|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: الكاتب الغربي تدعمه طبقة واسعة، و مقتدرة،و القراءة واحد من النشاطات الأساسية في حياة تلك الطبقة الوسطى العريضة. سارتر في كتابه "ما الأدب" كثيرا ما يذكر علاقة الكاتب الفرنسي بالطبقة الوسطى الفرنسية. |
حياك الله, عزيزي المشاء:
كما تعلم, حتى مكانة الكاتب في الغرب, لم تعد بمثل ذلك البريق والقوة والتأثير, مثلما كان عليه الأمر أيام سارتر, والغرب الجميل في طليعيته, آخذ منذ فترة في دراسة الاحتمالات غير المسبوقة, التي قد تطال مصير الأنواع الأدبية مجتمعة, على ضوء التطورات المتسارعة لطلائع منجز الثورة العلمية الثالثة. وأكثر ما نال موافقتي من حديث مستغانمي, هو توسيع المعاناة في جانبها الخاص بالعوز أوالفاقة أوالفقر, بوصفها وإن انعكست سلبا على الكاتب, إلا أنها مسألة اجتماعية وتاريخية عامة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
مرحبا بإبراهيم أخي:
Quote: وفي اعتقادي ..أن نموذج كارتازر الأدبي ... يقدم مدرسة أنوذجية في الكتابة الإبداعية / السرد ....ويصلح للتناول النقدي ...وتوضيح الأمثلة ... وخيطك أنسب مكان للحديث عن هذا الكاتب الكبير |
هكذا، لا أجد سببا آخر لمواصلة البقاء هنا فحسب، بل ترسخ قناعتي أكثر أن ما أحاول كتابته على تواضعه يكتسب في حضور أمثالكم معنى، وأنا لا أزال أراوح في بوستك هناك، أنهض وأقعد وأصحو، ولا أنفك أمعن النظر، كالصحراويّ رأى البحر لأول مرة، فتأمّل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس سلامات قلت سيدي:
Quote: وأكثر ما نال موافقتي من حديث مستغانمي, هو توسيع المعاناة في جانبها الخاص بالعوز أوالفاقة أوالفقر, بوصفها وإن انعكست سلبا على الكاتب, إلا أنها مسألة اجتماعية وتاريخية عامة. |
نعم فالكاتب الغربي،ليس هو مثلا "الكاتب العربي". الطبقة البرجوازية المثقفة الواسعة في عددها،و المقتدرة ماليا،هي التي خلقت مكانة "الكاتب الغربي"،كشخصية "اعتبارية"،تعيش من "كتابتها"،و تمتهنها. و لذلك لها دور مهم في "التأثير على الرأي العام".
أما "الكاتب العربي" فيفتقد "القارئ" الذي يجعل منه ممتهنا لما يجيده أي "الكتابة".
قرأت مرة أن "ماركيز" أو بالأحرى،المسؤول عن أعماله"،هل يوجد كاتب عربي واحد،عنده "سكرتير"؟؟؟،
المهم انه سمع ان دار نشر عربية تنشر كتبه بدون إذنه. و حينما أورد له "الناشر" الكمية التي قام بطباعتها،غيّر رأيه، و سكت عن المطالبة بحقوقه "المادية".فقد كان الرقم بائسا و مخجلا حقا.
و كما قال روائي عربي ،فإن "أمة "اقرأ"،لا تقرأ.
كن بخير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: osama elkhawad)
|
لفت انتباه:
قد يبدو للبعض أن ثمة مسحة تملق أو نفاق، في احتفائي الأخير بإبراهيم فضل الله، وهو ما تنفيه وقائع غياب المصلحة الضيقة بيني وبينه، وبصيغة أخرى ما قد يلمسه البعض من شبه تطرف "احترامي"، ربما كان مرده الحنين الشخصي الجارف الخاص بي، إلى مقاومة نزعة التفاخر السائدة بالقدرة على التنابذ، وهي النزعة التي يعلن البؤس بواسطتها عن سيطرة حليفه الموات. وإذا كان ثمة رسالة من وراء كل هذا فهي: تدمير الآخر لا يصنع لك مجدا، ونزع اللبنات عن مأوى الآخرين لن تأمن به شرور العراء، وتقوية الآخر احتفاء بالحياة تتجدد وتنمو من حولك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي المشاء:
شاهدت الفديوهات بتمعن وأصغيت لمحتواها، وربما عدا الفديو الأخير، يذكرني ما يحدث عربيا بفرضيات ارنستو سأباتو، عن أن التقدم قد يتخذ أحيانا طابعا تقهقريا، عن أن التقهقر قد يتخذ أحيانا طابعا تقدميا، وفي كل الأحوال، العالم يتغير لا مراء، وبمعدلات بالغة السرعة، وبقدر ما تزيد التكنولوجيا من ترابطه، بقدر ما تتسبب في تفككه ومن ثم في توسيع البون ما بين مركزه وأطرافه، هكذا نبدو مرهقين بخطابات سياسية مستنفدة وحروب أهلية لا تكاد تتوقف وشبه إفلاس ثقافي وعلمي في الأطراف، بينما المركز يتخلص تدريجيا ودفعة واحدة من الكثير من المنجزات التقليدية، ليتفرغ للبحوث في العلوم الدقيقة وتكنولوجيا الفضاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس سلامات قلت سيدي:
Quote: وبقدر ما تزيد التكنولوجيا من ترابطه، بقدر ما تتسبب في تفككه ومن ثم في توسيع البون ما بين مركزه وأطرافه، هكذا نبدو مرهقين بخطابات سياسية مستنفدة وحروب أهلية لا تكاد تتوقف وشبه إفلاس ثقافي وعلمي في الأطراف، بينما المركز يتخلص تدريجيا ودفعة واحدة من الكثير من المنجزات التقليدية، ليتفرغ للبحوث في العلوم الدقيقة وتكنولوجيا الفضاء. |
المركز و الأطراف؟ سمير أمين؟؟؟
فعلا كما ذكرت ينحو "الغرب" و دول أخرى قليلة من بينها اليابان مثلا،لإلغاء "المكتبة التقليدية" عبر "الكتاب الالكتروني".
و بهذه المناسبة غير السعيدة، حين كنت في المراحل النهائية لنشر كتابي الأخير "قبر الخواض" ،عبر "امازون دوت كوم"، اخترت أيقونة إصداره ك"كتاب الكتروني".
فاكتشفت أن هذا الخيار غير متاح للكتب الصادرة ب"العربية". ربما استندوا إلى ما قاله وزير دفاع اسرائيلي، حين سئل عن أن الخطة التي طبقها لهزيمة "الجيوش العربية"،قد تم تطبيقها قبل ذلك، فأجاب فورا:
"العرب لا يقرأون".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أستاذنا الكاتب الكبير بشرى الفاضل:
لا مراء أن مرورك من هنا أسعدني كثيرا. وهذا البوست كتحية أخرى إلى المواهب في بدايات السرد بمثابة التنبيه العمليّ لتلك الأهمية الفائقة لعامل الكدح في الكتابة. والتي سبق لآينشتاين أن عبّر عنها في حقل آخر بقوله "الجهد تسعة أعشار النبوغ". أشكرك مترقبا عودتكم متى ما أتاح الظرف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تأملات في مظاهر الابداع الفني في شعر أبي القاسم الشابي _____
إذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه فــــكــــل رداءٍ يــرتـــديـــه جــمـــيـــل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فلـيـس إلـــى حـســن الـثـنـاء سـبـيـل تـعـيــرنــا أنـــــــا قــلــيـــلٌ عــديــدنـــا فـقــلــت لــهـــا إن الــكـــرام قــلــيــل ومـــا ضــرنــا أنــــا قـلـيــلٌ وجــارنــا عــزيــزٌ وجـــــار الأكـثــريــن ذلــيـــل يـقــرب حـــب الـمــوت آجـالـنــا لــنــا وتــكـــرهـــه آجــالـــهـــم فـــتـــطـــول . .. منقول مع التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: osama elkhawad)
|
Quote: المركز و الأطراف؟ سمير أمين؟؟؟
فعلا كما ذكرت ينحو "الغرب" و دول أخرى قليلة من بينها اليابان مثلا،لإلغاء "المكتبة التقليدية" عبر "الكتاب الالكتروني".
و بهذه المناسبة غير السعيدة، حين كنت في المراحل النهائية لنشر كتابي الأخير "قبر الخواض" ،عبر "امازون دوت كوم"، اخترت أيقونة إصداره ك"كتاب الكتروني".
فاكتشفت أن هذا الخيار غير متاح للكتب الصادرة ب"العربية". ربما استندوا إلى ما قاله وزير دفاع اسرائيلي، حين سئل عن أن الخطة التي طبقها لهزيمة "الجيوش العربية"،قد تم تطبيقها قبل ذلك، فأجاب فورا:
"العرب لا يقرأون |
عزيزي المشاء العظيم:
أخذ جزء كبير من اليسار في مصر، في أعقاب انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، يتلقف مقولات سمير أمين تلقف الباحث عن أسباب أخرى للحياة، بعد أن ركد الماء القديم وفسد وتحلل الزرع والضرع المعتمدان وأخذ يصدر عنهما ما يشبه صوت الدود يتخلل جثّة متخثرة وغدا تنفس الهواء الأليف مميتا. وأغلب الظن أن الاحتفاء بسمير أمين وفق ذلك النحو، مرجعه عندي جاذبية طرحه ودقته، على مستوى وصف وتحليل المشهد السياسي المعاصر وتقديم سيناريوهات لمآلاته المحكومة بالتأثيرات الجوهرية للعولمة، على مستوى العلاقة ما بين المركز والأطراف، بل وكذلك لما تحاوله جهود سمير أمين من رسم معالم عامة ذات بعد مقاوم للوقوف ضد الوجه اللا إنساني للعولمة، إلا أنه كان في تصوري من الأكثر أهمية الاحتفاء بمنهج سمير أمين العقلاني الذي ظلّ ينظر إليه حتى قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي كأحد المنبوذين من قبل أصحاب الولاء المطلق للمذهبية الستالينية، شأنه في ذلك شأن تروتسكي ولوكاتش وألتوسير وفانون وبولانزاس وغيرهم ممن اعتمد بألمعية الماركسيةَ "كمنهج لا كمذهب" على حد تعبير عبد الله العروي. غير أن الطابع المتسارع لتأثيرات العولمة من الممكن أن يكون قد أدهش سمير أمين نفسه. ناهيك عن أنني ربما كنت نفسي أنظر إلى تنبؤاته تلك في منتصف عقد التسعينيات كتحولات مفصلية تخص أكثر المستقبل في تجلياته البعيدة لا الأكثر قربا.
أتفق معك بشأن ديوانكم الآسر قبر الخواض، على صعيد الحديث عن تجربة النشر الإلكتروني، ومدى ما تفرضه ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، على صعيد عادات الكتابة والقراءة والنشر، وأكثر ما يعود بفائدة حسب تجربتي على الكاتب، يتمثل في سهولة تجويد المادة المكتوبة حذفا وتنقيحا وإضافة وما إلى ذلك، من غير وجود التكلفة الباهظة التي تفرضها تجربة التوافر فقط على القلم والقرطاس أوالورق. لكن مسألة الاعتماد على آلية جديدة، على المستوى التقني للكتابة، كأن تستخدم لوحة مفاتيح الكومبيوتر عوضا عن القلم مسألة على فائدتها بحاجة إلى فترة انتقالية سمها التدريب، ولعل الكتابة في مواقع التواصل الإلكترونية خطوة وسيطة في الاتجاه. بالنسبة لي، فقد فقدت تقريبا القدرة على الكتابة التقليدية. ولا أزيد فأقول إن قراءتي أخذت تعتمد شيئا بعد شيء على تلك الكتب المنشورة إلكترونيا. ومسألة أن تقرأ كمن لا تقرأ فتلك قصة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات في الكتابة الإبداعية/ السرد (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: Abubkr Mohammad
كنت انتظر موصوع في قامه العنوان خاصه وانى اعرف جيدا احتفاء البرنس دوما بجنس السرد لا اعرف هل تاه عبد الحميد بين مجاملات الردود لطبيعه منابر الحوار ام ان مكنته خفت ههههههههه اركز يا برنس ههههههه
رد · · منذ 12 ساعة |
الأخ الكريم أبوبكر محمد (من نافذة فيس بووك):
لعل من التوصيفات التي تروق لي النظر إلى الكتابة كبحث يأخذ طابع المغامرة. قد تبدأ بشيء، وتنتهي إلى شيء آخر، هكذا عنّ لي في البدء فتح بوست للحديث حصرا حول الجوانب التقنية المفارقة للكتابة الإبداعية متخذا من السرد فضاء للتأمّل، على نحو يقارب في طموحه تلك الورش المخصصة في عدد من الجامعات الغربية لما يعرف بال Creative Writing Course ، ولكنك تكتشف فجأة أن الحديث عن الشروط الموضوعية المساعدة للكتابة أكثر أهمية من الحديث عن الكتابة نفسها، في ظلّ النكوص المؤلم لموهبة أو أخرى عن مسارها المتوقع، وارتدادها من ثمّ كما يدل هذا المثال أو ذاك إلى موقع الطهاة الدينيين ممن يقدمون موائدهم وفقا لوصفة رياضية أو أخرى. هنا تبرز مسائل على قدر من الأهمية مثل القدرة على الكتابة في ظل واقع لا يملك لك ككاتب سوى الحبّ المطلق أو الكراهية المطلقة (كيف تكتب تحت ضغط ناعم أو خشن). في حال الحبّ قد تتوهم أن دورك أكبر من دور الكاتب وربما ما يليق بك هو لا الكتابة بل قيادة الجموع المحبة إلى النور. إنك موسى آخر والخروج Exodus هو هدفك الأسمى. بينما قد تدفع الكراهية إلى أشياء مثل التقوقع والانزواء أو حتى الجنون. ما أريد توصيله أن المسألة أكثر تعقيدا من مجرد المفهوم التقليدي للموهبة المتمثل في حفظ نحو ألف بيت من شعر العرب ونسيانها. وبعبارة أخرى هذا البوست ربما كان محاولة لفتح نوافذ مختلفة يمكن أن يطل عبرها المبدع الآن على العالم تشكله ويشكلها في آن. إلى ذلك، و بينما تكتب هذا البوست، تكتشف أنّك في حاجة إلى رأب العلاقات المتصدعة بين الناس على نحو خفي، حتى (على الأقل) تتوافر الأرضية الملائمة للحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
طقوس الكتابة (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس قلت سيدي :
Quote: بالنسبة لي، فقد فقدت تقريبا القدرة على الكتابة التقليدية. ولا أزيد فأقول إن قراءتي أخذت تعتمد شيئا بعد شيء على تلك الكتب المنشورة إلكترونيا. ومسألة أن تقرأ كمن لا تقرأ فتلك قصة أخرى. |
في المقابل ظل محمود درويش وفيا للكتابة "التقليدية". في حوار مهم معه تحدث عن "طقوس الكتابة" لديه،و أنه دائما يستعمل "قلم الحبر الأسود السائل"،لا الكيبورد. كان سؤال المحاوِر كالآتي:
Quote: * حديثك عن جانب من أسرار الكتابة لديك يحفزني على أن أندس قليلا في مختبر القصيدة التي تكتبها. وما أعرفه شخصيا، وما أنا مقتنع به بصدق، أنك شكلت عبر التجربة الطويلة وخبرة السنوات المتراكمة من الكتابة نوعامن المختبر في كتابة الشعر العربي الحديث والمعاصر. مختبر متميز لمعجم من الكلمات الخاصة. كيف تربي في الظل هذه الكلمات. كيف تحدب عليها. كيف تقيم العلاقة معها. كيف تؤثث فضاء الكتابة. ما نوع الأوراق والأقلام التي تستعملها. ما هو الزمن الملائم والأثير لكتابة القصيدة. باختصار، هل يمكننا أن نتعرف على المختبر السري للشاعر الكبير محمود درويش وما هي مواصفاته وملامحه الأساسية.؟ |
و كانت إجابته:
Quote: إذا جاز أن لي مختبرا، فإن مختبري نهاري. لستُ من كتاب الليل، وقد بذلت جهودا طائلة لكي أتعود على الكتابة في الليل، لأن الوقت في الليل أطول، ولكن لا أعرف الأسباب الغامضة. وإذن، مختبري مفضوح، مكشوف في الضوء.
صحيح أن الكتابة تعبير عن اللاوعي، إذ الكتابة هي اللاوعي عندما يتكلم. لكنها تحتاج الى وعي شديد. وهذا هو الذي قد يربط بيني وبين الضوء، فلا أكتب إلا في الضوء (الطبيعي). من طقوسي.. أو بالأحري عاداتي الاخرى، أنني لا أكتب إلا على ورق أبيض غير مسطر، وأقطع كثيرا من الورق. كلما أشطب سطرا على صفحة، أعيد نسخ ما كتبت على صفحة اخرى. لا أحب المسودات المشوشة. كما أنني أكتب بقلم الحبر السائل، باللون الأسود دائما. وأحيانا، عندما تتعثر الكتابة.. أتطير من قلم ما فأغير الأقلام، معتبرا أن المشكلة في الأقلام. وإذا صدقت هذه الريبة فإنني أُؤمِنُ بالقلم الآخر. إنها أوهام صغيرة، لكنها لاتضر القارئ ولا تضر الشاعر، نوع من التطير من قلم معين والتفاؤل بقلم آخر.
من عاداتي أيضا أنني لا أستطيع الكتابة لا في الطائرات، ولا في القطارات، ولا في الفنادق، ولا في مكان خارج المكان الذي توجد فيه كتبي أو على الأقل مكتبتي الرئيسية. أحتاج دائما الى مراجع. وقد تستغرب سي حسن، كلما كبرت في السن وفي التجربة الشعرية، تزداد شكوكي إزاء دقة الكلمات وصوابها، أنا لم أكن أفتح القاموس بهذا الشكل الذي أفتحه الآن. فلا يمر يوم بدون أن أفتح القاموس للتأكد من سلامة الكلمة وجذرها ومصدرها وتعدد معانيها. ولذلك، لا أستطيع أن أكتب في مكان لاتوجد فيه قواميس أو مراجع أو انسيكلوبيديا. في الكتابة الشعرية أحتاج إلى مراجع كما لو أنني أقوم ببحث، بينما القصيدة في ظن الناس الذين لايكتبون تبدو كما لو كانت خاطرة، لا، الشعر ليس خاطرة. إنه عمل بحث شاق، يحتاج إلى التدقيق في المراجع والمرجعيات والعودة الدائمة الى المكتبة. إن القصيدة بحث.. |
| |
|
|
|
|
|
|
طقوس الكتابة بين "واسيني الأعرج" و "محمود درويش" (Re: osama elkhawad)
|
Quote: اعتاد محمود درويش الكتابة بقلم الحبر السائل , وخطه جميل وأنيق , وهو بدون الكتابة بهذا النوع من الاقلام لا يحس بالكتابة , أو يرى أن النص الذي يكتبه بقلم لم يتعود الكتابة به نص ليس جميلا وليس ناضجا , فالحبر السائل يجعله يثق فيما يكتب .
وهذا يذكرني بحوار صحفي أجريته مع الروائي الجزائري الكبير الدكتور واسيني الأعرج الذي قال لي " أنا لا أكتب إلا بقلم الحبر السائل , وباللون الأسود تحديدا , لأنني أشعر أنني أكتب بمداد دمي , ولا يمكن أن اشعر بالكتابة على الآلة الكاتبة أو الكمبيوتر , بأنني أكتب نصا أدبيا من دواخلي " .
|
*د. عبد القادر فارس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طقوس الكتابة بين "واسيني الأعرج" و "محمود درويش" (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي المشاء:
في فيلم عالم المياه، يطرح كيفن كوستنر قضية التكيف، كأحد أهم أسلحة الإنسان على البقاء، وإذا كان ذلك القول ينطبق غالبا على الإنسان في ظلّ وضعية معاكسة ومهددة لوجوده، فلماذا لا يكون التكيف هنا مع وسائل تجعل من ممارسة الكتابة أمرا أقلّ مشقة، أو على الأقل توفير الجهد لمكابدات أخرى في سياق العملية الإبداعية. ومع ذلك، أو على أية حال، تتفاوت كما تعلم طقوس الكتابة والتعامل مع لحظة الخلق من كاتب لآخر، فعلى عكس درويش مثلا، كما تبدى في مثالك أعلاه، يأخذ محمد شكري صاحب الخبز الحافي حزمة أوراق في يده، ويذهب إلى المقابر يفترش الأرض ويكتب بين الموتى. وماركيز مثلا، وحسب ما تناهى إلينا في منتصف التسعينيات أنا وأصدقاء من الزقازيق بدأ يعتمد على الكومبيوتر على نحو أساس، وهو وحسب تجربتي كذلك مسألة بالغة المنفعة بالنسبة للروائي، مقارنة مثلا بالشاعر، ومثال آخر، على مسألة التكيف مع الأحسن، كنت لا أتصور الكتابة من غير وجود سيجارة بين أصابعي، ولكن مر الآن أكثر من عامين لم أدخن سيجارة واحدة وما أنفك أشعر أنني أفضل حالا مما كنت عليه. كل التقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
طقوس الكتابة و تفاصيل صغيرة عن حياة محمود درويش (Re: عبد الحميد البرنس)
|
نعم يا برنس تختلف طقوس الكتابة من كاتب لآخر،و مثال محمد شكري "الطنجاوي" مثال مختلف تماما. لا أذكر آخر مرة كتبت فيها ب"قلم".لكن القلم مهم لاقتناص ساعات "الإلهام"،حتى لا تضيع و يبقى رمادها.
أحببت أن أشركك و قراء بوستك العامر في تفاصيل شخصية من حياة محمود درويش،ذلك أن هنالك الكثير من الأساطير و خاصة عن "الشاعر" في الثقافة العربية،و قد كتب محمد المهدي المجذوب،المسودن الأكبر للشعر العربي المعاصر،في مقدمة أحد دواوينه عن ذلك متذمرا.
فإلى التفاصيل الشخصية لحياة محمود درويش:
* من أسرار وطرائف محمود درويش التي لا يعلمها الكثير من القراء حوله , أنه تزوج مرتين , لكنه عايش حياة العازب , كان يحب أن يطهو الطعام بنفسه , لكنه يكره الكزبرة في الطعام , واشتهر بولعه في شرب القهوة , وله طقوس خاصة لها , فهو يعدها بيده ويتفنن في إعدادها على مهل وعلى نار هادئة , ولا يشربها إلا في فنجان أبيض , وباتت القهوة دليله إلى عادات الناس وتفاصيل حياتهم , فمثلا إذا أراد تناول قهوة ذات رائحة ما التقطتها من شيء آخر , فهذا يعني أن سيدة البيت مهملة , وبيتها غير مرتب , ومطبخها نهب للفوضى وهكذا دواليك باقي الأشياء.
* ومن المعروف عن محمود درويش , أنه متابع جيد للأخبار , وخصوصا من إذاعة لندن العربية الــ ( بي.بي.سي ) , وهو أيضا شغوف بمشاهدة كرة القدم , وخصوصا المباريات العالمية الشيقة والممتعة , لكنه كان ينتقد المتعصبين لفريق ما في كرة القدم , وكتب يوما مقالا رائعا في مجلة " اليوم السابع " التي كانت تصدر في باريس , عن لاعب الأرجنتين المبدع والمشاكس دييغو مارادونا , وجاء المقال بعنوان " مرضونا" , حيث السخرية من المتعصبين وممن يعلون شأن كرة القدم ونجومها فوق كل شأن , لتصبح حياتهم كلها كرة في كرة !!
*محمود درويش واللغة : رغم ميول درويش اليسارية , ونشأته في الحزب الشيوعي " الاسرائيلي " , كان قارئا جيدا للقرآن , وقد تجلت اللغة القرآنية في العديد من نصوصه المرموقة , كقصيدة " أخوة يوسف " وقصيدة " الهدهد " و" القربان " , وغيرها من القصائد التي كانت فيها اللغة القرآنية تمتاز بالروعة , فضلا عن الأحاديث النبوية, ومن يقرأ قصيدته المطولة " الجدارية " يلمس ذلك عميقا .
* كما أن درويش وبحكم نشأته الأولى , وبقائه في الأرض المحتلة عام 1948 , إلى غاية مغادرتها عام 1972 , كان قارئا جيدا لــ " التوراة " , واستفاد كثيرا من لغتها وفضاءاتها المضمونية , ومناخاتها وظلالها , وخلفيتها التاريخية .
* كذلك كان محمود درويش يقرأ كثيرا في التاريخ , وفي التاريخ الانساني على وجه الخصوص وهو قارئ شغوف للأساطير الكونية , وكان على اطلاع واسع على تجارب الشعوب وآدابها , مثل الهنود الحمر وخطبهم ونصوصهم الانسانية .
* رغم أن محمود درويش كان متفتحا على ثقافات العالم , والتجليات الابداعية العالمية , إلا أنه ظل متشبثا بالتراث العربي عميقا , فديوان " جده " أبو الطيب المتنبي كان صديقا ملازما له في حله وترحاله , ولشعر المتنبي حضور مضيْ ومميز في قصائد درويش , ولنا أن نتذكر قصيدته الرائعة " هجرة المتنبي إلى مصر ورحيله عنها " , وتضميناته الواعية والمبدعة لجمر ذلك العملاق الكبير , التي ظلت متوهجة في قصيدة درويش.
* لقد كان محمود درويش يحب التأمل , فكان يمشي متأملا في " حديقة "مثلا , فالمشي وحيدا وهادئا يجعله يقتنص صورا جديدة , ويشعل فيه الشرارة الأولى للكتابة الزاخرة بالحياة والأمل والحياة.
* ومن عادات محمود درويش أنه يخصص وقتا من النهار للقراءات التي يمكن وصفها بالجافة , مثل التاريخ أو السياسة , فيما يخصص وقتا من الليل لقراءة الشعر أو كتابته , من دون أن يترك ذلك لمزاجه الشخصي , وهو بذلك يذكرنا بسيد الرواية العربية صاحب نوبل للآداب الكاتب الكبير نجيب محفوظ . فمحمود درويش لا يدع القراءة والكتابة للصدف , بل يخضع ذلك لإرادته الصارمة , ولهذا تطور درويش وأنتج وأبدع , وظلت في حوزته الكثير من مشاريع الكتابة الشعرية العميقة والمدهشة .
* المرأة في حياة محمود درويش :
المرأة في حياة درويش هي الأم , الحبيبة , الجمال , الدفء , الحلم , كانت حاضرة دائما في شعره , وكتب فيها أعذب النصوص , وأكثرها جمالا , , ونالت شهرة وانتشارا كبيرا , وحظوة عند المتلقي. فأمه السيدة " حورية " ظلت حاضرة اسما صريحا , وصفات ورائحة وذكرى , وذاعت كثيرا من قصائده التي تغني فيها بأمه طويلا وعميقا , ومن لا يذكر قصيدته الشهيرة " أحن إلى خبز أمي " , التي غناها الفنان اللبناني المبدع والملتزم مارسيل خليفة , والتي يحفظها الكثيرون عن ظهر قلب .
* المرأة / الزوجة في حياة محمد درويش :
كانت محض وجود سريع الزوال , ربما بسبب عصبيته المفرطة وغضبه السريع , فضلا عن قلقه الدائم " وهي صفة دائمة للمبدع الحقيقي ". * تزوج درويش مرتين في حياته , الأولى من الكاتبة السورية رنا صباح قباني وهي ابنة شقيق الشاعر السوري الكبير نزار قباني , لكن زواجه ذلك مني بالفشل , ولم يستمر طويلا , وقالت مطلقته السيدة الدمشقية : " إن محمود لم يخلق ليكون زوجا ورب أسرة وأبا , فهو شاعر رائع , لكنه في الوقت نفسه زوج فاشل " . أما الزواج الثاني فكان من الفنانة والمترجمة المصرية حياة الهيني واستمر لعدة أشهر فقط وانفصلا بعدها . وكان درويش يقول عن الزواج " المؤسسة الزوجية قيد يجب أن يبتعد عنها أي إنسان يحمل في داخله بذرة فن أو ابداع " .
* المرأة في شعر محمود درويش : كانت المرأة كما قلنا آنفا هي الجمال والدفء , والوجود الفاتن في كثير من قصائد درويش , وكان منها مثلا وليس على سبيل الحصر " امرأة تدخل الأربعين بكامل مشمشها " , و"امرأة تتشمس في نفسها " , وقصيدته الشهيرة " ريتا والبندقية " , التي غناها مارسيل خليفة أيضا , ونالت شهرة كبيرة منذ بداياته المثيرة . * محمود درويش والوقت :
كان محمود درويش لا يؤمن بالفوضى في حياته , ولا بالصعلكة الفارغة , ولا بجلسات المقاهي , حيث انتاج الثرثرة والتنظير العقيم وهدر الوقت . فوقت شاعر كبير بقامة محمود درويش ثمين للغاية , ولهذا حرص أن يستثمره بطريقة منظمة , وبأسلوب حياة منضبط , فهو يقرأ في موعد , ويكتب في موعد , ولا يستقبل في بيته أحدا , إلا إذا كان صديقا حميما جدا. ينهض في الصباح باكرا , وحين يعود للبيت يطهو طعامه بنفسه , ومن طرائف درويش في الطعام أنه لا يحب طعاما تدخل فيه " الكزبرة " فهو يضيق ذرعا برائحتها. وكان درويش يخلد للقيلولة لمدة نصف ساعة تحديدا , فنصف الساعة هذه – في رأيه – تكفي لاستعادة الحيوية والنشاط , أما إذا زاد وقت القيلولة عن ذلك , فإنه يستحيل مرضا وخمولا.
****نقلا -بتصراف-عن "في ذكرى الرحيل .. طرائف وتفاصيل صغيرة عن الشاعر الكبير محمود درويش!! جمعها وأعدها / د. عبد القادر فارس
. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طقوس الكتابة و تفاصيل صغيرة عن حياة محمود درويش (Re: osama elkhawad)
|
تأملات ( إيليا أبو ماضي ) ليت الذي خلق الحياة جميلة لم يسدل الأستار فوق جمالها بل ليته سلب العقول فلم يكن أحد يعلّل نفسه بمنالها للّه كم تغري الفتى بوصالها وتضنّ حتى في الكرى بوصالها تدنيه من أبوابها بيمينها وتردّه عن خدرها بشمالها كم قلت هذا الأمر بعض صوابها فوجدته بالخير بعض محالها ولكم خدعت بآلها وذمته ورجعت أظمأ ما أكون لآلها قد كنت أحسبني أمنت ضلالها فإذا الذي خمّنت كلّ ضلالها إنّ النفوس تغرّها آمالها وتظلّ عاكفة على آمالها حتى رأيت الشمس تلقي نورها في الأرض فوق سهولها وجبالها ورأيت أحقر ما بناه عنكب متلففا ومطوّقا بحبالها مثل الفصور العاليات قبابها ألشامخات على الذّرى بقلالها فعلمت أنّ النفس تخطر في الحلى والوشى مثل النفس في أسمالها ليست حياتك غير ما صوّرتها أنت الحياة بصمتها ومقالها ولقد نظرت إلى الحمائم في الربى فعجبت من حال الأنام وحمالها للشوك حظّ الورد من تغريدها وسريكه من بعد إعرالها تشدو وصائدها يمدّ لها الردى فاعجب لمحسنه إلى مغنالها فغبطتها في أمنها وسلامها ووددت لو أعطيت راحة بالها وجعلت مذهبها لنفسي مذهبا ونسجت أخلاقي على منوالها من لجّ في ضيمي تركت سماءه تبكي علّي بشمسها وهلالها وهجرت روضته فأصبح وردها لليأس كالأشواك في أذغالها وزجرت نفسي أن تميل كنفسه عن كوثر الدنيا إلى أوحالها نسيانك الجاني المسيء فضيلة وخمود نارجدّ في إشعالها فاربأ بنفسك والحياة قصيرة أن تجعل الأضغا ن من أحمالها زمن الشباب رحلت غير مذّمم وتركت للحسرات قلبي الوالها دّبت عقاربها إليه تنوشه ورمت بقاياه إلى أصلالها لم يبق من لذّاته ألاّ الرؤى ومن الصبابة غير طيف خيالها ومن الكؤوس سوى صدى رنّاتها والراح غير خمارها وخيالها يا جنّة عوجلت عن أثمارها ولذاذة عربت من سربالها ما عليها شيء سوى اضمحلالها والذنب للأقدار في اضمحلالها ومليحة في وجهها ألق الضحى والسحر والصهباء قالت: أينسى النازحون بلادهم ؟ ما هاج حزن القلب غير سؤالها الأرض ، سوريّا، أحبّ ربوعها عندي ، ولبنان أعزّ جبالها والناس أكرمهم علّي عشيرها روحي الفداء لرهطها ولآلها! والشهب أسطعها التي في أفقها ليس الجلال الحقّ غير جلالها وأحبّ غيث ما همى في أرضها حتى الحيا الباكي على أطلالها مرح الصّبا الجذلان في أسحارها ومنى الصّبا الولهان في آصالها إني لأعرف ريحها من غيرها بنوافح الأشذاء في أذيالها تلك المنازل كم خطرت بساحها في ظلّ ضيغمها وعطف غزالها وشذوت مع أطيارها ، وسهرت مع أقمارها، ورقصت مع شلاّلها وسجدت للإلهام مع صفصافها وضحكت للأحلام مع وزّالها وملأت عقلي حديث شيوخها وأخذت شعري من لغى أطفالها تشتاق عيني قبل يغمضها الردى لو أنها اكتحلت ولو برمالها مرّت بي الأعوام تقفو بعضها وثب القطا تعدو إلى آجالها وتعاقبت صور الجمال فلم يدم في خاطري منها سوى تمثالها
| |
|
|
|
|
|
|
|