ول ابا الفاتح..حبابك يا صديقي ، والتحية عبرك للأستاذة (الباشا) ايناس الدغيدي..! سعدت بهذا الحوار ، لأنك ، ربما تكون اول سوداني يحاور المخرجة ايناس الدغيدي..وربما لأن الحوار جديد في بعض من تفاصيله..! انا احب سنما ايناس الدغيدى ، اذن انا مثقف..!!..والله صحي..! شاهدت اعمالها ، واذكر ، حينما كنت في ايام الأولى في كندا ، تحصلت على فيلم (الوردة الحمراء) ، وكنت معجب ومندهش بالفيلم ، خصوصا الرؤية ، وتحدثت الى صديق سوداني ، وهومن خريجي الأزهر الشريف ، وعاش سنوات بمصر ، والسودانيين الذين درسوا في الأزهر بعضهم لا يشبه التزمت مطلقا ، وقلت له: اقتنيت فيلم لإيناس الدغيدي واسمه الوردة الحمراء واريدك ان تشاهده لندير حوله نقاش..!! ضحك صديقي السوداني الأزهري وقال لي: هل شاهدت لها فيلم (لحم رخيص)..؟!!! ثم بحثت عن فيلم (لحم رخيص) حتى تحصلت على نسخة منه ، ولازال يزين مقتنياتي المتواضعة ، ولقد ادهشتني الفكرة والرؤية...! بعدها ، ظللت دوما ابحث عن افلام ايناس الدغيدي ، وقد لا تصدق يا الفاتح ، او ربما لا تصدق ايناس في ذات نفسها ، اخر فيلم عربي تفرجت فيها ، للمرة العشرين ، كان من افلام ايناس الدغيدي وهو فيلم ( امرأة واحدة لا تكفي) ، وبالطبع فيلم (استكاوزا) وهذا الفيلم اتفرج عليه باستمرار ، لأنه يقدم رغدة ، وتابعت حوارات مع رغدة عن العظيم احمد زكي..!! نعم ، شهدت احدى الحوارات مع رغدة ، وكان المحاور صفيق للغاية لدرجة انه سأل رغدة هل راقدت احمد زكي ..!!!!!!!! نعم ، كنت اظن ان دكتورة نوال السعداوي اجرأ فينمست في العالم العربي والإسلامي ، ولكن ايناس الأكثر جرأة في القدرة على جعل الفينمست امرا واقعا يمشي بين الناس..!..الفينمست القضية الإجتماعية والسؤال الوجودي..وقد نجحت ايناس كثيرا في استكشاف تلك القضية..!! في احدى الحوارات معها تحدثت عن فكرة (القسيمة) في الزواج ، أي الورقة يا ايناس..!! ولقد كانت لي صدفة مع هذه الفكرة حينما كنت طالبا بكلية القانون بجامعة الخرطوم ، وانا ادرس ان الشرط في صحة الزواج هو هذه الورقة ، وقد استغرب زملائي وزميلاتي واساتذتي وقتها من طريقة نقاشي.. فنحن في السودان ، خصوصا في الأرياف البعيدة ، الزواج يتم بلا (قسيمة) ، والمجتمع يعترف به ، واقول أن هذه الظاهرة موجودة في معظم مجتمعات الريف في افريقيا ، خصوصا افريقيا المسلمة ، يتم الزواج ويعترف به دون وجود لــ(لورقة)..!! شكرا يا الفاتح ، شكرا ايناس الدغيدي..! وجوه النساء في فيلم (لحم رخيص) يصعب التفرج فيها كثيرا ، لأنها تعكس الحقيقة المرة التي لا نستطيع التعايش معها ، ولكن وجوه النساء في فيلم (امرأة واحدة لا تكفي) ، يمكن التعايش معها ، لأنها فيها المفارقة والنكتة والمزحة والسخرية الجميلة المحببة (يعني جرعة الفينمست تقدم بصورة متدرجة وانيقة ..!!)..
التحية لإنياس الدغيدي ، فهي امرأة تعرف ما تقول ، والأهم كيف ان تقول..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة