|
Re: تضاريس الغياب (Re: أبوذر بابكر)
|
(2)
بماذا يحلم القمر حين ينام؟
حين يجلس الضوء على قارعة الليل وهو يشهر إسم الغياب ويسكب حبره الأزرق على خد المساء المتواطئ مع حسد الحضور
أظنه يردد أنشودة عشق الصباح الذى لم يجده حين صحى ويترنم بتراتيل صلوات المساء المحتشد بفراش الشفق
أخبرنا القادمون من صقيع الغياب عن نبوءة الأشجار عن دفءٍ يأتى من أشواق المدن القديمة حاملاً نار القصائد ورد الصيف وظلال الأشعار قال لا تخافوا من مدّ كتاب عمره تجاه القمر فهو آمن من شرب الآن رحيق صبره فهو آمن من بات عاشقا فوق لحاف جمره فهو آمن لا تخافوا
الغياب رفيق الشوق، والشوق فى أقصى كينونته، هو سليل غيم الحنين، هو ضجيج الروح سراً جهورا، أو علانية واجفة، طلبا لراحة لا تنال، يسمونها اللقيا، واللقيا فى أقصى تمردها على سطوة الجسد الروح، إعلان بصوت عال عن مطلق العشق، عشق من نحب وما نحب، إعلان لا يعلن عن ذاته، لكنه وهو فى كامل وعيه المضنى، ولا تسمعه سوى آذان القصيدة القصيدة صباح العشق، ومساء الأشواق هل نحن إلا العشق؟
هل ثمة فرق بين الشوق والإشتهاء؟ بين ما يكنب على لوح النداء، وما يسيل من رحيق الروح فوق أرض الأمنيات؟ كلاهما يكتبان إسم العشق ويكرسان معنى الإنسان
العشق أرض والحرف مسافة العشق دم والحرف شريان العشق درب والحرف خطوة
خطوة لا تنتهى، بل تمارس السجود على أرض المنى، تقبل وجه المسافة، فينحاز الغناء لها يروى ظمأ المسير نحو ذرى لا تطالها العيون، ولا تلامسها الأقدام
والعشق فى أقصى قسوته ليس سوى العودة الى عمق المكان، حين يفاجئك المكان بأنه قد باع مقعدك الوحيد للفراغ ووضع مكانه مسافة من شوق أو شوك من إشتهاء أو إبتغاء مقيم
القمر حارس الحلم فحين ينفض سامر الصحو لا يبق سوى قمر يدخن لفافات السهر وهو متكئ على بقية أمنية رحلت دون وعد بالفرح
الشوق سليل الشمس، لذا فهو ضوء لا ينتهى
اذن فليورق الضوء وينمو، ولتضئ الأكوان بأنوار ملونة تستوطن الحواشى والدواخل وليمض الغياب سادرا فى غيه الطويل
والسلام عليك أيها القمر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تضاريس الغياب الحاضر | أبوذر بابكر | 07-28-18, 08:51 AM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 05:16 PM |
Re: تضاريس الغياب | صديق مهدى على | 07-30-18, 06:29 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 07:14 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 07:19 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-31-18, 09:49 AM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-31-18, 06:02 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-01-18, 08:31 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-02-18, 11:05 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-02-18, 12:27 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-02-18, 10:35 PM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-03-18, 06:01 PM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-03-18, 06:10 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-04-18, 10:20 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-05-18, 09:49 AM |
|
|
|