دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب

Quote: أمر آخر وهو إبتداع الراحل لكلمات لم نسمعها إلا منه وبمجرد نطقه لها يخترقك المعني ، أذكر أنه دخل قاعة المحاضرات في الأيام الأُوَلِ من قبولنا بالكلية - نادراً ما كان يفعل - وقال مخاطباً الضباط بعد أن تحدث آخرون : أي استنقاط ؟ كلمة عبقرية شملت عدة معانٍ واشبه بالمشروب الجنوب أفريقي سوبر ديب الذي ظهر في بداية تسعينيات القرن الماضي عبارة عن مظروف صغير جداً رخيص الثمن وبإضافة الماء له يصنع عصيراً قوي التركيز ذَا نكهة قوية وحلو الطعم يكفي لستة أشخاص ، هكذا كانت هذه الكلمة وفي تقديري - وربما توافقونني الرأي - أنها كلمة جامعة تعني هل هناك أي استفسارٍ عن النقاط التي تم طرحها ؟ كلمة اخري وقد قالها مستنكراً حين كان الطلاب يتدربون مع احد التعلمجية باستهتار دون ان ينتبهوا لمراقبته فنهرهم بقوله ليه الاستظراط ده ؟ وغني عن القول أن معناها واضح لا لَبْس فيه حيث تعني العمل باستهانة ولا مبالاة واستهتار مع ( إستصغار ) التعلمجي الذي يقف أمامهم . كانت للمرحوم كاريزما طاغية وأخطر من تتحدث عيناه ، نظرته كنظرة صدام حسين ، كانت كافية لبث الرعب في الكافة وعبرها كان يرسل رسائل ممعنة في البلاغة ، لم يك يتحدث كثيرا ، يتسلل بين الصفوف دون جلبة أو ضوضاء ، وفور ظهوره ترتعب الأوصال ويعم الوجوم وتحدث ( الجهجهة ) . معلوم أن كثيراً من التعلمجية وبمعاصرتهم ومجايلتهم لأقرانهم وللضباط والطلاب يسمعون عبارات وكلمات لم تكن ذات وجود في ( قاعدة بياناتهم ) ولا يدركون معانيها إلا انها تقبع في ذاكرتهم وتظهر فجأة في أحاديثهم وكثيراً ما تستخدم لمعنيً مختلفٍ تماما عما يقصدونه