سمات "الإلحاد الجديد" كتاب لكاتب سعودي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2016, 02:31 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سمات "الإلحاد الجديد" كتاب لكاتب سعودي

    02:31 PM September, 24 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    رصد الباحث السعودي، عبد الله بن صالح العجيري في كتابه "ميليشا الإلحاد.. مدخل لفهم الإلحاد الجديد"، والصادر عن مصدر تكوين سنة 2014، بدايات تكون ظاهرة الإلحاد الجديدة في العالم الغربي، والتي حدثت كردة فعل على أحداث 11 سبتمبر 2001 بحسب الكتاب.

    وبيانا للغاية التي سعى المؤلف لبلوغها في كتابه، أوضح أن "القصد من هذه الورقة أن تكون مدخلا موجزا للتعريف بالظاهرة الإلحادية الجديدة، وإطلاع المتلقي على أهم سماتها وخصائصها"، وهي في الوقت نفسه وفقا للمؤلف "محاولة يسيرة لتعريف الدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمربين والمفكرين بأهم التطورات التي لحقت بالخطاب الإلحادي، والذي جعلنا أمام خطاب إلحادي تم وصفه في الأدبيات الفكرية والعقدية الغربية بالإلحاد الجديد (New Atheism)".

    الإلحاد بين القديم والحديث

    وذكر الباحث العجيري أنه من خلال استقراء كثير من الخطابات الشرعية العقدية، والتي تتناول الظاهرة الإلحادية مؤخرا وجد قدرا من الغيبة عن إدراك كثير من المستجدات حيال هذا الملف، بل إن كثيرا من الشرعيين وغيرهم لا يكاد يخرج تصوره عن واقع الإلحاد اليوم عن أحد تصورين:

    فالتصور الأول – طبقا للكتاب – يتمثل في "أن الإلحاد يمثل استثناء في المشهد العقدي، وشذوذا بشريا، وأنه لا يكاد يوجد من الملاحدة إلا الفرد بعد الفرد، وأن نسبتهم إلى مجموع الجنس البشري لا يشكل رقما ذا بال، وقد يتعضد هذا التصور ببعض المقولات العقدية في الكتب التراثية، ناقلا عن ابن تيمية والشهرستاني ما يثبت أن الإلحاد أمر هامشي وليس تيارا أو ظاهرة.

    وبين المؤلف أن مثل هذا التوصيف يمكن أن يكون مقبولا فعلا في مرحلة تاريخية ماضية، لكنه لا يمثل مطلقا الواقع العقدي الذي نعيشه اليوم، فللملاحدة اليوم وجودهم الحقيقي في الخارطة العقدية البشرية، وحجمهم ليس بالضآلة التي يتصورها البعض، بل يمثلون رقعة بشرية واسعة من تلك الخارطة.

    ولبيان حجم الظاهرة، نقل عن كتاب حقائق العالم (The World Factbook)، ما يبين أن الملاحدة يشكلون 2,01% من مجموع الجنس البشري، ويمثل اللادينيون 9,66% وذلك بحسب إحصائبات صادرة سنة 2010.

    وأردف المؤلف قائلا: "إن هذا الرقم يقفز بشكل كبير جدا في بعض دول العالم، ففي إحصاء (اليوروستات يوروبارومتر) والذي أجري سنة 2010م أظهرت الإحصائيات أن الملاحدة في أوروبا يمثلون 20% من مجموع الأوروبيين، وأن الرقم يرتفع في فرنسا ليصل إلى 40%، وفي بريطانيا 25%، بينما أظهرت بعض الإحصائيات أن الذين لا يؤمنون بالله في كندا 23%، وفي أمريكا التي تعد أكثر تدينا 9%؛ أي: أنك تتحدث عن وجود ملحد واحد تقريبا من كل عشرة أمريكيين".

    أما التصور الثاني الشائع في أوساط الشرعيين (مشايخ ودعاة وطلبة علم) بحسب ملاحظة المؤلف فهو تصورهم "أن الإلحاد حالة اقترنت في العهد القريب بالحالة الشيوعية، ففي الوقت الذي تمددت فيه الظاهرة الشيوعية تمددت الظاهرة الإلحادية، وحين تقلصت تقلصت هذه الظاهرة، وبالتالي يستغرب البعض من الاهتمام بهذا المؤلف في هذا الوقت الذي يظن أنه في تراجع وانحسار منذ سنوات".

    وعقب المؤلف على ذلك بقوله "للإنصاف فإن الدول التي تحلحلت عنها القبضة الشيوعية تشهد فعلا ظاهرة العودة للتدين أو إعلان التدين كما يظهر ذلك في كثير من الإحصائيات، لكن في المقابل أيضا ثمة موجة إلحادية جديدة تكتسب أنصارا، وتشهد تمددا في دول أخرى كثيرة، وهذه الموجة تستدعي بلا شك قدرا من الفحص والدراسة، وهي ملاحظة لم يقتصر على رصدها المهتمون بهذه القضية محليا أو عالميا، بل هي محل تناول كبير في الدوائر الإعلامية الغربية..".

    وبناء على ذلك، حدد المؤلف الباعث المركزي لتأليف كتابه، والمتمثل برغبته في "تصحيح التصور حيال ملف الإلحاد، وبيان واقعه اليوم، وما استجد فيه، وهو ما خصص له المحور الأول"، يضاف إلى ذلك "الرغبة في مناقشة أظنها مهمة في مراجعة أداء الخطاب العقدي الإسلامي، ومدى كفاءة أدواتنا العلمية الحالية لمجابهة إشكالية الإلحاد، وتخليق الحصانة العقدية المطلوبة لأبناء المسلمين اليوم".

    الإلحاد في فضاءاته العربية والغربية

    ذكر المؤلف أن أول من صك هذا الاسم، ووضع هذا المصطلح (الإلحاد الجديد) (new atheism) هو (جيري وولف) في مقالة نشرها سنة 2006م في مجلة "وايرد" البريطانية بعنوان: "كنيسة غير المؤمنين"، والعنوان الفرعي لها: "فرقة من الأشقاء فكريا يقيمون حملة ضد الإيمان بالله، هل نجحوا في كسب المتحولين؟ أم اقتصروا على التبشير بين جمهورهم؟".

    ولفت الباحث العجيري إلى ما تنبه له بعض الباحثين في رصدهم لأحد وجوه الفرق بين نمط الإلحاد في الفضاء الغربي وحالته في الفضاء العربي الإسلامي، وذلك في سياقات تاريخية متقدمة، فالمتهمون بالإلحاد في سياق التاريخ الغربي هم من المنكرين فعلا لوجود الخالق جل وعلا، أما في السياق العربي الإسلامي فكثير ممن اتهم بهذا الوصف ليس منكرا في الحقيقة لوجود الخالق تعالى، وإنما كثير منهم من أصحاب المنكرات العقدية الكبيرة كإنكار النبوة أو القول بالاتحاد أو غير ذلك، فابن الرواندي والسهروردي والرازي الطبيب وغيرهم ليس انحرافهم من قبيل إنكار وجود الخالق لكنه من قبيل إنكار النبوات والوحي على حد وصف الكتاب.

    ونقل المؤلف عن عبد الرحمن بدوي ما يوضح طبيعة الإلحاد في الفضائين الغربي والعربي: "إذا كان الإلحاد الغربي بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي عبر عنه نيتشة حين قال: لقد مات الله، وإذا كان الإلحاد اليوناني هو الذي يقول: إن الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت، فإن الإلحاد العربي هو الذي يقول: لقد ماتت فكرة النبوة والأنبياء".

    وعقب المؤلف على ذلك بقوله: "والحق أن قدرا من التطور الذي لحق بمصطلح الإلحاد في الفضاء العربي يمكن أن يُتلمس أيضا في الفضاء العربي، لكن مشكلة إنكار وجود الله مشكلة طارئة في الفضاء العربي بالمقارنة بالفضاء الغربي".

    ووفقا للعجيري فقد "طرأ في العصر الحديث على مصطلح الإلحاد في البحث العقدي الإسلامي شيء من التطور ليقترن مفهومه بحالة عقدية خاصة وهي عدم الإيمان بوجود الخالق، وليكون ترجمة للموقف العقدي الذي يمثله مصطلح (Atheism) في الوسط الغربي..".

    سمات "الإلحاد الجديد"

    برصد دقيق، وتتبع متأنٍ، شخص الباحث السعودي العجيري، سمات وصفات "الإلحاد الجديد"، وهي خلاصة رصده للظاهرة أثناء إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتبعه لحركة رموزها ورجالاتها الذين باتوا نجوما إعلامية مشهورة، لها حضورها المؤثر في الأوساط الغربية، بما تمتلكه من كاريزما جاذبة ومؤثرة.

    وقد اعتبر الباحث في مستهل حديثه عن السمة الأولى (الحماسة والحرص الشديد على الدعوة للإلحاد) من سمات "الإلحاد الجديد" أن جزءا من "التداعيات غير المتطورة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر لها أثرها في تفجير الموجة الإلحادية الجديدة، وقد احتاج الأمر إلى شيء من الوقت ليتجلى حجم الأثر الذي خلفته هذه الحادثة في استفزاز الملاحدة".

    وبحسب ملاحظة المؤلف فإن "الإلحاد في سياقه التاريخي إجمالا كان يمثل خطابا ميالا نسبيا إلى قدر من الحيادية من الموقف الديني، ولم تكن لديه تلك الحماسة الكبيرة لممارسة الدعوة والتبشير بقضية الإلحاد، بل كانت قضية الإيمان في حسه قضية شخصية متعلقة بالأفراد لا تستفز الملاحدة كثيرا، ولسان حال الواحد منهم أن قضية الإيمان والكفر مسألة شخصية، وما دام هذا المتدين لم يكسر لي رجلا أو يفقأ لي عينا فليؤمن وليتدين كيف شاء".

    وتابع: "ولكن من لحظة اصطدام الطائرتين ببرجي التجارة العالمي تغيرت المعادلة تماما، وترسخ في وعي كثير من الملاحدة أن قضية الإيمان والتدين باتت مهددا حقيقيا للبشرية، وأن التزام ذلك الهدوء والحيادية من الدين لم يعد خيارا مقبولا، وأنه من المتعين على الملاحدة اليوم السعي جديا لاستئصال مبدأ التدين من الحياة البشرية، وإحلال قضية الإلحاد كخيار منقذ".

    وأصر المؤلف في بحثه على أن "حادثة 11 سبتمبر ولدت ردة فعل ضخمة في تشجيع الملاحدة على ممارسة دور تبشيري ضخم بالمضامين الإلحادية، وليتراجع بشكل كبير ذلك الموقف الحيادي من الفكرة الدينية، ومن الطريف فعلا أن تبلغ حماسة بعض الملاحدة في الترويج لأفكاره باستعمال ذات النهج والهيئة والأساليب لبعض دعاة النصرانية بالدعوة في الشارع عبر رفع اللوحات الإلحادية، والصياح في المارة داعيا لإلحاده..".

    وقد اتخذت الدعوة إلى الإلحاد أشكالا متعددة، وعملت على مسارات متعددة، منها الكتابة والتآليف، والبرامج الفضائية والإذاعية، ومواقع على الانترنت، والمؤسسات الإلحادية المختلفة، وذكر المؤلف أشهر الكتب المؤلفة في الدعوة إلى الإلحاد، والتي تجاوز سقف مبيعاتها مئات الآلاف من النسخ، والملايين أحيانا، منها كتاب "نهاية الإيمان" لسام هارس المختص في مجال علوم الأعصاب، وهي كتابة نقدية غاضبة للظاهرة الدينية عموما، وكيف أنها تشكل بحسب دعوى المؤلف معوقا هائلا عن التفكير المنطقي العقلاني، وحاضنا للممارسة الإرهابية، وقد صدر الكتاب سنة 2004م، ليشكل الكتاب الأول لظاهرة الإلحاد الجديد..".

    أما الكتاب الثاني الذي يمثل المرجع الأهم والأشهر للظاهرة الإلحادية الجديدة، فهو كتاب "وهم الإله" للبيولوجي الدارويني الشهير ريتشارد دوكنز.. ويعالج الكتاب مسألة وجود الله تعالى، والذي يعتبره المؤلف وهما، وينطلق فيه من قول روبرت بيرسيق: "حين يعاني شخص واحد من الوهم فإنه يسمى جنونا، وحين يعاني الكثيرون من الوهم فإنه يسمى دينا".. إلى غير ذلك من عشرات الكتب والنشرات المطبوعة في الدعوة إلى الإلحاد والتبشير به.

    أما السمات الأخرى لظاهرة الإلحاد الجديد، فهي كالتالي: عدائية الخطاب الإلحادي الجديد (للدين) وهي صفة مميزة حتى سميت بمليشيا الإلحاد، أما السمة الثالثة فهي "استعمال أداة الإرهاب في حرب الأديان" بتأكيدها أن الدين منبع كل الشرور، وتبرئة الإلحاد من ذلك، "الهجوم اللاذع على دين الإسلام بالذات هو السمة الرابعة لتلك الظاهرة، وتتمثل في تحول الملاحدة في الغرب من الهجوم على النصرانية إلى الهجوم على الإسلام بعد 11 سبتمبر".

    ورصد المؤلف في بيانه للسمة الخامسة (جاذبية الإلحاد الجديد) أن رموزه أضحوا أيقونات تحظى بالمعجبين والمعجبات، خصوصا مشاهيره الأربعة (ريتشارد دوكنز، وسام هارس، وكريستوفر هيتشنز، ودانيل دينيت)، والذين باتوا يعرفون في كثير من الدوائر الغربية بالفرسان الأربعة..".

    أما السمة السادسة لتلك الظاهرة فهي (المغالاة الشديدة في العلوم الطبيعية التجريبية والاتكاء عليها في التنظير للفكرة الإلحادية) وهي تنم عن حالة غريبة فعلا، وجديرة بالتوقف معها، فالملاحدة الجدد مع نزعة الغلو العلموي، يُظهرون عصبية زائدة أحيانا لبعض ما يتبنونه من قضايا علمية، تكشف لنا عن خلل منهجي..".

    يظهر جليا من مطالعة مادة الكتاب، أن مؤلفه بذل فيه جهدا بحثيا كبيرا، وسلك فيه مسلك التتبع والرصد، وبعد حديثه المطول عن رصد ظاهرة "الإلحاد الجديد" في فضاءاتها الغربية، وتتبع كتابات رموزها الكبار، خصص محور كتابه الثاني للحديث عن ظاهرة الإلحاد في فضاءاتها السعودية، والتي جاءت تحت عنوان (الاقتراب بالعدسة محليا "الإلحاد وشبابنا")، وهو ما يستحق عرضا مستقلا.
                  

09-24-2016, 03:22 PM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمات andquot;الإلحاد الجديدandquot; كتاب لكاتب سع� (Re: زهير عثمان حمد)

    أخ زهير تحية طيبة
    لك الشكر كل الشكر -- علي هذا المجهود الكبير في تلخيص الكتاب والشكر موصول لمؤلفه
    حقيقة اٍن موجة الاٍلحاد في العقد الحالي بدأت تطفوا للسطح بشكل كبير -- وخاصة في عالمنا الاٍسلامي -- وبالمقابل بدأت تظهر الشباب (الأمي) دينا وعقيدة -- وشهدت مناظرة بين شباب سوداني في أحد الجامعات - بعضهم يدعوا للاٍلحاد من خلال عرض النظريات الفلسفية وبعض أراء علماء الاٍلحاد في (قالب علمي) - حديثهم لم يكن متقنا - ولكن الرأي المخالف لهم كان (يجهل تماما عن دينه) فلم تكن له زخيرة تدعمه في النقاش - كما أن وسائل الاٍعلام في الدول الاٍسلامية تنقل برامج ونظريات علمية لرواد الفكر الاٍلحادي دون الوقوف عندها أو محاولة تفنيدها - أشهرها برنامج كان يعرض مقتطفات من آراء (بروفيسور ريتشارد دوكينز) ... تلك البرامج تقدم كبرامج علمية خالصة ... وحقيقة فاٍن (( فرية 11 سبتمبر)) كانت هي ((المؤامرة السافرة)) للهجوم علي العالم الاسلامي... في ظل تراجع الوعي الديني للاجيال الحاضرة -- وتأثرها بكل ماهو (غربي) .. حتي اٍن بعض علمائنا اٍما وقف صامتا محتارا - أو قبل بنظريات (( التضليل العلمي)) التي ينتهجها علماء ودعاة الاٍلحاد ...
    نرجوا أن نقرأ متابعاتك مع (الالحاد في الفضاءآت الاسلامية (السعودية كمثال) .
                  

09-24-2016, 11:17 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمات andquot;الإلحاد الجديدandquot; كتاب لكاتب � (Re: عمار قسم الله)


    الاستاذ عمارقسم الله
    في البداية تحياتي ولك شكري علي الاهتمام بهذه الظاهرة وهي مزعجة بكل المقايس ولكن علينا تنوير الشباب بما يصل الينا من فكر ثاقب وتصور موضوعي لكي نحمي شبابنا من هذه الظواهر وأقول كرأى الباحث الأردني، عمار سليمان، المقيم في السعودية والمهتم بالحالة، أن "الإلحاد لا يشكل ظاهرة في مجتمعاتنا، لكنه حالة متفاقمة تدق ناقوس الخطر، ومع أنه لا يشكل ظاهرة ماثلة للعيان إلا أنه ينمو متسارعا في أروقة الظلام، وبتنا نرى عملا جماعيا في الجامعات، وعلى المستوى الإعلامي فهناك قناة للملحدين ومجلة صدر منها ما يقارب أربعين عددا". وهي مجلة فكر جديد وهي علي صفحات التواصل الاجتماعي كذلك وعلينا التوعية العميقة والفهم السليم للفلسفات والتاريخ الفكري الانساني بالاضافة لوظيفة الدين في ذهنية الانسان والمقصد الروحي لها عسي الله يجعل من كل حهد في هذا المجال يصب في حماية الشباب ولك كل التقدير أخي الكريم

    واليك ما طلبت

    ومن الجدير بالذكر أن الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، أسست في وقت سابق مركزا خاصا بمكافحة الإرهاب، أطلقت عليه اسم "يقين لمعالجة النزعة الإلحادية واللادينية"، استشعارا منها بتفاقم حالات الإلحاد، أو المتأثرين بالدعاية الإلحادية بحسب باحثين ومراقبين.

    جاء في التعريف بالمركز طبقا للمنشور على موقعه الرسمي: "مشروع علمي دعوي متفرع عن "الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب"، يقوم على رصد المد الإلحادي واللاديني "الربوبي" في المجتمع السعودي وغيره، والتحصين منه، ومعالجة أثاره".

    أسباب تفاقم الحالة

    لماذا تتفاقم حالات الإلحاد سواء الصريح منه أو المستتر (الذي يأخذ في بعض تجلياته حالة من حالات التمرد على القيم والمبادئ الدينية) في المجتمعات الإسلامية، خاصة في مجتمعات محافظة متدينة كالمملكة العربية السعودية؟

    وفقا للعجيري، فإن "حالة التمرد ضد القيم والمبادئ الدينية في أوساط بعض الشرائح، آخذة في التوسع في هذه المرحلة، خصوصا بين القواعد الشبابية، وذلك لعوامل متعددة، أهمها الانفتاح المعرفي الهائل، والذي يحقق دورا تثقيفيا حقيقيا إلى حد ما، كما يخلق حالة من وهم الثقافة أيضا"، على حد قوله في كتابه (ميليشيا الإلحاد).

    وأضاف "فكثير من الشرائح الشبابية باتت تتلقى معرفة أفقية سطحية في ملفات متعددة، ويُحصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي جرعات معلوماتية مخففة ومبعثرة، تخلق مع الوقت حالة من الانتفاخ المعرفي الخاوي"، وقد أفضت تلك الحالة مع الوقت إلى شيوع شعور بأن هامش الفرق بينهم وبين طبقة الدعاة وطلبة العلم والمشايخ والمفكرين والمثقفين ما عادت كما كانت".

    وبسبب ذلك، وتبعا له، أصبح الخطاب الشرعي المحلي (ما يملا العين)، وذلك في حس مجموعات متزايدة من الشباب محليا، وأضحت الصورة النمطية للخطاب المشيخي في وعي الكثيرين صورة سلبية قاتمة أثمرت للأسف مع الوقت حالة من عدم الرضى عن الخطاب القائم أو سخطا عليه، طبقا للتوصيف الذي يقدمه العجيري في رصده ومتابعته بحسب قراءته للواقع السعودي.

    وبيانا للأسباب التي زادت من حدة تلك الإشكالية وتفاقمها، ذكر العجيري جملة عوامل، كغلبة القيم المادية العلمانية، وهذا المزاج الليبرالي المهيمن في عالمنا اليوم، والذي يؤدي في حالات ضعف الممانعة إلى إعادة تشكيل العقول والتصورات على ضوئها، ويتسبب ليس في منافرة الخطاب الشرعي في شقه البشري فحسب، بل قد يحمل صاحبه على منافرة بعض القيم والمبادئ الشرعية الثابتة.

    وتابع العجيري "ينضاف إلى هذا العامل أيضا واقع التخلف الحضاري، والحرمان من الحقوق المطلوبة، والحريات المشروعة، والتي تزيد من حالة الاحتقان لدى كثير من القواعد، وتدفعهم للتفتيش عن خيارات بديلة تسهم في تحقيق النهضة، ورفع الظلم، فإذا انضاف إلى هذا شعور بأن الخطاب الديني يسهم سلبا في رفع الظلم، أو يشرعن للاستبداد وسلب الحقوق تعاظمت الأزمة بشكل كبير".

    ومع إقرار العجيري بوجود خطابات دينية في الواقع تمارس هذا الدور فعلا، إما عن غفلة أو جهل أو مع سبق الإصرار والترصد، فليس الخطاب الديني بأجمعه كذلك، ومن الظلم أن تستخدم مثل تلك اللغة التعميمية، التي تتسبب في ردات فعل غير محسوبة من قضية التدين ذاته في بعض الحالات المتطرفة.

    وينتهي العجيري إلى القول بأن "هذا المناخ بأبعاده المختلفة هو الذي أوجد لدينا عددا من المشكلات فيما يتعلق بظاهرة التدين، إما تقصيرا في بعض جوانبه، أو انحرافا عن بعض مفاهيمه، أو تركا بالكلية وارتدادا عنه في أسوأ الأحوال، والذي غالبا ما يكون بتبني خطابات لا دينية أو ملحدة".

    وفي السياق ذاته، أرجع الباحث الأردني عمار سليمان أسباب تفاقم الإلحاد وزيادة انتشاره إلى جملة من الأسباب يأتي في مقدمتها تعظيم الاتجاه العلموي، حيث أصبح العلم دينا عند البعض يلجأ إليه لتفسير أعقد الأسئلة الوجودية وأصعبها، وكذلك التأزم السياسي، فالفوضى السياسية تعتبر مرتعا لنمو الإلحاد، لأنها تصدر أسئلة لن تستطيع الإجابة عليها سريعا، ما يتسبب في زلزلة اليقين.

    أما عن العوامل النفسية ودورها في ازدياد حالات الإلحاد، فأكد سليمان أثر تلك العوامل في تفاقم الحالات، التي غالبا ما ترتبط بأسئلة القلق الوجودي، والتقليد للغرب، وهنا يعتقد الشاب أنه بإلحاده أصبح شريكا في التطور الحضاري للغرب، لافتا إلى دور الميديا وروافدها الكثيرة والتي تثير جملة من الأسئلة القلقة والإشكالات الخطيرة جدا.

    خطاب عقدي لمواجهة الإلحاد الجديد

    كيف يمكن للخطاب العقدي الإسلامي تطوير أدائه لمواجهة موجة الإلحاد الجديد؟ أفرد المؤلف صالح العجيري مساحة واسعة لمعالجة هذا التساؤل والإجابة عليه، ملحا في الدعوة إلى ضرورة تحري الصدق والعدل والدقة والموضوعية في تناول الحالة الإلحادية، وبذل الوسع في معرفة مقولات الملاحدة معرفة صحيحة ودقيقة، وعدم تسطيح الحالة الإلحادية.

    يلفت العجيري إلى أن من صور التسطيح والاستخفاف بالحالة، ما يشيع في أوساط إسلامية عن نظرية التطور الداروينية، حيث يتم التساهل في وصفها بالبطلان لأن العلم أثبت عدم صحتها، ما أفقدها كثيرا من المؤيدين والأتباع، معتبرا أن واقع الأمر في الغرب على خلاف ذلك، لأن الدارونية (والتي يتكأ عليها الملاحدة في جدالهم) ما زالت تحظى بتأييد كبير في أوساط أكاديمية وثقافية غربية.

    وبجسارة واضحة أشار العجيري إلى "ضحالة الكتب والمؤلفات العربية المخصصة لمناقشة نظرية التطور الدارونية، وضعف الردود الإسلامية على دعاوى الملحدين بأن العالم مستغنٍ عن الله في حدوثه، وإثباتهم لذلك وبرهنتهم عليه فيزيائيا كما يزعمون".

    من التوصيات التي ألحّ العجيري عليها تجديد الخطاب العقدي، بما يتلاءم مع هذه النازلة بأبعادها العلموية الجديدة، وضرورة الاهتمام والاعتناء بمباحث درء التعارض بين العلم التجريبي (سلاح الملاحدة الأقوى) والنقل، مستندا إلى ما قام به ابن تيمية في مشروعه الكبير في درء التعارض بين النقل والعقل، وضرورة الاستفادة مما توصل إليه ابن تيمية وقرره في هذا المجال.

    ودعا العجيري إلى عدم الاكتفاء بالدفاع في منازلة الملاحدة، بل لابد من تقديم رؤى نقدية هجومية، تعري الإلحاد وتبين تهافته في جملة من القضايا والمسائل والموضوعات، كالسؤال الأخلاقي، وسؤال الإرادة الحرة، وسؤال المعرفة العقلية الضرورية، وإظهار مدى هشاشة تفكير الملاحدة في تفسيراتهم المستندة إلى "الصدفة".

    ويخلص العجيري إلى القول "ينبغي السعي في تحقيق حالة الحصانة العقدية، بدراسة المسائل المثارة من قبل الملاحدة، وسد مختلف احتياجاتنا البحثية في هذا المجال، فإن كان ثمة شيء من القصور والثغرات في مكتبتنا الشرعية مثلا فالسعي في سد تلك الثغرات متعين من قبل أن يتفاقم الأمر، ونصل إلى الحد الذي يصح معه توصيف الأمر بأنه ظاهرة، ليبتدأ التفاعل معها ولكن مع شيء من التأخر".
                  

09-25-2016, 08:26 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمات andquot;الإلحاد الجديدandquot; كتاب لكاتب � (Re: زهير عثمان حمد)

    جزيتم خيرا أخ زهير .....
    حقيقة اٍن الغفلة والاٍستهانه بظاهرة الاٍلحاد - وضعف الخطاب الدعوي - بل وضعف مدارك (علماء وفقهاء الأمة) بالمباحث العلمية - وخاصة التي (تستغني عن الخالق بنظريات الفيزياء وما جاراها) قد أوجد حالة من (زعزعة النفوس) في أوساط الشباب المتطلع للعلم - خاصة النوع الذي يتم ابتعاثه لتلقي دراسته الجامعية - (دون تسليحه بالايمان) فيجد نفسه فريسة سهلة - أمام نظريات لا يعلم عن تأويلها اٍلا من استاذه - ولذا سرعان ما يتقمص دور استاذه وينادي (بوعي أو من دون وعي) بدعاوي الملحدين
    (( أورد قصة رواها فضيلة الشيخ طارق السويدان - عند زيارته للولايات المتحدة - يقول أنه كان يناقش طالب كويتي قد تبني الفكر الالحادي - يقول جلست معه في مقهي الجامعة وبينما نحن نتحدث تقدم الينا شاب ((أمريكي مسيحي من العيار الثقيل)) - يقصد ممن درس علم اللاهوت وتعصب لمسيحيته وصار (صليبي) - فجعل يتحدث عن المسيح واثبات أنه ابن الله - يقول السويدان - فاستغربت حين انجلي الشاب الكويتي يتحدث عن الاسلام وفضائله وقوة حجيته )) - المعني أن لا يكفي أن (نوّرث) الاٍسلام - لقد حان الوقت لظهور مثل هذه المؤسسات التي تغوص في عمق الاٍلحاد وتبين حججه وتدحضها - ولابد من ربط الشباب المسلم بدينهم -- والأهم من ذلك لابد من ((اٍزالة)) التناقض في المجتمعات الاسلامية - فلا يمكن أن ينشأ شاب بعقيدة صحيحة ان كان مجتمعه منحلا وبه دعاة (متناقضون) ونظام حكم ظالم --- هذا التناقض سيخلق بيئة جيدة لولادة (التطرف - والالحاد - والجهل) .. ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de