الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2017, 01:19 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)

    سلام يا سادة...

    كان في تصوري أنه يوجد تسجيل صوتي لتلك المحاضرة، لكن وجدت تسجيل كتابي لها باللغة الدارجية... وهي قد ألقيت في مارس 1974، أي أن المولود في يوم تلك المحاضرة يكون عمره اليوم ثلاث وأربعين عاما... بما يعني أن الشباب الطلاب الذين حضروا تلك المحاضرة يكونون فوق الستين وكثيرين منهم قد انتقلوا لرحمة الله....

    وغني عن القول أن هنالك عدد لا يستهان به من خريجي الفنون الجميلة ومن خريجي الموسيقى والدراما الآن جمهوريين ملتزمين بالمنهاج النبوي...

    أرجو قراءة نص هذه المحاضرة، وربما أستطيع أن أقنع بها الأخ "البرنس ود عطبرة" أن الأمر ليس أمر فلسفة وإنما هو أمر مصيري هام نلاقي به الله سبحانه وتعالي يوم السؤال...

    فإلى متن المحاضرة....

    ________________________________________________________

    بسم الله الرحمن الرحيم

    متن المحاضرة

    نبدأ حديثنا عن: "الفنون والإسلام" أو: "الفنون في نظر الإسلام" ... ولابد من الإشارة إلى المقدمة الطيبة ، البليغة ، التي تكرم بها السيد رئيس الجلسة ، فهي فاتحة خير ، ان شاء الله ، لحديث نرجو أن يرفع نظر الناس لما تدخره لهم السماء من سعة في حياة الفكر ، وسعة في حياة الشعور ... وما من شك أن الحديث عن الفنون يفتح هذه السعة ، في الفكر ، وفي الشعور – يفتح باب الفكر على مصراعيه .. وخاصة إذا ما قرنت الفنون بفيض السماء ، في القرآن ، وفي الإسلام .. ولذلك فقد كنت سعيداً جداً ، لأجد هذه الفرصة ، لأتحدث لهذا المستوى من المستمعين ، في موضوع هو أصل ما قام عليه الفكر ، وما قامت عليه الحياة ، في مدى ما عرف الإنسان الفكر والحياة ...

    ماهي الفنون؟

    والفنون هي عبارة عن وسائل التعبير عن ملكة التعبير في الإنسان .. وملكة التعبير في الإنسان أعمق من مجرد أنها عمل فكري ، هي في الحقيقة الحياة .. ملكة التعبير في الإنسان هي الحياة .. وكل حي معبر ، حتى في حيواته الدنيا .. وتعبيره بالحياة في الحياة ، هو حياته نفسها ... الحي عندما يأكل ، الحي عندما يتناسل ، الحي عندما يفر من الألم ، ويحاول تحصيل اللذة ، هو في كل أولئك معبر .. هو معبر في حياته بحياته – هو كليته تعبير .. ثم نحن ، بطبيعة الحال ، لانطلق عبارات الفنون على الحياة في درجاتها الدنيا ، حيث تعبر بكينونتها كلها ، وإنما نطلق عبارات الفنون على وسائل التعبير ، عن ملكة التعبير ، في الفكر – في الذهن البشري .. الإنسان يمكن أن يرى ان ارتفاع الإنسان ، في سلم الفكر ، عن الحيوات التي دونه ، من الحيوات العليا ، إنما هو ارتفاع مقدار ، وليس ارتفاع نوع .. الإنسان في درجات ، وأطوار ، تعبيره عن وجوده ، عندما تغشته الحيوات السفلى ، كان يعبر بلسان حاله ، زي ما دايما يقال في التصوف ، في عبارة بالمقال ، وفي عبارة بالحال .. فالحي ، قبل أن يكون عنده عباره باللسان ، وهو ما أمتاز بيهو الإنسان فيما بعد ، بيسمى معبر بلسان حاله .. بعدين ظهر الإنسان ، وأصبح منقسم ، بين التعبير بلسان الحال ، وهو التعبير القديم ، الذي ورثه عن الحياة الدنيا ، وبين العنصر الذي جد بظهوره ، وهو التعبير بلسان المقال ... وفي المستوى دا الفنون خدمتها كبيرة لي آخر درجة للإنسان .. الغرض منها أن ترتفع بعقله ، تفتق عقله ، تزيد من حيله ، وتضبط تفكيره ، تدقق تفكيره ، تفتح مجال تخيله ، وعاطفته إلى الحد الممكن يرتفع بيه عقله حتى يكون تعبيره بلسان المقال في مساواة تعبيره بلسان الحال .. الكان قبيل في بدنه ... نحن باستمرار عقلنا بينمو .. عقل أحدنا وجسده كأنما في كفتي ميزان .. نحن في وضعنا ، أجسادنا عارفة .. دي نقطة افتكر كثيرا ما تجهل .. الأجساد عارفة ، الأجساد لا تخطئ ، ولكن تخطئ العقول ... نحن بوسائل التعبير والتمرين ، عاوزين نرفع عقولنا إلى درجة الانضباط ، الذي به لا تخطئ ، حتى لكأننا بنحاول أن نوزن كفتي الميزان ، كفة أجسادنا مع كفة عقولنا .. إذا استطعت أنت أن ترى فان كفة واحدة شائله ، والكفة الثانية نازلة .. ولكن باستمرار عقولنا بتنمو ، حتى إذا استقام الميزان بالقسط ، تبقى عقولنا لا تخطئ ، كما أن أجسادنا لا تخطئ ، عبارة أن الأجساد لا تخطئ ، أنا أفتكر بتحتاج إلى شئ من الشرح الزائد .. لكني لا أنوي أن أشرحها في المقدمة .. سأتركها للنقاش ، فيما بعد .. لكن أؤكد لكم أنها نقطة مجهولة تماماً.

    الصورة أصل الفنون:

    الفنون كثيرة ، ما نعرف منها وما سنعرف ، كل مرة ، كثيرة – الكلمة في الشعر ، أو النثر ، الصورة بالفوتغرافيا ، أو باليد ، الموسيقى ، النحت ، الرسم ، الكلمة عندما قلناها تجئ فيها الغناء ، وتجي فيها المسائل البتدخل فيهو .. لكن كثيرة ، ويمكن للإنسان أن يقول: الأصل فيها كلها الصورة .. الأصل في الفنون الصورة .. ويمكن أن أقول: انو الصورة – الرسم – يمكن أن يكون أبو الفنون كلها .. جائز ، في نفس الوقت ، نشأت الموسيقى .. ما من شك أنو قبل ما تتطور الموسيقى ، بفنونها المختلفة ، وعلميتها ، ودقتها ، كانت نشأت بدائية ، كبدائية نشأة الصورة والرسم .. الصورة هي في الحقيقة قيمتها في الفهم وفي الإدراك ، أكبر من قيمة الموسيقى ، وأكبر من قيمة الشعر ، والنثر ، والمسائل الأخرى المشاكلة لها .. والصورة إنما عرفها الإنسان وألفها من الاحلام ، الاحلام صور .. انت لما تحلم حلمه بتشوف صور متحركة .. الصور دي ، عند التأويل ، تنقلب إلى معاني .. ومن بدري الصورة ، في الحلم ، صحبت الإنسان .. لعله من مجرد ما بدأ يكون إنسان وينقسم .. الحيوان ينام ولكنه ما بحلم .. والإنسان ينام ولكنه بيحلم. مافي عبره بأنو ما بتذكر الحلم ، عندما يصحى ، فإنه ، وأن أصبح ناسي ، هو بيحلم .. لكن في أحلام بيذكرها ، وفي أحلام بينساها… في أحلام صافية ، وفي أحلام مشوشة ، ومخلوطة .. ولكن ، مهما كان الأمر فإن الصورة قد كانت أول أسلوب تعليم وأسلوب تعبير للإنسان .. لعلنا ، نحن البشر ، أتعلمنا عن الدين ، وعن الحياة الأخرى ، من الصور ، ومن الأحلام .. وبكل بساطة ، الإنسان الأول لما كان بيرى أن أبوه المات ، بيراه بيعمل في عمل زي العمل الكان بيمارسه في حياته ، شايل طوريته يزرع ، أو شايل حربته يصيد ، أو بيعمل عمل في بناء بيت ، صور زي دي أعطتنا الفهم الأولاني عن الحياة الأخرى .. ثم توكد هذا الفهم حتى جاء الوقت الذي أصبح الناس فيه متأكدين من الحياة دي - متأكدين حتى أنهم كل ما يحتاج إليه الإنسان في حياته يدفنوه معاهو عندما يموت – الصور دي ، هي المستمرة لغاية الوقت الحاضر ، فيما نصور نحن الاشياء ، والمعاني المجردة ما ها معاني مجردة ، الإ لأن ادراكنا ليها قاصر ، ورؤيتنا لصورها عاجزة .. العقل القوي بيدرك المعنى المجرد كأنما هو صورة مجسدة .. النشأة دي إذا نشأة قديمة جداً ، صحبت الانقسام الأولاني ، بين العقل الواعي ، والعقل الباطن .. الأحلام عبارة عن محاولة العقل الباطن – الذي هو ، بإيجاز ، الجسد القبيل قلنا عنه ما بيخطي .. الجسد وقع عليه كبت ، في معنى ما وقعت سيطرة العقل على الشهوة عندما دخل الإنسان مرحلة الإنسانية .. الكبت دا عندما يرفع – الكبت البمارسه العقل الواعي على العقل الباطن (العقل على الجسد) – عندما يرفع بالنوم ، العقل الباطن (الجسد) بيحاول أن يعبر عن وجوده بالصور البنسميها نحن احلام .. إذا كان الإنسان شاف في الأحلام الصور بالصورة دي ، يمكنك أن تدرك ، بصورة واضحة ، أن الرسم – التصوير تابع ليهو – هو أصل الفنون .. وبمجرد من أن الإنسان عرف كيف يعبر ، كان التعبير بالصوت .. وبالإشارة ، وبالصورة ، ومما لا شك فيه الإنسان الأولاني كان ، في أغلب الأحيان ، بيرسم الحيوان البيصيده ، وكان في فكره ، أن رسم الحيوان البصيده يعطيه قوة روحية وسحرية تعينه عليه .. الحيوان الانت رسمته دا ، أن كان رسمته في الأرض ، أو في جدار الكهف ، أنت بتصيده .. ويمكن للإنسان أن يقول – ودا على التحقيق – أن الحروف الأبجدية التي نحن ، فيما بعد ، أخذنا نكون منها الكلمة ، هي صورة من تطوير هذا الرسم الأولاني .. يعني أنت إذا كنت عاوز تعبر لي أنا عن تور ، بترسم لي التور .. مافي عبرة ، بطبيعة الحال ، بأن الرسم دا دقيق أو ما دقيق ، لكن المهم أني أنا بفهم عنك ما تريده .. بعض الناس يجيدوا الرسم ، وبعضهم ما بجيدوه ، لكن ، على كل حال ، العبارة بتجئ .. قليل ، قليل ، تمشت العبارة وتطورت ، وبدل انت ما ترسم التور كله ، يمكنك أن ترسم رأسه والقرنين ، وأنا أفهم عنك .. ما في داعي لرسم باقي الجسم…

    الموسيقى:

    تطويراً من الصور جات الحروف .. الحروف الابجدية ، في كل لغة من اللغات ، هي تطوير لصور كان الإنسان بيخططها وبيرسمها في الأول .. اذن الرسم ، هو بالصورة دي ، أول الفنون ، وأهمها .. تجئ مسألة الموسيقى .. الموسيقى برضها قديمة .. هي قديمة ، قدم الصورة لأنها الحركة ... الموسيقى هي الحركة التي بها برز الوجود .. من دي جات موسيقى الصوت الموقع وموسيقى الآلآت ، ومشينا نحن فيها نطورها لي قدام .. فالوجود دائماً في ثنائية ، بالصورة دي ال نحن شايفنها .. مثلاً الليل يعقبه النهار ، فهما نغمتان ، مثلاً ، نحن بنمشي على رجلين ، بالصورة البنمشى بيها ، كأنه نغمتان ، كذلك ضربات قلوبنا نغمتان ، بعدين الإنسان لما تقدم لي قدام ، حاول أن يملأ بالنغم المحسوب ، الهادي ، المسافة ما بين هاتين النغمتين .. قل أن شئت حاول الإنسان بطريقة علمية ، وحسابية ، أن ينتقل بين النغمتين الأولى ، والثانية ، انتقالاً هادئاً ، منسجماً ، منغماً ، من غير شذوذ ، ولا نشاز .. وهذا ما سمى بالسلم الموسيقى ، فالسلم الموسيقى قد توصل إليه بأخذ خيط يشد أوله من هنا ، وأخره من هناك ثم يضرب ضرباً خفيفاً وتقاس ذبذبته ، ثم يقسم نصفين ، وبعدين يضرب ضرباً خفيفاً ، ويشوفوا الذبذبة بتاعته وتقاس ، ثم يقسم إلى أثلاث ، وأرباع ، ثم تقاس الذبذبة وهكذا .. السلم الموسيقى جاء من حاجة زي دي .. وكذلك ملئت الفرقة بين النغمتين الكبيرتين .. زي ضربة قلبك الأولانية والثانية الفرقة دي بتملأ بنغمات هادئة وموزونة تصعد على السلم الموسيقى السليم .. ولذلك الموسيقى عريقة بالصورة اللي يمكن للإنسان أن يقول أنها تضارع الرسم ، لكن إدراكها جاء متأخر اًكتر ... إذا جينا نحن للنحت برضو قديم .. الغناء قديم.

    الفنون والأديان:

    لكن يمكن للإنسان أن يقول: أنه ما من فن من الفنون ، إلا ونشأ في معابد الدين ... أصلو ما عرف دين ، ما فيهو موسيقى .. يجوز مسألة الرسم ، والنحت ، في بعض الأديان مافي ، لكن الموسيقى ، بصورها المختلفة ، ما عرف دين ما عندو ، حتى ولو كان الإيقاع البكون بالطبل ، أو بكون بالطار ، أو بكون بالنوبة ، إلى أن يجيء "الاورقن" بتاع الكنيسة ، بالصور المختلفة فيه .. لكن ما من شك في أن الصلة كبيرة بين الفنون وبين الأديان.

    والسبب في علاقة الفنون بالأديان ، هو أن الأديان تعبير ، زي ما قلنا قبيل ، الملكة الفينا ، عاوزة التعبير ، هي الحياة.

    نشأة الأديان:

    الأديان نشأت من تجاوبنا مع البيئة .. الإنسان الأول عندما شاف البيئة الحوله ، والقوة الهائلة الفيها ، أستطاع بذكائه الفطري البسيط أن يرى أنو القوة في البيئة المحيطة بيهو ، يمكن تقسميها إلى قسمين: في قوة هائلة ، رهيبة ، كبيرة ، شعر من الأول أنو ما عندو بيها قدرة .. وفي قوة بسيطة ، مثل الحيوان المفترس ، أو العدو .. المشاكل البتقع في المستوى دا هدته إلى أن يتفنن في الحيل لمواجهتها ومقاتلتها .. وكذلك فعل .. وأما القوى الهائلة ، فقد حاول أن يوجد نوع من الموافقة بينه وبينها .. حاول أن يوجد نوع من الصداقة ، حاول يتملقها .. حاول يعبدها .. دي كلها صور من الحيلة وعنها نشأت العبادة .. نشأت العبادة نشأة ساذجة .. الواحد يحب أن يقول ، ودي نقطة بتحتاج لتوكيد ، أنو الانبياء ما جو ليقولوا لينا "الله في" .. لي دي نحن ما محتاجين .. نحن البشر ، ما محتاجين لأن يورونا أنه هناك قوة هائلة نحن بازائها قاصرين ، وعن منازلتها عاجزين ، وأن من الواجب أن نوجد نوع من المصالحة معها .. سميها ماشئت ... ما من شك اننا نحن ما سميناها بالصور المجردة من الاسماء التوحيدية .. الرسل جو لي دي .. الرسل جو ليعرفونا صفات الله ، واسماءه ، لكن ، للشعور به ، فقد وجدوا الاستعداد عندنا مركوز في فطرتنا .. اننا بنعرفه بمعنى اننا بنحس بيهو ، لكن صفاته ، أو أسماؤه ، وأفعاله ، لكن المعاني المجردة فيها ، البتخرجنا من التجسيد في العبادة إلى التجريد ، دا هو ما من أجله جاء الرسل ، فلذلك الإنسان الذكي ، والعارف يشعر بأن الدين نشأ نشأة فطرية ، وفي الأرض ، وسابق للرسل ، ولعل الرسل السابقين للأديان هم رسل العقول ، مش رسل البشر .. العقول دي أدركنا بيها وجود الله إدراكات ساذجة ، وبدائية .. هنا عبرنا عن مخاوفنا بأزاء القوة الهائلة ، فكان الدين .. ومن أجل دا العلاقة الكبيرة بين ملكة التعبير وبين الدين ، وبين استخدام الدين لوسائل التعبير المختلفة في الفنون .. قررنا أن الموسيقى كانت نشأتها قديمة جداً .. ونقرر هنا عن النحت برضو .. الناس كانوا بينحتوا الآلهة كأصنام ، من بدري خالص ، قبل ما يجئ اساتذة الفنون ، من اليونان ، ومن الرومان ، ومن غيرهم.

    النحت والعبادات:

    النحت الساذج كان محاولة لتجسيد ما يتصوره الإنسان عن الله .. ودايماً الإنسان بيتصور الوجود في صورته ، حتى الله ، نحن بنصوره في صورتنا .. وكذلك حكمته الالهية جات على ألسنة الرسل لتعطيه صفات زي صفاتنا ، فلولا أن الصفات مشتركة بيننا وبينه ، ما بنعرفه ، في الغالب الأعم ، يمكنك أن تطلق المسألة دي ، أن النحت كان قد نشأ لنجسد بيه الصورة البنعبدها نحن ، في حيز نقدر نحيط بيهو ، ونعرفه ، وندركه ، ودا ما سمى بالأصنام .. ومافي عبادة من العبادات إلا ونشأ التجسيد في معابدها ، النحت والفنون الأخرى .. الواحد يمكن أن يقول أنها كلها في البداية وجدت ملكاتها الأولى ، ثم تطورت ، بصور مختلفة ، فيما بعد.

    الحياة والفنون والجمال:

    إذا كان قلنا: الفنون هي وسيلة التعبير عن ملكة التعبير فينا ، يبقى ملكة التعبير دي عاوزة شنو ؟؟ ملكة التعبير (الحياة) عاوزة أن يكون في تنغيم للحياة ، عاوزة أن تكسر ، وتطامن الشذوذ ، والنشوز الفي الحياة ، عاوزة تناسق ، عاوزة جمال ، ان شئت .. لأنه في الجمال ، النفس البشرية بتجد طمأنينتها ، بتجد راحتها بتجد خروجها من شذوذ المغامرة ، والمخاطرة ، والمفاجأة .. يعني النغم الموسيقي المنسجم يريح أنفسنا لأنو بيوجد ، في الداخل ، طمأنينة تخرج مسألة الانزعاج البيجئ بالأصوات الصاخبة ، المفاجئة ، النشاز ، زي ما بنسميها ، كل صورة فنية من صور التعبير محاولتها هي أن توجد الجمال .. الفنون بشتى وسائلها ، وطرقها ، محاولتها انما هي أن توجد الجمال .. إذا كان الإنسان سأل عن الجمال: هو شنو؟؟

    ما هو الجمال ؟

    إذا كان قلت: أن الجمال هو التناسق ، مثلاً ، فأنت على حق ، ولكن ما كل الحق .. أنا أحب أن اقترح حاجة هي في البداية في الموضوع ، اقترح أن الجمال هو العدل الإنساني .. العدل الإنساني يمكنك أن تقول عليهو جمال .. زيد على العدل الإنساني ... تعال في المحبة الإنسانية ، المعيشة مع الناس في سلام – السلام .. أنا أحب أن أقدم ليكم النقطة دي لتكون هي نقطة اعتبار .. ما من شك أنا عندي أن الجمال هو السلام .. بعدين نحن ما بنصل للسلام مع الآخرين إلا إذا كنا في سلام مع أنفسنا .. السلام مع أنفسنا معناهو إخراج النشاز القائم في البنية البشرية .. البنية البشرية مقسومة .. القسمة الأولانية ، القبيل قلناها .. ولولا أن الإنسان انقسم لما اترقى ، في المكان الأول .. الحيوان ما منقسم ، الطفل ما منقسم ، إلا بما ورث ، لكن في عمره البيعيشه في بداية حياته ، ما منقسم ، لكنو وارث للانقسام ، وبيعش في المجتمع البيقسمه ، ماشي لينقسم ، فلولا أن الإنسان انقسم لما ترقى ، ولما كمل .. انقسامه بيمثل أنو عندو رغائبه الأولانية البسترسل فيها كحيوان ، ما بقيف عند حد .. مافي ضابط ، إلا تحصيل اللذة ، والفرار من الألم .. وأستمر الاندفاع دا ، ولكنه عندما جاء الإنسان ليكون بيعيش في مجتمع ، وجاء العرف ، وجاء القانون ، وجاء الحلال والحرام ، اللي نحن نوشك أن ندخل في الكلام عنو ، فيما سنتحدث عن الإسلام ، لما جاء الحلال والحرام ، أو قل ، إن أردت الدقة لما جاء العرف الأولاني (يمكن دا تجوز كثير في استعمال الكلمة ، لما نحن نبدأ في البدايات) ، لكن مجرد أن يكون في عرف يقول أنو دا يعمل ، ودا ما يعمل ، بدأت الشخصية البشرية تنقسم ، بمعنى أنو أنت أصبحت في حاجة تضبط اندفاعاتك الأولانية ، الكانت قبيل عندك مندفعة بدون ضابط .. رغائبك كلها ما في استعداد لأن تستجاب .. المجتمع عاوز حاجات ما تعمل .. أنت أحد رجلين بتكون .. الفرد كان في الوضع دا احد رجلين .. أما رجل استرسل ليقضي لبانته ، زي ماكانت ، وبطبيعة الحال ، بتقع عليهو العقوبة البتقع ، وهي قد كانت عقوبة صارمة جداً في المجتمعات البدائية .. أو رجل يكون عندو مقدرة على أن يضبط نفسه .. كانت العقوبات العملت في المجتمعات الماضية جلها من شريعة التحريم والتحليل .. العقوبات التي لا تزال عندنا الآن .. هذه العقوبات الغرض منها أن تقوى الإرادة البشرية البتسيرك وفق ما يجب .. ومن ههنا جاء الانقسام .. والانقسام دا مرحلة .. لولا أن الانقسام جاء ، لما ترقى الإنسان .. إذا لم يزل الانقسام ، لا يكمل الإنسان .. فنحن إذن بنترقى في مرحلتين: المرحلة الأولانية هي الانقسام ، والمرحلة الثانية هي ضم الانقسام ، وتوحيد البنية البشرية الانقسمت.
    إلى حد كبير ، الفنون في التعبيرات المختلفة ، في إبراز الجمال ، وقيم الجمال ، في تنغيم حياتنا الداخلية ، وحياتنا الخارجية ، غرضها أن يكون الإنسان مع المجتمع إنسان محب للقانون ، إنسان منظم ، إنسان عندو سيطرة على اندفاعاته ، وعلى نفسه ، إنسان يملك أن يسير بسفينته وسط الأنواء في الجماعة ... وهناك نوعان من التنغيم: تنغيم الفرد مع الجماعة .. وتنغيم الفرد مع نفسه .. نحن بنحاول أن نطور الجماعة لتكون راقية ، حتى أنك لمجرد تنغيمك نفسك معها ، وإنسجامك فيها ، وتوائمك معاها ، تكون أنت ترقيت .. ثم لا بد لك من المحاولة الفردية في أن توجد التنغيم الداخلي بين انقسامك ، لأننا نحن لما انقسمنا قامت فينا قوة ضد قوة – قوة العقل الواعي (الإرادة) ضد الفطرة الأولانية (الشهوة) العاوزة تحصل لذتها بكل سبيل .. نحن عاوزين نوجد التنغيم دا بيناتن .. يمكنك أن تقول: في نغمتين نحن عاوزين نملا الفراغ بيناتن .. زي ما قلت ليكم عن الموسيقى ، عن التعبير الفني كله .. بالصور دي نوجد السلام الداخلي .. بالسلام الداخلي يجيء السلام الخارجي .. إذا كان الأمر بالصورة دي ، فإني محق إذ قلت أن العدل هو الجمال ، وزدت على المسألة دي وقلت الخلق ، وزدت وقلت المعيشة في سلام .. السلام .. هو الجمال .. أنا افتكر أنو دا قمة ما نحاول أن نعبر عنو .. حتى التناسق في أعضاء الجسد اللي انت بتنحته ، دا يمكنك أن تسميه عدل ، إذا شئت .. اذا زدت عليهو ، فهي تبقى مسألة إعطاء كل كل عضو مكانته من الضبط والنسبية ، والدقة ، والقوة ، حتى لكأنك بتوجد جسد في سلام مع بعضه ، ما متنافر .. التناسق سلام .. دا كل ما يمكن أن تهدف ليهو الكلمة .. إذا كانت شعراً أو نثراً أو غناء .. كل ما تهدف ليهو الموسيقى .. كل ما يهدف ليهو النحت .. والتصوير .. كل ما تهدف ليهو التعبيرات في الرقص .. وفي كل وسائل التعبير عن ملكتنا .. وهو هو كل ما تهدف ليهو العبادة أيضاً.

    ما أفتكر ضروري نتكلم عن الفنون أكثر من كدا ، لأن المجال مفتوح فيها لنقاش أطول .. والآن نجئ لنظرة الإسلام للموضوع دا:

    نظرة الإسلام إلى الفنون:

    أول ما يجب أن يقال أنو ما في حرام ، وحلال ، إلا في اعتبارات الشريعة .. مافي حاجة هي حرام في ذاتها ، الأعيان ما فيهن حرام ، لكن الحرمة حكم .. والسر في الحكم أن تكون عندنا الإرادة البتسيرنا بين الحلال والحرام .. نأخذ من الحلال ما شئنا ، ونتجنب الحرام .. عندما نحاول تجنب الحرام في دوافع داخلية عاوزة منك ضبط ، وقوة إرادة ، وقوة فكر ، لتمنعك من التردي .. دي الحكمة في الحرمة ، حيث وجدت ، من نشأة العرف الأولاني ، وإلى يوم الناس دا .. ما في حاجة هي حرام في ذاتها .. وربنا يعبر لينا عن دا .. ويقول (ما يفعل الله بعذابكم أن شكرتم وآمنتم؟؟ وكان الله شاكراً عليماً) .. أو يقول (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟؟ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة .. وكذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * قل إنما حرم ربي الفواحش – ما ظهر منها ، وما بطن – والإثم ، والبغي بغير الحق ، وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ..)
    كل المحرمات من الصور الحسية إنما هي بالحوالة وأما الحرمة بالأصالة فإنما هي عيوب السلوك .. السلوك يبدأ بالطريقة البتعيش بيها ، في سلام مع نفسك ، وفي سلام مع الآخرين ، وهذا ما سميناه "التنغيم" مع المجتمع ، أو العدل ، أو السلام – فكل ما حرم إنما حرم من أجل تربيتنا لنستطيع أن تكتمل عقولنا ، وادراكاتنا.

    الحرمة حكم شرعي:

    هنا ، إذا كان الإنسان شاف النقطة دي حقيقة ، وذلك كونو التحريم حكم شرعي ، والحكم الشرعي ، دائماً بتوخى تسييرنا نحن في المراقي المختلفة ، يبقى بطبيعة الحال ، وبالبداهة ، بنتظر أن يكون في سماحة ، أن يكون في تغيير في شدة التحريم كلما تغيرت ادراكاتنا ، ولذلك الحرمة كانت غليظة في الأول ، وبدت تقل ، وتقل لغاية ماهي ماشة لان تفضي إلى الحل ، القرآن يقول لينا (ليس على الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، جناح فيما طعموا ، إذا ما اتقوا ، وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا ، وآمنوا ، ثم اتقوا ، وأحسنوا .. والله يحب المحسنين) أو يقول هناك (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرماً على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة ، أو دماً مسفوحاً ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقاً اهل لغير الله به) فهذه أربعة .. ثم قال مواصلاً سياقه (فمن اضطر ، غير باغ ، ولا عاد ، فلا إثم عليه) .. الضرورة ترفع الحرمة .. المعرفة ترفع الحرمة .. لأنه قد انتفى حظ النفس عند المضطر ، كما ينتفي حظها عند العارف بالله .. هنا ، إذا كان بقى واضح في اذهاننا انو التحريم أطوار ، وأن الحكمة وراءه تربيتنا ، يجي موضوعنا في الإسلام.

    الإسلام بيحرم النحت ، وبيحرم الرسم ، وبيحرم ، تبعاً لذلك التصوير .. ودي فيما روي عن ابن عباس انه قال ان النبي قال (من صور صورة يعذبه الله حتى ينفخ فيها الروح ، وما هو بنافخ فيها ابداً ...).
    صور الفتوغرافيا الحرمة قائمة في حقها ، ولكن بصورة أخف .. حرمت الموسيقى ، وحرم الغناء ، عند بعضهم ، ما كلهم ، بعضهم بيرى أن الغناء ، ما حرام ، لكن في عبارة ، أنو لهو ، وكل ما يلهي عن الله ، عند بعض المتشددين من الفقهاء ، فهو حرام .. الحكمة في التحريم مرحلية .. السبب فيها أنو الناس ، زي ما قلنا ، كان عهدهم قريب بعبادة الأوثان ، وبالجاهلية ، ويمكن أن يحنوا إلى الأوثان بالعبادة ، أذا مارأوها تنحت .. وبرضهم كانوا قريبين عهد باللهو ، في مواخير الجاهلية ، من غناء ، ومن رقص ، ومن موسيقى ، حرمت عليهم المسائل دي ، لتعطيهم فرصة ليجمعوا انفسهم عليهم بدل التوزيع البيحصل للإنسان المعرض للغناء - للهو .. اذن يمكنك أن تقول ان الإسلام حرم من الفنون النحت ، والرسم ، والتصوير ، وكل ما يكون ليه ظل .. حرم رسم أو تصوير الإنسان ، أو الحيوان أو الطائر ..

    رسم الطبيعة غير محرم:

    تسامح الشرع في رسم الجبال ، أو رسم الشجر ، أو زخرفة الاقمشة ، بالصورة اليمكن أن تكون ماها انسان أو حيوان ، أو طائر .. الغرض من التحريم أن يقطع حنين الإنسان للعبادة الوثنية .. أو بإيجاز ، يمكنك أن تقول: ان تحريم الدين – تحريم الشريعة الإسلامية – دا الغرض منه مرحلي .. إذا كان هسع أي واحد مننا شاف ليهو تمثال زي دا ، ما بينبعث في ذهنه أي نوع من العبادة ، أو اي شعور بيها ، أو ميل .. الناس ، في أول عهدهم بالإسلام ، بينبعث في ذهنهم شعور زي دا ، لكن ما ممكن أن ينبعث في ذهنك ، أو في ذهني ، ولا في ذهن أي واحد من الناس في الوقت الحاضر .. لذلك الحكمة في التحريم هذا ، إنما حكمة مرحلية ، الحكم فيها هو حكم الوقت ، كيفما يكون .. والسر في هذا الحكم بينسحب على حالة عبادة الناس في وقتهم الماضي كما ينسحب على حالة العبادة في الوقت الحاضر ، ولكن لكل وقت حكمه .. فهل يمكن للإنسان ، مثلاُ الداعي الإسلامي ، في الوقت الحاضر ، هل يمكن له أن يقول للناس سيروا بطرق الفن إلى الله؟؟ بمعنى آخر هل الدين (الشريعة) رفع كل اعتراضه على الفنون؟؟ تلقى أنو برضو المسألة فيها نظر .. هذا النظر هو تربية الإنسان الفي حاجة لتربية .. كل مبتدئ التوزيع يضره .. إذا كان الإنسان سار بالطريق الديني المرسوم ليهو ، وكانت محاولته هي أن ينحصر في أن يوجد نتيجة بطريقة الدين ، اللي هي العبادة بالصورة الموجودة عندنا فإن الفنون توزعه ، والتوزيع يضره.

    الفنون تسير الناس إلى الله:

    أما إذا استوى ، فمن الممكن لهذا الإنسان أن يتخذ كل وسائل التعبير لتسيره إلى الله .. الإنسان الاستطاع أن يجد فرصة لتوجيه ، ورياضة نفسه ، حتى أصبحت عندو فلسفة حياة ، عندو نظرة للأشياء ، عندو اتقان للتوحيد – مافي شئ بالمرة يقطعه ، أو يوقفه عن الله .. النحت يوديهو لي الله ، يسيرو لي الله – الموسيقى تسيرو لى الله ، الرقص يسيرو لي الله ، وكل وسائل التعبير تسيرو لي الله .. في المرحلة الأولانية – في شريعة الإسلام – المسائل دي حرمت .. هي محرمة بنص الحديث القريتو ليكم ، وذلك لأنها بتوشك أن تخلي الإنسان يحن للعبادة - عبادة الأوثان – وتلك عبادة هو قد كان قريب عهد بيها .. أما في الوقت الحاضر ، في المرحلة الحاضرة ، فما أحب أن أقوله هو أن وسائل الفنون كلها ، راح تسير الناس لي الله .. هسع ، في الوقت الحاضر ، كل المطلوب من الناس هو أن يتوخوا ، في أول مرة ، كيف يسيروا ، بطريق العبادة ، ليوجدوا نوع من التماسك الداخلي ، نوع من النظرة الموسعة .. بعدين كل أنواع الفنون راح تكون مسيرة إلى الله.

    المبتدئ يضيق عليه:

    بإيجاز !! التحريم في النهج البدائي للإسلام مؤكد .. فهو ضد الموسيقى للمبتدئ ، ضد النحت ، ضد التصوير ، ضد الرقص ، ضد كل مسألة من المسائل البتوزع المبتدئ .. إذا كان الإنسان استطاع أن يحصر نفسه في نهج واحد ، اللي هو العبادة ، ثم في محاولة احراز التوسع "بإتقان التوحيد" في المسائل الأخرى ، من أساليب التعبير المختلفة ، والفنون أقدمها والكلمة أسلمها ، افتكر بيكون في سعة فيما بعد .. لكن قبل ما تكون في سعة ، القاعدة عندهم أنو المبتدئ ، زي ما بترد العبارة الدارجية: "المبتدئ ابرته ما بتشيل خيطين" .. المبتدئ يجب أن يكون عنده اتجاه في الإنحصار ، فهو لا يمكن أن يسمح ليهو ، في مسألة الارتفاق بالفنون ، إلا بالكلمة ، وموش الموسيقى ، لأن الموسيقى لا تعطي معنى محدد ، عندما انت يكون عندك استعداد لتدرك عن الوجود كله ، فإن الموسيقى أبلغ من الكلمة ، لأن الموسيقى تقول لك كل شئ عجزت الكلمة عن أن تقوله ، لكن عند المبتدئ الموسيقى بتشوش عليهو ، وأما الكلمة فإنها محددة ، ولذلك تلقى ان القرآن يتخذ موسيقاه من الكلمات أولاً ، ثم هو ينطلق في موسيقى علوية ، كأنما هي موسيقى الوجود كله .. عند الكمال ، للمكتمل ، القرآن بيخرج عن كونو عبارات محددة ، ومضبوطة ، وبالصورة دي يبقى وحي علوي ، يعلمك كل شئ ، بدون أن يعلمك شئ بعينه ، خصوصا المتشابه من القرآن ، فإذا كان أنا شخصياً سئلت عن النهج اللي حقو يتجه ليه المسلمون كلهم ، في الأمر دا ، أنا اعتقد أنهم كلهم يجب أن يتجهو للعبادة ، بالانحصار فيها ، ثم في تفتق الذهن ، في اثناء العبادة ، في معاني الكلمات من القرآن ، وفي الشعر الجيد ، من الشعر العرفاني ، وباستمرار يكون في توسع ، وكلما أنت اتقنت التوحيد ، كلما قلت دائرة المحرمات عليك ، إلى أن تكون أنت الإنسان العندو الملكة التي تتلقى العلم بالله عن كل شئ ، مافي في الوجود شئ ما بيدعو إلى الله ، إبليس زي جبريل ، داعي إلى الله ، .. الله ، في الحقيقة ، ما عندو عدو .. لكن ، في مرحلة الشريعة ، الوجود مقسوم إلى داعي لغير الله ، وإلى داعي لي الله .. مما يدعو ، في المرحلة لغير الله ، كل أدوات اللهو ، ومنها الفنون ، إذا كان انت استويت على الغاية ، بتسمع وترى الوجود كله جنود لي الله ، ودعاه إلى الله ، ورسل من الله إليك ، تسوقك إلى الله .. فإذا كنت انت فنان موهوب ولكن ما وجدت الفرصة لتنحصر في العبادة ، لتعرف ، لتخرج من الثنائية دي بتجويد مستوى من التوحيد ، من المؤكد أن الفنون قد تسيرك درجة ولكنها راح تقطعك ، ما بتوديك لقدام .. إذا كان في شئ ، من العلوم المدنية ، بسير الناس إلى سماحة الخلق ، إلى مستوى من التنغيم الداخلي ، إلى نوع من العلاقة الحسنة مع الحياة ، نوع من السعة ، فإن ذلك الشئ لهو الفنون ، مافي ذلك شك ، ولكن وسيلة الفنون قاصرة إلا إذا تم لها التتويج بوسيلة الدين .. فكأنو ، إذن ، الإسلام في أوله ، وفي آخره ، أعني في دعوته الأولانية ، وفي دعوته الثانية بيحرم هذا المستوى من الفنون ، لكن داك على التعميم ، أعني شريعة عمومية ، ودا لكل فرد شريعته ، أعني شريعة خصوصية ، الحاجة السليمة هي انك انت تتوجه ، وتنحصر ..

    كل الفنون حلال اليوم:

    أنا شخصياً ما راح أكون من البوصوا أن يجئ تشريع يقول الفنون حرام .. لكن يجب أن يجئ تفهيم للناس يقول لكل واحد: إذا كنت أنت ما استويت ، في التوحيد ، على درجة معينة من الاستواء ، فإن الفنون بتصرفك ، وبتوزع جمعيتك ، وبتقطعك .. الفنون هي خير أساليب التسيير إلى الله، ولكن بعد ما أنت توجد نوع من التنغيم الداخلي، بتجويد التوحيد، بالانحصار في العبادة، بالخروج من الدوامة بتاعة المجتمع، وبتاعة التغيرات المختلفة، في الفنون المختلفة.. لغاية ما أنت توجد نوع من القالب البتصب فيهو نفسك، وتصوغ أخلاقياتك، وتجد فلسفتك.. فإن أنت وجدت فلسفتك في الحياة، فإنك خليق ان تنفتح على كل الفنون.. وكلها بتسيرك لى الله، وسيكون عندك حظ موفور من إدراكها.. وقد يكون عندك حظ من تجويدها، إذا كنت فنان، بكل وسائل التعبير فيها، بأكثر مما يكون عندك قبل أن توجد هذا النوع من التربية الداخلية.. من أجل دا، أنا افتكر، العبارات الكثيرة الواردة في الدعوة إلى تنزيه القرآن، وإنه ما هو شعر.. القرآن يشبه الشعر، وماهو بالشعر (وما علمناه الشعر، وما ينبغي له!!) وأنت إذا جيت لدقائق القرآن، فإنه الشعر!! وأكثر من الشعر.. ولكن ملابسات الشعر في عدم الالتزام، وعدم الصدق، هي ما نفاهو الله عن القرآن.

    الأخلاق والفنان:

    أنا أفتكر برضو الفنان ، كائناً من كان ، سواء كان نحات ، أو موسيقار ، أو مصوراتي ، أو راقص ، أو ممثل ، بتلقاهو ماهو ملتزم ، ما عندو خلقية معينة ، اللهم إلا خلقية بيعتقد أن الفن بيستلزمها ، الخلقية الأنا بقصدها إنما هي الصدق في مستوى الفعل ، القبيل أنا قلته – الصدق الذي يتحد فيه الفكر ، والقول والفعل ، أنا ما بعتقد ان الفنان ما عندو قيمة خلقية في نفسه يلتزمها ، لكن ، مامن شك: أنو موش في مستوى الانضباط اللي نحن بنقصده .. لعل الفنان ، الموزع بالصورة دي ، بتلقاه يظهر بمظهر البهدلة كدا .. يرسل لحيته بصورة بدون تهذيب ، ولا تنظيم ، أو يلبس ملابس مهزأة ، أو يكون ماسائل في النظام ، أو في رأي المجتمع ، قد يكون أنا أفتكر ، أنه هو بيبحث عن قيمة ، أنا بحب أن اهديه للقيمة دي ، هي في العبادة والقرآن .. سيجدها حاضرة حين يتجه للالتزام بأدب القرآن – ادب شريعته وأدب حقيقته.

    هنا اقف ، وأترك لكم الفرصة للنقاش .. أكثر من كدا كثير عندنا مما يمكن أن يقال ، ولكن ، ما من شك ، أنكم بتعينوا كثير بمشاركتكم في النقاش لإجلاء القضية دي .. شكراً.

                  

العنوان الكاتب Date
الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي01-30-17, 06:26 PM
  Re: الموسيقى Elmosley01-30-17, 06:57 PM
    Re: الموسيقى مصطفى الجيلي01-31-17, 06:12 AM
      Re: الموسيقى Haydar Badawi Sadig01-31-17, 05:43 PM
        Re: الموسيقى Elmosley02-02-17, 04:59 PM
      Re: الموسيقى Elmosley01-31-17, 10:04 PM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-01-17, 12:24 PM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-01-17, 05:14 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-01-17, 07:15 PM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... Yasir Elsharif02-01-17, 11:57 PM
          Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-02-17, 05:12 AM
            Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... محمد الزبير محمود02-02-17, 06:44 AM
              Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-02-17, 07:14 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-02-17, 07:41 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... Muhib02-02-17, 08:20 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-02-17, 08:37 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... Elmosley02-02-17, 05:03 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-02-17, 09:26 PM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-02-17, 11:46 PM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-04-17, 07:01 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-04-17, 08:35 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-04-17, 08:48 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-05-17, 01:29 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-05-17, 07:19 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-05-17, 05:20 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-06-17, 01:55 AM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... عمران بابكر بدري02-06-17, 04:41 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... محمد محمد قاضي02-06-17, 05:19 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-06-17, 07:03 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-06-17, 08:11 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-07-17, 01:19 AM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... عمران بابكر بدري02-07-17, 06:25 AM
          Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-07-17, 11:56 PM
            Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-08-17, 00:05 AM
              Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-09-17, 06:26 PM
                Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مامون أحمد إبراهيم02-10-17, 10:49 AM
                  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... عمران بابكر بدري02-10-17, 09:04 PM
                    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-11-17, 05:18 PM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-13-17, 09:54 AM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-13-17, 09:54 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-13-17, 05:28 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-15-17, 09:11 PM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-16-17, 06:40 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-16-17, 08:35 PM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-19-17, 07:55 AM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-19-17, 07:05 PM
          Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-20-17, 08:27 AM
            Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-21-17, 07:16 PM
              Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-22-17, 02:09 PM
                Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-24-17, 07:42 PM
  Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... البرنس ود عطبرة02-25-17, 09:43 AM
    Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي02-28-17, 06:16 AM
      Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي03-01-17, 05:20 PM
        Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي03-03-17, 07:37 PM
          Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي03-10-17, 06:51 PM
            Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي03-12-17, 07:41 AM
              Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... عثمان احمد شرف الدين03-12-17, 02:09 PM
                Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... مصطفى الجيلي03-12-17, 05:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de