هل هناك شكوك حول دور أمريكا في محاربة الإرهاب؟؟؟ وإذا صح هذا، فما هي المبررات؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2017, 10:07 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48494

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل هناك شكوك حول دور أمريكا في محاربة الإرهاب؟؟؟ وإذا صح هذا، فما هي المبررات؟؟

    10:07 AM May, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    قرأت مقالا للصحفي المصري عماد الدين حسين نشر في موقع DW الألماني أحب أن أبدأ به هذا البوست.

    ــــــــــــ

    الرابط
    http://p.dw.com/p/2cOMThttp://p.dw.com/p/2cOMT

    تاريخ 04.05.2017
    آراء
    عماد الدين حسين: 10 محطات بين أمريكا وداعش
    في قراءته لأداء إدارة الرئيس ترامب في الحرب على داعش يطرح الكاتب الصحفي عماد الدين حسين تساؤلات حول مدى إختلافها عن سابقتها إدارة أوباما. كما يثير الكاتب في مقاله لـ DWعربية شكوكا حول الدور الأمريكي في مكافحة الإرهاب.


    تنظيم داعش احتل مدينة الموصل العراقية فى منتصف عام 2014 وبعدها بفترة قصيرة سيطر على مدينة الرقة السورية والعديد من المدن الأخرى. الولايات المتحدة وفور حدوث ذلك شكَّلت تحالفا دوليا من أكثر من 30 دولة لمحاربة داعش، صحيح أن التنظيم بدأ يخسر الكثير من المواقع الآن، لكنه مايزال موجودا حتى هذه اللحظة في العديد من المواقع في سوريا والعراق وليبيا.
    السؤال الجوهري الذى يتكرر كثيرا هو: هل كانت الحرب ضد داعش خصوصا في سوريا والعراق حقيقية أم شكلية أم "بين بين" لتحقيق أهداف أخرى لم يكن أهل المنطقة العربية يعلمونها؟!
    لدى كثيرين من المراقبين والمتابعين وأهل المنطقة، يقين لا يقبل الشك أن الحرب كانت شكلية تماما خصوصا من القوى الغربية الكبرى وبالأخص من الولايات المتحدة.
    وجزء من هؤلاء المشككين يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ليتهم قوى غربية وإقليمية كثيرة فى استخدام داعش كفزاعة لاستنزاف المنطقة العربية وإعاقتها وتأخيرها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.
    الكلام حول دور الغرب فى نشأة داعش وتطورها قديم ويتردد كل يوم، لكن الذى لفت نظرى إليه مرة أخرى، أننى كنت أتحدث قبل فترة قليلة مع التليفزيون الرسمى الأردنى عبر الهاتف من القاهرة، فى إطار حلقة خاصة عن تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية، وكان فى الاستديو وزيران سابقان، أكدا تماما على التكاسل الغربى فى عدم ردع داعش.
    اليوم وبعد حوالى ست سنوات على إندلاع المأساة السورية فى فبراير 2011 وأكثر من ثلاث سنوات على احتلال داعش للموصل وتوغله فى سوريا، ثم إلى مناطق كثيرة بالمنطقة العربية ومنها ليبيا واليمن وسيناء، علينا أن نتوقف عند محطات مهمة فى مسيرة هذه التنظيمات المتطرفة خصوصا داعش.
    المحطة الأولى أن الولايات المتحدة لعبت الدور الأكبر فى تأسيس وتغذية وتسمين ودعم تنظيم القاعدة لاستنزاف الاتحاد السوفييتى السابق، فى أفغانستان عام 1979، وعرفنا قبل أيام أن المقر الذى دمرته أم القنابل الأمريكية قد أنشأته أمريكا نفسها ليكون مقرا لتنظيم القاعدة. قبل أن تتخلى عنه - بعد أن أدى مهمته - ليتحول لاحقا إلى عدوها اللدود.
    المحطة الثانية أن الغزو الهمجي الأمريكي للعراق فى مارس 2003 وما تبعه من تفكيك الجيش العراقى، لعب الدور الأكبر في إشاعة الفوضى والعنف واتجاه عدد كبير من قادة وجنود الجيش السابق إلى تشكيل حركات وتنظيمات مقاومة، وأخرى صارت متطرفة، كتلك التى شكلها أبو مصعب الزرقاوى"التوحيد والجهاد" التى بايعت القاعدة أولا، ثم انقلبت عليها لتكوين ما صار يعرف لاحقا بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، أو"داعش".
    المحطة الثالثة: ان الولايات المتحدة هى التى كانت موجودة وماتزال فى العراق، بعد احتلالها وحتى الآن، ولا نعرف إجابة عن سؤال بديهي لماذا تقاعست القوات العراقية والأمريكية عن تدمير قوات داعش وهي تتحرك بكل حرية فى صحراء العراق وعلى الحدود السورية العراقية في منتصف عام 2014؟!!.
    المحطة الرابعة: وبعد أن أعلنت داعش دولتها فى العراق وانتقلت إلى سوريا، فإن أطرافا كثيرة في "الجيش السورى الحر" قالت إنها قدمت معلومات كثيرة محددة وموثقة للجيش الأمريكي، لتوجيه ضربات مركزة وفعالة ضد داعش، كانت كفيلة بالقضاء عليها فى سوريا، لكنهم فوجئوا كل مرة بحجج مختلفة، والنتيجة هي هذا التوسع غير المبرر! وهو الأمر الذى أقلق وأزعج العديد من دول الخليج التى دفعت أموالا طائلة سواء لمحاربة داعش أو نظام الرئيس بشار الأسد.
    المحطة الخامسة: أن الولايات المتحدة قلقت كثيرا من التدخل الروسي، الذى يرى داعش خطرا وجوديا يمكن أن يوثر على مسلمي الجمهوريات الروسية المستقلة مثل الشيشان وداغستان وانجوشيا وغيرها. هذا التدخل - وبعض النظر عن تأييدنا أو معارضتنا له- فقد كشف أن التحالف الأمريكي لم يكن يحارب داعش، بل"يطبطب عليها"، أو ينفذ عمليات تلفزيونية لا تغير من الواقع علي الارض كثيرا. وهكذا وبعد أكثر من عام من هذا التدخل الروسي، فقد تم دحر داعش فى الكثير من المواقع. وتمكن الجيش العراقى من طرد داعش من غالبية الموصل، كما لعب التدخل التركي دورا إلى حد ما، ليس لمحاربة داعش في الأساس، ولكن خوفا من تواصل جغرافي كردي علي المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق.
    المحطة السادسة: تشكو إيران دائما من داعش وخطورته، لكن القراءة المتأنية للاحداث، منذ غزو العراق تقول أن إيران هي أكثر المستفيدين إقليميا مع إسرائيل من داعش وسياساته، فقد صارت الأولى صاحبة النفوذ الأكبر في العراق، ولاعب أساسي في سوريا واليمن، اضافة إلى دورها القديم في دعم حزب الله، وظهرت كـ"حمل وديع" هي والميليشيات الشيعية مقارنة بوحشية داعش وبعض التنظيمات المحسوبة على أهل السنة.

    المحطة السابعة: لا يعني كل ما سبق أن داعش يعمل بتوجيهات مباشرة من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيران وغيرهم، لكنه يحقق أحيانا أهداف هذه الدول حتى لو لم يكن يقصد ذلك.
    المحطة الثامنة: الضربة الأمريكية الأخيرة لمطار الشعيرات فى سوريا - وبغض النظر عن رأينا فى الرئيس السوري ونظامه- فقد صب عمليا فى مصلحة داعش والتنظيمات المتطرفة، بعد أن كانت تعرضت لضربات موجعة من القوات السورية والروسية، ويعتقد البعض ان الضربة وتداعياتها منعت إجهاز القوات النظامية على داعش.
    المحطة التاسعة: هناك تفكير أمريكي عام عبر عنه بوضوح الكاتب الصحفي توماس فريدمان في النيويورك تايمز، قبل قصف الشعيرات مباشرة، خلاصته ان القوات الامريكية عليها الا تحارب داعش في سوريا، بل تتركها تستنزف الجيش السوري وداعميه الروس والايرانيين وحزب الله، حتي يقبلوا بتسوية سياسية مع المعتدلين، علي غرار ما حدث في افغانستان، حينما تحالفت واشنطن مع أسامة بن لادن وانصارـ الذين صاروا لاحقا القاعدة- لاستزاف القوات السوفيتية أو الروسية في افغانستان في حقبة الثمانينات من القرن الماضي.
    لكن فريدمان نسي نتيجة هذا الخيار الكارثي، الذي أدى إلي اخراج مارد الارهاب من القمقم!!.
    المحطة العاشرة والأخيرة. وبعد الضربة الأمريكية الصعبة للمتطرفين في أفغانستان يوم الخميس قبل ثلاثة أسابيع، فإن السؤال الجوهري هو: هل يغير الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من استراتيجيته بشأن داعش من أجل حرب فعالة، أم أن الأمر هو استراتيجية أمريكية ثابتة بغض النظر عن اسم الرئيس؟!.
    كل ما سبق ليس تكرارا لنظرية المؤامرة، فالحكومات والانظمة العربية، تتحمل السبب الأكبر في نشأة داعش وأمثالها، بسبب تخلف التعليم وتردي الصحة وانتشار الفقر والفساد وغياب التنمية الشاملة، وانعدام التعددية والديمقراطية. لكن فقط نريد ان نلفت النظر إلى ما كنا نعتقد انه ظنون، ويوما بعد يوم يتأكد لنا انه شبه حقائق!!.


    * المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة رأي مؤسسة DW.
                  

05-05-2017, 02:32 PM

عبدالله محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 1275

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هناك شكوك حول دور أمريكا في محاربة الإر (Re: Yasir Elsharif)

    ياسر تحياتي. الجيش السوري جيش قوي و كذلك الجيش العراقي. لا يمكن لتنظيم مثل داعش و بلا بنية تحتية مجابهة الجيشين السوري و العراقي. امريكا اصطادت العولقي وسط جبال اليمن و لها القدرة على ان تصطاد من تريد و لو من خلال نافذة غرفة نومه. ذكرت ذلك لاننا قرانا اكثر من مرة ان امريكا اسقطت بالخطا اسلحة في المنطقة المسيطرة عليها داعش. لقد راينا مستودعات الاسلحة التي استولت عليها سوريا في حلب و تدمر. كانت كلها امريكية. لقد فعل الروس في سنة واحدة ما عجز عنه تحالف ال 37 دولة التي كونته امريكا. لقد قالتها كلنت ن صراحة )نحن مولنا الذين نحاربهم اليوم(. داعش هي امريكا عظما و لحما و شحما و دم.
                  

05-06-2017, 09:41 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48494

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هناك شكوك حول دور أمريكا في محاربة الإر (Re: عبدالله محمد أحمد)

    سلام يا عبد الله وشكرا لك على ما تفضلت به..
    مفتاح هذه المسألة هو القاعدة الأمريكية الراسخة التي تقول: "ليس لأمريكا أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون ولكن لها مصالح دائمة"
    ــــــــــــــــــــــ

    سياسة صدام ساهمت في تدمير الدولة العراقية
    سقوط نظام صدام حسين...مدخل للسقوط العربي
    منذ أيام مرت الذكرى الثالثة عشرة لسقوط العراق، وذلك عندما دخلت القوات الأميركية بغداد في الأسبوع الأول من شهر أبريل من عام 2003. ستبقى تلك الحقبة أساسية لفهم بعض أهم أوضاع العالم العربي الراهنة، خصوصاً في العلاقة بين التدخل الأجنبي والاستبداد في العالم العربي. فسقوط بغداد كان مدخلاً للسقوط العربي ثم مدخلاً لما يواجهه الآن من كوارث، وفق تحليل الباحث شفيق ناظم الغبرا.
    إن سقوط العراق عام 2003 في قبضة الغزو الخارجي والاحتلال الأميركي لم يكن بعيداً عن سلوكيات نظام صدام منذ استلم السلطة في العام 1979، وبالفعل فقد بدأ أيامه الأولى بسلسلة إعدامات ضد خصومه من القادة البعثيين. لكن الخطأ الإستراتيجي الثاني كان في شن حرب على إيران بعد فترة وجيزة من ثورتها في العام 1980.
    تلك الحرب كان بالإمكان تفاديها. لهذا سيكتشف صدام أن حربه ضد إيران التي ستستمر لثماني سنوات قاتلة ستستنزفه وهذا سيؤدي به إلى مأزق كبير. إن شنّه الحرب على إيران عنى في التطبيق العملي المساهمة في إخراج المارد الإيراني من قمقمه. حرب إيران كلفت العراق كثيراً، لكنها كلفت الخليج المتضامن مع صدام الكثير من المال والتخندق وصولاً إلى توتر العلاقات الشيعية- السنية في منطقة الخليج.
    لقد أثرت تلك الحرب على إيران بأنها جعلتها تزداد تخوفاً من دور الولايات المتحدة الساعي لإسقاط نظامها كما حصل في السابق مع محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني في أوائل الخمسينات. لقد دفعت الحرب العراقية- الإيرانية إيران إلى التمترس والتموضع في الأيديولوجيا مع ارتفاع تخوفها من القواعد الأميركية وحاملات الطائرات المحيطة بها في الإقليم. إن حرب العراق وإيران دفعت إلى قيادة العمل الإيراني قوى أكثر راديكالية واستعداداً لاتباع استراتيجيات هدفها اختراق العالم العربي استراتيجياً وسياسياً.

    قبر صدام حسين في العوجة قبل تدميره: قبل عشر سنوات، أعدم الرئيس العراقي الأسبق الديكتاتور صدام حسين ودفن في مسقط رأسه في العوجة قرب مدينة تكريت

    في عراق صدام: جيش قوي ومؤسسات دولة ضعيفة
    لقد بنى صدام جيشاً قوياً، لكنه، مثل الكثير من الدول العربية، لم يبنِ مؤسسات سياسية ومجتمعية لديها تمكين وحسن إدارة ضمن إستراتيجية متفق عليها، فككل الديكتاتوريات كان نجاح النظام العراقي متوقفاً على شخص صدام والكاريزما التي امتلكها ودور المقربين منه، وهذا بالتالي حوّل النظام السياسي إلى حالة من الضعف الذاتي غير المرئي. إن كل نظام سياسي يقوم على الخوف من المـؤسسات ومن بروز قادة آخرين في إطار نمو المجتمع ومؤسساته وإصلاحاته هو نظام قابل للكسر في لحظة مفصلية.
    من أخطر ما قام به نظام صدام حسين، وهو بهذا ليس استثناء لسياسات شبيهة في أنظمة عربية أخرى، هو تعامله السلبي مع الشيعة في مجتمعه، ففي العام ١٩٨٠ ومع بداية حربه ضد إيران أسقط صدام حسين بقرار مفاجئ جنسية مئات الآلاف من العراقيين بحجة أن جدهم الخامس من إيران، وبما أنه لا يوجد قضاء مستقل ليوقف قراراته، فقد أدت هذه العملية إلى تهجير مئات الآلاف من العراقيين إلى إيران، وهؤلاء سينخرطون مع الوقت في الحياة الإيرانية. وقد حصل شيء مواز عندما هجّر العراق آلاف المعارضين ممن انتشروا بين الولايات المتحدة ولندن والدول العربية. كل هذا مهد لدور معارضات الخارج المفصولة عن العراق والساعية لإسقاط النظام مهما كلف الأمر. من هنا دور المعارض البارز أحمد الجلبي، ودور «منظمة بدر» في إيران. وعندما سقط النظام العراقي في بغداد عاد كل هؤلاء حاملين معهم تجاربهم في المنافي.

    صدام ساهم في تدمير الدولة العراقية
    لقد خلق الرئيس العراقي السابق صدام حسين ظروفاً نموذجية لنهاية الدولة العراقية وسقوطها قبل أن تسقط، فالتلاعب بملفات الجنسية ينهي الدول، والدخول في حروب بلا دراسة وتفكير هو الآخر يسقط أنظمة، كما أن العنصرية تجاه مكونات أساسية من الشعب والمجتمع تنهي كيانات وتؤسس لكيانات بديلة. حتما لم يقصد صدام كل هذا، لكن معظم القادة العرب قلما يقرأون وقلما يتمعنون في التاريخ، لهذا يصبح العرب بسبب هذا النمط من القيادة ضحايا مخططات الغرب وإسرائيل وإيران وكل فاعل لاعب في عالمهم. قادة كهؤلاء يصبحون موضوعاً للتاريخ بدل أن يكونوا بين صانعيه

    ساحة الفردوس ببغداد، في الصورة قاعدة إسمنتية لتمثال صدام حسين الذي أسقطه الجيش الأمريكي في 9 نيسان 2003.
    اللافت في العراق أن العراقيين الشيعة الذين أسقط صدام عنهم حق المواطنة وأرسلهم إلى إيران عادوا بعد سقوط نظامه واستعادوا جنسيتهم العراقية بعد أن أمضوا أكثر من ٢٠ عاماً في أيران. هذه الفئة التي أصبحت جزءاً من الدولة وتبوأت مواقع حكومية حملت معها تجربتها الإيرانية إلى العراق الجديد بعد عام ٢٠٠٣. هذه دروس للعالم العربي، الذي يستسهل القرارات المتسرعة والذي قلما يخضع قرارته، بسبب ضعف المساءلة، لقواعد أخلاقية أو دستورية أو سياسية.
    في الحرب العراقية- الإيرانية خسر العراق كل احتياطه المالي، ويكفي أنه خرج مديوناً من تلك الحرب بعشرات البلايين. لهذا السبب ومن أجل أن ينقذ نفسه، قرر غزو الكويت من دون وجود أدنى مبرر لعمل متهور كهذا. لقد مثل الغزو العراقي استمراراً لحربه الأولى ولعقليته تجاه الشعب والناس والجيران. لقد تحول غزو العراق للكويت إلى كارثة على الكويت، لكنه تحول أيضاً إلى كارثة على العراق. ثمن ذلك الغزو كان كبيراً على العراق الذي وضع تحت بنود العقوبات الدولية لفترة ستستمر لأكثر من عقد.
    لكن خروج الولايات المتحدة منتصرة من الحرب الباردة عام ١٩٨٩، فرض عليها ضغوطاً جديدة. فقد سعت بعد نهاية الحرب العراقية- الإيرانية عام ١٩٨٨ إلى ترجمة ذلك الانتصار في منطقة الخليج. أصبح الهدف الأميركي وضع اليد من خلال التحالفات على أهم وأغنى منطقة في العالم، وذلك من خلال استغلال أخطاء كل من إيران والعراق. بالنسبة إلى الولايات المتحدة مثّل احتلال صدام للكويت فرصة كبيرة لها للتحرك والحد من دور دول كبرى أخرى قد تنافسها. لقد أوقعت سياسات الرئيس العراقي الإقليم كله في فخ مدروس.
    بعد عقد من العقوبات على العراق وقعت هجمات 11 سبتمبر ٢٠٠١. من خلال رد الفعل على هذه الأحداث قررت الولايات المتحدة شن الحرب على كل من أفغانستان والعراق معتقدة أن الحرب ستنهي كل معارضة لها في العالم كما في الإقليم العربي. فقد اعتقدت أميركا أنها قادرة على السيطرة على العراق وتحويله إلى نظام ديموقراطي كاليابان، وأنها قادرة على تمويل الحرب ضد العراق من خلال النفط العراقي. بل استندت إلى فرضية مفادها أن الشعب العراقي سيستقبل القوات الأميركية بصفتها قوات تحرير. كل هذه الأبعاد سقطت في حرب الولايات المتحدة في العراق. كما أنها لم تجد أسلحة الدمار الشامل التي أعلنت أنها تشن الحرب بسببها.
    الولايات المتحدة التي احتلت العراق عام ٢٠٠٣ لم تستوعب تركيبة المجتمع العراقي المنقسم بسبب طبيعة نظامه وتاريخه، كما أن الولايات المتحدة لم تأخذ في الاعتبار إيران ودورها المتغير من جراء إسقاط صدام، كما أن الولايات المتحدة لم تكن جادة في مسألة الديموقراطية، والأخطر أنه لم يكن لدى الولايات المتحدة أي تفكير جاد حول الدولة العراقية ومستقبلها. فكل ما قامت به أنها حلت الدولة العراقية وأجهزتها من جيش وقوى أمن، بل فاجأت المعارضة بإعلان وضع العراق تحت سلطة احتلال.
    حمام العليل في جنوب الموصل مركز محافظة نينوى في العراق. سيطر عليه مسلحو "داعش" لمدة طويلة إلى أن استعاد العراقيون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 السيطرة على المنطقة التي سُمِّيَت باسم حمامها.

    حمام العليل جنوب الموصل في العراق نابض بالحياة مجددا بعد استعادته من "داعش"
    يستخدم أهالي المنطقة مياه الحمام للتنظيف اليومي أيضا، كما يعبئ بعضهم القليل منها في عبوات يحملونها معهم إلى منازلهم.
    وفق الكثير من المصادر كان هناك تيار أساسي في النظام العراقي يستعد لعقد صفقة مع الولايات المتحدة من أجل شكل من أشكال الانتقال. لكن القرار الأميركي بحل ما تبقى من الدولة العراقية ثم قرار اجتثاث البعث أنهى تلك الآمال. لقد انتهى الأمر في العراق إلى فوضى وحرب طويلة شنها العراقيون ضد الاحتلال بعد ٢٠٠٣، واستمرت الحرب إلى يوم خروج الولايات المتحدة من العراق في أواخر ٢٠١١.
    لقد تعلمت إيران الدرس من غزو الولايات المتحدة للعراق، فهي تنطلق من أن عدم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (بل تجريده منها قبل الغزو عام ٢٠٠٣) ساهم في احتلاله، ومن هنا مدى التزام إيران بتطوير برنامجها النووي. من جهة أخرى يؤكد الدرس الكوري أن امتلاك أسلحة نووية يمنع غزواً شاملاً.
    لقد استمرت الحرب بين العراقيين بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في ظل الصراع بين اتجاهات عراقية موالية لإيران وقواعد أخرى هامة من المجتمع العراقي تريد حماية حقوقها والمحافظة على استقلال العراق، وانعكس ذلك على الصراع بين قوى عراقية شيعية وأخرى سنّية وثالثة كردية. في هذا الإطار برز تنظيم «داعش» بكل تطرفه، وفي الإطار ذاته سعى الأكراد إلى حماية مكتسباتهم وبناء مناطقهم باستقلالية عن بغداد. حتى اليوم وصل قتلى العراق ومعظمهم من المدنيين إلى ما يقارب ٨٠٠ ألف بينما لا يوجد من يحصي الجرحى، أما قتلى الجيش الأميركي فوصل عددهم في فترة الصراع المباشر إلى ٤٥٠٠ بينما تجاوز عدد الجرحى ٣١ ألفاً.
    القصة العراقية هي ذاتها تتكرر، وإن اختلفت العناوين والتفاصيل في ليبيا وسورية واليمن، والسودان. إن الدرس الأهم من قصة صدام حسين وصولاً إلى سقوط بغداد أننا في إقليم عربي قلما يبني مؤسسات فاعلة وقلما ينتج قادة تحد من قراراتهم المتسرعة قيود المساءلة والمؤسسات الفاعلة. في النهاية تفتح الدكتاتورية، خصوصاً في صورتها الفجة، الطريق إلى الاستعمار وزحف القوى الأجنبية على بلادنا.

    شفيق ناظم الغبرا
    حقوق النشر: شفيق ناظم الغبرا 2017
    شفيق ناظم الغبرا يعمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة الكويت ويعد من أهم المحليين السياسيين في العالم العربي.

    http://ar.qantara.de/node/27495http://ar.qantara.de/node/27495
                  

05-06-2017, 09:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48494

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل هناك شكوك حول دور أمريكا في محاربة الإر (Re: Yasir Elsharif)

    أهم ما في المقال بعاليه هو هذه الفقرة:

    Quote: ((القصة العراقية هي ذاتها تتكرر، وإن اختلفت العناوين والتفاصيل في ليبيا وسورية واليمن، والسودان. إن الدرس الأهم من قصة صدام حسين وصولاً إلى سقوط بغداد أننا في إقليم عربي قلما يبني مؤسسات فاعلة وقلما ينتج قادة تحد من قراراتهم المتسرعة قيود المساءلة والمؤسسات الفاعلة. في النهاية تفتح الدكتاتورية، خصوصاً في صورتها الفجة، الطريق إلى الاستعمار وزحف القوى الأجنبية على بلادنا.))
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de