بعد عشرة دقائق من خروجنا من أم شانق نزلت المطرة من النوع البفلق في الرأس داك. بسرعة عمر الكمساري طلع ليهو تلاتة مشمعات صفر؛ أدا المرة واحد، وواحد غطى بيهو شوالات العيش والتالت إتكومت فوقو مع المداحين وخرتاية الطارين، بعد داك عمر جاب السخل وجا إتكوم معانا تحت المشمع، بسري قلت: الكمساري دا علماني وحنيّن.المطر صبّ صبيباً بدّع (علي وزن خبّ خبيباً بدّع بتاعت ود بادي*)، السواق شاف ليهو حتة عالية وتكّل فيها، سيد اللوري الراكب جنب السواق نزل وكورك للمرة وساقها ركّبها قدام وجا إندفس معانا تحت المشمعات، بعد المرة نزلت، المداح قال للمداح: ما قلت ليك جبيب معاك طوبة؟ المداح ردّ للمداح: وأنا موش قلت ليك البتجي من الله كلها خير؟ ووقف على حيلو ورفع يدينو الإتنين لفوق واستقبل المطرة بصدرو.
عمر الكمساري طلّع ليهو من خّرج جنبو تمر بركاوي ووزعوا علينا بالخمشات، وبحركات الكماسرة السريعة ديك مدّ للمرة والسواق القدام خمشتين، بسري قلت: الكمساري دا علماني، حنيّن وكريم، وبسري برضو شكرتو شكر شديد علي فكة الجوعة الدخلها فوقنا برد المطرة.
شوية والمطرة هِدت، عمر شال واحد من المشمعات ومعاهو حبال وظبط لينا تاية بجنب اللوري في دقائق (كنت داير أسري وأضيف للكمساري صفة سريع، لكن خلونا من الجمل الإعتراضية دي)، شلنا المشمع التاني جلسنا فوقو وإنضم لينا السواق. سيد اللوري قال للمداحين أمدحوا لينا، نزلوا الطارات لقوها مرخية، قلت ليهم أنا عندي بابور غاز في شنطتي، وأضفت: نحن برضو عندنا عدة شغل.
شدينا الطارات وكل زول حمس يدينو في البابور والمداحين قعدوا جنب بعض، وبدوا بمدحة:
شيء لله يا حسن، يا حسن**
الأداء بتاعم أحسن مية مرة من أداء الجمهوريين لهذه المدحة، والمداح الما جاب الطوبة، صوتو لو ما أحسن من صوت إخلاص همد، بكون زيها.
قلت ليهم إتوا جمهوريين ولّ ختمية، ردوا لي بمدحة سريعة:
شيء لله يا أب جلابية ويا عثمان شيخ الختمية
شيلوا الفاتحة وأعقدوا النيّة، التمساح جيبولوا أذيّة
* في الخاطر مداخلة عن ود بادي
** ومداخلة عن الحب البين الجمهوريين والختميّة