بعد انتهاء المباراة التي كانت مجرياتها غير متوقعة مصرياً من حيث انحياز الجمهور السوداني بالكامل لتشجيع منتخب الجزائر، كما كانت صادمة من حيث النتيجة التي أدخلت مصر في حالة حزن يفوق حزنها بعد هزيمة 1967، وجاء وقع "نكسة" المنتخب في أم درمان كالصاعقة التي لخبطت خطط الحكومة، وأجّلت مشروع التوريث، وشقّت رأس النظام المصري إلى نصفين. أما هبل الإعلام المصري فحدِّث ولا حرج:
وفي محاولة للملمة الفضيحة، تحرّك زعيق النعرة الوطنية المصرية في أوضح تجلياته وتم نثر الغبار، والبحث سريعاً عن أكباش فداء، وظهرت المذيعة (ريهام سعيد) على الشاشات المصرية تبكي وتتنخج وتحكي وسط الآهات والدموع أن اختيار أرض السودان مسرحاً للمباراة كان كارثة، وأنها هي نفسها كمتفرجة نجت من الموت بأعجوبة فكيف بحال اللاعبين المرعوبين في أرض الوحوش، وأنها "تاهت" بعد المباراة وتقطعت بها السُبل، ليس في البيكاديلي أو شارع الشانزليزيه حيث اعتادت أن تتسوق وتتسكع، وإنما – ويا للهول- وجدت نفسها وحيدة تهيم على وجهها على غير هدى في بلاد الأدغال، والتماسيح الضخمة والمواسير والأفيال.
وأنها اضطرت إلى خلع ملابسها لتسير شبه عارية، تخفياً من الكائنات البشرية البدائية التي كانت تجوس في شوارع وأزقة عاصمتنا السودانية (الخرطوم).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة