فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها الله -- توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2017, 07:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� (Re: الكيك)

    فضيلي جمّاع : هل خانَكِ الوطن أمْ هُنْتِ علينا يا فاطمة ؟!
    August 14, 2017

    هل خانَكِ الوطن أمْ هُنْتِ علينا يا فاطمة ؟!
    فضيلي جمّاع
    لماذا يعاندنا الحرف في وداعك يا نخلة سامقة على ضفاف نيل بلادي؟ ولماذا تعطينا الكتابة ظهرها إذ نتشبث بها لنبكيك مع الملايين من محبيك؟ مذ شق نعيك علينا صباح اليوم السبت، وأنا أحاول أن أصرخ ملء فمي عبر الكلمات. فقد حدثونا أن الكتابة أصدق ما تكون عندما نحب، وأنبل ما تكون عندما يفجعنا الموت في من نحب. لكن الحروف أعطتني قفاها وأنا أحاول رثاءك أيتها الشامخة مثل شجرة التبلدي في سهول كردفان.
    أذكر الليلة بعض المحاط ، في المنفى الذي جمعنا حين ضاقت مليون ميل مربع أن تتسع لك وللملايين من بني بجدتك – أنت يا من حملت المليون ميل مربع في نبضك وطوفت بها قارات العالم السبع. محطات حفظتها الذاكرة. استعيدها زكية كلما جاء الكلام عن المرأة الرمز – أيقونة النضال – عنك يا فاطمة احمد ابراهيم.
    خاطرة أولى: سوق آلبيرتون للخضر والفواكه شمال غرب لندن:
    ذات يوم من بواكير فصل الصيف..والصيف جميل بدفئه وشمسه الساطعة في هذه البلاد الباردة، والممطرة طيلة أيام السنة. اذكر أنه عطلة نهاية الأسبوع ، حيث التسوق وزيارة الأصدقاء وحضور المناسبات أهم البرامج. قصدنا سوق آلبيرتون للخضر والفواكه – زوجتي وأنا وأطفالنا الثلاثة. سوق شعبي الملامح، وأكثر رفقاً بجيوب المساكين من مخازن ضخمة في الأحياء الفخمة تبيعك كل شيء وتسرق منك كل شيء! في آلبيرتون تباع الخضر والفواكه الطازجة. هنا يتسوق الفقراء – وبعض من تواضعوا لله من الأغنياء! وإذ نحن في طرف من أطراف السوق، يلفت نظرنا الثوب السوداني الذي لا يغباني ولا يغبى زوجتى. ثوب سوداني تشق صاحبته زحمة المتسوقين والمتسوقات من خليط الأمم واللغات وهي تحمل أغراضها. عرفتها ، فمن غيرها يؤم مواقع (الغلابا) والمساكين ويبتاع أغراضه بكل راحة بال. كانت فاطنة السمحة تقدل بثوبها السوداني الأنيق بين الأمم ، رسولاً لثقافة بلادها وعظمة شعبها. رفعت رأسها من بعيد –أظنّ أنّ الثوب السوداني من الطرف الآخر للسوق قد شد أنتباهها. لمحتني أبتسم ، ونحن نسعى صوبها. وبابتسامتها الساطعة الجميلة، هرعت إلينا ، حتى لتكاد تسقط أغراضها. عانقت زوجتي ، وطبعت قبلة على خد كل من الأطفال الثلاثة، ثم قالت وهي تضحك: ود حلال ..أمبارح كنا في سيرتك! أبديت لها إعجابي بتمسكها دائماً بالثوب السوداني – عنوان هويتها – أينما كانت! أسعدها امتداحي فيما يبدو ، حيث حكت لي كيف أنها في آخر زيارة تضامن لها لإخوتنا واخواتنا الجنوبيين في معسكرات اللجوء ببلد أفريقي شقيق، كانت السيدات الجنوبيات قد ذكرن لها حاجتهن للثوب السوداني الذي يميزهن عن سواهن. قالت – والحماس على قسمات وجهها: عشان كدة هسي بنجمع لبناتنا ديل في تياب ..ونرسلها ليهن! لم نكن ندري أننا – هي وأنا وكل الحالمين بوطنٍ حدادي ومدادي – كتب علينا أن نعيش فاجعة زمن المنفى والشتات وإعلان حرب داحس والغبراء علينا جميعاً وأغتصاب حرائرنا وجلدهن في عرض الطريق وتمزيق الوطن في وضح النهار أي ممزق! لم نكن ندري – هي وأنا والملايين من أبناء وبنات وطننا – أن الوطن وابتسامات أطفاله وأحلى أهازيج العشق في قراه ومدنه قد أشعل فيها النازيون الجدد ناراً .
    أكثر ما لفت انتباهي في ذاك اللقاء احتفاؤها بأطفالي الثلاثة: البنت والولدين. كانت تسأل كلاً منهم من إسمه على حدة. ولا أنسى كيف أنها داعبت شيراز -أكبرهم- وقد كانت في العاشرة. أوصتها ألا تنسى بلادها الأصل. شيراز –اليوم يا فاطمة السمحة ، محامية في أحد المكاتب القانونية بلندن- وتفتقدك يا نصيرة المرأة. شق عليها الخبر صباح اليوم مثلما شق نعيك على الملايين من أبناء وبنات وطنك من كل الأجيال.
    خاطرة ثانية: محطة إيجوير لقطار الأنفاق بقلب لندن:
    أخرج ذات يوم شتائي بارد من قطار الأنفاق في إيجوير بقلب لندن لقضاء بعض الأغراض. مرة أخرى وأنا على الرصيف ، أرى فاطمة احمد ابراهيم – وقد غلبها ثقل سنوات العمر والغربة والحرقة على الوطن. أسرعت إليها . ناديتها من على البعد: أستاذة ! رفعت رأسها لتراني. حاولت أن تحث الخطى تجاهي. كان بادياً عليها الإعياء. الثوب السوداني الأنيق وقد غطى بعضاً منه معطف من الجلد ليقيها برداً ليس أكثر قسوة منه إلا وطن يطرد أمثالها. عانقتني ، والدمع يسيل من عينيها بغزارة. لن أنسى كلماتها التي عادت تطرق ذاكرتي اليوم وأنا أهيء نفسي لأبكيها بهذه السطور البائسة. قالت لي وكأنها ترجوني الحل:
    – ما عايزة أموت هنا يا فضيلي يا ولدي! عايزة أموت في بلدي. في السودان وفي ام درمان!
    كان ذلك قبل اكثر من عشر سنوات. حاولت أن أزجر الدموع التي اغرورقت بها عيناي. كنت أحاول أن أتمثل دور الرجل السوداني – الحائط القوي لبنات العم في وقت الشدة! وهل كان بوسعي؟
    هل خانك الوطن يا فاطمة؟أم هنت علينا أنت وحرائرنا لتعودي إلى وطنك في كفن ؟ هل هانت علينا أنفسنا لنذكر محاسنك اليوم – نحن الذين من بؤس ثقافتنا نقول لأخيارنا عبارتنا الخائبة: الله لا جاب يوم شكرك!
    اللهم إرحم فاطمة احمد ابراهيم. جاءتك نقية عفيفة اليد في زمن قطعان اللصوص والزناة في بلادنا. اللهم تقبلها عندك قبولا حسناً ، فليس أحنّ وأكثر رأفة بها منك يا رؤوف يا كريم.
    فضيلي جماع
    لندن- عشية السبت
    12 اغسطس 2017.

    -------------------------
    فاطنة السمحة هاؤم اقرءوا كتابيه نداءًّّ لا خبر مع الخالدين
    August 14, 2017
    عبدالوهاب الأنصاري
    *كأنني قد متُّ قبل الآن..
    أَعرفُ هذه الرؤيا، وأَعرفُ أَنني
    أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ.. رُبَّما
    مازلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ
    ماأُريدُ..
    سأصيرُ يوماً ما أُريدُ..
    محمود درويش ” الجدارية”
    فاطمة أحمد إبراهيم تاريخ أنقى من قطراتِ العين، مسّكونة ببّذل سبّيل مسارب المعرفة، والوعي ومُهجّسه بألآلآم الفقراء، والمُهمشين، والبُسّطاء وغمار النّاس والسّابلة؛ بذّلت عمرها منذ صِّباها البّاكر في تنظيم الوعي، ونشّر الإستنارة؛ “تمشي وما بتطاطي/ وما بين بير وشاطي/ تطلع عالي واطي”.. سودانية الهّوى والهّوية متمسكة بإرثها سِّمة في “عصبية تناطح الجُلة؛ و متطلعة إلى حداثوية منافية الزلة”. صلبة في المواقف ثاقبة في الأراء السّديدة؛ باقية فينا ما بقي مجرى الدم.
    فحَمّلت شُّعلة التنوير والوعي نبوءتهم خالدة لا تموت وإن ماتوا. فهمُّ خَلفّوا، ويُخلِّفوا شعوباً من قِيم حية، ووعياً سنا ناره لا تنطفيء هؤلاء الخُلصّ وفاطنة السّمحة مِنّهم” ربما يحرِمهم الجلاد شبابهم وثيابهم؛ ربما يسّطو على مِيراث أجدادهم من أواني وخوابي” رُبمّا ينفيهم، ويشّردهم، رُبمّا؛ ربُمّا … لكن يا “عدو الشّمس لنّ أسّاوم وإلى آخر نبض في عروقي. سأقاّوم؛ وأقاّوم” هكذا هم علىّ حّد قول شاعر المقاومة الفذ مرفوع القامة يمشي (سميح القاسم)
    فاطنة السمحة؛ أم أحمد؛ سيرتك تشّرف و تاريخك نضيف وكفاحك الصّعب أيقونة كأنها مثيولجيا إغريقية؛ تتماهى معّ الطريق الشائك والوعر، الذي كان إختيارك وطريقك الذي إختطيه لحياتك النضالية الحافلة، متعرضة فيها لشتى أنواع الصِّعاب مع الجلاد، من سجّون وقطع أرزاق، وإعدام لرفيق دربك الشهيد القائد العمالي الفذ الشفيع أحمد الشيخ، وملاحقة، وإحتجاز ومنّفى إختياري بسبب المضايقات، حتى فاضت روحك الطاهرة؛ وما إستكنتي أو ليّنتي حاشا لله كنت دائماً طليعية، وقدامية، وكنداكة، ومعلمة أجيال، وأم الثوار من النِّساء والرجال ومدرسة قائمة بذاتها.
    فاطنة السّمحة؛ مُناضلة شرسة من أجل قضايا الشعب السُّوداني ومصالحه، مع رفاقها وزملائها، بتنظيم وعي جموع فئاته العاملة وقواعده الشّعبية من الجُذّور، في منظمات ديمقراطية تقدمية، كانت لها الفضل في الإرتقاء بوعيه السياسي ومعرفتة بحقوقه وكيفية المطالبة بها وإنتزاعها، باذلين الأرواح والمهج ودفع كل ماهو غالي ونفَّيس من تضحيات بِلا مَّنٍ ولا أذى.
    فاطنة السمحة أيقونة النماء والخير ودرء المسغبة بتنمية وعي شعبها ليحصد من البيدر سُنبلا وقمحا وتمّني..عطاءُك غير محدود الإطار ومؤطر بقيم ومبادئ متّفردة، نابعة من ميراث هذه الأرض الطيبة؛ إنسانة سامية، وبسيطة، وفاضلة، نموذج للإنسان السّوداني الشريف الذي وهّب حياته “لأجل الناس الطيبين والطالع ماشي الوردية وعشان أطفالنا الجايين”؛ بتجردٍ أخاذ ونكران ذاتٍ مُحاّل.
    ولو كانت الحقوق مُصّانه في هذا البلد المُصّاب لنال كل ذيِّ حقاً حقه؛ و لنصب لفاطنة السمحة؛ نصباً رمزاً وقامة؛ ليُروي للأجيال جّهدك ونضالك في إثراء الشأن العام والتعاطي معه مثلك يا أم أحمد لا تخمد أصواتهم بنهاية عمّل الوظائف البيّلوجية والحيّوية لأجسادهم وإنما كتب لهم الخلود الأبدي فينا بمواقف مبدئية لاأنصاف حلول، وتركوا ذرية بعضها من بعضٍ والسُّكون لأجسادهم حركة دينامك؛ لا تعرف السّكون فلك الخلود هنا؛ فأنت لا يحتويك قبر أو يحد من تمددك فينا موت.
    أم الشعب فاطنة السمحة سلام وتحية..كان الوجع الشخصي عندك هو وجع شعبك ووجع وطنك الذي بادلك الحب، بحيث لا تسطيع أن تجد له حدأو فاصل بيّن الخاص والعام كانت متلبسة ومهجسة بالوطن حتى نخاع العظم ومشارف الروح.
    سيرة مليئة بالصمود والفكر الثاقب..
    *ولدت فاطمة أحمد إبراهيم 1933 في الخرطوم/السّودان، ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة. كان جدها لأمها ناظراً لأول مدرسة للبنين بالسودان وإماماً لمسجد، والدها تخرج في كلية غردون معلماً أما والدتها فكانت من أوائل البنات اللواتي حظين بتعليم مدرسي نظامي. لقد بدأ وعي فاطمة إبراهيم السياسي مبكراً نتيجة للجو الثقافي العائلي وتعرض والدها من قبل إدارة التعليم البريطانية للإضطهاد لرفضه تدريس اللغة الإنجليزية فإضطرللإستقالة من المدرسة الحكومية والتحق بالتدريس بالمدرسة الأهلية.
    كان لفاطمة من فترة تعليمها في مدرسة أم درمان الثانوية العليا نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط بإسم “الرائدة” حول حقوق المرأة والكتابة في الصحافة السودانية (بإسم مستعار) وقيادة أول إضراب نسائي بالسودان تطالب فيه بعدم حذف مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة وعدم إستبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها وهنا بدأت الإنخراط في النضال السياسي ضد الإستعمار. في عام 1952 ساهمت في تكوين الإتحاد النسائي مع مجموعة من القيادات النسائية الرائدة التي كونت رابطة المرأة المثقفة في عام 1947 وأصبحت عضواً في اللجنة التنفيذية، كما فتحت العضوية لكل نساء السودان وتم تكوين فروع للإتحاد في الأقاليم مما خلق حركة نسائية جماهيرية واسعة القاعدة.
    من المطالب الإتحاد النسائي كما جاء في دستوره المعدل عام 1954 حق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان وحق التمثيل في كل المؤسسات التشريعية والسياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، محو الأمية بين النساء، توفير فرص التعليم الإلزامي المجاني، توفير فرص العمل وتحويل المرأة إلى قوة منتجة، تحديد سن الزواج بحيث لا يسمح به قبل سن البلوغ، إلغاء قانون الطاعة وغيره.
    وبسبب هذه المطالب وبالأخص المطالب السياسية، حق التصويت وحق الترشيح، تعرض الإتحاد النسائي لهجوم كاسح من قبل جبهة الميثاق الإسلامي بحجة أن الإسلام لا يسمح بمساواة المرأة وإنخراطها في السياسة.
    تسلمت فاطمة في يوليو 1955 رئاسة تحرير مجلة صوت المرأة الصادر عن الإتحاد النسائي ولعبت المجلة دوراً رائداً في مقاومة الحكم العسكري الأول.
    في عام 1954 إنضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية. فالحزب الشيوعي السوداني هو أول حزب كون في داخله تنظيماً نسوياً وذلك عام 1946.
    في رئاستها للإتحاد سنة 1956 – 1957 حرصت فاطمة على المحافظة على إستقلال الإتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة.
    إشتركت المرأة السودانية بقيادة إتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسراً وإشتركت في ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري وإصبح الإتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح. وفي إنتخابات عام 1965 أُنتخِبت فاطمة عضواً في البرلمان السوداني وبذلك تكون أول نائبة برلمانية سودانية. ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة وما أن حل عام 1969 حتى نالت المرأة السودانية حق الإشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، والحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، حق الدخول في الخدمة المعاشية، الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، إلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، إلغاء قانون بيت الطاعة.
    بالرغم من الملاحقات والمضايقات للإتحاد النسائي من قبل الحكومات العسكرية واصلت فاطمة العمل سرياً برغم التهديد والسجن وما أصابها على النطاق الشخصي عندما قام الطاغية نميري بإعدام زوجها القائد النقابي الشهير الشفيع أحمد الشيخ سنة 1971 ووضعها في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف، عدا حالات الإعتقال المتكررة من قبل أجهزة الأمن.
    اضطرت لمغادرة البلاد عام 1990 وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره. ونالت فاطمة أوسمة كثيرة داخل وخارج السودان وأختيرت رئيسة للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي International Democratic Women’s Union عام 1991 وهذه أول مرة تُنتخب فيها إمرأة عربية أفريقية مسلمة ومن العالم الثالث له. وعام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان UN Award.
    من مؤلفاتها:
    سيرة كفاح المناضلة فاطمة احمد ابراهيم ..
    ولدت فاطمة أحمد إبراهيم 1933 في الخرطوم/السودان، ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة. كان جدها ناظراً لأول مدرسة للبنين بالسودان وإماماً لمسجد، والدها تخرج في كلية غردون معلماً أما والدتها فكانت من أوائل البنات اللواتي حظين بتعليم مدرسي. لقد بدأ وعي فاطمة إبراهيم السياسي مبكراً نتيجة للجو الثقافي العائلي وتعرض والدها من قبل إدارة التعليم البريطانية للاضطهاد لرفضه تدريس اللغة الإنجليزية فاضطرللاستقالة من المدرسة الحكومية والتحق بالتدريس بالمدرسة الاهلية.
    كان لفاطمة من فترة تعليمها في مدرسة ام درمان الثانوية العليا نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط باسم “الرائدة” حول حقوق المرأة والكتابة في الصحافة السودانية (باسم مستعار) وقيادة أول إضراب نسائي بالسودان تطالب فيه بعدم حذف مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة وعدم استبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها وهنا بدأ الانخراط في النضال السياسي ضد الاستعمار. في عام 1952 ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي مع مجموعة من القيادات النسائية الرائدة التي كونت رابطة المرأة المثقفة في عام 1947 وأصبحت عضواً في اللجنة التنفيذية، كما فتحت العضوية لكل نساء السودان وتم تكوين فروع للاتحاد في الأقاليم مما خلق حركة نسائية جماهيرية واسعة القاعدة.
    من المطالب الاتحاد النسائي كما جاء في دستوره المعدل عام 1954 حق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان وحق التمثيل في كل المؤسسات التشريعية والسياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، محو الأمية بين النساء، توفير فرص التعليم الإلزامي المجاني، توفير فرص العمل وتحويل المرأة إلى قوة منتجة، تحديد سن الزواج بحيث لا يسمح به قبل سن البلوغ، إلغاء قانون الطاعة وغيره.
    وبسبب هذه المطالب وبالأخص المطالب السياسية، حق التصويت وحق الترشيح، تعرض الاتحاد النسائي لهجوم كاسح من قبل جبهة الميثاق الإسلامي بحجة أن الإسلام لا يسمح بمساواة المرأة وانخراطها في السياسة.
    تسلمت فاطمة في يوليو 1955 رئاسة تحرير مجلة صوت المرأة الصادر عن الاتحاد النسائي ولعبت المجلة دوراً رائداً في مقاومة الحكم العسكري الأول.
    في عام 1954 انضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية. فالحزب الشيوعي السوداني هو أول حزب كون في داخله تنظيماً نسوياً وذلك عام 1946.
    في رئاستها للاتحاد سنة 1956 – 1957 حرصت فاطمة على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة.
    اشتركت المرأة السودانية بقيادة اتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسرياً واشتركت في ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري واصبح الاتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح. وفي انتخابات عام 1965 انتخبت فاطمة عضواً في البرلمان السوداني وبذلك تكون أول نائبة برلمانية سودانية. ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة وما أن حل عام 1969 حتى نالت المرأة السودانية حق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، حق الدخول في الخدمة المعاشية، الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، إلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، إلغاء قانون بيت الطاعة.
    بالرغم من الملاحقات والمضايقات للاتحاد النسائي من قبل الحكومات العسكرية واصلت فاطمة العمل سرياً برغم التهديد والسجن وما أصابها على النطاق الشخصي عندما قام الطاغية نميري بإعدام زوجها القائد النقابي الشهير الشفيع احمد الشيخ سنة 1971 ووضعها في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف، عدا حالات الاعتقال المتكررة من قبل أجهزة الأمن.
    اضطرت لمغادرة البلاد عام 1990 وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره. ونالت فاطمة أوسمة كثيرة داخل وخارج السودان واختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي International Democratic Women’s Union عام 1991 وهذه أول مرة تنتخب فيها امرأة عربية أفريقية مسلمة ومن العالم الثالث له. وعام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان UN Award.
    من مؤلفاتها:
    حصادنا خلال عشرين عاماً-
    ـ المرأة العربية والتغيير الاجتماعي
    ـ حول قضايا الأحوال الشخصية
    ـ قضايا المرأة العاملة السودانية
    ـ آن آوان التغيير ولكن!
    ـ أطفالنا والرعاية الصحية
    ـ حصادنا خلال عشرين عاماً
    خطت نقوشاً على الصخر تُوفي نذور الحب للأرض بذورا؛ بعشقها لها ولإنسانها المقهور الذي ظلت منحازة لفقراءه؛ ومضطهديه بلا أدنىّ أدنيّ تردد أو ذرة خِشّية؛ وبادلها شعبها حباً بحبٍ فعرفها وعرفته، حيث ألفته وألفها دون تكلّف أورِيّاء؛ بسيطة حد الدهشة وعميقةً عُمق صوفي مسّتغرق لم يُنقّص قليلاً من نصف ليلٍ غاسًق جاثيا على منكبيه مُسْتّسقٍ؛ حتى إذا وثّنت الأرض تنتظم البلاد لا إنفراد كان مسبتشراً.
    قناعة حدها الغِّنى، وحضور طاغي يستحوذك من بسّاطته، وأريحيتّه، وبشّاشته، وأنسّه، وطَّلق محياه سيل من العواطف الإنسانية تنساب متسامية في أجلى مضامينها، وأنصع معانيها، وجلي نفائسها..
    فاطنه السمحة ىسنبلة وقمحا؛ دمعي هامي وقلبي دامي، وهذا حال كل شرفاء بلادي فأي كلماتٍ، تصِّف وأي حروفٍ تُنصِّف.. وإنا لمحزُنون..
    خالص التعّازي، لأبنها أحمد ولأسرتها الممتدة، فرداَ فردا ولأصدقائها وجيرانها وعارفي فضلها جميعاً، ولجميع أفراد الشعب السّوداني العظيم، الذي أحبته وأحبها ولكل شرفاء العالم ومحبي الخير، وللحزب الشيوعي السّوداني.
    اللهم أبسط على مرقدها شبآيب الرحمة راضيةً مرضية وأكرمها من كثير رحمتك التي تسّع كل شيء، وأنر قبرها من نورك الذي ليس كمثله نور؛ وآنس وحدتها، وأمن روعتها، وأجعل قبرها روضة من رياضِ الجنة, وأعف عنها إنك العفو الكريم، لأنها كانت إنسانة بحجم أمة ومساحة وطن ؛ وهبة عمرها في سبيل المساواة والعدالة الإجتماعية، و كانت عنيدة في الحق، كارهة للظلم الذي حرمته تعالى على نفسّك وجعلته محرماً بين عبادك؛ إنك سميع مجيب الدعاء.
    توسدي بسلام تراب أرضك الذي أحببت.. سلام عليك في الخالدين.
                  

العنوان الكاتب Date
فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها الله -- توثيق الكيك08-14-17, 07:04 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:08 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:11 PM
    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:16 PM
      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:31 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:39 PM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-21-17, 07:05 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:40 PM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� عبدالعزيز الفاضلابى08-14-17, 08:30 PM
            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 06:32 PM
              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 06:57 PM
                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� بكرى ابوبكر08-15-17, 07:07 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 07:23 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-19-17, 04:22 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� مني عمسيب08-15-17, 07:24 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 10:43 AM
                      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 10:47 AM
                        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� علي دفع الله08-16-17, 12:01 PM
                          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 04:11 PM
                            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 04:39 PM
                              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 06:44 AM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 05:26 PM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 05:26 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:25 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:31 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:32 PM
    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:36 PM
      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� Dr. Ahmed Amin08-19-17, 07:41 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-20-17, 06:12 AM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-21-17, 07:08 PM
            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-22-17, 06:08 PM
              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-22-17, 06:10 PM
                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-23-17, 07:42 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-26-17, 06:27 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-26-17, 06:30 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-27-17, 06:39 PM
                      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-27-17, 06:58 PM
                        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-28-17, 07:42 PM
                          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-31-17, 05:10 PM
                            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-05-17, 05:35 PM
                              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-09-17, 05:56 PM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-27-17, 04:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de