|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (22)
اسم الكتاب : " أخلاقيات الحرب في الإسلام " اسم المؤلف " د. جعفر عبد السلام " نبذة عن الكاتب : ينتسب الدكتور جعفر عبدالسلام، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا، إلى أسرة أزهرية عريقة، وله العديد من الكتب والمؤلفات في مجال العلوم الإسلامية. ويتولى حاليا منصب الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، وهي إحدى المؤسسات الدولية العاملة في مجال الدعوة وتصحيح صورة الإسلام فى الخارج" .................. والى الموضوع :
واذا كانت المجازر التي تحدث في غزة, وأنهار الدماء التي تسيل هناك, علي مرأى ومسمع من العالم كله, قد كشفت عورات عقيدة العدو التي أدمنت سفك دماء الشعب الأعزل, وجعلت من سفك دماء الفلسطينيين ـ كما يقول حاخاماتهم ـ طريقا إلى دخول الجنة.. وإذا كان واقع العدو في غزة ينطلق من عقيدة الغدر والخداع والغرور وسفك الدماء, وحرق الأشجار والمزروعات, وتدمير الجسور والطرق, وتبوير الأراضي, والقضاء التام علي البنية التحتية, وهدم المساجد علي رءوس المصلين, والتفنن في قتل الأطفال والنساء, وهي ديدنهم وحالهم.. فماذا عندنا نحن المسلمين؟ عندنا أخلاقيات سامية للحروب, أمرنا بها ربنا سبحانه, ونظمها رسوله القائل: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وأخلاقيات الحرب لا تختلف عن الأخلاق بشكل عام. عندنا في عقيدتنا نحن المسلمين قول الله تعالي: " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" المنظم للعلاقات بين المسلمين وغيرهم.. وعندنا " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ"، وفي معرض أخلاقيات القتال بين المسلمين والمشركين, والذي استغرق جزءا كبيرا من سورة الأنفال, نجد قوله تعالي: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ", وعندنا: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، عندنا في الآثار الإسلامية: " الآدمي بنيان الله ملعون من هدمه", وقوله عليه السلام لقادة الحرب: " اغزوا باسم الله وفي سبيل الله, قاتلوا من كفر بالله,اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا", وقول أبي بكر الصديق الخليفة الأول للرسول عليه السلام, موصيا جنوده وعساكره: ألا يخونوا ولا يغدروا ولا يغلوا ولا يمثلوا ولا يقتلوا طفلا أو امرأة أو شيخا, وألا يحرقوا نخلا ولا يقطعوا شجرة, ولا يذبحوا شاة ولا بعيرا إلا لمأكله, وقال لهم: إذا مررتم بقوم تفرغوا للعبادة في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.. لقد أوجب الإسلام علي المسلم احترام النفس البشرية في كل الأوقات وفي كل الأحوال, سواء في السلم أو في الحرب, فالإسلام لا يرفع حصانة النفس البشرية إلا لأسباب واضحة, والقرآن الكريم يقرر هذه الحصانة في العديد من آياته, ومنها: قوله تعالي: "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ" وقد تجلي موقف الرسول صلي الله عليه وسلم من احترام الإنسان وعدم الإفساد في الحرب في فتح مكة, عندما سمع سعد بن معاذ يقول: اليوم يوم الملحمة, اليوم تستباح الدماء, فقد أخذ الراية من يده وأعطاها لولده, وأكد أن الحرب لا تستباح فيها الدماء إلا لضرورات.. بل إن الإسلام يأمر أتباعه ليس باحترام النفس الإنسانية فقط , بل يأمرهم باحترام الحيوان الأعجم, والنبات وشتي مفردات الطبيعة والكون, وحتى الجماد.. وهذا ما تجلى واضحا في غزوات الرسول عليه السلام, وأتباعه من بعده والمتتبع لغزواته صلي الله عليه وسلم يدرك تماما أنه صلى الله عليه وسلم ما حارب أحدا لم يعتد عليه. وأن حروبه وغزواته كانت حروبا دفاعية مشروعة لرد العدوان ودفع الظلم والاضطهاد, وتأمين حرية العقيدة والدعوة. وعلي الرغم من دخوله مضطرا في هذه المعارك, إلا أنها جميعا كانت كلها تنبيء عن كريم خصاله وجليل سجاياه. إن الإسلام يأمر المسلم والدولة الإسلامية, بأن يكونوا إيجابيين مع غيرهم, متعاونين علي البر والتقوى, ويقرر القرآن الكريم, هذا الواجب العام, بقول الله تعالي " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا" إذا كان المستغيث بالمسلمين دولة مظلومة, تصبح هذه المساعدة واجبة, لقوله تعالي: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ" وهكذا فقد جاء الإسلام بالأخلاقيات التي تضبط سلوك المقاتلين, والتعامل مع ضحايا الحرب.
نقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... والى الكتاب رقم (23 )
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 12-21-14, 09:55 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 12-23-14, 08:42 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 12-23-14, 10:38 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 12-30-14, 01:34 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 01-08-15, 10:29 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 01-14-15, 11:56 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 01-23-15, 10:33 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 01-31-15, 01:26 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 02-08-15, 08:34 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 02-18-15, 01:02 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 02-25-15, 08:14 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 03-12-15, 03:43 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 03-26-15, 12:52 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 04-04-15, 01:48 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 04-11-15, 03:05 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 04-23-15, 10:52 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 05-06-15, 01:12 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 08-07-15, 08:37 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عماد حسين | 08-07-15, 12:07 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 08-25-15, 10:21 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 08-25-15, 08:50 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 09-02-15, 12:51 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 09-05-15, 10:16 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 09-18-15, 06:13 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 10-02-15, 04:39 PM |
Re: قراءة فى كتاب | بريمة محمد | 10-03-15, 00:31 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 10-14-15, 02:57 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 10-27-15, 01:01 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 11-05-15, 12:37 PM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 11-12-15, 10:13 AM |
Re: قراءة فى كتاب | عوض سيد أحمد | 11-21-15, 05:23 PM |
|
|