الوقوف يوميا أمام أبواب المنازل من السابعة مساء حتى السابعة والنصف

Quote: شموع التغيير" تضئ ليالي الشتاء الطويل بتاريخ : الأربعاء 19-01-2011 08:04 صباحا تقرير : صالح عمار رسائل ودعوات علي موقع "الفيس بوك" ومواقع إلكترونية أخري؛ تستقطب كل يوم المئات من الاعضاء الجدد؛ والمضمون دعوة للوقوف أمام ابواب المنازل لمدة نصف ساعة يومياً، كتعبير عن رفض الاوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية بالسودان. وتقوم الفكرة؛ التي أطلقها الصحافي السوداني المقيم بفرنسا سالم أحمد سالم في التاسع من يناير الحالي عشية بدء الإقتراع علي إستفتاء سكان جنوب السودان بموقع سودانيز اون لاين الإلكتروني؛ علي خروج الاسر والافراد امام منازلهم يومياً من السابعة مساءً لمدة نصف ساعة؛ وإضاءة الشموع، كوسيلة للتعبير عن رفض زيادات الاسعار؛ والغلاء المعيشي؛ والسياسات الحكومية التي ادت لإنفصال الجنوب وتهدد بتمزق أجزاءٍ اخري من السودان. ووفقاً لسالم فإن التعبير بالخروج امام المنازل لن يدخل في خانة التظاهرات التي تمنع القوانين الحكومية قيامها كما أن (أجهزة الحكومة المهئية للإنقضاض علي التظاهرات يستحيل عليها منع هذا الاسلوب المبتكر). وتدخل الحملة يومها الخامس؛ في أجواء وطقس شتائي يضطر معه الكثيرين لإلتزام مساكنهم؛ تحت شعار (لا مظاهرات ..لا رشق بالحجارة ..لا هتافات ..فقط الوقوف أمام أبواب البيوت لنصف ساعة والعودة، يستمر ذلك لمدة أسبوع)، في تأكيد علي سلميتها وشروعها في التغيير بوسائل سلمية، كما يقول القائمين عليها. موقع الحملة علي "الفيس بوك" أكد من خلاله أكثر من 3500 شخص مشاركتهم وتأييدهم لها؛ أغلبهم من الفئات الشبابية. وتدور في الموقع نقاشات متواصلة عن مدي جدوي وفاعلية الحملة، مابين مؤيد؛ ومعارض؛ وساخر. وتدور معظم التعليقات حول أسلوب التعبير "بحمل الشموع" ومدي جدواه في مواجهة نظام يمتلك أدوات قوة ويمسك بكل مفاصل الدولة. نعمات محمود احدي المشاركات في الحملة، وتقيم بمنطقة الحتانة بامدرمان تحكي عن تجربتها العملية في اليوم الاول لانطلاق الحملة (خرجت وحملت شمعة لامي وشمعة لي، وقفت واتشحت بالحداد لبست الاسود، ووقفت خارج منزلي ..اطفاءت الانوار الخارجية) .. وتمضي نعمات في روايتها قائلةً (تجمع اولاد وصبية الحي حولي في بداية الامر؛ تسآءلوا ووقفوا مندهشين لسلوكي، اقترب بعضهم مني فبادرت بالحديث معهم شرحت لهم، تجاوب الكثيرين منهم معي؛ اسرعوا للبقالة بعد ان نفد ما امتلك بداري من شموع ..اكثر من عشرين شابا اوقدوها معي في صمت رهيب). في المقابل، يقول كريم جعفر (وقفت في الشارع لوحدي مثل المجنون، الحِلة ميتة والشارع صاني)؛ ورغم ذلك يقول جعفر (الأفكار قد تولد صغيره وسرعان ماتكبر والأمل في التغيير بكل الوسائل المشروعه هو المحرك الأول). ويروي كريم جعفر ـ البالغ من العمر 37 ويعمل كمصمم ـ لـ "أجراس الحرية" ردة فعله الاولي عند سماعه بالفكرة (لا أخفي سراً اني في البدايه كنت غير متحمس وبالبلدي كدا كنت شايفها وسيله فيها شيء من الخيابه لكن فكرت فيها بعمق اكبر بعد ذلك) .. ويضيف جعفر بلغة متحمسه : (لما لا ؟ ونحن بحاجه لأن نعبر عن رأينا بشتى السبل، خاصة في هذا المنعطف التاريخي للسودان، و أعتقد أن هذه الحمله و إن طالت فسوف تستطيع أن تصل لقطاعات كثيره من الشارع و قد تكون لهيب الثوره القادمه). وتسلط الحملة الضؤ علي تنامي تيار شبابي بالسودان، يتخذ من شبكة الانترنت منبراً لتداول الافكار والتلاقي؛ علي غرار دول أخري كثيرة أصبحت الشبكة الالكترونية تلعب فيها دوراً مؤثراً. ويستقطب موقع "فيس بوك" الذي أسسه طلاب من جامعة هارفارد الامريكية؛ الجزء الاكبر من الحراك الشبابي في السودان؛ ويتنامي تأثيره يوماً بعد يوم؛ مع إنضمام الالآف إليه دورياً. وفي مواجهة ذلك؛ وفي ظل سيطرة المزاج المعارض للسياسات الحكومية وسط مستخدمي الموقع من الشباب؛ وردت تقارير تشير إلي أن هئية الاتصالات السودانية شكلت لجنة تقييم للموقع، يرجح أن تكون واحدة من أهم توصياتها حجبه عن السودان، وإلحاقه بقائمة مواقع أخري كثيرة تحجبها الهئية، فيما أطلق ناشطين حملة لرفض القرار المرتقب.