|
Re: قرار جديد ضد بائعات الشاي في الخرطوم (Re: زهير عثمان حمد)
|
العمل شرف فهؤلاء النسوة يعملن في مجال ربما كان دخيلاً على المجتمع في أيام قد خلت كان فيها المجتمع يهز ويرز وبعد أن هزته رياح التغيير باتت مهنة بيع الشاي في الشوارع والميادين في العاصمة القومية والمدن الكبيرة جزء أصيل في الحياة العامة وتقبلها المجمع بكل طبقاته وألوان طيفه. وبعيداً عن البحث في الأسباب التي إضطرت معها هؤلاء النسوة على إمتهان هذه المهنة بكل ما فيها من معاناة ومضايقات تصل حد التحرش بهن ، لابد من التسليم بأنهن يكابدن ويعانين من أجل كسب لقمة عيش شريفة بكل ما فيها من مرارة. لا يختلف أحد على أن المظهر العام ليس حضارياً في كلياته لكن يبقى أمراً واقعاً أفرزته ضرورة الحاجة ، وهو ليس أكثر قتامة أو سوداوية من مهن أخرى ممن يفترشون الطرقات أو ينادون ببضائع تعني بصحة الإنسان مثل السمك والخضار وحتى اللبن وكلها تنقل وتباع بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها غير حضارية البته ناهيك عن مخاطرها الصحية في بيئة عادة ما تتجاوز درجة حرارة نصف النهار فيها الأربعين درجة مئوية. ولما أضحت مهنة بيع الشاي في الطرقات والميادين ضرورة ولما كان لأولئك النسوة اللائي يمارسن هذه المهنة إسهامات في المجتمع ، وبكل تواضع مداخيل هذه المهنة تبقي من المهن الشريفة التي إختار من يمارسها النأي بنفسه عن ذل الحاجة وتسول المارة أو بيع جسده. الولاية أو السلطة أو أياً كان المسمى لها تنظيم مثل هذه المهن بالقدر الذي تتماشي معه مع الواقع المعاش والمستقبل المنشود ، فبدلاً من إعلان الحرب عليهن وشن كل تلك الحملات المسعورة ميدانياً وإعلامياً وكأنهن نبت شيطاني كان يتوجب علي المسئول أن يضع أسس وضوابط لممارسة تلك المهنة تكفل من يمارسها حقه في الكسب الشريف وفي ذات الوقت تخطو بالعاصمة أو المدينة التي يمارس فيها مثل هذا العمل خطوة في طريق التحضر والتمدن. يصرح مسئول وينفي آخر ، ويعلن مصدر عن إسمه ويحجم الثاني وهكذا هو واقع مسئولينا في الإعلام لا يمكن أن تعرف إين تكمن المصداقية وما هي الحقيقة ، وما جاء في صدر الخبر موضوع البوست هو أبلغ دليل على هشاشة وإستحفاف التصريحات في وسائل الإعلام من أناس كمسئولين يفترض توفر الأمانة والمصداقية في تصريحاتهم وأقوالهم وأفعالهم لما ينبنى عليها من قرارات وأعمال. -- ما أنفك ود النور يجوب طرقات العاصمة يمارس بيع الطلح والشاف ، والما شاف يتفرج ، وهونا يا الله لي ود النور أب حماراً محمول
|
|
|
|
|
|