سورة القيامة .. والنظام الكونى الجديد :

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 06:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2018, 00:18 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سورة القيامة .. والنظام الكونى الجديد :

    00:18 AM July, 31 2018

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سورة القيامة .. والنظام الكونى الجديد :

    كتب مهندس / بدر الدين العتاق

    email : [email protected]

    يطيب لى وأنا أقدم هذه المادة من تأويل سورة القيامة أن يبحث عنها أهل علم الفلك والفضائيات من العلميين والمختصين والمسئولين الرسميين والجهات ذات الصلة ، وأن يكرسوا جهدهم العلمى إستباقاً لهذه الحادثة العظيمة وأن يحترسوا بالسبق العلمى فى مجالات الحياة بشكل دقيق وعلمى مما ينفع الناس ، هذا إن نفعهم شئ غير إيمانهم بالله طبعاً ، فى كل الميادين الفكرية والعلمية والزراعية والسياسية وغيرها مما هو الآن معروف ، لأن ساعتها إقتربت بما لا يدع مجالاً للشك فى أقل مما يخطر على بال أحد ، وساعتها لن يفيد الندم ولا الإستخفاف بفكرة حدوث ذلك الميلاد الجديد .
    وأخص بالذكر هنا فى هذا المقام العلماء الأجلاء بوكالة الفضاء الأميركية ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الجيولوجيا الأميركية ، ووكالة الفضاء الروسية ، والجامعات العلمية والمهتمين والمختصين ورجالات الدين وعلماء الفكر البشرى والمسئولين ، بدراسة هذه الظاهرة الكونية الفريدة والتى لن تتكرر ولن يكون هناك وقت للتفكر حال الإعراض عنها بسبب توقف حركة التاريخ وإنعدام الزمن لحظة تغيير المنظومة الكونية الجديدة ، وأن يبذلوا كل ما فى وسعهم لتبصير الناس فى كل المستويات العلمية بخطورة هذا التغيير القادم قبل فوات الأوان ، وأن يدرسوا وينفقوا وقتهم وجهدهم ومالهم فى سبيل إظهار الحق المكنون بصورة علمية وإكتشاف عصرى خطير وهو يوم القيامة On The Day Of Resurrection من طريق العلم ، وأن يعلموا أن فى هذه الدراسة والبحث العلمى تحدٍ واضح ومسئولية خطيرة للفكر البشرى وإثبات حقائق الدين وما جاء على ألسنة الأنبياء والرسل فى الكتب السماوية ، وأن يأخذوها بالجد والإهتمام والتقدير ، وأنا شاكر لهم صبرهم على هذا التحدى الذى أبرزه أمامهم ليظهر القرآن فى مستوىً لم يسبق للبشرية بها ضريب من قبل ، ولن تكون فساعتها ستطول ، وسيطول عهدهم بها حتى يعلموا أنها الحق ولات حين منفع ولا مندم وسيكون قد مرَّ عليهم سنواتٍ أطول مما عرفوها فى تاريخهم السحيق .
    القيامة هى : ميلاد للبشرية والكون فى حيزٍ جديدٍ ، لم يسبق للبشر أن وفقوا لمعرفة ذلك الميلاد العظيم وسمة التغيير الجذرى لكل مجريات الحياة ، وكل ما كُتب وقيل عنها ما هى إلا تكهنات فى علم الإصطلاح للمعنى العلمى ، ومن طول ما ألِفت الناس حياتها بتلك الوتيرة توهموا بل تيقنوا أنها ضربٌ من التخويف والتهويم وأنها لا مكان لها فى هذا الكوكب ولا ما حدث به الأنبياء أقوامهم من هولها وقسوتها التى لا ترحم ولا يجدى ولات مندم ، وهم فى ذلك التيه الفكرى والإستغراق الحياتى الطويل ، لم يستعدوا بعد لتقبلها والتعايش معها فى ثوبٍ قشيب بفكر صائب وعقل حاذق عبقرى ، وعمل متواصلٍ حثيث يخرجون به أنفسهم من عنق الوهم والتوهم مما هم عليه اليوم .
    هذا الميلاد الجديد هو تغيير النظام الكونى الحادث اليوم بكل أطيافه ، والدخول فى نظام كونى جديد ، يستحيل معها كل شئ لكل شئ ، فيتوقف التأريخ ليبدأ خطوة أولى جديدة لعالم جديد قديم نحو الخلود والبروز الموعود .
    سكان الكوكب اليوم هم حوالى : 7.3 مليار إنسان ، هذه آخر إحصائية قدمتها الهيئة العامة لليونسكو التابعة للأمم المتحدة لسنة 2018 م ، ومن المتوقع الزيادة العالية فى المائة عام القادمة لتصل لضعف هذا الرقم ، وهؤلاء هم الذين سيشهدون هذا التحول العملاق وتقوم القيامة على رؤسهم .
    نص التقرير 2018 م النت :
    [ تغير عدد سكان الأرض بين عامي 1800 و 2100 المنتظر طبقا لتقديرات الأمم المتحدة ، وطبقا لتقديرات المكتب الأمريكي للإحصاءات التاريخية .
    تعداد سكان العالم تبعاً للبلد
    تعداد السكان في العالم هي أعداد تقريبية لأعداد السكان في العالم أو لعدد الذين عاشوا على الأرض في فترة زمنية سابقة ، كما أنها تعطي بالتقدير التغيّر المنتظر في عدد سكان العالم في المستقبل علي أساس التطور الإجتماعي للسكان وتوزيعهم الجغرافي والحركة النشطة التي تتسم بها تغيرات السكان في البلاد المختلفة.
    وتختلف الجهات المعنية في تاريخ الوصول للعدد 7 مليار نسمة وتقدرها بين مايو 2010 ويونيو 2011. كما تقدر الأمم المتحدة زيادة عدد سكان الأرض بمعدل 79 مليون نسمة سنويا بين عامي 2005 و 2010 ، وصل تعداد سكان العالم نهاية 2009 إلى نحو 6.9 مليار نسمة ، وتشير تقديرات مكتب تعداد الولايات المتحدة أن عدد سكان العالم تجاوز 7 مليار في 12 مارس عام 2012. ووفقًا لتقديرات مستقلة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ، تجاوز عدد سكان العالم 7 مليار في 31 أكتوبر 2011. .
    وقد شهد عدد سكان العالم نموًا مستمرًا منذ نهاية المجاعة الكبرى والطاعون الأسود في عام 1350 ، إذ قارب عدد سكان العالم حوالي 370 مليون. أعلى معدلات النمو - حيث تخطت الزيادات السكانية العالمية 1.8% - وقعت لفترة وجيزة خلال سنوات 1950 ، ومدة أطول خلال سنوات 1960 و1970. وبلغ معدل النمو العالمي ذروته 2.2% في عام 1963، وانخفض إلى 1.1% اعتبارًا من عام 2012.
    تقديرات المستقبل :
    تقدر الأمم المتحدة تعداد سكان العالم عام 2025 بنحو 8 مليار نسمة ، وعام 2050 بنحو 9.2 مليار نسمة ، فإذا تحقق معدل انجاب المرأة للأطفال بنحو 1,85 لكل امرأة - وهو رقم تقديري للأمم المتحدة - فقد يتراجع تعداد السكان مستقبليا. كما يبين التقدير الأعلى لمعدل الإنجاب ( 2.35 طفل لكل امرأة ) تزايدا في المستقبل لعدد السكان ، ويقدر التقدير المنخفض ( 1.35 طفل لكل امرأة، وهو الرقم السائد خلال العشرين سنة الأخيرة في ألمانيا ) بدء انخفاض عدد سكان الأرض بعد عام 2040.
    ويعتمد التغير في تعداد سكان الأرض من جهة على معدل الإنجاب ، ومن جهة أخرى على زيادة مطردة يتسم بها عمر الإنسان في العصر الحديث ، وكذلك على معدل وفيات الأطفال. وبالنسبة لتغير عدد سكان بلاد المعمورة على اختلافها فيجب مراعاة أيضا نشاط النازحين من بلد إلى بلد آخر.
    وقد بينت التقديرات في السنوات الماضية أن التقديرات كانت دائما أعلى من التعدادات التي وصلنا إليها فعلا عبر السنين. ومن تلك القديرات التي لم تتحقق الجزء الخاص منها بتغير عدد سكان الصين الشعبية ، حيث انخفضت زيادة عدد سكان الأرض عن التقديرات التي كانت منتظرة.
    يبلغ متوسط عمر الفرد في عام 2004 - طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية - 27.6 سنة ، ومن المنتظر زيادته إلى نحو 38.1 سنة حتى عام 2050 ( طبقا لتقديرات الأمم المتحدة ). وتقدر الأمم المتحدة أيضا أن عدد المسنين فوق سن 60 سنة والذي يبلغ حاليا نحو 10% من مجمل سكان الأرض سوف يرتفع إلى نحو 22% ، مع تراجع في عدد الأطفال ذوي الأعمار تحت 15 سنة من نسبة 30% من سكان الأرض الآن إلى نحو 20% في عام 2050.
    الانفجار السكاني :
    تشير الأبحاث العلمية إلى أن النمو السكاني الحالي في تعداد السكان مصاحباً بالزيادة في كثرة استهلاك الموارد يمكن أن تشكل خطر على النظام البيئي على سطح الأرض. حيث اشار بيان الفريق المشترك بين الأكاديميات حول النمو السكاني العالمي , والذي تم ابرامه بالتعاون مع 58 عضواً من الجامعات الوطنية حول العالم في 1994 م , إلى أن الأرقام الحالية بخصوص النمو السكان " لم تسبق لها مثيل ". وأوضح أن الكثير من المشكلات البيئية مثل ارتفاع درجة ثاني أكسيد الكربون, الاحتباس الحراري والتلوث, تفاقمت بسبب الزيادة المستمرة في عدد السكان. حيث في ذلك الوقت عندما كان عدد سكان العالم يمثل 5.5 مليار نسمة , كانت التقديرات تشير إلى أن يصل تعداد السكان حول العالم إلى 7.8 مليار نسمة في 2050. بينما تشير التقديرات الحالية إلى إمكانية الوصول إلى هذه الرقم حالياً بحلول العام 2030 م .] .
    قلت : وحتى ذلك الوقت الموعود يُتوقع حدوث هذا التغيير للنظام الكونى القديم ودخوله منظومة كونية جديدة ، وأعنى بتغيير المنظومة الكونية هو : النظام الشمسى لمجرة درب التبانة ، وإحلال كوكب الأرض تابعاً آخر لمجموعة شمسية جديدة وإنفلات العقد النضيد من هذه المجموعة الشمسية وذهاب الشمس والقمر ، أكبر آيتين ، أو قل : أكبر نجمين لهما الدور المباشر والكبير والمؤثر لإحداث عملية التأريخ وبتعاقب الليل والنهار على البشر تحديداً ، و كذلك الأثر الواضح لمجريات الحياة ، ذهابهما مجموعان لمجموعة شمسية جديدة ، وبذا يستحيل هذا الكوكب نهاراً جلياً ساطعاً لا ليل فيه ولا وقت ولن يُرى أبداً إن شاء الله تعاقب الليل والنهار فيدخل فى يومٍ واحدٍ جديد آخر هو ما يعرف ب : " يوم القيامة " The Day Of Resurrection أو اليوم الآخر The Other Day أو : الدار الآخرة Here After .
    هذا التغيير الموعود هو الآن حادث ويشهد حركة مباشرة للدخول إلى اليوم الآخر بفضل الله ثم بفضل إنفلات الحقل المغناطيسى والجاذبية الكونية التى تربط المجموعة الشمسية اليوم بدخول كوكب الأرض لمجموعة شمسية ومجرة سيتبع لها أخرى ، ولن ينطفئ الشمس كما جرت المفاهيم بذلك ولكنها ستبتعد هى والقمر بعيداً جداً من منظومتها الآن وسيبدوان صغيران جداً جداً كما لم يكونا يوما مرئيين للبشر على ظهر هذا الكوكب كما ستكون الشمس عبارة عن نجم ملتهب أحمر شديد الإحمرار ، والسبب فى هذا الأمر هو ضعف الجاذبية للقمر بحيث لن تستطيع الثبات بتابعيتها للأرض ، وكذلك الشمس لن تنكفئ على نفسها لأن حجمها ووزنها لا يسمحان لها بعمل ثقب أسود مما يشكل جاذبية هائلة وحقل ميغناطسى جبَّار لتبتلع غيرها من الكواكب السيارة خصوصاً القمر ، لذا سيذهبان إلى غير عودة ولا أوبة ، وستبقى أجمل الذكريات والأشعار والحياة الدنيا ، الأولى ، فى ذاكرة الإنسان آنذاك ، وأنا إذ أكتب هذه المادة اليوم : 22 / 7 / 2018 م الموافق : 6 / ذو القعدة 1439 هـــ / الأربعاء ، بجمهورية مصر العربية ، مدينة الجيزة بحى فيصل الجميل ، أقوم بدورى لتوديع الشمس والقمر والحياة الدنيا إلى غير رجعة وكذلك كل مخلفات التأريخ الإنسانى السحيق لنبدأ معاً ، دورة جديدة لحياة أبدية جديدة فى توحيد الذات الإلهية بثوبٍ رائع ومبدعٍ بلا نهاية ولا إنزعاج إن شاء الله تعالى .
    تأويل السورة :
    بدأت السورة بقوله تعالى : { لا ... أقسم بيوم القيامة } ، وكلمة : " لا " فى اللغة العربية لها أكثر من دلالة ، وهنا فى هذا الموضع تفيد إن شاء الله : النفى للجنس ، يعنى : ليس من شبيهٍ ولا نوع جنسٍ ولا مثيل ولا نظير لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ لها ولن يكون ، ووردت فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم وكلها لها هذا المعنى تحديداً ، وهو النفى للجنس ، وكلمة : " أقسم " ، ورد تعريفها من قبل ، وهو : من التقسيم للأمر وليس الحلف كما هو شائع اليوم من أنَّ الله يقسم بأعظم مخلوقاته ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فليس أعظم من الله فى الإطلاق فى الوجود ، وتقسيمه للأمر يعنى كما قلت سابقاً : توزيعه وتجزأته وترتيبه على حسب حكم الوقت مما يشاء هو لصيرورة الأمر المقسَّم له من التكوين والتشريع ، والآية تعنى : ليس من جنسٍ ولا شبيهٍ ولا نظيرٍ ولا مثيلٍ ليوم القيامة الذى قسمته من أمرى لخلقى ، ولن يكون ، فهو القادر المريد العظيم الحكيم فى أفعاله وأسماءه ومراده منها ، كذلك قوله تعالى : { ولا .... أقسم بالنَّفس اللوامة } ، وهى النفس البشرية التى سيقع عليها هذا اليوم ، هم البشر الذين يعيشون الحالتين ، سكان هذا الكوكب ، الوضع المألوف لهم من سيرورة الأمن فى حركة تعاقب الليل والنهار وحركة حياتهم العادية وهم نفسهم الذين سيظهر عليهم فى لحظة أقل من واحد على ألف مليون كسر من الثانية عملية التحول لنظام كونى جديد ، وتستحيل حياتهم نهاراً فقط ، فيصف حالهم ذاك بالحيرة والدهشة واللوم والندم ، لأنهم لم يكونوا يحسبون لهذا اليوم العظيم والتحول الكبير حساباً ، لذا هم يلومون أنفسهم ويلومون بعضهم ولات حين لوم بعد .
    أمَّا قوله تعالى : { أيحسب الإنسان ألَّن نجمع عظامه * بلى ! قادرين على أن نسوىَّ بنانه * بل يريد الإنسان ليفجر أمامه * يسئل أيَّان يوم القيامة } ، تجميع العظام وتركيبها لهيكلة الجسم وتسوية البنان الأصابع وخلقها ، كانت ولا تزال محل دراسة للمختصين فى علم التشريح بترسبات وتكوين عنصر الكالسيوم وتركيزه بمعدل معين ليكون عضد الجسد ليقوم مقام البنية الأساسية للجسم الذى سيتركب فيها اللحم ، وهنا يشير الله تعالى إلى بدأ هذه التراكيب والمركبات للإنسان وأنه أهون عليه ، وكما فعل وخلق ذلك من قبل قادرٌ على تغيير مجريات الأمور لما يريد هو ، لذا كان التساؤل من البشر : { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه * يسئل أيَّان يوم القيامة } ، و " يفجر أمامه " ، هى قراءة التأريخ والتنبأ بالمستقبل ، ومرد السؤال هو الوحشة عن يوم القيامة من طول المؤآنسة لحالهم التى عليها ، فيبحث ويستنتج ويتسائل ويشك فى وجوده من عدمه ، لذا أخبرهم وأجاب حيرتهم فقال : { فإذا برق البصر ( برِق – بكسر الراء – هى السرعة فى إطراقة العين من حركة الرمش والجفن ، ويفيد لا السرعة كما يبدو ، لا ولا كرامة ! بل يفيد إن شاء الله عدم إنتباهتك لهذا اليوم لحظة خروج كوكب الأرض من منظومتة الشمسية ، فأنت لن تحس بها مما يعنى عدم الجدوى من عملية سرعة إطباقة الجفن على العين ، ولكن ضربها الله هنا مثلاً بإعتبارها أقل عملية رياضية فى قياسات السرعات لإجراء أى عملية حسابية أو رياضية أو فيزيائية ، وأنت أيها الإنسان لن تنتبه إلا إذا إنتبهت لعدم حدوث عملية الغروب للشمس ودخول الليل فستظل فى حركة الحياة العادية فى إنتظار المغيب ودخول الليل ، وهيهات هيهات ! وسبحان الله لحظة الإنتباهة ستكون قد مكثت فى إنتظارك للمغيب ، ولن تغيب ، ألف سنة بحساب الوقت والتأريخ الذى خلفته وراءك وأنت لا تدرى ، وهنا الإشارة لتلك الإنتباهة عند قوله تعالى : [ فى يومٍ كان مقداره ألف سنة مما تعدون ] هذا إن أفلحت فى العد وتذكرته أصلاً ، وما يحدث أصلاً هو ظهور شمس أخرى تقابل وتواجه كوكب الأرض وتدوران بنفس السرعة عكس بعضهما ، بحيث يظل النهار سرمداً ، الشمس الجديدة تدور عكس عقارب الساعة والأرض تدور مع عقارب الساعة وهما معاً يسبحان فى فضاء شاسع لا يعلم منتهاه إلا الله ) وخسف القمر * ( وخسوف القمر هو إبعاده وإنفلاته من تابعيته للأرض وذهاب نوره – رحم الله الشعراء والفنانين – وذهابه مع صديقه القديم الشمس اليوم ، لذا قال : ) وجمع الشمس والقمر * ( وجمعهما معاً هو دخولهما وإنضمامهما فى منظومة شمسية كونية جديدة بعيداً من صديقهما القديم كوكب الأرض لدخول الصديق القديم منظومة كونية جديدة ليهنأ بيوم سرمدى فى معية الإنسان القديم الجديد وفى رحاب الله حيث لا يرون بعضهم ثانية أبداً أبداً ) يقول الإنسان يومئذٍ : أين المفر ؟ ( وقوله هو لسان حاله بعد إفاقته من غفلته ومعرفته بأنه دخل اليوم الآخر أو الدار الآخرة ، يتسائل فى حيرته ولومه ودهشته أين يفر ، فلا فرار منه إلا إليه ) كلا ! ( يعنى : حقاً ) لا وزر ( أى : لا غرابة ولا غرو ، فقد حدثتكم من قبل وأنذرتكم من هذا اليوم ) إلى ربك يومئذٍ المستقر ( حيث بدأة النشأة الآخرى والحياة الأخرى ، هناك مستقرنا إن شاء الله ) } .
    أريد ان أُلفِت الإنتباه للفرق بين كلمتى : الساعة ويوم القيامة ، الساعة هى : الحدث العظيم ، ومثالها هو : ما كان من أمر الأمم السابقة من أخذهم بالعذاب المتنوع من إغراق ورمى بالحجارة وطوفان وغيره ، وهى تدخل فى اليومين : اليوم الأول ويمثله الحياة الدنيا الحاضرة من أول القيام الأول لها وحتى دخول اليوم الآخر، فهى من طرف كانت مشاهدة ومعايشة وحادثة ، ومن طرفٍ ثانى هى داخلة معنا تلك الأحداث الجسام التى ستبين فى اليوم الآخر ( يوم القيامة / اليوم الممدود السرمدى ) ، أمَّا القيامة فهى : منذ فجر الخليقة وتحوى الساعة فى طياتها ، وحتى اليوم الممدود النهارى المتجلى ليشهد مرحلة حديثة فى ميلاد لحيز جديد .
    قال تعالى : { ينبؤا الإنسان يومئذٍ ( أى : الله ينبئنا نحن البشر يومذاك ) بما قدَّم ( من حياة فى منظومة كونية قديمة بكل معطيات التأريخ الإنسانى السحيق ) وأخَّر ( لدخول الأرض ومن عليها منظومة كونية جديدة سماها : يوم القيامة ) } .
    بصورة ثانية : من لحظة إنفلاق الميلاد القديم لمجرة درب التبانة ومجموعتنا الشمسية التى نعهدها اليوم والمنظومة الكونية تلك ، هى عبارة عن حياة وميلاد قديم تقدَّم فى فجر الخليقة تمهيداً لمعطيات معينة يعلمها الله سبحانه وتعالى وقد أنزل مراده فى كتبه من طريق رسله وأخبر البشر بها بالتناقل والتوارث ، ومن لحظة الميلاد فى الحيز الجديد الممدود لميلاد فجر للخليقة لم يسبق لهم بها من قبل مثيل ولم تتشرف به بعد وإنما هى ذاهبه نحوه بكل تأكيد ، أخره لإحداث وإبراز عظمته عياناً بياناً للبشر لا يدارون عنها طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وسماها باليوم العظيم ، يوم القيامة ، والتى نصطلح عليها بفهمنا العصرى الحادث هى : المنظومة الكونية الشمسية الجديدة ، والتى عبَّر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى : { يُنبؤَّا الإنسان يومئذٍ بما قدم وأخر} .
    يجب أن يستقر في الأذهان أنّ القيامة ليست أمراً مستأنفاً وإنما هي أمر قائم منذ فجر الخليقة وكل الألفاظ والآيات المشيرة إليها هي تقريبية والحكمة وراء ذلك هي سوق أذهان الناس شيئاً فشيئاً إلي حقيقة قيامها ، أمّا ما يشار إلي الآيات والعلامات الصغري والكبري التي جاءت أو هي مقبلة إنما هي في حيز الوجود ولمّا يؤذن بعد في بيانها للعيان ريثما تتهيأ الأرض والناس لأمرها وما أصاب الناس والأمم السابقة من أحداث أكبر دليل علي دوراتها بصورة من الصور ، أدقُّ من ذلك ، هي تقديرية وليست تقريبية للعارف .
    إنّ قيام الأشياء والأحياء عند إنفعال الذات الإلهية بأمر المعرفة وبروز الكون لحيز الوجود هو ما يعرف اليوم بالإنشطار الكوني العظيم أو الإنفلاق الذري Parents of the universe great or and atomic ثم تراخي الزمان عليها حتي تكن في صورها المتقلبة من إجمالي وتفاصيل المعرفة بالأشياء والأحياء بالنسبة للإنسان لأنه مناط المعرفة والحكمة وراء الكون وهو ما يربطه إخوتنا العلماء والعارفين والمفكرين دائماً بعلاقة الإنسان بالكون وفي ذلك إنبسطت الكتب إنبساطاً لتشرح وتبسط ما وقع في خاطرهم من معارف علميةٍ كانت أو تجريبية أو نظرية وما لم يدخل عامل الزمن – الوقت – لن يتأتي معرفة أي شئ لأن هدأة الوجود ما لم يمر عليها الزمن في حالة هيجان وإنفلات من شدة وقع الأمر الإلهي لها بالتكوين ، لن تكون ، في سابق معرفته بالصـــــــــــورة المرادة والشئ نفسه الذي ساق إخوتنا في تبسيط كلمة { كن فيكون } وإعتبروه أنه سرعة مباشرة الأمر بالتكوين عند أمر: " كن " وهيهات هيهات ! وما ساقهم لذلك الفهم ظاهر الآية سرعة التنفيذ لأنه صادر من الله تعالي مباشرة ووقعوا في شراك حكمة الزمن وأنه يستحيل التنفيذ بأمر " كن " من أول وهلة لحيز الصورة لأن وقع الأمر الصادر من الله تعالي لما خلق لا يطاق ما لم يقع عليه السلام والهدأة فيستجيب بحمده فالأمر أجلّ وأخطر من أن يحيط به أحد .
    الأمر نفسه يدعم ما عرف بوحدة الوجود The unity of existence. عند أهل التصوف أو المدارس الصوفية ومنها الذي نادي بالإتحاد والحلول وهن معان لسن دقيقات وإن كن يحملن الدلالات عليها فوحدة الوجود ثابت في القرآن في أكثر من موضع ، قال تعالي : { بل ! هو : قرآن مجيد * في لوح محفوظ } والقرآن من معانيه الوجود وليس عين المصحف ، واللوح المحفوظ هو لوحة الكون هو لوحة الوجود ، إقرأ معي إن شئت آية الكرسي : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم ! لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ ، له ما السموات ، وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده ! إلا بإذنه ، يعلم : ما بين أيديهم ، وما خلفهم ، ولا يحيطون بشئٍ من علمه ، إلا : بما شآء ! وسع كرسيهُ السمواتُ والأرض ، ولا يؤدهُ حفظهما ، وهو العليُّ ، العظيم } فالقيّوم هي القيامة أو القيامات للأشياء والأحياء لحيز الوجود بالحياة مقام النشوء والإرتقاء والتطور والتكون بكل التفاصيل المعروفة وغير المعروفة ، و" لا تأخذه سنة ولا نوم " ، لأن الحي لا تأخذه قياماته بشئ من التفويت أو الإنقطاع عن مدده بحياته لحياتها ، فالسِنة هي : التفويت والتقصير ، والنوم هو الإنقطاع والإنشغال بشئ عن شئ من الكثرة الكثيرة فيرفع عنه تعالي العجز عن التمام ، تعالي الله عن ذلك علواً كثيراً .
    يوم القيامة هو : وحدة ذاتية في وحدة زمانية في وحدة مكانية دخل علي قيامها عنصر الوقت فقامت فقوله : { لا .... أقسم } فهو أثبتها وما نفاها بل ! إثباتها يكمن في نفيها بالقسم الذي يوهم الخاطر بأنه أقسم بيوم ، وما هو بيوم للتدقيق ، فتلاومت النفوس الواعية وإضطربت بين النفي والإثبات ، لأنه داخل فيها بروحه لذا سأل : أيّان يوم القيامة ؟ أي : أي يوم هو يوم القيامة وتحمل معنى : أى حان أو آن يوم القيامة ، فأيّان جمع أيْ ، وأيْ : ظرف زمان ويوم ظرف زمان أيضاً تؤكد مكان هذه القيامات ذات الظرف المكاني فتداخل عنصري الزمان والمكان ( الزمكان ) لتفيد معني وحدة الوجود آنفاً بالإنشطار أو الإنفلاق ثم الرتق من جديد وهي المعبر عنها : { أليـــــــس ذلك ( أي من فعل ذلك الفعل وأقام القيامة بالوجود ) بقادر علي أن يحي الموتي } وإحياء الموتي تفيد العاقل والغير عاقل .
    قال تعالي : { ينبؤا الإنسان يومئذ : بما قدّم وأخّر } قال المفسرون : يعني يخبر الإنسان بعمله الذي عمل وهو المقدم وما نوي به في قلبه أن يعمله وهو المؤخر ، وهذا خطأ ! بل : يخبر الإنسان بلا يوم موقوت وهو إستعداد المحل للتلقي بمحض الفضل الإلهي بما قدمه ربه في خلقه له من معرفة ورضا وبما أخره عن جهله لما تأخر الوعي عن الإدراك واشتغل المحل بالأغيار وهو سبب التأخر لذا قال : { ثم : إنّ علينا بيانه } وبيانه هو معرفته بلا تحديد وقت وفي كل وقت .
    ومن جملة بيان القرآن هو : إظهار آياته الموعود بها البشر لليوم الآخر ، إذ ندب الناس لها وحثهم عليها إبتغاء تعريفه بنفسه لخلقه من طريق آيآته الكبرى ، وكره لهم العاجلة التى لا خير يرجى من وراءها ، وكانت أميز هذه الآيآت وأجلاها وأعظمها على جميع البشر وكل الآيآت إطلاقاً هى : { وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة } ، فهذا هو المساق ، نحوه ، من طريق آيآته لنا ، ثم يذكرنا أول خلقنا كما جاء أول السورة : { أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى ! قادرين على أن نسوى بنانه } ، ليقابلها آخر السورة : { أليس ذلك بقادر على أن يحى الموتى } ، وهذا حين يحين الحين ويكون لم الشمل مع أسرنا وذرياتنا القديمة ، ضيوفنا فى تمام هذه الساعة ، يجمع الذين شهدوا المشهد وهم لا يدرون إلا بعد ألف سنة ، مع الضيوف من الموتى عبر الزمن السحيق وكان اللقاء العظيم .
    يختم الله هذه السورة ، ولم يختم حلقاتها ، فحلقاتها مبثوثة بين دفتى المصحف ، وسنتعرض لها فى حينها إن شاء الله ، بالتذكير ببدأ الخلق للبشر وتسويته وتكاثره ، وأنه كان حقيقٌ عليه أن يعرف ويتوجه لبارئه بحق الإمتثال والطاعة والرغبة سوقاُ إليه عن طيب خاطرٍ ورضا ، ومن أبى فهو هالكٌ بن هالكٍ { أولى لك فأولى * ثم : أولى لك فأولى } ، وحتى لا يعتبر أن خلقه مجرد عبث ولا طائل من وراءه ولا حكمة تقتضيها وجوده ، أخبرهم ربهم بمساقهم إليه ، هالكهم وعارفهم ، ليبدأ فصلاً جديداً لحياةٍ سرمديةٍ جديدةٍ ، ومعارف عليها يظهرون لم تخطر على بال أحدهم ولا من جنسها من قبل ، فهذه هى القيامة ، فما بالك أيها الإنسان بها ؟ وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .




















                  

العنوان الكاتب Date
سورة القيامة .. والنظام الكونى الجديد : بدر الدين العتاق08-01-18, 00:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de