اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين والسودانيات ..**

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2015, 05:22 AM

عادل ابراهيم احمد
<aعادل ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 06-30-2014
مجموع المشاركات: 1947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين (Re: عادل ابراهيم احمد)

    الوجه الماساوي للمهاجر ..

    Quote: مآسي الهجرة وأحلام اللوتري السودانية
    الأربعاء 23 جمادى الأولى 1429 هـ
    28 مايو 2008 م
    شذى مصطفى

    السفر والعيش في الغرب حلم ظل يراود الكثير من الشباب والأسر العربية، عززه في دواخلهم ما ظلوا يتابعونه ويشاهدونه عبر وسائل الإعلام من تطور وعمران وتعليم راق ومساعدات حكومية وحرية رأي وتعبير وحياة سهلة تعيشها عوالم الغرب دون تعقيدات، وقد استطاع الكثيرون بالفعل افتتاح أحلامهم بالانتقال إلى الغرب بمختلف الوسائل الشرعية منها والملتوية، القليلون منهم نجحوا في بناء حياتهم واستقروا هناك تقودهم إلى ذلك حاجتهم الماسة وظروفهم المعقدة التي أجبرتهم على التكيف وتساعدهم إمكاناتهم واستعدادهم الفكري والثقافي واطِّلاعهم على قوانين تلك البلاد فنجحوا إلى حد كبير في التأقلم مع حياتهم الجديدة وتجاوزوا اختلافاتها، لكن البعض الآخر فوجئ بالواقع المختلف تماماً عما نشأوا عليه، فتحولت حياتهم الجديدة إلى رحلة صعود نحو الهاوية، ولما أحسوا باستحالة التكيف قرروا العودة إلى بلادهم وفي ملامحهم شوق إلى الديار وأسى وندم على جهد وسنوات طويلة ضاعت هباءً..

    • الثقافة المختلفة

    الثقافة الإباحية السائدة وحرية العلاقات بين الجنسين من الأسباب التي تقود إلى الكثير من المشاكل التي تواجه الأسر العربية والإسلامية المقيمة بالغرب عموماً، فالكثير من أرباب الأسر ممن لديهم أبناء هناك تراهم في قلق من أن يكبر الأبناء في مثل هذا المناخ وأن يتأثروا به، بعضهم يضطر إلى أن يزوج بناته في سن صغيرة، والبعض يفرض رقابة قاسية على البنات قد تفضي هي أيضاً إلى مشاكل مع المؤسسات القائمة على الحياة الاجتماعية هناك، وبعضهم يفضل العودة.
    (ج. أ) مواطنة سودانية حكت لنا قصتها بشي من الحسرة والأسى وقالت: ظل حلم السفر إلى فرنسا يراودنا أنا وزوجي منذ خطوبتنا وحتى بعد مرور خمس عشرة سنة على زواجنا، وبعد معاناة نجحنا في الحصول على طريقة تساعدنا على السفر إلى هناك وكنا في غاية السرور، بعنا منزلنا وممتلكاتنا كلها، وعندما وصلنا إلى فرنسا ألحقنا أبناءنا بالمدارس هناك، وبعد مضي شهور فاجأتنا أبنتنا الكبرى وهى تعود إلى البيت حاملةً في شنطتها حبوب منع الحمل وأخذت تشرح لنا تفاصيل هذا (الدرس) الذي تعلموه في المدرسة، ومتى يتناولون تلك العقاقير؟!، صدمنا أنا ووالدها، الذي كان رجلاً متديناً لا يقبل أي تهاون أو تفريط، ولم يمر أسبوع إلا وكنا نحمل حقائبنا عائدين إلى ديارنا يقتلنا الأسف والندم على مدخراتنا التي أنفقناها على السفر.
    (ن. ت) قصتها لا تختلف كثيراً بعد أن عادت إلى وطنها مع ابنتيها وتركت زوجها بأمريكا، وعندما سألناها عن السبب قالت: سافرنا أنا وزوجي وابنتي إلى أمريكا بعد حصولنا على اللوتري، اليانصيب المشهور للحصول على حق الإقامة بالولايات المتحدة، كانت فرحتنا هائلة، وهناك عمل زوجي بوظيفة تدر علينا دخلاً عالياً والتحقت أنا بجامعة لأكمل تعليمي، أحسسنا أن الله استجاب لدعوتنا بالفرج، ظللنا هناك لمدة عشر سنوات أنجبت خلالها بنتاً ثانية، وكانت المشكلة أن ابنتي الكبرى قد عادت إلى المنزل في أحد الأيام ومعها صديقها بالمدرسة وأرادت أن تدخله بكل بساطة معها إلى غرفتها بالطابق الأعلى، اندهش والدها وأخبرها أن هذا لا يجوز، واستغربت هي لاعتراضه وسألته ما السبب؟، فأجاب أن هذا مناف لأعرافنا وديننا، أجابته أنها لا تعرف شيئاً عن ذلك أبداً، استاءت الأب كثيراً، وفي النهاية أطاعت والدها وطلبت من صديقها الذهاب، ولكننا كنا نلاحظ الامتعاض والغضب والاحتجاج على وجهها، ثم علمنا فيما بعد أن صديقاتها نصحنها أن تطالب بحقوقها كاملة ووجهنها أن تتصل بإدارة الشؤون الاجتماعية بالمنطقة ليتولوا أمر حمايتها، حزنّاً كثيراً، ولم ير والدها حلاً لتلك المشكلة إلا بأن حجز لنا في أول طائرة عائدة إلى البلاد. لقد خاف أن يتطور الأمر إلى أكثر من هذا، واتفقنا على أن يظل هناك لعدة سنوات ثم يعود ويلحق بنا.
    وتقول (س. ب) المقيمة بلندن أنها تنوي العودة عند حصولها على درجة الدكتوراه، وتضيف قائلةً: في البداية رأيت الحياة هناك حلماً طالما تمنيته، أحببتها وتمتعت بها، ولكن بعد زواجي وإنجابي طفلين صرت أخاف عليهما كثيراً، في المنطقة التي أقيم بها يسكن عدد ممن يمارسون الفاحشة مع الأطفال، وهناك يافطات على أبواب مساكنهم تحمل صورهم وتقول: (احذروا هذا الشخص له سوابق تحرش مع أطفال)، كما إن الجريمة منتشرة، بالأمس القريب قتل ابن لإحدى مواطناتنا برصاصة على رأسه بسبب مشكلة بسيطة في مطعم، تخيلت العيش مع أبنائي في مجتمع مثل هذا بعد أن يكبروا وينسوا لغتهم العربية ودينهم الإسلامي ويعيشون لا هم غربيين ولا هم عرباً مسلمين ورأيته مستقبلاً قاتماً وأمراً مستحيلاً، فقررت أنا وزوجي العودة مباشرة بعد انتهاء الدراسة.

    • المخيمات الهولندية

    في هولندا تنتشر مخيمات تكاد تشبه مدناً كبيرة يتم فيها احتجاز كل من قذفت به الظروف إلى بلادهم للهجرة أو العمل أو طلب اللجوء حتى يتم التثبت من صحة أوراقهم. الإقامة بتلك المخيمات قد تمتد لشهور وسنوات لا يتلقون خلالها إلا احتياجاتهم الضرورية في الأكل والعلاج والدراسة وتعلم لغة البلد. وتحكي إحدى ساكنات المخيمات عن تجربتها هناك بأسي وتقول: بعت منزلي بأم درمان وقررت الهجرة مع أبنائي بعد وفاة زوجي لما سمعت به من حياة مرفهة وفرص أفضل للتعليم في تلك البلاد، لكنني فوجئت بقرارهم العيش في هذه المخيمات مع مختلف الجنسيات والطبقات من طالبي اللجوء، تعلمت أنا وأطفالي اللغة الهولندية المعقدة حتى يطلقوا سراحنا بعد ستة أشهر كما يقولون ونحصل على حق الإقامة وحرية التجول هناك، إلا أن قانوناً صدر بعد أحداث سبتمبر منعوا بموجبه إصدار بطاقات اللجوء، وطلبوا منا مغادرة هولندا، وقع الخبر علينا كالصاعقة وضاعت نقودنا وتبخرت أحلامنا وقررنا العودة.
    (س.أ) قالت إن المشكلة لم تعد شخصية فبعض الشباب غير المسؤول يسعى للحصول على حق الإقامة بكل السبل والحيل وهو يسرد أقاويل وأكاذيب ويلفق قصصاً لا أساس لها ويكذب على السلطات هناك ويدعي أنه تعرض للتعذيب والتشريد من حكومة بلاده، بل إن بعض الأقليات الدينية ادّعت أن سلطات بلادهم تمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية وإنهم يطلبون اللجوء لممارسة شعائرهم بحرية، حتى الفتيات يكذبن ويدعين أنهن تعرضن للاغتصاب مما أعطى صورة سيئة عن بلادنا هناك، إلا أن عدداً من الدول الأوروبية فطنت إلى تلك الحيل والأكاذيب التي يطلقها طالبو اللجوء ورفضت نهائياً منح حق اللجوء لمواطني العديد من الدول.

    • رعاية الأطفال

    بسبب انتشار حوادث الإساءة إلى الأطفال بالبلاد الغربية واختطافهم وقتلهم وتشويههم من قِبَل آباء وأمهات مدمنين ومخمورين أو معاقين نفسياً، وضعت مؤسسات رعاية الطفل هناك برامج رعاية ومراقبة مكثفة لحمايتهم، إلا أن الكثير من المهاجرين لا يدركون أشكال تلك الرعاية وأنواعها مما سبب لهم الكثير من الإشكالات التي حدت ببعضهم إلى اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم. السيدة تيسير روت لنا إحدى تلك القصص بتعجب وغيظ وقالت: أنجبت طفلتي الأولى بالمهجر وكنت سعيدة بها للغاية لدرجة أن كحلت عينيها بالكحل كما هي عادتنا المعروفة، وصادف أن ذهبت بها في ذلك اليوم إلى مركز التطعيم، فما إن رأتها الطبيبة هناك حتى نظرت إليّ بريبة وحملت الصغيرة باهتمام للكشف على عينيها، ولما لم تكن تعرف فكرة الكحل ومعناها سألتني ماذا وضعتي علي عينيها؟، أجبتها هي مادة للزينة، فسألتني بحدة هل تزينين طفلة صغيرة كهذه بمادة ربما تكون سامة؟، وكم كانت دهشتي بالغة عندما أمرت بإبقاء الطفلة بالمركز لحين استكمال الكشف على أصل المادة فربما أردت إيذاءها!، صرخت وقلت لهم إن مثل الأمور تحدث عندكم أنتم وحدكم وفي مجتمعكم بسبب الإدمان والمخدرات المنتشرة لديكم ولكن نحن لا نقسو على أبنائنا ولا نسيء معاملتهم، فغضبوا من قولي وتم احتجاز ابنتي بعيدة عني لأكثر من أسبوعين، ولكم أن تتصوروا عذابي في تلك المدة، إلى أن أطلقوا سراحها، وطلبوا مني مع عشرات الكتيّبات والنصائح الأخرى التي أملوها عليّ عدم وضع أي شيء عليها قبل الكشف عليه من قبلهم، ومن حينها قررت العودة، فمن يرغب في العيش في بلد لا ضمان فيه لحضانة أبنائك، وها قد رضخ زوجي في النهاية لطلبي وعدنا.
    (و. ج) لها قصة مشابهة تقول: عندما سقطت مكواة الكهرباء الساخنة على يد ابني الصغير الذي يحبو على الأرض في حادثة نراها نحن في بلادنا قضاءً وقدراً متوقعاً للأطفال حملت ابني إلى المستشفي القريب لتضميد جرحه، ولكنني فوجئت بخبيرة رعاية الطفل توبّخني بعنف وتهددنني بأخذ الطفل نهائياً إذا ما تكرر مثل هذا الخطأ، وقد تم إخضاعي وزوجي إلى دورة دراسية إجبارية مقيدة لمدة أسبوعين لنتعلم كيفية رعاية أطفالنا، وقد كانت المشرفة الاجتماعية تدق علينا باب بيتنا كل فترة وعلى غير موعد لتراقب كيف نتصرف مع أطفالنا. لم احتمل هذا الوضع وقررت العودة النهائية إلى بلادي.

    • كثافة العمل

    عندما نرى الغربيين في بلادهم وهم يركضون في الشوارع للحاق بأعمالهم التي لا يتهاونون فيها، يتملكنا التعجب، فهم كالنحل نشاطا وحركة. تجاوباً مع تلك الأوضاع نجح الكثير من الشباب العرب المهاجرين في الدوران مع تلك العجلة الضخمة وتأقلموا معها بل وبزّوا مواطني تلك الدول في العمل والعطاء، بينما فشل آخرون ورأوا دورانهم مع العجلة استرقاقاً وإضاعةً للحياة الاجتماعية التي ألفوها فقرروا العودة.
    الشاب (ل. ح) عاد مؤخراً من أمريكا، وكانت عودته مثار دهشة الكثيرين الذين رأوا في هجرته باباً لتحقيق أحلام حياته، إلا أنه بعد مضي بضع سنوات عاد يجر قدميه، ولا يحمل سوى سنوات أحس أنها ضاعت من حياته. ويصف (ل. ح) تلك التجربة بالقول: كانت الفرحة لا تسعني عندما سافرت إلى أمريكا بعد حصولي على اللوتري, أحسست أنها الفرصة التي كنت انتظرها، حصلت هناك على عمل منذ أول أسبوع ودخلت معمعة الحياة، واكتشفت بعد أشهر قليلة أنني أحصد الوهم، راتبي الذي أراه كبيراً، يضيع أكثر من نصفه على الضرائب والاستقطاعات والتأمين وهلمجرا، وما يتبقى منه أرسله إلى أسرتي، أصبحت أقضي ست عشرة ساعة متواصلة خلال اليوم في العمل، كنت أشعر بأن الطعام ما هو إلا وقود ليساعدني على الوقوف على قدميّ لأواصل العمل، أيام العطلة الأسبوعية أقضيها في النوم بعد أسبوع شاق، افتقدت طعم الحياة الاجتماعية والصداقات، حتى حلم الزواج تلاشى، هل آتي بزوجة هنا لتعاني الوحدة والوحشة؟، ترددت كثيراً ثم حزمت أمري على العودة، أعلم أن عليّ أن أبدأ هنا من الصفر، ولكن أن أكون مفلساً في بلدي ومع أسرتي خير لي من تلك الغربة المقيتة، لقد اكتشفت أني ولو بذلت ذلك الجهد في بلدي لربحت الكثير وأصبحت مليارديرا!.
    الكثيرون ممن حصلوا على اللوتري الأمريكي وسافروا إلى هناك يشعرون بالندم والأسف على مفارقة بلادهم؛ فالحياة في أمريكا تبهرهم في الشهور الأولى بسبب سهولة الحصول على بيت وسيارة عن طريق القروض البنكية، إلا أنهم وبمرور الزمن يدركون أنها حياة قاسية ومهلكة، نسبة كبيرة من رواتبهم تذهب للضرائب والفواتير وفوائد البنوك، والمدخرات قليلة وتكاد تنعدم. هناك زوجات قررن العودة وترك الأزواج هناك، وتقول إحداهن: حياتنا كئيبة؛ لا صديقة ولا جارة تؤانسك وترافقك إلى السوق ولا أهل تزورهم ويزورنك، رغم أنى أعيش في منطقة تسكنها أعداد كبيرة من العرب، لكن الكل مشغول ويلهث وراء العمل وتوفير لقمة العيش، حياتنا في بلادنا أفضل بكثير، كنت أشتكي لزوجي دوماً من الوحدة؛ فهو يخرج صباحاً ولا أراه إلا عند الليل منهكاً، عطف عليّ زوجي ورأى أن أعود وأن يظل هو هناك إلى حين يلحق بنا، الحياة هناك قاسية وجافة.
    سيدة أخرى عادت من المجر، كانت تتمنى بعد أن ضاقت بها الظروف في بلادها أن يحصل زوجها على عمل محترم بعد أن نال شهادته منذ سنوات طويلة في طب الأسنان من جامعة بودابست، إلا أنها ومنذ الشهر الأول بدأت تُظهر لزوجها علامات الضجر والملل وتقول: الحياة هناك مملة، ليست فيها أي تغيير، تستطيع أن تضع جدولاً لثلاث سنوات قادمة دون أن يتغير شيء، صرت أعرف بالتكرار وجوه الناس وخرائط حركتهم في الطرقات القطارات وفي ساعات معينة، أعرفهم جميعاً، وقد حفظت وجوههم وعاداتهم؛ يحملون صحفهم منهكين عائدين من أعمالهم كل يوم, إنها حياة لا تطاق، لا أعرف كيف يعيش هؤلاء الناس!.

    • تكتُّلات

    الملاحظة المثيرة أنه من النادر أن تجد أسراً عربية تقيم علاقات صداقة مع مواطني البلد الغربيين، كل طرف يبدي توجساً حيال الطرف الآخر، لذا تجد أن العرب عامة يكوّنون جماعات خاصة بهم، وعلى الرغم من أن ظروف الإقامة والعمل تتطلب المعرفة والتواصل، كما إن صورة العرب والمسلمين التي تعاني تشويها كبيراًٍ بسبب وسائل الإعلام الغربية في تلك البلاد تتطلب تصحيحاً، إلا أن معظم المهاجرين العرب يتعلّلون بأن التعارف والتواصل والحوار مع أهل تلك البلاد لا يتم عادة بالطرق التي ألفوها في بلدانهم، تماماً مثل قصة السيدة العربية التي أوردتها الصحف قبل فترة وأصبحت طرفةً تُحكى، فقد زارت هذه السيدة ابنتها المقيمة بأمريكا، وعندما غادرت الابنة الشقة متوجهة إلى العمل رأت الأم الزائرة أن تعد الطعام للأسرة وتتكرم ببعضه على الجيران عربوناً للمحبة والصداقة، وبالفعل حملت طبقاً إلى جارتها في الشقة المقابلة إلا أن جارتها الأمريكية اتصلت بالشرطة وأخبرتهم بأن شخصاً لا تعرفه يطرق بابها، لم تكذب الشرطة خبراً، وكانت النتيجة اعتقال الوالدة العجوز التي لم يطلقوا سراحها إلا بعد أن عرفوا مقصدها البريء!.

    • الجريمة والعنصرية

    كثيرة هي قصص من عادوا من هجرتهم جثثاً في توابيت، منهم الشاب عامر الذي كان يعمل معلماً بإحدى المدارس الثانوية ببلده وكان حلم حياته أن يعيش بألمانيا، وبعد سنوات من الجهد والدراسة وتعلم اللغة فتحت له ألمانيا أبوابها، ولكن الشاب الأعزل تعرض لاعتداء مميت من قبل بعض رجال الشرطة الألمانية العنصريون في أول شهور هجرته، فعاد إلى بلده مع حلمه في صندوق، وقد أغلقت المحاكم الألمانية مؤخراً ملف قضيته بعد فترة سلسلة طويلة من التحقيقات انتهت بسجن قاتليه!.
    قصة مشابهة حدثت لشاب آخر يعمل سائق تاكسي بأمريكا، أشهر أحد زبائنه السلاح عليه من وراء ظهره أثناء قيادته وطلب منه إخراج كل ما يحمله من نقود، صاحبنا المسكين ظن أن لصوص تلك الدول يمكن مقاومتهم بالأيدي والعراك كما يحدث مع لصوص بلادنا المسالمين!، فأوقف السيارة وحاول أن ينتزع السلاح من يد اللص، فاستقرت الرصاصة في صدره وهرب اللص وتركه جثة هامدة.
    وتحكي سيدة أخرى مقيمة بلندن أنها لا تشعر بأمان حتى داخل منزلها، تقول إنها تغلق عليها الأبواب عند حلول المساء، وإذا ما أضطر أحد أبنائها للخروج تظل تراقبه من شباك شقتها حتى يصعد سالماً، ولتتجنب هذا القلق المدمر كما وصفته قررت أم أحمد أن تعود إلى بلادها بحثاً عن الأمان الذي تفتقده.
    لا شك أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أجّجت نيران العنصرية وضيّقت على المقيمين الخناق وتركتهم في أحوال لا يحسدون عليها، وقصة الكابتن (ت.م) الذي ظل يعمل في شركة خطوط طيران غربية شهيرة لسنوات طويلة، وبراتب وامتيازات عالية خير دليل؛ فالرجل أضحى يعاني قلقاً وشكوكاً من قبل رؤسائه حاله حال كل العرب والمسلمين العاملين في مجال الطيران، يقول (ت.م) إنهم يفتشوننا بشكل صارم ومهين ويراقبون تحركاتنا واتصالاتنا ليل نهار رغم أني أعمل معهم منذ سنوات طويلة، ضايقني هذا الوضع كثيراً، وقررت العودة نهائياً إلى بلدي.

    • الزواج من الغربيات

    القصص كثيرة عن تلك الزيجات التي تجمع العرب بأهل البلاد، والتي ينتهي معظمها بالإخفاق، ولكن السؤال الذي يعقب المشكلة؛ (لمن الحق في حضانة الأطفال؟) أحد المهاجرين ممن تزوجوا بامرأة غربية وأنجب منها لم تنته مشكلته معها حول الطلاق بل امتدت إلى حضانة الأطفال، فقرر ذات ليلة (سرقة) الأطفال والعودة بهم إلى بلاده، خوفاً من أن يعيشوا متغربين فكراً وسلوكاً مع والدتهم، وعاد بهم بالفعل، وبعد عدة أسابيع من عودته كانت قوات خاصة تطرق باب منزله، لم يكن الأب موجوداً، ولكن كانت الجدة ترعي الطفلين، أخذوا الطفلين رغم صيحات الجدة والجيران إلى السفارة ومن هناك إلى الطائرة لتعود بهما إلى بلد أمهما، و بطبيعة الحال لم يستطع أحد أن ينبس ببنت شفة؛ فالقانون في الدول الغربية يقف في صف المرأة عند وقوع الطلاق ويعطيها حق رعاية الأطفال حتى يبلغوا سن الشباب.

    • هنالك من يشتكي من الطقس

    (م.ت)، رجل في نهاية السبعين من عمره، قرر أن يلتحق بأبنائه وزوجته المقيمين في كندا منذ فترة طويلة والذين ظلوا يلحون عليه ليلتئم شمل الأسرة، هناك بهرته الحياة الحديثة وجمال الطبيعة، إلا أن البرد القارس الذي يصل في العادة إلى ما دون الصفر لشهور طويلة ظل يقض مضجعه، يقول (م.ت): أنا رجل عجوز، أحتاج إلى الدفء والشمس، لا أستطيع أن أظل طوال اليوم داخل الفراش متدثراً بعشرات الأغطية، افتقدت أصدقائي وتناول الشاي والقهوة مع الجيران، أبنائي في أعمالهم طيلة اليوم وحتى زوجتي العجوز تعلمت الإنجليزية ووجدت عملاً وتركتني وحيداً بالمنزل فقررت العودة، لا أبالغ إذا قلت إني اشتقت إلى شمس بلدي وحرارة الصيف فيها.

    وبعــد

    قديما قالوا: مَن عرف لغة قوم أمِن شرَّهم. وهنا نضيف أن من عرف ثقافة وحياة قوم آخرين أمن مشاكلهم، فمعظم من عادوا إلى بلادهم كانوا يجهلون طبيعة حياة وعادات تلك الشعوب التي تختلف عنا دون أن يهيئوا أنفسهم لتلك المواجهة، فعانوا مشكلات إعداد وتنشئة الأبناء، واصطدموا بقوانين الزواج من غربيات وحقوق حضانة الأطفال، وفشلوا في معرفة طرق التواصل مع تلك الشعوب، والاستقرار بينها، وها هي بلادهم بهم أولى!

    - - - - - -
    نقلا عن مجلة الخرطوم السودانية العدد 59
                  

العنوان الكاتب Date
اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين والسودانيات ..** عادل ابراهيم احمد10-09-15, 07:53 AM
  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-09-15, 08:04 AM
    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عمر دهب10-09-15, 08:11 AM
      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين مني عمسيب10-09-15, 11:03 AM
        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-09-15, 04:36 PM
          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-09-15, 04:54 PM
            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Abureesh10-09-15, 09:35 PM
              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين حامد عبدالله10-09-15, 10:50 PM
                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-10-15, 05:45 AM
                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-10-15, 05:50 AM
                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين حامد عبدالله10-10-15, 10:36 AM
                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Abureesh10-10-15, 05:52 AM
                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين rani10-10-15, 07:45 AM
                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين أحمد محمد عمر10-10-15, 08:10 AM
                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عمر عبد الكريم علي10-10-15, 08:15 AM
                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين مني عمسيب10-11-15, 08:29 AM
                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:01 PM
                            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:10 PM
                              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:12 PM
                                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:16 PM
                                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:20 PM
                                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:27 PM
                                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-12-15, 06:51 PM
                                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين أزهري عبد الرحمن10-13-15, 04:17 AM
                                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-13-15, 05:18 AM
                                            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-13-15, 05:24 AM
                                              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين أزهري عبد الرحمن10-13-15, 07:54 AM
                                                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين حامد عبدالله10-13-15, 08:15 AM
                                                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين nazar hussien10-13-15, 08:30 AM
                                                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين مني عمسيب10-13-15, 08:38 AM
                                                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Yasir Elsharif10-13-15, 05:39 PM
                                                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-22-15, 07:24 AM
                                                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-22-15, 07:35 AM
                                                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-22-15, 07:37 AM
                                                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-25-15, 05:22 AM
                                                            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين حامد عبدالله10-25-15, 11:00 AM
                                                              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين مني عمسيب10-25-15, 11:38 AM
  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين ياسر منصور عثمان10-25-15, 01:03 PM
    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 02:19 PM
      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-25-15, 03:05 PM
        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-25-15, 03:08 PM
          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-25-15, 03:13 PM
            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد10-25-15, 03:15 PM
              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 03:53 PM
                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 04:05 PM
                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 04:51 PM
                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 05:18 PM
                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir10-25-15, 09:41 PM
                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين ترهاقا10-26-15, 00:01 AM
                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين صلاح جادات11-24-15, 10:35 PM
                            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين خالد المبارك11-25-15, 00:08 AM
                              Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد11-25-15, 09:47 AM
                                Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد11-25-15, 09:49 AM
                                  Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد11-25-15, 09:52 AM
                                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين عادل ابراهيم احمد11-25-15, 09:56 AM
                                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين قرشـــو11-25-15, 10:44 AM
                                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir11-25-15, 12:59 PM
                                    Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين ahmedona11-25-15, 03:19 PM
                                      Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir11-25-15, 04:07 PM
                                        Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Dania Elmaki11-27-15, 04:41 AM
                                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين Munir11-27-15, 11:50 AM
                                          Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين مني عمسيب11-27-15, 12:41 PM
                                            Re: اسئلة للمهاجرين والمهاجرات من السودانيين د.محمد بابكر11-27-15, 01:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de