفْته واللَّهْوَ الُمبَاحْ


    صَباح الخير

    صَباح الخير عَلَى الهَرَدَ حَشَاشَتِى صُدُودُهْ (1)
    تْتِفَدّعْ تَنُوم ان نَعْنَعُوها لَدُودَةْ (2)
    نَسَّام الدِغِيشْ أ دَبَّى يَجْنى نُهُودَهْ (3)
    انْكَشَفْ الصُبُحْ نَفَضوا الخِمَار فى خِدُوده



    دَمُ مُهْدَر
    الهادْرَة دَمى بِلا عَبارْ (1)
    النَافْرَة مِنِّى بلا اختبار(2)
    شمتانة أو سمعت خبار
    شَايِقْنِى كَسْرَها للْجِبَار (3)

    طلع البدر بكواكبه

    وَقْتَ اللَّيل بَرَدْ طَلْع البَدُرْ بِكَواكبه
    وألْحَقْتَ الأبِل وادِ الأرِاك بِرَوَاكبُهْ
    جَادَتْ وأسْبلَتْ عِينْ المُحِبْ بِسَواكِبُهْ
    وأحَتلَّ الفُؤاد مَلِك الغَرَام بِمَوَاكْبُهْ
    أتقفيت دريبن وتوبى خالفه وكاربه
    عارف ركبتن حارة وخبيرن داربه (1)
    نَفْحَة طِيبَةْ فى الوادى النَسِّيمْ سَاربُهْ
    متْمَسّى الأراك شافى وَقَفَاهِنْ نَارْبُهْ (2)
    كُلْ ما جَنَّ ليل حَنّيت حَنينِنْ طالبه
    اتخفق قليبى لعل شوقن طال به( )
    كيف أخْفَاه رِيدِنْ والمَحَاجِرْ سال به
    والليل الطويل (4)توبه المِزَرْقن سالبه
    على الرَبْع البِشِيل برَّاقُه عُقْب الشَوْلَه
    يا دارخوله تسلمى فى رعاية المولى(5)
    وقفة الزامله فى رسومك سرت من حُولَه
    دمَّاعِى وعِييِتْ أنْضُمْ مَهَابه وصَوْلـه(6)
    حَييّت الطُلُـول وبكيـت عليهن دَوْلهْ
    والدار ان سِخَتْ عارفة العَديَلهْ وشَوْلَـه(7)
    أتْحَمِلْ فَقْد مِينْ وابكى مِينْ لا حَوْلهْ
    نَاسْ رَيّا وحَبِيِباتْ ولَّه مـىّ وخَــوْلَهْ(

    الصــورة
    *محمد على عثمان بدرى
    أحْسن من ظَبْى فِى حُسْنِها وفى نُوَرهْ
    أبْهَى من البَدُرْ وصَفَاها كالبُّنورَهْ
    فى جِيْلنا بِتَفْوقْ اُمْ سُرَّتى وتَنُوَرهْ
    نَجْلاء العيـون أُلْقَتْنَا فى تَنُّورَهْ(1)
    *يوسف حسب الله
    سِيَماتْ الجَمَالْ فى صُوْرتَهُ مَحْصُورهْ
    رَِّقتهُ فى النظر وانامله وخُصُورَهْ
    أُبْهى من الحَوارِى الْفِى الخيام مَقْصُورَهْ
    عجبا شوف جماله هذى الصوره
    *خليل فرح
    ياريم الفلا الفى الدنيا ما فى مثالك
    من عدم الانيس الوحشه قلبى رثا لك(2)
    حيالك الفؤاد لكنه ما بثا لك(3)
    عجبا شوف عشق كل الانام تمثالك
    *ابراهيم العبادى
    شوف ريمه الاراك(4) كيف جالسه فى التصويره
    محيها كالبـدر فى نوره والتدويره (5)
    انظر لى عيونه ود عجته(6) وتحويـره
    من كتر الدلال تتشاف عويره عويره (7)




    سقاك أيا امدرمان
    سقاك أيا امدرمان كل مباكر يُروَّى به روحُُ وكلُّ تَمَام
    سَأبقى حَزيناً بَعْدِ بُعْدِك كَارهًا نعماءَها حتى يَحِين لمِا مِى(1)
    واحفظ فى قلبى لك الود حيثما حَلَلتُ الى انْ يَعتْقلنى حِمَامى(2)
    وما أنا مَنْ ينساك إذ قَذَفتْ به نَوى قَذَفت احشاءه بضرام(3)
    رعى الله ايّامًا بها قد تقادمت وآثارها فى القلب غَيْرُ قِدام(4)
    يجاذبنى فيها الأحاديث وامقُُ ويجذل قَلْبَيْنا الهَوى بوآم(5)
    حياء يغُض الطرف عنىوانْ رَنا قَضيتُ أسًى من طَرفه بسهام
    ذكرت ليالى الوصل يكنفنا التقى ولم نلتحف فيها ببرد اثام(6)
    يودعنى الدمع يجرى كانه حباب غمام او فريد نظام(7)
    فلم اتزود غير نظرة واجف مفعمه من قلبه بكلام
    فكم تلد الايام عندى مصائبا وتشفع فردى دائما بتؤام(
    فمارستها حتى كَأنَّ مُرورَها حفيفُ نسيم مَرَّفَوَق أكامِ
    وكل غريب صار عندى عاديا وكل بياض حال لون قتام(9)
    وكل مريع للفؤاد جماله على عكسه فى خلقه متسام(10)
    وكل كلام يخجل الدر نظمه من اللؤم عند المجتوى ككلام؟(11)
    فلا غرو من دهر تَزَيّا بزيه وأوسعه أسلافنا بملام
    ومن يات بعد اليوم يذمم اخاءه ومن بعده يكسوه حلة ذام
    تفاوت اهل الارض فى الجِدَّ وانبرت
    تساويهم الاجداث تحت رغام(12)


    فى تعليم المرأة(1)

    أترى يا دهرُ يخطـى الآمِلُ ومُـحَالُُ من سُلَيمى نايُـل فسقى رَبْعَك يا سَلْمـى الحَيَا وسقى ربْعَ الوشـاة الذابـل(2)
    غير جُنح الليل لا ثـوب لهم وهو أن واصَلْتَ ظـلّ زائل
    طلـع البـدر عليـهم بينما يحسبون النجم عنهم غافــل
    وتولوا نَقْضَ رَحْلى بعـد ما أذنّ الفجـر وهَـبَّ الراحـل
    أيها المغرور عَينُ الصَبّ لا تعرفُ النـوم فكيف الثـاكل
    كل مـا استنشقته يهنيك لـو ينفع (المزكوم) عْطرُ صاقـل(3)
    أنت لا تعرف فى الحب سوى حُبّك البدرَ الذى قـد يـأفـل
    أو حبيبـا سمـح الليــل به ومضى والنجم طرف ذاهل
    كلما ارتـاح عـلى اعـكانه فاح من عطفيه مسك سـائل(4)
    لم لا تكفيـك عن ذات السرى ظبيةُ الخـدْر لَعلَّـى عَـاذل
    غَضْبـه المنظـر الا أنّـها صورةُُما شَكّ فيها السائـل
    صَنَم من غير شئ مُعْـرض تـائه مـن غير خمر ذابـل
    ليس يـدرى مـا بجنبيك ولا هو ان عـاتبت يـوما قـابل
    ما لهذا خـُلق الانس ولا ال جـن فالقـوم سـوام جافل(5)
    أرشدونا يا ولاة الأمـر فـى أَمرنــا ذَلّ جهـول خامـل
    واستعينوا العلم إن أرشدتم عاقلاً بالعلم يرضى العاقل وانصفونا من حيـاة نصفها حائرُُ والنصـف جسم جاهل
    تعبٌ فى الغيط والبيت متى يصلح الحـال ويأوى العاقل
    عَلّمـوها إنها مـدرسـة لحيـاةٍ مـا إليهـا طـائـل(1)
    ودعُـوها روضةً فى بيتهـا يَحْـسُن العـلمُ عليهـا الوابل(2)
    فعـلى أبنائها يـوماً وإن خانها الدهـر جـلال كامل
    نحن فى عصر نعمنا فيه لو أنَّ مـا نكتب عنها حاصل
    آه لـو تنفـعنـا آهـ ويـا لَيْتَنـا لـَوْ أن لَيْتاً فاعـل
    يا نديماً حضـن العود على أنْ يُغَنّينـا وفينـا الثاكـل
    كلّـنا صـبُّ وكـل فاقـد والمــوت أمـر ساهـل
    خُذْ وجَرّب ريشة القلب على وتر الصبـر أيُحْظى الآمــل


    تعال إلىّ
    طـربت وهزنى الشوق المشيم وعـاود مهجتى داء قديم(1)
    أعالجه بمحـض الصبـر لكن إذا عَـزّ الشفا فمن الملوم
    مُغردَتى فمن أوتـــار قلبـى خُـذى لحنا إذا مرّ النسيم
    يَعِزّى على المروءة أن تـرانى بـلا ثمن تَقَسّمُنى الهموم
    خذى لومى فما لَـوْمى نصيبُُ وقاتلتى وإنْ سَمَحت ظَلومُ
    ولو رَضِيت سعادُ دَمْى ودمعى لَمَا هـُدِرا أرَاقهمـا حكيم
    صبوتُ وفى الصَبابه نفسُ حٍرّ وفيك فطانهْ وبنَا كُلوم(2)
    ونحن عصابةُُ للمجد نبنى وما لقد يمنا أبدا قديم
    خَلُصُنْا فى الورى كرماً ونُبلاً كما فى طئ خلصت تميم(3)
    وكم أثر لنا عَفَت الليالى وشابت وهو مَجْلُوّ وسيم
    فَسَلْ سُوبا وسَلْ سنّار عنّا وواد النخيل تُنبْئك الرُسّوم(4)
    فلو أن الخلود ينُال قَسرا لدامَ لنا ولكن لا يـدوم هيـَّا بنـى وطنى وهـل للمعالى سوى فلك تدور به الحلوم(5)
    على قَدْر الأسى والصبر منكم تكون وآيه الظَفَر الهجـوم
    ولاعجبُُ فقد تِرَدْ المهاوى وتمحق ظلمةَ الليل النجوم
    فكونوا كا الكواكب ذَا زمان لغير أولى النُهى ليلٌ بهيم(6)
    وشِدّوا بعضكم بعضا وسيروا بغير العلم مَسْلكُكُم وخيم لئن يَكَ خطبْنُاجللا عظيماً فكل تضـامن منـا عظيم
    تعال الى أهْدِ إليك عَفْـواً وظَلّلـنى تُظلـك الغيوم أشاطرك الوجيعهُ يا ابن أمى وامنحـك الغنيمةَ لو تدوم
    كــلانا قلبه شَبِـمٌ نَقِـىّ ولكـن فـى مِخيَلته سُمُوم(7) مضى زمنٌ ونحن على انقطاع وشَنْاَن تُسّر به الخصُـوم(
    فريق عـذرُه سفهُُ وجهـلٌ وليس لعـاقل عُذْر يقـوم تجمعت الكنانةُ حول سَهـم وكـلّ فـى أروَمته زعيـم
    إذا رَعت النفوس الوَرْدَ غُصْناً مَشَتْ تختال فى الشوك الجسوم

    فى تكريم صديق

    المجُد أم حلل البُزَاةٌ الصيدِ كالدر فى جيد الحسان الغيد(1)
    ولقد رأيتُ فما رأيت لماجدٍ حُلَـلا ينوء بها لسان حسـود
    بشاشة وطـلاقـة ومهـابة هـذى الجلالة ويك فوق نشيدى
    أأخا الشبيبة والمكارم والعلا وهدى العشيرة فى الليالى السود
    لله من شِيم هنـاك كريمـة عوّدتها ـ شيم الكـرام الصيـد(2)
    طوقت جيدك فاجتليت محاسنا ولرب عـقـد لا يـليـق بجيـد
    كلفتهـا بين الكواكب بغيـة فسبقتنى بالشـدو والتغــريد
    وبلغن من نهر المجرة مورداً ونزلن منك لدى الزمان بطود(3)
    ما حيلة التكـريم فيك وهذه حلل غنيت بـها عـن التمجيد
    بلغ الفخار بك الكـمال قرانه وضح الحسيب بتاجه المعقود
    والمجد مجدك لا القديم يشينه قدم وليس جديـده بجـديد(4)
    كالخمر سالفه سلاف خالص ورحيقه شبم ا لمزاج بـرود(5)
    هذى الشبيبة وهى نهضة أمة ظـفرت على أعدائها بحميد
    وهم القضاة فلا نصيب لباطل فيهم وما فى الحق غير صمود
    من كل منتصر لحـرمة دينه للخير فعـال لـذلك مـريد
    شبان أندية وشيـب مساجد ما بين الـوية وخـفق بنـود
    قصرت ليالينا بهم وتبسمت فكأنها هى من ليالى العـيد
    طرب نسيت لديه كل مصيبة وهوى طـويت اليه كل بعيـد
    ثمل الفؤاد بهم فحـن لبعضه بعض وأين من الحنان جدودى
    والبين أفتـك ما يكون بمهجة مغمورة بهوى الحسان الغـيد










    الى فؤاد الخطيب

    يا طلعة البدر بين الكأس والساقى
    فعل المدامة أم ذا طيف أشواقى
    أراك دون كئوس الشرب منزعة
    وبين خـديك مـرآة لمـشتاق
    أدمت لحظك أدميت الفؤاد فما
    يشكو الطعان وهل للوت من واق
    لا اكتم الحب فى قلبى فيقتلنى
    ولا انـام وغـيرى للعـلا راق
    بين جنبى نفس كلما طلعت
    شمس على الكون تاقت غير مطراق
    ترى البسيطة قبراً والعلا سكناً
    والنجم زاداً وفـوق الشمس إشراقىِ
    سمت فكان سمو البدر فى زمرٍ
    مـن النـجم فلا خمـر ولا ساقىِ
    لا غرو يا نفس هلا انت شاعرةً
    بمـا أحـاطك من قيـد وأطـواقِ
    أقمت صدرك دون الحادثات وما
    جربت فى الدهر يوماً رقية الراقىِ
    سيرى فما فى حياة المرءِ مكرمةُ
    ألذ مـن يـوم وصل بعـد اخفاقِ
    واستعرضى النجم صفاً فى مراتبه
    وواصلى الصيد مزراقا بمزراقِ(1)
    فنظمـهن عقوداً للحـسان هنا
    على زينـة اتـراب وأعـناقِ
    ولا تظن ملوك الشعر تحسدنى
    إنى رجعت الى شعرى واوراقىِ
    أهلاً فـؤاد وسهلاً قبل مَعتبْةٍ
    ومرحـباً بك وقاك الـردى واقِ
    زرنا بعينيك ما يلقى الفؤاد وهل
    شاهدت غير شجاعٍ نضو أسواق(2)
    مواصلاً يـومه مستعرضاً غدة
    موفقاً بينـهم مقـياس أخـلاقِ
    لك القـلوب وما فيها فغـن على
    أوتارهن وعـرض فالـهوى باقِ
    واحيى الليالى التى اسلفتها فـلنا
    فـيها أمـانٍ أحـطناها بـميثاقِ
    ودعك ما الدهر إلا كل معضلةٍ
    أعيت رحى العقل فالتفت الى الساقِ
    وللسياسة نجم فى السعودِ اذا
    أضاءَ ضاءت بنحـسٍ الف خفاقِ
    ترى دعوت لنا والبيت مزدحمٌ
    حيث الدعاء مـجاب غب أشواق
    وللحجيج ضجيج بالدعاء على
    استار كضـجيج النـحل أراقِ(3)
    فحالنا أنت لا يخفى عليك وان
    سكت فالـعين عبرى دمعها راقِ
    إن المروءة بعد المرءِ باقية
    وان قـام بعـيداً تحـت أطـباقِ
    سددت للعرب من آياتهم عجباً
    غنى بها كـل مشآمٍ و معـراقِ
    أقمت يومك فيهم روضة فتقت
    لهـا العـهاد بأرعـادٍ وإبـراقِ
    وعدت لا البين يقضى عنك نائلهم
    ولا لعهدك فـيهم طيف أخـلاقِ
    كذا كذا فلتكن آمالنا رسلاً
    عنا فـما الجد فى الجلى بأرزاقِ
    فللحياة وان طاشت مسالكها
    نجمان: هـاد الى خيرٍ ومـلاقِ(4)
    وما الشقاء بمكتوبٍ لذى ملقِ
    ولا السعادة وفقاً دون وفــاقِ

    بدرك يا ربيع
    بدرك يا ربيع فايت عليه جلال
    صارف يـا ربيع ولّه المحبة دلال (1)
    غافل منى تايه عنى يبقى ملال
    ولّه نسيتنى واتناسيتنى يـا البـلال (2)
    كُل يوم يا قليبى عذابك طال
    وسكاّب والله يا دمعى البصب أرطال
    خفيت والله يا عقلى وبقيت بطال
    زولك إن قعد أو قـام تقيـل معطال
    جدية تال وما عرفت حجاب ونضال
    راتعة وغافية ما بين السلم والضال (3)
    يوماً بالعذيب ويوماً بوادى الضال
    ترعى خزام وشيح راعيها هايف وضال
    تتيه بى نفسها عجباً معاه دلال
    ما ألطـف جمـاله وذوقه يـا بـلال
    انكشف السحر عن طرفها العجال
    من لحظة جبينه أنا صرت فى إدجـال(4)
    برزت من خبايا خدوده بالأحجال
    مكعَّبة الثـدى المـا ريقـت أنجـال(5)
    أمنع نفسى من حب المفدع ومال
    آخـذ بـرهة بـس أرجع أراه آمـال(6)
    أنا لو لا تعلل نفسى بالآمال
    لذهبت روحى من أعضاى بالاجمـال
    هجرك لى يا أم فاطر بحسبه ملام
    ولحظك من بعيد فى قلبه حابسه كلام(7)
    لكن المبلغ واشي قلبه ظلام
    لا كاشفته سرك لا بقوله ســـلام

    الريد سوى قلبي وطن كريم ومقام
    وما تعداني يوم لا من كساني سقام(1)
    لا تعدوا الرفق الناس خيال ورغام
    وضايع يا خليل فاقد العصير من قام (2)
    الديس المزرقن والخديد والشام
    واللقب المنيل وفاطرة الكشـــام(3)
    بعد ما كت حشيم فى الهيبة زى هشام
    حاكيت الحمام فى وادى كل بشام

    بدري(1)
    بقيت للخاصمك يا بدري سماً ناقع
    وخليتم يكتكتـوا كالجـداد الفاقع(2)
    خريف الرازة شايلة مطر شديد وصواقع
    البتقده أبداً ما يتستـروا مـراقع(3)
    أبواتك ملوك من أرقو لي سكوت
    وكان دم الرجال ليهم شراب ومقوت
    غرب صيصاب جيوشم ذلت ابجبروت
    كتلوا الجردة تسعة وفيها سووا الفوت(4)
    نحن المحس بحسن وليدنا حتوفه
    متحمل جبال الواقعة سانده كتــوفه(5)
    ناره بتوقد الغيرة وتناجي ضيوفه
    فرة سنه في داره بتحاكي سيـــوفه(6)















    المدرسة

    يلاّ نمشى المدرسة ساده غير أساور غير رسا
    يلا سيبى الغطرسه قومى افرزى كتب المدرسه
    الساعة سته دقت يا أم رسا نايمــه والمنبه حارسا
    يلا نحضر مجلسا وانتى لسه لينه مملسه
    بكره تبقى غادة ومخلصه ما بتفوت عليك مخالسه
    دارسه ماك جاهله محنسه قادله بى كتابه مؤنسه
    حاشا ما تربيتى مدنسه لسه لسه عزك ما اتنسى
    قالوا جاهله وخامله مدسدسه أبدى من عليمه مقدسه
    أساليهم أهل الهندسه الدنيا دايره وله مسدسه

























    قوم نادى عنان
    قوم نادى عنان واتباعه وقفل حوانيت البــاعه
    نزلت للدنيا شفاعه وسعت امدرمان لرفاعه

    وطن الآباء يا ام طاعه أجمة ومشهـوره سباعه
    من دون أترابا مطاعه حضريه تقول فى طباعه

    المجد الحاسده مداعى هو أساس المــا بتداعى
    وسعت أسلافنا وداعه وصارت فى جيلنا بداعه

    رفعت أعلاما رفاعه وشمخت بى كبارنا يفاعه
    وطن السناب يا رباعه نزل العـربان فى رباعه

    هنا تلقى الخلق الأعرابى لا خوف لا ضيم لا مرابى
    ظل الشكرية الكابى والشرف الأصله ركـابى

    هنا روعة عصراً ولى وروايــع جيلنــا الهله
    عصبيه تناطح الجله ومدينه منــافيه الــزله

    إياك يا عاشق تحرق فى بحــور أوصافك تغرق
    هى شامه فى تورنا الأبرق هى جنـــة نيلنـا الأزرق

    فى ربوعا الصيد إن وقل وشــافن مجنــون يتعقل
    كفروع البان تتنقل رطب القــاماتن فقـــل

    الصيد الضارب الوادى اجفـــل نــافـر غادى
    شرفن لى صوت الحادى حفلــن ضمــاهن نـادى

    العز من حاضر وبادى حـرسن ما جـــاهن عادى
    النور فى خدودن بادى وســلامة الـذوق شى عادى

    لا تنسى ليالى العشه وفى الحلــه هبــوب الرشه
    إتعشى عشاك واتمشى هــوى بيت المــال ما انفش

    اعذرنى أخوك إنغش لا اتعــد هــواك لا كــش
    أذكرنى ولو بى قشه بيت مــال وعيــال يا كشه








                  

العنوان الكاتب Date
ديوان خليل فرح بتحقيق على المك JUMANATI05-13-02, 05:35 PM
  ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Zaki05-13-02, 05:47 PM
    Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك JUMANATI05-13-02, 06:31 PM
      Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Elkhawad06-09-02, 09:26 PM
        Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Elkhawad11-12-02, 01:17 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Abomihyar11-12-02, 01:45 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Abomihyar11-12-02, 01:45 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Elmosley11-12-02, 03:05 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك bit-alkhaleel11-12-02, 03:54 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Ahlalawad11-12-02, 07:29 AM
    Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك manubia11-12-02, 10:55 AM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك THE RAIN11-12-02, 11:30 AM
    Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك Elkhawad06-17-03, 06:03 PM
  Re: ديوان خليل فرح بتحقيق على المك singawi06-17-03, 11:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de