الراحل الطيب صالح رغم حبه لمصر برضو تلتلوه في مطارهم .. عادي يالطاهر ساتي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-17-2024, 00:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2017, 08:50 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الراحل الطيب صالح رغم حبه لمصر برضو تلتلوه في مطارهم .. عادي يالطاهر ساتي

    08:50 PM April, 29 2017

    سودانيز اون لاين
    حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
    مكتبتى
    رابط مختصر

    لطيب صالح: تجارب مثيرة في مطارات العروبة
    الطيب صالح
    17/07/2008
    * المحب يلزمه الصبر! كنت أزور مصر العزيزة، وهل العربي - خاصة من السودان - يحتاج إلى برهان على حب مصر؟ كنت أجيء من عمان أيام فتنة حرب الخليج. وأكثر المجيء في رمضان، وفي عيد الأضحى. فقد كنت أعمل مع مكتب منظمة اليونسكو في عمان والمسافة غير بعيدة : كأنك تسافر من الخرطوم إلى بورتسودان. ووراء سياج مطار القاهرة، لي مواثيق قديمة وذكريات تليدة وأصدقاء أفديهم ويفدونني وأكثر، مما يصعب شرحه لضابط الجوازات.
    تجد أمامك سبيلين واحد يدخل منه المواطنون، والآخر يدخل منه الأجانب في بعض ديار العروبة تجد طرقاً شتى للمواطنين ولمجلس التعاون، إن وجد مجلس تعاون، أو مجلس اتحاد إن وجد مجلس اتحاد. وأحياناً درب يسلكه العرب. أقف في صف الأجانب في مطار القاهرة وهو طويل بطبيعة الحال وشديد الزحام. تكون محظوظاً إذا وجدت أمامك أجانب - واضح أنهم "أجانب"- حينئذ يتحرك الناس مثل الماء في جدول متسع. وغالباً ما يكون الجدول ضيقاً.
    تصل إلى الضابط فيفتح الجواز ويقلب صفحاته. يجد أنني دخلت بلاداً لا يسهل دخولها، ومنها من أذن لي بالدخول والخروج مراراً بتأشيرة واحدة وأقول إذا كانت كل هذه الدول قد وثقت بي فبالأحرى أن تثق بي الشقيقة الأثيرة مصر. وبينها من الحب ما لا يقدر واش أن يفسده. وقبلاً قال شاعرنا العبقري التجاني يوسف بشير منذ ستين عاماً:
    طبع مصر تقصياً ونشاطاً
    لو دهي الصخر داهمٌ منه أوري
    كيف يا قومنا نباعد من فكرين
    شًدا وساندا البعض أزرا كيف
    –قولوا- يجانب النيل
    شطيه ويجري علي شواطئ أخرى؟
    كلما أنكروا ثقافة مصر
    كنت من صنعها يراعاً وفكرا
    جئت في حدها غراراً فحي الله
    مستودع الثقافة مصرا
    ناهيك بالعباسي وأحمد محمد صالح ومحي الدين صابر والمحجوب والمجذوب والفيتوري ومحيي الدين فارس وتاج السر الحسن والحردلو وآخرين لا يحصيهم العد. طبقات فوق طبقات من تراكمات التاريخ منذ قبل عهد الفراعنة لا يقوى على خلخلتها حكم قام في مصر أو السودان. والنيل يسعى بيننا مثل النبأ السار منذ الأزل وعبر القرون.
    ولوهلة بدا على وجه الضابط أنه استحضر كل ذلك وأنه سوف يغض الطرف وأنني قادم من عمان وأنه لن يعوقني ويفسد علي لهفتي للقاء المدينة العتيدة المفعمة بكل تلك المعالي والشمس تغطس في النيل وراء سياج المطار.
    ابتسم الضابط في وجهي بتلك الطريقة المصرية الجذابة التي تجعلك تسامحه سلفاً على أي تقصير يمكن أن يحدث. كانت تجلس إلى يساره سيدة تعكف على جهاز كمبيوتر. أذكر القناع الذي غطت به رأسها. كان لافتا للنظر أكثر مما لو تركت رأسها عارياً، أعطاها الضابط الجواز فاقتحمته بعينها ووضعته إلى جانبها وانصرفت إلى الجهاز أمامها.
    اللون الأخضر لون وديع مسالم عادة بدا لي الآن كأنه يشع إشعاعات غامضة توحي بالخطر.
    "اتفضل ارتاح شوية"
    "ليه؟ أيه المشكلة؟"
    "أبداً إجراءات إدارية بسيطة"
    جاءت أفواج بعد أفواج من شمالي المتوسط وغربي الأطلس وشرقي المحيط الهادي. النساء الأوروبيات - لأنهن جئن من البرد إلى حيث الشمس والدفء - لم ينتظرن حتى يصلن، لكنهن تهيأن للحرارة مقدماً، فجئن يلبسن لباس الصيف في عز الشتاء. والنساء الأمريكيات، فوق الستين والسبعين مات عنهن أزواجهن كما يحدث في الغالب فجئن فرحات في لغط وضوضاء حال من يخرج من السجن. قبضن حاصل بوليصة التأمين وغدت الحياة عامرة بالاحتمالات. والسياح اليابانيون قاماتهم سواسية، وشكولهم ضربة لازب وثيابهم واحدة، ويحملون حقائب كأن حقيبة نسجت من لونها وحجمها حقائب. في رقابهم تتدلي آلات التصوير أكثر من الأمريكان هم وإياهم لن ينظروا بعيونهم ولكن بعيون الكمرات ولن يذكروا شيئاً إلا ما سجلته العدسات.
    كان في الصالة شيء يشبه المهرجان مندوبو شركات السياحة رافعين لافتاتهم، يجدون جماعتهم فيخرجونهم زمراً زمراً كالمدرسين مع التلاميذ في الرحلات المدرسية.
    وهل أنا إلا سائح؟ لاحظت فتى كأنه ساع يغدو إلى مكتب جانبي فيعطونه رزمة من الجوازات يغيب زمناً ثم يعود بها يسلمها إلى ضابط أو مسؤول فيقوم فينادي على الناس كل واحد يأخذ جوازه وينصرف واسمي لا يجيء.
    سألت ذلك الفتى ماذا تصنع؟
    "أصل الحالات اللي تحتاج إلى مراجعة من الأمن بنأخذها لمكتب الأمن".
    "وفين مكتب الأمن؟"
    "في المطار القديم. حضرتك جوازك إيه؟"
    "سوداني".
    "واسم حضرتك؟"
    "الطيب محمد صالح".
    "ولا يهمك أنا حاخلص لك الجواز حالاً".
    "أيه المشكلة؟"
    "مافيش أي مشكلة هو في بينا وبين بعض مشاكل؟ إحنا أخوات بحق وحقيقي. أهـ والله"
    "طيب ما دمنا أخوات معطليني ليه؟"
    ضحك، وتلفت حوله مثل الجرسون الذي لا يسمح له بمحادثة الزبائن:
    "أصله بصراحة الجواز بتاعكم اليومين دول شكله مش ظريف".
    "وأنا إيه علاقتي بالحكاية دي؟"
    "إيه! أنت بتستعبط يا أستاذ؟ ما أنت فاهم وأنا فاهم. على أي حال ولا يهمك أنت نورت مصر والله. ثواني وأجيب لك جوازك إن شاء الله".
    أسعدني حديثه، إذ إنني أتطلع لمثل هذه الظروف دائماً أخرج منها بفائدة. مطارات العروبة عامرة بالفوائد.
    تمعن الموظف ملياً في الجواز وأنا أخرج من عاصمة عربية. كنت في عمل وأحمل جواز الأمم المتحدة. المفروض أن يكون الخروج أسهل من الدخول. نظر فيه ملياً وقلب صفحاته وأمعن النظر في أختامه حتى خفت أن يكون وجد فيه شيئاً لا يسره وبعد أن أطال التفكير سألني:
    "بالله قولي! الواحد كيف يحصل على جواز مثل هاذا؟"
    ياله من سؤال فلسفي عويص، مثل سؤال (هاملت)؟ رأيت في وجهه أنه يتكلم بجد، كمن يريد أن يعرف بالفعل. قلت له:
    "تفضي وظيفة في منظمة من منظمات الأمم المتحدة، يعلنون عنها في الجرايد. تقدم طلبا إذا نجحت يعطوك جواز مثل هاذا"
    "هيك إذاً؟"
    " نعم".
    ختم لي على الجواز وقال لي " الله معك" وقلت له " الله معك". تركته مهموماً علق بذاكرتي لبضع دقائق. الله أعلم ماهي قصته وماذا وراءه وأي هم عناه. لعله تخيل في الجواز الغريب عوالم بدت له أسعد مما هو فيه ولعله غبطني على الذي بكيت منه كما بكى سيدي أبو الطيب.. الله معك.
                  

04-29-2017, 09:57 PM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الراحل الطيب صالح رغم حبه لمصر برضو تلتلو (Re: حيدر حسن ميرغني)

    يا حيدرنا يأخ الطاهر ساتي ما تلتلوه ..
    الطاهر ساتي طردوه عديل ..
    دي ذكرتني نكتة الثعبان ..

    التعديل لاجل اصلاح حرف ..

    (عدل بواسطة جمال ود القوز on 04-29-2017, 09:58 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de