|
Re: الشاعر الملهم الطيب العباسي في ذمة الله (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أبا بكرٍ يا بن أبي
ليت الذي أعطاك فؤاداً أعطاك غير الذي أعطى، فالحزن قد جمع شعسه وعشعش في فؤادك الدامي، وحبذا أيامُ البحتري وهي تنصفه بالصبر العجيب في فقده قد حلت عليك والحزن يحتوش جوانبك وينتاشها بسهامٍ صدئةٍ. يقول البحتُري:
عجِبتُ لِصبري حين فقده وقد ** كنتُ أجزَعُ إذا مأهو غَائبُ ولكنها الأيامُ عجائبٌ كُلها صِرنَّ ** حتى لم تعد فيها عجائبُ
رحم الله أباك يا أبا بكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الملهم الطيب العباسي في ذمة الله (Re: Asaad Alabbasi)
|
أخوتي أعضاء المنبر تحياتي لكم جميعاً وخاصة لمن دعا لوالدي بالشفاء في حياته أو ترحم عليه في مماته وكم كنت أتمنى وفاءً أن أرد عليكم واحداً واحدا غير أن الظروف القاهرة حالت دون ذلك وأرجو أن يكون هذا مقام إعتذار وشكر لكم جميعاً والشكر لكل من دعا بقلبه أو بلسانه من الأعضاء أو الزوار وكل من هاتف أو أرسل رسالة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الملهم الطيب العباسي في ذمة الله (Re: أبو ساندرا)
|
الحزنية الرابعة (أ) مناجاة لروح الفقيد الشاعر
شمس "الطيب" غربت بعدالشروق وانطوت بين أسارير النهار كل إنسانٍ إلى الموتِ مسوق ليس للحي من الموت فرار **** **** أين ذاك العلم؟ ولّى والأدب؟ أين من كان شيخ أم اللغات؟ كان كالبدر مضيئاً واحتجب واختفت في القبر تلك البسمات لم يكن قد ساد بالمال والنسب انما أشــعل نـار العزمـات ملأ الأيام فخراً وذهب فانطلقنا خلفه بالزفرات **** **** زفرات أشبهت لمع البروق وعيونٌ تُسيلُ الدمع الغِزار من قلوب من أساها في حروقٍ أشعل الخطب نواحيها بنار **** **** كان ميزان منصات القضاء يلجأ العدل إليه .. والأنام كان للظالم ويلاً وبلاء كان للمظلوم برداً وسلام ويرى العالم في الحق سواء يستوي السيد منهم والغلام يا طهور الكفِّ من رجس الرشاء يا بعيداً عن مظنات الحرام هذه الدنيا كما أبصرت سوقٌ فيه للإنسان ربحٌ أو خَسَار ليس فيها غير لؤمٍ وعقوقٍ وهي بركان شرورٍ في انفجار **** **** مجلس السمار أمسى في اكتئاب وبنات الشعر يلطمن الخدود وهزار الروض قد أمسى غراب حين جفّتْ وذوت تلك الورود وقصور الفضل أمست في خراب كبقايا قوم عادٍ وثمود منذ أن هيل على القبر التراب وتواريتَ ... وقالوا لا يعود كنت في الشعر وفي النثر عريق كنت للشعر وللفضل منار عشتَ حُراً في معانيك طليقٌ بدويـاً ليس يرضيه الإسار! **** **** قد فقدنا الشمس والبدر معاً مذ دفناك وارينا مثيل "مَلَك" أنت في الشرق نوراً ساطعاً ولذا بعدك ساد بدنيانا الحلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الملهم الطيب العباسي في ذمة الله (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
البروفسير الحبر يوسف نور الدائم يودع الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي:
(في آخر يوم من شهر رمضان المبارك هوى نجم وقاد وذوى غصن رطيب وصمت صوت صداح ذلكم الأستاذ الطيب محمد سعيد العباسي سليل الدوحة الطيبيةالمتالقة. مضى القارح الأرن، والفارس المغوار، والشاعر الذي لا يشق له غبار.. مضى الأديب الأريب الذي ورث الفصاحة كابرا عن كابر.. الشاعر ابن الشاعر بن الشاعر وكيف لا يكون شاعرا وابوه محمد سعيد العباسي ذو اللسان المفتوق وجده محمد شريف صاحب الرائية التي طار ذكرها في الافاق وملأت الدنيا وشغلت الناس. فالاستاذ الطيب محمد سعيد فرع وريف من دوحة وارفة مثمرة ورث الفضل من أسرة لها في الفضل ضرس قاطع وعرق ضارب وجذع غالب. أما الشعر فهو ابن جلدته علما وتجربة واما القانون فكم له فيه من صولات وجولات تنبيك عن ذكاء لماح وقريحة مشتعلة وعقل متمرس وحجة فالقة. سمعت بمرضه الذي مضى فيه فهرعت الى مستشفى ساهرون والقلب واجف متوجس فحياني تحية أمق محب مع ما كان يعاني من شدة ورهق فهذا ابن اخيه يوسف ود نور الدائم ونفث كلمات انا بهامفاخر مكاثر(الحبر مابقصر)وكم قد قصرنا في حقه ولكنه الفضل المتوارث والحس المرهف والشعور الدقيق. لقد كان-رحمه الله واحسن اليه وتجاوز عن سيئاته - بي معجبا وكائن نوه بي في المجالس وآخرها جلسة في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم حتى أثار حفيظةبعضهم وغيرة آخرين. كتب الي بتاريخ 16-6-2008م اي قبيل وفاته بقليل يسألني رأيي في قصيدة رائية من بحر البسيط سماها (اللحن الأخير) فأنا عنده الحبر الأعظم العالم الجليل الأديب الفذ والفقيه الذي لا نظير له ولا تعجب على هذه الصفات الجليلة التي اضفاها علي والبسنيها فان الحب يعمي ويصم ويحول بينك وبين النظر المو ضوعي الذي ينأى بك عن المبالغ والمغالاة. بعث الي فقيدنا العظيم بقصيدتين اثنتين احداهما في رثاء السياسي البارع الشريف زين العابدين الهندي والأخرى (بهجة الروح) والتي سماها (اللحن الأخير) وكلاهما من بحر البسيط. الأولى دالية والثانية رائية، يقول في الأولى: أودى الشريف الذي كنا نلوذ به ان مسنا الضر في مال وفي ولد
ويقول في الاخرى: أما الثمانون فلا اهلا بها ابدا أحالني مرها قوسا بلا وترِ للأستاذ محمد سعيد العباسي وابنه الطيب رحمهما الله تعالى، شعور غريب بمر الايام وكر الليالي الذي يسلم الإنسان الى الضعف وذهاب الشباب بكل ما له من بهجة ورونق وبهاء. وأذكرك ايها القارئ الكريم بنقد الاستاذ محمد سعيد العباسي للشريف الرضي حين قال: من لي به والدار غير بعيدة من داره والمال غير قليل فقال الاستاذ محمد سعيد: (مالو بدور شنو؟ كان إقول : من لي به والدار غير بعيدة من داره وعلي برد شبابي ) ولإن بكى الستاذ محمد سعيد وشكى من السنين التي قصرت الخطى وتركنه يمشي الهوينى ظالعا متعسرا فقد بكى ابنه الاستاذ الطيب بكاءا مرا على شبابه الذي به يصول ويجول: وكنت ذا صولة في كل معركة سلي شبابي ينبيك عن خبري ينبيك ان الشباب الغض يأخذ من غيد الحسان هواهاأخذ مقتدر
ولست في حاجة أخي القارئ ان الفت نظرك الى تكرار كلمة الشباب وقد كررها في مواضع اخرى مما يدل على الحسرة التي تأكل واللهفة التي تمض كما انك لست في حاجة الى ان يشار اليك الى تفنن الشاعر في استعمال حرف الغين في كلمتي الغض والغيد ما اراك قد غاب عن الأثر القرآني الكريم في قوله (أخذ مقتدر) وقديما كان يقول استاذنا محمد محمد علي صاحب (الحان واشجان) انه يعرف مواضع السجدات في الشعر وذلك عندما وقف عند قول محمد سعيد العباسي: عجموه فاستعصى فلما استيأسوا نزعوه عن فوديه نزعا منكرا فقال: هذا موضع سجدة!! لقد مضى الشاعر الفحل والقانوني الضليع الاستاذ الطيب محمد سعيد العباسي ونسأل الله سبحانه وتعالى له المغفرة السابغة والرحمة الواسعة وان يجعل البركة في زوجه وذريته واهله وذويه وعارفي فضله وإنا لفراقه لمحزونون ولا حول ولا قوة الا بالله).
(إنا لله وإنا اليه راجعون)
د.الحبر يوسف نور الدائم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الملهم الطيب العباسي في ذمة الله (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحزنية الخامسة:
ما أرخص الدمـع في رثائـك ومـا فقـدنـاه مـن وفائـك فقد عشت للمجد من عنــاء مـا كـان أدناه مـن عنائـك يا من تواريـت فـي حـجاب يا ظـاهرالروح في اختفائـك للمحـبة والعشق كنت تدعـو لهما وأخلـصت فـي دعائـك أصبـحت حـياً ولست تدري إن كنـت تبقي إلى مسائـك أجـعلْ لجـدب الحـياة ورداً وانهل الـقوم مـن رخائـك ما الجدب جدب الثرى ولكـن إن أنـتَ أجدبـت في عطائك وقـل لـمن ديـنه ريــاء الديـن ما فاض مـن حيائك الديـنُ ؛ حـب الديـن نـفع الدين مـا صـنت مـن إبائك خلـقت تسـعى وأنـت حـر لا ترتـضي الذلّ بانزوائـك إن لـم تعـش في الدنيا حر تستقـبل العـيش بازدرائك عزيـز مـا أمرنـا عجيـب إذا اجتمعــنا عـلى ثنائـك كم من خـطوبٍ علـيك مرّت وما أزالـت مـن كـبريائك صفـوت وداً لـكل حـــيٍ وعشـت والكل فـي صـفائك لم تحنِ رأسـاً رجـاء جـاهٍ والجاه قـد كـان في رجائك عزيـزاً فارقتـنا ؛ عزيـزاً أَمْضيّـنا الـيأس مـن لقائك نـمْ في ثرى "أمرحي" هانـئاً واسمـع منـاجاة أصدقـائك ما أقربَ الـروح إذ ننـاجي وأبعـد الجسـم فـي ثوائـك عزيز عفـواً؛ فأنـت أسـمى إن كنتُ قصـرتُ فـي رثـائك
| |
|
|
|
|
|
|
|