صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير (طه) تطفح فبأيهما ستودى؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 09:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2016, 03:45 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير (طه) تطفح فبأيهما ستودى؟

    03:45 PM September, 08 2016

    سودانيز اون لاين
    د.محمد بابكر-بحرى الشعبيه
    مكتبتى
    رابط مختصر

    فى تقرير مفصل نشرت صحيفة الراكوبة الالكترونية تفاصيل قضية فساد كبيره البطل الرئيس فيها هو ( الفريق) طه .
    تثار هذه القضية فى وقت تتصاعد فيه الخلافات بين عطا و طه فى احدى الفصول البائسة لخلافات الإسلاميين والتى غالبا ما تورطت فيها الزوجات ويعتقد و على نطاق واسع وسط الإسلاميين ان المعلومات المسربة هى من التفصيل بحيث لا تتاح الا لجهاز الأمن . المبلغ مثار قضية الفساد هذى هو أربعين مليون دولار ، اغلب الظن انها ليست لطه ولكن ولان الرجل عرف بالقيام بالأدوار القذرة منذ ان كان (موترجى) فى ديوان الحكم الاتحادي ، اغلب الظن انها أموال البشير و اذا صح ذلك فان على عطا ان يستعد لمغادرة منصبه اما اذا كان طه قد بدأ اللعب بذيله و من وراء ظهر سادته فأنه حتما سيكون الضحية .
    شعب السودان غير معنى بمصير هؤلاء الاوغاد لكنه معنى بمعرفة مصائر امواله التى نهبت و حتما ستنتصر إرادة الأمة .
                  

09-08-2016, 03:52 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: د.محمد بابكر)



    سأقول لك شيئا يا محمد اعلمه علم اليقين ولكن لا سبيل لاثباته هنا ..
    لا احد يستطيع في السودان يستطيع مواجهة او ادارة صراع مع الفريق (مدير المكتب) طه ..
                  

09-08-2016, 04:21 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: محمد حيدر المشرف)

    يبدو ان هذا ال طه قد صار متنفذا للغاية .. كلامك صحيح يا مشرف لكنه لن يتمتع بحماية حقيقية الا اذا كان يدير الشأن المالى للدكتاتور عدا عن ذلك فان صراعات الإسلاميين و لما يتمتعون به من وجدان مجرم فإنها لا تعرف أنصاف الحلول فأنت ان كنت طرفا فى صراع فإما منتصرا او غير موجود و ستبدى لنا الأيام من نجهل مع تحياتى.

    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-246286.htmhttp://www.alrakoba.net/news-action-show-id-246286.htm
                  

09-08-2016, 04:33 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: د.محمد بابكر)

    Quote: PM
    عبدالرحمن الأمين
    mailto:[email protected]@journalist.com

    المدخل :

    تقريرنا اليوم نوعياً، وحتماً ستكون له ما بعده من تفاعلات كبيرة، وعلى محاور عدة. فهو ينهض بالدليل القاطع على لصوصية مدير مكتب رئيس الجمهورية، طه عثمان أحمد الحسين، كما سجل إسمه رباعياً في بيانات فرع مصرف (نوفا سكوتيا) كما يظهر شعاره في لقطة إرشيفية (صورة 1 بالاسفل) . إفتراس الفريق طه للأموال يشابه طرائق الاخطبوط، لذا سوف نسميه “الاخطبوط الرئاسي “ وسنفسر لماذا.

    في تقديرنا أن إختيار طه لهذا البنك الكندي حقق له ثالوثاً من الاهداف الهامة أولها وأهمها على الاطلاق أن هذا الحساب يتيح له الدخول متخفياً في أسواق المال العالمية هارباً من رادار المقاطعات الاقتصادية المفروضة على حسابات كبار المسؤولين السودانيين. سنلاحظ أن تحايله على القوانين لم يقف عند الإفلات من الرقابة المفروضة على حركة أموال أساطين نظام الانقاذ عالميا، وبتشدد أكثر أمريكياً، ، بل أنه خرق القوانين الأمارتية الصارمة التي تشترط الحصول على إقامة سارية بالدولة كشرط لفتح حساب مصرفي فأستعاض عن ذلك بصندوق بريد!! فتح الاخطبوط الرئاسي حسابه في مصرف طافٍ (أوفشور) وأودع فيه الملايين المنهوبة من فم أطفال السودان! هذا البنك، أيضاً، وعبر ذراعه المسمى "سكوتيا موكاتا" يتخصص في تمويل وتجارة المعادن الثمينة وبالذات الذهب. وعليه، دخل طه أسواق الذهب العالمية عبر بوابة هذا الفرع مستغلاً سطوته وما يسطو عليه من ذهب السودان فيودعه فيه. وفي هذا ما يفسر رتابة وكثرة أسفاره الى دبي. ربما يكون ملائماً التذكير بالخضات الزلزالية التي تعرضت لها الدُور المالية العالمية حين أثبت محققو وزارة العدل الأمريكية عدم إلتزام تلك المصارف بالمقاطعة الأمريكية المفروضة على عدد من البلدان المارقة، ومنها السودان. فقد أجبرت وزارة العدل الامريكية في يونيو 2014 مصرف (بي إن بي باريبا) الفرنسي بدفع مبلغ 8.9 بليون دولار كغرامة عقابية على خرقه للمقاطعات وإتجاره مع السودان وإيران.

    المعاملتان أعلاه وبالرغم أنهما أجريتا بفارق 6 أشهرٍ، إلا أن بيانات مدير مكتب البشير ظلت ثابتة. فعندما حوّل العشرة ملايين دولار الأولى يوم 19 يناير 2015، والثلاثين مليون دولار الثانية يوم 7 يونيو 2015، إستخدم نفس الحسابين، بنك "نوفا سكوتيا" في دبي وبنك بنك "أكبكترس" في أسطنبول (الصورة2 ). ختاما لابد من الإقرار بأن الوثائق التي بين أيدينا ليست كشف لحسابات الاخطبوط الرئاسي وإنما تفاصيل معاملتين فقط بأربعين مليون دولار “فقط “. وبالتالي، فنحن لا نعلم شيئاً عن تفاصيل إيداعاته، مبالغها، تواريخها أو موجودات رصيده الإجمالي. أيضا لا نعلم، يقينا، إن كانت الأربعين مليون دولار التي أرسلها لتركيا هي حصيلة الشحدة بإسمنا عند زياراته المتكررة لدولة الإمارات، فأعطوه تلك الأموال كهبات لا تسترد لإستخدامها في ما يفرِّج كربتنا الإقتصادية. أم يا ترى أن مابعث به لتركيا هو جزء من حصيلة الذهب الذي يهرِّبه بإنتظام لدبي كلما قصدها في مهمة ظاهرها التسول وباطنها التهريب - أو الاثنين معا. مهما كانت مصادر تلك الملايين الأربعين من الدولارات، وغيرها مما لا علم لنا بمقداره، فالحقيقة الثابتة هي أن طه عثمان أحمد الحسين سرق ويسرق أموال الشعب السوداني وما نطالع من أرقام هي بعض مما سرق الاخطبوط الرئاسي. الثابت والمعلوم اليوم أن رقم حسابه في مصرف "سكوتيا" في دبي هو AE40023000100011589206
    وان إسمه الرباعي هو طه عثمان أحمد الحسين وان عنوانه هو:
    صندوق بريد رقم 75214
    دبي
    دولة الامارات العربية المتحدة

    فك طلاسم شفرة التحويل المالي

    لتأكيد موثوقية وصدقية الوثائق المعروضة، نحتاج لفك طلاسم ما تطالعون من ترميزات في هذه التحاويل البنكية المرسلة من حساب لأخر. تسمى الوثيقتان (آيبان) IBAN
    وهو الاختصار بالحروف الأربعة الأولي من كلمة طويلة هي International Bank Account Number، وتعني (رقم حساب في بنك عالمي). رقم الحساب هذا هو ما يُستخدم عند تنفيذ تحويل مالي أو إستلام مبالغ عبر حوالة بنكية دولية.الآيبان ليس بديلا لرقم حساب العميل أو لكود ( ترميز ) الفرز sort code الخاص بالعميل. فبينما كود الترميز، المتكون من 6 أرقام يوضح اسم البنك والفرع الذي يوجد فيه الحساب، فإن الآيبان عبارة عن أرقام إضافية فيها معلومات كودية الغرض منها مساعدة مصارف أعالي البحار في التعرف على حساب العميل لإكمال العملية البنكية بالتسديد.

    ماذا نعرف عن المصرف الكندي الذي يتعامل معه الاخطبوط الرئاسي؟
    الإسم المسجل (Bank of Nova Scotia هو الإسم التشغيلي لهذا البنك الكندي الجنسية وفرعه في دبي ( سكوتيا بانك ) أما (Scotia Bank) فيجئ ترتيبه الثالث حجما في قائمة أكبر المصارف الكندية بإجمالي أصول رأسمالية تبلغ 856.5 بليون دولاركندي وحقق دخلا مقداره 24.05 بليون دولار كندي في العام الماضي. أما رئاسته فتوجد في مدينة تورنتو.

    أصبح بنك نوفا سكوتيا أول مصرف كندي يفتتح فرعا له في دبي يوم 22 ديسمبر 2009 بعد أن حصل على رخصة التشغيل في 17 نوفمبر 2009 وتم تسجيله بمركز دبي المالي تحت الرقم 0887. عنوان المصرف هو برج مركز دبي المالي (مبني بريسنت رقم 3، الطابق 3 ورقم المكتب هو 302). هذا المصرف ليس كالمصارف التجارية العادية التي نقصدها لعمليات السحب والإيداع والتحويل من داخل مقرها أو لأستخدام الصراف الألي الموجودة في المبني. فهو بنك استثماري متخصص في تنفيذ عمليات مالية وتمويلية وطرح منتجات لعملائه ومودعيه ذوي الحسابات المتعددة الأصفار.
    البنك يتخصص في إدارة المحافظ المالية للأثرياء، تحويل الملايين بين البنوك لعملائه، توفير خطوط الإئتمان التجارية الضخمة، توفير التمويل الربوي لتنفيذ صفقات الشراء أو البيع الكبري بالاضافة لإبداء المشورة المتخصصة في الاستثمارات. بهذه الصفة المتخصصة فإن من يقصده من العُوّام لابد وأن يخضع لأجراءات أمنية وتفتيشية غير مسبوقة، ببساطة لأنه ليس مصرفا لكل الناس. فاذا ساقك الفضول الى مصرف الأُخطبوط الرئاسي في دبي فسيكون حدّك النهائي هو البوابة الأمنية الأولى التي تظهر في الصورة 3 ولن يُسمح لك بالدخول للبنك إلا بعد إستجواب طويل من التيم الأمني الخاص بالمصرف عن كثير جداً وبعد ذلك سيُطلب منك الاتصال هاتفياً بالادارة لترتيب موعد لزيارتهم!

    سنعتمد في ترجمة الرموز الكثيرة التي نراها في هاتين الوثيقتين على مفتاح الترميز الخاص ببنك سكوتيا الصور5,4.

    من إجمالي 12 بندا، تتطابق الوثيقتان في 7 بنود وتختلفان في 5 نقاط وهي ( ترتيباً) الأرقام المتسلسلة للمعاملات، تأريخ الاستحقاق ومقدار المبلغ المُرسل وشروط الايداع في حساب المرسل له. أما نقاط الاتفاق السبعة الثابتة في التحويلين فنسلسلها كما يلي :

    أولا- البند الثاني رقم 23

    B ويشير لرمز البنك التشغيلي، أي اسم البنك وبخاصة عندما يستخدم رمز CRED ففي هذه الحالة يتحدد البنك بمصرف نوفا سكوتيا بانك. الرمز يماثل نظام SWIFT الذي يُستخدم عالميا كمعرِّف لهوية الاعمال (Business Identifier Codes (BIC) بالذات في قطاع البنوك والمؤسسات المالية كأسماؤهم وأماكن وجودهم مما يسهل عمليات إرسال الأموال لاسلكيا حول العالم.

    K 50ثانيا - البند السادس

    -Ordering Customer - Name and Address
    AE40023000100011589206
    TAHA OSMAN AHMED ELHUSSEIN
    P.O.BOX 75214
    DUBAI
    UNITED ARAB EMIRATES

    هذا البند أعلاه يكشف اسم العميل ورقم حسابه وعنوانه فهو العميل صاحب الحساب رقم AE40023000100011589206
    الاسم : طه عثمان احمد الحسين
    صندوق بريد رقم 75214
    دبي
    دولة الامارات العربية المتحدة.

    ثالثا- البند السابع :57A

    Account with Institution BIC)
    AKBKTRIS AKBANK T.A.S
    هذا البند يشير الي إسم المؤسسة المالية التي يوجد فيها الحساب وفق معرِّف هوية الاعمال الحساب وهي الجهة التي يريد المُرسل ان يتم دفع المبلغ للمستفيد من خلالها، وفي هذه الحالة هي المصرف التركي أكبكتريس أكبانك تاس.
    خيارات الصيغة التي يمكن ان يتم بها الدفع هي إما بنظام سويفت والمُعَرِّف للأعمال أو نظام سويفت والمعرف زائدا لعناية المستفيد + 9 أرقام المصرف التركي أكبكتريس أكبانك تاس.

    رابعا - البند الثامن (59):-

    Beneficiary Customer -23965218 CID MILLS SEEN
    يتعلق هذا البند بالمستفيد النهائي من التحويل المالي وهو بالتعريف الجهة التي إختارها طالب المعاملة كجهة نهائية مستفيدة من المبالغ المُرسلة والتي أعطي المُرسِل أمره للبنك بدفع المبلغ في الحساب الظاهر والذي يستدل علىه من بطاقة العملاء Customer ID Card

    خامسا : البند العاشر

    Details of Charges تفصيل المنصرفات 71A
    والاتفاق هي يُعبر عنه بثلاثة حالات وهي SHA وتتعلق بأن يدفع العميل فقط رسوم مصرفه لتنفيذ التحويل، وبالتالي يستلم البنك المحولة له الاموال المبلغ ناقصا رسوم البنك الوسيط. والحالة الثانية هي BEN وتعني ان المستفيد لايدفع أي رسوم جراء التحويل لحسابه بينما OUR فتعني أن المرسل يدفع كل الرسوم

    سادسا: البند الأحد عشر : 71G Receiver’s Charges
    ويتعلق هذا البند بالرسوم التي يتحملها المستلم جراء فروقات سعر صرف العملات وأي منصرفات للمعاملة يتحملها المستلم

    7سابعا : البند الاثني عشر 2

    Sender to Receiver info

    /اذا تم استخدامها يمكن أن تؤخر التحويل BEN أو -REC رموز

    الان ماهي البنود الخمسة المختلفة في المعاملتين :

    أولا المعاملة الأولي

    رقم المعاملة المتسلسل(وهذا يمثل الرقم المتميز للبنك المرسل للأموال، أي سكوتيا نوفا ) : 911061608984501

    تاريخ الاستحقاق : (القيمة المستحقة وتاريخها مبتدئا باليوم فالشهر فالسنة) 19/1/2015

    المبلغ الاجمالي : 10 مليون دولار

    العملة : الدولار الأمريكي

    معلومات الايداع : خصم 25بالمائة

    ثانيا المعاملة الثانية

    رقم المعاملة المتسلسل (وهذا يمثل الرقم المتميز للبنك المرسل للأموال، أي سكوتيا نوفا ) : 652148325496218

    تاريخ الاستحقاق : (القيمة المستحقة وتاريخها مبتدئا باليوم فالشهر فالسنة):7/6/2015

    المبلغ الاجمالي : 30 مليون دولار

    العملة : الدولار الأمريكي

    معلومات الايداع : خصم 75بالمائة

    متلازمة طه : النهب وشخصية الأخطبوط …

    إحدى العيوب الشائعة في ثقافتنا السودانية أننا لا نعترف بقدرات خصومنا فنستسهلهم ونمط ألستنا تحديا وإستفزازاً. نعتقد مخطئين أن إعترافنا بقدرات خصومنا، حتى وإن علمناها، سيكون خصما من ثقتنا أو إعتدادنا بأنفسنا. لذا ترانا نحط من أقدارهم درءا لبشائر الهزيمة، فنخسر الحرب ومعاركها. هذا على العكس تماما من أمم تطبق أساسيات لعبة الجودو حيث يستفيد اللاعب من قوة خصمه فيصرعه بالاستعداد والتدرب بهمة وفهم مكامن قوة خصمه لإفسادها! أما عندنا، فالخصم هو دوما الأوضع والأبلد والأقل مقدرات، وهو طيش الدفعة الذي كنا جميعا نتفوق عليه! بهذه المسكنات النفسية، نوهم ذواتنا بأن منازلة ذلك الخصم ستكون كنزهة نيلية وأن الفوز عليه سيكون أسهل من بصق السفة! فنخرج من النزال، أي نزال، مهزومين ومكسورين وصامتين. مثل تلك الهضربات النفسية، هي التي لا تجعلنا نرى قدرات الفريق طه الحسين الفذة في التأمر والسرقة والوصول لإدارة بلد بكامله، فنتحسب له!

    كثير من الروايات تقول أن الاخطبوط لم يكن سوى صبي مكتب واجباته هي تنفيذ المراسيل بموتره من بيت " كفيله" إبراهيم أحمد عمر الى بقية ادارات الدولة. مثل هذا السرد التبخيسي، حتى وإن صدقت الرواية، لا يجوز له أن يعمي الناس على ملكات هذا الرجل ومهاراته الفذة التي، بنظري، تؤهله لنيل لقب مستحق: طه الاخطبوط! فالذي يتقاسمه مع زعيم الفقاريات كثير جداً: الدهاء الخارق، سرعة التعلم، تعدد الاذرع للإمساك بفرائسه. وقدرته على نفث أحباره وسمومه للهرب من حيوان أكثر فتكا منه وأشد إفتراساً. وتلكم أفعال طه التي مارسها ضد صديقه السابق الشيخ الأمين وأيضا ما فعله يوم أن تكالبت عليه التهم في أعقاب فضيحة أبي عزالدين وقميص ميسي، فرمى كليهما لينهشهم الناقمون حماية لأسوار القصر من الغضب العام.

    مثلما تتحرك الاذرع الأخطبوطية ذاتياً بسبب أعصاب عصبية (نيرونات) توفر لها دماغا منفصلا، فإن طه القابض يُحسن الأشغال المتعددة multitasking

    كأن تنهمك يمناه في إيداع الفلوس في البنك بينما تمسك يسراه بالهاتف في متابعة لتطورات سرقة جديدة!

    قلنا أنه يتمتع بصفات أخطبوطية أصيلة. فأذرعه (وهي أكثر من الثمانية التي يتوفر علىها الأخطبوط) تتواصل مع الأجهزة بتنوعها وإختلافها وعندما ينفث سمياته تأكد أنها تعني إعداما فوريا للخصم.

    كالأخطبوط أيضا يستطيع تغيير لونه ليناسب البيئة التي يختبئ بها أو لتفقد فريسه تركها تتلوي في حبائله، أو للإيقاع بأخري جديدة. خلافه الرئيس عن الأخطبوط سيد الأسم، أن جوف الفريق يسكنه قلب الواحد، وليس ثلاثة قلوب، بيد أنه قلب منزوعة عنه الرحمة والشفقة يُسَبِّحُ بالظلم والمكائد!

    خلافا لكل من خدم عمر البشير بالقصر، فإن الاخطبوط الرئاسي، مدير مكتبه الحالي لا يلتزم بمسطرة ديوانية، ولا يعترف ببروتوكول وليس له خطوطا حمراء. قناعاته الراسخة ذات نسب بالدِلالات وإستهلالاتها الشهيرة ”إبن حلال يفتح الباب “. من هذا الباب مرر الاخطبوط الرئاسي كل شئ يدر علىه دراهم - من النملة والى الفيل! قاموسه الأخلاقي يقول أن كل شئ قابل للبيع والمطلوب هو جرأة النطق بسعر. فالرجل براغماتي بارد حد الخاتمة. لا يعرف مقدسات ولا يعترف بكوابح رادعة، فلا يتهيب حرمات ولا يأبه بالشعارات المتصلبة. فكل أمر عصي له ثمن عنده، بقناعة ان الكل قابل للزحزحة وحتي التفكيك، إذا لزم الأمر. فَهِم النجاح على أنه إشتقاقا من كلمة ”إستفادة “ وأخواتها. فإن ناقش أمور السياسة الدولية ذكرك بسماسرة العقارات، ويتحدث عن عمولات البزنس بلغة تجار الجملة وينهي الصفقات بسرعة رعاة الزريبة خشية موت الخراف! أخطبوط مكتب عمر البشير يجهز كل ماعنده للبيع العاجل، فيتصرف مع خيرات السودان على أساس أنه السمسار الاوحد، والمحتكر الأكبر لهذا السوق الفوري! رغم محدودية إطلاعه وزهده في متداولات الثقافة، من أي نوع، إلاأن صعوده شابه كثيراً سيرة مبعوث السادات الرئاسي أشرف مروان. فكلاهما مثّل رئيسه في جلسات توزيع الهدايا و”الشرهات“ الملوكية. سافر لوحده، وقابل لوحده وإستلف لسان “الريس“ في كل سفره، فلسان الرئيس يماثل إشهار بطاقة إئتمان أمريكان أكسبريس

    Don’t Leave Home without it

    أحضر طه العطايا وإقتسمها مع الريس (حمل في يونيو 2014 رسالة من البشير إلى ولي عهد إمارة أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات الإماراتية الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان، وأوفده البشير كمبعوث شخصي إلى العاصمة الموريتانية في نوفمبر 2015 والسنغال بل وحتى وفي زيارات غير معلنة لكل من السعودية ومصر.!!

    تماماً مثل ما فعل أشرف مروان مع مدير مكتب الرئيس سامي شرف، فقد تأمر الاخطبوط على من كان مديراً لمكتب الرئيس، فرماه لازعاج وزارة الداخلية وظفر بالكرسي الخارج مكتب الرئيس، يراه كل ساعة وكل يوم فيبيض له كما شاء. بدأ طه بدايات متواضعة، بمهام مفصلة، وصلاحيات محدودة كمساعد لمدير مكتب الرئيس السابق، الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين، صبر عليه الى أن زحلقه بهدوء وكثير من الرقة والنعومة. الاخطبوط طه اليوم هو الرسول المأمون للبشير لقيادات العالم الخارجي صاحبة الأموال، ولرجال الاعمال في الداخل فهو حامل أختام الرئيس ومانح تبريكاته ومحدداً نسبة المشاركة! …. والأهم من كل شيء أن الكل فهم أنه يد الرئيس التي بها يبطش ويلطش!

    طه بيّاع كلو ……بيع إيران

    ربما أن نشأة طه في أسرة ختمية، وعدم ورود أي شهادة عن إلتزام سابق بفكر الاخوان المسلمين، هو ماجعله يتحرك بلاقيد تنظيمي أو مرجعية فكرية أو سلوكية. فطه بتاع كلو ويمكن أن يبيع كلو لأن لا قداسة عنده لأي شيء، قالباً أو موقفا أو معياراً. خذ مثلا علاقة السودان بإيران..

    فرغم أن هذه العلاقة إجتهد في هندستها الشيخ حسن الترابي منذ أواخر الثمانيات، مرحبا بنظام الملالي في قم كأحد روافد الاسلام السياسي المُصادم للنظم السياسية والحضارية السائدة، إلا أن طه فتح النار على هذا الارتباط الطويل وقضى على وشائج علاقة الانقاذ مع ايران في ثلث ساعة في محادثة مع ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالسعودية فقضى على علاقة عمرها 25 عاما بدأتها زيارة رافسنجاني للخرطوم في ١٩٩١. ففي محادثة طه الهاتفية القصيرة مع سمو الامير الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يوم 4 يناير 2016، نقل طه للأمير موقفاً سيادياً خطيراً وهو قطع السودان علاقاته مع ايران. إكتسبت المحادثة شهرتها لعدة أسباب. فمثل ذلك الاعلان، بقطع العلاقات مع إيران وطرد سفيرها من الخرطوم، ليس له أي تصنيف في المهام البروتوكولية التي يختص بها مدير مكتب أي رئيس في العالم - إلا عندنا في السودان! لابد من التذكير أن الأخطبوط الرئاسي تواجد يومها في دبي، قريباً من مصرفه وفي ”زيارة خاصة “. ماقال به طه هو التصرف الأمثل المنوط بوزارة الخارجية في أعلى مراقيها الوظيفية كالوزير، الوكيل أو حتي ناطقها الرسمي. لم تهمه هذه التراتيبية فقد صرح وإنتهى!! بيد أن الموقف كان يستلزم مرافعة مقنعة تبرر التصرف المفاجئ وبخاصة أن غالبية بلدان منظومة مجلس التعاون الخليجي، وهم أولياء الدم، لم يقطعوا علاقتهم بجارتهم وهم المعنيون بالامر. كان الخليجيون هم الأحق والأجدر بالمزايدة بدلاً من هذه الدولة السنية الاستوائية التي فارقت قيادتها الحشمة والرزانة فتكسّبوا بالمواقف السياسية وأظهروا طيشاً لاتبرره مصلحة قومية أو كتاب منير. كان مخجلاً أن يعلن الاخطبوط الرئاسي النبأ ويبعث به لمحطة سكاي نيوز في أبوظبي فتبثه قبل أن تبثه وكالة السودان للأنباء!! بل والأنكأ أن وزير الخارجية يومها كان بالخرطوم مجتمعا مع أميرة الفاضل، رئيسة قطاع العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني، لا علم له بحثيات ماتناقلته وكالات الانباء. بل ونقل عنه إستغرابه من الكم الهائل من المكالمات التي تلقاها سنترال المكتب التنفيذي بوزارة الخارجية من السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم الذين أبرقتهم دولهم مستوضحة الموقف السوداني، فنفى بعض الوزراء النبأ بحجة أن الخرطوم لم تنشر بيانا بهذا المعني، وفي اليوم التالي صدق طه وكذب غندور!!

    لماذا أهتم العالم بالخبر؟ ببساطة لأن العلاقات السودانية الايرانية غدت مصدراً للمتابعة اللصيقة من أجهزة المخابرات الدولية، ليس فقط من منظور مناكفة الدولتين للغرب، ولا إشتراكهما في إيواء الارهاب الدولي أو إلباس صراعهما مع أمريكا، جبة دينية، وإنما لدخول حماس وإسرائيل على الخط. فقد أصبح سودان محمد عطا أحد معابر الأسلحة، وبالذات الباليستيات الايرانية، للقطاع مما عزز قدرة كتائب القسام الصاروخية فوصلت العمق الاسرائيلي أكثر من مرة وقلبت موازين القوى. فالتعاون العسكري السوداني الايراني جعل من السودان الدولة الافريقية الثالثة في تصنيع الاسلحة، بعد جنوب أفريقيا ومصر!! بل وتنسب صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير لها نشر في 2016 للمحلل الايراني المعروف والمدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية بجامعة جنوب فلوريدا، محسن ميلاني، قوله (أن إنجذاب السودان للسعودية ربما هو أكبر إنتصار للدبلوماسية السعودية و بلدان مجلس التعاون الخليج في تنافسها الاستراتيجي مع ايران خلال العقد الماضي) صورة 6 ادناه

    من هم حلفاء الاخطبوط الرئاسي في البزنس ؟

    الاخطبوط الرئاسي يمسك بعده ملفات ويهيمن على بضع رقاب بأذرعه المتعددة مما جعله سيد بركة الفساد في جمهورية السودان ومفترس رخوياتها السابحة. للفساد المقنن أسس يسترشد بها و مزايا يتطبع بها. فمثلا ليس من وجود للشركات التقليدية ذات المقرات واليافطات أو حتي اللوغو. فالشركات التي تعرف الاخطبوط الرئاسي ليس لها سجلات ضريبية ولا تعرف المستندات ولا حافظات الارشيف من فواتير. فهي شركات وهمية من سلالة اللا فقاريات التجارية لأنها بلا هيكل وبلا موظفين. فالطاقم العامل فيها هم سماسرة يعملون بنظام القطعة. مكاتب شركات الفساد عبارة عن بيوت عادية في وسط الأحياء السكنية - بلا يافطات ويستدل عليها، فإن حالفك الحظ ستعينك ست الشاي المستظلة بحائط الشركة الي المدخل ومن موجود الان بنظرة فاحصة على المتواجد من سيارات موديل عامك الراهن! رغم هذا البؤس الاداري إلا أن الاعمال والصفقات تتناسل لمن يعرفون طه ويدفعون له عن القطعة كشريك، فالصفقات بالموبايل والتوقيع على فايلات تقنية بي دي أف المرسلة عبر القارات في ثوانٍ، والاجتماعات شواءات في روتانا والدفع في مكاتب المزارع - كل شئ مشبوه ويماثل أفلام المافيا الصقلية.

    الرئيس البشير، بعد 27 عاما من التسلط والفرعونية، ينظر للسودان ويتعامل مع السودان كأحد أملاكه، جوه وبحره وأرضه ونيله.. وحتي شعبه. والأخطبوط طه يكمل ما يتحشم من فعله الأسد النتر، فهو يقبض من تجارة السياسة ويبيع مواقفا سياسية ويتقاسم مع صاحب الحلال.

    جيش الأخطبوط من الرخويات السابح معه في برك الفساد :

    كما قلنا، طه لا يعاف صيدا، ميتا أو حيا مادام أنه يمكن بيعه. ليس له حليف واحد وإنما شبكة من المقربين يوزع علىهم المشروعات ويذهب الي مخدعه كشريك نائم. يصحو ليقبض المعلوم والويل ثم الويل، إن خالفت المعلوم وإنتقصت دينارا من حصة الاخطبوط الرئاسي فستذهب الاذرع الثمانية للعمل …فوراً!

    من شركاء طه الكبار العباس وشريكه التركي سورج اوكتاي. من مقر الرجلين في شارع عبدالله الطيب تدار الملايين ويعسكر اللصوص الأقل حظاً، يعرضون على الثنائي صفقة تحتاج لدفرة، أو شراكة في تمويل سريع أو غيرها من مشروعات التسحت اليومي. كل من يذهب الي هناك يعلم أن القبول به يعني علمه بأن الشراكة رباعية وأن التجنيب سيحدث (لطه الغائب). بدأ التركي مشروعاته بمصنع نسيج الحصاحيصا، فإحتكر عطاءات كل الازياء العسكرية في جمهورية السودان لكافة القوات النظامية، الدفاع الشعبي، المليشيات وحتي القوة المناط بها صيانة الغابات وتنظيم الصيد من حملة بندقية أبو عشرة وج ٣!! الثالوث (طه، العباس، أوكتاي) يمثلون إمبراطورية مشروعات الكهرباء السريعة في السودان. فبعد أن نهب أسامه عبدالله المليارات في كذبة سد مروي، إحتكر الثالوث توريد محطات التوليد الكهربائي السريع وهي 6 محطات يمولها السعوديون بأكثر من 150 مليون دولار حصل الثلاثي حتي يوم أمس الاول ( بعد توقيع عقد توريد محطة بورتسودان )على قرابة 90 مليون دولار من المخصصات الاجمالية!! مما يغنيك عن السؤال عن كفاءة المحطات المضروبة التي تم إستجلابها والمخالفة لكافة بنود كراسة المواصفات.

    نموذج لكيفية تبدل أوراق اللعبة وسيطرة طه على الرئيس …. ؟
    يوم الخميس الموافق 28 يوليو 2016 شهد ”المحظوظون “ مشهدا حيا من مشاهد إدارة الصراع المُكَلِّف على مرافقة الرئيس البشير والتزلف إليه. لشهور عديدة، تعدى الهمس في الخرطوم جدران صالونات الكلام وتداول رواة الحكاوي ما يدلل على سطوة الفريق طه عثمان الحسين وتمكنه، بقدرات عجيبة، من حبس الأسد الذي كان ينتر ويزمجر في قفص صُمم خصيصا لشخصين، طه وعمر! فالرئيس إن عُزِل عن خاصته، باض ذهباً في قفص عازله وأهداه فوق البيض خاتم المنى. هذا الخاتم كان وحتى 2014 يزيّن إصبعي بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين بعد أن حبساه في صندوقهما وطافا به مناسبات الخرطوم من مآتم وزيجات فظلا لأعوام مداومين على مرافقة بيّاض الذهب. لم ينشغلا بالنصائح الأمنية أو المخاطر على حياتهما أو حتى بالفراغ الدستوري الذي قد يترتب عن هذه المرافقة الغبية لمن يُفترض إلمامهما بأساسيات التحوطات الأمنية وإستهداف مواكب الرؤساء هاجس يومي في كل العالم وبخاصة لشخص كالذي يرافقان، قَتل ويَتّمْ وظلم ولاتزال شهيته الدموية وحروبه مشتعلة في أركان بلادنا منذ تسلطه علىها في 1989. عمل بكري وعبدالرحيم كأمناء الشرطة المصرية لدى الرئيس، فمنحاه رفقة ثنائية لا تنقطع أيامها أو ساعاتها منذ الثالثة عصراً والى الحادية عشر مساءً. ذهبا مع الرجل أينما ذهب بتغطية لا تشابه إلا ملازمة محمد على الجاك (شواطين) لأسطورة البرازيل "بيليه"! و حتى في حفر المقابر فقد تيمنه بكري وأحكم عبدالرحيم بيسراه، وما رقص وإهتز ورجف في عرس إلا وإرتفعت عصي الرجلين تهتزان فوق الرؤوس كتوأم جان. حدث هذا والاخبطوط طه يتربص لبيّاض الذهب. تمسكن وتقرّب وتصّنع ونافق وتظارف إلى أن أطبق على ”الريس“، فخطفه وهرب به. أسكنه قفصه وإستبدل الأقفال وغير كل شئ حتي المتشعوِّذ كاتب التمائم والبخرات. أحضر ساحر جمال الوالي المُجرّب، ”الشيخ السماني“ فإشترى له بيتاً سرياً إن عرفت مكانه عرفت أحد أسرار الدولة العليا!…أطبق طه على البيّاض بالضبة والمفتاح وحرَم خاصته القدامى من رؤيته لأسابيع طوال بمن فيهم أهله. باستثناء العباس حسن أحمد البشير حظر الأخطبوط طه كل الآخرين ومزق برامج الزيارات والروتين القديمة… كان ولايزال أمر هذا الإنقلاب لكثيرين من أفراد الحاشية القديمة، وبالذات لبكري وعبدالرحيم، حنظل بطعم القرض.

    نعود الى يوم الخميس 28 يوليو 2016 (السابق للجمعة التي سافر فيها الأسد النتر لأديس أبابا لحضورالتكريم الكرتوني مدفوع الثمن بواسطة ما يسمي ”المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة“). يومها فُجعت أسرة الرئيس بوفاة خاله، المرحوم علي محمد الزين.. ورغم أن أل البشير كانوا قد فقدوا قبل أشهر خاله الاخر حامد محمد الزين (سكن بحي الصحافة)، إلا أن الرحيل خالهم على كان الأكثر مشقة لقربه من الرئيس وإخوته. فقد تزوجت إحدى كريماته مرتين، وترملت مرتين من أشقاء الرئيس الراحلين، احمد البشير وعثمان حسن احمد البشير...

    روى لي أحد مصادري الثقاة رواية تشهد على نفوذ طه وسيطرته التامة على القصر وإطباقه على قفص الرئيس. كان مصدري في صيوان العزاء الرحيب في مأتم هذا الخال الرئاسي بالشعبية بحري. وبالبداهة، تقدم الرئيس أهله لتلقي العزاء. أفادني الراوي بسماعه لأحد أفراد الحراسة الرئاسية يبلغ الفريق طه همسا أن (سعادتو في الطريق)، فسأله طه (وصل وين) فقال له (قبل الكبري). إنتفض طه بسرعة وفض الناس من حول الرئيس وقال له مفتعلا أمراً هاماً (نمشي ياريس هسه لأن الاجتماع بدأ!!). وبعجلة عجولة، إنطلقت سايرينات المواتر، وعلا غبار موكب المغادرة فتعفر الصيوان الأنيق وإبتلع الضجيج ثرثرة الناس. بقى مصدري منتظرا ليعرف من هذا القادم الذي جعل طه يهرب بالرئيس بهذه السرعة حرصاً على إفساد أي فرصة للقادم ليلتقيه ولو لقراءة الفاتحة والتحية؟؟

    لم يطل الإنتظار، فالقادم الذي تهيبه طه لم يكن سوي الفريق بكري حسن صالح، نائب رئيس الجمهورية، وآخر من تبقى من مجلس قيادة الثورة وصديق الرئيس من أيام سلاح المظلات وجليس ليالي الأنس في الأيام والسنوات الخوالي!!!

    تزامن وصول هذا المظلي ”الفردة“ ورفيق الرئيس لسنوات مع وصول كل من مدير الشرطة الفريق اول شرطه هاشم عثمان الحسين والدكتور التيجاني سيسي. أبلغه إثنان من إخوة الرئيس، بمايشبه الاعتذار، أن الرئيس قد غادر، فإنقبضت أسارير وجه بكري وبدا علىه الغضب الشديد فإعتذر عن تناول الغداء بحجة انه متغدي وسارع بالوداع عائداً من حيث أتى.

    غض النظر عن الأسلوب المتبع، تبقى الخلاصة واحدة: فقد تمكن طه من حجب الرئيس تماماً وقطع أواصر صلته بمحيطه السابق- فأطبق عليه.

    تساءلنا: كيف ولماذا؟

    لاندعي إحاطة بالاجابة السحرية بيد أننا وجدنا بعضا من المصداقية في ثلاثة تفاسير. الأول يقول أن وظيفة إدارة مكتب الرئيس التي باشرها طه، ومن قبله الفريق هاشم، مدير الشرطة الحالي، وفرت لهما إلماما موسوعيا ودقيقا بتفاصيل عيوب شخصية الرئيس. يمضي هذا السيناريو للقول أن طه هو أكثر من طوّع ذلك الالمام المعلوماتي الغزير لصالحه، عكس كل الاخرين ممن هم في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وبالنتيجة، أصبح الأكثر فهما لنفسية الرئيس والأسرع في قراءة مزاجه وللدرجة التي جعلته يبادر فيتصرف، أولاً، ثم يأتي ليطلع الرئيس على نتائج تصرفه -عكس الاغلبية ممن ينتظرون التوجيهات.

    ثانيا، يقولون أن طه علم نقاط الضعف الرئيسة في حياة الاسد النتر، وأهمها حبه وكل أفراد أسرته الشديد لكنز الأموال، ومن جهة مقابلة، خوفه من إفتضاح أمره. تأكدت له من ملاصقته للرئيس، حاجته لرجل ثقة يقوم بالسمسره بإسمه، فيسوِّق المشروعات ذات الريع المالي العالي لصالحه مع تشديد وحرص على التكتم والسرية حتي تبقى سيرة الرئيس بيضاء، على الأقل، في المخيلة العامة وللاعتبارات ” الرئاسية“ المعلومة. ولأن من خصاله المبالغة في الكذب وجنوحاً باذخاً للقسم بالله وشهادة الزور، كان يبحث عن من يوفر له غطاءً وبَرْحة للنفي.

    (Room of deniability )

    فيمضي في حنثه بما يُقسم، والحلف بالطلاق مثنى وثلاث ورباع و 365 مرة في العام، ولا يصيبه ولو رذاذ من تهمة! السبب الاخر له صلة بعجز الرئيس من فرض سيطرته على التصرفات المتضاربة لأخوته، وحسم صراعات أجنحة أسرته، بما فيها زوجاته. وهذه ملفات تعامل معها الاخطبوط طه لسنوات وتمكن من حل كثيرا من معضلاتها. لقد خبر شهية كل أفراد الاسرة على الاكل والاستزادة من المال العام وبخاصة بعد مرض الرئيس وتزايد مخاطر الجنائية والقبض عليه. بهذا النهم والجوع والحرص على الثراء السريع، إنقضوا على العطاءات العامة، بعد نضوب البترول، وتكالبوا علىها كأسراب العقاب على أرنب. خشي الرئيس من مترتبات ذلك وإنعكاساتها السالبة على نظامه السياسي وسمعة حكمه وكثيرا ماعبر عن ضيقه بالسلوكيات المراهقة لأخيه عبدالله وشهيته المفتوحة هو وزوجته للإستحواذ على أي أموال. أما ثالث الأمور فهو إعتقاد البشير الجازم، ومنذ بداياته العسكرية الأولي، في الخوارق التي يفعلها السحر والسحرة والتمائم وكل منتجات الشعوذة. فالضباط الذين خدموا في مناطق الاحتراب والعمليات يفوق إيمانهم بهذه الخزغبلات غيرهم، فترى أذرعهم ورقابهم تنوء بأحمال الحجابات. آمن الأسد النتر بقدرات العالم السفلي في درء المخاطر وزيادة الخيرات ووفتح مغاليق الارزاق بالحجبات والبخرات وغيرها، مما جعل طه يترخص في إستقدام سحرة مشهود لهم مثل “ الشيخ “السماني“.

    بعد كل هذا، من هو هذا الأخطبوط الرئاسي إبن كبوشية؟

    عودتنا الانقاذ طوال سنيها الكالحات أن تنتج لنا، بين حين وفترة، شخصية معطوبة الخلق، فارطة في اللصوصية وفاحشة في الظلم. ومن فرط ما تفتك بنا نبتهل بأن تكون الدرك الأخير في عتبات السوء، أو خط الميز في الفساد وسوء الطوية. لكنا وقبل مانرخي أكفنا الشاكيات، يتناولنا بوطأة وغلظة قادم جديد من حملة أرقام جينيس في ذات أفعال من سبقه فنترحم على أيام سلفه!. في السنوات الاخيرة "نبت" في حوشنا السياسي مسؤولاً إنقاذياً لا شبيه له في ملة البني آدمين. إستفاد في سنواته الأولي من خصلة سودانية ذميمة قلنا انها تتلخص في إستسهالنا للخصوم والقدح في قدرتهم على تطويع ملكاتهم الإجرامية وجعلها إستثنائية. مثله مثل الكثير من الشخصيات الانقاذية المُنْبَتٌّة تتضارب فصول سيرته. هؤلاء القوم إحترفوا كشط التواريخ وتُزوير الدفعات ونزع الذاكرة من الملفات. قال الرواة أنه عمل في محلية بحري وأن ابراهيم أحمد عمر، رئيس المجلس الوطني آنذاك، خطفه من عمله بأمانة التكامل العربي الليبي السوداني في 1996 ودفع به أولاً للعمل مع إبنه إسماعيل الذي تتلمذ في أمريكا وعند عودته أقام مع أصهاره في أمدرمان قبل وفاته (إسماعيل إبراهيم أحمد عمر، كان زوج بنت الشريف التهامي ووالدتها هي السيدة فطين المهدي، عمة الصادق المهدي وزوجة الترابي. شاع بعد وفاته أنه كان يتاجر بأموال تنظيم الاخوان المسلمين فطالبت السيدة فطين إحتساب المبالغ الموجودة في محفظته البنكية والتي تردد أنها كانت 30 مليون دولار ضمن الورثة ورفضت إرجاعها بحجة أنها أموال أيتام). المهم أن طه عمل مع إسماعيل عقب عودته للسودان فرشحه ابراهيم أحمد عمر، هو وحاتم محمد سليمان، في مرحلة تالية لوظائف بالقصر. يتردد أن البشير كان يحتاج لمن يدير معارك الشؤون الخاصة المتعلقة بالبروتوكول بين زوجتيه، شاكلة من تذهب لمناسبات السيدة الأولى فضلاً عن التناحر اليومي على المخصصات بين القادمة الجديدة المتطلعة، وداد بابكر، وبنت عمه التي أفنت شبابها معيته، فاطمة خالد. الخلاصة أن طه إنتهى بتزكيات الحريم وأبراهيم أحمد عمر سكرتيراً للبشير وإنتسب في ذات الوقت الى جهاز الأمن والمخابرات الوطني مترقياً الى الرتبة الفريق من باب أنها تليق بمن يحرس أمور الرئيس الشخصية. أيا كان أمره في حياته السابقة للألتحاق بالقصر.

    وبقية القصة أوصلتنا لمن يستطيع اليوم أن يحرر شيكا بمبلغ 40مليون دولار دون عناء بينما شباب شارع الحوادث يتسابقون لإنقاذ حياة مريض لايجد “مغسلة “ لكليته، أو طفل ينازع الروح لإنعدام البلازما...

    خاطرة

    ***قصة الفرعون وتجلياتها في الطغاة والفاسدين :

    تختلف الأسماء ويبقي الطغيان بوجه واحد...

    تتكالب حاشية الفرعون الفاسدة على عطاياه من أموال ومناصب، فيظن أن أرزاق العباد من أمره، وأن الخير بيده ومصائرهم تجري بين أصابعه...

    فينتفخ.. وينتفخ... فيتمخض عن الحمل الكاذب إحساس بالالوهية، لا يصدقه إلا هو!

    كلما تقادم الزمن والفرعون في قيادة رعيته، كبر الإله الصغير في خياله، فتتكلس إنسانيته وتتصخر فتصير جبروتاً عصياً.

    ومن ثم يأتي ليتفرعن على نفسه، فيعيد "صياغة الإنسان" الكامن فيها فيفرض حظراً على إنسانيته، ويتبعه بمصادرة حواسه الآدمية ففيها رقة الطين، ورطوبة الماء والشفقة على البؤساء.. وهذه ممنوعات لا تناسب جبروته وتجبره وبطشه.

    الفرعون يحسن الظن بنفسه. فهو درجة من الكمال، مبرأ من العيوب -كل العيوب- فهي نقائص لا يأتي على ذكرها ناهيك نكرانها، ويستدعي طاؤوسية موشاة بكل الالوان...

    لو أن جليس المرحاض كان يشتم ما حوله من روائح، لأحس الفرعون بفجور تصرفاته- وهذه إستحالة!!

    مهما همس الناس، ومهما صرخوا وإستنكروا، فالكل مخطئ الا هو، فلا يزيده صراخهم إلا جنونا ومكابرة!

    الفرعون لا يتدبر ولا يتعظ، لكن قضى ربك أن يكون له ولسلالة الفراعنة الباطشين موعداً في قاع بالوعة التأريخ. أسأل... وتأمل:

    أين بوكاسا.. الذي نسج تاجه إمبراطوريته من عرق فقراء أفريقيا الوسطى؟

    أين عيدي أمين... الذي أسقط من إسلامه المضروب قيم العدالة والمساواه فنفث حقده على البيض؟

    أين القذافي الذي ولأربعين عاما كالحات، ظل شعبه فقيراً، جاهلاً محروماً من الخدمات التي تناسب فوائض ثروة دولتهم النفطية. كان القذافي ولأربعين عاما ملهاة وتسلية ومضحكة للعالم جراء غيبوبته العقلية وهضرباته النفسية.

    وقريبا لن نسأل أين البشير عندما تشرق شمس بلادنا....

    اللهم أرنا فيه وفي عصابته مايستحقون من أخذك المقتدر.

    (آمين).

    ***كان اليوم هو موعدي مع “الزميل “ أُبي عزالدين …. سآتي لإستكمال قصتنا معه بعد إسبوعين باذن الله***

    *** كل عام وانتم بخير..اللهم رد بلادنا المختطفة الى حضن أهلها ***
                  

09-08-2016, 04:44 PM

حمد عبد الغفار عمر
<aحمد عبد الغفار عمر
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 7662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: د.محمد بابكر)

    سلام يا دكتور

    تعرف الكيزان ديل صعب تتكهن بنتيجة صراعاتهم لأنهم مجموعة مراكز قوى تتحكم فيها المصلحة الشخصية بشكل كبير
    ممكن في آخر لحظة يتحول الإنتصار للأضعف
    لكن خلاس الحلقة ضاقت شديد عليهم وأضحت المواجهة الموسعة وشيكة بينهم
                  

09-10-2016, 10:47 AM

Saifaldin Fadlala
<aSaifaldin Fadlala
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: حمد عبد الغفار عمر)

    الاخ محمد بابكر تحياتي
    وانا اشاهد هذا التحقيق القيم والمميز عن الفساد في جزر المالديف والذي عرضته قناة الجزيرة
    ايقنت ان الطرق الي سمرقند الفساد متشابهة,,تكميم الافواه المنذرة والمنتقدة وحتي تحييدها بعنف
    افساد الشرطة والقضاء واختيار الاشخاص الملائمين لانجاز المهمة
    وانا اصل الي لحظة احراق محطة التلفزيون المعارضة,تذكرت الهجوم علي الصحفي عثمان ميرغني
    والاعتداء عليه بالضرب الوحشي داخل صحيفته
    كأن هؤلاء الناس تعلموا في مدرسة واحدة مقفولة,ودرسوا واستوعبوا منهج واحد
                  

09-12-2016, 07:41 AM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات مدير الأمن عطا و مدير مكتب البشير ( (Re: Saifaldin Fadlala)

    الإخوة حمد وسيف الدين شاكر لكما المشاركة وكل عام وأنتم بخير..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de