فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشروع الحضارى ضمن آخر خمس دول، وهولندا الأولى.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2017, 02:15 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر (Re: حسين أحمد حسين)

    براءة السيدة عائشة رضى الله عنها من تهمة الصراع على السلطة بواسطة الأخوانوى كمال عمر

    (بواسطة: حسين أحمد حسين)

    (منقول)

    مدخل

    نحن شعب السودان المسلم بالفطرة – لا إسلام الأخوانويين المسربل بالنِّفاق والسيف والسلطان - نعتذر لك يا أُمَّاه ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقاحة هذا الأخوانوى المدعو كمال عمر وتهمته؛ الأخوانوى ظاهراً الشيعى باطناً؛ الذى يفترى عليك الكذب بقوله "أنَّكِ فى موقعة الجمل ما كنتِ إلاَّ طالبة سلطة"، ويفترى على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الكذب بقوله "أنَّ الصحابة قتلوا بعضهم البعض من أجلِ السلطة"، راجع: (http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-230542.htmhttp://www.alrakoba.net/news-action-show-id-230542.htm) أو ما جاء فى التسريب التالى: (https://www.youtube.com/watch؟v=lYQYqe2VypQ)،https://www.youtube.com/watch؟v=lYQYqe2VypQ)، وهو بذلك يُنافق ويتزلَّف القبول عند خازن مطامير العملات الصعبة، بعد أن مات شيخه الذى قال إنَّه أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولا جديد، فهذا الخلق المنحرف هو من ذاك الإنحراف (https://www.youtube.com/watch؟v=mK1S...andnohtml5=Falsehttps://www.youtube.com/watch؟v=mK1S...andnohtml5=False.

    وسوف نتجاوز الإعتذار لنقتصَّ لكِ يا أُماه ولصحابة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بإذن الله وحولِهِ وقوتِهِ، بأن نَّجعل أرض السودان أرضاً طاهرة من فِكر الأخوانويين المُنحرِف، الذى شوَّه الدين ونفَّر عنه، وخلطه بالسياسة والسلطان. وسنُعيدُه سيرته الأولى بإذن اللهِ، حينما كان محطَّ هجرات صحابةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    مــــتن

    من المؤكد أنَّ هناك روايات عديدة لموقعة الجمل، والكلُّ يأخذ من زاوية شوفه الفكرى ولا تثريب. ولكنَّ البراقماتية التى يتميَّز بها فِكر هؤلاء القوم، لا تعكس سلوكاً متَّسقاً مع الفكر اليُفترض أنَّه إسلامى، بل تعكسُ واقعاً من الفكر المنحرف بالقدر الذى لا يتورَّع الواحد منهم فى اقتطاف أفكار أعدائه ليعضد بها موقفه حال ضعف المنطق الداخلى لهذا الفكر المهزوز. ومّنْ يتجرأ على وصف أم المؤمنين عائشة رضى اللهُ عنها؛ عِرضَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبنت الصديق رضى الله عنه؛ بـ "طالبة السلطة" إلاَّ منحرف الفكر والتدين، ومن ينعت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنَّهم "قتلوا بعضهم بعضاً من أجل السلطة" إلاَّ ذاك.

    وقد بينَّا لكم فى مقالات سابقة الحقيقة الكالفينية لفكر الأخوانويين التى ترى فى جمع المال عبادة قصوى. ولكن الفروق تكمن فى أنَّ البروتستانتية الكالفينية تؤدى تلك العبادة من وجهها المشروع، والأخوانوية "المستبطنة للسبئية" لا تتورع فى جمع المال حتى من الوجوه غير المشروعة وتلك الغريبة على الفطرة السليمة (ألم يُديروا عائدات البترول والذهب خارج الموازنة العامة للدولة حصراً لصالح عضويتهم، ألم يشرعوا فى فرض رسوم على الصلاة فى جامع الشهيد، ألم يشرعوا فى فرض رسوم على دفن الموتى لو لا تَدَخُّل أهل الورع ومنعهم من ذلك، ألم يفرضوا أكثر من 173000 رسم ضريبى دون علم وزارة المالية – بدون أورنيك 15).

    نعم تتعدد الروايات عن موقعة الجمل، ولكن هذا الأخوانوى السبئى الكالفينى الذى عينه على مطامير عائدات البترول والذهب التى تحت تصرف البشير شخصياً، لم يأخذ من روايات أهل الورع والتُّقى؛ وفى الحقيقةِ أنَّى لرخو الفكر رقيق التدين أن يكون ورعاً، والقابضُ على الدِّين كالقابِض على الجمر.

    أما كان لك يا عبْدَ الدَّرْهِمِ والدِّينار، أنْ تلوذَ بالصمت كما لاذَ به أشرافُ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثيرٌ من المسلمين المتحقِّقين بالعفَّةِ والورع من أن يخوضوا فى هذا الأمر؟ وهبْ أنَّك تريدُ أنْ تخوض فيه، فلماذا لم تجلى منظار شوفك وتسلُك نهجَ المحبةِ فى النقد؟ وقد رأينا العديد من اللاَّدينيين حتى، وهم أكثر منك ورعاً فى التناول لهذا الأمر.

    براءة السيدة عائشة من طلب السلطة

    يبدو أنَّ هذا "الأخوانوصفوى" مازال يعيش حالة من الإستشكال الفكرى، وذلك بنسيانه أنَّ بوصلة الإنقاذ قد اتَّجَهَتْ نحو الخليج وتركت إيران خلفها إلى حين مِحنة أخرى، وبالتالى أنساه شِقُّهُ الصفوى أنَّ سيدنا أبا بكر الصدِّيق رضى الله عنه والد أمِّنا عائشة رضى الله عنها، وهو من أشراف قريشٍ وأغناهم، قد تبرَّعَ بكل أمواله فى سبيل تمكين هذا الدِّين – لا الدنيا – وتوطينه، فأىُّ سلطةٍ تبحثُ عنها أمُّ المؤمنين يا هداك الله وهذا حال أبيها وهو يبيع دنياه بالدين.

    لقد نسىَ هذا الرجل أنَّه قيل للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى رواية إبن كسير: " إنْ شئتَ أن نعطيك خزائن الأرضِ ومفاتيحها ما لم نعطه لنبيٍّ قبلك، ولا نعطى أحداً من بعدك، ولا ينقص ذلك مما لك عند الله، فقال: أجمعوها لى فى الآخرة. فأنزل الله عزَّ وجلَّ فى ذلك: (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (الفرقان 10)). فأىُّ سلطةٍ تبحثُ عنها أمُّنا عائشة يا هداك الله، وهى زوجة رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الزاهد فى الدنيا ونعيمها الزائل.
    لقد نسىَ هذا الرجل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اجعل رِزقَ آل محمد قوتاً، وفى رواية كفافاً"؛ فأنَّى لأُمِّنا عائشة رضى الله عنها بالسلطة والسلطان والعيش الرغد بعد هذا الدعاءِ المستجاب فعلاً وقرينة، يا هداك الله!

    لقد نسى هذا الرجل ما جاء عن عُقبة بن عامر رضى الله عنه إذ قال: "أُهدِىَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فروجُ حريرٍ فلبسه فصلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له وقال: "لا ينبغى هذا للمتقين" (رواه البخارى ومسلم). وهل أَتْقى من زوجةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنتِ الصديق رضى عنهما؟ وهل السلطة تنبغى لمثلها يا هداك الله؟ فقد كان أهل الورع يقولون لها رضى الله عنها كما قال عروة: "يا أُمَّاه، كيف أعجب من فقهك؛ إنَّكِ زوجة رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وابنةُ أبى بكر؟! رضى الله عنه".

    لقد نسى هذا الرجل أنَّ أهل بيتِ رسولِ اللهِ صلى عليه وسلم على شاكلةِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وبالتالى هم مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى زهد المال والجاه والسلطان. ومن يقول غير هذا يطعن فى تربيةِ رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم لِأهلِ بيته على الزهد فى الدنيا، ويُصادم قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: "يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهل البيتِ ويُطهركم تطهيرا" (الأحراب 33)، ويُصادم أيضاً قول الله تعالى: (يا أيُّها النَّبىُّ قل لأزواجك إنْ كنتِنَّ تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أسرحكنَّ سراحاً جميلا. وإن كنتنَّ تردن اللهَ ورسوله والدار الآخرة فإنَّ اللهَ أعدَّ للمحسنات منكنَّ أجراً عظيماً (28- 29)).

    تقول السيدة عائشة رضى الله عنها: لما أُمِرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بى فقال: "إنِّى ذاكرٌ لك أمراً، فلا عليك ألا تعجلى حتى تستأمرى أبويك"، ثم قال إنَّ الله عزَّ وجلًّ قال: (يا أيُّها النَّبىُّ قل لأزواجك إنْ كنتِنَّ تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أسرحكنَّ سراحاً جميلا. وإن كنتنَّ تردن اللهَ ورسوله والدار الآخرة فإنَّ اللهَ أعدَّ للمحسنات منكنَّ أجراً عظيماً). قالتْ فقلتُ: فى أىِّ هذا أستأمرُ أبوىَّ؟ فإنِّى أريدُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة. قالت: ثم فعلَ أزواجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلتُ"(رواه البخارى ومسلم واللفظ له). بل إنَّ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ليقطع عشم أهل بيته من الدنيا ويمنع عنهم زخرفَها وسلطانها فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا نورِّث، ما تركناه صدقة" (رواه البخارى ومسلم).

    وبالتالى إنَّ الذى يتهم السيدة عائشة بالصراع على السلطة بعد هذه البيِّنة يتهم أمَّ المؤنين عائشة رضى اللهُ عنها بخيانة الله ورسوله فى مضمون الآيتين بعاليه؛ وحاشى للحميراء أنْ تخون اللهَ عزَّ وجلَّ وتخون رسوله صلوات ربى وسلامه عليه. إنَّ الذى يفعل ذلك يُنكرُ ما جاء عن عائشة رضى الله عنها حين قالت: "دخلتْ علىَّ امرأةٌ من الإنصار، فرأت فِراشَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية، فرجعتْ إلى منزلها فبعثتْ إلىَّ بِفِراشٍ حشوه الصوف. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ فقال رُدِّيه. فلم أردُّهُ وأعجبنى أن يكون فى بيتى، حتى قال ذلك ثلاث مرَّات. فقال يا عائشة: رُدِّيه، واللهِ لو شئتُ لأجرى اللهُ معى جبالَ الذهب والفضة (رواه الأمام أحمد بإسنادٍ صحيح)". إنَّ الذى يفعل ذلك يُنكر على السيدة عائشة رضى الله عنها أنَّها الأكثر علماً بكتابِ الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القائل: "... إنَّا واللهِ لا نولِّى هذا العمل أحداً يسأله أو أحداً حرص عليه" (نيل الأوطار - للشوكانى). إنَّ الذى يفعل ذلك يستهزء بوصية رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم للسيدة عائشة حين قال: "يا عائشة، إِذَا أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي، فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ، وَلا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ (رواه التِرمِذى)".

    فأىُّ رجسٍ غير حبِّ الدنيا والمال والسلطة يا هداك الله؛ وأنتَ بعدُ تتَّهِم به أمَّ المؤمنين رضى اللهَ عنها وأرضاها، وحاشاها أن تكون كذلك.

    جِبِلَّةُ السيدة عائشة رضى الله عنها على الزهد فى المال والسطلة

    إنَّ شواهد التربية المحمدية الإلهية لأهل البيت أنَّها قد جَبَلَتْ سُلُوكَهم على الزهد فى المال والسلطان، وأىُّ شخص يقول بغير هذا فهو صاحب عقيدة منحرفة مصادمة لما قال الله ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء بعاليه. وها هى السيدة عائشة رضى الله عنها بعد انتقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى تسير على ذات النهج فى أنها تريدُ اللهَ ورسولَه والدار الآخرة؛ لا الدنيا كما يقول كمال عمر.


    فقد جاء فى جانب زهدها للمال عن ابن المنكدر، عن أمِّ ذَرٍّ، وكانت صاحبة عائشة، قالت: "بُعِثَ إليها بمالٍ أراه ثمانين أو مئة ألفٍ، فدعتْ بطبقٍ، وهي يومئذٍ صائمة، فجلستْ تقسِّم بين النَّاس، فأمْسَتْ وما عندها من ذلك درهمٌ واحد. فلما أمست قالت: يا جارية أين فطوري؟ فجاءتها بخبزٍ وزيت، قالت لها أمُّ ذرٍّ: أما استطعتِ مما قسَّمتِ اليوم، أن تشتري لنا لحماً بدرهمٍ، نفطر عليه" (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء).


    كذلك جاء عن عبد الرحمن بن القاسم أنَّه قال: "أهدى معاوية لعائشة ثياباً وورِقاً، أي فضةً، وأشياء توضع في أسطوانتها، الأسطوانة خزانة الثياب، فلما خرجت عائشة، نظرت إليه فبكت، ثم قالت: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لم يكن يجد هذا، ثم فرّقته ولم يبقَ منه شيء". وجاء فى كتاب الزهد لأحمد بن حنبل أنها قالت: "ما شبعتُ بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم من طعامٍ إلاَّ لو شئت أن أبكى لبكيت، وما شبع آلُ محمد صلى الله عليه وسلم حتى قبض" (رواه الأمام أحمد). فيا هداك اللهُ هذه هى السيدة عائشة، أم المؤمنين رضى الله عنها، أزهد الناس فى السلطان وما يجئُ من السلاطين.


    ولم يقف الأمر عند الزهد فى المال والسلطة بل تعداه إلى الزهد فى الشهرة والمدح. فقد جاء فى الأثر حينما بدأ سيدنا ابن عباس رضى الله عنهما فى تزكية السيدة عائشة رضى الله عنها فى رواية ابن أبى مليكة بقوله: "يا أمه أبشرى فواللهِ ما بينك وما بين أن تلقى محمداً والأحبة إلاَّ أن يُفارقَ روحُكِ جسدَك، كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليـه وسلَّم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلاَّ طيِّباً"، وقال: "هلكت قِلادتكِ بالأبواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها، وبعدها لم يجد ماءً للوضوء، فأنزل الله عزَّ وجل:﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً﴾، كان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، فليس مسجدٍ يُذكرُ اللهُ فيه إلاَّ وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار". قالت: "يا ابن عباس، دعني منك، ومن تزكيتك، فو الله لوددتُ أنَّي كنت نَسياً منسيا" ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء). فأنَّى لإمرأةٍ لا تُريدُ الشهرة أن تسعى للسلطة يا هداك الله.

    بعض الحقائق عن معركة الجمل

    أما شواهد التربية المحمدية الإلهية فى زُهدِ أهل البيت للسلطة والسلطان والجِبِلَّة على ذلك فهى ما أتى بها أهل الورع - لا أهل الغرض والمرض من أمثال كمال عمر ومن لفَّ لفُّه من السبئيين عن موقعة الجمل. فقد جاء فى الروايات المبرأة من الغرض حول موقعة الجمل الآتى:

    (أولاً: بُويِعَ سيدنا علي رضي الله عنه بالخلافة بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه، وكان كارهاً لهذه البيعة رافضاً لها، وما قبِلها إلا لإلحاح الصحابة عليه، وفي ذلك يقول رضي الله عنه: (ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني للبيعة فقلت: والله إنِّي لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"، وإني لأستحي من الله أنَّ أُبايَع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا. فلما دُفن رجع الناسُ فسألوني البيعة، فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنَّما صدع قلبين، وقلتُ: اللهمَّ خذ مني لعثمان حتى ترضى) (رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي).

    ثانياً: لم يكن سيدنا علي رضي الله عنه قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان رضي الله عنه لعدم علمه بأعيانِهم، ولاختلاط هؤلاء الخوارج بجيشه، مع كثرتهم واستعدادهم للقتال، وقد بلغ عددهم ألفي مقاتل كما في بعض الروايات، كما أنَّ بعضهم ترك المدينة إلى الأمصار عقب بيعة سيدنا على كرم الله وجهه. وقد كان كثير من الصحابة خارج المدينة في ذلك الوقت، ومنهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لانشغال الجميع بالحج، وقد كان مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة، سنة خمسة وثلاثين على المشهور.

    ثالثاً: لما مضت أربعة أشهر على بيعة سيدنا علي كرَّم الله وجهه دون أن يُنفًّذ القصاص، خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليقفوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان رضي الله عنه، وإنفاذ القصاص فيهم (وليس صراعاً على السلطة كما يقول كمال عمر).

    ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك: "أنَّ عائشة رضي الله عنها لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أيُّ ماءٍ هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كيف بإحداكُنَّ تنبحُ عليها كلاب الحوأب". فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى اللهُ عزَّ وجلَّ أن يصلح بِكِ بين النَّاس" (قال الألباني: إسناده صحيح جداً، صححه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر (سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 474)).

    رابعاً: لقد اعتبر سيدنا علي رضي الله عنه خروجهم إلى البصرة واستيلاءهم عليها نوعاً من الخروج عن الطاعة، وخشي تمزق الدولة الإسلامية فسار إليهم رضي الله عنه (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).

    خامساً: لقد أرسل سيدنا علي رضي الله عنه القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة، فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال: أيْ أمَّاه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أيْ بُنَيْ الإصلاحُ بين الناس.

    وقال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "فرجعَ إلى سيدنا علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه. وأرسلتْ عائشة إلى عليٍّ تعلمه أنَّها إنَّما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء. وقام عليٌّ في النَّاس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأنَّ الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها، وعلى الفضيلة التي منَّ الله بها، وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره. ثم قال: ألا إنِّي مرتحلٌ غدا فارتحلوا، ولا يرتحلْ معيَ أحدٌ أعان على قتل عثمان بشئٍ من أمور الناس. فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء... وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابي ولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ وعليٌّ واللهِ أعلمُ بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، وأقرب إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتم، غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم (أرجو من القارئ الكريم أن يتابع معى عبد الله بن سبأ هذا وزمرته).

    فقال الأشتر: قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا... ثم قال ابن السوداء قبحه الله: (يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون...)".

    وذكر ابنُ كثير أنَّ عليَّاً وصل إلى البصرة، ومكث ثلاثة أيام، والرسل بينه وبين طلحة والزبير، وأشار بعض الناس على طلحة والزبير بانتهاز الفرصة من قتلة عثمان فقالا: إنَّ عليَّاً أشار بتسكين هذا الأمر، وقد بعثنا إليه بالمصالحة على ذلك.

    ثم قال ابن كثير: "وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبَيَّتونا وغدروا بنا، وظنوا أنَّ هذا عن ملأ من أصحاب عليٍّ، فبلغ الأمرُ عليَّاً فقال: ما للنَّاس؟ فقالوا: بَيَّتَنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحواً من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنَّا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي عليٍّ ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد...".

    سادساً: وإنَّ أهم ما ينبغي بيانه هنا، ما كان عليه هؤلاء الصحابة الأخيار من الصدق والوفاء والحب لله عز وجل رغم اقتتالهم، وإليك بعض النماذج الدالة على ذلك:

    1- روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن الحسن بن علي قال: (لقد رأيته - يعني عليَّاً - حين اشتدَّ القتال يلوذُ بي ويقول: يا حسن، لوددتُّ أنِّي مِتُّ قبل هذا بعشرين حِجَّةٍ أو سنة).

    2- وقد ترك الزبير القتال ونزل وادياً فتبعه عمرو بن جرموز فقتله وهو نائم غيلة، وحين جاء الخبر إلى عليٍّ رضي الله عنه قال: "بشر قاتل ابن صفية بالنار". وجاء ابن جرموز معه سيف الزبير، فقال عليٌّ: إنَّ هذا السيف طال ما فرج الكّرْبَ عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    3- وأما طلحة رضي الله عنه، فقد أصيب بسهم في ركبته فمات منه، وقد وقف عليه عليٌّ رضي الله عنه، فجعل يمسح عن وجهه التراب، وقال: (رحمة الله عليك أبا محمد، يعزُّ عَلَيَّ أنْ أراك مجدولاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى اللهِ أشكو عجري وبجري، والله لوددتُّ أنِّي كنتُ مِتُّ قبلَ هذا اليوم بعشرين سنة). وقد رُويَ عن عليِّ من غير وجه أنَّه قال: "إنِّي لأرجو أنْ أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) {الحِجْر:47}".

    4- وقيل لعلِيٍّ: إنَّ عَلَى البابِ رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كلَّ واحدٍ منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما.

    5- وقد سألتْ عائشةٌ رضي الله عنها عمَّنْ قتِل معها من المسلمين، ومن قتِل من عسكر عليٍّ، فجعلتْ كلمَّا ذُكِرَ لها واحداً منهم ترحمتْ عليه ودعتْ له.

    6- ولما أرادت الخروج من البصرة، بعث إليها عليٌّ بكلِّ ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهلِ البصرة المعروفات، وسيرَّ معها أخاها محمد بن أبي بكر - وكان في جيشِ عليٍّ - وسار عليٌّ معها مودِّعاً ومشيِّعاً أميالاً، وسرَّح بنيه معها بقية ذلك اليوم.

    7- وودعتْ عائشة الناس وقالت: يا بنيَّ لا يعتبْ بعضنا علَى بعض، إنَّه والله ما كان بيني وبين عليٍّ في القِدم إلاَّ ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنَّه على معتبتي لمن الأخيار، فقال عليٌّ: صدقتْ، واللهِ ما كان بيني وبينها إلاَّ ذاك، وإنَّها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.

    8- ونادى مناد لعليٍّ: (لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن). وأمرَ عليٌّ بجمع ما وجد لأصحاب عائشة رضي الله عنها في العسكر، وأن يُحمل إلى مسجد البصرة، فمن عرف شيئاً هو لأهلهم فليأخذه.

    فهذا - وغيره - يدل على فضل هؤلاء الصحابة الأخيار ونبلهم واجتهادهم في طلب الحق، وسلامة صدورهم من الغل والحقد والهوى، فرضي الله عنهم أجمعين) (مأخوذ بتصرف طفيف جداً من هذا الموقع: http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaIdandId=10605http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaIdandId=10605.

    الخلاصة

    إنَّ غاية السلطة يا كمال عمر هى القوة (The Power) والوجاهة الإجتماعية والحصول على المال. وتُحدثُنا الآيات والأحاديث؛ وكذلك مسطورات التاريخ، ومن تحدث عنها من المسلمين وغير المسلمين؛ أنَّ أكثر النَّاسِ تأثيراً فى الإنسانية، وبالتالى الأكثر قوة (فهو مُأيَّد من الله) وجاهٍ وجاهةٍ على الإطلاق هو سيَّد ولد آدم حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. وبالتالى ليس ثمةَ قوة ولا جاهٍ ولا وجاهةٍ لِأُمِّ المؤمنين عائشة رضى الله عنها أرفع وأعرض من قوة وجاهِ ووجاهة الحبيب محمد صلوات ربى وسلامه عليه؛ وهنا يسقط أحد ركنى محطِّ السلطلة التى تدعى أنَّ أمَّنا عائشة رضى الله عنها تتصارع عليها.

    ولقد ثبت أنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحبَّ السيدة عائشة حبَّاً عظيماً، وأنَّ السيدة عائشة قد أحبَّتْه حباً عظيماً أيضاً؛ رضى الله عنها وأرضاها؛ كونه نبياً وزوجاً. والثابت فى محبةِ سيدنا رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وعلاماتها هو الإبتلاء بالفقر. لقد جاء عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، والله إنِّي لأحبك، قال: "انظر ماذا تقول"، قال: والله إنِّي لأحبك، قال: "انظر ماذا تقول"، قال: والله إنِّي لأحبك ـ ثلاث مرات ـ فقال: "إنْ كنت تحبني فأعِدَّ للفقر تِجفافًا، فإنَّ الفقرَ أسرعُ إلى من يحبني من السيلِ إلى منتهاه". وجاء أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: "أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: إنِّي أحبُّك، فقال: "استعدَّ للفاقة". وهنا أيضاً يسقط الركن الآخر من أركان الصراع على السلطة.

    وبالتالى، فإنَّ الذين كانوا يتصارعون على السلطة فى موقعة الجمل (وفى وقتنا الراهن) هم السبئيون المنحدرون فكراً من عبد الله بن سبأ، وهم قتلة سيدنا عثمان رضى الله عنه، وهم من من أشعل فتنة موقعة الجمل (وكذلك يفعلون) وهم من قتل الزبير وطلحة رضوان الله عليهم؛ وبالتالى السيدة عائشة بُراء من الصراع على السلطة يا هداك الله.

    وعبد الله بن سبأ هو اليهودى عبد الله بن وهب الراسبى الهمدانى، أسلم ووالى علياً رضى الله عنه، وأوَّل من أظهر الطعن فى سيدنا أبى بكر الصديق، والفاروق عمر، وذى النورين عثمان، وبقية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وتبرأ منهم ورفضهم مُدعياً أنَّ عليَّاً رضى الله عنه أمره بذلك، وهو أوَّل من أشهر وقال بإمامة على بن أبى طالب كرَّم الله وجهه، وأنَّه وصىُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه نقل ذلك من اليهودية محبةً فى أهل البيت ودعوة لوالايتهم والتبرء من أعدائهم (ولاحظ أنَّ أعداءهم وهم الصحابة رضوان الله عليهم).

    ودليلنا على يهودية إبن سبأ وانحرافه هو إدِّعاؤه النبوة وتأليهه لسيدنا على كرم الله وجهه. هل يُعقل لمَنْ به ذرةُ إسلام حقٍّ ومحبةِ حقَّةٍ لِآلِ بيتِ رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يُنَصِّبُ عليَّاً إلهاً، ويُنَصِّبُ نفسَهُ نبيَّاً مرسلاً؟ هل يُعقل لمسلمٍ مُحقِّقٍ، يدَّعى محبة آلِ البيت، أن يؤذى آلَ البيت؛ يقتُلُهُم، يسلبُ أموالَهُم ويستحْيى نساءهم ونساءَ المسلمين؟ فكل هذا جاء من عقيرة عبد الله بن سبأ. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "لو آمنَ بى عشرٌ من اليهود، لآمن كل اليهود".

    إذاً، فقد إختار عبد اللهِ بن سبأ بعناية فائقة من يوالى ومن يُحب، ومِمَّنْ يتبرأ ومن يرفض من صحابة سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وامتدت يده ويد زمرته بالتصفية الجسدية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيدنا عثمان رضى الله عنه مثالاً)، واجترح الفتنة، فتنة الصراع على السلطة، التى أدت إلى موقعة الجمل ليقضى من خلالها على بقية خصومِه من الصحابة؛ لقد فعل كل ذلك وهو مندسٌ فى جماعة سيدنا على رضى الله عنه.

    فاليهود الذين عُرِفوا عبر الحِقَب بمحبتهم للمال، بدأت قلوبهم باكراً تميلُ بالمحبة لورَّاثِ الخُمس. ولم يكن من المستغرب أن يختلق عبد بن سبأ إمامة سيدنا علىٍّ كرَّمَ الله وجهه ومحبته لآل البيت، وتنصيبه لسيدنا على كرم الله وجهه وصيِّاً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنَّ خصوصية الفارق هنا أنَّ ذلك قد حدث ليس محبةً فى آلِ فى بيتِ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم (فهذا تكذِّبُهُ أفعالهم مع آل البيت)، ولكن نكاية فى الإسلام وتعطُّشاً للخُمْس. ويشتط هذا التعطُّش ليصل حد تأليه سيدنا على رضى الله عنه وادِّعاءِ النبوة بواسطة صاحب الفكرة عبد الله بن سبأ. وحين إستدعاه أمير المؤمنين على رضى الله عنه لم يُنكر ذلك، وحين أمر بقتله تدخل أنصارُهُ وقالوا لسيدنا علىٍّ كرَّمَ الله وجهه: أَتَقْتُلُ رجلاً يواليك ويتبرأُ من أعدائك؟ فحينئذ أرسله فى المدائن، أى نفاه.

    لقد تأذَّى آلُ بيت رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من هذه الفئة التى تُظهِرُ الإسلام، وتستبطنُ اليهودية. لقد تأذَّوْا منها أذىً لا يُطيقُهُ إلاَّ آلُ بيتِ رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم. وانظروا إلى نُبلِ آلِ البيت، فلمجرَّد شُبهة الإسلام التى يُظهرها هؤلاء، فقد تحمَّلوا ما لا يُطاق من أذاهم بما وقع على أيديهم من أذىً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آل البيت أنفسهم فى عهد خلافة سيدنا على كرم الله وجهه (راجع حسين الموسوى: لله وللتاريخ).

    خاتمة

    نرجو أن يكون قد تبين لكمال عمر أنَّ السيدة عائشة أمَّ المؤمنين بُراءٌ من الصراع على السلطة، وهى التى تعلم (قبل غيرها) أنَّ السلطة لا تُعطى لمن طلبها لأنَّها الأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنَّها عاهدته على أنَّها تريد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة، كما ذكرنا آنفاً.

    فالشاهد، أنت وزمرتك - التى تقتدى من جملة سيرة حبيبنا محمد وصحابته الكرام بما يقول السابئة عن أمنا عائشة رضى الله عنها - من يتصارع على السلطة. وإذا كان السلطة لا تُعطى لمن طلبها فى الإسلام، فكيف لمن جاءها بإنقلاب عسكرى؟ ولعمرى لا يفعل ذلك إلاَّ السابئُ فكراً وممارسة.
                  

العنوان الكاتب Date
فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشروع الحضارى ضمن آخر خمس دول، وهولندا الأولى. حسين أحمد حسين02-20-17, 03:42 AM
  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 03:50 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 03:57 AM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 04:00 AM
        Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 04:04 AM
          Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 04:13 AM
            Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 04:32 AM
              Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 04:53 AM
                Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 05:57 AM
                  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر Hatim Alhwary02-20-17, 06:59 AM
                    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-20-17, 09:45 PM
                      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-21-17, 10:16 PM
  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر محمد حيدر المشرف02-22-17, 04:06 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-22-17, 06:04 PM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-24-17, 00:23 AM
        Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-24-17, 02:17 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-22-17, 11:39 PM
  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر البرنس ود عطبرة02-23-17, 09:54 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-23-17, 10:10 AM
  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر البرنس ود عطبرة02-23-17, 10:16 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-23-17, 10:20 AM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر عماد الدين الطيب عمر02-23-17, 10:29 AM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-23-17, 10:39 AM
        Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-23-17, 10:50 AM
  Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر البرنس ود عطبرة02-23-17, 11:15 AM
    Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر مني عمسيب02-23-17, 11:39 AM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-25-17, 06:13 PM
      Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر البرنس ود عطبرة02-26-17, 09:47 AM
        Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-26-17, 01:53 PM
          Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-26-17, 02:03 PM
            Re: فى شأن إسلامية العالم لسنة 2015: سودان المشر حسين أحمد حسين02-26-17, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de