محمد إبراهيم نقد ..وفارقت الحبيب بِلا وداعٍ وودعت البِلاد بِلا سلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2017, 08:44 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد إبراهيم نقد ..وفارقت الحبيب بِلا وداعٍ وودعت البِلاد بِلا سلام

    07:44 PM March, 24 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    كتب الزميل المبجل خالد فتحي
    هل كان الراحل محمد إبراهيم نقد، السكرتير السياسي السابق للحزب الشيوعي السوداني، يتوقع أن تكون أقداره بذاك السخاء، وأنه سينجو من المطاردة المحمومة التي تلت فشل انقلاب (هاشم العطا) وعودة (نميري) ورفاقه وعلى أعينهم غشاوة الغضب وفي أفئدتهم نار من أحقاد لا تكاد تنطفئ؟ وهل كان يعتقد حينئذٍ ورفاقه من بين قتيل ومعتقل أو مطارد بأنه سيعيش ليبني حزبه ويجمع أشتاته بعد أن ضربه أعداؤه في قلبه ضربة ظنوا أنه لا يقوم بعدها.. وهل دار بخلده وقتها أنه سيكتب له النجاة لاسيما وأن حزبه بدا يومها حطاماً وبدا رفاقه كأنهم فلول بعثرتها الصدمة، وهل ظن يومها أنه ناج، وانه سيرى أبعد من ذلك إلى أن يرى مصرع خصمه اللدود (نميري) وقد ثارت عاصفة الغضب ضده التي وصلت إلى درجة الخروج عليه بعد التحريض عليه لدرجة الحصار حتى استحكمت حلقات الثورة ضد نظامه ثم هوى به شعبه إلى حيث لا يهوى الطغاة. ترى كيف عاش سكرتير الحزب الشيوعي الراحل تفاصيل تلك الأيام التي (هزت السودان) أوان الانتفاضة والشعب يخرج على مدى اثني عشر يوما من 26 مارس إلى 6 من أبريل 1985م، عندما أخذت موجات الجماهير تتدفق أكثر وأكثر إلى الشوارع وتدخل في صدام مكشوف وشجاع مع الشرطة وجهاز أمن الدولة الذي واجه المتظاهرين بالرصاص الحي. هل بكى يومها؟ أم ردد في سره(يمهل ولا يهمل)؟ أم كانت حاله كحال أبي الطيب المتنبي وقد نشط رجال (كافور الإخشيدي) في طلبه وقد فرّ خفية من مصر إذ يقول:
    فَرُبَّتمَا شَفَيْتُ غَليلَ صَدْرِي بسَيرٍ أوْ قَنَاةٍ أوْ حُسَامِ
    وَضَاقَت خُطّةٌ فَخَلَصْتُ مِنها خَلاصَ الخَمرِ من نَسجِ الفِدامِ
    وَفَارقْتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ وَوَدّعْتُ البِلادَ بِلا سَلامِ
    وهل ساورته الظنون ساعتئذ أن أقداره ستمنحه فسحة من الوقت تزيد عن 42عاما يمضي فيها في دروب الحياة لا يلوي على شيء، ثم يأتي ليتوسد الثرى في إغماضة الموت الأخيرة، ينتظر فقط قيام الساعة وقد فعل كل شيء من أجل شعبه ولم يستبق شيئاً.
    لقد كان كمعلمه الراحل أمام محكمة (نميري) الصورية عندما سأله نميري بصلف: ماذا قدمت لشعبك؟ فرد بهدوء الواثق (الوعي ثم الوعي بقدر ما استطعت). وأيام المحنة كتب على (نقد) الاختفاء الطويل الذي أخذه البعض عليه بأنه أدخل الحزب في حالة من البيات الشتوي، لكنه رد عليهم في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) ظهوره المفاجئ في مطلع أبريل 2005 مشيراً إلى أن اختفاءه لم يكن نزوة أو نزهة بل كان قراراً سياسياً.
    (1)
    مقابر (فاروق) هذه بالذات لها ذكريات لا تنسى مع الراحل (محمد إبراهيم نقد) ، ففي مكان ما من مقابر (فاروق) التي توسد فيها الثرى منذ اعوام ، جمع (هاشم العطا) ما تبقى من رجاله في 22 يوليو 1971م على عجل، لكن ليس على خوف في آخر اجتماع لهم وتواصوا بشجاعة الرجال بأن لا يفشي أسرار ما فعلوا، وألا يأتوا على ذكر اسم أحد من الضباط أو الجنود الذين شاركوهم الفعل. كما روى د. حسن الجزولي في كتابه الموسوم (عنف البادية .. وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبد الخالق محجوب)، “من مبنى القيادة العامة استطاع هاشم العطا الوصول مع بعض رفاقه، إلى مقابر فاروق بالخرطوم , وهناك عقدوا اجتماعا سريعا طلب فيه من المدنيين المغادرة سريعا، على حين وجه العسكريين بتسليم أنفسهم طالباً منهم عدم الكشف عن أسماء أعضاء التنظيم العسكري أو أسماء المشتركين في المحاولة، مهما واجهوا من عنت وقسوة أثناء التحقيق”.
    (2)
    لقد كان على نقد أن يتجاسر ويمشي ويصبر على حزبه لأن هناك شيئا يراد، لقد كانت مهمته بالغة الصعوبة إن لم تكن مستحيلة لأن مهمته كانت أشبه بـ (وظيفة النول) يمد الخيوط طولا وعرضا ويصنع مساحة من القماش قابلة للنظر وقابلة للفحص وقابلة لاختبار التماسك والمتانة، كما يقول الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في تبيان جهد (روجيه جارودي) المضني في عرضه لأساطير مؤسسة السياسة الإسرائيلية حول المحرقة اليهودية (الهولوكوست). ويتضح مآلات ذاك الجهد الاسطوري في الغبطة التي تلقى بها الرفاق أول منشور للحزب الشيوعي بعد محنة يوليو والتي عبر عنها محجوب شريف بأبياته الشهيرة
    ديل أنحنا
    القالوا فتنا
    وقالوا متنا
    قالوا للناس انتهينا
    لقد تخير الشيوعيون رابعة النهار للإطاحة بحكم النميري وتفادوا الليل بالرغم من أنه موئل الانقلابات العسكرية الكلاسيكية.. وفي هذا تروى حكاية ذائعة الصيت بأن الرئيس الراحل (جعفر نميري) ذهب إلى أحد الشيوخ – وقد كان ولعا بهم وباستشارتهم والإذعان لما يطلبون- ينشد معاونته في السيطرة على مقاليد السلطة.. ووعده الشيخ خيرا وأكد له انه سيقوم بالسهر على السلطة ليلا على أن يقوم نميري بالمحافظة عليها نهارا؛ يعني أن الرئيس والشيخ اقتسما عبء المحافظة على الحكم في قبضة نميري، لكن الانقلاب وقع بالنهار أي ساعة (وردية) نميري.. وبالرغم انه لم يتسنَّ لنا التأكد من صدقية الحكاية الغربية من عدمها لكنها تنبئ أن الانقلاب كان مختلفا في كل تفاصيله منذ البداية وحتى النهاية.
    (3)
    ثمة من يصرَ على عقد مقارنة بين عبد الخالق محجوب ومحمد ابراهيم نقد ، باعتبار أن كليهما تولي منصب سكرتارية الحزب الماركسي ، الراصد لمنحنيات الاحداث في ردهات الشيوعي يلحظ بجلاء أن عبدالخالق كان قائدا سرعان ما تحول إلى زعيم وبطريقة أسرع إلى رمز أسطوري وأيقونة للشيوعيين السودانيين الأغلي ، وقد زاد من وطأة ذاك الاحساس أن اصطبغت مسيرته بالدم الذي خضب خطاويه الاخيرة اذ نزل متدلياً من حبل المشنقة في حجرة الإعدام داخل سجن كوبر الرهيب في 28 يوليو 1971م لكن البعض لم يقوَ على تصديق انه مات ومن تلك الاجواء استلهم محجوب شريف أبياته
    طيري يا يمامة
    وغني يا حمامة
    وبلغي اليتامى
    والخائفين ظلاما
    عبد الخالق حي
    وبالسلامة
    ولعل الدليل الأبلغ على سطوة عبدالخالق محجوب ما قام به الترجمان الجنيد على عمر ، كما روي عنه الدكتور عبدالله على ابراهيم، بانه طلب من خالد الكد بأن يحمله على سيارته إلى مضارب آل عبد الخالق محجوب بأم درمان، وهناك ترجل الجنيد من ظهر السيارة، وانحني ليتلقط (فحمة) من قارعة الطريق وكتب على صفحة الحائط الخارجي لمنزل الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي السوداني بعد رحيله المأساوي على أيدي نظام الرئيس جعفر نميري في يوليو 1971م “للمرة الالف حضرنا ولم نجدك”، وبعد أن فعل فعلته تلك عاد للسيارة مرة أخرى وركب بهدوء كأن لم يحدث شيء.
    (4)
    لكن المدافعين عن (نقد وسنينه) يشيرون إلى أن الرجل حفظ وحدة الحزب بين يدي سلطة عسكرية ناصبته العداء وحاولت تمزيقه شر ممزق و أيضا بين يدي مجموعة فكرية في الجانب الآخر ممثلة في الإسلاميين بأعنف مما كانت أيام (عبد الخالق) لاتفتأ تحرض السلطة والناس عليه ولا تدع ساحنة الا وقامت بـ (شيطنة) أفكاره واتهمت كوادره بالكفر والإلحاد ومناوأة الدين متخذين مقولة ماركس الشهيرة (الدين أفيون الشعوب) حجة على مايدعون، ويغضون الطرف عنوةً عن السياق التي قيلت فيه .
    وفوق هذا وذاك فالنظرية نفسها بدأت في الاضمحلال والضمور في الداخل والخارج ولم تعد بذات الوهج والقوة التي كانت عليها في القرن الماضي أوان (عبدالخالق) على أقل تقدير ، لقد أخذت محنة النظرية وغربتها الفكرية تشتد وسط العالم المائج بالمستجدات والمتغيرات، العالم الدائم البحث عن إجابات شافية لتساؤلاته الحيرى.
    ولم تقف الامور عند ذلك الحد بل تعرضت التجربة الشيوعية بأكملها إلى عوامل التعرية بفعل الفؤوس التي تكاثفت على لحائها السميك يريدون اجتثاثها من الجذور ، مستغلين عوامل الزلزال الذي وقع بانهيارالاتحاد السوفيتي واختفائه إلى الأبد في نهاية ديسمبر 1991م.
    ولم يكن على نقد أن يستعيد للتجربة روحها وحسب – بالرغم من ضغوط الداخل والخارج – بل كان عليه فوق ذلك بأن يعر ضها بجاذبية جديدة خاصة وأنها كانت في إدبار وتراجع في أعقاب السقوط المدوي للاتحاد السوفيتي والكتلة المشايعة له، كما أسلفنا ولعله من هنا بدأت الحركة الدائبة ثم الصدام القوي حول كل شيء داخل الحزب اليساري العتيق بدءاً بالاسم والمنهج و ليس انتهاءً بالسبيل والرؤية على غرار ما أقدمت عليه الأحزاب الشيوعية بدول أوربا الشرقية لكن الرجل أصر بشدة أن يلتزم مكانه رافضا الاستجابة أو الانحناء للعاصفة التي اشتدت بين يدي المؤتمرالعام للحزب الذي انعقد في الخرطوم في يناير 2009م وقد استولت مسألة الاسم وتبديله من عدمه على اهتمام واسع بالدرجة التي جعلته يدخل ليكون إحدي القضايا الثماني المطروحة على طاولة المؤتمر الخامس لكن الراحل قال في كلمته في فاتحة أعمال المؤتمر المار ذكره “إن تغيير اسم الحزب الشيوعي ظل مطروحاً منذ فترة وسيكون مطروحاً وسيحسم بالتصويت الديمقراطي”. واضاف في لهجة عميقة الدلالة “لو سميتو هو الحزب الاشتراكي الإسلامي برضو الناس ح تقول ديلك الشيوعيين”.
    (5)
    من مآثر الراحل انه لم يجتهد في بناء شرعيته بالتنقيب عن دواعي قصور سلفه أو البحث عن طريق مغاير يميزه عن سلفه ذي الضوء الساطع والصوت الآسر على غرار ما فعل كثيرون غيره في التاريخ كأنور السادات مع جمال عبدالناصر ، ويسود اعتقاد واسع بين الناس أن ماسلف ربما يعود لأسباب موضوعية تتمثل في أن لا أحد نازع الراحل في الزعامة على الحزب التي تحولت بفعل الزمن والنضالات ضد الديكتاتوريات العسكرية إلى زعامة شبه مقدسة ثم أسباب شخصية تتمثل في سطوة جينات الوفاء لأسلافه الذين مضوا على الدرب قبله. في تقديمه لكتاب «في فكر محمد ابراهيم نقد» للباحث (نذير جزماتي) يري المفكر (محمود أمين العالم) : أن محمد ابراهيم نقد عرفه محللا عميقا عارفا بأسرار مختلف حقائق الواقع السوداني والعربي في انحائه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد كان يتابعه باعجاب شديد في سجون السودان المختلفة أو متخفيا من حكومات البطش والاستبداد ، مواصلا أينما كان وكيفما كان قيادته للحزب الشيوعي السوداني باعتباره أمينا عاما له ، فضلا عن مبادراته المتعددة الرضية لتوحيد وتنشيط مختلف الفصائل والقوي السياسية والاجتماعية الحية في السودان من أجل سودان ديمقراطي متحرر ومتقدم. ومما يحسب لـ(نقد) ايضا المحاولات الجادة في التأليف وله العديد من العناوين بينها “قضايا الديمقراطية في السودان” و”حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” و”علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض” و”علاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني” و”حوار حول الدولة المدنية.”
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de