انطباعاتي عن السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالرحمن الحلاوي(عبدالرحمن الحلاوي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2007, 05:28 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انطباعاتي عن السودان

    انتهت الإجازة المتاحة وعدنا على عجل ، وقد تركت في نفسي كثير من الانطباعات بعدد الأماكن التي مررت بها سأتناولها متفرقة ولكن في هذا البوست :
    الخرطوم : هذه المدينة التي تنام على نهرين ، يشعر الداخل إليها أنها حواشة سيئة التصريف .. حيث تمتليء طرقاتها بالماء وتختلط بقايا معركة نهارها الصاخب بهذا الماء الطهور فيتحول إلى ماء آسن ، تضيع معه معنى ( نزول الغيث ) يتناسى الناس عن جهل أن كل قطرة ماء يسوقها ملك من الملائكة ، ويتذكروا دور الحكم الرشيد في تحسين المصارف وإنشاء بنية تحتية تصرف كل شيئ !! ، لا زالت أصوات الباعة المبحوحة تحدث صدى في نفسي ( كل شيء بألف ، ما بنختلف ) ، ( عشرين ليمونة بألف ) ، أصوات الكماسرة ( اللفة ، الردمية ، الساتة السلالم ، بخيت بخيت ، سامراب ، زلط ، محلي ، ميناء بري ) ، صفارات رجل المرور وبحثهم عن ضحاياهم ، وسيطات إجراءات جهاز المغتربين ( بهنا يا عمنا .. تفضل يا أخ .. تفضل يا أبشنب ..) .. المطاعم الشعبية ( اتفضل آللخو .. فول وطعمية ، قراصة بتقلية .. ) ، المطاعم الراقية دي طبعاً ليها ناسها خدماتها تناسب ناسها ) ، كان أكثر ما أكلت كسرة أو أرزخوفاً من بروميد البوتاسيوم !!
    الخرطوم لفيف بشري عجيب أتسمر وجوه المارة فأري أن غالبهم حضروا قريباً للعاصمة ويسكنون الأحياء الطرفية في بيت لا تحمل مواصفات ( بيت ) بحثاً عن عمل أي عمل لس الرمق والاستمرارية ، أكاد لا أشعر بوجود الحكومة وهيبتها إلا في شكل محصلي الماء والنفايات ورجال المرور ونقاط تحصيل رسوم الطريق المنتشرة على طريق الخرطوم مدني ، تشبه خدمة ( سالك ) في إمارة دبي ، ولكن هذه الخدمة خدمة راقية وبوسائل أكثر تحضراً وليس وحشية كتلك التي رأيتها .. خدمة سالك موجودة على الانترنت ! اكتب في محرك البحث ( سالك ) وسيظهر لك الموقع وهو سالك إن شاء الله .
    بائعات الشاي والكسرة والشية هن بائعات أغلبهن للضرورة وتحول إلى بيزنس بعد تجاوز حد الضرورة .
    المفارقة الاجتماعية كبيرة فكل عالم يرجع بك إلى زمن أغبر أو إلى ماض سحيق بدءاً بأثاث متحفي وإنتهاء بأحدث لما وصلت إليه الإنسانية ، يوجد طبقتان من الناس ( قمة ، حضيض ) فأهل القمة هم أهل الحكم بمختلف درجاتها الوظيفية والتنظيمية والتجار منهم ومن لف لفهم أو سار في مدار فلكهم فصار من أهل الحظوة والجاه والسلطان ولا يوجد في قصعتهم شيء وإلا نسبوه لهذه العبارة ( كل شيء لله .. لا للسلطة ولا للجاه ) !! .
    عند ذهابي للخرطوم في طريق العودة حيث جسر أم درمان العتيق وقد ازدان بلون برتقالي ما أدري سر اختيار هذا اللون في كثير من الأماكن !! كأنما صاحب البوهية ، عنده كميات منها مخزنة فالتخلص منها يتم بتشوية شكل الجسر ، الذي يفترض أن يكون لونه أخضراً في دلالة للنماء والبركة ليلامس هوى في نفوس أصحاب الهوس بالمجد الغابر ( المشروع الحضاري المزعوم ) ، قبل الجسر حيث المنتزة وقد كتبت آيات وأحاديث تذكرني بعنفوان وحماس شبابنا في بدايات إنقلاب 89 وكانوا يرددون هذه النصوص وقد بحت أصواتهم ، ثم يعودون إلى الداخليات بحثاً عن الفتات ، ثم سكتوا وقد صدأت تلك اللوحات وتناسوا معاني تلك الآيات ومقاصدها بعد حلت لهم الدنيا وأوحلتهم في مهالكها بالتوغل على المال العام وأكل الحرام والتواطؤء على الباطل ، ولم يعدوا يسمعون النصح أو يراجعون حساباتهم جرداً وتقويماً ، بل شعور بالكبر ةتيه ودلال لأنهم فوق الشبهات .
    سوق أم درمان العتيق حيث زنكي اللحم وسحنات أهل كردفان وشبابها الذين يبيعون الشاي في كفتيرة ، أتيت مراراً لشراء الفسيخ واللحم والخضار والفواكه ، لفيف من البشر في موسم الخريف والذباب يملأ الزنكي وما حوله في كرم حاتمي لافت من المحلية لهذه الحشرة الضارة !! ، قابلت الأخ المتصوف: محمد دياب من أبي روف صديق وزميل دراسة بجامعة القاهرة / فرع الخرطوم بعد انقطاع دام أكثر من ست عشرة سنة ، فسلم علي باسمي كاملاً ، وقد بدت عليه علامات الكبر من بياض الشعر إلى ترهل الجسم ، كان لقاءاً عفوياً ، ثم افترقنا ، فدلفت على الخياطين لاستفسر عن الجلابيبة والعراقي فوجدت الجلابية في انتظار العمود ، فحدثني الخياط عن السوق وما استجدت فيه من تغيرات ، ذهب أناس طيبون أولاد أصول ، وحل محلهم رجرجة ودهماء !! حدثني عن بنات الجامعات اللائي يتسكعن في هذه الأسواق وأبدى ملاحظة دقيقة ، إذ قال لي : إن كن سرباً فهن من الريف ، وإن كانت واحدة فهي من بنات المدينة !! وما أكثر بنات الريف في جامعات العاصمة !!.
    ثم اتجهت صوب الإسكافي لإصلاح نعالي بفعل المواصلات ، في مكان عتيق ، تفوح منه رائحة الجلود والغرة ، كان أسمراً ذو ملامح كردفانية ، رث الملابس ، مصفر الأسنان ، لم يمر المشط في شعره سنين عددا ، حدثني عن الاتصالات والزحام ورسوم المحلية وسوء المعاملة في التحصيل وضعف الدخل والعطالة ، ومباراة المريخ ، وانتصار العراق في المباراة ، وترقبه لمباراة الهلال أمام الأهلي .
    ثم رجعت إلى البيت من المحطة لأول مرة ، إذ كنت دائم الذهاب إلى الشهداء قاطعاً كل هذه المسافة لاستمتع بالنظر إلى بائعي المسابح قرب المسجد الكبير في أم درمان وبائعات الطواقي ، ، ثم اسلك شارع الدكاترة لأسمع صوت سميرة دنيا أو إنصاف مدني أو أحلق شعري في صالون يديره مجموعة من أولاد النوبة الذين استقروا في المدينة وتعربوا فأحسنوا العربية بشيء من العجمة وأسمع أصوات بوب مارلي وماريا كاري أو جون إلتون وأحياناً شرحيبل أحمد ، ومغامراتهم مع الجنس اللطيف من كل صنف ونوع !!وبنفس القدر يوجد حلاقون مهرة في العراء ( خيشة وكرسي حديدي مجلد بالبلاستيك ومرآة كبيرة ، تظهر ما فعله الزمن في وجه صاحبه ) ، وهنا ترى قطع الأمواس على قارعة الطريق لم تمتد يد النظافة من المحلية ردحاً من الزمن ، في زاوية هذا المكان أيضاً أمتع نفسي بسماع المدائح النبوية حيث يوجد مكان متخصص في بيع أشرطة المديح ، في الشهداء تري كل الدنيا أمامك (عمال البناء ، بيع الحاسوب ، بيع الدكوة والكسرة والخضار والفواكه والجرايد والخبز والحلويات والتسالي والفول المدمس ، وتشم رائحة شوي السمك واللحم والدجاج والأقشي ، وبيع الملابس والأواني المنزلية وترى قبر الشيخ محمد مضوي تدور حوله حافلات بحري والشنقيطي والنص والواحد عشرين وود البخيت والجرافة ، ثم تجد العصائر من القميز والليمون والقريب والبرتقال والأناناس والشعير وصرف العملة وتصفيف الشعر وقدر ظروفك ، هناك إنطباعات تافهة في المواصلات تحط من قدر الإنسانية ودون مستوي الإنسانية ، الكمساري ذو السفة والبنت السمراء صاحب الوجه الأبيض والقفاز الأسود ، تكاد تنعدم ثقافة الرشاقة عند المرأة السودانية فهي مهدلة ومترهلة وموحلة ، وعرضة لكل أمراض العصر بفعل المساحيق وحبوب التسمين والوزن الزائد والبحث عن البياض !! ونسين قوله تعالى ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) .
    الخرطوم بحري
    مدنية هادئة ، ليس فيها ما يلفت الانتباه سوى سعد قشرة ذلك السوق المزدحم ، مليئء بالعروض من الملابس والعطور وغيرها ، أكثر زواره من الفتيات ، يشبه سوق أمدرمان ( شارع الصاغة ) ، لم أتوقف فيه كثيراً ، أكثر ما لفت انتباهي اهتمام البنات بالمكياج وتزجيج الحواجب ، ومحاولة لفت الأنظار ، عندما تنظر لإحداهن ( النظرة الأولى ) ، تقوم هي بإكمال ما تبقى من نظرات ( ذهب الحياء والاحتشام ) .
    قال عبدالله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عبدالله كيف بك إذابقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم وصار الناس هكذا" . - وشبك بين أصابعه - ، فقلت : مرني يارسول الله ، فقال : " خذ ما عرفت ، ودع ما أنكرت ، وعليك بخويصة نفسك ، وإياك وعوامها " .
    تذكرت هذا الحديث وأنا أشق عباب البشر في تلك الجهات جيئة وذهابا ...نواصل

    (عدل بواسطة عبدالرحمن الحلاوي on 08-30-2007, 05:30 AM)

                  

08-30-2007, 06:54 AM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    اخي الحبيب عبدالرحمن الحلاوي , حمداً لله علي سلامتك اخوك متضامن معاك مائة بالمائة والسبب اني برضو

    كنت في السودان وشاهدت كل ماشاهدته انت واكثر وعلي ضوء ذلك نزلت قصيدة في هذا المنبر تلخص الحياة

    في السودان ولعلك نسيت الجمرة الخبيثة , الدفع مقدم وبعد داك كلو الكهرباء تقطع وسلوك الناس ايضاً

    تغير مع المتغيرات السائدة في البلد ولا ادري كيف تغمض الحكومة عين وتفتح عين اخري !! عجبي ؟؟؟
                  

08-30-2007, 07:17 AM

وصال عالم
<aوصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: هاشم أحمد خلف الله)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عبد الرحمن الحلاوي و هاشم أحمد خلف الله

    سلام ،،،

    حمد لله على سلامة العودة ... نعم هذا هو السودان في ظل المتغيرات الوافدة

    والمتوافدة .. سلوكاَ مستجلب ودخيل حتى على مستوى المفردات العادية ... وبما أنكم مغتربين زرتم أماكن نحن الموجودين داخل السودان لم يقدر لنا أن نزورها ... ربما المشغوليات الكثيرة وليس هناك أوقات فراغ ..

    ورغم هذا .. ورغم الجمرات الخبيئة والإتصالات الحديثة يظل السودان هو الركن الدافئ صدقاَ للأوفياء من أبنائه ..

    تسلموا يارب !!!

    أختكم
    وصال عالم

    (عدل بواسطة وصال عالم on 08-30-2007, 07:28 AM)

                  

09-02-2007, 08:04 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: وصال عالم)

    Quote: يظل السودان هو الركن الدافئ صدقاَ للأوفياء من أبنائه

    شكراً وصال على المرور الجميل ، نتمنى أن تتحسن أوضاع الناس في شتى المجالات ( التعليم - الصحة - الغذاء- الأمن - العمل ) .....
                  

09-02-2007, 07:57 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: هاشم أحمد خلف الله)

    الأخ هاشم أحمد
    السلام عليكم ابتداءاً ، أتعلم عزيزي أن السودان يهذه الصور المأساوية - وإن حاول جزافاً التجمل - سيكون مستقبله مظلم وقاس على البسطاء والفقراء الذين يعيشون في انتظار الموت .
    أتمنى أن تدرك الحكومة القائمة أنه لابديل عن الديموقراطية والشفافية .
                  

08-30-2007, 07:30 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10745

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    كتابة جميلة
    أنا مشيت السودان وما كان عندي نفس أكتب
    I was really disappointed
                  

09-02-2007, 08:12 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: Nasr)
                  

09-02-2007, 09:22 AM

معاذ حسن
<aمعاذ حسن
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 3353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    الحلاوي..تحية ود وحمدا لله على السلامة
    تابعنا رحلتك من خلال السرد الجميل
    من الكبري الذي صار برتقالي الى سوق ام درمان الى سعد قشرة
    ما اجمل العودة لحضن الوطن رغم كل شيء.
    واصل..
                  

09-03-2007, 05:11 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: معاذ حسن)

    شكراً معاذ على المرور ..ونواصل :-
    إلى الجزيرة
    لم تكن الجزيرة غائبة عني ، فيها مهد الطفولة ومرتع الصبا حيث أهلي وعشيرتي وقبيلتي ، كانت أول رحلة في معية ابن عم لي كان ينتظرني بالميناء البري ( جزافاً ) ، بل محطة تحصيل وحكر لتقييد ومعرفة المسافرين من وإلى العاصمة ( العاصفة ) ، دخلنا من باب صغير تتبعني نظرات حارسه بعد دفع ( ألف ) جنيه للعبور للحافلات ومن ثم إلى شباك صغير يقبع خلفه ثلاث من كاتب يقيد أسماء المسافرين ومن ثم الحصول على تذكرة إلى الحافلة ، في الحافلة أخذت مقعداً بجانب النافذة حتى أطالع متستجدات الحياة في العمران والإنارة والزراعة والأشجار، كنت أحلم أن أرى شارعاً مسفلتاً ذو أربع حارات تتوسطه الإضاءة وأشجار النخيل تقف شامخة منساب كالنيل الأزرق من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال مراعاً فيه كابلات الكهرباء والاتصالات وتصريف المياه ، مزيناً بلوحات إرشادية تبين السرعة المسموحة والمسافات والمطبات وأماكن عبور الماشية والمشاة ، وبعيداً قليلاً عن الطريق استراحات للمسافرين ودور العبادة والحمامات والرادرات موزعة باتقان لاصطياد الطائشبن والمتهورين من مستخدمي الطريق !!! فجأة أفقت من هذا الحلم بمنعرج اللوى بين الدخول ، فحومل ، فحومانة الدراج ، فالمتثلم .. الشارع مظلم ، كئيب ، يتعرض لضغط شديد من الشاحنات الثقيلة وسيارات المرور السريع وسيارات ( الإسعاف الكاذبة ) ‘ فهي لا تسعف أحداً بل تستخدم صفاراتها ليوسع لها في الطريف وهو أشبه بلسان الضب ، وصلنا إلى قنب نزلنا فوجدنا أربع سيارات عتيقات يرجع تاريخ صنعهن إلى ثمان وسبعين وهو موديل نال حظه من الإعلام حتى أصبح عقيدة كل راغب في شراء بيك آب أن يشتريه لأنه لا يعلى عليه وأن عقلية اليابانين قد تحجرت من بعده !! ، ركبنا إلى مناقزة سمعت بشارع سمي باسم الشهيد ابن العم الهادي الشفيع ولم أر إلا تراب قد ردم دون أن يليه أي مكون آخر ليصبح شارعاً ، عبرنا ( قنِّب ) تسمى القرى باستخدام الفعل ( قنِّب ، انجضوا ( انضجوا ) : فعل الأمر ، ثم الفعل الماضي ( استرحنا ) وكذا ( هببنا ، جابك أجلك ) وهاهم الزغاوة القاطنين في هذا الكمبو العتيق ( هببنا ) قد تأثروا بلهجة طي ( الحلاويين ) ، ثم عبرنا من قنب أول ترعة وهنا بدأ صراع البيك آب ( البوكسي ) والشارع ذو العثرات وفي ذلك الظلام البهيم تتقاذف وجوهنا حشرات من كل صنف وجنس ، حتى إذا وصلنا مناقزة ونزل الركاب بدأنا في مفاوضات جديدة أشبه بمفاوضات مدريد حتى نصل أطراف أبوسير الشمالية عند جنينة المرحوم إبراهيم مساعد ، نجح التفاوض وسرنا سيراً بطيئاً يتقدم السيارة ورلاً وآكلة الدجاج ( نسيت اسمها ) حتى وصلنا المكان المتفق عليه ومن ثم بدأت رحلة السير في الطرقايت المليئة بماء الأمطار ومخلفات الحمامات خوضاً وإنزلاقاً في طرق أشبه بلعبة السلم والثعبان كأنما القرية خططها ثعبان ماهر في الزحلقة والزوغان !! ... نواصل
    _________________
                  

09-03-2007, 05:12 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    من إنطباعاتي عن الحياة والسوق :
    هذا الانطباعات صالحة فقط لأصحاب المال ومكتنزي الذهب والفضة ممن لقفوا بشغف من المال العام والحرام عموماً ، شركات كبرى لبيع السيارات تستفز البسطاء الذين يتساقطون في مقاعد الحافلات العامة أسراباً ( دال الهندسية ، السهم الذهبي ، الخبير للسيارات ، النفيدي للسيارات ، جياد ...)
    شركات تأجير السيارات ، معارض بيع السيارات ، شركات الاتصالات ، شركات البترول ، البنوك ، شركات المقاولات وتنقيب الذهب ، شركات تابعة للأمن لا يعلم وزير المالية ولا ديوان الضرائب عنها شيئاً ، شركات النقل ، شركات بأسماء أجنبية ( استثمار) ، تجارة المواد الغذائية ، غسيل الأموال ، تهريب ، إعفاءات ، أشياء لا تعد ولا تحصى من المصالح ، دواوين الحكومة وهي حكر لجماعات إثنية بعينها !! ومع ذلك يشكو إخواننا من أنباء المنطقة من العطالة والعنصرية والاستعلاء وأحياناً التهميش وهم كفاءات في مجالاتهم .
    من أكبر مخاوف المستثمرين العاديين ( أجانب ، سودانيين لا تربطهم صلة بالحكومة القائمة ) هو التهميش الاستثماري وتعريض رؤوس أموالهم للضياع بسبب سياسة السوق التآمرية ( الإغراق والرشوة والإعفاءات الجمركية والتنافس الصوري في ماعون السوق الذي يقع أصلاً في يدهم ) .
    أنصح المستثمرين من أبناءنا والراغبين في العمل في السودان أن يعملوا مشاريع غير جاذبة للكبار وغير ملفتة للأنظار ( طحن التوابل ، التعبأة ، بيع الألبان ، معامل الجبنة ، تأجير أدوات البناء ( هزازات ، مندالات ، سقالات وفرم ..) ، حتى يتعرضوا للمخاطرة وملاحقة المحصلين ( الباشبوزق ) ، الذين يلاحقون فئات ويغضون الطرف عن كثييييييييييير من أهل الحظوة والنزوة .
                  

09-03-2007, 05:12 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    مواصلة لما انقطع ، كنت أتأمل الوجوه دون استثناء ( رجال تقدم بهم العمر ، وكذا نساء ، رجال من فئة الشباب ، نساء متزوجات من فئة الشباب ، فتيات في مقتبل العمر ..إلخ ) فكبار السن خاصة من المزارعين والموظفين الذين كانوا يشكلون الطبقة الوسطى في الزمن الجميل حيث الرخاء والعلاقات الاجتماعية الدافئة لا زالوا يتئكون على تلك الذكريات ، يجترون الماضي ، متناسين عن عمد الحاضر البائس حيث فتور العلاقات ، وضعف العرف الاجتماعي ، وتجاهل الناس لبعضهم !! ، وكذا النساء من نفس الفئة ، فقد فقدن بريق التواصل في المآتم والأفراح على امتداد الريف السوداني الكبير وانحصرت العلاقات على أضيق نطاق ولم يعدن يقمن بتلك الرحلات الطويلة للمشاركة في عزاء أو فرح .
    أما الرجال من الفئة المتوسطة فمنهم من يتكلم في الطريق ، وهو يحمل مسبحة تكاد تلامس أديم الأرض ، دون أن يلقي بالاً للمارة ، وكذا النساء ، فهمومات بتحصيل لقمة العيش اليومية ، كثيراً ما تقف إحداهن عند الجزار لتشتري ربع كيلو غرام من اللحم وتطالبه بأن يزيدها ( شوية عظام أو شغتاً ) ، ولمن لا يعرف الشغت ( هو الدهن المنتفخ في منطقة الفخذ والساق ) ، عند نفخ الخروف بالبنشر ، ولا تخلو وجبات الأسبوع في الغداء من السخينة والدكوة والعدس أو اللوبيا ، أما الفطور والعشاء كراتب الإمام المهدي ( فول أو بوش بموية فول وموية جبنة وبصل ) ، لأن الطمام مصنفة من الفواكه في سودان النفرة الزراعية !!
    أما الشباب من الأولاد ، الغالب فيهم متسكع يبحث عن وظيفة شاغرة أو يائس قد خارت قواه من البحث عن عمل أو وظيفة ، تجدهم قد تجمعوا أمام المنازل ليتحدثوا من باب السلوى عن مباراة الهلال والأهلي والمريخ الكاميرون ، وأغاني محمود عبدالعزيز وندى القلعة وفرفور أو أجهزة الموبايل والديجتل وقنواته الهابطة .. أما البنات من نفس الفئة العمرية في أول الصباح ( أصبحنا وأصبح الملك لله ، ساعة في الحمام ، وساعة أمام المرآة لزوم المكياج ( الميك آب ) بألوان وأصباغ لا تناسب طقس السودان الحار ، مع تزجيج الحواجب ولبس القفازات ببنطال أو إسكيرت يشبه ( ضبة العكاز ) خروجاً إلى الجامعة أو العمل ، تجدها راكبة تفوح منها رائحة العطور ( المركبة ) ، تشعرك بأن السودان به نهضة جمالية ناشطة وحاضرة في ذهنية هذه المرأة التي كانت في الخدور والستور وأصبحت مكشوفة وسهلة التناول ، لا تحتاج المسألة لمغامرة كما كان في السابق ، بل المسألة كلها متمحورة في حوار سريع الإيقاع ( اسمك ، رقمك ، سكنك ، سيارتك ، جيبك ) !!!
    لم تسلم قرى الحلاويين من هذا العته الذي أصاب حاضرته ومدنه العتيقة ، فقد وصل المدد من الباعة المتجولين ودخل الديجتل والهاتف السيار وانفتح الناس على كل شيء دون تحصيل شيء مع فقدان ما تبقى من قيم مو######## تستمد بقاءها من تمسك أفرادها بدينهم القويم ، يقودهم جماعة لا يقبلون النصح غاطسون في وهم التنزه عن الصغائر والكبائر ، ( وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ) .

    (عدل بواسطة عبدالرحمن الحلاوي on 09-03-2007, 05:13 AM)

                  

09-03-2007, 05:40 AM

salma subhi
<asalma subhi
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 4817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    الأخ عبدالرحمن الحلاوي
    حمدالله على السلامة أولا وذكرتني بكلام الأخ هاشم خلف الله بان فقد الذاكرة في السودان ويبدو انهذا هو الحال لكل سوداني يغيب فترة عن السودان ليتفاجأ بالغريب العجيب.
    نسأل الله العافية والستر
                  

09-03-2007, 05:54 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: salma subhi)

    الأخت سلمى صبحي
    سلمتي من كل شر ، فقدان الذاكرة في السودان كبير جداً !! وللعلم أنني أذهب سنوياً للسودان !! ولكن هذه الفترة كنت أكثر جرأة للخوض في تفاصيل الحياة ونبض الشارع ، وكنت أفضل ركوب الحافلات والجلوس مع كل فئات المجتمع ... تحياتي
                  

09-04-2007, 05:54 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    لم أجد خيطاً جاذباً للبقاء أكثر مما بقيت في هذا الوطن الجريح القابع تحت عصابة متخصصة في السرقة الليلية فمنذ ليل 89 ، ظلت هذه العصابة ( مكنكشة ) في كل عصب الحياة ، واتبعت سياسة الضغط على المواطن صحياً ليكون مريضاً ومدمناً على التردد على الأطباء ( أنصاف المتعلمين ) ، وسعت لتجهيله بكل الصور فقد فرضت رسوماً باهظة على المدارس ، تخيل رسوم الإعادة في قرية نائية بمبلغ 260 ألف جنيه فمن أين لمزارع بهذا المبلغ ؟؟؟ ناهيك عن رسوم صفوف النقل في المرحل التأسيسية والإعدادية ، ثم معسكرات التدريب للخدمة الإلزامية حيث يأتي وفد شباب المؤتمر ليعرض على الطلاب العروض بالتسجيل حتى ينالوا خدمة افضل من غيرهم !! ، ثم الجامعة وما أدراك ما الجامعة حيث يتحول كثير من الطالبات البريئات ألى مومسات بفعل الظروف الطاحنة وضيق ذات اليد لدى اسرهن ، وإغراءات الحياة الجديدة في عهد الإنقاذ !!لو ينتهي حبل الخنق عند التعليم والصحة بل تضييق فرص العمل وتحويلها لإثنيات معينة وهي التي قابضة لمفاصل الخدمة المدنية ووكلاء الوزارات وكل ما له علاقة لما يسمى بالمال العام !! فقد تضاءلت فرص العمل في القطاع العام والخاص !! وصارت المفاصلة في السودان ذو المشروع الحضاري مفاصلة قبلية واضحة للعيان ، وليس هناك شيء اسمه سوداني أياً كانت جهته ، بل وصلت الجرأة ببعضهم أن يسألك مباشرة من أي قبيلة أنت ؟؟؟ فتجد نفسك محتاراً في أي عصر أنت ؟؟ !!
    تساوى الريف والمدينة في الفساد فلم يعد الناس ببراءتهم المعهودة في الزمن الجميل ، بل ثعالب يتدثرون بمباديء الزمن القديم خداعاً لينال دنيا يصيبها أو امرأة يغويها وما أكثر الإغواء في هذا البلد الرسالي !! ..نواصل
                  

09-05-2007, 07:48 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10745

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    أظنك شفت الما بنشاف
    أمتعني يا سقاك الله
    وأحزنتني
    يا حليل بلدنا الكان زمان
                  

09-05-2007, 08:12 AM

Elsheikh Mohd Aboidris

تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    الاخ عبدالرحمن الحلاوي

    ما هو الجديد ما دا حال العاصمة من زمان من قبل ان نولد الشي الوحيد الزائد هو الزحمة وكمية البشر الهاجروا لها اخيرا

    ومن يومها الحكومة شغالين جباية ضرائب وغرامات وذكاة ونصب ونهب

    هذا هو حال السودان ونحن كسودانين قد تعودنا علي ذلك لان العاصمة عاصمة قومية وملك للجميع وحا يجي يوم وحتلقا كل السودان بالخرطوم

    وهي عاصمة بدون خدمات من يومها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de