أحست المرأة بأوجاع شديده بجانبها الأيسر بينما كانت تسير بإحدى برندات السوق العربي فتوقفت وإتكأت على حائط أحد المحلات ، لحسن حظها كان هناك طبيب بالجوار لكنه شكله لم ينطبق على صورة الطبيب النمطيه التي تخزتها تلك الحاجه في مخيلتها فقد كان الرجل يرتدي ملابس رياضيه خفيفه ، ومما زاد الطين بللاً أنه كان (مفلفل شعرو) ، إنحنى عليها قائلاً : سلامتك ياوالده أنا دكتور بتشتكي من شنو ؟؟ فما كان منها إلا أن ردت : بالله إتلهي حسي ده شكل دكتور !!!! الشكل الخارجي يؤثر كثيراً على تقييمك الأولي للأشياء وهو التقييم الذي سيؤثر على كل تصرفاتك وحركاتك التاليه ، المثل القديم يقول (الكتاب ببين من عنوانو) . وعنوان كتاب جمهورية السودان ياسادتي هي الصور التي تلتقطها كاميرات الأجهزة الإعلامية المختلفه سواءً كانت فوتوغرافيا أم فيديو أو حتى ماترسمة ريشة فنان . صورتنا للأسف قبيحة للغاية ، والحكم هو التقارير التي نشاهدها عن مناطق النزاعات بجنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وأبيي ، القاسم المشترك بين جميع هذه المناطق هو الحرب ، النزوح ، الحريق وأيضاً الفقروالثروة ، لاتستغربوا الأخيرة فخيرات تلك المناطق الطبيعية تجعلها في مصاف الأقاليم الغنية ، وتتباين الثروات مابين النفط والثروات المعدنية والحيوانية والطبيعية . ثنائية مدهشة للغاية مابين الفقر والغنى لاتحدث غالباً إلا بأفريقيا التي يسير الرجل بها لايملك قوت يومه وتحت أقدامة أرتال من الذهب الأصفر والأسود والأبيض . مليارات كثيرة أنفقت لحفظ الأمن في تلكم المناطق ومليارات أكثر منها أنفقت في الحرب ، بربكم كيف سيكون حال تلك المناطق لو إستثمرت تلكم الأموال لبناء مستشفيات ومدارس وطرق جميله مضاءه . بؤس الأحوال الإقتصادية ينعش الضغينة والحقد ويجعل العامة غنائم سهلة الإصطياد والإستقطاب من كل الجهات المعادية للبلاد وهو ماتفشى بتلك الأقاليم الآن. عندما يعيش الإنسان ببيئة متحضرة ونظيفة سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي عمل عنيف وهذا مالاحظته بالدول المتقدمة إقتصادياً فمواطنوها وحتى وافدوها مسالمين تماماً ويتفادون الوقوع بالمشاكل ما استطاعوا بعكس حالنا (للتجربه أعفص ليك زول في الشارع وقول ليهو معليش) . ثلاثة أرباع ميزانيتنا يلتهمها القطاع الأمني ، كيف بربكم سيكون حالنا لو تم إستثمار تلكم الأموال ببرامج ناجحه تهدف لتنمية أقاليمنا وربط إنسانها بالعالم ، بكل تأكيد لم يكن وضعنا ليكون بهذا السوء ، بلادنا تنوء بالثروات الطائلة لكننا أعجز مانكون عن توظيف هذه الثروات لصالح التطور والتنمية المستدامة . زرت سابقاً دولة الإمارات ولكم أدهشني ماوصل إليه أبناء الشيخ زايد رحمة الله من تطور في جميع المجالات ، طرق كأجمل مايكون أضيئت بأنوار أحالت ليل تلكم البلاد نهاراً ، مساحات خضراء تتمايل بها الورود طرباً ، تعامل راقي أينما حللت ، بمول دبي شاهدت نافورة ضخمةً تتمايل على أنغام موسيقى أم كلثوم وبجوارها برج شامخ هو الأطوال في العالم ، قاربت عيناي أن تدمع ، لكم تمنيت أن تكون بلادي بهذا الألـق الـجميل . صورة غلاف كتابنا المعنون بجمهورية السودان برأيي تحتاج لتعديل أو فلنقل تحتاج لإبدال ولنبدأ سادتي بأنفسنا ، فالناظر للخرطوم سيراها عبارة عن (كوشة) ضخمه ، كل يرمي قمامته أينما شاء له وإنه لجرم لو تعلمون عظيم ، الأحياء أيضاً تحتاج لجهد عظيم ولو أنفق كل شخص ربع ساعة فقط لتنظيف بعض الأمتار أمام بيته لتغير الشكل العام قليلاً . حلم أخير : الحال ينصلح ونحصد العيش والقمح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عبد الكريم علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست