** رحالة أجانب في ضيافة ملك أرقو **

Quote: اعتقد أن تفسيرك للاحتفاظ بلغتهما أقرب للصواب إن لم يتطابق والصواب. هذه المناطق وشعوبها ظلت تاريخيا على اتصال كبير بالعرب ولغتهم وهجراتهم التي تضاعفت في العصور المملوكية، فالعالب أن كل من بقي في المنطقتين من هؤلاء المهاجرين (وهم كثر بالذات في المقرة) فقد تم استيعابه لغويا عبر علاقات القوة والسلطة والثروة التي تم الحفاظ عليها عبر نظام التوريث لابن الأخت وابن البنت كما في شرحك. ومثلا فعند الهدندوة، أكبر قبائل البجا، ورغما عن توالي تداخلهم مع العرب وانتسابهم المتأخر التقليدي لأب عربي يدعى أحمد المبارك (باركوين) ومن ثم تبني التوريث عن طريقه، كما حدث في المقرة، إلا إنهم لا يزالون يحتفون بانتمائهم لأمهم البجاوية (هدات) كأصل للسلطة والقوة والحمى، وبالتبعية الثروة، وبالتالي التكريس لسيادة ثقافة ما ولغتها. وأيضا، فمع إنهم لاحقا للأب العربي، يحصرون تقاسم بطونهم لتلك السلطة في ذريتها من أبيهم ذاك. لكنهم وتأكيدا لأهمية الأم والأخوال الأصيلة فيهم، وحفاظا على الحمى وعلاقات القوة، ينسبون إليهم سلالة بنات ذينك الأصلين الذين من آباء غرباء. ثم هم يؤصلون كل هذا في مفهوم "الدروريت" أي (الشرف، الحمى، الواجب، العزوة) البجاوي بارتباطه الوثيق في حيازة القوة والسلطة. ومما يخطر بالبال على عجلة، هذا التشابه في السيرة مع الذي يرد عن تأسيس مملكة الكيرا ـ الكنجارة (سلطنة دارفور/المسبعات)، حيث مؤسسها سليمان سولونق (الأحمر ـ العربي) هو ابن لأحمد المعقور (الهلالي) من أم أميرة من (التنجر) أصحاب الملك السابق.