ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و عشرين؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2017, 05:24 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و عشرين؟

    04:24 AM March, 14 2017 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-الدوحة
    مكتبتى
    رابط مختصرالسؤال: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و عشرين؟ماتت و اندثرت أم تعود من جديد؟في البدء لابد من التنويه بما يلي:أولاً: بأنني قصدت بهذا البوست أن أثير من التساؤلات أكثر مما اقدم من إجابات.ثانياً: ليس لطرح البوست أي هدف سياسي أو ديني خفي أو التقليل و لا الرفع من شأن الماركسية. هذه الأسئلة قد تدور في خلد الكثيرين و لا يجدون لها إجابة شافية مثلي.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 03-20-2017, 10:14 AM)

                  

03-14-2017, 05:49 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و في هذه المساحة أود أن أطرح تساؤلات قد تمر على خواطر البعض و لكنه لا يجد الإجابة لها أو لا يتوقف عندها كثيرا خاصة أن كافة منابرنا من صحف و مجلات(إن وجدت) لا تهتم بمناقشة القضايا الفكرية و التحولات التي تحدث في العالم من حولنا و التي تؤثر علينا و نتاثر بها حتى صفحة الأخبار الخارجية اختفت من صحفنا.
    محور التساؤل هو أن هذه النظرية التي وجدت من الرواج و الانتشار لدى العديد من الدول و السياسيين و المفكرين و التي كانت كوة الأمل و التفاؤل لدى الكثيرين من
    المنتمين للطبقات الكادحة و المسحوقين.
    أين هيَ الآن؟ و ما مستقبلها؟
    فهل تبخرت تلكم الأحلام أم لا تزال تداعب مخيلاتهم؟
    هل فقدت تلك النظرية رونقها و انتهت صلاحيتها؟
    أم لا زالت تحتفظ بسر قوتها و فعاليتها؟
    الأسئلة كثيرة.
                  

03-14-2017, 06:18 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مساء الخير

    ولدي الصغير "هواري" بحب الرياضيات وماعندو مشكلة معاها...بس هو بقول لي لزومو شنو ياخ احفظ "جداول الضرب" واتعلم قسمة "المنفلة" دي

    والكالوكوليتر قاعدة في اي تلفون؟

    وطبعا كلامو ما صحيح...الرياضيات موش نتائج ولكن "خطوات"

    اها انا شايف انو "الماركسية" دي زي جداول الضرب والمنفلة
                  

03-14-2017, 06:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: Hatim Alhwary)

    ههههههههههه
    و الله ضحكتني بالجد يا حاتم
    تشبيه ذكي جدا جدا
    شكرا
                  

03-14-2017, 07:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و في هذه المساحة أود أن أطرح تساؤلات قد تمر على خواطر البعض و لكنه لا يجد الإجابة لها أو لا يتوقف عندها كثيرا خاصة أن كافة منابرنا من صحف و مجلات(إن وجدت) لا تهتم بمناقشة القضايا الفكرية و التحولات التي تحدث حتى صفحة الأخبار الخارجية اختفت من صحفنا. محور التساؤل هو أن هذه النظرية التي وجدت من الرواج و الانتشار لدى العديد من الدول و السياسيين و المفكرين و التي كانت كوة الأمل و التفاؤل لدى الكثيرين من المنتمين للطبقات الكادحة و المسحوقين.
    أين هيَ الآن؟ و ما مستقبلها؟
    فهل تبخرت تلكم الأحلام أم لا تزال تداعب مخيلاتهم؟

    نرحب بكافة المشاركات و الدعوة مفتوحة للجميع لإثراء النقاش.

    همسة: أتمنى مشاركة الأخ أحمد طراوة ليتحفنا برأيه حول هذا الموضوع..كما نطلب منه أن تكون مشاركته ضافية و ليست مختصرة.
                  

03-14-2017, 07:38 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سبحان الله كل الفلسفات التي انتجها الإنسان لم تظل كما هي و لم تبقى كما هي عبر القرون فهي إما تعدلت أو تم تحريفها أو تعديلها أو التخلي عنها.لا أقصد الماركسية و لكن كل النظريات و المفاهيم التي انتجتها الفلسفة و العلوم الإنسانية هي في حالة تغيير مستمر.
    هذه خاطرة عتقد تنطبق على النظرية الماركسية.
    فمهما بلغ الإنسان ما ظنه الكمال و نهاية التاريخ يجد أنه ليس نقطة النهاية.
    اعطني مثالا لفلسفة ظلت باقية كما هي دون اضافة أو تعديل.
                  

03-14-2017, 08:56 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    هل التغيير الذي حدث في الطبقة العاملة التي يعول عليها الفكر الماركسي التقليدي في إحداث الثورة كأثر في تعديل الفكر الماركسي؟
    هل إسهامات (الماركسية الجديدة) NEW MARXISM في بلدان أمريكا اللاتينية كان إضافة أم خصما على النظرية الماركسية؟
    ما هو مستقبل الفكر الماركسي أمام التحديات الراهنة و المستقبلية التي أحدثتها العولمة و النيوليبرالية في الواقع الفعلي و النظري للماركسية؟
                  

03-14-2017, 09:18 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    السلام عليكم يا أستاذ محمد الحسين

    أنا أعتقد مستصحبا مداخلة هواري الذكية

    الأشتراكية هي ثلاثة مسارات متوازية

    مسار إقتصادي
    ومسار اجتماعي
    ومسار عقدي

    وكما أعتقد أن هذه الثلاث مسارات جوبهت بعقبات ناجمة عن الفهم والتطبيق نفسه

    والعقبات جزء منها نابع من النظرية نفسها

    من العقبات التي جابهت النظرية هو تغافلها لفطرة وجدت مع البشر يعني جزء من تكوينهم الجيني مثل حب التملك والتفوق والتنافس والتسلط والسيطرة هذه غرائز بشرية لم تجد لها مكانا في النظرية الاشترايكة وشكلت العقبة الرئيسية في تطبيقها ..

    النظرية الأقتصادية الاشتراكية فيها جزء منها رياضي بحت كما نعلم أن علم الأقتصاد يjكون من وجهين مثل العملة طرة وكتابة وهو رياضيات بنفس مكونات الرياضيات التفاضل والتكامل والاحصاء وغيرها ووجه آخر نظري .. تحويل النظرية لمعادلات رياضية وهي الأقتصاد القياسي بمعنى قياس الجدوى والمفاضلة بين الاشتراكية والرأسمالية بلغة الأرقام فقط وألأرقام طبعا لا تكذب .. وليس لها دين فهي ثوابت أيهما أجدى سوى من ناحيتين : maximize profitability and minimize cost وهذا أعتقد ما عناه الأخ هواري

    والموضوع طويل ومغري للنقاش

    نركز على هاتين النقطتين أولا
                  

03-15-2017, 01:36 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: درديري كباشي)

    الأخ درديري
    كيفك يا صديق
    أولا أتأسشف للتأخير
    أشسوفك قسمت النظرية لثلاثة أقسام.
    و أعتقد أن معظم الناس بيهما الجزءئ المتعلق بالإقتصاد. الماركسية فعلا يؤخذ عليها بانها تعاملت مع الجانب المادي و تجاهلت الجانب الروحي.
    و لكن تظل المشكلة في الجانب الاقتصادي نفسه.و التحدي الأكبر لها كان في التطبيق الذي كان هو المحك و ثبت فشله لأسباب مختلفة.
    و من خلال التطبيق كان العلماء و المفكرين يقيمون النظرية وفقاً لذلك.
    و لا زلنا في انتظار من يملكون المزيد من المعلومات خاصة الذين اطلعوا على النظرية و درسوها بعمق أو انتموا لتنظيمات تتبنى الفكر الماركسي.
    شكرا الاخ درديري على المساهمة
                  

03-19-2017, 07:40 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    كنت أتوقع أن يجد الموضوع مشاركة نشطة نوعاً و ترحيبا لا بأس به في محاولة لبعث الحركة في بحيرة الفكر الراكدة مما يريحني على الأقل من مهمة المتابعة و البحث و التعليق. حيث أنني كنت أتوقع أن يساهم البعض بحيث استفيد انا من المعلومات المبذولة في الكتب و الشبكة خاصة التي قد يساهم بها المناصرون لفكرة التطبيق الماركسي (بنسخه المتعددة) أو بدون. و كذلك ممن يرون أن الفكر الماركسي قد عفا عليه الزمن.
    المهم زي ما بيقول المثل (البيتبلبل بيعو)..
    و مجبرا أخوكم لا بطل (ماركسي أو غير ماركسي).سأحاول أن أقدم معلوماتي و ووجهة نظري التي لا تعدو أن تكون مجرد انطباعات و وجهات نظر عامة لا تغني عن النقد الفكري العميق.
    الملاحظ أنه بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي و الذي كان يعتبر نموذجا ماثلا للعيان للتطبيق الماركسي ( بكل نسخه اللينينية أو غيرها) فكان رغم سقطاته الكثيرة و هو في عنفوان مجده كان البعض يتمسك به على اساس أنه النموذج الحي الوحيد لحياة نموذج حي و واقعي لتطبيق ماركسي.
    و لكن الإنهيار الكبيرلا المفاجيء للمظام الشيوعي في روسيا و دول حلف الناتو كان سقوطا مدويا سقطت معه الكثير من الدفوعات عن الماركسية و قد أثر ذلك حتى في كتابات المفكرين و تراجع المد المنادي بالشيوعية و سكتت كثير من الأصوات.و بدأ الكثيرون يراجعون نصوص النظرية و محاولة تحديد نقاط الضعف كما لجأ البعض للتبرير فلجأوا لمهاجمة التطبيق من لدن ستالين و ربما قبله و بعده و ظفر ميخائيل غورباتشوف بالنصيب الأكبر عن المسئولية عن إنهيار النظام الشيوعي.
    نواصل
                  

03-19-2017, 10:00 AM

ياسر منصور عثمان
<aياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلام محمد وضيوفه الاكارم

    لو عدلت عنوان البوست ليصبح من بقى من الماركسيين في القرن الواحد وعشرين...إلخ
    لأن الماركسية كفكر وفكرة لن تندثر فالافكار لا تموت ولا تفنى

    مع ودي
                  

03-19-2017, 02:04 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: ياسر منصور عثمان)

    شكرا اخ محمد عبد الله الحسين السؤال وماهي الماركسية ؟ ليست كل اقوال ماركس ماركسية ! في هذا الصدد تاتي مسالة استنتاجات ماركس حول ديكتاتورية الطبقة العاملة والتي اسس بالبعض عليها مفهوم الحزب الواحد والشمولية ! استنتاجات ماركس ليست ملزمة لاحد ! * نجي للاهم المنهج الديالتكيكي الجدلي ~ اداة ومنهج هام في قراء وتحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لايمكن لعاقل ان يزعم بموت او انتهاء صلاحية هذا المنهج وكذلك نظرية فائض القيمة ! مؤشرات عامة
    ** يجب ان نلاحظ ان الدولة الراسمالية التي انتقدها ماركس طراء عليها ترقيع وتعديلات كبيرة ~ حيث اضطرت لدعم العلاج والتعليم والسكن والرعاية الاجتماعية وتقديم خدمات تتنافي مع رسالة ودور الدولة في النظام الراسمالي الاصلي ! ** تلاحظ انه وحتي الان ان من يملك ويسيطر علي الثروة والاعلام يهيمن علي البرلمان اي ان الطبقة والشرائح الاقتصادية المتحكمة اقتصاديا هي ذاتها المهيمنة سياسيا وهو مايثبت صحة التحليل الماركسي للبناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ! الفقراء وذوي الدخل المحدود لامكان لهم في الاغلب في السلطة السياسية والبرلمانات !
    ** الموقف من الديموقراطية وعلي علاتها يجب ان يكون استراتيحيا يثبت علي الديموقراطية واالتعددية بحيث يتنافس الحزب الاشتراكي والماركسي مع غيره ولايحتكر السلطة ! * القطاع العام واقتصاد الدولة يجب ان يدار بعقلية اقتصادية لابمفهوم البقرة الحلوب والميري والجمود والتيبس ! يجب ان يدار الاقتصاد بعقلية تركز علي الجدوي والانتاجية وتحقيق عائد وربح لا مجرد التركيز علي الطابع الخدمي !!
    ** اعطاء دور للمبادرة الفردية والقطاع الخاص المنتج ! الخلاصة ان هناك شرائح وطبقات اجتماعية كبيرة تجد ان التعبير عن حاجاتها ومطالبها يكمن في فكر اشتراكي وبرنامج اجتماعي وان الغلو القومي والتوحش الراسمالي يفرض وجود بدائل سياسية اجتماعية وانسانية !! المصدر :
                  

03-19-2017, 02:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: كمال عباس)

    للأستاذ محمود محمد طه أجابة على هذا السؤال في مؤلفه
    الماركسية في الميزان
    وهو موجود بموقع الفكرة


    آسف اكتب من الهاتف
                  

03-19-2017, 02:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: عبدالله عثمان)

    كذلك للدكتور النور حمد مساهمة في هذا الأمر
    بعنوان لم يبق سوى التوليف
    ساهم بها في مندى طرح ذات السؤال تقريبا
    سأحاول أن آتي بمساهمته وهي ورقة من ٢٣ صفحة تفريبا
    هذه بعض اضآءات عنها
    بقلم الاستاذ عيسى ابراهيم تمساح
    3/ النور حمد

    “التعلق بنظرية متكاملة الأركان؛ فلسفياً واقتصادياً واجتماعياً، كالنظرية المركسية، اضافة إلى التعلق بخارطة الطريق التي رسمتها اللينينية لمسار الثورة، عبر مراحل بعينها، يجعل من الصعب جداً على معتنقيها، قبول حقيقة أن جسد الواقع لا ينفك يكبر على جلباب النص، أياً كان ذلك النص” (المصدر: لم يبق سوى التوليف – النور حمد دكتور – ورقة للاجابة على سؤال صديق الزيلعي: هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟).

    “تتجلى عبقرية الفيلسوف الألماني كارل ماركس في كونه قد وضع رؤية خالدة، لا تزال قادرة على كشف جوهر الخلل في بنية النظام الرأسمالي ، رغم سائر الاجراءات التي اتخذها النظام الرأسمالي ليقطع الطريق على الحراك الثوري، ويعطل فرص احتشاد الثورة، وفقاً للنبوءات الماركسية. ما سيخلد من الماركسية هو زعمها أن حرية الأفراد لن تتحقق إلا إذا أدير المال العام إدارة جماعية. لكن، على أن نفهم أن ادارة المال العام، الجماعية، تعني العمل الاصلاحي الذي يردم الهوة بين الأغنياء والفقراء، ويعمل على صيانة الديمقراطية من التزييف، بما يضمن الشفافية والرقابة. (عنوان: ماركس مات ولم يمت)”، (لم يبق سوى التوليف – المصدر السابق).

    * تحدث النور حمد عن الجدل بين الاشتراكية الماركسية التي تبنت نهج العنف الثوري، وبين الاشتراكية الفابية التي تبنت نهج الاصلاح الوئيد، ثم انتقل ليقول: “أيضاً وضح من الجهة الأخرى، أن القول بأن الطبقة العاملة، بوصفها الطبقة المؤهلة لاحداث التغيير، وفقاً للرؤية الماركسية، قول غير صحيح، وقد اتضح ذلك منذ البداية حين أدخلت اللينينية المثقفين الثوريين ضمن قوى التغيير، بل جعلتهم قادة ذلك التغيير. أما الذي جرى عقب ذلك، وأثر على النبوءات الماركسية تأثيراً كبيراً، هو أن النظام الرأسمالي في الدول الصناعية المزدهرة، استطاع أن يمتص ثورية هذه الطبقة المرشحة لذلك الدور التاريخي المنتظر، فعن طريق الاصلاحات التي تشمل: زيادة الحد الأدنى للأجور باستمرار، وتقليل ساعات العمل، وخلق أنظمة تأمين احتماعي، وتأمين صحي، وإسكان، وغيرها من الاصلاحات والبرامج الاجتماعية التي تنطلق من الجهاز الحكومي، كما تنطلق من منظمات المجتمع المدني، استطاع النظام الرأسمالي أن يمتص ثورية طبقة العمال”، (لم يبق سوى التوليف – المصدر السابق)..
                  

03-19-2017, 05:28 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ ياسر منصور
    كيفك يا بطل
    شكرا على الملاحظة الكريمة . تعليقي عليها لاحقا.
    الأخ كمال عباس و الأخ عبدالله عثمان.
    شكرا على الاضافات القيمة
    الموضوع كما ترون واسع و فضفاض و مترامي الأطراف و ذلك سيتيح الفرصة لتناول الموضوع من عدة جهات و من ثم سنقوم بعمل تلخيص للمعلومات التي تدلون بها.
    أشكركما على المعلومات و المتابعة.
    أعتقد أول محاولة نقدية منظمة للفكر الماركسي خارج الاتحاد السوفيتي كانت بمبادرة من المفكرين الألمان الماركسيين في (مدرسة فرانكفورت) في عشرينيات القرن الماضي.
    نواصل
                  

03-19-2017, 05:35 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    Quote: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و عشرين؟ماتت و اندثرت أم تعود من جديد؟


    سمعنا تحت تحت كدا انو الحزب العجوز فرع السودان مفكر يغير اسمو نقترح يسموهو ( الحزب الاشتراكي الشعبي العربي السوداني )
    Quote: للأستاذ محمود محمد طه أجابة على هذا السؤال في مؤلفه
    الماركسية في الميزان

    استاذك ذاتو داير ليهو ميزان يا عبد الله .
    كلها افكار بادت شيوعية او محمودية
    الدوام لله
    تحياتي لصاحب البوست وضيوفه
                  

03-20-2017, 06:41 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد الزبير محمود)

    الأخ محمد الزبير
    تحياتي يا صديق
    طبعا نحترم وجهة نظرك جدا...قد نتفق معك و قد نختلف معك و لكن ليس هذا هو المهم.
    المهم أن نقدم اراء و أفكارا.
    أنا ...و أعوذ بالله من الشيطان و من كلمة(أنا) الخطيرة لا أفضل أن أستخدم آراء جازمة و نهائية و لكني أحب أن أتركها مفتوحة على كل المشارع و الاحتمالات .
    تسلم يا أخ محمد و يسعدنا مرورك دوما.
    ------------
    في الحقيقة ما دفعني لكتابة ها البوست هو المراوحة الفكرية و النزوع بين الفكر الرأسمالي (بكل أطيافه) و اليسار( بكل أطيافه) و هو طبع الإنسان.
    في الحقيقة خفت صوت اليسار في كل مناحي الحياة و أطراف الدنيا.
    و لكن كما يرى البعض الأفكار لا تموت. و لكن..الأفكار هن بنات أفكار البشر فلاسفة كانوا أم مفكرين أم غير ذلك. و البشر خطاؤون..
    لذا ليست هناك نظرية صمدت على مر الأزمان دون أن تنال من الهجوم و النقد و الحذف و التعديل و الإضافة.
    و اليوم وجدت مقال جميل ..مقال فكري كامل الدسامة و بادي الوسامة ..يناسب هذا المقام.
    و ساقوم بتنزيله لاحقا..
    لعله يضيء بعض ما كنا نرمي إليه...
    فتابعونا يا حبابيب و لنطرق باب الفكر دقائق و ننتظر و لنتزود من بعض الافكار و وجهات النظر فليس من الضروري أن نتفق حولها و لا ان نعارضها و لكنها تساعدنا في معرفة أين نقف..
    انتظروا و لا تتركونا وحدنا
                  

03-20-2017, 07:02 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)


    أمراض‭ ‬اليسار: العودة إلى حظيرة الطوباوية
    أبو بكر العيادي
    كاتب من تونس مقيم بباريس


    ليس‭ ‬أمام‭ ‬اليسار‭ ‬كي‭ ‬يضمن‭ ‬نجاته‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬ابتكار‭ ‬مفهومه‭ ‬ووسائله‭ ‬وغاياته،‭ ‬ولمَ‭ ‬لا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأصول‭ ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين.

    هذه مقدمة المقال
    فإلى المقال:
                  

03-20-2017, 07:27 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مرّ‭ ‬اليسار‭ ‬حيثما‭ ‬كان‭ ‬بأزمة‭ ‬ما‭ ‬انفكت‭ ‬تستفحل‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬الأعوام،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬داء‭ ‬ينهش‭ ‬كيانه‭ ‬ويهدد‭ ‬بتقويضه،‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬المحللين،‭ ‬ليست‭ ‬انتخابية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيديولوجية‭ ‬وثقافية‭ ‬وفلسفية‭ ‬أيضا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غدت‭ ‬مبحثا‭ ‬ينكبّ‭ ‬على‭ ‬دراسته‭ ‬المفكرون‭ ‬وتتناوله‭ ‬المجلات‭ ‬الفكرية‭ ‬بالنظر‭ ‬والتأمل‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مجلة‭ ‬“فلسفة”‭ ‬الفرنسية،‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الأخير‭ ‬‭(‬فبراير‭ ‬2017‭)‬‭ ‬ملفّا‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬أهل‭ ‬الذكر‭ ‬لتطارح‭ ‬أسباب‭ ‬تراجع‭ ‬اليسار‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أنحاء‭ ‬أوروبا‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭: ‬“ممّ‭ ‬يعاني‭ ‬اليسار؟”‭ ‬وإن‭ ‬شئنا‭ ‬الدقة‭ ‬“أي‭ ‬مرض‭ ‬أصاب‭ ‬اليسار؟”‭.‬

    ‬يذهب بعض‭ ‬المساهمين‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬اليسار‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬الإمساك‭ ‬بمفاصل‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬الدينامية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬أوجدتها‭ ‬العولمة‭ ‬النيوليبرالية‭.

    هذا‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬مثّل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬الفعل‭ ‬والحركة‭ ‬مقابل‭ ‬محافظة‭ ‬الليبراليين‭ ‬وفلسفتهم‭ ‬القائلة‭ ‬بـ”دعه‭ ‬يعمل”،‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬متهَمًا‭ ‬بالتواطُؤِ‭ ‬مع‭ ‬عالم‭ ‬يتفجر‭ ‬فيه‭ ‬التفاوت،‭ ‬ويتعطل‭ ‬الاندماج،‭ ‬وتُكرِّس‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬إعادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كما‭ ‬فسّرها‭ ‬بورديو،‭ ‬وتدمّر‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الكون‭ ‬بأسره‭.‬

    والسّؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬أوهى‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الهوان،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬العالم؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬احتوائه‭ ‬غضبَ‭ ‬جماهير‭ ‬ضاقت‭ ‬ذرعا‭ ‬بمساوي‭ ‬العولمة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الأصقاع‭ ‬ليقترح‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬سيريزا‭ ‬اليونانية،‭ ‬ولا‭ ‬بوديموس‭ ‬الإسبانية،‭ ‬وكلاهما‭ ‬لم‭ ‬تبديا‭ ‬غير‭ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقدما‭ ‬بديلا‭ ‬جادا‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬حقيقي‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬المعولمة،‭ ‬دون‭ ‬التنكر‭ ‬لقيم‭ ‬اليسار‭.‬

    بعض‭ ‬المفكرين،‭ ‬مثل‭ ‬جان‭ ‬كلود‭ ‬ميشيا،‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬يتجلّى‭ ‬في‭ ‬تخلّي‭ ‬اليسار‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬العالم،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحالفه‭ ‬مع‭ ‬الليبرالية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أولوية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬ويعملون‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬تزداد‭ ‬تهميشا‭ ‬وهشاشة‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ .‬فيما‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬التقدميين‭ ‬الليبراليين،‭ ‬مثل‭ ‬نيكولا‭ ‬بوزو،‭ ‬أن‭ ‬العجز‭ ‬مرده‭ ‬إلى‭ ‬تشبث‭ ‬اليسار‭ ‬بمقاربة‭ ‬عفا‭ ‬عليها‭ ‬الزمن،‭ ‬مقاربة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬اشتراكية‭ ‬الدولة‭ ‬ودولة‭ ‬العناية‭ ‬والرفاه‭ .‬والثّابت‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الرأيين‭ ‬يلتقيان‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬أعراض‭ ‬الأدواء‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬اليسار،‭ ‬فهي،‭ ‬وإن‭ ‬تعددت‭ ‬صيغها،‭ ‬لا‭ ‬تنأى‭ ‬عن‭ ‬الخيانة‭ ‬والتآكل،‭ ‬تحوم‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬بين‭ ‬التنكّر‭ ‬للأصول،‭ ‬وبين‭ ‬“برمجية”‭ ‬ما‭ ‬عادت‭ ‬تستجيب‭ ‬للمستجدات‭ ‬التي‭ ‬أفرزتها‭ ‬العولمة،‭ ‬والتطورات‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭.‬

    هذا‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬الفعل‭ ‬والحركة‭ ‬مقابل‭ ‬محافظة‭ ‬الليبراليين‭ ‬وفلسفتهم‭ ‬القائلة‭ ‬بـ{دعه‭ ‬يعمل}،‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬متهما‭ ‬بالتواطؤ مع‭ ‬عالم‭ ‬يتفجر‭ ‬فيه‭ ‬التفاوت،‭ ‬ويتعطل‭ ‬الاندماج

    الخلاف‭ ‬قائم‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬اليسار‭ ‬ذاته،‭ ‬فبعضهم‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬اشتراكيا‭ ‬فقط‭ ‬مثل‭ ‬الفيلسوف‭ ‬مارسيل‭ ‬غوشيه‭ ‬الذي‭ ‬يميّز‭ ‬بين‭ ‬الاشتراكية‭ ‬كمفهوم‭ ‬يتضمن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بوصفها‭ ‬مكسبا‭ ‬سياسيا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬ونموذجا‭ ‬ينبغي‭ ‬إعمال‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬باستمرار،‭ ‬وبين‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬عائلات‭ ‬سياسية‭ ‬متفرقة،‭ ‬لا‭ ‬يستثنى‭ ‬منها‭ ‬جناحه‭ ‬اللينيني‭.‬

    ‎فيما‭ ‬يرى‭ ‬بعضهم‭ ‬الآخر،‭ ‬مثل‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬إريك‭ ‬فاسّان،‭ ‬أن‭ ‬اليسار‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬دلالة‭ ‬ثابتة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مفهوم‭ ‬لا‭ ‬يني‭ ‬يجدد‭ ‬معناه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المعارك‭ ‬السياسية،‭ ‬فهو‭ ‬ممارسة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نظرية،‭ ‬وصراع‭ ‬أقليات‭ ‬ضدّ‭ ‬الميز‭ ‬العنصري‭ ‬والجنسي‭ .‬فاليسار‭ ‬الجمهوري‭ ‬يتهم‭ ‬الاشتراكيين‭ ‬بخيانة‭ ‬العلمانية‭ ‬والاندماج،‭ ‬عبر‭ ‬مقايضة‭ ‬أصوات‭ ‬الأقليات‭ ‬الإثنية‭ ‬والجنسية‭ ‬بالأصوات‭ ‬الشعبية‭ .‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عناه‭ ‬مجمع‭ ‬أبحاث‭ ‬“تيرّا‭ ‬نوفا”‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬له‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬بعنوان‭ ‬“اليسار،‭ ‬أيّ‭ ‬أغلبية‭ ‬انتخابية؟”‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬“إن‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬ليست‭ ‬

    في‭ ‬قلب‭ ‬التصويت‭ ‬لليسار،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬مجمل‭ ‬قيمه،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحركَ‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تشكّل‭ ‬أغلبية‭ ‬اليسار‭ ‬الانتخابية‭ .‬أما‭ ‬اليسار‭ ‬الليبرالي‭ ‬فهو‭ ‬يتهم‭ ‬يسارَ‭ ‬اليسارِ‭ ‬بعجزه‭ ‬عن‭ ‬استيعاب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الجديد‭ ‬والتأقلم‭ ‬معه‭ .‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬النزاع،‭ ‬تبرز‭ ‬نقطتا‭ ‬خلاف‭ ‬فارقتان‭: ‬أولاهما،‭ ‬خلاف‭ ‬اقتصادي‭ ‬يضع‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬أنصار‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ليبرالي‭ ‬جديد‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬حمائية‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭ .‬وثانيتهما،‭ ‬خلاف‭ ‬أيديولوجي‭ ‬وثقافي‭ ‬يضع‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬المتمسكين‭ ‬بالعلمانية،‭

    ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬اليسار‭ ‬الأخلاقي‭ ‬متعدد‭ ‬الثقافات،‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬توافقات‭ ‬معقولة،‭ ‬مع‭ ‬الإسلام‭ ‬بخاصة”‭.‬

    ‎ولئن‭ ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬ملتبسا‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العارف‭ ‬بخبايا‭ ‬الصراع‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬التيارات‭ ‬المتفرعة‭ ‬عن‭ ‬اليسار،‭ ‬فذلك‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يرفع‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الآخر‭ ‬قيما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬أيديولوجيته‭.‬‮ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬هيكلت‭ ‬“برمجية”‭ ‬اليسار‭ ‬منذ‭ ‬قرنين‭ ‬ويمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬نقاط‭: ‬فكرة‭ ‬“التقدم‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬كتصور‭ ‬للمستقبل‭ ‬يسمح‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬الحاضر؛‭ ‬فكرة‭ ‬“المشترك”‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬التوزيع‭ ‬داخل‭ ‬“مجموعة‭ ‬مشتركة”‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمثلنا؛‭ ‬فكرة‭ ‬“المساواة”،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الجميع‭ ‬كحقّ‭ ‬ووعد‭ ‬اجتماعي،‭ ‬وتتولى‭ ‬أمرها‭ ‬التربية؛‭ ‬فكرة‭ ‬“طوباوية‭ ‬عالم‭ ‬آخر”،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لعلاقات‭ ‬الهيمنة‭ ‬والاستغلال؛‭ ‬وأخيرا،‭ ‬فكرة‭ ‬“شعب‭ ‬يسار”‭ ‬تكون‭ ‬الأخوّة‭ ‬القادمة‭ ‬موجودة‭ ‬فيه‭ ‬سلفا‭ .‬بيد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬وضعتها‭ ‬موضعَ‭ ‬شكٍّ‭ ‬وإعادةَ‭ ‬نظر‭ ‬ليبراليةٌ‭ ‬جديدةٌ‭ ‬يهيمن‭ ‬فيها‭ ‬وعي‭ ‬تاريخي‭ ‬مركَّز‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬كارثي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رؤية‭ ‬مجتمعية‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الفردانية‭ ‬والتنافس‭ ‬والسوق،‭ ‬والقبول‭ ‬الضمني‭ ‬بالتفاوت‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وانفتاح‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭.‬

    وليس‭ ‬أمام‭ ‬اليسار‭ ‬كي‭ ‬يضمن‭ ‬نجاته‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬ابتكار‭ ‬مفهومه‭ ‬ووسائله‭ ‬وغاياته،‭ ‬ولمَ‭ ‬لا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأصول‭ ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين،‭ ‬والمعروف‭ ‬أن‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬بيير‭ ‬لورو‭ ‬‭(‬1797‭-‬1871‭)‬،‭ ‬تردد‭ ‬قبل‭ ‬صياغة‭ ‬مفهوم‭ ‬“الاشتراكية”‭ ‬إذ‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬خطرا في‭ ‬البداية،‭ ‬لكونه‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬وضاعة‭ ‬وعبثية‭ ‬عن‭ ‬الفردانية،‭ ‬ثم‭ ‬اقتنع‭ ‬بأنه‭ ‬يحتمل‭ ‬الأمل،‭ ‬فكتب‭ ‬يقول‭ ‬عام‭ ‬1845‭ ‬“نحن‭ ‬اشتراكيون،‭ ‬إذا‭ ‬قصدنا‭ ‬بالاشتراكية‭ ‬المذهب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يضحّي‭ ‬بأيّ‭ ‬لفظة‭ ‬من‭ ‬الصيغة‭ ‬‘حرية،‭ ‬أخوة،‭ ‬مساواة،‭ ‬وحدة’‭ ‬بل‭ ‬يوفق‭ ‬بينها‭ ‬جميعا”‭ .‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الدال‭ ‬“يسار”‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬منطلقه‭ ‬يتيح‭ ‬أن‭ ‬يجمعَ‭ ‬تحت‭ ‬رايةٍ‭ ‬واحدة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعتنقون‭ ‬بكيفية‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬أفكار‭ ‬ثورة‭ ‬1789‭ ‬ويعمدون‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬مقاومة‭ ‬الجهود‭ ‬الدائمة‭ ‬للكنيسة‭ ‬والنبالة‭ ‬لإعادة‭ ‬قيم‭ ‬مؤسسات‭ ‬العهد‭ ‬القديم،‭ ‬كليا‭ ‬أو‭ ‬جزئيا‭ .‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية،‭ ‬يقول‭ ‬ميشيا،‭ ‬يستمد‭ ‬صراع‭ ‬اليسار‭ ‬الليبرالي‭ ‬والجمهوري‭ ‬ضدّ‭ ‬اليمين‭ ‬والرجعية‭ ‬جذوره‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬الأنوار‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬قناعته‭ ‬الساذجة‭ ‬بأن‭ ‬التقدم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العقل‭ ‬والحرية‭ ‬سوف‭ ‬يقضي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬معالم‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭ .‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المانوية‭ ‬التبسيطية‭ ‬تتناسى‭ ‬أن‭ ‬نمط‭ ‬الإنتاج‭ ‬الرأسمالي‭ ‬‭-‬كما‭ ‬سيتخذ‭ ‬انطلاقه‭ ‬الحاسم‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الأولى‭-‬‭ ‬استوحى‭ ‬فلسفته‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬الأنوار‭ ‬السياسي،‭ ‬كآدم‭ ‬سميث‭ ‬وتورغو‭ ‬وفولتير‭.‬

    ‎إذا‭ ‬استحضرنا‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬ثورة‭ ‬العمال‭ ‬الاشتراكيين‭ ‬الأوائل‭ ‬ضد‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬الصناعي،‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬حينه،‭ ‬لا‭ ‬تتطابق‭ ‬إلا‭ ‬دوريا‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬دعوات‭ ‬اليسار‭ ‬“التقدمي”‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬مقاومة‭ ‬قوى‭ ‬“الظلامية”‭ ‬و”الرجعية”‭ ‬وحدها‭.‬
    تخطيط: ساي سرحان

    ‎لكأن‭ ‬اليسار‭ ‬عاد‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬البداية‭ ‬عام‭ ‬1845،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬حضيرة‭ ‬طوباوية‭ ‬يلتقي‭ ‬بداخلها‭ ‬ليبراليون‭ ‬وإنسانيون‭ ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬تمييز‭ ‬طبقي،‭ ‬وتضامنيون‭ ‬يتواصون‭ ‬بالتعاون،‭ ‬ومنظِّمون‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬نفوذ‭ ‬عمّالي‭.‬

    ‎وكانت‭ ‬الاشتراكية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كما‭ ‬بيّن‭ ‬الفيلسوف‭ ‬إيلي‭ ‬هاليفي‭ ‬‭(‬1870‭-‬1937‭)‬‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“تاريخ‭ ‬الاشتراكية‭ ‬الأوروبية”،‭ ‬تغطي‭ ‬اتجاهين‭ ‬مختلفين‭: ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬الطوباويون‭ ‬الذين‭ ‬يتوقون‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬جديد،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يرتابون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬السلط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة،‭ ‬وكانوا‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬عالم‭ ‬اقتصادي‭ ‬وأخلاقي‭ ‬جديد من‭ ‬خلال‭ ‬رواج‭ ‬الجمعيات‭ ‬التعاونية‭ ‬ودون‭ ‬مساعدة‭ ‬الدولة‭ .‬وأما‭ ‬الساعون‭ ‬لإيجاد‭ ‬جواب‭ ‬عن‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬فكانوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬بالإمكان‭ ‬تعويض‭ ‬مبادرة‭ ‬الأفراد‭ ‬الحرة‭ ‬بعمل‭ ‬المجموعة‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬تدبّره‭ ‬داخل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وتوزيع‭ ‬الثروة‭.‬

    ‎وفي‭ ‬اعتقاد‭ ‬مارسيل‭ ‬غوشيه‭ ‬أن‭ ‬علة‭ ‬اليسار‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تفتت‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ .‬فمنذ‭ ‬تشكل‭ ‬الأحزاب‭ ‬العمالية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬كانت‭ ‬الاشتراكية‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬اقتصادي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬النظم‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وإيلاء‭ ‬الدولة‭ ‬دورا‭ ‬مركزيا،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬فاعل‭ ‬تاريخي‭ ‬مميز‭ ‬هو‭ ‬البروليتاريا،‭ ‬رأس‭ ‬حربة‭ ‬الصراع‭ ‬الطبقي‭ .‬وكان‭ ‬اليسار‭ ‬حينئذ‭ ‬يَعِد‭ ‬بتجاوز‭ ‬التنظيم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬القائم‭ ‬تجاوزا‭ ‬يُدرِجه‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التاريخ‭ .‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬انشقاقا‭ ‬كان‭ ‬يفرّق‭ ‬بين‭ ‬الإصلاحيين‭ ‬والثوريين،‭ ‬ولكنّ‭ ‬الخلاف‭ ‬كان‭ ‬حول‭ ‬الوسائل‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتغيير‭ ‬المجتمع،‭ ‬أما‭ ‬الغاية‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬واحدة‭.‬

    ‎كل‭ ‬ذلك‭ ‬البنيان‭ ‬تهاوى‭ ‬قطعة‭ ‬قطعة،‭ ‬وشهدت‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬ظاهرة‭ ‬إزالة‭ ‬البروليتاريا‭ ‬عبر‭ ‬تعميم‭ ‬الإجارة‭ ‬‭(‬منظومة‭ ‬الأجراء‭)‬‭ .‬وبذلك‭ ‬صار‭ ‬شيوع‭ ‬وسائل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ولو‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تأميم،‭ ‬مثيرا‭ ‬للاشمئزاز،‭ ‬وبات‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬مذموما‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬البنوك‭ .‬وعدلت‭ ‬قوى‭ ‬اليسار‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬التغيير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬مشروعها‭.‬

    ‎وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬عمق‭ ‬الأزمة،‭ ‬فقد‭ ‬فقدت‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تأوّل‭ ‬وقيادة‭ ‬حركة‭ ‬المجتمع‭ ‬نحو‭ ‬حال‭ ‬أكثر‭ ‬اكتمالا‭ ‬وعدلا‭ .‬وفي‭ ‬رأي‭ ‬غوشيه‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬يصيب‭ ‬اليسار‭ ‬الحاكم‭ ‬واليسار‭ ‬الراديكالي‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬فالأول‭ ‬حصر‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تسويات‭ ‬وتعديلات‭ ‬على‭ ‬الهامش،‭ ‬والثاني‭ ‬اكتفى‭ ‬بإدانة‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬إدانة‭ ‬لا‭ ‬تقدّم‭ ‬ولا‭ ‬تؤخر‭.‬

    ينشر الملف بالاتفاق مع "الجديد" الشهرية الثقافية اللندنية

    كاتب من تونس مقيم بباريس
    أبو بكر العيادي
                  

03-20-2017, 09:25 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    تكرار لإتاحة الفرصة لقراءة المقال البسم و الذي يحجتاج إلى قراءة متأنية.
                  

03-26-2017, 06:50 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لأهمية الموضوع المطروح و للاستمرار في طرحها للنقاش إن تيسّر ذلك أو لعرض مختلف وجهات النظر حول هذا الموضوع الذي لم يجد حتى الآن النقاش الوافي على الأقل في صحفنا المحلية و إن كان من المحتمل أن تمت مناقشته بشكل محدود داخل اروقة بعض الأحزاب أو المجموعات السياسية على وجه الخصوص المرتبطة فكريا بالماركسية.و لا يغيب بالطبع عن بالنا ردود الأفعال التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل الرمز الدال على الشيوعية و الفكر الماركسي على الأقل من وجهة نظر بعض و ليس كل الجماعات المتأثرة أو المناصرة للفكر الماركسي. و كانت بعض ردود الأفعال المحلية انفضاض البعض من الحزب الشيوعي أو تكوين جماعات أخرى موازية أو متعارضة . و لكن كل ذلك لم يتتبعه جدل و مناقشات فكرية تتسم بالعمق بما يكفي او على الأقل لم تتسم بالاستفاضة( و هو داؤنا و ضلالنا القديم الذي لم نُشفَ) منه. و لا زلت أؤكد أن طرحي لهذا الموضوع يجيء من إحساس بقصور لدينا و لدى مثقفينا في الشأن النقدي العلمي و استخدام المنهج الفكري التحليلي في كثير من القضايا. و ليس لطرح الموضوع أي علاقة شخصية أو خاصة بالفكر الماركسي أو الحزب الذي يتبنى هذاالطرح بالرغم احترامي الكامل له.و لكن أليس وجود نظرية امتدت في التاريخ لأكثر من قرن من الزمان و انتمى لها الملايين و مات بسببها الآلاف ألا تستحق أن نسكب المداد و نُعْمِل الفكر و التحليل لنرى إلى أي حد تناسب هذه النظرية التطبيق و ما هي نواحي الضعف و القوة فيها؟و كيف ننظر إلى ما تم فيها من تعديلات و إضافات؟..إلخأ
    لكن ما الذي يحدث اليوم؟ فإذا كانت الشيوعية قد أثبتت فشلها منذ أكثر من عشرين عاماً عندما سقط جدار برلين واختفى الاتحاد السوفييتي من الوجود، فلماذا تبدو النظرية الماركسية، أو على الأقل انتقاداتها التي وجهتها قبل 150 عاماً للنظام الرأسمالي، وجيهة إلى غاية اليوم؟ ولماذا أيضاً هذا التململ الواضح في بناء الرأسمالية والأزمات العميقة التي تزلزل أركانه بين الفينة والأخرى؟ يرى الكاتب أن المشكلة الحقيقية هي في عدم تحقق النبوءات الماركسية ببلوغ الرخاء والازدهار، محذراً من رؤية يطغى عليها الحنين إلى زمن لم يعشه الكثير ممن ينظرون إلى الحقبة الشيوعية بمثالية تخلو من التحليل والواقعية، فرغم الاضطرابات التي يعاني منها النظام الرأسمالي، فإنه في كل مرة كان يواجه فيها أزمات كبيرة، كان ينجح في التكيف مع المستجدات وإطلاق بدائل جديدة تتجاوز الطريق المسدود للنمو الاقتصادي عبر التأسيس لآليات جديدة تخلق الثروة من خلال الإنجازات التكنولوجية، هذه القدرة على استيعاب المتغيرات هي ما فشلت الشيوعية في تمثله، ليس لعدم وفائها للمبادئ الماركسية التي انقلبت عليها، بل لانتفاء صفة الصدق والنزاهة في مساعي القادة الشيوعيين الذين غلّبوا مصالحهم الذاتية وتمسكهم بالسلطة على حساب بناء المجتمع الشيوعي.
    زهير الكساب

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 03-26-2017, 07:56 AM)

                  

03-26-2017, 07:17 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    (طياف الماركسية: نظرة تتجاوز الحنين)
    هذا مقال لزهير الكساب يستعرض فيه كتاب بعنوان(صعود وسقوط الشيوعية)
    تأليف: أرشي براون(بريطاني) 2009.
    ملحوظة: ليس نقلي للمقال لكوني أتفق أو اختلف معه و لكنه عرض لوجهة نظر ما..فمن يريد ان يعرض وجهة نظره مؤيدا او مخالفاً غعلى الرحب و السعة.
                  

03-26-2017, 07:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    (أطياف الماركسية: نظرة تتجاوز الحنين)
    زهير الكساب
    شهدت الأشهر القليلة الماضية فورة في عدد الإصدارات التي تتطرق للفكر الشيوعي والنظرية الماركسية، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، بل ارتفع الطلب على طبعات جديدة من كتاب "رأس المال" لكارل ماركس و"البيان الشيوعي" لفريدريك إنجلز. والحقيقة أن هذا الانتعاش المفاجئ في الأدبيات الماركسية والتاريخ الشيوعي، ليس غريباً بالنظر إلى المرحلة التي يمر بها العالم اليوم وطغيان أزمة اقتصادية تنذر بالتحول إلى كساد كبير شبيه بما ساد في ثلاثينيات القرن الماضي، لذا من الطبيعي أن تتناسل الأسئلة المشككة في قدرة الرأسمالية على الوفاء بوعود النمو والازدهار وتتصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة النظام الرأسمالي وإعادة تقييم مبادئه المؤسسة. وفي هذا السياق يأتي الكتاب الذي نعرضه هنا للمؤرخ البريطاني والخبير في قضايا الشيوعية "أرشي براون"، بعنوان "صعود وسقوط الشيوعية"، ليتأمل ذلك الحنين الذي قد يجرف البعض بعيداً عن الواقع ويفتح أعين الناس الذين هالهم ما يحدث للرأسمالية اليوم، وللوقوف على حقيقة الشيوعية والأنظمة التي اعتمدتها لفترة طويلة وما صحبها من اضطراب انتهى بالفشل ومغادرة التاريخ. هذا الرجوع إلى التاريخ لمراجعة الشيوعية وتقييمها، ضروري لكشف ملامح حقبة مهمة من التاريخ السياسي للبشرية كانت فيه ثلث بلدان العالم تحكمها أحزاب ماركسية لينينية، وذلك قبل أن يطويها التاريخ وتغرق في النسيان.
    بدأ الكاتب بقصة حول أول لقاء له مع شخص شيوعي عندما كان في بداية شبابه، مستحضراً ما دار بينهما قائلا: "لقد أخبرني بأن كل ما يقع تحت بصري، من أكبر محل تجاري إلى أصغره، عليه أن يخرج من إطار الملكية الخاصة لأنها مثل السرطان ما تلبث أن تنتشر في جسم الدولة". لكن قبل وصول الفكر الماركسي إلى أوروبا الغربية، وتحديداً إلى بريطانيا وفرنسا، يتعقب الكاتب البدايات التي أطلقت نظرية ماركس حول الاقتصاد الرأسمالي وتحليله للتناقضات الأساسية في بنيته والتي توقع أن تقود في النهاية إلى أفول الرأسمالية وسيطرة العمال على وسائل الإنتاج... تلك الأفكار والتحليلات التي استمرت حتى بعد أول ثورة شيوعية في روسيا، وصولا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ثم الحرب الباردة.
    في تلك الفترة، يقول الكاتب، عندما كانت القيم الليبرالية الغربية محاصرة بالمد الشيوعي، وكان بريق الماركسية على أشده في أوساط المثقفين، لاسيما في الدول الخارجة لتوها من ربقة الاستعمار والمتطلعة إلى عهد جديد من الازدهار والتحرر الوطني، برزت رؤيتان في مقاربة الماركسية: الأولى ترى أن الشيوعية، وبعيداً عن وعودها البراقة بتأسيس مجتمع مزدهر وخالٍ من الطبقات، حيث يُطور الإنسان قدراته إلى أقصى الدرجات الممكنة، جلبت القمع والظروف الحياتية المتواضعة في أحسن الأحوال، والظلم والمجاعة؛ لأن الماركسية مهما كانت طموحة على المستوى النظري، تبقى قاصرة على مستوى التطبيق. أما الرؤية الثانية والأكثر حسماً في تقييم الماركسية، فهي تلك اعتبرت النظرية نفسها خاطئة.
    ولعل ما دعم هذا الطرح المنتقد للنظرية الماركسية من أساسها، رغم أن هذه الأخيرة كانت سباقة إلى كشف تخبط الرأسمالية وتعرضها للإفلاس، هو مقاومة الدول المتقدمة لتنبؤات ماركس، حيث استمرت الرأسمالية دون أن ينتفض ضدها العمال، ولم تحدث تلك الثورات العارمة التي بشر بها منظرو الماركسية، كما أن العمال الذين يفترض أن يتزعموا الثورة ويتصدروا مسيرتها بسبب ظروف الاستغلال الكامنة في بنية الرأسمالية، تحسنت أوضاعهم المادية وانتزعوا مكاسب مهمة في مجال التمثيل النقابي والتغطية الصحية. أما في البلدان التي وصل فيها الشيوعيون إلى الحكم مثل الصين وروسيا، فقد ظلت الدولة قائمة ولم "تنقرض" كما تنبأ ماركس وإنجلز، بل طور الشيوعيون وسائلهم الخاصة لفرض السيطرة وإخضاع الخصوم السياسيين من خلال التوظيف الأمثل لوسائل العنف والسيطرة التي تتيحها الدولة.
                  

03-26-2017, 07:29 AM

البرنس ود عطبرة
<aالبرنس ود عطبرة
تاريخ التسجيل: 01-09-2017
مجموع المشاركات: 1234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    واهم من يظن ان الماركسية اصل لها ماركس فهي عقيدة مجوسية اتت من بلاد فارس
    اول من اسس للماركسية هو مزدك بن موبذان الفارسي المُختلف في تاريخ ولادته قيل في عام 467 وقيل 487 كانت ولادته في بلاد فارس والمتوفى نحو 528
    والمذهب الذي اسس له (المذدكية) دين ثَنَوي منبثق من (المانوية) للزعيم الديني الفارسي وكان ينادي بالاشتراكية في كل شيء حتى النساء
    فكتب فيه صاحب الملل والنحل (أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيه كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ) المصدر : الملل والنحل للشهرستاني ص 276
    وجاء في تاريخ الطبري (افترص السّفلة ذلك واغتنموا وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم فابتلى الناس بهم وقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله لا يستطيع الامتناع منهم ، وحملوا قباذ على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه فلم يلبثوا إلا قليلا حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه ولا يملك شيئا مما يتسع به...ولم يزل قباذ من خيار ملوكهم حتى حملة مزدك على ما حمله عليه فانتشرت الأطراف وفسدت الثغور) المصدر : تاريخ الطبري ص 204
    عقيدة اشتراكية سيئة اخذ منها الهالك ماركس ما اخذ وعدل عليها القليل من فكره ومما كان يكتبه في حياته وادعى بانها فكر
                  

03-27-2017, 07:24 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: البرنس ود عطبرة)



    من ضمن المساهمات التي تلقي الضوء على
    النظرية و الفكر و الممارسة الماركسية وجدت هذه المقالة التحليلية الدسمة و الشاملة و التي تركز على المنطقة العربية فرأيت أن أشرككم فيها.إذ لا يصح أن نكون بعيدين (فكريا) عما يحدث حولنا أو بيننا..
    المقال بقلم:( خليل كلفت) و أعتقد أنه نوبي مصري. المقال ورد ضمن سلسلة (ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية) و جاء بعنوان( مسارات تراجُع اليسار الماركسى) و المقال رقم طوله لم استطع أن أجتزءِ منه لتماسك أجزائه و ارتباطها ببعضها البعض.
    ------------
    الأخ البرنس
    أحترم وجهة نظرك و لا تعليق
                  

03-27-2017, 07:26 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)




    اكتسب اليسار العربى سماته النوعية من نشأته فى إطار التبعية الاستعمارية فى بلدان عربية كانت مستعمرات وأشباه مستعمرات. وجاءت تطورات سياسية متنوعة فى منطقتنا وفى العالم طوال أكثر من قرن بسمات مميزة جديدة.
    وقد فرض واقع التبعية الاستعمارية قضايا بعينها: فرضت البنية الاجتماعية-السياسية التابعة للاقتصاد الرأسمالى العالمى القضية الوطنية بجانبيها المترابطين: جانب التحرر من التبعية الاقتصادية وخلق مجتمع رأسمالى حديث، وجانب الاستقلال السياسى عن طريق جلاء الاحتلال العسكرى والتحرُّر من الإدارة الاستعمارية.
    وتصدَّت لقيادة هذه الرأسماليات العربية التابعة حركات وأحزاب استقلالية قومية/وطنية، وبرجوازية صغيرة، أثناء وفى أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفى فترة ما بين الحربين، كما وقعت انقلابات عسكرية فى سياق قضية الاستقلال الوطنى، بدت معادية للإمپريالية و"الإقطاع" والتبعية الاقتصادية. وفى فترة استقلال المستعمرات فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، تحولت هذه الحركات والأحزاب والانقلابات تدريجيًّا إلى طبقات رأسمالية حاكمة: رأسمالية الدولة (من خلال التأميمات) أو الرأسمالية الخاصة أو الشراكة بينهما. وارتفعت شعارات الاستقلال والاشتراكية فضللت الشعوب باسم الاستقلال مرة، وباسم الاشتراكية مرة أخرى.
    وكان من المنطقى أن تعجز الرأسماليات القومية/الوطنية التابعة عن تحقيق أىّ شعار أساسى من شعاراتها البراقة، وانتهت إلى التراجع التاريخى الشامل بعيدا عن كلِّ استقلال أو اشتراكية، وساد الاستغلال الفاحش بمعدلات قُصوَى، وتفاقم الفقر والإفقار رغم مكاسب "اشتراكية" ضئيلة سرعان ما تبخَّرت، وعمَّ الفساد الشامل الدولة والمجتمع والسكان، وتدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لتؤدى إلى حدود قصوى للديكتاتوريات العسكرية. وتفاقمت مصادرة الحياة السياسية من خلال حظر الأحزاب السياسية اليسارية أو ترويضها وتقزيمها فقامت تعددية صورية متقلصة عدديا، ومنعزلة جماهيريا، وفقيرة فكريا، وانتهازية سياسيا، وذيلية إزاء السلطة الطبقية الحاكمة. ونشأت بيئة صارت مرتعا خصبا للتدهور الثقافى والرجعية الدينية وحركاتها الأصولية الإرهابية الواسعة الشعبية التى يتغذى انتشارها على بؤس الشعب اقتصاديا وفكريا وماديا وروحيا، من ناحية، ومن غياب الحرية، من ناحية أخرى.
    وأدى كل هذا إلى تشكُّل رأسماليات تابعة وريعية وبقايا قبل-رأسمالية تسير على طريق التراجع التاريخى الشامل يمس بقاء هذه الشعوب، وليس إلى مجرد التهميش.
    وحكمت حدود الثورات الشعبية وأوضاع التبعية القديمة والجديدة فى مصر، على ثورة 19، وعلى تداعيات انقلاب 52 العسكرى، وعلى ثورة يناير 2011، على سبيل المثال، بحدود قاسية وبعيدة عن إحداث تطور جذرى على طريق التصنيع والتحديث والاستقلال والخروج من التبعية. وتكررت هذه المسارات فى مختلف البلدان العربية، وفى مختلف مناطق وبلدان العالم الثالث.
    وكانت بداية نشأة اليسار العربى ومسار تطوره متزامنين إلى حد كبير مع قيام الاتحاد السوڤ---ييتى، وتعاظُم حركة التحرر الوطنى الاستقلالى فى المستعمرات وأشباه المستعمرات فى إطار التحرر من الاحتلال الاستعمارى والإدارة الاستعمارية، وكذلك فى إطار أوسع من الحركات الشعبية الاستقلالية والاجتماعية المسلحة وخاصة فى الصين تحت راية الماركسية. وكان للإطار الشيوعى واليسارى العالمى تأثيره المنطقى المتمثل فى التبعية اليسارية العربية والعالمية، باستثناءات مهمة، لمركز أو آخر من المراكز الشيوعية، خاصة الشيوعية السوڤ---ييتية، والشيوعية الصينية الماوية، والأورو-شيوعية. كما كان لانهيار ذلك المسار الشيوعى العالمى تأثيرٌ قاصم للظهر على تطور اليسار العربى، مع اتضاح طبيعة الصيرورة الرأسمالية للأنظمة االتى نتجت عن كلٍّ من الثورات "الاشتراكية" والثورات القومية الاستقلالية المسلحة والسلمية فى كل مكان، ومع اتضاح الطبيعة الرأسمالية التابعة للرأسمالية القومية، ومع كل جوانب الانكسارات القومية فى البلدان العربية، خاصة بحكم الانكسارات الأصلية للحركة الشيوعية العربية تحت الضربات القاصمة للظهر لديكتاتوريات رأسمالية تابعة معادية للشيوعية يدعمها تأثير الدعاية الغربية.
    كما جلبت معارك الاستقلال الوطنى معها قضية الوحدة العربية التى صارت غاية كبرى دعائية للأنظمة القومية، ولفلول تلك الأنظمة التى عملت على إحياء مراحل استقلالية لتطور الرأسمالية القومية مع الدفاع عنها، وعن سياساتها التى قادت إلى النكسات والانكسارات والهزائم، وحتى عن مغامرات الأنظمة القومية التى جلبت التدخلات والاحتلالات الاستعمارية والصهيونية.
    وأدى انهيار الاتحاد السوڤ---ييتى إلى انهيار الحركات الشيوعية واليسارية فى العالم كله. فقد سارت الأحزاب الشيوعية التحريفية السوڤ---ييتية الطراز فى طريق العزلة الجماهيرية المُطْبِقة، فى بيئة سادتها أنظمة الحزب الواحد، أو التعددية الصورية، وتبعية النقابات العمالية والمهنية للدولة، وتصفية الحياة السياسية، ومحاربة الثقافة، وترويض المثقفين واليساريِّين، ومع الزمن، وبفضل بيئة اجتماعية وسياسية وثقافية صارت جاهزة، تشكلت وتطورت جماعات الأصولية الإسلامية، التى هيأت جماهير واسعة لتبنِّى فكر الإسلام السياسى فى غياب يسارٍ أضعفته ضربات أمنية قاصمة، وتطورات اجتماعية وثقافية غير مواتية، جنبا إلى جنب مع التبعية الفكرية لليسار الماركسى بأغلبيته الساحقة إزاء التحريفية السوڤ---ييتية والأيديولوچيا القومية فى آنٍ معا.
    وصار اليسار يعنى أحزابا شيوعية ضعيفة أيديولوچيًّا وعدديا وشعبيا، وتحريفية فكريا وسياسيا، باستثناءات قليلة وضعيفة، أىْ أن اليسار صار يعنى "فلولا" للشيوعية العربية، إلى جانب "فلول" أيديولوچيات الرأسمالية القومية التابعة، كالناصرية، والبعثية بجناحيها السورى والعراقى، وحركة القوميِّين العرب التى كانت لها على كل حال امتدادات أفضل فى فلسطين وعدن. وصار هدف اليسار القومى العربى هو الاستقلال من الطراز القومى الناصرى والبعثى، مع بعض الانتقادات المبعثرة. وعلى عكس الناصرية التى صارت ناصرية الشارع بعد رحيل عبد الناصر، ظلت الأنظمة القومية تمثل طموح بعث صدام حسين حتى إعدامه، وبعث حافظ الأسد وشبله بشار، إلى توسيع مناطق نفوذهما وخلق امتدادات مباشرة لحكمهما، الأمر الذى يجرِّد الكثير من هذه الأحزاب والحركات "اليسارية" من صفة اليسار، فهى شعبية إلى حد ما ولكنها قبل كل شيء امتدادات لنفوذ رأسماليات قومية تابعة للرأسمالية العالمية.
    وكانت النتائج السياسية للضعف العددى والجماهيرى والأيديولوچى لليسار العربى الشيوعى فادحا على رؤيته للحاضر والمستقبل وتجاهُله لمقتضيات كبح التراجع التاريخى، وعدم إدراكه لأبعاد الكارثة التى تعيشها شعوبنا وبلداننا، والعجز، بالتالى، عن الاستفادة بالثورات والانتفاضات والانفجارات الشعبية فى تحقيق مستويات من الديمقراطية الشعبية من أسفل رغم الدور الكبير لليسار الشيوعى والطليعة الشبابية الديمقراطية فى التمهيد لها وتفجيرها وتطويرها والسير بها إلى الأمام.
    وبدَّد افتقار اليسار العربى، وغير العربى، إلى رؤية علمية ناضجة للثورات العربية الراهنة، جنبا إلى جنب مع ضعف تأثيره الجماهيرى، وقوة الثورة المضادة المتمثلة فى الأنظمة الحاكمة والإسلام السياسى الأصولى، فرصة تاريخية لتحقيق مستويات من الديمقراطية الشعبية من أسفل، وساعد على هذا التقصير بقوة واقع أن أنظار الثوار ظلت شاخصة إلى أعلى نحو أحلام وأوهام استيلاء هذه الثورات على سلطة الدولة، ومع تبدُّد أوهام ثورة التوقعات والنكسات؛ طرأت على قطاعات كبيرة من اليسار حالة من الإحباط اقترنت فى كثير من الأحيان بمواقف يسارية طفولية وعدوانية.
    وترتبط مصائر هذه الثورات بمقتضيات طبيعتها، وبغياب المفهوم النظرى للثورة الشعبية، وبالتالى لقوانين تطورها، بالتباسات مفهوم الثورة حتى فى النظرية الماركسية مع أنها قدمت مقدمات كافية لفهم الثورة دون نجاح فى مفصلتها، بل أحاطتها بنصوص ملتبسة حتى عند ماركس ذاته، رغم إنجازات الماركسية فى مجال الممارسة العملية الثورية فى كل مكان، وفى تطور التاريخ العالمى الحديث، وفى تطور العلوم الإنسانية والآداب والفكر طوال هذا التاريخ.
    وكانت كل رأسماليات اليسار القومى التابعة ديكتاتوريات عسكرية. وكانت الكتب الماركسية تؤكد لنا أن الديمقراطية البرچوازية شكل من أشكال الديكتاتورية الطبقية، ولكننا لم ندرك أبعاد هذه المقولة ولم نكتشف إلا فيما بعد الطابع المزدوج لهذه البلدان حيث توجد ديكتاتورية عسكرية من أعلى تفرضها الطبقة الرأسمالية الحاكمة، وديمقراطية شعبية من أسفل تتطور بالتدريج نتيجة لمقاومة وتضحيات الطبقة العاملة وباقى الطبقات الشعبية، بحيث تتمثل حالة الديمقراطية فى محصلة هذا الصراع. وكان لغياب مفاهيم الديكتاتورية العسكرية والحكم العسكرى والديمقراطية أثر كبير فى تشوُّش شعارات ومطالب صيغت بوهم الديمقراطية، بل حتى بوهم تحقيقها من خلال ما سُمِّى بإعادة بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية.
    وإذا أوجزنا ملامح بعض ما حققه اليسار الماركسى، طوال تاريخه الطويل، الذى يبدأ ﺑ--- ماركس نفسه، وبمؤسسى هذه النظرية وواضعى المبادئ العامة لإستراتيچيات وتاكتيكات الممارسة الثورية، سنجد ما يلى:
    وضع ماركس والمؤسسون نظرية اقتصادية واجتماعية وفلسفية أحدثت قطيعة مع كل نظرية سابقة، وصارت أعمالهم، وبالأخص رأس مال ماركس، أساسا من أسس الفكر العالمى بكل أيديولوچياته فى الاقتصاد السياسى والفكر الاجتماعى ونظريات، وحتى ممارسات، الفكر الجمالى والنقد الأدبى والآداب والفنون فى كل مكان؛ وكان هذا هو الإنجاز الكبير الذى تحقق وتمَّ على أساسه بناء نظريات والقيام بممارسات كبرى منذ ذلك الحين. وبدون النظرية الماركسية ما كان من الممكن أن يكون الفكر الفلسفى والاجتماعى والجمالى فى العالم كله بالنضج الحالى.
    وقد تطورت الحركة العمالية والنقابية ونضالاتها بفضل تأثير الفكر الثورى الماركسى، وكما يعرف الجميع فقد حققت تلك النضالات نجاحات وإنجازات كبرى، ولا يمكن أن نتصوَّر بدون الدور الذى لعبته الماركسية وامتداداتها فى الممارسات النضالية ما حققته الطبقات الشعبية فى كل مكان فى مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات النقابية والسياسية، كما يتجلى فى مستويات المعيشة والأجور والتأمين الصحى والاجتماعى والنقابات القوية والأحزاب السياسية العمالية وتحسين شروط العمل والتطور الحاسم فى قدرتها التفاوضية على برامجها المطلبية. وبهذا تمَّ إرساء وترسيخ أُسُس أرضية اجتماعية لكل النضالات الحالية والقادمة.
    ثم قطعت نضالات الحركة الاشتراكية خطوة كبرى إلى الأمام بثورات القرن العشرين المسماة بالثورات الاشتراكية. وكانت لقيام الاتحاد السوڤ---ييتى والصين الشعبية ودول أخرى نتائج تاريخية منها إنقاذ معظم شعوب هذه البلدان وبالأخص روسيا والصين من المصير المأساوى لبلدان العالم الثالث، وذلك بفضل التطوير الجذرى لقوى الإنتاج فى هذين البلدين.
    ورغم الإطار الذى تحققت فيه هذه الإنجازات: رأسمالية الدولة البيروقراطية والحكم الديكتاتورى الاستبدادى المتطرف (الحكم الستالينى على سبيل المثال الصارخ)، كان للدور الاقتصادى والسياسى الذى لعبته هذه البلدان أثر كبير على تطوُّر العالم. ذلك أن المساعدة الاقتصادية والتقنية والسياسية التى قدمها الاتحاد السوڤ---ييتى للصين الشعبية ولبلدان "اشتراكية" أخرى، وكذلك لبلدان العالم الثالث كانت حاسمة فى تحقيق مستويات متعاظمة من التقدم والصمود أمام عدوانية الغرب الإمپريالى.
    وقام الاتحاد السوڤ---ييتى بدور حاسم فى نشأة وتطور الأحزاب الشيوعية فى الغرب الرأسمالى المتقدم كما فى العالم الثالث التابع؛ وكان لهذه الأحزاب رغم مختلف مشكلاتها البنيوية، ورغم تبعية أغلبها للخط السوڤ---ييتى، دور تاريخى فى التطور السياسى والاجتماعى والثقافى والجمالى لكل البلدان على ظهر الأرض، وباختصار ... تحددت حالة العالم الراهن بالدور اليسارى التاريخى للماركسية وامتداداتها فى الحركة العمالية والبلدان والأحزاب والحركات الاشتراكية.
    على أنه كان لا مناص من أن تنفجر ذات يوم فقاعة الإطار التحريفى لهذه الماركسية. وكشف انهيار الاتحاد السوڤ---ييتى وتوابعه حقيقة رأسمالية الدولة التى كانت تختفى وراء شعارات الاشتراكية. ثم دخلت هذه البلدان فى نفق مظلم فتراجعت قدرتها على مساعدة بلدان العالم الثالث، وبالأخص انهارت معه الأحزاب الشيوعية فى كل مكان وكأنها قصور من ورق. على أنه لا يمكن اعتبار تحريفية الماركسية وتراجُعها السبب وراء التراجع التاريخى للعالم الثالث، وتراجع قدرة الماركسية على تغيير العالم، والتراجع النسبى والمؤقت لدور الماركسية فى الفكر العالمى، لأن التاريخ لا يسير إلى الأمام بفعل التطور الفكرى وحده، ولا بد من أن نأخذ فى الاعتبار البنية المادية الاجتماعية-الاقتصادية التى حكمت وما تزال تحكم عليه أعمق تناقضاته بالتراجع بين رأسمالية عالمية تعيش أزمة ركودها المزمن، وعالم تابع يهدِّده تراجعه التاريخى بالانهيار الشامل لأنه يخضع لنتائج قانون "ثورة سكانية بدون ثورة صناعية".
    وتمثلت نتيجة ذات أهمية قصوى من نتائج تشخيص وممارسات الماركسية وبالأخص اللينينية لطبيعة عصرنا بوصفه عصر الإمپريالية والثورة الپروليتارية فى اتجاه اليسار الشيوعى العالمى نحو تأسيس نظرياته وممارساته على فرضية أن الثورة الپروليتارية على الأبواب. وصحيح أننا كنا وما نزال فى عصر الإمپريالية، ولكننا لم نكن مطلقا ولسنا الآن فى عصر الثورة الپروليتارية. خاصة إذا فهمنا الثورة الپروليتارية على أنها على الأبواب. والحقيقة أن نضالات سياسية وعمالية لليسار الشيوعى تأسست على هذا التشخيص طوال ما يزيد على قرن ونصف. وكان هذا يؤدى إلى ممارسة كل نضال طبقى على أنه فى سياق ثورة پروليتارية وشيكة. ويتمثل العيب الجوهرى لاتباع هذا التشخيص المضلل فى أن النضالات تركز إلى جانب حقائقها، على أوهام تُبدِّد التركيز الضرورى على برامج قابلة للتحقيق فى المدى المباشر إلى جانب النضال الفكرى الاشتراكى الطويل الأمد. وصحيح أن نضالات كبرى جرت فى سياق هذا التشخيص غير أن المحصلة كانت مختلفة دائما عنه. فقد ناضل كلٌّ من الحزبين الشيوعيين السوڤ---ييتى والصينى وغيرهما فى سياق تشخيص الثورات الاشتراكية الوشيكة، غير أن التطور الفعلى لهذه الأنظمة كان رأسماليا فى جوهره وغارقا فى الفساد، وديكتاتوريًّا وپوليسيًّا واستبداديًّا فى حكمه، وكان من المنطقى أن تكون المحصلة النهائية لتلك الثورات هى الرأسمالية المافياوية الصريحة السائدة فى هذه البلدان. ولولا هذا التشخيص ما كان من الممكن على سبيل المثال أن يتحول الصراع السياسى الصينى-السوڤ---ييتى إلى صراع أيديولوچى أدى إلى انقسام خطير فى الحركة الشيوعية العالمية. ويمكن القول إن الحيرة التى عذبت الثوار والمثقفين واليسار الشيوعى إزاء مسألة طبيعة الثورات العربية الراهنة ترجع إلى أوهام ترتبط بمقولة عصر الثورة الپروليتارية.
    وكانت ثورات ما يسمَّى بالربيع العربى اختبارًا حاسمًا لحالة اليسار المصرى والعربى فى واقعه الحالى. ورغم الدور الكبير لذى لعبه ثوار اليسار كشرارة ساعدت على انطلاق هذه الثورات الشعبية الكبرى والسير بها إلى الأمام، عجز اليسار، بحكم ضعفه العددى والسياسى والجماهيرى والفكرى، عن خلق ركائز باقية من الديمقراطية الشعبية من أسفل باعتبارها أدوات نضالات قادمة. غير أن النتائج الفعلية المأساوية لهذه الثورات تمثلت فى حروب أهلية مدمرة فى سوريا وليبيا واليمن، بنتائجها الكارثية التى ستمتد لأجيال قادمة، ليس فى المحل الأول بسبب غياب اليسار، أو فشله فى تنظيم حزب يسارى كبير موحَّد، أو لقوة الإسلام الإخوانى-السلفى، بل بحكم قانون حدود الثورات الشعبية، طوال التاريخ.
    أما سؤال كيف ينهض اليسار فإنه مرتبط بالتطور الاجتماعى لعالمنا الثالث، والأمل معقود على أن ينمو ويتطور ويتوصَّل فى خضم صراعاته الطبقية وتطوره الفكرى إلى تصورات أكثر إدراكا لإطار النضال الطبقى، بحيث لا يسير وراء أوهام الثورات الپروليتارية الوشيكة. وعندما يتحرر الفكر اليسارى الشيوعى من أوهام الاشتراكية الوشيكة يغدو من المحتمل أيضا أن تتحرر الممارسة الثورية من قيودها الفكرية الثقيلة.
                  

04-09-2017, 08:37 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا بقيَ من الماركسية في القرن الواحد و ع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    من بين التغييرات التي يشهدها العالم بفعل النظام الرأسمالي هو تسليع كل شيء و تحويل الأإنسان إلى كائن مستهلك و ‏إلى سيادة إدحال كل شيء إلى السوق و إلى مدارج التقييم التسعيري لكل ما توفره الطبيعة و كل ما ينتجه الإنسان. و ‏تحولت كل الأشياء إلى سلع قابلة للتداول السوقي و للعرض السوقي.كما هي قابلة للتسعير و التقييم باعتبارها سلعة.‏
    كان أقصى ما فكر فيه مفكرو الماركسية عند تحليلهم للرأسمالية و لمسار تطورها المستقبلي أن الإمبريالية هي آخر ‏مراحل تطورها. و لكن كما الحياة حبلى بكل ما يخطر على قلب بشر أو خيال مفكر أو تنبؤات العلماء. فقد دخل العالم ‏كله خلال العقدين السابقين من خلال بوابة الرأسمالية لتتحول معظم اقتصاديات العالم و تتناغم مع اقتصاديات ‏السوق.و كان للتطور التقني في مجالات الااتصالات و الإعلام إحدى المخالب الناعمة و اتلشرسة في نفس الوقت ‏لخلق منصات متعددة لجذب ما تبقى خارج الحلبة ليسارعوا للاشتراك في السباق و التنافس.‏
    فكان من أهم التغييرات على صعيد الطبقي هو تغير البروليتاريا شكلا و مضمونا و تقلص حجمها و تلاشي ملامحها ‏كأدوات كانت متوقعة لإحداث التغيير و لكن المفاجأة أنها لم تعد بنفس التضامن و لم تعد نفس الملامح و الصفات و ‏داخلتها نقمة أو نعمة البرجزة ففقدت فعالية كانت مناطة بها للتغيير.‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de