استشاظ السودانيون والسودانيات غضبا ، على ما تعرض له الطبيب السوداني من إساءة عنصرية وسباب وشتم ، من قبل سعودي في المملكة العربية السعودية، ان أكثر ما اغضب السودانيون في سلسلة المفردات التي تفوه بها هذا البدوي، هي كلمة(عبد)التي اطلقت بحق الطبيب السوداني،إن غالبية الذين انبروا للتصدي لهذا السعودي هم ممن يعتبرون أنفسهم عربا في السودان، فالإساءة تكون أكثر مرارة عندما توجه إليك بذات المفردة الجارحة التي تستخدمها انت بحق الآخر ، و تحسب أنك في مأمن من ان يأتي يوم بائس ليقذفها احدهم في وجهك، ان ردة فعل السودانيين جاءت قوية و هستيرية ، لان ذات المفردة الموغلة في التطرف والعنصرية ، يستخدمها بعضهم ضد بعض سحنات بني جنسهم من ذوي البشرة الداكنة السواد ، مثل بعض الاثنيات من جنوب وغرب السودان ، لقد قامت القيامة و توشحت صفحات الناشطين السودانيين في مواقع التواصل الإجتماعي بالسواد ، والعويل والبكاء و الحسرة و الألم ، استنكارا لذات المفردة التي يطلقونها على أبناء الجنوب والغرب. فالتكن هذه الحادثة ناقوس خطر يدق في القلوب المقفلة ، من شاكلة قلوب الذين وصفوا اهل الجنوب بالحشرات ، إنه الدين (بفتح الدال) الذي لابد من الوفاء بسداده.. وأيضا هذه الحادثة وتلك الأخرى ، التي منعت بعض السودانيين من الصلاة في الصفوف الأمامية ، في إحدى مساجد المملكة ، يجب أن تعيدا ترسيخ عمق و أصالة الإنتماء لأمنا أفريقيا مهد الإنسان الأول، لقد تحدثنا كثيرا عن أزمة الهوى والهوية ، و قلنا أن هوانا إيقاعه أفريقي ، وهويتنا موطنها أفريقيا ، لكن اصرار امثال هذا الطبيب المتمسح بالعربان ، أبا إلا وان يمسح بهذا الإنتماء الابنوسي الأرض، ان الصدمة هي اقوى علاج للاستلاب الاجتماعي، فالمتابع لردات فعل السودانيين الهاربين من أصلهم الإفريقي ، عبر التفاعل مع هذه الحادثة ، يرى حقيقة المتاهة التي عاشوا فيها زمانا ، متدثرين بثوب غير ثوبهم، وهي ذات المتاهة التي وصفها الدكتور الباقر العفيف ب(متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء). لقد فصلنا جنوب السودان لاهثين وراء اكذوبة العروبة الزائفة، والآن دارفور و جنوب كردفان و النيل الازرق على ذات الخطى ، بسبب اصرار منظومتنا المركزية المستلبة ، على السير وراء من يصفوننا ب(العبيد). انا على النقيض تماما من إخوتي الذين استشاظوا غضبا من عنصرية هذا الأعرابي تجاه إبن بلدنا الرعديد ، الذي جبن على أن يرد الصاع صاعين، اني لا أرى ضرورة للغضب ، لأن هذه الحادثة ليست هي الاولى ولن تكون الأخيرة ، لقد حدثت مثلها أكثر من حادثة، على مر تاريخ رحلاتنا العابرة للبحر الأحمر، كل ما أتمناه أن نستوعب مدى فظاظة وفظاعة كلمة(يا عب) ، عندما نقذف بها في وجه الآخر ، تخيلوا معي كم من اخوتنا و اهلنا الذين يربطنا بهم رابط الدين و العرق والأرض ، من الدينكا والنوبة والفور والانقسنا .... الخ ، قد طالهم اذانا بهذه الكلمة الجارحة والظالمة. إنها حقا صدمة كبرى عندما يقابل حامل شجرة نسبه إلى العباس عم الرسول بهذه النبذة (ياعبد)!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة