رشيد المغربي محق في قوله أن قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ في القرآن تؤكد على مشروعية جهاد الطلب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2018, 11:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رشيد المغربي محق في قوله أن قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ في القرآن تؤكد على مشروعية جهاد الطلب

    11:16 PM April, 13 2018 سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر
    وهذا كلام صحيح وليس فيه منقصة للإسلام. فالإسلام انتشر وانتصر في الماضي بالجهاد والغزوات، وكان هذا ضروريا وحكيما ومع حكم وقته تماما، ولكن صيغة القتال والجهاد أصبحت الآن غير مقبولة ووحكم الوقت ليس معها وواقع المسلمين يؤكد ذلك.



    ليس سيدنا سليمان فحسب بل إن القتال أمر به قوم موسى ولكنهم نكصوا ، وهذا مذكور بتفاصيله في التوراة وفي القرآن:
    وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)

    ومرة أخرى أمر بنو إسرائيل بالقتال في سبيل الله وذلك في قصة طالوت "شاول في التوراة" وقد خلفه سيدنا داوود ثم خلفه سيدنا سليمان وكانا نبيين ملكين.

    أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-13-2018, 11:29 PM)





















                  

04-14-2018, 00:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشيد المغربي محق في قوله أن قصة سيدنا سليم (Re: Yasir Elsharif)

    كتب الأستاذ محمود في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" عن مفهوم الثالوث الإسلامي :


    الثالوث الإسلامي

    بمجئ موسى ونزول التوراة على بني إسرائيل دخلت الفكرة الإسلامية في طور جديد ، وهو طور ما يسمى بالأديان الكتابية ، وهي اليهودية والنصرانية ، والإسلام - فالتوراة لليهود ، والإنجيل للنصارى ، والقرآن للمسلمين . وهذا الطور الجديد ، الذي دخلته الفكرة الإسلامية بمبعث موسى ، تميز بالتوسع في التشريع الديني بصورة لم يسبق لها مثيل ، وجميع التشاريع تنسب للرب عن طريق الوحي الملائكي لموسى ، وقد اتجه التشريع الديني ، الموحى به من الرب الواحد ، إلى تنظيم حياة المجتمع ، في كل كبيرة وصغيرة ، وبصورة جماعية واسعة . ولقد تعانقت عقيدة التوحيد مع شريعة التنظيم على هذا المدى الواسع لأول مرة في التاريخ. ثم جاء عيسى بالإنجيل ، ثم اكتمل الثالوث الإسلامي بمبعث خاتم النبيين ، والقرآن يحدثنا عن ذلك فيقول (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ، يحكم بها النبيون الذين أسلموا ، للذين هادوا ، والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ، وكانوا عليه شهداء ، فلا تخشوا الناس ، واخشوني ، ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ، والعين بالعين ، والأنف بالأنف ، والأذن بالأذن ، والسن بالسن ، والجروح قصاص ، فمن تصدق به فهو كفارة له ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون * وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم ، مصدقا لما بين يديه من التوراة ، وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ، ومصدقا لما بين يديه من التوراة ، وهدى وموعظة للمتقين * وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون * وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ، مصدقا ، لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، فاحكم بينهم بما أنزل الله ، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ، فاستبقوا الخيرات ، إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )) .
    ولقد بعث موسى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وكان المجتمع بدائيا غليظا ، وكان الفرد شكسا، سئ الخلق ، وكان قريب عهد بقانون الغابة ، فدعته التوراة إلى الإنصاف - إلى المعاملة بالمثل - النفس بالنفس ، والعين بالعين - لتكون شريعته ، وتلطفت فرغبته ، من بعيد ، في العفو . فقالت ، فيما حكاه عنها القرآن ، (( فمن تصدق به فهو كفارة له )) . من تصدق بالقصاص على المعتدي ، فلم يقتص منه ، فإن الله يعوضه من فضله عما أصابه . فذلك قول القرآن ، حين قال : (( فيها هدى ونور )) فإن الهدى الشريعة ، والنور الأخلاق .. والأخلاق هي الطرف الرفيع من الشريعة ، وهي تخرج عن إلزام الشريعة إلى تطوع كل فرد على حدة .
    وإنما طالبت التوراة بالقصاص ، وكادت أن تقتصر عليه ، لأنه أقرب إلى طبيعة النفس البشرية البدائية ، التي مردت على الشكاسة ، والاعتداء ، فلا يرجى منها كثير في باب العدل ، بله العفو . ولقد كان بنو إسرائيل كلما دعوا إلى واضحـة نكصوا عنها . وإنهم لفي عنفوان دينهم ، وموسى بين ظهرانيهم ، ونصرة الله إياهم على عدوهم لا تزال ماثلة ، حين حنوا لعبادة العجل ، وهذا القرآن يقص علينا من أخبارهم (( فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، فقالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال إنكم قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه ، وباطل ما كانوا يعملون * قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ؟ )) فسكتوا عن غير اقتناع ولا إيمان ، فلما ذهب موسى لميقات ربه ، وخلف على قومه هارون أخاه ، اتخذوا العجل ، وقالوا هذا إلهكم ، وإله موسى ، فقال تعالى عنهم في ذلك (( أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً ؟ * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى )) ..
    والمشاهد كثيرة في القرآن التي تتحدث عن غلظة اليهود ، وعن كثافتهم ، وكيف أنهم كلما دعوا إلى رفعة أخلدوا إلى الأرض ، وهذا أمر طبيعي في ذلك الطور المتقدم من أطوار النشأة ، وهم ، على ما كانوا عليه ، قد كانوا صفـوة زمانهم .. (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )) وإنما هم آل إبراهيم ، وهم أيضا آل عمران .. (( ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم )).
    ومهما يكن من الأمر، فقد جاءت تشاريع التوراة في طرف البداية ، ولم يتخلص اليهود ، لدى التطبيق ، من الوثنيات التي عاصروها في مصر زمنا طويلا ، مما زادها إيغالا في البدائية .
    ثم جاء المسيح بتشريع يشد الناس إلى طـرف النهاية حتى لكأنه رد فعل ، وهو من غير شك كذلك . وهذا أمر يدركه كل عابد مجود ، فإنك في بداية عبادتك تكون نفسك صماء ، لأن روحك تكون منكدرة بظلماتها ، فإذا ما أخذت بأساليب العبادة النبوية الأحمدية ، فصمت صياما صمديا لثلاثة أيام وليلتين ، أو لسبعة أيام وست ليال ، مع موالاة الصلاة ، وبخاصة صلاة الثلث الأخير من الليل ، فإنك تبدأ تشعر بأن نفسك أخذت تشد إلى الطرف الآخر ، فإذا ثابـرت على موالاة هذا النهج الأحمدي لمدة كافية ، فإن روحك ، بعد أن كانت مطوية تحت جناح نفس كثيفة مظلمة ، تنطلق ، في لطف وخفة ، إلى شاطئ الوادي الأيمن ، وتظل أنت ، كبندول الساعة ، تتأرجح بين أقصى الشمال ، وأقصى اليمين . ويكون مثلك الأعلى أن تثبت في الوسط ، وهيهات ! هيهات! فإن ذلك مقام (( ما زاغ البصر وما طغى)).
    هذا الأمر الذي يجري للفرد العابد المجود ، من بروز ثالوثه ، هو ما حصل للإنسانية المجاهدة ، في هذا الأمد الطويل ، ببروز ثالوثها ، من الأديان الثلاثة .. اليهودية والنصرانية والإسلام .. ذلك بأن تاريخ الفرد البشري يحكي تاريخ المجتمع البشري برمته .. وهذا هو السر في أن المسيح جاء بروحانية مفرطة في مقابل مادية مفرطة (( الأولى من الافراط والثانية من التفريط )) - وجد عليها اليهود . ولقد قال المسيح لتلاميذه (( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس ، أو الأنبياء .. ما جئت لأنقض بل لأكمل )) وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله من الآيات السوالف (( وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم ، مصدقا لما بين يديه من التوراة ، وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ، ومصدقا لما بين يديه من التوراة ، وهدى وموعظة للمتقين )) فهو مصدق لما بين يديه من التوراة ، وإنجيله مصـدق لما بين يديه من التوراة ، فهو لا ينقض ، وإنما يكمل ، كما قال ، ومعنى يكمل أنه يطور ، ويمدد المعاني ، التي قصر بها حكم الزمن ، عن بلوغ غاياتها ، إلى غاياتها أو تكاد .
    اسمعه وهو يعلم تلاميذه فيقول : (( سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا )) ولقد بعث المسيح في وقت كانت السلطة الزمنية فيه ، على اليهود ، للرومان ، وكانت الشريعة اليهودية معطلة ، في بعض جوانبها ، من جراء ذلك ، فجاءت دعوة المسيح وكأنها ، من الناحية العملية ، لا تعنى بتنظيـم حياة المجتمع ، وإنما تقـدم وصايا خلقية ، ومد في هـذا المظهـر كـون السيد المسيح لم يعمـر طويلا ، فإنـه لـم يلبث في الدعوة إلا ثلاث سنوات .
    والحق أن تشريع اليهود هو تشريع النصارى، إلا حيث تناوله المسيح بالتطوير، ففي هذه الحالة يصبح تشريع النصارى قد جدد من تشريع اليهود، بالنص الوارد عن المسيح. وهذا الأمر غير مدرك وغير معمول به عند النصارى.
    ((وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور )) وهدى هنا أيضا تعني شريعة ، ونور تعني أخلاق . والإنجيل أدخل في الأخلاق من التوراة ، ولذلك فإنه قد جعل العفو شريعته ، وبها جاء أمر رسوله ، وحين قال المسيح: (( سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن )) فإنه قد جاء بطرف البداية ، وهو طرف التفريط في الروح ، وحين قال (( أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا )) قد جاء بطرف يشبه النهاية ، وهو طرف الإفراط في الروح .
    ثم جاء الإسلام ، على عهد محمد ، بين طرفي الافراط والتفريط ، فكأنه من (( ثالوث الإسلام )) مقام (( ما زاغ البصر ، وما طغى )) من ثالـوث القـوى المودعة في البنية البشرية ، قال تعالى في هذا (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ، لتكونوا شهداء على الناس ، ويكـون الرسول عليكم شهيدا )) .. (( أمة وسطا )) بين الافراط والتفريط ، و (( لتكونوا شهداء على الناس )) يعني لتكون فيكم كل الخصائص التي يلتقي عندها الناس ، وقوله (( أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين )) فالصراط المستقيم هو الوسط بين الطرفين اللذين يكون في أحدهما غضب الله ، وهو طرف التفريط ، وفي ثانيهما الضلال ، وهو طرف الافراط في الروحانية . ومعنى (( الذين أنعمت عليهم )) المسلمون ، وإلى ذلك الإشارة بقوله (( اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا )) ولما كان الإسلام الذي جاء به محمد وسطا بين اليهودية والنصرانية ، فإن القرآن قد جاء في سياقه بالجمع بين خصائص اليهـودية ، وخصائص النصـرانية ، وذلك حيـن يقـول ، مثلا : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها ، فمن عفا ، وأصلح فأجره على الله ، إنه لا يحب الظالمين )) فقوله (( جزاء سيئة سيئة مثلها )) يقابل قول التوراة الذي حكاه المسيح حين قال (( عين بعين ، وسن بسن )) وهو لا يحكيه تماما ، وإنما فيه تطوير ، ينفر من القصاص ، ليمهد للعفو ، وذلك بما يسمي عمل المقتص ممن اعتدى عليه (( سيئة )) . وقوله (( فمن عفا ، وأصلح ، فأجره على الله ، إنه لا يحب الظالمين )) يقابل قول الإنجيل الذي حكاه المسيح حين قال (( وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا )) وهو لا يقابله تماما . فإن قول القرآن أبلغ من عبارة الإنجيل هذه ، في التسامح ، وللمسيح قولة أخرى تقابل (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) ، وذلك حيث يقول (( أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم )) ..
    وكون الإسلام وسطا بين طرفين ، طرف البداية وطرف النهاية ، وجامعا لخصائص الطرفين، جعل الإسلام نفسه ذا طرفين : طرف أقرب إلى البداية ، وطرف أقرب إلى النهاية .. وهذا شأن كل وسط بين طرفين ، فهو كالولد يجئ جامعا لخصائص الوالد ، وخصائص الوالدة ، على نسب قد تتفاوت ، ولكنها لا تنعدم .
    فإذا كان هذا الحديث صحيحا ، وهو صحيح ، بلا أدنى ريب ، فإن له أثرا بعيدا في مستقبل الفكر الإسلامي ، ذلك بأنه يعني أن الإسلام ، كما جاء به القرآن ، ليس رسالة واحدة ، وإنما هو رسالتان: رسالة في طرف البداية ، أو هي مما يلي اليهودية ، ورسالة في طرف النهاية ، أو هي مما يلي المسيحـية ، وقد بلغ المعصوم كلتا الرسالتين ، بما بلغ القرآن وبما سار السيرة ، ولكنه فصل الرسالة الأولى بتشريعه تفصيلا ، وأجمل الرسالة الثانية إجمالا ، اللهم إلا ما يكون من أمر التشريع المتداخل بين الرسالة الأولى ، والرسالة الثانية ، فإن ذلك يعتبر تفصيلا في حق الرسالة الثانية أيضا ، ومن ذلك ، بشكل خاص ، تشريع العبادات ، ما خلا الزكاة ذات المقادير .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de