انا لا اشتاق حين يغيب..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2017, 04:26 AM

عمران بابكر بدري
<aعمران بابكر بدري
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 1267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. (Re: عمران بابكر بدري)

    الشمس أوشكت على الغروب، أسراب طيور النورس المهاجر ملأت السماء بترتيب وتنسيق جميل، ولون السماء الوردي الذي اختلط بالصفرة كان يخطف القلوب.وتحت تلك الشجرة الكبيرة،كان جالساً على ذات الكرسي الذي تعود الجلوس عليه كل يومٍ لساعات، يرتدي معطفه الكحلي السميك، ووشاحه الصوفي الذي اختفى فيه ثلثي رأسه وقبعته ذات الطراز الفرنسي، نهض متثاقلاً وبخار الماء بخرج مع أنفاسه من شدة البرد، واضعاً يديه في جيبه، وقد بلع رقبته حتى كاد رأسه يختفي في معطفه ووشاحه.
    ومشى باتجاه الطريق العام، أصواتٌ كثيرةّ تختلط،في رأسه، وصوتُ والدته كان يطغى على كل الأصوات:(ولد عاق، غضب الله عليك.....غضب الله عليك).
    اقترب من بائع مشروبات ساخنه كان يعرفه جيداً.
    رحب البائع به جيداً:أهلاً سيدي، إنه يومّ باردٌ، هذه بداية شتاءٍ قاسٍ.
    أشار له بإشاراتٍ ومقاطع صوتيه، فهمها البائع جيداً.
    -شوكولا ساخنه، حسناً دقيقة فقط.
    أشار له بمقطع صوتي وإشارة يده(شكراً)
    -هل!هل ستذهب للبيت باكراً؟
    -قام هو بإشارات.
    -معك حق الجو بارد، تفضل سيدي بالصحة والهناء.
    تناول الشوكولا الساخنة وشكره بإشارات وأعطاه النقود وأكمل طريقه لمنزله.
    طلب سيارة أجرة وأعطاه ورقه كُتب عليها العنوان.
    كان السائق طوال الطريق ينظر إليه بالمرآة ، وقد توجس من صمت هذا الزبون الغريب بينما هو كانت تمر أضواء المدينه المنعكسة في بؤبؤ عينيه وكأنها دوامة يسمع معها أصوات الأطفال وهم يلعبون ويغنون، هذه الأصوات تلاحقه منذ خمسة عشر عاماً ومرور سيارة الإسعاف بصفارتها القوية من قرب سيارته جعله يستفيق من شروده بهستريا وطلب من السائق واخزاً إياه من كتفه أن يتوقف وأعطاه أجرته ونزل منها .
    انطلق السائق بسرعة البرق غاضباً وسار هو بهدوء على طول الرصيف.
    وصل غرفته الصغيرة، فتح الباب ودخل،
    خلع قبعته ببطء شديد ثم معطفه ووشاحه، ورمى ببها على طاولةٍ قريبة.
    ثم ارتمى على سريره العبثي ورفع جسده بثقل على وسادته ، وضع يديه خلف رأسه وغاب في خيال بعيدا عن زمنه.
    (أمه:زوجة خالك ستلد اليوم ارتدي حذاءك بسرعة هيا لاتعطلني.
    أمي ماذا،يعني ستلد؟
    استدارت أمه وأمسكته من كتفيه برفق:ستلد أي،ستنجب طفلاً صغيراً مثلما كنت أنت.
    -وهل يستطيع أن يلعب معي!!؟
    -نعم أكيد -هيا أسرع ارتدي حذاءك-سيلعب معك ولكن عندما يكبر قليلاً.....
    ارتدى حذاءه
    -هيا أسرع
    سار مع والدته التي كانت تجري به، وقابلت خالته في الطريق وسارتا كلتاهما مسرعتين وهو بخطواته الصغيرة التي كانت أشبه بدولاب يدور يجري معهما ويتعثر فتنهرانه بأن يسرع.
    تقول لها خالته:لماذا أحضرته معك؟.
    _والده ذهب للمدينة لحجز البضاعة وأخواته في مدارسهم.
    امممم حسنا أسرعي.
    قرعتا الباب، قلبه يخفق سيرى ذلك المخلوق الغريب الذي حدثته عنه والدته اليوم.
    فتح الباب ودخلوا.
    والدته بادرت بسؤال النسوة المجتمعات اللواتي لم يستطع إحصاء عددهن.:هل!هل!ولدت؟
    إحدى النساء وكانت
    أخت زوجة خاله :(لا، ليس بعد). وصوت صراخ زوجة خاله من غرفتها والكل متوتر.
    يقرع الباب ، تنادي إحداهن والدته بأن تخرج للتحدث هاتفياً مع خالي من بقالية أبو مصطفى، لم يكن لديهم هاتف .
    تخرج والدته للبقالية وهو ممسك بطرف ثوبها يجري معها .
    صباح الخير أبا مصطفى.
    -صباح النور!كيف حالها.
    -لم تلد بعد!
    تمسك سماعة الهاتف وتبدأ بالكلام بصوتٍ عالٍ:ألو!ألو،كيف حالك أنت، ارفع صوتك ، لا أسمعك، نعم!نعم!..لا!بخير لاتخف!لا،لا!لم تلد بعد-
    في تلك الأثناء تبدأ الزغاريد في بيت الخال الغائب وتركض أحدى البنات الصغيرات إنها :(ولدت بنتاً وهي بخير )
    تفرح أمه كثيرا وتتابع حديثها في الهاتف:إنها بنت، بنت يا أخي، مبارك عليك، ماذا؟؟ماذا ستسميها!
    روو!!رووو ماذا؟؟
    روخان!روهان!
    ماهذا الاسم يا أخي!سمها فاطمة....
    لا لا!كما تريد لا تصرخ!!سأخبرهم روهان!كما تريد..ها!!.بعد شهر!ستعودبعد،شهر!!آاهلا أهلا، لقد اشتقنا لك أيضاً لا لاتخف عليها إنها بخير، بأمان الله،،،، ألو!!ألووو!)
    -قال لها أبو مصطفى: :انقطع الاتصال جارتنا!.
    -نعم نعم!، أريد أن أسألك.. ما معنى روهان؟
    -روهان؟؟لا..لا أدري ، أعربي هو؟
    -والله لا أدري، سيسمي الطفلة روهان ، هكذا يريد.
    -روهان!
    حسناً شكراً لك ، هيا ياعمر هيا .
    كان الانتظار مشوشاً لتفكيره الصغير وتخيله لتلك البنت التي تحدثن عنها.
    دخل الغرفة حيث زوجة خاله في سريرها وقد بدت عليها علائم التعب والإجهاد وقد احتقن وجهها وذرات العرق تملؤه والنسوة تجتمعن حولها يهنئنها وأختها تحمل لفة قماش بيضاء لم يعرف مافيها والنسوة تتفرج عليها وتصلّي على النبي فمنهن من تقول أنفها كأبيها، والأخرى:يبدو أنها ستكون شقراء، والأخرى:عيونها كأنها ملونة..
    وهكذا حتى جلست أمه قرب زوجة خاله وأخذت اللفة البيضاء منهن وهي الأخرى بدأت بالصلاة على النبي وقول ما شاء الله كان وهو كالأحمق ينظر أليهن وإلى تلك اللفة الغريبة، لم يعرنه أي اهتمام على غير عادتهن.
    أخذت أمه اللفة لحضنها وجلست ورفعته إليها على رجلها اليسرى وقربت اللفة منه!!يا إلهي!ماهذا المخلوق الصغير!ولماذا يفتح فمه الصغير هكذا!أهذا هو الذي قالت أنه سيلعب معه؟؟
    قالت أمه له،بنبرة رقيقة،إنها ابنة خالك أليست جميلة؟
    قال لها غاضباً:لا!!أنها بشعة،بشعةٌ جداً، صغيرة كيف ستلعب معي!أعطها لأمها !!.
    ضحكن جميعاً من غيرته
    فها هي زوجة خاله التي كانت تحبه جداً وتدلله كثيراً.
    ضحكت زوجة خاله وطلبت من أمه أن تقربه لها ، حملته أمه إليها وأجلسته قربها على السرير ووضعت في حجره،ذلك المخلوق وهو يرتجف خوفاً وقشعريرة تسري بجسده مع حركاتها ويحملق بها فاتحاً فمه مستغربا صغر حجمها ويديها.
    قبلته زوجة خاله وقالت هذه ابنة خالك أريدك أن تعتني بها ها!
    يبدو أنها خافت من غيرته منها فأغرته بتلك الجملة.
    قال لأمه أن تأخذها من حضنه فأخذتها وقالت للجميع اسمها روهان هكذا يريد والدها وصدقوني لا أعرف معناه وقال لي أن أخبركم أنه سيعود بعد شهر
    روهان!!!صرخن جميعاً
    قالت أمه: روهان!
    وبدا على زوجة خاله الامتعاظ ولكنها أخذتها بيدها وحضنتها بحنان وقالت لها روهان ياعمري وقبلتها من جبينها، ولا ينكر بأنه شعر بالغيرة لوهلة من قبلات زوجة خاله لذلك المخلوق الصغير.
    طرقٌ على الباب، أفاق من شروده، نهض من سريره مطلقاً مقاطع صوتيه وكأنه يقول من بالباب، فتح بالباب،
    -مابك يارجل ساعة أقرع الباب!
    أدار ظهره لها-إنها ابنة جارته التي أجّرته والدتهاالغرفة تحمل له صحناً مملوءاً بالفطائر الساخنة .
    -كانت ترتدي فستان أزرقاً ، يظهر خصرها النحيل وقدها الجميل ، ترفع شعرها بضفيرة شقراء بطريقة عبثية عشوائية مما أضفى على تقاسيمها مزيداً من الجمال.
    -هيا تعال تناول عشاؤك.
    أشار لها بيده: لا!لا أريد!
    -هل!هل تناولت شيئاً في الخارج.
    أشار لها بِلا.
    -أذاً!،تعال وكل!.
    أشار وهويمتعظ :لا!لا!لا أريد.
    -ولكن!!
    أمسكها من كتفيها ودفعها خارجاً مطلقاً مقاطعاً صوتيةً
    ثم نظر إليها ونظرت إليه..
    عينيها الخضراوتين قتلنه لوهلة..
    قالت له:لماذا تفعل بي ذلك لماذا؟؟
    أمسكها من كتفيها ونظر إليها واغرورفت عيناه بالدموع وحاول هو إخفاءها بغضبه.
    ولكنها رفعت يدها إلى وجهه وأمسكته وجعلته ينظر إليها غصباً.
    -لماذا عمر؟؟لماذا تفعل ذلك؟لماذا تتهرّب مني؟.
    مسحت باصبعها دمعة منه هربت عنوةً.
    -أرجوك..أرجوك، تحدث!قل أي شيء.
    فتح فمه وحاول التلفظ بكلمات ولكن ليس إلا ثمة مقاطع صوتيه صعبة..لم يستطع...
    اعتصر قلبه ألماً
    فدفعها برفق وعاد لغرفته مغلقاً الباب خلفه ، وجلس على منضدته يجهش بالبكاء.
    وهي خارج الباب تسمع بكاءه وتتألم لأجله..
    أما هو فكان يبكي كطفلٍ صغيرٍ فقد أمه ثم رفع رأسه ورمى بصحن الفطائر أرضاً.
    عندها سمعت هي صوت تكسير الزجاج وسمعت صوت والدتها تناديها :( شريهان ،!شريهان أين أنت؟)
    عندها مسحت دموعها بكمها بسرعة، هرعت تنزل الدرج بسرعة إلى البيت.
    دخلت فقد كانت قد تركت الباب مفتوحاً
    أمها:أين!أين كنت يابنت؟؟
    شريهان:كنت!!كنت!كنت أتحدث مع سلمى بشأن المحاضرة...
    امها:أمم هيا!هيا إلى غزفتك ورتبيها.
    شريهان :حاضر.
    دخلت غرفتها ، وقلبها يعتصر من الألم، كانت تقول في نفسها(ليتني أعرف قصته، ليتني أستطيع معرفة ولو شيء بسيط عنه،ليته يستطيع الكلام!!،لماذا؟لماذا يتهرب مني)
    بقي هو في غرفته تلك الليلة ولم يخرج، كان ثمة ذكرياتٍ تذبحه وتثقل عليه نومه ..
    في رأسه تدور مئات الأفكار وتلك الفتاة التي أحضرت له صحن الفطائر، لايستطيع أن يخفي حبه لها، ولكنه لايريد أن تحبه، يجب أن تبتعد عنه، يجب، هو لايصلح لها! هو إنسان مشتت، يعلم جيداً أنه معقد، وأنه مريض ، ولكنه لا يريد الاعتراف بذلك...
    لن يفهموا شيئاً ، كيف سيشرح لها!، إنه أخرس، أخرس، يجب عليها الابتعاد عنه.
    نهض غاضباً جمع قطع الصحن المكسور والفطائر المنتشرة ووضعها في كيس وخرج مسرعاً ونزل الأدراج، قرع باب بيتها، فتحت أمها الباب:
    -عمر!!أهلاً بني!...
    أشار لها بمرحباً.
    -ماذا هنالك،هل!هل تحتاج إلى شيء.
    نظر أليها وأشار لها بإشارات فلم تفهم ،ثم لمح خلغها شريهان تنظر أليه باستغراب .
    كاد أن يضعف لنظراتها ، ثم جمع شتات روحه وأشار لأمها إن هل الماء يرشح إلى بيتكم ..
    -لا...لا...لماذا؟؟.
    أشار لها أنه نسي صنبور الماء مفتوحاً اليوم.
    -لا لا!كل شيء على ما يرام.
    وضع يده على صدره ممتناً لها و عاد للوراء يبتسم ممتناً وييسترق النظر لشريهان..
    ثم أغلقت المرأة الباب.
    وقف على السلم محتاراً ثم جلس على الدرج واضعاً رأسه بين يديه، كان يريد إخبار والدتها بشأن الصحن بالرغم أن تصرفه قد يؤذي شريهان وبقسوة، يجب أن يمنعها من حبه ويمنع نفسه من ذلك.
    ودارت الذكريات في رأسه:(أصبح عمره عشر سنوات، أصبح كبيراً ، رجلا، هكذا قالت له أمه،
    أرسلت معه والدته صحناً من الفطائر الساخنة لبيت خاله لأن خاله يحب الفطائر التي تصنعها أمه...
    ما إن وصل، روهان الشقراء الجميلة ذات العيون الخضراء ،تلعب في الخارج مع بقية الصبيان والبنات من أولاد الجيران...
    تركها وقرع الباب ،فتحت زوجة الخال ، رحبت به وتناولت منه الصحن
    -والدتي أرسلتني به لكم.
    -شكراً عمر،ادخل حبيبي.
    -أين خالي؟
    -لازال في المعمل.
    -إممم حسنا،ً سألعب مع روهان...إنها!إنها تلعب مع الصبيان.
    -لا عليك عمر ، أنها طفلة، اذهب والعب معهم.
    -ستأتي والدتي بعدالعصر -حسناً اذهب والعب ريثما تحضر.
    -حسناً.
    جرى بفرحٍ يلعب مع روهان وبحنكته وبسبب غيرته أراد أن يرمي الكرة بعيداً ، حتى تلحق بها روهان فيلحق هو بها بذلك تكون له وحده، كان شديد التعلق بها .
    كان ثمة بناء مقابلٍ لمكان لعبهم لم يتم تشطيب بنائه ولا زال بدون أسوار ولا إكساء كان ذلك البناء ملك لخاله اشتراه بعد عودته من الهند وجمع مبلغ من المال فاشترى الشقة التي في الطابق الثالث ولم ينتهي بعد من بنائها..
    كانوا يلعبون بالكرة تحت البناء وكانت روهان تجري كالملائكة خلف الكرة والصبيان والبنات يلحقنها وهو يراقبها وما إن وصلت الكرة إليه حتى قام بركلها ركلة عالية جداً جعلت الكرة تعلو وتستقر في الطابق الثالث حيث شقة خاله الجديدة...
    نظر جميع الأولاد له بحدة ولكن روهان ولأنها شقتهم المستقبلية ركضت تجري صاعدة الدرج الغير مسور، وجرى هو خلفها بخبث غيرته، كان يريد أن يكون معها وحده، كان يريد فقط أن ينظر إليها دون رقيب، كانت تجري أمامه صاعدة الأدراج وتقفز تنورتها قفزاً لتكشف بعض بياض سيقانها المنتظمة البيضاء وهو خلفها.
    ربما كان من داخله يريد منعها من الصعود ، ولكنه بشيطان حبها تعمد ركل الكرة لتستقر في ذلك الطابق.
    وصلت روهان وهو خلفها، أمسكت الكرة قبله، وجرت بطفولتها الأخاذة تجري وهو يلحقها لترمي الكرة للأولاد في الأسفل.
    روهان رمت الكرة وهو للحظه الأخيرة أراد منعها.
    روهان رمت الكرة ولكن توازنها اختل وسقطت خلف الكرة وفي نفس اللحظة وصل هو إلى الحافة.
    الكل ينظرون للأعلى...وهو واقف متسمر، عيناه تدورتا وجحظتا، وجهه أصبح أصفراً، شفتاه بيضاء اللون، ينظر لروهان التي استقرت في الأسفل مضرجة بدمائها، والكل يشيرون إليه والأطفال يصرخون..
    لم يشعر إلا أن الزمن توقف، لقد قتل روهان، هذا ما أشار له عقله، لقد تسبب بموت روحه، لقد تحطم قلبه، هل ماتت روهان، أم !
    أم أنها ستعيش...هل هو في يقظته، أم أنه حلم ، كابوس!!، أحقاً سقطت روهان، كيف!!.
    لم يشعر إلا برجالٍ يجرونه من يديه وقد تبول في سرواله من الخوف..
    ونزلوا به إلى الأسفل وأوقفوه قرب روهان وراح ينظر إليها وقد تحول الجمال إلى جثة مضرجة بالدماء والعيون الخضراء تنزف دماً مع الفم الصغير الأحمر والشعر الذهبي توشح بالأحمر وهي لاحراك...
    كانوا يضربونه، ولكنه لم يكن يشعر بضرباتهم ولايسمع أصواتهم، فقط صوت سيارة الإسعاف وصوت أمه التي كانت تصفعه وتصرخ: (أيها الولدٌ العاق،غضب الله عليك!... غضب الله عليك !)والرجال يجرونه إلى سيارة الشرطة الذين ضربوه بدورهم وركلوه فدخل ولكن عيونه كانت لاترى إلا روهان ورجال الإسعاف يغطون وجهها وأمها مع أمه أطلقتا صرخة شقت عباب قلبه ثم اتجهتا إلى السيارة ، حاولتا سحبه منها وضربه ولكن الشرطة منعتهم وانطلقت به، وهو لايعلم شيئا مما يفكرون، شعر بثقلٍ في لسانه، ودوارٍ في رأسه ثم سقط على مقعد السيارة مغشياً عليه)
    استفاق من ذكرياته على صوت قطة تموء قربه قد صعدت الأدراج...
    الدموع بللت وجهه بالكامل ، والبرد جعل خدوده المبلله تؤلمه أكثر، فمسح دموعه وتناول شطيرة من الجبن من الكيس و رماها لتلك القطه ثم نزل ووضع الكيس بعيدا عن المنزل وعاد لغرفته الحزينة ثانية، تناول حبة المهدئ التي اعتاد تناولها واستسلم لنومٍ عميق.




















                  

العنوان الكاتب Date
انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:27 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:29 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:32 AM
      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:39 AM
        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:41 AM
          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 06:59 AM
            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 10:55 AM
              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 11:04 AM
                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 11:25 AM
                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 11:26 AM
                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 11:31 AM
                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 01:25 PM
                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 01:29 PM
                          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 01:32 PM
                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-29-17, 01:47 PM
                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:03 AM
                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:06 AM
                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:11 AM
                                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:18 AM
                                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:20 AM
                                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:26 AM
                                          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:27 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:29 AM
                                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:32 AM
                                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:34 AM
                                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:42 AM
                                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 04:45 AM
                                                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 07:52 AM
                                                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 07:57 AM
                                                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 07:59 AM
                                                          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري11-30-17, 08:06 AM
                                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-01-17, 11:41 AM
                                                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-02-17, 05:38 AM
                                                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-03-17, 05:06 AM
                                                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-04-17, 10:27 AM
                                                                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-05-17, 02:25 AM
                                                                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-07-17, 08:53 AM
                                                                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-08-17, 08:00 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-17-17, 05:54 AM
                                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. وضاحة12-17-17, 06:01 AM
                                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-17-17, 06:04 AM
                                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-17-17, 06:11 AM
                                                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-17-17, 06:22 AM
                                                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. وضاحة12-17-17, 06:55 AM
                                                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-17-17, 07:02 AM
                                                          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. وضاحة12-17-17, 07:08 AM
                                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-18-17, 02:52 AM
                                                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-18-17, 06:07 AM
                                                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-18-17, 06:12 AM
                                                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-18-17, 06:29 AM
                                                                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-18-17, 06:40 AM
                                                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:53 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري02-20-18, 05:40 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري04-08-18, 12:24 PM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري05-27-18, 08:04 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري07-09-18, 03:48 AM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري08-22-18, 02:19 PM
                                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري09-06-18, 08:50 AM
        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 04:03 AM
        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري07-10-18, 06:28 AM
        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري07-10-18, 06:53 AM
      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري01-09-18, 04:40 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-30-17, 02:39 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري04-04-18, 03:59 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. Fatima Alhaj12-18-17, 01:25 PM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-19-17, 02:44 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-19-17, 02:49 AM
      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-19-17, 03:42 AM
        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-19-17, 03:43 AM
          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-20-17, 02:26 AM
            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-20-17, 02:28 AM
              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-20-17, 02:32 AM
                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-20-17, 02:39 AM
                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-21-17, 02:41 AM
                    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 02:27 AM
                      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 02:28 AM
                        Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 02:32 AM
                          Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 02:37 AM
                            Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 04:45 AM
                              Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-22-17, 09:04 AM
                                Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:48 AM
                                  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:49 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:55 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:57 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 03:59 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. باسط المكي12-23-17, 04:32 AM
      Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 04:42 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 06:23 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 07:18 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 10:38 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-23-17, 10:39 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 02:45 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 02:46 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 04:02 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 05:59 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 06:02 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 06:08 AM
  Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 06:21 AM
    Re: انا لا اشتاق حين يغيب.. عمران بابكر بدري12-24-17, 01:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de