سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنامو)...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2016, 02:37 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنامو)...
                  

01-13-2016, 02:38 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)


    ** سخر منا الجنود قائلين: فليأتي الله، لإنقاذكم!!

    ** كنا نستحم مرةً في الأسبوع... ونُجبر على المشي عراةً من الزنزانة الى الحمام

    ** التعذيب بدأ بحرماني المتواصل من النوم.. وبممارسة جنديان الجنس أمامي

    ** كانوا يُجبرونا على رؤيتهم وهم يقذفون بالمصاحف في التواليت
                  

01-13-2016, 02:40 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    ترجمة: موسى حامد

    نشأت في مدينة سنار، المدينة الزراعية على ضفة النيل الأزرق الغربية مثلي مثل أي طفلٍ هناك، اهتمّمتُ باكراً بالإعلام، مستعيناً بثقافة وتاريخ سنار.
    المدينة التي كانت عاصمةً تاريخية لمملكة سنار، كنت أكتب مقالات عنها أيام المدرسة، والجامعة.
    وعندما حان موعد ذهابي للجامعة، غادرت سنار الى الهند، التي قضيتُ بها خمس سنوات، أدرس العلوم السياسية، وعلم الاجتماع. لكني كنتُ دوماً مملوءاً بعشق الإعلام.
    وعندما عدتُ الى السودان، عملتُ مع والدي لعدة أشهر، بعدها غادرت الى الأمارات العربية المتحدة.
    وهناك سمعتُ بقناة فضائية تحت الإنشاء، بدولة قطر، إسمها (الجزيرة).
    أحسستُ بالرغبة الأكيدة في الإنضمام إليها. وفي النهاية تم قبولي. وكانت في نيّتي أنْ أكون مراسل القناة بالشيشان، لأن زوجتي من هناك.

    لكن بعد الحادي عشر من سبتمبر، تغيّر كل شيء
                  

01-13-2016, 02:41 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    (1)
    باكستان
    في السابع من أكتوبر من العام 2001م، وجدتُ نفسي في باكستان، أرتب للعبور الى أفغانستان، لتغطية أحدث الحرب الدائرة هناك، باعتباري مصوّر قناة الجزيرة.
    بعد أيام من ذلك، وتحديداً في الحادي عشر من أكتوبر، عبرنا من مدينة كويتا، على الحدود الباكستانية. وكانت الولايات المتحدة تضرب كابول، والجانب الشمالي من المدينة.
    وفي المساء، هاجموا مطار قندهار، مكان قيادة حركة طالبان.
    وفي قندهار، كانت حركة طالبان، تضع عمل الصحافيين نُصب أعينها، وسُمح لنا بتنفيذ أفلامنا التي صوّرنها.
    في تلك الأيام كنت أخفي استعمال كاميرا صغيرة، ونحن في طريقنا الى السوق، بُغية نقل وتصوير صورة عن المدينة، وملامحها.
    للأسف تم اكتشافنا، واعتقلنا، في مسجدٍ لأكثر من 12 ساعة!!
    وأثناء استمرار الحرب بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، عبرنا الحدود بين أفغانسان وباكستان. وصرتُ معروفاً بالنسبة لحرس الحدود، باعتباري وجهاً إفريقياً في باكستان، لم يكن من السهل نسيانه، وهو ما كان مفاجأةً لي - لي الخامس عشر من ديسمبر- عندما حاولنا الرجوع مجدداً للعبور الى باكستان، حينها تمّ إيقافي!!
    أذكر ذلك اليوم جيداً، كان في أواخر شهر رمضان، ويومها أُجبرت حركة طالبان على التراجع من قندهار، وقناة الجزيرة تُريد منا إرسال تقارير من قندهار بعد مغادرة الحركة.
    كنتُ قلقاً أثناء الطريق، لكني شعرتُ بالارتياح عندما وصلنا الحدود عابرين، ووجدناها ممتلئة بالصحفيين، كنا وقتها 70 صحفياً من كل أنحاء العالم. لكن حرس الحدود لم يسمحوا لي بالعبور!!
    عرفت حرس الحدود الذي أوقفني، بأنّ لديهم أمراً بالقبض مباشرةً على سامي، مصور قناة الجزيرة. شعرتُ ببعض الارتياح حينها، لابد إنّ في الأمر خطأ ما.
    كان الجندي يُعاملني بهدوء وتهذيب، عندما عرف بأني صحفي. الى أنْ جاء أحد أفراد المخابرات!!
    في كلمةٍ واحدة، أعطوني خيار أنْ أستلم جواز سفري، وأعود أدراجي الى إسلام أباد. لكن كانت لدي مهمة يجب عليّ إنجازها. وكنت على ثقة بأنّ الأمر سيُحل قريباً.
    أمضيتُ الليل في مكتب حرس الحدود. وفي اليوم التالي، تخاطب عبر الهاتف مع ضابط المخابرات، وخيّره بين أنْ يأتي ليأخذني بنفسه، أو أنْ يسمح لي بالذهاب.
    سمعته يقول ذلك. بعد نصف ساعة، وصل ضابط المخابرات، وأخذوني الى مكتبهم معتقلاً!!
    الأمر لمْ يخلُ من بعض الطرافة، فقد تمت معاملتي جيداً، باعتبار إنّ هناك خطأ في هُويتي، كما أكدوا لي ذلك.
    كنتُ فقط في انتظار إطلاق سراحي. كنت حراً في حركتي، حول مكتب حرس الحدود، حيث قضيت ليلتي، وكان مسموحاً لي التحدث عبر الهاتف مع أسرتي، وحتى إنّهم أتوا بطبيب عندما ارتفعت حرارتي.
    لكن الساعات استطالت الى أيام، فقد أمضيت (23) يوماً بالتمام والكمال!!
    طوال تلك الفترة، كنتُ أستمع للأخبار، عبر جهاز راديو صغير. وكان هناك تقرير إخباري عن حادثة تخص سجين عربي اعتدى على بعض أفراد حرس الحدود الباكستانيين في بص، وهرب.
    بعد ذلك، انتبهت الى أنّ هناك جنوداً يحرسون غرفتي من الخارج!!
                  

01-13-2016, 02:43 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    (2)
    قاعدة باغرام

    بعد ليلةٍ من ذلك، تمّ تحويلي. حيث أخذتُ الى مطار كان به مجموعة من العرب. كانوا يتراوحون بين (25) الى (30) شخصاً، تمّ تسليمنا جميعاً الى يد جنود أمريكيين. وتمت تغطية رؤوسنا بأغطية بلاستيكية، وتم تقييدنا بقيود متسلسلة، بعضنا ببعض، ووضعنا في طائرة شحنٍ عسكرية، أقلعت بطريقة قاسية، تُشبه ما يحدث في أفلام الرعب. ومن ثم ضُربنا بشكلٍ عشوائي.
    في الوقت الذي أُنزلنا فيه، لدى وصولنا، تخدّرت أقدامنا من شدة البرد، وتجمّدت أجسامنا. وتم اقتيادنا بقسوةٍ من الطائرة بقسوة على الممر. للدرجة التي التوى فيها كاحلي عندما سقطت!!
    هذه هي قاعدة باغرام العسكرية، ونحن الآن في سجنٍ أمريكي!!
    كان الجنود غاضبون، ومتشنجون في معاملتهم معنا. وبنوع من العدوانية التي لا تأتي إلا من شخص يحس بخوف شديد!!
    وكانوا يفتشونا بشدةٍ، ويسألونا: لماذا نُحارب أمريكا؟ وبدا لنا أنّ معظمهم يتعامل معنا باعتبارنا أعداء حربٍ مقدسةٍ!!
    ثم بدأوا في سؤالي عن أسامة بن لادن. كانوا يظنوا بأني أجريت معه مقابلةً في واحدة من تقاريري الإخبارية التي أذيعت على قناة الجزيرة قبل أسابيع. كانوا يُريدون معرفة مكان وجوده.
    بالطبع، كانوا على خطأ، فلم أكن قد أجريت حواراً مع أسامة بن لادن. لكن أسئلتهم كشفتْ لي بأنّي حتى ولو تمّ القبض على بالاشتباه، فلم يكونوا على جهلٍ بحقيقة كوني صحفي.
    وبالرجوع للوراء، فقد كنت مؤمناً بأنّ الباكستانيين الذين سلّموني للأمريكيين، لم يكونوا مهتمين بأني (سامي) الذي يبحث عنه الأمريكيون. لكن كانوا يلعبوا لُعبتهم. ببساطة تمّ القبض عليّ وتسليمي، حتى يُقنعوا الولايات المتحدة بأنهم متعاونون معها. لكني أشكُ -بقوة- أنني الوحيد الذي تمّ تسليمه بهذه الطريقة!!
    في قاعدة باغرام العسكرية المتوحشة، تمّ وضعي في هنقر، (حاوية)، برفقة (20) مسجوناً آخرين. لم يكن مسموحاً لنا بالحركة، أو الوقوف، أو حتى النظر الى بعضنا البعض. كنت مندهشاً بخصوص المسجونين الآخرين الذين كانوا معي، وكنت آمل أنْ استمع الى قصصهم.
    كنت أستمع الى المحادثات التي تتم بين الجنود. وكنت أتمنى معرفة بعض المعلومات عن حياتهم.
    معظمهم يبدو صغيراً في السن، وكانوا يلتقطون صوراً لبعضهم البعض، أمام العلم الأمريكي، كما لو أنهم رامبو، الشخصية السينمائية الأمريكية المشهورة.
    تم التحقيق معي فقط في قاعدة باغرام العسكرية، في أجواء غلب عليها التخويف والإرهاب. كان الضجيج عالٍ جداً، وأصوات عالية لكلاب تنبح، هدير طائرات تهبط، وأخرى تقلع. رصاص يُطلق، واشخاص يصرخون!!
    لم أكن أفهم لم يُعاملونا بهذه الطريقة؟ هذه ليست أمريكا التي نسمع عنها، ونشاهدها في الأفلام. رجعت بذاكرتي الى الوراء متذكراً تلك الأفلام، وأحاول التصالح مع ما يحدث أمامي على الأرض.
    كنتُ أذكّر نفسي بأنّ ما يحدث من الممكن أنْ يتحول الى قصة ممتعة، فقط لو استطعت كتابته!!
                  

01-13-2016, 02:45 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    (3)
    قندهار

    بعد (17) يوماً قضيتها معتقلاً في قاعدة باغرام، تم تحويلي الى قندهار. الأوضاع كانت أحسن قليلاً من باغرام. كان كل عشرة أو خمسة عشرة سجيناً في زنزانة.
    لكن التعذيب النفسي كان مستمراً. كانوا يُجبرونا على رؤيتهم وهم يقذفون بالمصاحف في التواليت. وكانوا حريصين على إبقاءنا في وضع غير مريح، متى ما استطاعوا ذلك!!
    أذكر أنّ جندياً صاح فيهم مرةً قائلاً:
    - دعونا نُعذّبهم، لأنّهم يُريدون قتلنا!!
    وكنت قد سئلت عن قناة الجزيرة، وعرفوا مجدداً بأني لم أكن الشخص الذي يبحثون عنه، لكن لم يُطلق سراحي.
    كل شهر، كانوا يُرسلون (40) سجيناً إضافياً من مكانٍ ما. في البداية لم أكن أعرف أين هذا الـ (مكانٍ ما).
    لكن فيما بعد عرفت أنّ هذا المكان هو سجن يُسمى (غوانتنامو)!! وفي غضون خمسة أشهر، كنت ضمن آخر مجموعة من المعتقلين تمّ إرسالهم من قندهار الى (هناك)!!
                  

01-13-2016, 02:49 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    (4)
    غوانتنامو

    بعد رحلة طيران استمرت ليومٍ أو نحوه، فمن الصعب تحديد ذلك. ذهبنا أولاً الى تركيا، حيث غيّرنا طائرتنا في واحدة من القواعد الأمريكية العسكرية، بطائرة شحن، وضعنا في صفٍ والجنود خلفنا.
    تمّ وضع أقنعة على أعيننا، وسدادات أذن، فيما تمّ تكميم أفواهنا طوال الرحلة. ولم يكن هناك طعام، أو إمكانية الذهاب الى الحمام.
    في قندهار تمّ إخبارهم بأنّه سيتم نقلنا، عليه فقد أوقفوا الطعام والشراب منا اليوم الذي سبق نقلنا من قندهار.
    عند هبوطنا في غوانتنامو، تمّ أخذنا واحداً تلو الآخر الى الكشف الطبي، والى أخذ بصماتنا، والتقاط صور لنا.
    لكني أخذتُ مباشرةً الى التحقيق. ثلاثة اشخاص حققوا معي، أحدهم من الاستخبارات المركزية، والثاني من مكتب التحقيقات الفيدرالي، والثالث من الاستخبارات العسكرية.
    واستغرق التحقيق ثلاث ساعات. وبدأت عملية إرهاقنا وكسرنا نفسياً على الفور، ولم تنته أبداً!!
    الحرمان من النوم، كان أحد المفاتيح المهمة في التعذيب النفسي. وكنت قد حُرمتُ في مرةٍ من النوم لسبع أيامٍ متواصلة!!
    وكان هناك وقت، بعد جولة من التحقيقات، عندما جاء جنديان، رجل وامرأة، ومارسا الجنس أمامي!!
    عندما تحدث مثل هذه الأشياء، كنتُ أهرب بعقلي الى القرآن، وأتذكر أوقات الصلاة، فأصلي. لكن بعض المسجونين فقد عقلهم. بعضهم لم يتخيل إنّ هذه الأحداث تحدث أمامهم. وبعضهم يبدأ في الصراخ عالياً.
    فيما كان الجنود يسخرون كل مرةٍ بقولهم:
    - فليأتي الله، لينقذكم!!
    كانت هناك العديد من القيود. لم يكن مسموحاً لنا بالكلام، أو الوقوف أثناء بقاءنا في الزنزانة. كان مسموحاً لنا، فقط، بالاستحمام مرةً واحدة في الأسبوع.
    ولما نقوم بذلك، كان يتم إجبارنا على عراةً من الزنزانة الى الحمام!!
    بعض الجنود كانوا يعاملونا بشكلٍ إنساني، أفضل من الآخرين. أتذكر أحدهم بالتحديد، عندما قال لي بأنّه يقوم بذلك؛ لأنّه يجب عليه أنْ يُطيع الأوامر!!
    عندما اتضح بأنّنا لن يُطلق سراحنا، ولن يتحسن وضعنا عنا، دخل بعضنا في إضراب عن الطعام. وكان السجين الأوروبي قد اقترح بأنّ ذلك شكلاً من التفاوض على إطلاق السراح. ثم أصبح احتجاجاً!!
    كنا جوعى، وعليه لم يكن صعباً علينا الدخول في إضراب عن الطعام. بالأخص عندما وصلتنا القناعة بأنّ الحرية شيء أثمن وأغلى من الطعام.
    كنا نشرب الماء، لكنا لم نكن نأكل طعاماً. كانت تلك وسيلتنا في المقاومة!!
    لكن بعد ثلاثين يوماً من الإضراب عن الطعام، بدأ الإطعام الإجباري. وكان أمراً صعباً وصادماً، وتحوّل الى تعذيب هو الآخر!!
    كانوا يربطوا أيدينا وأرجلنا، بعدها يضعوا أنبوباً على أنوفنا. في معظم الأوقات، كان الماء يدخل الى رئتينا، ونبدأ في الكح والسعال، متى ما دخل الماء أو الشراب الى رئتينا.
    وفي الغالب كنا نستفرغ ما يُجبرونا على شُربه، نتيجة هذا التعذيب. لكنهم يبدأوا من جديد، في كل مرةٍ نستفرغ فيها الشراب!!
    ونتيجة ذلك، تمتليء وجوهنا وأجسامنا بما استفرغناه، ولم يكن مسموحاً لنا بتنظيف ذلك، مما ينتج عنه رائحةً لا تُطاق!!
    فيما كانوا يستخدمون ذات الأنبوب مع بقية المسجونين، من غير تنظيفه!!
    في العام 2007م، بدأت أطول إضراب عن الطعام، الذي استمر لـ (480) يوماً، والذي انتهى بانتهاء أيام سجني في غوانتنامو. كانوا يواصلون إخباري بأنه سيتم إطلاق سراحي فوراً، إذا توقفت عن الإضراب.
    لكني كنت أريد منهم أنْ يفهموا بأنّي لن أتعاون معهم. كانوا يقولون لي دوماً بأنهم سيُطلقوا سراحي. لكني لا أملك أي سبب لتصديق ما يقولون!!
    عندما أراني بعض الجنود الأمريكيين من أصول إفريقية التغطية الإعلامية لإضرابي عن الطعام، كان ذلك دافعاً لي للاستمرار.
    وعلمت بأنّ لإضرابي عن الطعام أثر ونتيجة، وعندها أصررت على أني لن أتناول طعاماً على الإطلاق، إلا وأنا خارج غوانتنامو!!
    وانطلق حملة إعلامية من قبل هيثم منّاع، من أجل إطلاق سراحي، وكان هناك العديدون خلف هذه الحملة. وأخيراً، في 2008م، أخبرني محاميّ كليف ستانفورد سميث بأنه قد تمّ إطلاق سراحي، بصحبة ثمانية آخرين!! وبعدها وصلت الى العاصمة الخرطوم، في الأول من مايو من العام 2008م.
                  

01-13-2016, 02:52 PM

MUSA HAMID
<aMUSA HAMID
تاريخ التسجيل: 12-17-2014
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)

    (5)
    ما بعد غوانتامو

    طوال فترتي التي قضيتها في غوانتنامو، التقيت بـ (90%) من السجناء، وأستطيع القول بأنّ أي واحدٍ من الذين التقيتْ بهم، لم يكن مهدداً للولايات المتحدة الأمريكية.
    كانوا جميعاً شباب. بعضهم مزارعون أفغان، أو لاجئون إيغوريون ينوون الهروب الى الصين. والبعض الآخر كانوا موظفون إنسانيون!!
    القليل من هؤلاء المعتقلين، عُرضوا على محكمة. واليوم، ما يزال هناك أشخاص أبرياء. أشخاص أخبروا لأنّهم لا يُشكلون خطراً، ما يزالون في غوانتنامو!! هذا مكان لا إنساني، بل هو إساءةٌ للإنسانية بأجمعها!! وحتى القادة الأمريكيين، فقد اقتنعوا بأنّ غوانتنامو يُشكل تشويهاً لسمعة بلادهم.

    عندما أطلق سراحي أخيراً، فهمت بأنّ عليْ الربط بين رسالتي الصحفية، وحقوق الإنسان. كنت في وضع فريد، كصحافي، تعرض بشكل شخصي لإهانات إنسانية. هذه هي رسالتي!!



                  

01-14-2016, 06:00 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سامي الحاج يتذكر أيامه السيئة بـ (غوانتنا� (Re: MUSA HAMID)



    تحياتى

    غوانتنامو وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الامريكية بل ان الولايات المتحدة الامريكية تثبت كل يوم انها ليست حريصة على قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان بل تحرص على مصالحها أينما كانت وما تدعيه من قيم ما هو الا ذر الرماد في العيون .

    من حسن حظ سامى الحاج انه عمل في قناة الجزيرة في قطر اذ ان الجزيرة تبنت قضيته بالكامل في خلال اعتقاله عكس الآخرين الذين اعتقلوا معه وضاعوا في دروب الحياة اما سامى الحاج فقد رجع الى وظيفته بل احسن منها اذ ترأس قسم حقوق الانسان في الجزيرة ( لكنه لم يهتم بحقوق الانسان في السودان وتنكر لكل الذين انتهكت حقوقهم في السودان يوميا وما زالت تنتهك ) بل ان دولة قطر تكرمت له بمنحه جنسيتها واصبح يلبس الغترة والعقال .

    وقصته الهمت الكتاب فقد اصدر الكاتب المصرى يوسف زيدان روايته ( المحال ) وهى رواية تدور وتنسج احداثها عن قصة سامى الحاج ، انظر التعليق عليها :-


    الكاتب المصري يوسف زيدان روايته الجديدة "مِحَال" الصادرة عن "دار الشروق"، من خلال منظور ابن النفيس عن تدافع الظنون وتقلبها في عالم المتزاحمين، مما يهيئ له خلط الوقائع بالآراء، وبث التشويش لتكريس الرؤية الضبابية، والتماس قبس الصوفيين عند تخوم الخداع الذي تمارسه الأسماء !

    بطل الرواية شاب سوداني عشريني العمر، متحمس يدمن التمني، طيب وتقي، يمثل الجانب الحسن من الحياة، "الروح الحائرة التي تُراوح بين المحال"، في تأكيدٍ لطابع الفرار العقيم من قدر الله إلى قدر الله. فالغفلة المريحة، والمعرفة طريقاَ للحيرة والشقاء، تدفع النفوس للركون إلى ألفة الوجوه ودفء المحال. بينما يذهل الحب والأوهام عن الرحيل المحقق، لتغدو لحظات السعادة المحدودة عبوراً في "سفر مستمر واغتراب موقت في مَحال".

    تدخل الرواية زمنها الفعلي مع دخول العام 1990، ومجيء بطلنا إلى أسوان للعمل في سوق السياحة، والدراسة في قسم علم الاجتماع، مع تذكير "خبيث" من زيدان بأن العشرين سن الحجب بالفتوة، والأربعين بدء الكَشف والنبوّة، وما بينهما طواف على المحال، وملاحقة مسعورة للحياة بصنوف الحيل المقترنة بالترقب والتمني. في خاتمة التطواف الاكتشاف بأننا مسلوبون ومحجوبون!

    تشكل لعبة الحدود الجغرافية نقطة انطلاق ذكية، باعتبارها المؤشر الأساسي لمسار الوهم وتحوله إلى حقيقة بفعل السلاح وقوة المصالح والأهواء، وفرض الاقتتال على الصغار/الكبار، كتمهيد للتيه الذي يستطيل ليصير للناس طريقا. ولأن "الناس تشبه بعضها بعضا، وبعضهم يشبه بقية الأشياء"، تتوالى صورهم وأساطيرهم، من ساكني الجحور المساكين الذين يشبهون الفئران في ذعرهم، إلى الفرعون رمسيس الثاني، الذي بنى لنفسه معبدا في النصف الغربي من النيل، النصف الذي كان يملكه، بحسب سائح يهودي يحاجج الدليل عن قرب قيام الدولة الإسرائيلية الكبرى، مستندا إلى التوراة والقرآن الكريم، وصولا إلى رمزية الأبيض والأسود، وهما لون الحياة للملابس والناس في أسوان، ومنهما يتولد الإحساس بأن الفواصل حاسمة، مع أن الأبيض والأسود ليسا بلونين أصلا، وإنما هما سَلبُ الألوان، وانتهاء عند مفهوم العزلة ودورها في تعميق اعتزاز الناس بما يجدون أنفسهم فيه، وافتخارهم بما لا يختارون، لتبقى الأمنيات فرح بطلنا الوحيد.

    لا بد لكل طواف من منعطف حاسم يفعل المصير ويدفعه نحو التأجج. وفي حالة البطل تمثل ذلك في لقاء مفاجئ مع فتاة مصرية تدعى نورا. معها بدأ الإحساس برابطة الخيوط التي توثق مصائر الناس، سواء من جهة الحب والعشق أم من جوانب الصداقات والعلاقات الهامشية، مما يكثف أبعاد التجربة الوجودية للمستعدين، ويعمق جحيم الغافلين. فعبد العال رفيق العمل يرحل إلى الصومال للجهاد، في إشارة إلى أن الحياة رحيل، واللقاء مع أسامة بن لادن في السودان نهاية 1992، يؤطر ترافق الإحسان مع الاستثمار في الدين، من خلال تحذير الشيخ العارف أبو نقطة الأكبري بلغة القرآن: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون". تحذير يكتسب مداه الفعلي في صورة التفجير الإرهابي للمسجد السوداني عام 1994. وهناك قدوم جاسوس ليبي إلى مصر لاغتيال أحد خصوم القذافي، وتودده إلى نورا، ووقوع الحب الشفاف تحت ربقة الحصار، مما يعمق الحجب في النفوس. فالمحبون حالمون، وبأحلامهم محجوبون! أما العشق الحقيقي كما يعرّفه زيدان، فهو عطية ربانية يهبها الله لمن يصطفيه من العباد، ويجتبيه، فيعطيه من أنواره مَددا.

    يتعاهد الشابان على الزواج وفق الطقس البدائي بشق الكف ومزج الدم، ويمرحان في انتظار الجني والقطف. يأتي عام 1997 محملا كوارث، بدءا من إلغاء ترخيص العمل والترحيل إلى السودان، وترك المحبوبة منزوية وراء مجهول الحُجب، وصولا إلى مذبحة الدير البحري، التي ذبح فيها عشرات السائحين بوحشية، ونسب الأمر إلى جماعة من اليهود ثم إلى الإسلاميين وأخيرا إلى إرهابيين مجهولي الهوية، مرورا بزواج نورا من الجاسوس الليبي لعلاج والدها، وانتهاء برحيل الشاب إلى بلاد الخليج، ليبدد سنوات شبابه في جمع حفنات من الدولارات، فيقر في قلبه بأنه وجودٌ جُمّد فيه الوجود، ويؤمن بأن الحياة مُحال.

    يتوقف زيدان قليلا أمام هاجس الناس في كنز الأموال، ويفسره بأنه يعطيهم شعورا خادعا بالأمان، ويشاغلهم عن الاهتمام بفنائهم المحتوم في نهاية المطاف. لا ينفلت من هذا القيد إلا الذين اصطفاهم الله ونجاهم من الأوهام، أو قهرهم حين حرمهم من الأحبة. لذلك نرى الشاب وقد صارت أوقاته معلبة، وأمست صلواته خالية من حلاوة الطمأنينة، يمزق أشعاره ويعلن موته أسوة بالكثيرين، ممن ألفوا التحرك من دون أن يلمسوا افتراقهم عن حياتهم. عندئذ يمس قلبه يقين الموت، فيرتاح، لأن الفناء راحة، والحياة مِحَال.

    بعد دخول عام الألفين يسافر إلى أوزبكستان حيث تحاصره بداية مقلقة حول الجهاد والتكفيريين، وينتبه إلى أن البلاد والمحال هي التي تهاجر عن أهلها حين تهجرهم وهم في حضنها، وتقسو عليهم بغير حق. وتهجم عليه الحيرة والتعجب من اتساع المحال وتطابق الأحوال. ومع هروب رب عمله، يجد نفسه مضطرا لقبول وظيفة مصوّر في قناة "الجزيرة" القطرية، لإرساله إلى أفغانستان بعد خضوعه لدورة تأهيلية بسيطة. هناك يعاين شهوة القتل وقد استعرت في النفوس، فيتساءل: هل يخرج حيا، وهل يظل حيا على الحقيقة لو خرج؟ المفارقة أن المجاهدين يختطفونه ويبيعونه من الأميركيين، فيرحّل إلى معتقل غوانتانامو، حيث يسجن سبع سنوات!

    يبحر يوسف زيدان فوق ظلمة الأزمنة وحجاباتها الدنيوية، من خلال تقديم فهم روائي ذكي للآية الكريمة: "وهم يجادلون في الله وهو شديد المِحالِ"، مقترحا أسفارا متوالدة للمكر ومحنة الممتحنين، ليتخطى تيه الدروب التي تخادع وتتلبس أثواب الاختيار. وما سفره إلا مدد يستسقي غيث العرفان.

    عن موقع جريدة النهار

    ______


    يحمل عنوان الرواية الأخيرة ليوسف زيدان (دار «الشروق» - القاهرة) نوعاً من الالتباس، فهل هي كلمة «مُحال» التي تعني الاستحالة، أم «مَحالّ» جمع التكسير لكلمة «محلّ»، أي مكان؟ يبدو أن زيدان ترك الكلمة على هذا الرسم (محال) من دون تشكيل، وكأنه يسعى لتهيئة القارئ إلى نوع من الاجتهاد في التأويل، والزيادة في التركيز لمعرفة المعنى الذي أخفاه «الشاعر» ولن يفصح عنه غيرُ بناء الرواية ككل.

    لكن الرواية لم تحمل في مضمونها ما يستدعي العنوانَ كعتبة للنص، فهي في مجملها بسيطة وذات أفق واحد، ولا تستحق إجهاد الذهن بحثاً عن خفايا أو تأويلات، لأنها في ثلاثة أرباعها الأولى تشتمل على قصة حب بين شاب سوداني من أم مصرية وفتاة من الإسكندرية، وفي ربعها الأخير على رحلة سفر هذا الشاب إلى بلاد الخليج بحثاً عن فرصة عمل، حتى التحاقه بالعمل مصوراً في قناة «الجزيرة»، ثم القبض عليه مع دخول الأميركان إلى أفغانستان، لتنتهي الرواية بأنه سيقضي سبع سنوات من عمره في سجن غوانتانامو، وهذا ما يذكرنا بقصة السوداني سامي الحاج، المذيع في قناة «الجزيرة»، الذي تم احتجازه من 2001 حتى 2008 في هذا السجن الرهيب من دون تهمة محددة. ثم نجد أنفسنا في النهاية أمام رواية أشبه بأفلام السينما المصرية عن حرب 1973، حيث قصة الحب التي تم إقحام عدد من المشاهد الحربية عليها.

    في هذه الرواية لا نستطيع القول بأن يوسف زيدان قدَّم جديداً لجهة مستواه الفني، فأعماله تقوم في مجملها على بحث مسبق عن نقطة خلافية يمكنها جذب القارئ، سواء بالاتفاق أو الاختلاف، وهو ما حدث في روايته «عزازيل» حيث قصة الراهب المنشق عن الكنيسة المصرية في عصرها الأول. وبعيداً مما يمكن وصفه بالمغالطات والاختصارات التاريخية المخلة بالحقيقة، إلا أن الحادثة كانت ومازالت تمثل حرجاً في تاريخ الأقباط، فهي انتهت بمجمع خلقيدونية الذي أفقد الكنيسة المصرية مكانتها وعزل رئيسها من منصبه. وتكرر الأمر في روايته الثانية «النبطي» الذي أهَّل نفسه للنبوة، والذي تمتع بعلم ومعرفة كافية بكتب الأمم السابقة، لكنه وجماعته لا يقدمون شيئاً في مواجهة النبي المكي، وينحصر دورهم كمساعدين للعرب -بحكم معرفتهم بطرق التجارة مع المصريين- على دخول مصر.

    هروب لا ... مواجهةوبغض النظر عن أن المواجهة الصريحة التي اتخذها زيدان مع الأقباط في «عزازيل»، فإنه في عمله الثاني هرب من المواجهة مع الجماعات والأنظمة الإسلامية في شكلها السلفي. المدهش في «محال» أن زيدان استخدم اللغة نفسها التي استخدمها في روايتيه السابقتين، حيث المفردات والتراكيب البلاغية القديمة، وفي حين كان لهذه اللغة ما يبررها في «عزازيل» و «النبطي»، حيث رمزية القدم الزمني الذي تدور فيه أحداثهما، إلا أنها ليست مبررة في عمل تدور أحداثه مع مطلع القرن الحادي والعشرين.

    ولم نعرف الهدف من كل هذا الشتات والمقدمات التي اشتمل عليها النص، فالشاب من السودان والفتاة من الإسكندرية، ومقر عمله في أسوان، وقصة حبه تستغرق ما يقارب مئتي صفحة، تنتهي بأن يتزوج فتاته رجل استخبارات ليبي. لم نعرف ما دلالة ذلك؟ وما مدى أهميته للنص؟ وكعادة كل الحكايات البسيطة، يجيء اليهود والأميركان دائماً كرمز للشر، ويجيء المتصوف أو العارف بالله على نحو غرائبي محبب إلى النفس. لكن زيدان، الدارس للمتصوفة وغرائب أحوالهم، يقدم لنا الشيخ نقطة (نقطة الباء وفق تعريفه لنفسه) من دون توظيف مفيد في بنية العمل، حتى أننا نستطيع أن نغفله من دون أن نشعر بارتباك في البنية، مثلما نستطيع أن نغفل مئات الفقرات وعشرات الصفحات من دون قراءة، فلن نشعر بفارق مثلاً، لو استبدلنا رجل الاستخبارات الليبي بأي مقاول مصري، وجعلنا موطن بطل النص جنوب مصر بدلاً من شمال السودان، كما يمكننا ببساطة غض البصر عن شخصيات أمولة وسهيل وحمدون، فحضورهم غير مؤثر، سواء سلباً أو أ يجاباً.

    والمدهش أيضاً أن تأتي شخصية مثل أسامة بن لادن ضمن مفردات مشهد لا معنى له، فهو يقيم بين الناس بحراسة عدد من رجاله المسلحين، وكل مهمته أن يقدم الخراف هبة للفقراء، وهو ما يتناقض مع الواقع التاريخي، فابن لادن أعلن نفسه عام 1996 أميراً للمؤمنين، وبايعته الجماعات الإسلامية في العالم العربي، وكان ذلك يستحق الوقوف أمامه فنياً بشكل مطول، فضلاً عن الدراما في كونه مطلوباً من أنظمة عربية وغربية، فكيف يمكن أن يكون حضوره فاتراً على هذا النحو كما لو أنه راعي غنم أو عابر سبيل.

    معمار كلاسيكيبدت الرواية في معمارها الفني أشبه بخط ثابت طويل، حتى أنها من فرط كلاسيكيتها تذكرنا بروايات جودة السحار ومحمد عبد الحليم عبد الله، في حين تذكرنا لغتها بفصاحة «العبرات» و «النظرات» للمنفلوطي، وتصل في بعض الأحيان من فرط ثقل تعمّدها إلى حدود مقامات بديع الزمان. ربما كان المفيد بها هو روح السخرية، التي لو جاءت بلغة عصرية لاتّضحت معالمها، لكنها في أجواء هذا النص بدت كما لو أن أزهرياً يطلق نكتة عن الفرنجة والفرنسيس.

    ربما قصد زيدان أن تكون «محالـ»ـه بالفتح (مَحالّ)، نظراً لكثرة الأماكن التي ارتحل إليها البطل، بدءاً من السودان مروراً بأسوان والإسكندرية والإمارات العربية وطاجيكستان وباكستان وأفغانستان، وصولاً إلى غوانتانامو. وبغض النظر عن الإسكندرية وبعض المعلومات المتوافرة عن الآثار الفرعونية في الأقصر، فإن معلومات المؤلف عن كل هذه الأماكن تبدو سماعية وضئيلة، مما جعل ترحاله فيها يبدو غريباً وغير موظف فنياً.

    وفي ظل سياق سرده الكلاسيكي، لا تبدو ضرورة لذكر هذه الأسماء من غير تأكيد المنحى الذي جسده العنوان، وهو المَحالّ كأماكن للترحال، رغم أن النص سار فنياً في اتجاه آخر، فمن المحال أن تكون مشكلة النوبة وما حدث من تهجير لأهلها مثيرة للاتفاق أو الاختلاف كما حدث مع «عزازيل»، ومن المحال أن يستمتع المصريون بفيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» مرة أخرى، ولا أن يتم استخدام حكاية سامي الحاج من دون إهداء أو إشارة إليه في عمل فني تم استلهامه من حكايته التي روجت لها قناة «الجزيرة». ومن المحال أن يتعذب القارئ بقصة حب لأكثر من مئتي صفحة كي يفاجأ بأن أحداث الرواية موجودة في الخمسين صفحة الباقية منها.

    عن موقع جريدة الحياة


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de