|
Re: ذات الجرثومة! صراع الارادات أومايري ضياء � (Re: زهير عثمان حمد)
|
في استقالة (الحلو)..!
*شمائل النور
برزت خلال الفترة الأخيرة أصوات تحاول التأكيد على تململ أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال إزاء سياسات القيادة السياسية..وبالمقابل برز تيار أعلن عن نفسه رسمياً بدعم من السلطة، هذا التيار من أبناء النوبة يدعم التعجيل بأي حل سياسي لمصلحة المنطقة.هذا وذاك، عزز المزاعم التي تسير باتجاه أن القيادة السياسية للحركة الشعبية تعرقل أية إمكانية لاتفاق سياسي، والقيادة السياسية المقصودة هنا، هي الأمين العام للحركة ياسر عرمان.وهذا ما ظل يسير عليه على الدوام الإعلام الرسمي، حتى أن القضية أُختزلت في شخص عرمان، ونجح لدرجة كبيرة هذا الزعم.غير أن، الخطاب المطوّل الذي دفع به نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو والذي ذيّله باستقالة، نسف تلك المزاعم تماماً، ليتضح من خلال الخطاب الطويل للحلو أن قواعد الحركة ترى في مواقف القيادة السياسية ليونة وسيولة تجاوزت ثانوية الأشياء إلى مبادئها.الحلو يقول إن العمل مع أمين الحركة ورئيسها بات صعباً، والخلاف بينهم تجاوز المسائل الثانوية وأصبح في المبادئ...والمبادئ عند الحلو أعنف مما يتبناه عرمان المتهم دائماً بالتعنت.استقالة الحلو، بدت للجميع أنها استقالة موقف، وأن الرجل فضّل أن ينسحب من القيادة لأنه أصبح غير قادر على التمسك والعمل بذات المبادئ التي تنازل عنها الأمين العام والرئيس. لكن بين ثنايا الخطاب الطويل الذي كُتب بعناية فائقة، فإن الحلو حاول من خلاله -وأظنه سينجح- أن يستثير عاطفة أبناء النوبة تجاه قضيتهم، التي أصبحت في مهب الريح بفضل القيادة السياسية، أو هكذا يُفهم... ثم حاول أن يجعل عدم إجماعهم على قيادته لأسباب إثنية، سبباً رئيساً لما آلت إليه الأوضاع في الحركة خلال مسيرتها الطويلة. الحلو، كذلك، حاول باجتهاد لافت أن يُحرّض أبناء النوبة على عدم التقاعس في استمرار الكفاح المسلح، وأن لا يلتفتوا إلى الأصوات التي تُقلل من جدوى استمرار العمل المسلح، قاطعاً الطريق أمام أية تسوية سياسية وشيكة..وإن حصلت، فإن الجيش الشعبي سيظل باقياً (20) عاماً كأن الحلو أراد أن يُحرّض النوبة على التشدد أكثر في قضيتهم ويوصيهم للتمسك بالسلاح ثم السلاح، لأنه الحل الأوحد. قُبلت الاستقالة أو رُفضت، فإن ما يحدث داخل الحركة وبين قياداتها، يقود إلى ميلاد مرحلة جديدة في عمر الحركة الشعبية، وأياً كانت ملامح هذه المرحلة، إلا أن تصدر القبلية والإثنية في خطاب تاريخي مثل هذا وفي توقيت مثل هذا، يؤكد أن القبيلة تعلو فوف كل شيء وإن كان السودان الجديد نفسه. حسناً، إن كان الأمر كذلك، وأخشى أن يكون أصل الخلاف داخل الحركة، قبلي وجهوي أكثر من كونه خلاف مبادئ، إن كان كذلك، فلا لوم على الإنقاذ. عموماً، فإن استقالة الحلو، أو خطابه، وضعت صورة ناصعة الوضوح للأزمة الشاملة، التي لا تستثني حزباً أو حركة، يميناً أو يساراً.
التيار
|
|
|
|
|
|