إلى "كبر" : مختارات من الشعر العبري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2018, 08:01 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى "كبر" : مختارات من الشعر العبري

    07:01 AM March, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    osama elkhawad-Monterey,california,USA
    مكتبتى
    رابط مختصر

    قصائد من الشعر العبري المعاصر

    ترجمة حسّونة المصباحي


    -1:ولد ابا ستولتزنبارغ في غاليسيا عام 1905 وتوفي في نيويورك عام 1941 .شعره مسكون بالخوف من الموت ،ووحدة الإنسان أمام مصيره المظلم.

    -1:أيام القلق

    أمضي خلَلَ النار،أمضي خلَلَ العواصف ،
    خلّلّ الشظايا والأهازيج المنتشية ،
    أجتاز الأماكن المحروسة جيّدا ،والحدود،
    وأخيرا،في متنقع أيّام القلق ضعت
    أيام القلق ،العناكب تنسج شباكها
    والجداجد تصرّ
    والخوف يحفر بغموض مثل خُلْد.
    مثل خشبة مورقة ممتلئة بالماء ،
    أنا واقف في فضاء الجدران ،على العجلة العمياء للمدن.
    أتنصّت:فأر يضْغَب،مفاصل تصرّ،
    على الأرض أنا منْدَبق.
    وكلمات الآدب القديمة تئنّ ،
    وكلّ هذا الذي عشت حبس أخيرا في شباك العنكبوت.
    الأشجار والسماء ،والصور المُزبدة ،
    مندمجة في مستطيل النوافذ.
    أيام قلق ،تحت ثقلكم
    تنهار الخيول ،والكلاب تصبح مجنونة .
    واحد في غرفته يتمدّد ،
    تلجّ نار،تلجّ ريح.
    آخر،فزعا،يظلّ على العتبة،
    الأرض هوّة والجدار زنزانة.
    واحد يرى قطعة أرض ،وشجرة تبكي ،
    وكما لو أنه مثقوب بالرصاص،هذا يخفق
    في فضاء الصحراء.


    -2:البلاشفة

    على جياد صغيرة جاؤوا،
    أرجلهم حافية،والبنادق في قبضاتهم من دون حزام الخراطيش ،
    على رؤوسهم يضعون قبعات النساء معكوسة ،
    والأكبر سنّا يلبسون مثل الشمّاسين ،
    ورعاة البقر يحملون حقيبة على رؤوسهم.
    جاؤوا في ذروة الخريف ،
    اسقطوا كل الثمار من شجرة الأجاص ،
    ممددين في الخنادق ،عند عتبة أروقة الأديرة ،
    كانوا يشعرون أنهم أسياد البلد.
    على دراجاتهم دراجات الأنصار الجدد
    رشقات ورمايات،حبّات بَرَد تسّاقط كثيفة ،
    ومن جنود تروتسكي لم يتبقّ
    غير أكوام على طرف التّلعة.

    -2:ياكوب-زفي شارغال من كبار رواد الشعر العبري المعاصر.ولد في بولونيا عام 1905،ومات في اسرائيل عام 1995.

    قحط

    راهبان بوذيان يابانيان يدقّون أجراسهم
    ومن القيظ يَحْلجون الأغنية.
    كل واحد منهما يضع زهرة اللوتس مثبتة في قميصه
    لكي يطرد شبح الصابة السيئة.
    كاهنان في جبّة سوداء يصليان في جوقة واحدة
    جاثيين أمام صور ورعة:
    أيها المسيح فليتحول الدم الذي تدفق من قلبك
    الى سحاب فوق البلاد.
    حاخامان مُتكوّران في اعماق كيانيهما
    يبكيان مطلقين الصلوات ليوم القيامة:
    آ أنت الذي وجدوه ،فليطلب لنا أجدادنا القدماء
    رحمتك وغفرانك
    في حين كان في الأعالي وجه الشمس يتلألأ-دغل حار في سماء ملتهبة ،
    وشجيرتان ،فاتحتان فميهما
    تبدوان في لحظة الإحتضار وكأنهما تنتظران الندى.

    -3:اسحاق شبيغل ولد في بولونيا عام 1906 وتوفي في اسرائيل عام 1990.أمضى سنوات في "أوشفيتز" .وهي أيضا روائي مرموق


    المرّة الأخيرة

    الى ريبيكا

    رأيتك،في المرة الأخيرة ،في عربة القطار التي كانت لا تزال مفتوحة،
    بين القطيع المرتعب،ووجوه الأطفال اليهود،
    لم أستطع أن أمدّ إليك يدي حتى لتوديعك في السفرة الأخيرة
    زطانت الشاحنة قد أغلقت لتحملني على الطريق الكبير .
    ولم أكن أدري أنها المرة الأخيرة ،
    السفرة الأخيرة لكلّ أحلامي،
    بآتجاهنا كانت الجبال تبدو مزرقة من شدة البرد.
    وبالقرب منهم ،على السماء كانت غرف الغاز تطلق دخانها.


    -4:الهونان فوغلر ولد في فيلنو عام 1907ومات في باريس عام 1969.بدأ حياته رسما وعاش في موسكو نوفي الما-اتا وفي بولونيا.وقد عاش الشطر الأكبر من حياته متوحدا بنفسه،متجنبا العلاقات االإجتماعية من أي نوع كان.

    آنتحار

    أنامشنوق.
    فوقي الضوء من العَسْو
    والمساء يحترق في شمعدان الأرض.
    حبلي كان من حقل قنّب وشجرة خوخ كانت مشنقتي الزرقاء.
    أنا مشنوق.الليل يثقب عينيّ -غراب
    كان يبني عشا في غباري الرماديّ.أين كلبي-النهار؟هو ليس هنا،
    لكن على جسدي سوف يصرخ عاليا ولسانه أحمر.
    سأظل مشنوقا الى أن ينبح النهار،كلبي،
    بين الحقول ،وكتاب صلواتي،
    سوف يكتسي بالسحب -تعويذاتي الزاهدة -
    ومرعدا صاعقا سيتلو قصائدي.
    وصديقتي الريح مقطوعة الأنفاس ستركض
    لتطلب من الربيع ،لتطلب من بناتي ،
    أين هو،أين هو .قولو لي من الذي
    رآى فوغلر ،صديقي الصامت؟
    سأظلّ مشنوقا حتى طلوع النهار،
    عندما تتوج بالذهب اشجار الصفصاف القصيرة
    وستتلوا لي الخرفان السوداء"الكاديش" *
    وعليّ ستبكي العنزات البيضاء.

    *الكاديش:صلاة جماعية للأطفال لآبائهم الميتين


    -5: ولد جوزيف بابيارنيكوف في العاصمة البلونية فرسوفيا عام 1899وتوفي في تل ابيب عام 1976.تحولت العديد من قصائده الى أغان شعبية مشهورة لبساطة لغتها وآرتبااطها بهموم الحياة اليومية.

    -يهود يمنيّون

    سمْر،زيتيذون مثل حبذ الزيتون،
    من أعماقها تحدق فيك عيونهم
    الذكية،السوداء،المضيئة.
    نور الفكر،الخفر والحياء،
    آمتثال كوني لعفو الله الرحيم
    شرط أن يتوفر الخبز ،والملح،
    وسقف فوق الرأس
    ليحمي عظامه،وجلده،
    عندما تنخفض الطراوة الليلية
    ويأتي وقت الإستراحة .
    جعلوا فراشهم على الأرض
    مثل قطيع من الخرفان،
    ومع القبيلة كلها،
    وحده لا يزال الجدجد ساهرا.

    -6: ولدايزي هاريك في بيلاروسيا عام 1898 وتوفي عام 1937.كان عضوا في اتحاد الكتاب السوفيات في ظل النظام الشيوعي.شعره مستوحى في أغليه من الفولكلور الشعبي اليهودي الذي كان متشبعا به منذ الطفولة.

    -أغسطس*

    في أغسطس جئت الى القرية ،
    اغسطس كان كله طراوة ،شفافا،شبيها بقوس قزح،
    في المساء تتبخر رائحة الحزن العطرة
    والقرية في الصباح تصعد في الندى.
    كل شيء خفيف في ذلك الصيف الذي فجره من ضباب،
    في الضوء الحار للأبعاد الأشد زرقة ،
    الهواء له رائحة التفاح الناضج واللبابيّ
    وبدوره يصبح القلب صلبا ولبابيّا.
    كنت في الماضي قد شتمتك ولعنتك
    لكنك اليوم يا قريتي ،هنا في الصمت،
    اتيه في دخان الإزهرار،والثمار،
    أغسطس يريق في هذه الأماكن البرودة والشفافية.
    *اغسطس 1925

    -7:ولد ارون كورتزفي بيلاروسيا عام 1891 وتوفي في نيويورك عام 1964,كان يتقن الالمانية والروسية والانجليزية.كتب العديد من الدراسات المهمة عن الأدب العبري وحصل على شهرة كبيرة في أوساط اليهود في الولايات المنتحدة الأمريكية التي هاجر اليها عام 1911.



    -ساعة شاغال*

    ساعة شاغال تعرج بساق
    لكنها تسير مستقيمة
    رغم ان الزمن،
    الزمن الرائع كان قد الحق ضررا بها.المينا هو
    العين الكبيرة المتعبة
    ليهودي منهوك القوى ،عين بحجم قمر
    ينظر بحدّة
    الى العالم
    من دون ان يكف عن الإعجاب بسنّه،ولا يفرّط في
    شبابه وينعكس في مينا
    ساعة شاغالاية**معدلة بشكل جيد.

    *هو الرسام الشهير مارك شاغال الذي ولد في بيلاروسيا عام 1887 وتوفي في فرنسا عام 1985
    **نسبة الى شاغال
    -----------
    http://elaph.com/Web/Culture/2016/4/1085950.htmlhttp://elaph.com/Web/Culture/2016/4/1085950.html




















                  

03-11-2018, 10:46 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    ازيك يا اسامه

    الاعمال دى كتبت باللغة العبرية ولا لغة تانية ؟
    على حسب علمى معظم اليهود بما فيهم الادباء خارج اسرائيل ما كانو بعتمدوا اللغة العبرية او اليديشيه فى الكتابة
    و الغالب كان استخدام لغة البلد الاتولد فيها ما عدا قلة ضئيلة

    خصوصا قبل قيام دولة اسرائيل
                  

03-11-2018, 12:09 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: أبوذر بابكر)

    ولد ابا

    -----------------------

    يعلم الله قايلها" ول ابا"
    حقت اهلنا البقارة.

    صديقنا ول ابااسامة والمرور تحية
                  

03-12-2018, 03:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    Quote: الاعمال دى كتبت باللغة العبرية ولا لغة تانية ؟
    على حسب علمى معظم اليهود بما فيهم الادباء خارج اسرائيل ما كانو بعتمدوا اللغة العبرية او اليديشيه فى الكتابة
    و الغالب كان استخدام لغة البلد الاتولد فيها ما عدا قلة ضئيلة

    خصوصا قبل قيام دولة اسرائيل

    اهلا بشاعرنا ابوذر

    هي مكتوبة بالعبرية واعتقد الشعر العبري هو المكتوب بالعبرية..

    في كتاب في النت عن الشعر العبري كتبه اثنان من الاكاديميين المصرييين عن تطور الشعر العبري.

    شكرا للمرور لودابا ود الشيخ هههه

                  

03-13-2018, 06:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    مختارات من الشعر العبري

    هذه المشاركة لنا ان نسميها مختارات من الشعر الإسرائيلي المعاصر .

    .اذا اردنا التعبير بدقة عن الفترة التي كتبت فيها هذه الأشعار وهي الممتده من بعد قيام الدولة الى ايامنا وتسمى المرحلة الاسرائيلية .

    و ترجم هذه المختارات الى العربية: د/ رؤوبين سنير.. وهو اديب من اصل عراقي ولد في حيفا 1953) ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا.

    اصدر عدة كتب في النقد الأدبي منها: "
    ركعتان في العشق" دراسة في شعر البياتي صدرت عن "دار الساقي" (2002) كان البياتي يحلم ان يراها كتابا بعد ان قرأها مقالات متفرقة. لرؤوبين سنير عشرات المقالات النقدية في كبريات المجلات الأدبية العالمية، من بينها دراسة قيمة لقصيدة أدونيس "الحلاج" الح أدونيس ان تترجم من الانجليزية إلى الفرنسية وأن تنشر في

    الكتالوغ الخاص بمناسبة معرض عنه في معهد العالم العربي عام 2000. كما قام بترجمة عشرات القصائد من العربية الى العبرية.

    اولا: يهودا عميحاي 1924-2000

    أربع قصائد عن الحرب والسلام

    1
    في حديقة صغيرة، ليست بعيدة عن بيتي

    تنتصب لوحة رخامية حاملة أسماء جنود شهداء

    مرتّبة بانتظام، الواحد تلو الآخر وبأحرف واضحة،

    كأسماء نزلاء في مدخل عمارة كبيرة وخاوية.

    2

    أفكّر عن الرجل الأشقر

    الذي استشهد هنا، وعن زوجته المبحوحة الصوت.

    أفكّر عن الزوجة المبحوحة الصوت

    لذلك الرجل الذي استشهد قبل سنوات.

    وأفكّر عن الزوجة المبحوحة الصوت

    التي أصبحت الآن زوجة صامتة.

    الإجهاض الحقيقي هو
    إجهاض الشهداء في الحرب:

    ضدّه
    ليس ثمّة أيّ احتجاج.

    3
    ذات مرّة انفجرت قنبلة

    قرب دكّان جزّار:

    اللحم المذبوح
    ذُبِح المرّة تلو الأخرى،

    ولكنّ الألم ينعدم
    وليس هناك دم تقريبا.

    *4

    أنا عنصري سلمي:

    الزرق العيون يقتلون،

    السود العيون يفتكون،

    المجعَّدو الشعر يهدمون،

    الملس الشعر يفجّرون،

    السمر الجلد يمزّقون آرابي،

    الورديو الجلد يسفكون دمي

    العديمو اللون وحدهم

    الشفّافون وحدهم طيّبون

    أولئك فقط يتيحون لي فرصة النوم ليلا دون رعب

    ورؤية السماء من خلالهم.
    ________________
    * من ديوان "ساعة الرحمة" 1982

    نوافذ وقبور

    في حياتي نوافذ عديدة

    وقبور عديدة.

    وأحيانا تتبدّل الأدوار:

    عندئذ تُغلَق نافذة إلى الأبد،

    عندئذ عبر شاهد القبر

    تمتدّ رؤيتي بعيدا.
    ـــــــــ

    المجد لكَ

    في صمتي الكبير وفي صرختي الصغيرة أحرث حرثا متنافرا.

    كنت في المياه وكنت في النار.

    كنت في القدس و كنت في روما وقد أكون في مكة.

    ولكن هذه المرّة الله يختبئ والإنسان يصرخ: أين أنت؟

    المجد لكَ.

    الله يرقد على ظهره تحت العالم،

    دائما مشغول في إصلاح شيء ما، إذ دائما شيء يتلف.

    أردت أن أراه كلّه، ولكني لا أرى إلا أسفل نعليه وأبكي.

    المجد لكَ.

    حتى الأشجار قررت أن تختار لها ملكا.

    لقد بدأت ألف مرة حياتي من هنا فصاعدا.

    في طرف الشارع يقف واحد يعُدُّ:

    هذا وهذا وهذا وهذا.

    المجد لكَ.

    ربما مثل تمثال قديم معدوم الذراعين

    قد تكون حياتنا أجمل، بدون آعمال شجاعة وبطولات.

    أرجوكِ حلّي عني درع قميصي الآخذ بالاصفرار،

    فقد قاتلت جميع الفرسان، إلى أن انطفأت الكهرباء.

    المجد لكَ.

    لا تزعج بالك، إذ أن بالك يجري معي كل الطريق،

    والآن هو متعب ومعدوم القيمة،

    أراك تخرجين شيئا من البرّاد،

    وضوؤه ينيرك بنور من عالم آخر.

    المجد لي.

    المجد له.

    المجد لكَ.

    ــــــــــــــ
    * "المجد لك" - عبارة من ترتيلات عيد رأس السنه ويوم الغفران عند اليهود
    من ديوان "في المسافة بين أملين" 1958


    پنحاس سديه 1928-1994

    شاهدت العصافير

    شاهدت العصافير التي تنزف دما حين يتوهّج الغروب.

    يا إنسان!

    لا تقُلْ: لم أعلم بموعد الساعة.

    ها هي تقترب وتقترب.

    تلك الساعة التي لا شيء بعدها. ما قبلها لم يكن.

    الساعة الكاسية. المدثّرة. ساعة الهاوية. والرهبة. ساعة الدودة.

    يا نفس الإنسان. إستيقظي لرمشة عين قبل أن تخلدي إلى الموت.
    ــــــــــ
                  

03-13-2018, 11:02 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    ول أبا محمد الشيخ ..
    سلام ..
    Quote: يعلم الله قايلها" ول ابا"
    حقت اهلنا البقارة.
    أنا ذاتي قرأتها ول أبا .. حتى وصلت مداخلتك .. حتى عرفت أستاذ الخواض يقصد غير ذلك.

    شكراً يا أسامة ..
    لكن ما عرفنا السبب في توجيه الخطاب لكبر لماذا؟ .. هل هذا دفاع عن بوست "اهلي اليهود" ..؟ القصد هنا معرفة ما وراء القصيد ..

    بريمة
                  

03-13-2018, 07:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Biraima M Adam)

    Quote: لكن ما عرفنا السبب في توجيه الخطاب لكبر لماذا؟ .. هل هذا دفاع عن بوست "اهلي اليهود"


    اهلا استاذ بريمة

    نعم دفاع عن البوست المعني.

    أرقد عافية
                  

03-14-2018, 00:06 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    يا أستاذ أسامة الخواض

    سلامات ..
    Quote: اهلا استاذ بريمة

    نعم دفاع عن البوست المعني.

    أرقد عافية
    أنت عايز تفوتنا ساكت ولا شنو؟ .. ول أبا كبر يبدو عليه أعجبه لحن وغناء اليهود للموسيقي البقارية .. لكن ما عرفنا أنت دفاعك جاء من أي باب.

    وبعدين بالله أدينا قراءتك لماذا المصريين يترجمون أشعار اليهود؟

    بريمة
                  

03-15-2018, 07:36 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Biraima M Adam)

    اسامة..حبابك يا صديقي

    كتر خيرك على هذه القصائد..وسوف اعود للمطايبة..


    كبر
                  

03-15-2018, 11:36 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Kabar)

    شاعرنا الكبير الخواض سلامات وكت جات سيرة شعر اليهود خليني أطق معاك الحنك عنو . طبعا تتذكر أخوك عثمان عبدالرحيم موسي قضالو حوالي 4 سنوات في اليمن السعيد . وبالمناسبة الحركة الثقافية لليهود حتي نهاية السبعيات ما كانت مخفية شديد رغم الرحيل المرتب لليهود . ودي قصة طويلة . لكن دأير أقوليك لو الصدفة جابتك ومعاك الأخ أستاذ كبر لي نيويورك وصلتك كدي حاول في الأمسيات أختف كرأعك لي شارع كوني أيلاند . وأسال عن مطعم الطاعمية المشهور حق اليهود . يهود اليمن . المطعم زحمة 24 ساعة . حتلاقي جدران المطعم محلية بي صور هجرات قديمة لليهود اليمانين . بي الزنارات الطويلة . وبالمناسبة الزنارات دي لي حد الأن موجودة عند أهل مدينة صعدة الباقين من اليهود . وحتسمع من الرأديو الكبير شعر الغناء اليهودي باللهجة الصنعانية المخلوطة بي بعض الكلمات اليهودية . والأغنية اليهودية اليمنية يا أسامة تحتل الصدارة عند يهود نيويورك وكلمات الأغاني فيها وصف كتير لجمال الصنعانيات و ب تصف الصنعانيات بي ظباء القلعة . ودي مقاطع من الأغنيات الممكن تسمعها في مطعم الطاعمية في نيويورك وفي سوق الجنابي في صنعاء القديمة .

    .....


    ياليتني في باب صنعاء داخلي

    واشلّ محبوبي يسلّي خاطري

    والله القسم الهنجمة ما تنفعك

    ما ينفعوك أهلك ولا دولة تقوم ف حجتك

    والله القسم لا جرّ عطبه وارجمك!

    وارجم بروحي فوق روحك

    حتى على الله

    ما نعدمك!


    ياليتني لك ، وياليتك لنا

    ياليت واهلك يبيعوك مننا

    قلبي هواوي وعاطش ما روى

    يا فن الأفنان يا صيني ملان

    كم با تمنى عليك يطول زمان


    oooo

    ياريت والله والكلام كلامي

    واتصيّدك يا فرخ يا حمامي

    يا الله رضاك شيخ الطيور بكّر

    وأنا مراعي للدقيق الأخضر

    قل لي سلام وآنا مسافر يوم

    شلّيت روحي ما هدا لي النوم

    .....
    وكان قبل كدي فتحت بوست عن أغنية ( يا ذا نهد أمريكي .. يا ذا عيون هندي ) أغنية رهيبة

    (عدل بواسطة Osman Musa on 03-15-2018, 11:40 PM)
    (عدل بواسطة Osman Musa on 03-15-2018, 11:47 PM)
    (عدل بواسطة Osman Musa on 03-15-2018, 11:52 PM)
    (عدل بواسطة Osman Musa on 03-16-2018, 02:18 AM)

                  

03-16-2018, 09:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Osman Musa)

    مرحبا باولاد ابا بريمة وكبر،

    والعزيز عثمان موسى الذي سأعود إليه في مداخلة منفصلة بإذن المولى .

    قال ولد ابا بريمة متسائلا:
    Quote: أنت عايز تفوتنا ساكت ولا شنو؟ .. ول أبا كبر يبدو عليه أعجبه لحن وغناء اليهود للموسيقي البقارية .. لكن ما عرفنا أنت دفاعك جاء من أي باب.

    وبعدين بالله أدينا قراءتك لماذا المصريين يترجمون أشعار اليهود؟

    اليهود الشرقيون كما ارى لا تختلف ثقافتهم كثيرا عن الثقافة العربية،

    والاسلام تأثير اليهودية عليه تأثير طاغ، لدرجة ان موسى هو الشخصية الرئيسية في القران لا رسول الاسلام؟؟؟؟؟؟

    لو قرأت التلمود ستعرف ان روح الفقه الاسلامي من روح التلمود؟؟؟

    هل تعرف ان "اللهم" هي أصلا "ألوهيم" أي الله عند اليهود؟؟؟

    اما اهتمام المصريين بالعبرية فله علاقة كما ارى بالأمن القومي المصري؟؟؟

    ونرجو أن يأتي كبر للمطايبة...
                  

03-17-2018, 05:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    عزيزي عثمان

    سلامات

    أثرت فينا الشجون والرغبة معا حين قلت:
    Quote: لكن دأير أقوليك لو الصدفة جابتك ومعاك الأخ أستاذ كبر لي نيويورك وصلتك كدي حاول في الأمسيات أختف كرأعك لي شارع كوني أيلاند .

    وأسال عن مطعم الطاعمية المشهور حق اليهود . يهود اليمن . المطعم زحمة 24 ساعة .

    حتلاقي جدران المطعم محلية بي صور هجرات قديمة لليهود اليمانين . بي الزنارات الطويلة .

    وبالمناسبة الزنارات دي لي حد الأن موجودة عند أهل مدينة صعدة الباقين من اليهود .

    وحتسمع من الرأديو الكبير شعر الغناء اليهودي باللهجة الصنعانية المخلوطة بي بعض الكلمات اليهودية .

    والأغنية اليهودية اليمنية يا أسامة تحتل الصدارة عند يهود نيويورك وكلمات الأغاني فيها وصف كتير لجمال الصنعانيات و ب تصف الصنعانيات بي ظباء القلعة . ودي مقاطع من الأغنيات الممكن تسمعها في مطعم الطاعمية في نيويورك وفي سوق الجنابي في صنعاء القديمة .

    أدناه مغنٍ اسرائيلي من اصل يمني يحكي عن علاقته بمختلف الثقافات وخاصة اليمنية والافريقية، وهو من غنّى "القمر ضوى" :



    وأدناه عن بنات صنعاء "الحاليات" بالراب:

                  

03-17-2018, 06:39 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)



    سلامات شاعرنا الكبير ألخواض
    ومشكور النقلتنا بي الفيديو الي أض اليمن . واليمن في الحقيقة هي عبارة عن قطعة أثرية منقوشة و مشكلة
    بالفضة والياقوت .
    الفنان الشاب ده في الفيديو بحاول يقول هو يماني من قرية كحلان بس ما قادر ينطق كلمة كحلان . و كحلان قريبة من صنعاء .
    وهي مشهورة أنها بلاد عازفين المزامير الكبار .
                  

03-18-2018, 06:34 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Osman Musa)


    اسامة..حبابك يا صديقي..
    والتحية لصديقنا عثمان موسى..
    وبعد..

    كما ذكرت في خيطي (شكرا اهلي اليهود) هناك خوف من الآخر الثقافي (اليهودي مثال) ، ودوما قراءة ابداعات مثل هذا الأخر محكومة بالسياسي العابر والتشنج غير المبرر..

    اليهود لهم اثرهم حتى في الشعر العربي القديم..ومؤكد اناس كثر هنا يعجبون باشعار السمؤأل بن عادياء..وقصيدته المشهورة ، والتي من مطلعها:


    إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
    فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
    وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
    فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
    تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
    فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
    وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
    شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
    وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
    عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

    ولقد اشار صديقنا عثمان الى يهود اليمن وبعض من اشعارهم ، ونفس الأمر ينطبق على شعراء العراق اليهود ، ولقد كتب عنهم البعض واشار الى مساهماتهم المقدرة في الشعر العربي..

    في مقالة نشرت في الحوار المتمدن في ابريل 2013 يحدثنا نبيل عبد الأمير الربيعي عن الشاعر العراقي مراد مخائيل وهو يهودي باعتباره اول من كتب قصيدة النثر ، ونقل بعض من قصائده..

    مثل قوله:
    لوكنت نجما ابدي الضياء
    وفي مساء محبتي تسبحين
    لكنت رمزا للهوى والبقاء
    وكنت رمزات لمحب أمين

    في قصيدته (ياوطني) يقول:
    يا وطني ، يا وطني
    حبك قد تيمني
    حبك اقصى مأربي
    فانت امي وابي
    بل مطلبي ، بل مكسبي
    ومقصدي في الزمن..

    وغيرها من نماذج ..
    في تجربة شعراء المغرب اليهود ، تكثر ثيمة الحنين الى القدس وفكرة المخلص..وهي نفسها الفكرة الإسلامية المعروفة بانتظار المهدي..!!

    كنت دوما اقول واطالب الشباب السوداني لقراءة مجلة السودان في رسائل ومدونات..وفيها الإنجليز كتبوا عن ادق تفاصيل ثقافات السودان ، عادات ، تقاليد ، فنون ، رقصات ، حتى تصور الإنسان لذاته وعلاقته بالكون في بعض الثقافات السودانية ، فالإنجليز كانوا يتعاملون مع السودان كاخر ثقافي وحضاري ، لذلك لم يتحرجوا من الإقرار بجهلهم للسودان وثقافاته ، مما جعلهم يخوضون المغامرات لإكتشاف هذه الثقافات ..
    والآن اطالبهم ايضا بقراءة اليهودي كآخر ثقافي وفهم طبيعته ، شخصيته ، احلامه..الخ..


    كتر خيرك يا صديقي
    كبر

                  

03-19-2018, 04:11 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Kabar)

    اهلا كبر وعثمان موسى

    إليك يا عثمان يهود اليمن في مزيج بين "تخزينة القات والقعدة بالمفهوم السوداني"، وهناك "المجلس العربي"، واللغة العبرية .

    تحذير غير مهم:
    ممنو ع دخول كارهي الخمر ههههه:



    حفلة عرس يهود اليمن في اسرائيل:

                  

03-20-2018, 06:55 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    عشر قصائد عبرية..دان باغيس

    ولد دان باغيس عام 1930 في مدينة بوكوفينا، من عائلة يهودية ناطقة بالألمانية. يشهد، وهو في السن الرابعة، معاناة حرمان ستؤثر كثيرا في نظرته الى الكوارث: رحيل والده إلى إسرائيل وموت أمه. فهذا الحادث سيؤهله أن ينظر إلى الكوارث البشرية على أنها نتيجة ما حدث في فجر العالم... فتناول الهولوكوست من خلال العودة إلى الصراع الأول هابيل / قابيل.

    يتكفل جداه برعايته والعناية بتربيته. وما أن يُصبح في الحادية عشرة، حتى يعتقله الألمان ويودع في معسكر العمل الإجباري لمدة 3 سنوات، وفي مطلع عام 1946، يذهب إلى فلسطين فيلتقي أباه. يقضى فترة في كيبوتز ميرحافيا وفيه يتعرف على ناج من الموت النازي وهو الشاعر توفيا روبنر الذي سيصبح من أقرب أصدقائه.

    ورغم أنه قرر عدم الكتابة بالألمانية، إلا أنه أبقى علاقته معها للقراءة والاطلاع وأكد دائما أنه ينتمي إليها. طفق يتعلم العبرية ويكتب شعرا بها تحت تشجيع الشاعر توفيا روبنر والشاعرة والناقدة الأدبية ليئا غولدبرغ. استقر في القدس اعتبارا من 1956، حيث أصبح فيما بعد أستاذا في الجامعة العبرية في القدس متخصصا في الأدب العبري في العصر الوسيط، وقد ترك كتبا أكاديمية جد مهمة، من بينها "الشعر العَلماني والنظرية الشعرية: موسى بن عزرا ومعاصروه" والكتاب أحدث عند صدوره 1970 مطلع سبعينات القرن الماضي ضجة وسجالا دينيا ضده.

    جمع باغيس محاولاته الشعرية الأولى في ديوان أصدره عام 1959 تحت عنوان "ساعة الظلّ". وفي عام 1964 أصدر ديوانا ثانيا تحت عنوان "مكوث متأخر". لم تبين هاتان المجموعتان انغماس دان باغيس بقضية الهولوكوست، المتوقعة من كل شاعر يكتب بالعبرية الحديثة، وخصوصا إذا كان من بين الناجين من الموت النازي. وعندما قام بزيارة إلى جدته المقيمة في نيويورك، رأى صورة لأمه مطلة من نافذة، فشعر فجأة بـ"يقظة الماضي الشفافة" فكتب قصائد وجمعها في ديوان عنوانه "امتساخ" صدر عام (1970)، فأُلتفتَ إليه كشاعر كبير قادر على استنطاق الهولوكوست بشعرية جد عالية فاتحا مقاربة جديدة لهذه المسألة في الرؤيا الشعرية ذاتها. بل أصبحت إحدى قصائد هذا الديوان مادة تُدرّس في المدارس،

    والقصيدة هي:

    مكتوب بقلم رصاص في عربة قطار مختومة
    هنا في هذه الشـَّـحْـنة
    أنا حواء
    مع هابيل ابني
    إذا رأيتم ابني الأكبر
    قابيل بن آدم
    قولوا له إنـّي

    في الحقيقة، أن هذه القصيدة التي تبدو وكأنها مبتورة، تتجلى فيها براعة باغيس الشعرية. فباغيس لم ينه السطر الأخير والأفظع أنه لم يضع لا نقطة ولا نقاطا، فاتحا، بالتالي، برزخا من الغموض المطلق في أدب الهولوكوست كله وبالتالي في صلب القول الشعري المحض. وكأنه يريد أن يدلل على مصداقية قول ليوتارد في كتابه "هايدغر واليهود"، بأن الإبداع الطالع من الرماد "لا يقول ما لا يمكن قوله، وإنما يقول أنه لا يمكنه أن يقول".

    لكن هذا الديوان يتحمل أيضا مسؤولية اختزال تجربة باغيس الشعرية كلّها إلى "شعر هولوكوست". رغم أن باغيس نفسه كان ضد جعله شاعر هولوكوست، حسب زوجته Ada في مذكراتها. كما أنه نفسه وضح بأن سنوات اعتقاله تمت في معسكر عمل إجباري يديره جنود رومانيون، وذكره لهذه الحقيقة ينطوي على إيحاء من قبله أنه لم يعان شخصيا الهولوكوست. غير أن النقد الأدبي الإسرائيلي، لغاية ما، يريد أن يولّد انطباعا بأن كل ما يُكتب في العبرية الحديثة، هو بشكل أو آخر، يدور في فلك الهولوكوست.

    صحيح أن اللغة مهما تجردّت تحمل ندبة الجرح التاريخي المصاب به أبناؤها، وهي في هذه الحال ليست، في نظرهم، سوى تعويذة من أجل الخلاص. لكن للغة أيضا ولاداتها؛ شفاؤها التاريخي: استخدامها شعريا بقلبها من مجرد موئل أجوبة إلى لغز بحد ذاته. من هنا قلب باغيس تربة العبرية جاعلا منها لغزا أكبر من المحنة. فمن صورة إلى أخرى، ومن مفردة إلى أخرى في تركيب دقيق وشفاف، يأخذنا باغيس إلى أبعد نقطة من الماضي السحيق؛ إلى تباشير الصراع الأولى: هابيل / قابيل، وكأنه يريد أن يحرث باطن الضحية اللغوي شعريا.

    والغريب أنه، بعد تصاعد موجة الكتابات السردية عن الهولوكوست على غرار فيزيل، فكر باغيس باتخاذ شكل كتابي مختلف. ذلك أنه صرح في لقاء معه تم في أواخر السبعينات بأنه يفكر بكتابة "نثر غير شخصي، وغير غنائي ومختلف عن النثر الغنائي الذي يكتبه عادة الشعراء". وفي الحقيقة أنه كان يفكر بكتابة قصائد تخرج على التشطير، وتقترب كليا من مفهوم قصيدة النثر. ولانشغاله بأمور التدريس وغيرها، كما وضح، لم يكتب سوى القليل. نشر عددا منها تحت عنوان معبّر "خارج السطر"، في ختام ديوانه الصادر عام 1982 تحت عنوان "كلمات مترادفة".

    وقد عرّف هذه النمط من الخروج على السطر / البيت بالبيان التالي: "أسطر قصيدة، طوال، قصار: كلّ منها مرتبط بالنهاية المكتوبة عليها." وبعد وفاته عام 1986 بمرض السرطان، جمعت قصائد جديدة له في ديوان تحت عنوان "قصائد أخيرة" وقد ضم قصائد نثر أخرى.

    تتميز قصيدة النثر المكتوبة بعبرية دان باغيس، بنقطتين أساسيتين: الأولى هي خلوها من أي تلميح شخصي يمكن أن يتسلل إلى القصيدة من الحياة الشخصية للشاعر أو مما قد ترسّب في اللغة من محنة. والثانية هي الايجاز المتخلص من كل شوائب البلاغة والغنائية؛ الإيجاز الذي ينقذ القصيدة من السقوط في غرضية واضحة أو في إنشاء يتوسل التأثير على القارئ. نقطتان تلعبان دورا أساسيا في منح قصيدة النثر استقلالية لا يتشخصن فيها سوى كتلتها هي. وهكذا نجد أنفسنا، "خارج السطر نحلّق في الفضاء، نعود، نشتعل في طرف الهواء، نحترق، نفيض ظلاما حولنا".

    وإستراتيجية باغيس تقوم على توليد شعور لدى القارئ بأنه يقرأ أمثولة وعليه أن يستخرج حكمة منها، لكنه سرعان ما يستفيق بأن ما تجلى أمامه أمثولة تتلاشى وكأن خاتمة القصيدة باب تغلق فجأة بوجه التأويل. فقصيدة النثر لدى باغيس هي الضد أمثولة بامتياز. ومما يجعلها قصائد نثر بامتياز، هو الدقة المرفقة بتأمل هادئ، في اختيار كلمات بسيطة في جمل بسيطة تتابع وكأنها في مهمة سرّية. وبعضها تستخدم نموذج ما يسمى قصيدة نثر فقـَريّة (ذات فقرات)، معتمدة على مخططها الإيجازي التي يسمح لها، تحاشي السقوط في سرد زائد، الى القطع المفاجئ والبدء بفقرة جديدة. وهذا النمط من قصائد النثر الفقَريّة متواجد كثيرا لدى بودلير، رامبو، وبالأخص لدى رينيه شار.

    صدرت ترجمة لمختارات من أشعار وقصائد نثر دان باغيس بالانجليزية قام بها المترجم المعروف ستيفن ميتشل المشهور بترجمته لأشعار ريلكه و"سفر أيوب". وقد اشرف دان باغيس بنفسه على ترجمة معظم قصائد المختارات. وتبدو أن الترجمة الانجليزية هذه جد أمينة وناجحة شعريا، ذلك لأني قمت بترجمة أربع قصائد نثر منها، وقد راجعها صديقي الناقد رؤوبين سنير على النص العبري فلم يجد فيها هناك انحرافا لا في المعنى ولا في الأسلوب.

    ولإعطاء صورة واضحة للقارئ العربي عن هذه التجربة التي تكاد تكون يتيمة في اللغة العبرية المعاصرة، طلبت من الزميل رؤوبين سنير أن يترجم ست قصائد نثر أخرى. وأتقدم اليه بالشكر الجزيل أولا على مراجعة ترجمتي للقصائد الأربع "أمسية تذكارية"، "عظة"، "من أجل استفتاء أدبي"، "إلى البيت" وقصيدة "مكتوب بقلم رصاص في عربة قطار مختومة"، وثانيا على قبوله ترجمة قصائد النثر الست التالية: "خارج السطر"، "فن الاختزال"، "تخدير"، "رثاء لصاحب أسلوب"، "التضحية بالنفس" و"التذكار".

    خارج السطر

    أسطر قصيدة، طوال، قصار: كلّ منها مرتبط بالنهاية المكتوبة عليها. خارج السطر نحلّق في الفضاء، نعود، نشتعل في طرف الهواء، نحترق، نفيض ظلاما حولنا.

    ترجمها عن العبرية ر. سنير

    من أجل استفتاء أدبي

    تسألونني كيف أكتب. فليبق هذا الأمر بيننا! آخذ بصلة ناضجة، أعصرها، أغمس القلم في عصيرها، وأكتب. هذا حبر غير منظور ممتاز: فعصير البصل لا لون له (كالدموع التي يسببها البصل)، وبعد أن يجف، لا يترك أثرا. الصفحة تعود صافية كما كانت. فقط إذا قُرّبت من النار وسُخّنت ، فستظهر الكتابة، أوّلا بتردد؛ حرف هنا وحرف هناك، وأخيرا كاملا، كل جملة وجملة. ولكن ما المشكلة؟ لا أحد يعرف سر النار، ومَنْ سيشك بها، بالصفحة البيضاء، أن شيئا ما مكتوب فيها؟

    ترجمها عن الانجليزية ع. الجنابي وراجعها على الأصل العبري ر. سنير

    فنّ الاختزال

    في البدء يعتقد بأن هذا المرج الغزيز أعطي له برمّته، ألاف المفاجآت الخضراء. بعد ذلك يرى أنه لا يستطيع أن يعيش في هذه الفوضى. صحيح أن أوراق الأعشاب ليست طويلة، لا تصل إلا إلى ركبتيه، بل إلى رسغيه فقط. إلا أن هذا هي متاهة ملتوية: ليس هنا درب، هناك عدد لا يحصى من الدروب: هو حرّ لأن يتوجّه إلى أي اتجاه يرتئيه، حرّ لأن يتيه.
    يختار، إذًا، الاختزال! ليس المرج، بل قطعة عشبية صغيرة؛ لا، ليس قطعة، ثلاث أوراق عشبية؛ لا، ليس ثلاث، بل ليس ورقة واحدة (وهنا يبدو أنه وصل إلى الصميم)، حتّى لا ورقة واحدة، ولكن رسم لورقة. هذا هو الموجود.
    في النهاية فقط، بعد أن علّقه على الحائط، يستطيع أن يرى: رسم الورقة الذي يشمل المرج بأكمله، هو الذي ينكر المرج بأكمله.

    ترجمها عن العبرية ر. سنير

    إلى البيت

    ليلا، وساعة يدي بطيئة. إنه ذنـْبُ اليد. اجلس على حافة السطح وأسأل (مَن؟) كيف يمكنني أن أصل. يعتمد على ما إذا كان ذلك زحفا أو قفزا؟ ذات مرة كانت ثمّة أدراج، ملصقة بالحائط، صاعدة من الباحة إلى السطح. لم يبق لها سوى آثار، لولب من الجص. حسنا، ليس هناك اختيار: علي أن اقفز. أتدلّى قريبا من الحائط، أحاول حك كـَتـفَي بالجص حتى لا اسقط، فأسقط.
    في زاوية الباحة البئر لا يزال بانتظاري، مربّع، ثقيل له غطاء حديدي. فوق، على برج الكنيسة اللوثرية، ساعة قمرية تحوّم: لقد يئست مني وتخلت عن عقربيها الاثنين. لم أدرك أني كنت متأخرا إلى هذا الحد.
    والآن بعد أن ضاع كل شيء، تنتابني طمأنينة كبرى. البئر ينعس، الغطاء الحديدي يدوّي من شدّة الصمت. أرفعه بحذر؛ في الدائرة المائية، قريبا مني، يطفو وجهٌ قمري. أعرفه من مكان ما. إذا تعمّقت فيه فسأتذكر يقينا من أين.

    ترجمها عن الانجليزية ع. الجنابي وراجعها على الأصل العبري ر. سنير

    تخدير

    الراديو القديم يلمع ثانية في الظلام مع لائحة المدن. لم أعرف أنه ما زال على قيد الحياة. إذًا، فأنا ما زلت شابًّا. المدن، وهي ما زالت بعيدة ورائعة، تتغنّى من أجلي، تسرد أنباء السنين.
    الباب ينفتح. من يقبل عليّ؟! أنا مقبل عليّ، لكي آخدني. أنظر، من الصعب عليّ أن أتحاور بضمير واحد، من الأفضل العودة إلى خطاب أنا/أنت، كما كان في الماضي. بعد قليل يجب أن نذهب، ولكن لا حاجة للخوف، صدّقني. وقبل أن نصل للنهاية، إليكم حالة الطقس: سيكون الجوّ غدا باردا. هل تأخذ شالا؟ خذْ، من الأفضل أن تأخذ، إذا كنت هكذا أكثر اطمئنانا.
    والجسم الذي ستتركه سيجمدونه لمدّة يوم أو يومين، وبعد ذلك، ولو بثمن باهظ، سيغسلونه، سيقمّطونه، سيخلقونه رضيعا كبيرا. بعد ذلك سيدعون الابن لكي يعيّن هوية والده بين جميع المولودين المنتظرين العودة إلي بطن الأمّ. أراك تضحك! هذه آية، الآية الرائعة من سفر أيوب: «عريانا خرجت من بطن أمّي وعريانا أعود إلى هناك». ما معنى «إلى هناك»؟ هل فكرت في ذلك؟
    وإليكم نبأ وصلنا الآن: هنا ينتهي بثّنا لهذا المساء. بعد قليل سنغادر. أنظرْ، الرأس هادئ، اليدان مرتخيتان، مفتوحتان - لم أتوقّع أن تكون هذه الساعة سخيّة إلى هذا الحدّ.

    ترجمها عن العبرية ر. سنير

    أمسية تذكارية

    في الأمسية المخصصة لذكرى ما أسمُه، الشاعر القديم، أجلس بين جمهور الحاضرين في المركز الثقافي. أعضاء اللجنة قد جلسوا على خشبة المسرح أمامي. طاولة ضيقة وطويلة تقطعهم في الوسط، ستة وجوه مرتبكة فوق، اثنا عشر حذاء مرتبكا تحت. المفتتح يفتح قائلا: "أيها الحضور الكرام، تصبحون على خير، نشكركم على مجيئكم. رجاء!" ستة حمّالين يصعدون على خشبة المسرح، يقلبون الطاولة رأسا على عقب، وبحذر يحزمون أعضاء اللجنة في داخلها، كل واحد على كرسيه: تابوت جماعي. كان جمهور الحاضرين قد قفز سلفا على قدميه مندفعا نحو المخرج، نحو التوابيت التي تنتظرهم في الخارج. أنا أيضا أشق الطريق بالمرفقين، وبالقبضات، حتى لا يفوتني تابوتي.

    ترجمها عن الانجليزية ع. الجنابي وراجعها على الأصل العبري ر. سنير

    عظة

    في الأصل لم تكن القوى متعادلة: الشيطان سيد أكبر في السماء، وأيوب مجرد لحم ودم. على كل حال، كانت المسابقة غير عادلة. فأيوب الذي خسر كل ثروته وفقد بنيه وبناته وضُرِبَ بقرْح خبيث، لم يكن حتى واعيا بأن الأمر كان مسابقة.

    ولأنه اشتكى أكثر مما يجب، أسكته القاضي. وهكذا، بعد أن اعترف وصمت، أوقع هزيمة بخصمه من دون أن يدرك ذلك. عندئذ، استعاد ثروته وصار له بنون وبنات – جُدد، طبعا- وشُفي من حزنه على أطفاله الأولين.
    ربما يمكننا تصور هذا الجزاء بأنه الأفظع؛ ربما يمكننا أن نتصور بان الأفظع هو جهل أيوب، عدم إدراكه بأنه أحرز نصرا، وعدم إدراكه بمن أوقع الهزيمة. ولكن في الحقيقة، إن الشيء الأفظع هو أن أيوب لم يكن له وجود على الإطلاق، وإنما كان مجرد أمثولة.

    ترجمها عن الانجليزية ع. الجنابي وراجعها على الأصل العبري ر. سنير

    رثاء لصاحب أسلوب

    دائما كان يطارد الكلمة اللائقة. وهي كانت تسخر منه، تقفز كالجندب من بين أصابعه. ولأنه لم يتخلّ عنها أخذت ثأرها منه: سحابة مظلمة طلعت في الأفق، آلاف الجنادب، جراد من الكلمات الجائعة غطّت مؤلفاته، وجهه، وفمه، وجعلتها صحراء قاحلة.

    ترجمها عن العبرية ر. سنير

    التضحية بالنفس

    قفّازات مطّاطيّة: للمطبخ - فظاظة مسلّحة؛ لمائدة العمليات - مرونة ملساء، نبش في التفاصيل الشخصية، تعقيم. بين جميع القفّازات المطّاطيّة ليست إلاّ واحدة نبيلة، هذه الخالدة التي ليست موجودة، القفّازة في لوحة دي-كيريكو ”قصيدة حبّ”. تلصق بمسمار إلى حائط بسيط، مجصّص، وبالقرب من رجليها تحلم كرة حلما لا تفسير له، وإلى جانبها رأس رجل من جسّ، ربّما لأبوللو، يتطلّع مذهولا في الفضاء. إنّه لا يعرف أنّ، على مسافة بعيدة من الخلف، في الفضاء المعاكس، قاطرةً سوداء تتملّص، والدخان يتصاعد منها، وسرعان ما يأتي المساء. ولكن القفّازة ما زالت معلّقة هنا، أمامنا، تضحّي بنفسها، وجميع أصابعها المتدلّية تومئ إلى تحت، وترشدنا إلى أين؟! إلى أين؟!

    ترجمها عن العبرية ر. سنير

    التذكار

    المدينة التي وُلدت فيها، "رداؤتس" في محافظة "بوكوبينا"، تقيّأتني عندما كنت في العاشرة من عمري، وفي اليوم ذاته نسيتني، وكأنني ميّت، وأنا كذلك نسيتها، هكذا كل منا كان مطمئنا.
    أمس، بعد أربعين سنة، أرسلت إليّ تذكارا. وكأنها امرأة مزعجة من أفراد العائلة، تطالب بالمحبّة بفضل قرابة الدم. تلقّيت منها صورة شمسية، مشهد شتائها الأخير. مركبة مع هودج تنتظر في الساحة. الحصان يلتفت ويحدّق بتعاطف بالرجل العجوز الذي يغلق بوّابة. هذه، إذًا، جنازة. عضوان فقط ما زالا ينتميان إلى "حبرا قدّيشا"*:

    حفّار القبور والحصان.

    بيد أن الجنازة فاخرة: من كلّ جانب، في الريح الكبيرة، آلاف الندف الثلجية، كلّ واحدة منها نجمة في قالبها البلّوري. ما زالت هناك نفس الرغبة لإحراز التميّز، ما زالت هناك نفس الأوهام. فكلّ نجوم الشمس تتمتّع بهيكل عظمي واحد: ستّة أطراف، بالفعل، نجمة داود. بعد لحظة كلّها تتلاشى، تنصهر إلى كتل، إلى كتلة ثلجية واحدة ليس إلاّ. وفي وسطها حفرت مدينتي العجوز من أجلي أيضا، قبرا.

    (ترجمها عن العبرية ر. سنير)

    •معنى:"حبرا قدّيشا" : الجمعية التي تتولّى شؤون دفن الموتى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المقال للباحث والمترجم : عبدالقادر الجنابي
                  

03-20-2018, 07:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)
                  

03-21-2018, 01:17 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

                  

03-21-2018, 07:15 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)



    حاييم غوري

    "خلخال ينتظر الكاحل"

    ترجمة وتقديم: سلمان مصالحة

    ولد حاييم غوري (Haim Gouri) في تل أبيب في العام 1923، وبهذا يكون قد نشأ وترعرع في فترة الانتداب البريطاني في فلسطين فكان شاهدًا على ما جرى فيها من أحداث مصيريّة حتّى حصول النّكبة الفسطينيّة وقيام دولة إسرائيل. في العام 1941 إنضمّ چوري إلى كتائب الـ "پلماح" (وهي تعبير عبري مركّب من كلمتين، پْلُوچُوت ماحَتْس، أي الكتائب السّاحقة، أو الصّاعقة)، الّتي حاربت إبّان الانتداب البريطاني قبل قيام دولة إسرائيل،

    ولاحقًا انخرط في صفوف الجيش الإسرائيلي حتّى تمّ تسريحه. درس حاييم غوري الأدب في الجامعة العبريّة في القدس، كما درس الأدب الفرنسي في جامعة السّوربون في پاريس. حاز جوائز أدبيّة مختلفة، منها جائزة "بيالك" للعام 1975، ثمّ جائزة إسرائيل للعام 1988.

    أصداء من تلك الفترة، من الأجواء والأفكار الّتي كانت تجول في مخيّلة القيادات الصّهيونيّة عشيّة وأثناء الحرب، يمكن أن نعثر عليها في شهادة قدّمها حاييم غوري في محاضرة له في كليّة الأمن القومي، نشرت لاحقًا في مجلّة معرخوت 1998، عدد 359. فهو يروي في تلك الشّهادة عن محادثة جرت بينه وبين داڤيد بن-چوريون رئيس الحكومة الإسرائيلي الأوّل: "طلب يغئال ألون احتلال كل أرض-إسرائيل غربيّ نهر الأردن، لكنّ بن-چوريون عارض ذلك بحزم.

    في أوائل ربيع العام 1949 سألتُ بن-چوريون، لماذا لم تقم باحتلال كلّ أرض-إسرائيل. أجابني: "التّورُّط في الفضاء العربي المعادي كان سيضعنا أمام خيار لم نكن لنصمد فيه - إمّا أن نقوم بطرد مئات آلاف العرب، وإمّا أن نضمّهم إلينا

    . لقد كانوا سيهدمون الدّولة الفتيّة من الدّاخل. هذا الأمر كان سيجرّ معه تَورُّطًا وإشكاليّات مع الدّول العظمى، كما أنّ خزينة الدّولة كانت فارغة. لقد قمنا باحتلال مساحة أكبر بكثير ممّا كان مخصّصًا لنا في قرار التّقسيم، ونحن مقبلون على عمل كبير لجيلين أو ثلاثة أجيال. التّاريخ لم ينتهِ بعدُ".

    معنى هذا الكلام، كما يرويه حاييم غوري، هو أنّ الحديث عن الدّيموغرافيا ليس بالأمر الجديد على الساحة السّياسيّة الإسرائيليّة، وإنّما كان في صلب القرارات الصّهيونيّة منذ بداية الصّراع في فلسطين. وبما أنّ التّاريخ "لم ينته بعد" كما ذكر بن-چوريون، بل على العكس من ذلك، إذ سرعان ما جاء حزيران في العام 67 ليتمّ احتلال "أرض إسرائيل" غربيّ نهر الأردن مثلما كان رغب في ذلك يچئال ألون الّذي شغل لاحقًا مناصب وزاريّة في حكومات إسرائيليّة متعدّدة.

    لقد شارك حاييم چوري، كما يروي في كتابه "حتّى بزوغ الفجر"، في حرب حزيران، فيقول: "في حرب الأيّام الستّة، في حزيران 1967، تمّ توحيد البلاد بين نهر الأردن والبحر. أنا أيضًا شاركت في المعركة". غير أنّ "توحيد البلاد" هذا، كما يصفه غوري، قد وضع إسرائيل أمام مأزق جديد قديم. فها نحن في العام 2005 وها هو الحديث عن الدّيموغرافيا الفلسطينيّة في إسرائيل يطفو مرّة أخرى على السّطح وبحدّة أكبر.

    ولعلّ أوضح ما يعبّر عن عمق هذا الصّراع القائم على هذه الأرض، ما نجده في هذه الكلمات الّتي يتعرّض فيها حاييم چوري إلى علاقة المستوطنين اليهود في هذه البقعة من جهة، ومع الفلسطينيّين أهل هذه الأرض من الجهة الأخرى. إنّها علاقة انجذاب وتباعد في آن معًا. إنّه إنجذابٌ إلى ما يمثّله العربُ بوصفهم صورة قديمة عن الحياة في هذه الرّبوع. وهي صورة تعكس، في ذهن المستوطنين الأوائل، حياةً هي أقرب إلى صورة مُتَخيّلة عن بني إسرائيل القدماء.

    ولكن، من الجهة الأخرى، ثمّة تباعد بين الفريقين لأنّ أهل هذه البلاد يصرّون على عنادهم بالتّشبّث بأرضهم، ليس فقط كحقّ طبيعي وإنّما كحقّ وطني له أبعاد سياسيّة. يكتب چوري: "جئنا من المدن العبريّة، من المستوطنات والقرى والكيبوتسات، من السّطوح الحمراء وخزّانات المياه. لكنّنا انجذبنا، كما في السّحر، متوتّرين ومتأهّبين أحيانًا، إلى المدن العربيّة، الأزقّة والأسواق. في نظرنا، البلادُ كانت أيضًا قُرَى الطّوَابين ومضاربَ البدو. قبورُ الأولياء كانت نقاطًا هادية.

    والبلاد كانت أيضًا تِلاعًا وقنوات رومانيّة، قلاعًا صليبيّة ومباني مملوكيّة... من كلّ ذلك نشأت التّجربة العبريّة الجديدة الوارثة، الّتي عادت إلى البدايات والأيّام الخوالي. كانت البلادُ هي البَطَل الرّئيسي في قصّة هويّتنا الآخذة في التّشَكُّل، لذلك كان من الصّعب على الكثيرين الاقتناع والموافقة على تقسيمها.

    قَبِلْنا نحنُ بالعَرب بوصفهم ينتمون إلى الأرض، الّتي هي فلذة أكبادنا، كمن يحفظ لنا مَشاهدَ التّوراة، لكن ليس ككيان قوميّ وسياسي يُزعجنا بمطالبه، أو كَنِدٍّ عنيد يطالب بأحقّيّته في الملك. مَرَرْنا بين ظهرانيهم بانجذاب سحري تعاظمتْ قوّتُه مع المخاطر. تَعَوّدْنا على الحياة في نظام من التّناقضات الصّعبة. ورغم الدّماء المسفوكة، لدينا ولديهم، أقسمنا دون انقطاع باسم أخوّة الشّعوب. لم يكن هذا شعارًا فارغًا وكاذبًا... لكنّي ولكوني شابًّا صغيرًا لم يخطر على بالي ما هو النّموذج السّياسي الّذي سيُتيح أخوّةً كهذه....

    تواصلَ الصّراع واحتَدَّ. كَمَالُ البلاد صارَ أمنيةً فقط. قامت دولة إسرائيل على أساس تقسيم البلاد. وكما هو معروف، فقد قبل شعب إسرائيل الحلّ الوسط، حلّ التّقسيم، حتّى أنّه رقص في الشّوارع. أمّا العرب فقد رفضوا ذلك جملة وتفصيلاً." (من: حتّى بزوغ الفجر، 1950).

    لقد ارتأيت أن أبدأ بهذه الملاحظات لتشكّل خلفيّة لتقديم هذه الاختيارات من قصائد الشّاعر العبري حاييم غوري والّتي نقدّمها هنا للقارئ العربي على العموم وللقارئ الفلسطيني بصورة خاصّة لما فيها من علاقة مباشرة بكيانه في هذه الأرض.

    تتوزّع كتابات حاييم غوري على أنواع كتابيّة مختلفة، بدءًا من كتابة المقالة الصحفيّة، مرورًا بالرّواية وانتهاءً بالشّعر. إلاّ أنّه اشتهر شاعرًا أكثر منه كاتبًا لأنواع أدبيّة أخرى، حيث نشر حتّى الآن أربع عشرة مجموعة شعريّة إضافة للأعمال الأخرى. تُرجمت أعماله إلى لغات شتّى كالإنكليزيّة، الإسپانيّة، الفرنسيّة، الرّوسيّة وغيرها. نشرت أعماله الشّعريّة الكاملة في مجلّدين ضخمين في العام 1988، وهو لا يزال نشطًا على السّاحة الشّعريّة والفكريّة،

    ومن الملاحظ في السّنوات الأخيرة أنّه قد طرأ لديه تحوّل في المواقف السّياسيّة المعلنة، نحو الاعتدال والانفتاح، نتيجة للصّراع الدّامي الّذي تمرّ به البلاد، حيث صرّح غيّر مرّة معلنًا تعاطفَه مع نضال الشّعب الفلسطيني للانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي.

    ولأنّ الشّعر بعامّة هو بمثابة الإسفنجة الّتي تمتصّ هموم النّفس الإنسانيّة الفرديّة والجمعيّة، فليس من المستغرب أن تجد جميع هذه الأحداث طريقها إلى شعره، حينًا بصورة موحية وحينًا بصورة مباشرة وتقريريّة تبرز قوّتها في مجرّد مراكمة الصّور التّوثيقيّة، كما لو كانت الكتابة مجرّد كاميرا تتنقّل في موقع المشهد ناقلة صورًا صامتة بعد أن هجرتها الحياة، كما هي الحال في المقطع الأخير من قصيدة "سوق الشّرق" المنشورة هنا في هذه المقتطفات.

    مجموعته الشّعريّة الأولى الصّادرة في العام 1949،وربّما بتأثير من بودلير، تحمل عنوان "زهور النّار"، وهي تشتمل على قصائد تدور مضامينها في الغالب حول تجربته في هذه المرحلة وما جرى فيها من أحداث. ولمّا كان حاييم غوري، كما ذكرنا، قد انخرط في تلك الفترة في صفوف كتيبة الپلماح، فإنّ القصائد تلك تعكس تجربة جمعيّة أكثر منها تجربة فرديّة، أي أنّ الكلام فيها عن الـ "نحن" وليس الـ"أنا"، على غرار الكثير من شعر الشّعوب الّتي وجدت نفسها في صراعات كيانيّة.

    في أشعار حاييم غوري المتأخّرة هنالك عزوف عن الحديث الجمعي وجنوح إلى البوح الذّاتي.


    القدس، مارس 2006

                  

03-25-2018, 06:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    حاييم غوري:

    مختارات بترجمة سلمان مصالحة:

    قصيدة ذاتيّة

    هذه مدينةٌ لا زالتْ يتصارعون عليها، تنتقلُ بي مِنْ يَدٍ لِيَدٍ.
    وهذا هو ضَبابُ المعركة. تَتَضاربُ التّقارير.
    البسمةُ لا تعرفُ هلْ تستمرُّ فِيّ أَمْ تَمَّحِي.
    أستجمعُ القُوَى لكي أَعودَ إلينا
    في حُمرةِ العمارات المُشتعلة.
    سَمعتُ أنّهم يقولون هُنا كما في ذلك النّشيد -
    بأََنّ الآمالَ لَمْ تُفْقَدْ*،
    بأَنّها، بَلَى مَعْنيّةٌ بِنا.
    كلامٌ جميلٌ، ولكن...


    من مجموعة: قصائد متأخّرة


    * إشارة إلى المقطع "لَمْ نفْقدْ بعدُ الأَمل" من نشيد "هتكڤا" (الأمل)، وهو النّشيد الوطني الإسرائيلي.


    ***


    زيارة

    سَمعتُ مِنْ أصدقاء
    أَنّ ضَوْءَ تَمّوز
    مَسْكُوبٌ عَلَى أَرْضِه.
    وَحقًّا، انْفَجَرَتْ تيناتُهُ
    بالبَرَكَة، شَلاّلاً عَلَى
    رَأْسِي - عَسَلاً ثَقِيلاً
    يَتَدَفّق.
    وَعَلَى طُولِ الطّريق كانت الشّمسُ.

    وَإذْ هَبَّ لاسْتِقْبالِي
    كانَ شَعْرُهُ مَرْبُوطًا
    فِي الوَراء -
    لَهَبًا أَحْمَرَ.

    وَلأنّهُ مَشَى في مُنْحَدَر السَّفْح
    كانتْ خُطْوَتُهُ واسعةً مُنْسابَة.

    فِي ذاتِ السّاعَة
    جَاشَتْ عَلَى سَطْحِهِ
    حفاظاتُ الأطفال، صَدريّاتٌ
    وَشَراشِفُ واسعةٌ كالشّراع.

    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***

    صمت البحر

    صَمْتُ البَحْر.
    سَتَمْضِي أنْت
    وَلَنْ تَصِلَ. للأبَد.

    صَمْتُ البَحْر.
    الغَوّاصُونَ
    عادُوا صِفْرَ اليَدَيْن.

    إلَى خَطّ-الشّاطِئ
    تَعُودُ سُفُنٌ مَهْزُومَة
    وَضَوْءُ الشّمسِ في ظُهُورِها.

    أنا
    وَسَنَواتُ الضَّوْء
    وَهَواجِسُ البَحْر.

    سَنَرْتاحُ أَخِيرًا
    ووجْهُنا
    عُشبُ البَحْر.

    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***

    أنشودة الرّفاق

    على النّقَب حَطَّ ليلُ الخريف
    يُشعلُ النّجومَ في هَدْأةٍ وَوُجُوم.
    ها هي الرّيحُ تَمُرُّ في الأبواب
    وعلى الدّرْب تخطو الغُيوم.

    مَرَّ عامٌ، وَلَمْ نَكَدْ نشعر
    كيفَ مَرّ الزّمانُ في الحقول.
    مَرّ عامٌ، وظَلّ منّا القليل
    ما أكثرَ مَنْ غابَ عنّا وَزَالْ.

    لازمة:
    لكنْ، الكُلُّ يَبْقَى في البَالْ
    من وسيمٍ ذي جمال وبهاء.
    لأنّ هذا الودادَ لَنْ
    يَدَعَ القَلْبَ ينسى أبدًا.
    سيرجعُ يومًا ويزهو من جديد،
    ذلك الهَوَى الّذي قَدّسَتْهُ الدّماء.

    أيّهذا الوداد الّذي حملناه بدون كلام
    أيّهذا الرّماديّ الصَّمُوت العَنيد.
    من ليالي الرُّعْب، تِلْكَ الطّوال،
    بَقِيتَ أَنْتَ زاهِيَ الاشْتِعالْ.

    أيّهذا الوداد الّذي، كما الفتيان جميعًا،
    بِاسْمِكَ نمشي، ونمضي بابتسام.
    الرّفاقُ الّذين قَضَوْا في ساحة الوغى
    أَبْقَوْا لنا حَياتَكَ ذكرى.

    لازمة:
    لكنْ، الكلُّ يَبْقَى في البَالْ
    من وسيمٍ ذي جمال وبهاء.
    لأنّ هذا الودادَ لَنْ
    يَدَعَ القَلْبَ ينسى أبدًا.
    سيرجعُ يومًا ويزهو من جديد،
    ذلك الهَوَى الّذي قَدّسَتْهُ الدّماء.


    من مجموعة: أنا حرب أهليّة


    ***



    بضع كلمات في مديح أصدقائي

    أشياء كثيرة كانت تنقصني، لكن لم ينقصني أصدقاء طيّبون.
    منهم أولئك الّذين يواصلون السُّمنة أو الإنصلاع
    أو يشيبون ويشيخون معي.
    منهم سريعو الخطى وثقيلوـالشّعر
    كما في الصُّوَر، كما في الرّسائل.

    لا أتذكّرهم كلّهم
    ولا أفكّر فيهم دائمًا.
    أحيانًا أنساهُم طويلاً، أو لبعض الوقت.
    لكنّي حين أعود إليهم
    أَجِدُهم في مكانهم.

    كان لي أصدقاء أَحَبُّوا الحياة
    لكن لم يعرفوا دائمًا كيفَ.
    هؤلاء كان لديهم وقتٌ للدّراسة
    وأولئك لم يُكْمِلوا تقريبًا.

    ركضوا وركضوا في الحقول أو في البيّارات والأحراج،
    بين هَدَآت الصّمت وبين الضّجيج
    وما أنْ توقّفوا لحظةً لصَوْغ طلبات
    حتّى كانوا يُستَدْعَون ويُطالبون
    فينصرفون، ينصرفون لأنّهم سارعوا إلى العَوْن أو التّدخُّل
    في الأوضاع العصيبة.

    كان لي أصدقاء يعرفون سُبُلَ بلوغ النّشوة، والابتسام والتّعاطي
    مع الفتيات ومع النّساء الموجودات،
    الوُلُوج إلى فراشهنّ وامْتِلاكِهِنّ بأَيْمانِهِم.

    كان لي أصدقاء لم يعرفوا،
    خجلوا أو لم يجرؤوا أو لم تسنحْ لهم الفرصة
    فَظَلُّوا في الخارج، باقاتُ زهور بأيديهم.
    زهورٌ أُخْرجتْ رويدًا رويدًا من يَدِهم الـمُنْبَسِطَة
    وَوُضِعَتْ على وُجُوهِهم.

    كان لي أصدقاء خبيرون بالإثارة، بالضحك،
    برواية النّكات وإطلاق الأكاذيب،
    في جَمْعيّة قَوّالي الحقيقة،
    في ليالي الشّتاء تحت الخيام أو العرائش
    وفي ليالي الصّيف تحت النُّجُوم.

    كان لي أصدقاء غَريبُو الأَطْوار.
    عندما كانوا يضحكون كانوا يُشاهَدُون ويُسْمَعون.
    عندما غلبَ عليهم البُكاء أَماحُوا وُجوهَهُم،
    ذَهَبُوا جانبًا.
    كان لي أصدقاء خطيرون.

    وكان لي أيضًا أصدقاء صُمٌّ.
    عندما طُلِبَ مُتَطوّعٌ واحدٌ
    جاؤوا عشرة، إذْ لَمْ يَسْمَعُوا جَيّدًا،
    وعندما قالوا لهم عُودوا
    ظَلُّوا لي خَيْمةَ قيادة، مثل "أُورْيَا".

    وأيضًا كان لي أصدقاء بُكْمٌ،
    في أحايينَ كثيرةٍ لم يعرفوا الكلام
    فَطَلَبُوا منّي الكلام بَدَلاً منهم،
    أنْ أقولَ بضعَ كلمات،
    قالوا - لا بأس، لا بأس -
    ورجعوا للوراء
    واستندوا إلى الأشجار أو إلى الحيطان.

    كثيرون من أصدقائي كانوا كذّابين.
    عندما سَأَلتَهُمْ إنْ كانوا على ما يُرام،
    أو إنْ كانَ ينقصُهم شيء،
    كانوا يقولون - مئة بالمئة.
    وكانتْ لهم عُيونٌ حَمْراء وذقنٌ بعمر أسبوعين
    وبالكاد تحرّكوا.

    وكان لي أصدقاء ألخيميائيّون،
    أَفْلَحوا بقلب الماء خُمُورًا
    والدّرْبِ غِناءً
    والتّعَبِ حديدًا
    والشّبابِ جُرْحًا مفتوحًا.
    كان لي أصدقاء مجانين،
    رجالُ فِكْر.

    كان لي أصدقاء أغنياء،
    كُلّ البلاد كانتْ بَيْتَهم
    ناموا في كُروم الزّيتون أو في قاعات التّعليب المنسيّة
    أو في المغاور الدّاخنة أو في القمم الّتي تلعبُ بها الرّيح
    كما لو كانوا في فراشهم.
    كانوا يعرفون، مثل يعقوب*، أن يحلموا أحلامًا تخرجُ من أَطْوارها


    من مجموعة: أنا حرب أهلية

    * إشارة إلى حلم يعقوب التّوراتي الّذي يعد فيه الرّبّ الأرض له ولنسله.


    ***

    ذلك اللّقاء

    ماذا نصنعُ بكُلّ ذكرياتنا.
    يُفَضَّل أَنْ يَهْدَأْنَ ويَرْتَحْنَ باطمئنان.
    لِصالِحِنا.

    لكنّ الصّامتين سَيأْتُون،
    والمطرودون وصانعو المهجر سَيأْتُون.
    والمُتَذمّرون المُزمنون سَيأْتُون
    ومُضيّعو الفرص السّانحة هم أيضًا سَيأْتُون.
    وكلّ مهجورٍ سَيُزَار وكُلّ مرفوضٍ سَيُتَذَكَّر.
    أنا الشّاهدُ، وا أَسَفَاه. أنا، وليس أيّ شخص آخر.

    وهؤلاء المخفيّون أيضًا، الّذين يليقُ بهم الصّمت،
    سيخرجون من المخابئ ومن أقباء الغَياهِب.
    كَسُفراء كان يا ما كان.
    والموتى سيصعدون للأعالي في أسْحار عين دور*
    من بلد الموتى.
    هم أيضًا سيعودون إليّ،
    وسيكونون معي، للجَمَال ولشهقةِ اللّيَال!

    وهؤلاء وأولئك سَيَرُون ويُرَوْن وكلٌّ سيعرفُُ أخاه،
    وسَيَشُدّون على الأيدي وسيتعانقون، كما لو أنّهم في لقاء بعد غياب طويل،
    وبحبور كبير وانتحاب كبير، سيتذكّرون ويُُذَكّرون.

    وبعد ذلك سيأتي المؤلمون،
    وكما هو مُتَوقَّع سيبتسمون.
    أولئك الّذين يُكرّرون كالببغاوات ما طلبتُ أن يلفّه النّسيان.
    وسينضمّ إليهم أيضًا شُهودُ السُُّلطان.

    هؤلاء يُقرّبون يَوْمَهُم وأولئك يَقْضُون ليلاً،
    في ذلك اليوم الّذي ليسَ بنهارٍ وليسَ بليل.

    وفي ذلك اليوم، كلّ أبطالي شُجعاني والمخاطرين بي
    سَيَشِعّون عزًّا ومجدًا.
    وفي ذلك اليوم، كلّ خائفيَّ والخاسرين، ومُخطئيَّ المنسحبين
    سيبرزون من حلكةِ ساحة الهدف،
    للإمساك، كذكرى الضّيم، بموقعهم عندي.
    للمشاركَة، لِمَ لا، بسيرة حياتي.

    والّذين تمزّقوا إربًا إربًا، كَسِيرِي قلبي،
    سيقتربون هم أيضًا، إذْ لِمَ لا يَحْظون بنصيب.
    إذ ها هُوَذَا الرّجلُ ذاهبٌ، على ما يبدو،
    مُبْتَعدٌ بعيدًا عن هنا.

    وهذه تَكادُ تكونُ الفرصةَ الأخيرةَ للانطباع، للتّلاقي،
    للتّعارُف قليلاً فيما بيننا،
    لإيضاح بَعْض ما التبسَ، قبل الظّلام المُخيِّم.

    من مجموعة: أنا حرب أهليّة


    * أسحار عين دور - إشارة إلى ما ورد في التّوراة في سفر صموئيل الأوّل، إصحاح 28، 7-8: "فسأل شاؤول من الرّبّ فلم يُجبه الرّبّ لا بالأحلام ولا بالأوزيم ولا بالأنبياء. فقال شاؤول لعبيده فتّشوا لي على امرأة صاحبة جانٍّ فأذهبُ إليها وأسألها. فقال له عبيده هو ذا امرأة صاحبة جانّ في عين دور".


    ***

    في حارة روزنفيلد

    وذلك البيت الأزرق الغامق بجانب البحر.
    ووجهُ تلك النّادلة الّتي اعتادت على خلع فستانها.
    ليست پروفيسيوناليّة، بتاتًا لا، حاشا وكلاّ!
    فقط هاوية في الغرفة الصّغيرة.
    كان ذا من زمان، في أيّام الإنكليز.
    كتبت إذّاكَ قصائد سيّئة عن حُبّ،
    مُختلفٍ جدًّا.
    مُتأثّرةً قليلاً بـ "نجوم السّماء".
    شيئًا ما بعيدًا ومجهولاً،
    كما لو كان ذا لقاءً مُتَخيَّلاً، غريبًا ومُفْتَرضًا.
    وتلك النّادلة، الپولونيّة.
    اعتقدتْ أنّ الحبّ شيءٌ مختلفٌ جدًّا
    عن تلك القصائد،
    شيءٌ يُحَبَّذُ فعلُه،
    وَأنّه لا يمكن تعلُّم العَوْمَ بالمراسلَة.

    وتلك البيرة، الّتي ذاع صيتُها
    والسّاقي الّذي يغفو في الظلّ الدّافئ،
    ذلك الّذي عرفَ طرومپلدور "منذ چاليپولي"*.
    كذا كان يقول. لِمَ لا، مسموح الحكي.

    وفي النّافذة، ها هو البحر ساعة الأصيل.
    هناك أنا أيضًا، أنظرُ للضّياع في الشّمس التّالية،
    كما لو كانَ حنيني يتواصل.


    من مجموعة: أنا حرب أهليّة

    * طرومپدور - هو يوسف طرومپدور، ولد في روسيا سنة 1880 وخدم في الجيش الرّوسي وشارك في الحرب الروسية اليابانية. كان الضابط اليهودي الأوّل في جيش القيصر الرّوسي. في العام 1912 هاجر إلى فلسطين، وفي العام 1915 اضطر إلى مغادرة البلاد فذهب إلى الإسكندريّة، وهناك أنشأ مع زئيڤ جابوتنسكي "الكتيبة العبريّة"، فأُرسل من قبل البريطانيين إلى چاليبولي. عاد إلى روسيا في 1917، وبعد عامين رجع إلى فلسطين وقتل في الجليل الأعلى عند الاستيلاء على تل-حاي. حركة "بيتار" مسمّاة باسمه: بريت ترومبلدور، أي: عهد ترومبلدور.


    ***

    خطأ

    الذُّبابَة تُطْرَدُ من الجبين الأبيض
    ولا شُموعَ قبلَ هُبوطِ المساء.

    ساعةٌ من الزّمن تُعطي شقيقتها
    أصواتًا تُحاكي أصواتًا سُمعتْ أمس.

    الذُّبابَة تُطردُ من الجبين الأبيض
    والرّيشةُ ترتعدُ مع اكتمال التّجربة.

    لنْ يُنسى الحديدُ في هدأةِ الصّدأ
    كما يتبقّى مجالٌ واسعٌ للتّخمينات.

    لا يتمُّ تبكير المؤجَّل،
    ولا يُبعَثُ الحفّارون سُدى.

    علامةُ التّفويضِ لِـغَيْر المُتَوقَّع مُسْبقًا،
    علامةُ التّفويض للبسمات المكبوتة.


    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***

    پورتريه

    (أ)
    الجبينُ المُلتَفِت للنّاس،
    لَمْ يَشِ به.
    لكنْ، في خَطّ التّجاعيد
    وما أسفل، في زوايا الفَم،
    بوُسْعِ حَلاّلِ الرُّمُوز
    أنْ يفهَمَ شَذَراتٍ من حكايته.

    شَعْرُهُ يتردّدُ بين الفضّة والأبيض،
    الطّريقُ الّتي ظلّتْ وراءَ ظهره
    أكثر من تلك الّتي في رجليه.

    جَسَدُهُ آخذٌ في التّنازُل للعِلَل،
    بعدَ حربِ دِفاعٍ مُتَواصلة،
    عَنْ مناطقَ كاملة.

    (ب)

    زمنُ الضّباب. كذا السّعال،
    كالآهة، يكسرُ نصفَ جِسْمه.

    في شبكةِ الشّرايين.
    ما وراء سنّ الكُهولة،
    يجري دمَهُ كما لو كان تَلخيصًا.

    (مياهُ الدّلتا بطيئةٌ، رماديّةٌ،
    غَيْرَ بعيدٍ البَحْرُ).

    مُلتفعًا بملاءة فلانيل، طويلة،
    يقفُ
    كما لو كانَ امتدادًا للكُتُب.

    يحاولُ، رغمَ كُلّ شيء، أن يَحلّ
    بقايا مُستَغْرَبَةً كانَ أبقاها،
    بلا مناصٍ،
    إلى آخره، وللّنهاية.

    لكنّ الفُسحات كُلّها آخذةٌ بالامتلاء
    في الظّلام وفي اللّيل الرّطب.


    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***

    أنا والهدوء

    سمعتُ عن الهُدوء.
    لم ألْتَقِ بهِ بَعْدُ.

    هو للبلادِ الّتي
    لا أعرفُ اسْمَهَا.

    هو مرتبطٌ بمدينة
    لمْ أمرَّ في شارِعِها.

    هو يسكنُ بيتًا -
    لمْ أتّكئْ على نوافذه.

    يبدو لي أنّ الهُدُوء
    هو لِـمَا بَعْدُ.

    وأنا في ما قَبْلُ.
    كَمَا الجُوع.


    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***


    إلى برن

    عَمّا قليل يغربُ، وراءَ الأفقِ، القمرُ.
    رجلٌ صامتٌ يخطو في اللّيل.

    الكلابُ الرّماديّة، المجدوعة الأذن، على مَهَلٍ تقوم:
    صوتُ أشواك تتكسّر في اللّيل.

    الكلابُ الرّماديّة، المجدوعة الأذن، ستصرخ في الظّلام -
    ليس صديقًا سيأتي هذا اللّيل.

    عَمّا قليل سيسقط الحجر، يخرجُ منه العصفور المجنون.
    ضحك بعيدٌ لـحُكَماء المفهومِ ضمنًا.

    لا عبادةُ الرّب، ولا الكدُّ، ولا عملُ المعروف.
    شخصٌ ما سيموتُ اللّيلةَ في ريعانه.


    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***


    إقتفاء أثر

    إنّه يمشي ورائي.
    إن أَيْمَنْتُ أَيْمَنَ. وإنْ أَشْمَلتُ أَشْمَلَ.
    إذا غذذتُ الخطوَ غَذَّ الخطوَ مثلي.
    وحينَ ألتفتُ لأراه، لأعرفَ إنْ كانَ لا يزالُ،
    سيكون هناك، لا تقلقوا،
    سيكونُ هناك، راءٍ لا يُرَى،
    كما لدى هِتْشْكُوك.
    سيواصل على هذه الحال، شبيه بذاته، لا يتعب،
    كما في حلم اللّيل، أو في فيلم كوابيس -
    يهتمّ بألاّ أُفارق عينيه،
    يدخلُ في تفاصيل التّفاصيل.
    لا، ليس ذا جنون مُلاحَقَة، أعرفُ.
    إنّه خبير بي، يعرفني عن ظهر قلب،
    ينجذبُ ورائي؛
    خبيرٌ مِثْل مُتَحَرٍّ عجوز،
    طويلُ البال كقاتلٍ مأجور.


    من مجموعة: قصائد متأخّرة


    ***

    للبيع

    لم يكذبْ.
    فقطْ، لم يقلْ كُلّ الحقيقة عن الفراغ.
    لم يحكِ عن ذاك المشي، في اللّيل،
    عن الشّخص الّذي عادَ من هناك،
    في نور السّحَر الّذي عادةً ما يُباركُ العائدين.
    لم يحكِ عنِ الباب المُغلَق،
    عن الأشواكِ الّتي بَسَقَتْ، عن النّوافذ الـمُسْدَلة السّتائر،
    عن اللاّفتة - »للبيع!«


    من مجموعة: قصائد متأخّرة


    ***

    حكاية حمامة

    هذا ما جرى لي مع حمامة
    حطّتْ على كتفي من مَحَلٍّ أرفع،
    خفيفةً جدًّا،
    من سُطوح مدينة الخير والرّحمة.

    صَمَتْنَا معًا
    ساعةً من الدّهر بيننا الرّيحُُُ.
    وددتُ أن أقول لها:
    ساذجةٌ، يا لكِ من حمامةٍ ساذجة،
    وجدتِ لكِ مكانًا ترتاحين فيه.

    هذا ما جرى لي مع حمامة
    هَبَطَتْ حَتّى كَتِفِي،
    هلالاً، شَارقًا.

    حَتّى لاثَمَتْها شَفَتاي
    وَعَادَتْ ريشتُها حَمْراءَ.


    من مجموعة: سوسنة الرّيح


    ***

    عن المطر

    ها هو وابلٌ من مطرٍ صَلَّيْتَ لأجله
    منذ تشرين.
    وها هي الرّعودُ فوقَكَ.
    وكما لو استجابَ لابتهالك عادَ واستفاقَ الرّعدُ البعيد
    وَتذكّرَ وهو على وشكِ أن يكونَ أيضًا مُلْكَك.

    أورشليم من حجارةٍ ثقيلة،
    من زيتون ومن حُلْكَة*.

    وأنتَ تعلمُ، وتشهدُ، في ساعةٍ متأخّرة من اللّيل،
    أنّكَ صَمْتٌ طويلٌ لا غَيْر،
    أَنّكَ ماءٌ كثيرٌ،
    أَنّ أمامَكَ تمرُّ الأشياءُ الّتي لا يَرْقى إليها شَكّ،
    الّتي كانت منذُ الأَزَل، الّتي لن تموتَ فيك.


    من مجموعة: قصائد متأخّرة

    * إشارة إلى أغنية عبريّة شهيرة شاعت بعد حرب حزيران ٧٦ واحتلال القدس العربيّة. تقول كلمات الأغنية: "أورشليم من ذهب، ومن نُحاسٍ ومنْ نور...".


    ***

    أصوات

    ها هي الأصواتُ، حمدًا للّه،
    غالبيّة الأصوات الأخرى، المحبوبة،
    الماضية، وتلكَ الّتي سَتَبْقَى:
    ضحكة امرأة، حَمْحَمَة حصانٍ في الطّريق،
    نباح كلاب.
    وثَمَّ هناكَ،
    صوتُ أجراس، لم يَجْرِ عليه أَيّ تغيير،
    يهبطُ ثقيلاً وفَرِحًا كما كان من زمان
    على السُّطوح المُقَرْمَدَة.
    وثَمَّ هناكَ، مع ساعات الزَّوال،
    صَلِيلُ أَقداحٍ إذْ تلتقي،
    هَديلُ الكمنجات والأغاني:
    "إنْتَظرْتُكِ على أحرِّ من الجَمْر.
    عَزَفَ الغجريُّ وانْتَحَبَت الأوتار".
    وَثَمَّ هناكَ، صوتُ أُمّ
    تُنادي ابْنَها أنْ يَعُود
    وصوتُ الولدِ الّذي يَرُدّ بأنّه عائدٌ تَوًّا.
    إنّه لأمرٌ جميلٌ أن تَعُودَ إلى مَنْ يَنْتَظرُكَ.
    وَثَمَّ هناك، في غُرَفٍ مُوصَدَة،
    أصواتُ الحُبِّ الحالِك.


    من مجموعة: قصائد متأخّرة


    ***

    هؤلاء الشّيوعيّون

    وثَمَّ أشياء أخرى في الظّلام.
    حتّى يكونَ الشّخصُ لصَمْتِه
    بين سائرِ المُنْهَكين الّذين بقوا على قيد الحياة، بالصّدفة.
    هناكَ سَيَرتاحُ، بالثّياب والنّعال.
    هناكَ سَيَرتاحُ، كما النّهاية السّعيدة.

    هؤلاء الّذين وصلوا إلى مكانٍ لم يُهدّد بعدُ حياتَهم
    طلبوا ماءً وسيكارةً، رَمَقًا لِنُفُوسهم.
    بالكادِ تَكَلّمنا هناك.

    غالبيّةُ الوُعود ذَهَبَتْ هَباءً، بقيت من ورائنا
    كما بقايا عَتادٍ تشيرُ إلى طريق الهزيمة.

    والموتى. ساروا على طريق الموتى،
    إذْ، ماذا سيفعلون في موتهم.
    فوقَ التّلّة تَهُبُّ ريحُ الموتى،
    الرّاضين بعدالة قضيّتهم.

    عرفنا منذُ زمنٍ، لَنْ تُعطى لنا بُشْرَى مهما كانت.
    ليسَ الآنَ، ليس في الأيّام الأخرى.
    ما أسوأَ ما كان في تلك؟ فَكّرْنا عندَ أقدام الجبل.

    فقط الأغاني الّتي غنّيناها، الّتي لا أحلى ولا أجمل منها،
    استمرّت بدوننا تُداوي أَسَى العالَم.


    من مجموعة: قصائد متأخّرة معرض الشّرق


    ***


    الشّيخ عزّ الدّين* سقط في يعبد، بنيران الإنكليز.
    دُفن في بلد الشّيخ، قُرْبَ نيشر، على مشارف حيفا.
    الآنَ، لَدَى العرب تل-حاي خاصّ بهم، قال بن-چوريون.
    كُنتُ وَلَدًا مُسَيَّسًا.
    قَرَأْتُ "داڤار".

    راحتْ أيضًا بلد-الشّيخ. بقيت نيشر،
    قُرْبَ الإسمنت، قُرب المَحْجَر.

    الشّيخ عزّ الدّين مدفونٌ قُربَ نيشر
    وَلا سَلامَ لِتُرابِه.
    زعيمُ الـ قَسّاميّة مدفونٌ في قاع الكرمل، قُربَ نيشر
    وسَكاكينُ تَنْمو مِنْ قَبْرِه.

    **

    أنا مليءٌ بالموتَى.
    أنا مليءٌ بموتَى محفوطين داخلي.
    أنا مليءٌ بأسماء منقوشة في الحجر
    وأَيْمانٍ وهمساتٍٍ ونُذُور.

    أنا مليءٌ بآراء مُسْبقَة
    بـ لاخَيَارات وأبطال،
    وَهُمْ صَناديدُ كالأُسُود، كما يُقال،
    وَهُمْ أَخَفُّ من نُسُور.
    أنا أقفُ كنشيدٍ وَطَنِيّ،
    حَتّى ينتهي.
    أجلسُ، أُراقبُ نقطةً في المكان.
    مَشْبوهًا كما الباقين.

    **
    أنا مليءٌ بِقُرًى مهجورة، حاجيّات متروكة،
    بِنعالٍ فاغرة، مِزَقِ ألحفة صوفيّة، صُرَرٍ مثقوبة.
    ببقايا تبنٍ، أَرْسان ظلّتْ تنتظرُ حَتّى عيّتْ،
    محاريث من خشب، مناجل، غرابل، أرغفةٍ جَفّتْ.
    أنا مليء بكَعْكاتِ غائطٍ وروث ماعز، شبريّات صنعة فنّانين.
    أنا مليءٌ بِخُرُوجٍ مُطرّزةٍ فاخرةٍ لا مُمْتَطِيَ لها.
    بِمَغاور دخان، حَذوات صَدِئَتْ، طُرُقٍ دَرَسَتْ،
    بِشِعابٍ تُفْضي إلى حقولٍ هي العكسُ تمامًا.
    بِطوابينَ باردةٍ. بِآبار أَوْجَعُوها بالحجارة.
    بأنْسِجَة مُلوّنة، صاجات، جمرات باردة.
    أنا مليءٌ بِصَمْتِ الحيطان، نوافذ اللاّضَوْء. بِنحاسٍ وَجِفَان.
    أَرَى أباريقَ فارغةً، ظُلُمات الآبار.
    أرَى حَطّاتٍ، مناديلَ، شالات وملاءات،
    هُنا طَرْحَةٌ أُخرى، هنا بُرْقعٌ آخر.
    أَلْتَقِي كلابًا مَجْدوعةَ الآذان، بلا أسماء، ظَلّتْ تحرس،
    خَلْخال ينتظرُ حَتَّى اليَوْمَ كَاحِلَهُ.


    مقاطع من معرض الشّرق: أنا حرب أهليّة

    * عزّ الدّين - إشارة إلى الشّيح المجاهد عزّ الدّين القسّام.
    * "داڤار" - صحيفة نقابة العمّال العامّة، صدرت في العام 1923، ومع قيام إسرائيل كانت صحيفة شبه رسميّة لحزب العمّال الحاكم. توقّفت عن الصّدور في العام 1996.


    ـــــــــــــــــ


    نشرت في فصلية "مشارف"، عدد 30، 2006

    חיים גורי, "אצעדה המבקשת את קרסולה", מבחר שירים, תרגם והקדים מבוא: סלמאן מצאלחה, "משארף" 30, 2006.


    Haim Gouri, "Selected Poems", translated with an introduction by Salman Masalha, Masharef, 30, 2006.


                  

03-26-2018, 09:56 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    الحبيب أسامة .. شكراً على هذا البوست
    لأول مرة أقرأ عن الادب العبري .. حتى لم أسمع به من قبل ..
    لماذا كل هذا الحظر والاخفاء والمنع للادب العبري .. هل من أجل فلسطين ..
    الادب والفكر والتراث له التقدير
    فنحن إلى يومنا نردد الشعر الجاهلي ونقرأ عن البوذيين وغيرهم ..
    هذا فضاء إنساني لا يجوز التحكم فيه بأي طريقة فليس كل الامم فاسدة وحتى الفساد
    أحياناً يكون سبباً في الابداع ..
    من بداية البوست وأنا اقرأ وأتابع وفي قمة الاندهاش
    أين كان مخفياً كل هذا عننا ..
    شكراً الحبيب أسامة .. وشكراً للحبيب كبر
    أرجو ألا تتوقف ونريد المزيد ..
                  

03-28-2018, 08:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    عزيزي علي

    سلامات

    قلت سيدي صادقاً:
    Quote: الحبيب أسامة .. شكراً على هذا البوست
    لأول مرة أقرأ عن الادب العبري .. حتى لم أسمع به من قبل ..
    لماذا كل هذا الحظر والاخفاء والمنع للادب العبري .. هل من أجل فلسطين ..
    الادب والفكر والتراث له التقدير
    فنحن إلى يومنا نردد الشعر الجاهلي ونقرأ عن البوذيين وغيرهم ..
    هذا فضاء إنساني لا يجوز التحكم فيه بأي طريقة فليس كل الامم فاسدة وحتى الفساد
    أحياناً يكون سبباً في الابداع ..
    من بداية البوست وأنا اقرأ وأتابع وفي قمة الاندهاش
    أين كان مخفياً كل هذا عننا ..
    شكراً الحبيب أسامة .. وشكراً للحبيب كبر
    أرجو ألا تتوقف ونريد المزيد ..

    تساؤلاتك في محلها تماماً.

    سبق لي ان قلت ان ثقافة اليهود الشرقيين "سفادريم" لا تختلف عن الثقافة التي اتوا منها مثل أن تكون مصريا وفي نفس الوقت مسلم او مسيحي. اختلافات تتعلق بالديانة ، لكن المكون الاساسي للثقافة واحد.
    هنالك من يتهم مثلا يهود اليمن في اسرائيل بسرقة الغناء اليمني، بينما في الاصل هذا هو الغناء الذي كانوا يغنونه في اليمن. وقسْ على ذلك.

    مقدمة المقال المترجم التالي تعكس نفس التساؤلات التي أثرتها، والمواقف المتناقضة تجاه الشعر العبري، رغم ان العربية والعبرية لغتان متقاربتان...

    فإلى المقال المترجم بمقدمة للمترجم:

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نظرة على الشعر العبري الحديث

    برنارد فرانك

    ترجمة: تمام التلاوي

    مقدمة المترجم:

    الدراسات العربية التي عالجت الشعر العبري وقاربت أدبه كثيرة عموما في عالمنا العربي, ولكنها كانت في أغلبها تقرأه من زاوية واحدة دائما,

    هي زاوية (شعر العدو), وقد حاولت دائما رصد الذات العربية ورصد الصراع حول الأرض في هذا الأدب,

    أما الدراسات التي تناولته من وجهة نظر محايدة فقد كانت نادرة جدا أو معدومة, ولم يجرؤ أحد على مقاربة هذا الأدب كأدب موجود في العالم شأنه شأن أي أدب آخر, لا لشيء إلا للتعرف عليه.

    وطبعا معهم الحق في ذلك, ولهم مبرراتهم الدامغة ضمن إطار الحساسية الشديدة في الموقف السياسي بين العرب واليهود من جهة, وبسبب خوفهم من الاتهام بالعمالة والتخوين والترويج للعدو من جهة أخرى.

    لا شك في أن الظرف التاريخي الحالي لا يسمح لنا أن نقرأ الأدب العبري قراءة أدبية محايدة كأدب عالمي له جمالياته الأدبية أيضا,

    لكن ألا يسمح لنا على الأقل أن نلقي على حركتهم الأدبية الحديثة نظرة محايدة.

    هذا المقال كتبه برنارد فرانك وهو شاعر يهودي يعيش في أمريكا ويكتب الشعر العبري, وهو يشرح بإيجاز مسيرة الشعر العبري الحديث,

    و سوف نطلع من خلاله على هذه الحركة الشعرية بعيون شعراء العبرية لا بعيوننا, وبرؤيتهم الثقافية لا برؤيتنا, محاولة منا لمعرفة كيف ينظرون إلى أدبهم وإلى أنفسهم, خصوصا وأننا نعلم تماما كيف ننظر نحن إلى ذلك.

    أما لماذا الشعر العبري بالذات؟
    يسألني سائل, فأجيبه ببساطة شديدة:

    لأنه الشعر العبري بالذات, ولأنه يخصني أكثر من الشعر النمساوي والبرتغالي والهندي والياباني لأسباب عديدة:

    فالثقافة العبرية هي الأقرب إلى الثقافة العربية ليس جغرافيا وحسب بل دينيا أيضا وفكريا وتاريخيا.

    ولأن اللغتان العبرية والعربية لهما لغة أم واحدة, والشعر هو وليد اللغة ووالدها في آن.

    وأخيرا لأنه شعر العدو وحركته الثقافية التي ينبغي لنا أن نلقي نظرة عليها ليس فقط من منظار (اعرف عدوك) أو (اعرف كيف يعرفك عدوك),

    وإنما أيضا (اعرف كيف يعرف عدوك نفسه) وكيف يفهم لغته كأداة فنية ومعرفية, وكيف يستخدمها لتصوير ذاته الإنسانية في شعره وأدبياته على امتداد حراكه الثقافي والشعري.

    في هذا المقال يعتبر فرانك أن الحركة الشعرية العبرية الحديثة التي بدأت منذ قرن تقريبا, أي مواكبة لحركات الحداثة في الغرب, كانت بريادة الشاعر خاييم نيكمان بياليك, وليس سواه كما تقول دراسات أدبية أخرى, وهو يدافع عن رأيه ويسرد مبرراته لهذا الاعتبار.

    كما يشرح لنا بطريقة سلسة ومدعمة بالشواهد المراحل العديدة التي مر بها هذا الشعر, وسنجد أنه في أحد مراحله تخلى عن الأيديولوجيا, أو الأدلجة الشعرية, عندما برز جيل شعري كامل عرف باسم جيل الانسحاب من اليقينية أو العقائدية,

    هذا الجيل الذي تميز شعراءه بالميل إلى الشك بفكرة الأرض والميعاد, وانحازوا إلى الإنسان وإلى القصيدة الوجدانية التي تنبش في العمق الإنساني بدلا من النظر إلى المحيط, وتبحث في وجودية الذات بدلا من المسلمات الفكرية الجاهزة حول الأرض والمصير.

    كما سنلاحظ من جهة أخرى ضمن سياق المقال كيف يسمي كاتبه الشعراء اليهود الذين عاشوا في فلسطين أو قدموا إليها من أوروبا بـ (الشعراء الفلسطينيين), وكيف يسمي فلسطين نفسها بـ (الأرض المقدسة), وكيف يشبه (الجاسوس) العربي بـ (السنجاب),

    وهذه بلا شك مصطلحات كفيلة باستفزاز أشدنا حيادية وموضوعية وأكثرنا برودة.

    وسنرى أيضا كيف أن أغلب موجات الشعر العبري الحديث, على اختلاف مراحلها وشعرائها واختلاف لغاتهم الشعرية وعلاقتها باللغة التوراتية, نظرت إلى اليهودي كضحية مطلقة سواء بين الأوروبيين أو بين العرب عموما والفلسطينيين تحديدا.

    لكن مع كل هذا لا شيء سيمنعنا من أن نقرأ دراساتهم حول أدبهم وأن نعرف شيئا عن حركة الشعر العبري الحديث كجزء من اطلاعنا على حركة الشعر الحديث لبقية الثقافات واللغات الحية.

    الاتجاهات:

    إذا اعتبرنا كالعادة أن خاييم نيكمان بياليك -الذي نشر قصيدته الأولى (إلى طائر) في أوديسا عام 1892- يمثل بداية الشعر العبري الحديث, فإن هذا الشعر يكون قد اجتاز للتو مئويته الأولى. هذه الفترة الوجيزة التي أظهرت حتى الآن عدة موجات جديدة صعودا وهبوطا.

    خلال بدايات الأربعينات من القرن العشرين, في السقيفة المصنوعة من الزنك التي خدمت كبديل مؤقت للحجرة الدراسية في راماتايم, كانت تقرأ علينا وبشكل يومي قصائد من تاناش أولا ثم من بياليك,

    وبالنسبة لنا كيافعين فقد كان هذا ببساطة هو الشعر العبري. ولكن تخيلوا كم كانت دهشتي عندما شرعت عام 1980 بالإشراف على تحرير ملف حول الشعر العبري الحديث لمجلة ايوا الجامعية وفوجئت أن بياليك كان خارج نطاق البحث.. لم أصدق!

    كيف ولماذا, خُلع عن عرشه هذا الشاعر الوطني الكبير (1873-1934)؟ ربما قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نبحث أولا عما كان وراء اعتلائه هذا العرش. وهو بالطبع حقيقة أن الكتابة بالعبري التي أنعش استخدامها كان متفردا بها تقريبا في هذه الثقافة الحية. بالإضافة لذلك كانت حقيقة شهوده المذابح الروسية ومعاناة رفاقه اليهود التي أدت به إلى كتابة أغاني ملتهبة العاطفة:

    تعال معي إلى مدينة المذبحة, تعال ادخل إلى ساحاتها, شاهد بعينيك, وتلمس بيديك -على السياج والأشجار, على الصخور وعلى الجدران اللزجة- الدم الحي المتخثر, والأدمغة المتفحمة للموتى.
    قصيدة (في مدينة المذبحة)
    [1]

    وحتى عندما وظف ذاكرته الشخصية فقد أنشد بياليك بطاقة عظيمة كما نرى في الأسطر التي في مطلع قصيدته (أبي):

    غريبة كانت طريقة حياتي وعجيبة كانت أحوالها,
    بين البوابة الجرداء والعربة الملوثة هي دورة أيامي: من الإنغماس بالتعبد إلى الفساد, ومن الطهارة إلى القذارة
    نرى الرعب وما يلاحظه الطفل في الخان المليء بالمخبولين غير اليهود
    الرزق الأبوي, والكرب التالي عندما يغادر حضن الله كل صباح,
    الربيع التام لحياته, عندما يضع جانبا كساءه المقدس: التاليت والتوتافوت[2] ..

    لقد قام بياليك -بشكل لا مناص منه ربما- بالانهماك بعمله, وعكَس كلا من الطاقة والحساسية الروسية الخاصة التي انتقدها بقسوة. وقد كان النظير لعمله متمثلا في النمط العام الفعال من الشعر عند حابيما الشاعر الشهير وعند النجم حناه روبينا وخصوصا في الإيماء الرفيع والصوت المفخم.

    وإن هذه التقنية هي التي حولت الجيل الجديد ليقف ضد بياليك. أي جيل الفترة الفليسطينية الذين دعوا أحيانا بشعراء المدن, بقيادة أبراهام شلونسكي الذي وجد أعمال بياليك ذات مرجعية أخلاقية شديدة, ولغتها متصلة بقوة بلغة التوراة,

    فروحهم التي طرأ عليها النزوع إلى الاستقلالية والحرية لم تقبل لقلوبهم أن تلبس رداءا موحدا, ولم تقبل ذهنية اليهودي كضحية, على الرغم من أن قصائد بياليك في عدة مرات قرّعت الجماعات الورعة على استسلاميتها. وقد كان تقييم شلونسكي لشعر بياليك في 1931 أنه شعر قديم ومحافظ.

    لقد دافعت المدرسة الحديثة عن الأسلوب ذو النزوع الغربي أكثر من أسلوب لغة بياليك الصافية ذات الجذور التوراتية, ففضلت الرقة في العاطفة والرموز الميالة للوضوح والنصوص ذات المسحة الغربية على العواطف والانفعالات العائدة إلى شرق أوروبا.

    كما أخذت بعين الاعتبار مدرسة الزراعيين التي نشأت في بدايات القرن العشرين, والشعراء الاجتماعيين الذين كتبوا أغاني وطنية واحتفوا بالروح الريادية.

    القصائد الأكثر تذكرا من هؤلاء هي قصائد راحيل بلوشتين التي لحنت وأصبحت أغنيات شعبية. فقد فضل الشعراء المدنيين مدنيتها وذلك القلق واليأس الذي يأتي معها.

    في قصيدة (هذه الليلة) لناتان الترمان (1910-1970) وصف لعلاقة حب تفشل في ظل مشهد مديني:

    هذه الليلة. التوتر في هذه الجدران. صوت يستيقظ ويأمر. صوت يستجيب وينقطع. عناق فاتر. ووميض ابتسامة متكلفة. الحياة والموت في شمعة. ثم القمر الذي يتقنع بأقنعة من التحديق الجليدي للشمع, النافذة, مشهد الطبيعة, وبناء السوق الهاجع, والمشلول بضربة من الأيدي الممتدة الوحشية للمركبات والروافع.

    يأخذ شلونسكي (1900-1973) اليأس المدني خطوة أبعد في قصيدته (خطبة جون دو حول جيرانه):

    لبناء شقتي خمس حكايات.. لكن بالنسبة إلى تلك التي قفزت من النافذة المقابلة, فإن ثلاث من تلك الحكايات كانت كافية جدا..

    كما أن ليه غولدبيرغ (1911-1970) ربطت القلق المديني مع العجز المصاحب للتقدم بالسن في قصيدة (حول مخاطر التدخين):

    صباح ممطر. لا تنهض. ولا تدخن أيضا. لا تقرأ كثيرا. أليس هذا ربيعا غريبا, أليس ربيعا غريبا! وكأن العتمة في الصباح..

    ولأن لكل موجة حركة مضادة, فقد تم عزل هؤلاء الشعراء الفلسطينيين من قبل الجيل الأصغر بقيادة ناتان زاخ,

    هذا الجيل المتضمن لمواهب متنوعة مثل يهودا عميحاي, دان باجيس, داليا رابيكوفيتش, وديفيد أفيدان. والمشتركين ببغضهم للمدرسة الأقدم أكثر من أي عقيدة فنية لهم, فقد ابتكر هؤلاء الشعراء ما يسمى بالانسحاب من اليقينية, واستحدثوا استخدام السخرية, وكلا الأمرين يمكن أن تجدهما في قصيدة عميحاي (أبي):

    وبعينه جمع الأموات الذين لا أسماء لهم, عدد وفير منهم جمعهم باسمي, حيث أستطيع تمييزهم في نظرته الخاطفة وأحبهم
    الموت لا يكون هكذا.. بالخوف القاتل...
    لقد ثبت عينيه معهم وما زال يخطئ قائلا: لكل معاركي أنا متيقظ.

    كما تم دمج السريالية في هذه الفترة مع العقلانية (التفكيرية) كما في قصيدة باجيس (الفيل):

    إنه يتخطى السادس عشرة بطريقة مدهشة كساعة اليد المضبوطة, ويعبر أربعة بكل قدم, كما ينزلق عليها بسهولة بواسطة المزاليج متخلصا من ضخامته الفيلية.

    وفي أعمال رابيكوفيتش مشاهد خاصة من اللاوعي تمضي يدا بيد مع النسوية كما في قصيدتها (الفستان):

    ماذا سيجري لك, قالت, لقد فصلوا لك فستانا براقا.
    لقد فصلوا لي فستانا براقا, قلتُ, أعرف هذا.
    إذن ماذا تنتظرين, قالت, كوني حذرة, ألا تعلمين ماذا يعني الفستان البراق؟
    أعرف, قلت, لكني لن أكون حذرة. ذلك الأريج القديم يربك عقلانيتي. وقلت لها: ليس لأحد حاجة في أن ينسجم معي فأنا لا أضع الحمقى في المآسي الإغريقية.

    ولكن العدالة الشعرية أخذت طريقها, فهؤلاء الذين عزلوا غيرهم تم عزلهم كذلك, والموجة التالية من الشعراء الأصغر, ومنهم مائير فيزلتير وبنخاس صادح ويونا فالاخ, ويائير هورفيتس تبنوا النمط الذي يتماشى مع النظر إلى الخارج بدلا من الداخل. وتم اقتراح أن هؤلاء الشعراء قد أكملوا الدائرة الفنية لبياليك,

    وطالما أن دوائر التاريخ لا تنغلق أبدا فإنهم في قد شكلوا بذلك حلزونا. وإن موقف (الأغراض الرجيمة) للشعراء الأصغر هؤلاء قد تصالح وإن بصعوبة مع لغة بياليك:

    القذيفة ترسم ضوءها في السماء, وتقطر دفئا نقيا من الضوء, ثمارها الاحتفالية تضرم الزرقة في بركتها خارجة من عتمة البذور. أحلم بصخرة محطمة يجري على وجهها الماء, لأرى الجداول في ليل نقي.

    في هذه القصيدة لهورفيتس ( في ليل نقي) يتغلب الأسلوب والصورة على المعنى. وفي قصيدة ويستلير (الحذر يقي من النكبات) فإن الأسلوب يندمج مع سياسة الالتزام:

    بحذر اجتمع وزير الخارجية مع وزير الدفاع
    بحذر أصدر وزير الدفاع أوامره إلى قائد الطيران
    بحذر أبعد التلاميذ دراجاتهم من بين الغيوم
    بحذر ناور بائع الخضار بين الفواكه والعسل
    أما القصيدة بعد خمس وعشرين خطا من الحذر المنسق فقد أنهت بقوة هدوءا غريبا كما لم نعرفه من عصور.


    المواضيع:

    طالما كانت هناك حركات عديدة قصيرة متعاقبة فإنها غالبا سوف تنهار كفقاعة الخبز عندما يدخل من الخارج عبر باب الفرن هواء بارد.

    ويمكننا أن نرى الآن أن القصائد التي عالجت الموضوع ذاته تغلبت في أغلب الأوقات على تقلبات الموضات الشعرية العابرة. وهي لم تكن فقط الأصوات الحزينة التي صورت الهلوكوست غالبا وإنما أيضا كانت الصدى لاستجابة بياليك العميقة للمذابح.

    يوري زفاي غرينبيرغ (1894- ....) وصف إبادة الشعب اليهودي الأوربي من خلال صورة عنيفة:

    حتى الطيور نفسها لا تدري من قص لها جناحها. انظر ولاحظ, فيما هي تحلق في الهواء تميل إلى جانب واحد..
    ولا حتى قطرات الدم تدري ولا الذاكرة متى ستصنع الطيور رحلة عادلة بزوج من الأجنحة.
    قصيدة: (القص)

    وإليكم أبا كوفنر (1918- ....)

    كان أبونا, شاكرا لله, يأخذ خبزه من نفس الفرن لأربعين سنة. لم يكن ليتخيل أبدا أن أناسا سالمين قد يقضون في الأفران وفي هذا العالم, توكل على الله وتابع السير..
    قصيدة: (أختي تجلس مبتسمة)[3]

    و إتمار يا اوز كيست (1934- .... ):

    في قطار سكة الحديد, المشهد مأخوذ بالرعب, ويقلب مرتبكا صفحاته: الشجر, السماء, الأنفاق...
    وفي القطار, يقوم الحارس ضاحكا بقطف رأس بهيمة نابت على عنقها.
    قصيدة: (المحاكمة بالنار)

    على الرغم من أن كوفنر أكثر مباشرة و يا اوز كيست أكثر رمزية فإن كلا الصوتين اشتركا في الألم والغضب:

    شعراء متنوعون اشتركوا أيضا في تلك النبرة العميقة من الحب لمشاهد الطبيعة الإسرائيلية:
    الشمس لا تنشر إلا ياسمينها, الحجارة ليس لها صوت سوى صوت نبض القلب, الغروب مكتس بالبرتقالي الشفيف, والرمال ليست سوى الشفاه التي تقـبّـل.
    ليه غولدبيرغ, قصيدة: (شمسين نيسان)

    ويقول هورفيتز أيضا (1941- ....) في قصيدته (لأجل حبيبتي التي تنهض باكرا):

    المساء الصامت الصامت يمر عبر الشجرة والقلب. الأرض تسلم وجهها إلى بركة السماء, وزفير الرياح البارد ينثر العتمة في الأوراق الملتفة, ويعلن للشجيرات المشتاقة عن قدوم المطر إلى الجذور الظمآنة.

    بالرغم من إيقاعات غولدبيرغ, وتوظيف المجازات الواضحة, فإن هورفيتز يعتمد على الإيقاع بطريقة أكثر صخبا, ويضفي لمسة من السوريالية, وهما يتشاركان بعاطفتهما تجاه الأرض. وهذه العاطفة ليست أكثر بروزا منها بالنسبة للشعراء الذين يكتبون من الخارج:

    يقول موشيه دور (1932- .... ) في (طيور البلشون قد عادت)[4]:
    طيور البلشون قد عادت إلى بحيرة هولا, إلى أدغال القصب وجداول المياه التي تحافظ على الإنسياب بهدوء بالرغم من شبكة مصارف المياه والأحلام. مترقبي الطيور يقولون إن طيور المستنقعات النادرة هي هناك الآن ويمكن مشاهدتها.

    أما هنا فإن الأشجار المعدنية تتجمد في الظلال الباردة للأبيض والرمادي...

    إن حب الوطن وذكريات الماضي البشع تتوحد بقوة في القصيدة عندما يتحدث الشعراء عن الصراع الإسرائيلي العربي والحرب. ففي قصيدة (قطر القنبلة كان ثلاثين سنتمترا) يصبح صوت أميخاي نثريا عندما يثرثر بيانا حول النتائج:

    .. بلغ قطر انفجارها حوالي سبعة أمتار وقد قُتل بها أربعة وأصيب إحدى عشر.
    لا لن أشير حتى إلى صراخ الأيتام الذي وصل إلى عرش الله واندفع من هناك مشكلا دوائر من اللا إيمان واللا نهاية.

    .. (لا لن أشير حتى)؟ لكنه يفعل ذلك بالطبع ويضرب ضربته في بيت القصيد بطريقة أكثر براعة, لكنها ليست أقل مرارة من صرخة بياليك الأولى في قصيدته (عن المذبحة):

    آه أيتها السماوات, تشفعي لي! إن كان هنالك رب يحشر الناس فيك فقد فاته إدراكي ولذا عليك أن تصلي لأجلي!.

    أما شعر الحب فقد كان متجاوزا بالطبع لكل الاتجاهات الشعرية والأزمنة, مع أنه يميل إلى الانقسام على طول الخط الفاصل بين الجنسين. إليكم أيستر راب (1899-....):

    ذراعاي ممتدان إليك, إلى شرارة الضوء في نظرتك الخاطفة, إلى ومض أسنانك على جسدي الواهن الأصفر..
    قصيدة: (ذراعاي ممتدتان إليك).

    وكذلك داليا رابيكوفيتش(1936- ....):

    في تلك الليلة لم أكن سوى دمية أدار إلى اليمين واليسار, وإلى كل اتجاه, وأكب على وجهي, فأتكسر في سقوطي.. ويحاولون أن يعيدوا تركيب أجزائي.
    قصيدة: (الدمية).

    إن المازوخية التي لا مفر منها والروح الإنهزامية تنعكس في قصيدة راب بشكل متوافق كفاية مع النسوية لدى رابيكوفيتش. وفيما يكتب جيل راب الأقدم الشعر الحر مقدما لمسة مناسبة من التحررية, فإن جيل رابيكوفيتش الأصغر يوظف أسلوب القصيدة المنظومة. وهناك الكثير مما يصلح للتعميم حول الحركات الشعرية.

    أما بالنسبة للشعراء الذكور فإن نزوعهم نحو الاحتفاء بحب الأنثى ليس بمعزل عن التشكك:

    يقول يوناتان راتوش (1909- .... ) في قصيدة (المليون).

    في الماضي –تماما كما هو الحال الآن- كان هنالك مليون امرأة في هذا العالم –طاهرات أو عاهرات-
    دعوه يأخذهن جميعا وحتى آخر واحدة من المليون الممتلئات بالعشق, فأنا لا أحتاج سوى امرأتي تلك التي أعددت نفسي لأصنع معها البهجة.

    إن نفس الأسلوب على حريته يعارض نفسه أحيانا بالاعتراضات ثنائية الجانب للمتكلم, الذي يطوق إعجابه بمقدار خفيف من الإزعاج. كما يقول يهودا أميخاي (1924- ....):

    لأجل حبيبتي, التي تمشط شعرها بلا مرآة وتغني بقربي: لقد غسلت شعركَ بالشامبو يا حبيبي.. اشتياق هائل يفوح من الحنين الذي في رأسك.
    لأجلكِ يا حبيبتي ترتعش من تحتنا الأرض. فلنستلقِ محتضنين بعضنا, كالقفل المزدوج.

    هنا نجد ثانية بصيص التقليد في الافتتاحية التوراتية وفي الإغراق في الأحاسيس الباطنية التي تعكسها الرائحة المنبعثة من شعر الحبيب وفي الصورة الجنسية في الخاتمة.

    الأصوات الشعرية الثابتة:

    إن الخط البياني للحركات الشعرية صعودا وهبوطا يملك لحسن الحظ هامش عمودي من الشعراء الذي تجاوزوه والذين ما يزالون محتفظين بصوتهم ومبقين على ذواتهم الحقيقية, فيما كيفوا أسلوبا جديدا هنا وهناك وتقنية جديدة جديرة بالاعتماد.

    ولد موشيه دور في 1932 في تل أبيب واعتنق رأي زاخ في الانسحاب من اليقينية. كيف يمكن للأب أن يزرع الإحساس بالأمان؟ عندما يقول:

    أنا في ضياع على هذا الشارع ذاته الذي انتظمت بيوته وحدائقه كطاولات المقهى.
    يدي ما تزال في يد ابني وما تزال نظرته محدقة في وجهي
    قد لا تتزحزح سفينته..
    فيما أنا أتظاهر بالشجاعة واللياقة.
    قصيدة (في ضياع)

    ليس لدى دور إجابة. وهو لا يتردد بعد سنين من ذلك, فيما يتعامل مع عدم أمان آخر –المتعلق بكبر السن- في توظيف التفعيلات والإيقاعات الوزنية:

    حبيبتي, ليست هذه الطريقة التي صورتُ بها حياتنا عندما احترقنا حتى التوهج بالبحر المتوسط,
    لقد ابتلعنا المسافة كعشرين سنة مضت, وعميت أعيننا بالنار والاشتياق.
    العالم الآن لوحة فلمنكية, ونحن في داخلها.. في تدرجات الألوان الزيتية الداكنة.
    إن كان صحيحا الآن أن ملاكا ما يطرق بابي, فأنا لا رغبة لي بأن أعرف أنباء الله.
    قصيدة (لوحة فلمنكية)[5]

    إيلي نيزير ولد عام 1933 في بودابست. وبالرغم من أنه خدم في عدة مراكز ثقافية في الخارج, فإن حقيقة أنه عاش في كيبوتز داليا منذ وصوله إلى إسرائيل عام 1949 قد أضفت على شعره صفاء وهدوءا يحسد عليه حتى إن سخريته قد تلاشت:

    أخرج ثيابي القديمة من الخزانة
    وأكسو بها جسدي
    إن ثيابي القديمة حقا هي الأفضل..

    هكذا كتب في قصيدة (ثيابي المفضلة), لماذا؟ لأنها تعبق بالأريج الأصلي وبالذكريات الحميمة وبالعاطفة أيضا. فالعاطفة في أشعار نيزير لا خلاف عليها.

    زافريرا جار التي ولدت في بيتاتش تيكفا عام 1926 غنت لعقود بلا صخب موسيقي. وانقسمت أعمالها إلى نمطين بارزين.
    النمط الأول وظفت فيه الإدهاش وغالبا التخييل الطباقي كالضوء –الشمس- والعتمة, الحياة والموت, التفاحة والدودة.
    في قصيدة (لطخة على الشمس) تصف الكسوف:

    سنسرق نظرة أخرى ثم نشيح بعيدا. وللحظة طويلة, قبالة الجفون المحترقة, سنستبقي حواف الشمس التي تحترق كالحديد المحمى من تحت السحاب, قبل أن تهبط ثم تغيب.

    فيما يحمل نمط جار الآخر حميمية كل من والت ويتمان ومعاصرتها الأصغر داليا رابيكوفيتش. وهي هنا تختار شخصيات عديدة لتوظيفها: كومبارس وأولاد وأليس في بلاد العجائب:

    أنظر أيها الزئبق التافه! كيف أحتفظ بضئآلتي فيما يتطاول عنقي كالسلم.
    لقد شهدتُ كل ما أردت معرفته –في حديقة أوراق اللعب وفي زحف الجيوش الكرتونية والملكة التي أمرت بقطع رأس أي متمرد- لقد شهدته حتى الخاتمة المريرة.
    قصيدة ( أليس تخاطب الكأس المحدق)[6]

    النمط هنا سهل, وغالبا نثري الطابع, والتشخيص يحل محل التصوير القوي.

    ولد إم أنفريد وينكلر في رومانيا عام 1922 وقدم إلى إسرائيل في 1959 وكان قد كرس بطريقة ما كشاعر عرف باسم اللسان القاتل. في دائرة أخرى تكاد تنغلق قام حديثا باستئناف تجربته الشعرية وقام هذا الخريف بتقديم قراءة شعرية في ميونخ.
    وإن أعماله العبرية هي الأقوى حتى الآن في اصطباغها بشدة العاطفة. إنه شاعر الرقة, الذي يغلف الألم والحزن أغلب أعماله. حتى قصائد الحنين تنتهي بتعليقات سوداوية, في قصيدة (المساء يطبق علي):

    الليل يطبق علي كصدفة بحر سوداء, والسمك يهاجر على جسدي..
    وعندما غنى للتوليب الأبيض الذي:
    يشارف على الموت, ولا أحد قادر على حفظ التوليب الأبيض من الجفاف العظيم...

    في قصيدة ( التوليب الأبيض), حيث يعكس بأفضل رمزية على طريقته موت الكثير من الجنود الإسرائيليين الشبان. إن تأثير الشاعر الروماني اليهودي الآخر العظيم باول كيلان ليس أقل منه اجتياحا في قصيدة الهولوكوست المعنونة بما يناسبها:( مذكرات من فكرة باول كيلان)[7]:
    اقتادوا والديك في عربة يقودها الثور إلى مكان لم يكن بعيدا وراء السبت الأخير. خازيديم يرقص في السماوات, حيث لا كلام هناك, حيث الكلمات صامتة, وما من ساحات مكتظة بالناس.

    أخيرا, نعود إلى الجيل الأسبق, هناك صاموئيل شاتال (1913-....) في بينسكا الذي جاء إلى فلسطين عام 1929.
    مهندس بالحرفة ولذا فمن الملائم أن تصقل أفكاره وتنظم كالحجارة في صف وبشكل مرتب:

    الحجر العابث بالريح أعمل خياله وحفر في عيون الريح وردة شاحبة.. إنني أقتلعها.
    قصيدة (الشتاء)

    ولم يكن مفاجئا أن أحدث إصداراته الشعرية عنونها بالحجر.

    شاتال الآن في ثمانينياته ومازال يكتب مع شيء من بريق الحب والشبق في عينيه:

    كل ملك داود يجب أن يكون له مزاميره الخاصة, حتى ولو من أجل أن يحلم ويعجب بها فقط.

    دعوني أختم بثناءات مختصرة للأصوات الخمسة الثابتة, الأكثر تفضيلا بالنسبة لي عبر العديد من الشعراء البارزين الذين ينشدون الآن في الأرض المقدسة:

    خمسة منشدين\ طبّال واحد : ثناء

    1- موشيه دور
    في لوحة فلمنكية صمدت بوجه الأبدية حلمت بشواطئ مشمسة, مندفعا بعاطفة دائمة: الإطار ثقيل والتدرجات داكنة.

    2- إيلي نيزير
    العث اجتاح ملابسك القديمة, لكنك داومت على ارتدائها, الذكريات تحفظنا دافئيين.

    3- زافريرا جار
    آه, أليس في بلاد العجائب, حيث صانع القبعات المجنون يطلق النار على الأرنب, وحيث السنجاب هو الجاسوس العربي, لكن عنقك يمتد كالتوليب إلى الشمس وأنت تغنين.

    4- إم وينكلر
    في صدفة بحرية قرب أذنك يرتطم الماضي بأمواجها, وينسحب, تاركا مشهد الصحراء ذلك الذي أحببته, مرقّطا بحمالي الألم والأخبار التي لا تنتهي.

    5- صاموئيل شاتال
    الحجر: البداية والنهاية. أنت تبني القصائد, الجسور, والبيوت لأجلنا. وتصقل الحياة لتجعلها محتملة. شكرا لك.
    _________________________________________________________________________________________________
    برنارد فرانك
    برنارد فرانك هو محرر زائر في قسم (الشعر ثنائي اللغة لكل الإسرائيليين) في مجلة الشعر العالمي, لخريف العام 1996م. ستنشر ترجماته في (بعد المطر الأول: قصائد إسرائيلية عن الحرب والسلام) المكرسة لمذكرات ييتزاك رابين. نشرت قصيدته: مرثاة لجيل أبي, في مجلة (اليهودية) في خريف 1994م.
    -------------------------------------------------------------------------------------------------

    [1] جميع الشواهد مترجمة من قبل برنارد فرانك عدا تلك المشار لها فهي من (الشعر العبري الحديث) : مجلة ايوا الجامعية, مدينة ايوا, 1980م.
    [2] مسميات لأجزاء من اللباس الديني اليهودي (المترجم).
    [3] مجلة كولورادو خريف/شتاء 1988 صفحة 74
    [4] مجلة ويبستر, خريف 1994, صفحة 12.
    [5] مجلة شعر الشرق ربيع 1995 صفحة 25
    [6] مجلة الجديد في الشعر العالمي , خريف 1996
    [7] مجلة الملف, شتاء 1994, صفحة 26
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    نشرت
                  

03-29-2018, 07:39 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    سلامات أستاذ الخواض والله يا أسامة انا محب لي شعر العامية اليمنية بي كل لهجاتو .. شعر العامية الحيمي القديم و الصنعاني و الحضرمي .
    و برضو النتف المحفوظة من شعر يهود اليمن في الوسط و في الشمال وفي صنعاء القديمة.
    . لو ربنا طال في العمر يا أسامة انا أخليك تقابل الأخت الأديبة اليمنية الكبيرة أمة العليم السوسوه عبدالله الحجري . واو واو يا بنت الحجري لأحد قبل 4 سنوات دكتورة أمة العليم كانت سفيرة اليمن في مكتب الأمم المتحدة في نيويورك .

    (عدل بواسطة Osman Musa on 03-29-2018, 10:20 AM)

                  

05-20-2018, 04:50 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: Osman Musa)

    صديقنا عثمان

    رمضان كريم

    معليش على تاخير الرد..

    بخصوص لقاء الاديبة "امة العليم"...شكرا على الوعد.

    أدناه يهود يقرأون التوراة بلحن أغنية مشهورة لعبدالحليم حافظ ، مثلما نلحن المدائح النبوية:

                  

05-22-2018, 07:03 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    الأذان اليهودي :




                  

05-23-2018, 05:15 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى andquot;كبرandquot; : مختارات من الشعر العبري (Re: osama elkhawad)

    الوضوء والصلاة اليهودية:

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de