لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة امانى العجب(Amani Al Ajab)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2011, 03:50 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع

    خطاب الدكتور فاروق محمد ابراهيم الأستاذ السابق بجامعة الخرطوم و أحد ضحايا بيوت الأشباح واستاذ د. نافع علي نافع
    Quote: خطاب أ.فاروق محمد إبراهيم الي عمر البشير-
    السيد الفريق/ عمر البشير
    رئيس الجمهورية-رئيس حزب المؤتمر الوطني
    بواسطةالسيد/أحمد عبد الحليم-سفير السودان بالقاهرة
    تحية طيبة وبعد
    الموضوع:تسوية حالات التعذيب تمهيدا للوفاق
    بممبدأ الحقيقة والتعافي علي غرار
    جنوب أفريقيا حالة اختبارية
    علي الرغم من الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهي الجدية وأسعي لإستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللألاف من ضحاي التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها ولن يكون ذلك طبعا إلا علي أساس العدل والحق وحكم القانون.

    إنني أرفق صورة الشكوة التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتأريخ 29/02/1990 وهي تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم ومحكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون.تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم,وأبنائي الطلبة,الذين قاموا بدورهم بنشرها في ذات الوقت علي النطاقين الوطني والعالمي,مما أدي لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها,بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما,وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح وتوالي سقوط ضحاي التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم,منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر,فلا يعقل والحال علي هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين أستبيحت أموالهم ودمائهم وأعراضهم وأرواح ذويهم,هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة كافة حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
    ن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر الي 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الإنتخابات أن الذين قاموا به ليس فقط أشخاص ملثمين تخفوا بالأقنعة وإنما كان علي رأسهم الواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ,وكما ذكرت في الشكوة المرفقة التي تقدمت لكم بها بتأريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري,فقد جابهني اللواء بكري شخصيا وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم,كما قام حارسه بضربي في وجوده.ولم يتجشم الدكتور نافع تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم,عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة,ثم عن مكان تواجد بعض الأشخاص كما ورد في مذكرتي وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأقوال وأفعال أعف عن ذكرها فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة.علي كل حال المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية وثبات تلك التهم من ناحية ثانية,يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح نموذجا يتم علي نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب علي قرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقية.
    قبل الإسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:
    أولا:تم تسليم صورة من الشكوة التي تقدمت لسيادتكم بها للمسؤولين المذكورة أسماؤهم بها وعلي رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج علي بعد أقل من شهر من تأريخ المذكرة.ولو كان هنالك أدني شك في صحة ما ورد فيها-خاصة عن السيد بكري شخصيا- لما حدث ذلك ولكنت أنا موضع الإتهام لا هو.
    ثانيا:أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 الي طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلا عن حالة كل واحد منا,تحصلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه,وقد أبدي طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط إستياءهم وإستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق.وكان من بين أفراد تلك المجموعةكما جاء في الشكوة نائب رئيس إتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ/صادق الشامي الموجودان حاليا بالخرطوم ونقيب المهندسين الأستاذ/ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببرطانيةوالدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم وغيرهم ممن تعرض لتجارب مماثلة وهم شهود علي كل ما جري بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
    ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ,السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديموقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الإتحادي والسيدان محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب زعيما الحزب الشيوعي وغيرهم كلهم شهود بنفس القدر. وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من غادة المعارضة لنفس نمط التعذيب علي أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكوي مماثاة.
    رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد إنتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه فشاهد أثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة.كذلك فعل كثيرون غيره
    خامسا: تم إعتقال مراسل الفاينانشيل تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقةعما تعرضت له و ماتعرض له غيري من تعذيب,وعن محادثاته الدامغة مع المسئولين عن تلك الإنتهاكات وعن تجربته الشخصية.
    إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة. ومع أن الخطاب يقتصر كما يدل عنوانه علي تجربتي كحالة إختبارية إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج معها حالة موظف الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها وكما جاء في ردي علي دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبد العزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتأريخ 18 أكتوبر 1998 فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة ولم يطلق سراحه الا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وإثنين من أسرته. كان في سبات وصمود ذلك الشاب الهش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيدا لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان.وكان أحد الجنود الأشد قسوة-لا أدري إن كان إسم حماد الذي أطلق عليه حقيقيا-يدير كرباجه علي رقبتينا وجسدينا نحن الإثنين في شبق وفي إحد المرات أخرج بدر الدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعة مذهولا أبكم مكتئبا محطما كسير القلب.ولم تتأكد لي المأساة التي حلت ببدر الدين منذ أن رأيته ليلة مقادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليل 12 ديسمبر 1989 إلا عند إطلاعي علي إحدي نشرات المجموعة السودانية لضحاية التعذيب هذا الأسبوع ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقي من أسرته.فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقي مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة .
    أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب علي أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة للتسوية
    الخيار الأول
    الحقيقة أولا ثم الإعتذار((والتعافي المتبادل))
    بتعبير السيد ((الصادق المهدي))
    هذا هو النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقية.إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه.ويحتفظ لدي الكثيرين مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي للسيد عبد العزيز شدو فإنني أعفو بالمعني الديني والأخلاقي عن كل من إرتكب جرما في حقي ,بما في ذلك السيدينبكري ونافع,بمعني إني لا أبادلهم الكراهية والحقد,ولا أدعو لهم إلا بالهداية, ولا أسعي للإنتقام والثأر منهم, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون, وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به رقم المعاناة, وفي ذروة لحظات التعذيب. إن العدل لا يتحقق بموقف الجلاد ولا بمدي بشاعة الجرم المرتكب,وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامي ويرفض الإنحدار لمستنقع الجلادين,فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم.فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدي ندما حقيقيا علي ما إرتكب من إثم, واعتذر إعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامي يكون أقرب الي الإكتفاء بذلك و الي التناذل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به. وبهذايتحقق التعافي المتبادل. وهذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي إرتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.
    إنني إنطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخزة بالاثم, أن يعترفا ويعلنا ما إغترفاه بحقي وحق المهندس بدر الدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, أن يبديا أسفا وندما حقيقيا, وأن يعتذرا إعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام وأن يضربا المثل والقدوة لمن قرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب وائتمروا بأمرهم.حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هنالك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل علي نفس المنوال. لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا إعترافه بممارسة التعذيب طالبا مغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي إنقلب علي من أدخلوه وبرروه أن يكون موضعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس والأخرين والإعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسئ إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة. فإن المكر السئ لا يحيق إلا بأهله. إن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلي التقوي. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.
    الخيار الثاني
    إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب أخر فلا يكون هنالك بديل سوي التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعي للوفاق الوطني علي غرار ما جري في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتهم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضائها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا في شيلي وأندونيسيا والبلقان وغيرها كما إن الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق وعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هناك كما قال المتنبئ العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذي ورؤية جانيه. وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية بما في ذلك مقاضات من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي.ذلك إذا ما إقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.
    الخيار الثالث
    التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
    ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سو اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها,للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الأن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها,إنني لا أقبل علي مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل علي حل قضايانا بأنفسنا, وكمل علمتم سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع أخرين بفتح بلاغ ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في إتخاذ إجراءات أمر الإعتقال الذ تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمقادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروت التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوي. إنني آمل مخلصا أن تسيروا علي طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل الذيت تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ((الإنقاذ)) أن يعودوا أحرار يشاركون في بناء وطنهم
    وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد...

    فاروق محمد إبراهيم النور
    الأستاذ بكلية العلوم -جامعة الخرطوم (سابقا

    (عدل بواسطة Amani Al Ajab on 07-08-2011, 03:56 AM)









                  

07-08-2011, 03:54 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    الحسن احمد صالح أحد ضحايا بيوت اشباح د. نافع
    Quote: الحسن احمد صالح

    فى 20 ابريل 1991م وبينما كنت اجلس فى منزل جارى احمد عبد الرؤف حضر احد الاطفال واخبرنى بان فى منزلى رجالاً فذهبت اليهم فوجدتهم رجالاً يحملون سلاح وهم من جهاز الامن فاجلسونى ارضاً وقدموا لى كيساً به أشياء سالونى عنها فنفيت علمى بها.
    وتم افتيادى الى جهاز الامن حيث تم ربط يداى وارجلى، وحضر المقدم امن صلاح عبدالله وسألنى عن مبارك وعثمان محمود والطريفى فاكدت معرفتى لعثمان محمود ونفيت معرفتى بأخرين وهددنى المقدم صلاح عبدالله بالاعدام أن لم اعترف حتى الرابعة صباحاً وتم اقتيادى الى مكتب كان يجلس به شخص عرفت فيما بعد انه حسن ضحوى وكان الدكتور نافع يجلس على كرسى جلوس واجلسونى على كرسى وقبل جلوسى كان المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ يحملون سياط وعصى وبمجرد دخولى بدأوا فى ضربى واجلست على كرس وربطت يداى ب######ش الى الخلف واستمر الضرب وتدخل دكتور نافع واوقفهم وقال دعوه يتحدث بالتى هى احسن وسألنى عن علاقتى بالقيادة الشرعية وقال انه جاء ليشفع لى ولكنه لو خرج من هذا المكتب فانه لا يضمن سلامتى... عندها نزع العميد حسن ضحوى ساعتى من يدى وقام بتهشيمها وبعدها استمر الضرب بالسياط والعصى بعد خروج نافع واحُضر لى الطريفى وكانت ارجله متورمه... سئلت هل اعرفه فأجبت بالنفى ... استمر الضرب وحرمت من النوم.
    وفىاليوم التالى عرضت على المعروضات واجبت باننى لم اراها من قبل ولاحظت اختلافها عن تلك التى سبق ان عرضت على. اخرجت واوقفتا فى الشمس وكان يتخلل ذلك ضرب ولكم ودردقة على الارض واصبت اصابة بالغة فى عينى اليسرى حتى فقدت الرؤية تماماً واستمر الضرب.
    وفى المساء ادخلت على العميد حسن ضحوى فأخبرته بإصابة عينى وقال لن يقوم بعلاجى حتى افقدها اذا لم اقر بما يطلبه. وفى اليوم التالى ارقدت على كبوت عربة ساخنة واستمر ايقافى وانا حافى وعارى واستمر الضرب .
    وفى يوم 27 ابريل احضروا لى طبيب داخل الجهاز وكتب لى ادوية ولكننى فى نفس اليوم اوقفت فى الشمس الشاخنة ونقلت الى غرفة وجدت فيها الطريفى وهو عاجز عن الحركة تماماً ولذلك ادليت بالاقوال التى لا اعلم بها امام لجنة التحقيق وعند انتهاء التحرى قال لى ياسر حسن عثمان " كلامك ده الما عايزنو وحنرجعك للناس البدرشوك تانى".
    زاد آلم العين وبدأ تكون الموية البيضاء وازاء الحاحى عرضت على دكتور عمومى وفى يوم 15 يونيو 1993م عرضت على دكتور حسن هارون والذى قام بكتابة تقريره. وفى يوم 20 يونيو 1993م اخذت الى مستشفى العيون حيث إجريت عملية جراحية للعين اليسرى وفى يوم الادلاء بالاقرار امام القاضى جاء الى الملازم عكود وهددنى اذا لم اقل ما ورد فى يومية التحرى امام القاضى يفقى عينى الاخرى دخلت الى القاضى وقلت أننى اعترفت لاخلص نفسى.
    انتهى حديث الحسن احمد صالح


    ملحوظة:-
    لقد اقر التقرير الطبى ما تعرض له المواطن الحسن احمد صالح من تعذيب ونص على الاتى:- " قمنا نحن الدكتور عبدالمطلب محمد يسن ود. على الكوبانى بالكشف على المواطن الحسن احمد صالح بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنى الاتى:-
    "1" اثر عدد 6 سجحات دائرة فى الظهر اعلىواسفل الظهر بقطر 5, 0 سم
    "2" سجحة مستطيلة فى الكتف الايسر3.5*5 سم
    "3" اثر عدد 2 حريق القدمين 1*1 سم.
    "4" تم تحويله لاخصائى العيون.
    "5" اخذت له صورة اشعة للصدر والعنق ولم يظهر فيها اى كسر ... حدث الاذى قبل اقل من سنة تقريباً. واورد اخصائى العيون الدكتور حسن هارون فى تقريره وبعد الكشف على العين اليمن كانت 6 على 9 والعين الشمال ترى حركة اليد فقط وهذا يعنى نظراً ضعيفاً وان هذا عى الدرجة قبل الاخيرة من فقدان النظر
                  

07-08-2011, 03:59 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    ]الشهيد عبد المنعم سليمان
    Quote: الشهيد عبد المنعم سليمان

    اعتقل الشهيد في مطلع ديسمبر 1989
    في 21 يناير 1991 استشهد الاستاذ عبد المنعم سليمان
    العمر 60عاما
    من الرعيل الاول للمعلمين السودانيين
    احد القادة البارزين لنقابة المعلمين
    اعتقل في مطلع يناير 1989 واقتيد الى احد بيوت الاشباح حيث تعرض برغم كبر سنه لاسوأ انواع التعذيب الوحشي وهو مصاب بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين
    في اواخر ديسمبر 1989 تقرر نقله الى سجن كوبر .
    في 16 فبراير 90 تقرر ترحيله لسجن شالا في غرب السودان والذي لا تتوفر فيه ابسط مقومات الرعاية الصحية وعلى الرغم من اعتراض السلطات المختصة في سجن كوبر على ترحيله الا ان الاجهزة الامنية رفضت ذلك
    تم ترحيله ضمن مجموعة من المعتقلين في اول ابريل 1990 م
    في سجن شالا ساءت حالته الصحية وتعرض لنوبات متكررة من اغماءات السكر وفقدان البصر
    نقل الى مستشفى الفاشر حيث بقى تحت عناية طبية شحيحة ، وقرر القومسيون الطبي بالفاشر ضرورة ترحيله للخرطوم وذلك في مايو 1990 ، الا ان السلطات الامنية ظلت تماطل هذا القرار
    نقل في سبتمبر 1990الى مستشفى السلاح الطبي وبقى تحت المراقبة الطبية الدقيقة ومن ثم قرر اطباء السلاح الطبي سفره الى الخارخ للعلاج
    الا ان السلطات الامنية قررت فجأة في يوم 18 نوفمبر 1990 إرجاع جميع المعتقلين السياسين المرضى الى سجن كوبر
    في حوالي الساعة الثانية من صباح 21 يناير 1991 بدأ الشهيد عبد المنهعم سلمان يشعر بصعوبة في التنفس والم بالصدر ، قام الاطباء المعتقلون بمعاينة حالته وهم :
    د. عبد المنعم حسن الشيخ
    د. سعد الاقرع .
    د. حمودة فتح الرحمن
    ولما لم يكن متوافرًا أي اجهزة طبية او أي دواء داخل السجن ، فلم تكن الجهودة التي بذلوها مثمرة ، فقام المعتقلون بإخطار ادارة السجن عن طريق الصياح والمناداة على الحراس والضرب على الابواب الحديدية لاقسام السجن بالايدي والحجارة ولكن دون جدوى ، حيث كان المعتقل المخصص للسياسيين مفصولا عن الادارة وكان مكانه بعيدًا عن حراس السجن والذين حال البرد الشديد دون ان يستمروا في طوافهم العادي فوق سور السجن
    ولم تفتح ابواب السجن ( الداخل ) الا في الساعة السادسة صباحًا حيث كان الشهيد قد اسلم الروح قبلها بدقائق معدودة
    المرضى الذين تم تحويلهم مع الشهيد ضمن السلاح الطبي :
    د. خالد حسين الكد ، مريض بالقلب – قرر القمسوين الطبي سفره في سبتمبر 1990 .
    عقيد (م) مبارك فريجون ، مريض بالسكر .
    محمد الامين سر الختم ، مريض بالقلب ، قرر القمسيو ن سفره في سبتمبر 1990
    حسين شقلبان ، مصاب بقرحة المعدة والتهاب البنكرياس ثم تم استئصال جزء من معدته
    د. محمد حسن باشا ، ربو متكرر ويحتاج لاكسجين باستمرار .
    ابراهيم الخليل ، قرحة بالمعدة اجرى عملية في اكتوبر 1990
    د. معاز ابراهيم ، قرحة في المعدة – التهاب الركبتين .
    د. حمودة فتح الرحمن ، التهاب الركبتين مع عدم القدرة على الحركة .
    عمر الامين، قرجة بالمعدة .
    ورفض الاطباء المعالجون مبدأ إرجاع المرضى خاصة الاستاذ الشهيد عبد المنعم سليمان
    ولكن قائد السلاح الطبي اللواء محمد عثمان الفاضلابي ، قرر تحمل المسئوليين تنفيذ قرارات السلطات الامنية وتم ترحيل الشهيد مع ( 11 ) معتقلا اخر الى سجن كوبر ، ووضعوا في احد الاقسام العادية دون توفير أي متطلبات للرعاية الطبية .
    دخل المرضى الذين تم تحويلهم بما فيهم الشهيد عبد المنعم سلمان في اضراب عن الطعام لمدة يوم بتاريخ 20 نوفمبر 1990 ، ورفعوا مذكرة جماعية لسلطات السجون ووزير الداخلية ، يؤكدون حوجتهم للرعاية الطبية بالسجن حيث كان المكان المعد لاقامتهم خاليًا حتى من ماء الشرب العادي ولا يوجد اطباء او ممرضون ولا توجد ادوية على الاطلاق
    ولما لم تستجب السلطات لنداءات المرضى قرر بقية المعتقلون السياسون في كل اقسام السجن الاضراب والاحتجاج على وضع المرضى ورفعوا مذكرة للسلطات
    نفذ الاضراب لمدة ثلاثة ايام ، ونتج عن ذلك الاضراب ان اخذ الى بيوت التعذيب عددًا من المعتقلين واعيدوا مرة اخرى الى سجن كوبر بعد ان تم تعذيبهم وتعرضوا للحبس الانفرادي ومن بينهم د. حسين حسن موسى ود. معاذ ابراهيم
    ولما بدأ الشهيد يحس بوطأة المرض وتدهور حالته الصحية بدأت المطالبة بضرورة نقله للمستشفى للعلاج ومتابعة الفحوصات ، ورفع في هذا الخصوص ثلاث مذكرات شخصية اخرها كان بتاريخ 14 يناير 1990 أي قبل
    اسبوع واحد من استشهاد ه ، والتقى مدير السجن بالانابة ( العقيد حجازي ) لمرتين شارحًا له حرج موقفه الصحي وكذلك قدم ( الدكتور امير) طبيب السجن تقريرًا لحالة الشهيد وقام برفعه لادارة السجن
    الا ان ادراة السجن تجاهلت كل ذلك و كذلك جهاز الامن
    حاول الاطباء المعتقلون جهودهم في شرح الموقف الصحي للمرضى الذين تم نقلهم من السلاح الطبي – حيث قدموا تقريرًا وافيًا لكل حالات المرض مع التركيز على حالة المعلم الشهيد عبد المنعم سلمان

    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271
    التعديل لإضافة المصدر

    (عدل بواسطة Amani Al Ajab on 07-10-2011, 01:30 AM)

                  

07-08-2011, 04:04 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    wadelrayah.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسالة العميد (م ) محمد أحمد الريح أحد ضحايا بيوت أشباح د. نافع
    Quote: انا النزيل العميد(م) محمد احمد الريح الفكى ابلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً تم القبض على بواسطة سلطات جهاز الامن فى مساء يوم الثلاثاء 20 اغسطس 1991 من منزلى، واجبرت على الذهاب لمبانى جهاز الامن بعربتى الخاصة وعند وصولى انتزعوا منى مفاتيح العربة وادخلونى مكتب الاستقبال وسألونى عن محتويات العربة وكتبوها امامى على ورقة وكانت كالاتى:-
    طبنجة عيار 6.35 اسبانية الصنع ماركة استرا
    50 طلقةعيار6.35 بالخزنة
    مبلغ 8720 دولار امريكى
    فئات صغيرة من الماركات الالمانية
    خمسة لستك كاملة جديدة
    اسبيرات عمره كاملة لعربة اوبك ديكورد
    انوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا
    دفتر توفير لحساب خاص ببنك التجارة الأمانى بمدينة بون
    ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات .

    كل المحتويات المذكورة عرضت على فى مساء نفس اليوم بواسطة عضو لجنة التحقيق التى قامت بالتحقيق معى المدعو النقيب عاصم كباشى وطلبت منه تسليمها صباح اليوم التالى الى شقيق زوجتى العميد الركن مامون عبدالعزيز نقد الذى سيحضر لاستلام عربتى.
    وبعد يومين اخبرنى المدعو عاصم كباشى بانهم قد سلموا العربة زائداً المحتويات للعميد المذكور.
    وعند خروجى من المعتقل بعد النطق بالحكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مامـون نقد قد تم تعينه ملحقاً عســكرياً بواشنطن وسافر لتسليم اعباءه، ومع الاسف علمت منه بعد ذلك بإنه تسلم من جهاز الأمن العربة فارغة من جميع المحتويات المذكورة.

    لقد تم تقديمى للمحاكمة امام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ 23/2/1991 اى بعد شهر من تاربخ الاعتقال. ولقد ذقت فى هذه الشهر الأمرين على أيدى افراد لجنة التحقيق وعلى أيدىالحراس بالمعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسى والجسمانى وقد إستمر هذا التعذيب الشائن والذى يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حتى يوم النطق بالحكم بتاريخ 3/12/1991م وقد كان الحكم على بالإعدام تم تخفيضه الى الحكم المؤبد حيث تم ترحيلى بعده فى يوم 4/12/1991م من معتقل جهاز الأمن الى سجن كوبر ومنه بتاريخ 10/12/1991م الى سجن شالا بدارفور.

    لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهراً قضيتها بسجن شالا، أعانى أشد المعاناة من آثار ما تعرضت له من صنوف التعذيب التى لا تخطر على بال إنسان والتى تتعارض كلها مع مبادى الدين الحنيف وما ينادى به المسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق الإنسان مكفولة وأنه لا تعذيب يجرى للمعتقلين.

    هناك تعذيب رهيب لاتقره الشرائع السماوية ولاالوضعية ويتفاوت من الصعق بالكهرباء الى الضرب المبرح الى الاغتصاب وقد تعرضت أنا شخصياً لأنواع رهيبة من التعذيب تركت آثارها البغيضة على جسدى وتركتنى أتردد على مستشفى الفاشر طلباً للعلاج وقد تناولت خلال هذه الفترة العديد من المسكنات والمهدئات بدون جدوى مما دفع بالاطباء الى تحويلى للعلاج بالخرطوم بعد أن أقرت ذلك لجنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل.

    إن جبينى يندى خجلاً وأنا أذكر أنواع التعذيب التى تعرضت لها وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة للصحة والنفس، كما ساذكر لك اسماء من قاموا بها من اعضاء لجنة التحقيق وافراد الحراسات بالمعتقل والذين كان لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازى فى عهد هتلر وألخصها فيما يلى علماً بان الإسماء التى ساذكرها هى الإسماء التى يتعاملون بها معنا ولكنى أعرفهم واحداً واحداً إذا عُرضوا على:

    الضرب المبرح بالسياط وخراطيم المياه على الرأس وباقى أجزاء الجسد.
    الربط المحكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد تمتد ليومين كاملين.
    ربط احمال جرادل مملؤة بالطوب المبلل على الايدى المعلقة والمقيدة خارج ابواب الزنازين.
    صب المياه البارده او الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف.
    القفل داخل حاويات وداخل دورات المياه التى بنعدم فيها التنفس تماماً.
    ربط الاعين ربطاً محكماً وعنيفاً لمدد تتجاوز الساعات.
    نقلنا من المعتقل الى مبانى جهاز الامن للتحقيق مربوطى الاعين على ظهور العربات مغطين بالشمعات والبطاطين، وافراد الحراسة يركبون علينا باحذيتهم والويل إذا تحركت او سُمع صوتاً فتنهال عليك دباشك البنادق والرشاشات والاحذية.
    يقوم بكل ذلك أفراد الحراسات وهم: كمال حسن وإسمه الاصلى احمد محمد من أبناء العسيلات وهو أفظعهم واردأهم، حسين، ابوزيد، عمر، علوان، الجمرى، على صديق، عثمان، خوجلى، مقبول، محمد الطاهر وأخرون.
    تعرضت سخصياً للإغتصاب وادخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشى واخرون لا أعرفهم.
    الاخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلى بنفس الآله وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشى عضو لجنة التحقيق.
    الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة والذى التقطت أسمه وهو عبدالمتعال.
    القذف بالالفاظ النابئة والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتى وفعل المنكر معها أمام ناظرى بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبدالله وشهرته صلاح قوش.
    وضع عصا بين الارجل وثنى الجسم بعنف الى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات وآخرين لا اعلمهم.
    - الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق باعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشى.
    لقد تسببت هذه الافعال المشينة فى إصابتى بالامراض التالية:
    1- صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع.
    2- فقدان لخصيتى اليسرى التى تم اخصاؤها كاملاً.
    3- عسر فى التبرز لااستطيع معه قضاء الحاجة الا بإستخدام حقنة بالماء يومياً.
    4- الإصابة بغضروف فى الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوضات. علماً بانى قد أجريت عملية ناجحة لازالة الغضروف خارج السودان فى الفقرة الرابعة والخامسة والآن اعانى آلم شديدة وشلل مؤقت فى الرجل اليسرى.
    5 - فقدى لاثنين من اضراسى وخلل فى الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات.
    6 - تدهور مريع فى النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الإعتقال.
    بعد تحويلى بواسطة لجنة طبية من الفاشر الى المستشفى العسكرى حولت من سجن شالا الى سجن كوبر فى اوائل شهر مايو المنصرم وحينما عرضت نفسى علىالاطباء امروا بدخولى الى المستشفى وبدأت فى اجراء الفحوصات والصور بدءاً باخصائى الباطنية وأخصائى الجراحة تحت اشراف العميد طبيب عبدالعزيز محمد نور بدأ معى علاجاً للصداع وتتبعاً للحالة كما عرضت نفسى على العميد طبيب عزام ابراهيم يوسف اخصائى الجراحة الذى اوضح بعد الفحوصات عدم صلاحية الخصية اليسرى ووجوب استئصالها بعد الانتهاء من العلاج مع بقية الاطباء. ولم يتم عرضى على احضائى العظام بعد.
    للأسف وانا طريح المستشفى فوجئت فى منتصف شهر يونيو وفى حوالى الساعة الحادية عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر الي بغرفة المستشفى وأمرنى باخذ حاجياتى والتحرك معه الى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من اجهزة الامن بترحيلى فوراً وقبل الساعة الثانية عشر ليلاً الى سجن سواكن.
    حضر الطبيب المنأوب وابدى رفضه لتحركى ولكنهم اخذونى عنوة الى سجن كوبر حيث وجدت عربة تنتظرنى وبالفعل بعد ساعة من خروجى من المستشفى كانت العربة تنهب بى الطريق ليلاً خارج ولاية الخرطوم.
    ولقد وصلت سواكن وبدأت فى مواصة علاجى بمستشفى بورتسودان والذى أكد لى الاطباء المعالجون بعد إجراء الفحوصات بعدم صلاحية الخصية اليسرى ووجود غضروف بالظهر ومازلت تحت العلاج من الصداع المستمر وتوابعه

    التعديل لإضافة الصورة

    (عدل بواسطة Amani Al Ajab on 07-10-2011, 07:27 PM)
    (عدل بواسطة Amani Al Ajab on 07-10-2011, 07:28 PM)

                  

07-08-2011, 04:11 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)



    The Party: a Sudanese torture story
                  

07-08-2011, 04:19 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote:

    فى 26 نوفمبر 1989 نفذ الاطباء السودانيون إضرابهم البطولى فى مواجهة الطغمة العسكرية.

    فى الفترة 25 الى 30 نوفمبر.. بدأت حملة واسعة من القمع والتنكيل بحق النقابيين والاطباء السودانيين بصفة خاصة وعلي ضوئها تم اعتقال ما لايقل عن 20 طبيبا أودعوا حراسات الأمن ثم نقلوا الى بيوت الاشباح السرية بواسطة جهاز أمن الثورة التابع مباشرة للجبهة القومية الاسلامية!!
    اتيام التعذيب بقيادة عناصر الجبهة الاسلامية.. منهم المقدم الطيب إبراهيم سيخة،الطبيب عيسي بشري حسن،بكري حسن صالح،الرائد ابراهيم شمس الدين،دكتور يسن عابدين،دكتور عوض أبو الجاز وزير التجارة..
    فى 8 ديسمبر 1989 إستلم الطيب إبراهيم(الطيب سيخة)،عضو لجنة الأمن العليا،بلاغ ضد الشهيد على فضل بوصفه أحد المدبرين الأساسيين لإضراب الأطباء.. سجل البلاغ بواسطة عميل الأمن المدعو : محمد الحسن أحمد يعقوب ، المتهم الأول فى قضية الفساد فى اراضي الإسكان الشعبي!! ولقد أخذ الطيب سيخة علي عاتقه وحسب قوله واجب جهادي هو (إعتقال علي فضل وإستنطاقه ودفنه حيا!!)

    فى 30 مارس 1990 ..عربة بوكس تايوتا موديل 78 بالنمرة 2777 تقتاد الشهيد من منزله الى مكان مجهول!! تأكد لاحقا أن تعذيب الشهيد قد بدأ ليلة إعتقاله في إحدي البيوت السرية وأصيب فى نفس اليوم بجرح غائر فى جانب رأسه..تمت خياطة الجرح فى ذات موقع التعذيب ثم بدأ تعذيبه مجددا.. ولقد كان هنالك من المعتقلين من رافقوا الشهيد فى ذلك المنزل اللعين،ويلمون بتفاصيل وجوانب متعلقة بتعذيبه وهم من اجبروا جلاديه علي نقله إلي المستشفي.. ومنهم من سمع وصيته الأخيرة!!

    فى 20 أبريل وبصمود الشهيد وثباته تصاعدت وتائر التعذيب كثافة وشدة، ودخلت حيزا وحشيا وداميا.. وفى مساء نفس اليوم أصيب بعدة ضربات فى راسه نجم عنها نزيف داخلي حاد فى الدماغ تسبب فى تدهور حالته الصحية.. ولقد أكدت التقديرات الطبية اللاحقة أن الشهيد وبسبب التعذيب المتواصل لم يكن قادرا على الحركة بل وحرم من الأكل والشرب وحرم كذلك من النظافة والإستحمام على مدي تلك الفترة!!

    فى 21 مارس 1990 وفى الساعة الرابعة والنصف صباحا،أحضر الشهيد إلي المستشفي العسكري بإمدرمان فى حالة الغيبوبة التامة.. ولقد وصف هيئته أحد الأطباء بالمستشفى قائلا(لم يكن ذلك حال معتقل سياسي مريض بل حالة مشرد جيئ به من زاوية الطريق.. لقد كانت حالته مزريه ومؤلمة وإنني مستعد أن أشهد بذلك فى أي تحقيق قضائي يتم)
    بضغوط من رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد علي فضل الي المستشفي بخطاب من مدير جهاز الأمن وبتدخل من قائد السلاح الطبي د.الفاضلاوي،إضطر العاملون بحوادث الجراحه لإستقبال الشهيد كمريض عادي دون الإجراءات القانونية السليمة وأشرف عليه مباشرة رائد طبيب ونائب جراح موالي للجبهة الإسلامية يدعي أحمد سيد أحمد!!

    فى الساعة الخامسة صباحا يوم 21 أبريل 1990 .. وبسبب حساسية الموقف وطابعه المروع، أضطر قائد السلاح الطبي لأستدعاء الأخصائي المشرف.. والذي أمر بفتح الأثمال الملتصقة بجسد الشهيد بواسطة مقص.. وحينما أدير الشهيد علي جانبه.. فاضت روحه الطاهره،ليسجل الحادي والعشرين من أبريل يوما مشهودا في تاريخ الحركة النضالية فى بلادنا....

    فى تمام الساعة الخامسة والربع من صباح يوم 21 ابريل 1990 وجثمان الشهيد على فضل مسجي بحوادث الجراحة بالمستشفي العسكري سجلت الحقائق التالية:
    1- جرح غائر ومتقيح بالرأس،عمره ثلاثة أسابيع!
    2- مساحة تسعة بوصات مربعة منزوع منها شعر الرأس إنتزاعا!
    3- البطن منتفخة، بإستخدام القسطرة، المثانة فارغة والأرجح أن الحالة هي نزيف بداخل البطن.
    4- كدمات بأحد العينين وبالأحري أثار حريق (أعقاب سجائر)!

    فى يوم 22 أبريل 1990 ، بعد الظهر، قام المدعو: بشير إبراهيم مختار ، الأمين العام للجمعية الطبية الإسلامية بمعاونة الدكتور أحمد سيد أحمد، بكتابة تقرير عن تشريح جثمان الشهيد يعزي الوفاة الي "حمي الملاريا" ثبت لاحقا أن بشير مختار لم يفتح ولم يقطع ولم يرسل حتي عينات للتحليل.. فقط نظر للجثة ثم كتب تقريره!

    شهادة وفاة صادرة من المستشفي العسكري بأمدرمان رقم 166245
    الأسم : علي فضل أحمد
    ساعة الوفاة : الساعة الخامسة صباح يوم 21 أبريل 1990
    سبب الوفاة : الملاريا
    المبلغ عن الوفاة : أحمد سيد أحمد
    أمضاء من حرر الشهادة : غير مقروء وغير معروف!

    فى يومي 21 و22 أبريل 1990 ، شهدت قاعة الشعب قرب المستشفي العسكري بأمدرمان إجتماعات متواصلة لقادة النظام الفاشي بهدف التدبير لدفن جثمان الشهيد دون إجراءات قانونية

    ضغوط متصلة وواسعة يقودها نائب مدير الشرطة فخر الدين عبدالصادق لإجبار صغار الضباط بالقسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال لإستخراج تصريح من القاضي المقيم لكي يدفن الجثمان دون أجراءات قانونية... والفاشيست يفتحون البلاغ رقم 40 بتاريخ 22 أبريل 1990 بالقسم الجنوبي يفيد بأن علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بواسطة حمي الملاريا!!
    العميد عباس عربي بجهاز الأمن وآخرين من الأمن وقيادات الشرطة يقودون محاولات عديدة لأقناع وإجبار أسرة الشهيد بإستلام الجثمان ودفنه.. أسرة الشهيد ووالده ترفض أستلام الجثمان وتطالب بإعادة التشريح بواسطة جهة موثوق بها!

    أزاء أتساع الموقف الحازم والمطالب بإعادة التشريح وإستجابة من ضابط الشرطة والقاضي المقيم بقسم أمدرمان الجنوبي مولانا: بشارة عبدالله بشارة ، يأخذ القانون مجراه وفق المادة 137 (إجراءات إشتباه بالقتل).. تحرير أورنيك رقم 8 وإعادة التشريح بواسطة أخصائي الطب الشرعي.

    التقرير يأتي بالحقائق الجديدة..(سبب الوفاة نزيف داخل الرأس ناجم عن إرتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب !)

    تم فتح البلاغ 903 - 1990 على النحو التالي:
    المجني عليه د.علي فضل أحمد
    المتهم : جهاز أمن السودان تحت المادة 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 ( القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد)

    بدأ المسار القانوني لقضية الشهيد علي فضل وشرع القضاء فى التحري... مورست ضغوط مباشرة ومكثفة وصلت حد إيقاف التحريات وتم رفض تسليم افراد الأمن الذين كان الشهيد تحت حراستهم كمتهمين أساسيين فى البلاغ!!





    وصيته الأخيره
    ( أنا علي فضل أحمد.. أسرتي حي الديوم الشرقية بالخرطوم.. ظللت أتعرض للتعذيب المتصل وأعتقد بأنني شارفت علي الموت.. لقد كان ذلك بسبب أفكار وطريق إخترته عن قناعة ولن أتراجع عنه.. وانني علي ثقة بأن هنالك من سيواصل بعدي علي هذا الدرب)

                  

07-08-2011, 04:23 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    Quote:
    نـــافع عـلـي نـافــع:

    * تلقى تدريباً على قيادة الأجهزة الأمنية في إيران خلال عقد الثمانينات، عندما كان يعمل اُستاذاً بجامعة الخرطوم، للإستفادة من التجربة الإيرانية في إشاعة أجواء القمع والقهر وتعذيب المعارضين للسلطة، وأشرف بصورة مباشرة فيما بعد على تشكيل أجهزة أمن النظام التي قادت حملات التعذيب والبطش (جهاز أمن الثورة وجهاز أمن السودان)
    * إلى جانب مسؤولته عن أجهزة أمن تنظيم الجبهة الإسلامية، تقلد عدة مناصب وزارية منذ إنقلاب الجبهة في 30 يونيو 1989 حتى موقعه الحالي، حيث يعمل مساعداً لعمر البشير.
    * كان ضمن مجموعة قيادات وعناصر (أمن الثورة) التي قادت حملات الإعتقال والتنكيل والتعذيب بحق الأطباء عقب إضراب 26 نوفمبر 1989 وقاد فرق التعذيب التي مارست هذه الجريمة البشعة ضد عشرات الأطباء إلى جانب الطيب سيخة وعوض الجاز وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح والطبيب عيسى بشرى ويسن عابدين.
    * كان نافع علي نافع وبكري حسن صالح ضمن أفراد تابعين لأمن الجبهة مارسوا جريمة التعذيب بحق الدكتور فاروق محمد إبراهيم في ديسمبر 1989 في بيت الأشباح رقم 1 (المقر السابق للجنة الإنتخابات)، إذ استجوب نافع علي نافع اُستاذه السابق وزميله في هيئة التدريس بجامعة الخرطوم، الدكتور فاروق محمد إبراهيم، وهو يتعرض للضرب والركل والتعذيب والألفاظ النابية، وسأل نافع الدكتور فاروق محمد إبراهيم عن آراء سبق أن طرحها خلال الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة، كما سأله أيضاً عن أماكن وجود بعض الأشخاص.
    * اُبعد نافع من موقعه رسمياً كمسؤول للأمن الخارجي في اغسطس 1995 عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا وخلفه في هذا الموقع اللواء أحمد الدابي، الذي حل محله في نوفمبر 1996 قطبي المهدي.
    * جرى تعيينه عام 1999 وزيراً للزراعة والغابات ثم وزيراً لديوان الحكم الإتحادي ونائباً لرئيس الموتمر الوطني ثم مساعداً لرئيس الجمهورية، لكنه لا يزال يلعب دوراً أمنياً رئيسياً على الأرجح وعارفاً بكل مفاصل ودقائق مؤسسات الجبهة الأمنية التي أشرف بنفسه على تكوينها لتلعب دوراً مباشراً ورئيسياً في إرهاب المواطنين وعمليات القمع والتعذيب والتصفية ابتداء من 30 يونيو 1989

                  

11-09-2011, 10:37 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    Quote:





    المبلغ عن الوفاة : أحمد سيد أحمد
    أمضاء من حرر الشهادة : غير مقروء وغير معروف!
                  

07-08-2011, 04:22 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    الشهيد الدكتور علي فضل أحمد
    ali3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: الشهيد الدكتور علي فضل أحمد


    حوالي الساعة الخامسة فجر السبت 21 أبريل 1990 فاضت روح
    الشهيد علي فضل أحمد الطاهرة في قسم الحوادث بالمستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة إعتقال دامت 23 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي أقامها نظام الجبهة غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. طبقاً للتقرير الذي صدر عقب إعادة التشريح، ثبت أن الوفاة حدثت نتيجة "نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الإرتطام بجسم صلب وحاد". وعندما كان جثمان الشهيد علي فضل مسجى بقسم حوادث الجراحة بمستشفى السلاح الطبي باُمدرمان سُجلت حالة الجثة كما يلي:

    • مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.

    • جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.

    • إنتفاخ في البطي والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.

    • كدمات في واحدة من العينين وآثار حريق في الاُخرى (أعقاب سجائر).

    عندما يمارس البشر التعذيب فإنهم يهبطون إلى مرحلة أدنى من الوحوش، ذلك أن الوحوش لم يعرف عنها ممارسة التعذيب أو التنكيل الذي احترفه جلادو نظام الجبهة الذين عذبوا الشهيد علي فضل أحمد حتى الموت. فهؤلاء قد هبطت بهم أمراضهم وعقدهم النفسية واضرابات الشخصية إلى درك سحيق لا تصل إليه حتى الوحوش والحيوانات المفترسة. ليس ثمة شك في ان الجلادين المتورطين في تعذيب علي فضل حتى الموت قد تربوا في كنف تنظيم الجبهة الإسلامية على مبادئ فكرية وسياسية تجعل الفرد منهم لا يتورع عن الدوس على آدمية وكرامة الآخرين وقدسية الحياة ولا يترددون لحظة في إذلال وتعذيب البشر حتى الموت.

    خـلـفـيـة :

    كان للإضراب الذي نفذه الأطباء السودانيون إبتداء من يوم الأحد 26 نوفمبر 1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع نظام الجبهة الفاشي الذي استولى على السلطة أواخر يونيو من نفس العام بإنقلاب عسكري أطاح حكومة منتخبة ديمقراطياً. وبقدرما أذكى ذلك الإضراب روح المقاومة ومواجهة الطغمة التي استولت على السلطة بليل، أثار في المقابل ذعراً واضحاً وسط سلطات النظام الإنقلابي الذي بدأ حملة ملاحقات وقمع وتنكيل شرسة وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص. وفي غضون أيام فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى بيوت الأشباح التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت "جهاز أمن الثورة"، وهو واحد من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم الجبهة الإسلامية ومسؤولة عنه مباشرة قياداته الأمنية:

    نافع علي نافع ،الطيب سيخة وعوض الجاز.

    كما ان فرق التعذيب التي مارست هذه الجريمة البشعة ضد عشرات الأطباء كانت بقيادة عناصر الجبهة الإسلامية من ضمنهم:

    الطيب سيخة وعوض الجاز وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح والطبيب عيسى بشرى ويسن عابدين.

    الإعـتـقـال ووقـائـع الـتـعـذيـب:

    • ما حدث للشهيد علي فضل يُعتبر جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لأن كل حيثياتها تؤكد ذلك. فقد توعّد العقيد (الرتبة التي كان يحملها عند حدوث الجريمة) الطيب إبراهيم محمد خير –الطيب سيخة- باعتقال علي فضل واستنطاقه ودفنه حياً وتعامل مع هذه المهمة كواجب جهادي، وهو قرار اتخذه الطيب سيخة قبل اعتقال علي فضل. فقد تسلّم الطيب سيخة (عضو لجنة الأمن العليا التي كان يترأسها العقيد بكري حسن صالح) مطلع ديسمبر 1989 تقريراً من عميل للأمن يدعى محمد الحسن أحمد يعقوب أورد فيه أن الطبيب علي فضل واحد من المنظمين الأساسيين لإضراب الأطباء الذي بدأ في 26 نوفمبر 1989.

    • اعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب، واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ ليلة نفس اليوم الذي اعتُقل فيه. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرون كانوا في نفس بيت الاشباح الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب وواصل جلادو الجبهة البشاعة واللاإنسانية التي تشربوها فكراً واحترفوها ممارسة.

    • إستمرار تعذيب الشهيد علي فضل على مدى 23 يوماً منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته واعتزازه وتمسكه بقضيته. ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب الشهيد علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال.

    • نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، ووصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: "إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع.... لقد كانت حالته مؤلمة... وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه".

    • العاملون بحوادث الجراحة بالمستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة الشهيد علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، ووضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد.

    • فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، ما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له.

    • بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة،هما: بشير إبراهيم مختار وأحمد سيد أحمد، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا"، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا".

    • بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة. فقد مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب "حمى الملاريا". العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها.

    • إزاء هذا الموقف القوي اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة 137 (إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح ان سبب الوفاة "نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب".

    وبناء على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية: -

    المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-

    المتهم: جهاز الأمن –

    المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد).

    لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ.

    الآتية أسماؤهم شاركوا، بالإضافة إلى الطيب سيخة، في تعذيب د. علي فضل (أسماء حركية وأخرى حقيقية لأن غالبية الجلادين كانوا يستخدمون أسماء غير حقيقية) –

    نقيب الأمن عبد العظيم الرفاعي –

    العريف العبيد من مدينة الكوة –(كان يسكن في سوبا مطلع التسعينات وهو عضو بالجبهة القومية الاسلامية) –

    نصر الدين محمد –

    العريف الأمين (كان يسكن في مدينة الفتيحاب بامدرمان)-

    كمال حسن (إسمه الحقيقي احمد محمد وهو من منطقة العسيلات) –

    عادل سلطان-

    حسن علي (واسمه الحقيقي أحمد جعفر)-

    عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (إسمه الحقيقي علي أحمد عبد الله... من شرطة الدروشاب)-

    ويبقى القول ان جلادي وقتلة علي فضل معروفون.... وسيطالهم القصاص... هم وكل من كان في موقع مسؤولية في سلطات النظام في ذلك الوقت إبتداء من أنفار الأمن وحتى مجلس قيادة الإنقلاب والمجلس الأربعيني وعناصر وقيادات الجبهة التي كانت تدير دولة القهر والبطش من خلف كواليس اُخرى.
                  

07-08-2011, 04:48 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote:
    انهم يغتالون الطفولة

    سليمان الخضر يتحدث عن تجربته ليس طمعا أو رغبة في بطولات زائفة أو جريا وراء كسب رخيص كما ذكر الأستاذ سليمان الخضر،ويواصل إنما القصد أن يسجل للتاريخ مخازى هذا النظام الذي ادعى انه جاء لإنقاذ شعب السودان المغلوب على أمره ولكنه أذاقه الذل والهوان.. مزقه.. قتله.. عذبه.. شرده.. جوعه.. ومرغ انفه في التراب. تم اعتقال الأستاذ سليمان الخضر يوم 30/8/1989 حيث قضى 8 شهور متنقلا بين بيت سيتي بنك والمنزل الذي كان مقر لجنة الانتخابات السابقة وتعرض لشتى أنواع التعذيب كالضرب بالعصي المطاطية و الأطواق وهو معصوب العين و أخيراً تم قذفه داخل بئر فسقط كاسراً يده، احضر له النظام د.احمد محجوب البيلى داخل الزنزانة حيث وضع له يده بالجبص ومن ثم لم يعاوده بعدها أحد حتى أن زملاء الزنزانة هم من عمدوا لفك الجبص مستخدمين ابسط المعدات التي وجدوها من سلك أو مسمار بعد أن تعدت المدة المقررة له ما أدى إلى تقوس يده بعدها لفترة طويلة لم تعد لوضعها الطبيعي إلا بعد إجراء اكثر من جراحة.

    (ولد شنو التعالجو ما يموت)

    خلال تلك الفترة تقدم الأستاذ سليمان الخضر بطلب للسلطات الأمنية وقد حرص أن يوصل ذلك الطلب لأعلى السلطات حتى يخرج لعلاج ابنه قبل أن يتسبب مرضه في موته ولكن رد عليه من يعذبه وبكل استفزاز ( ولد شنو التعالجو.. نحن عايزينو يموت.. وتموت أمه..وتموت أنت ذاتك) وهذا ما حدث توفى ناظم يوم 9/9/1990 لم يتحمل قلبه الصغير وغادر هذه الدنيا البشعة. لم يشفع له موت ابنه لديهم وكانوا قد نقلوه سجن دبك بعد أن قضى 8 شهور بهذه البيوت بل أتوا إليه بالنباء المفجع أخرجوه للعزاء وكانوا يعودون به مساءا إلى سجن كوبر ليقضى الليل ويعود صباحا لتلقى العزاء في وفاة ابنه ليعود بعد ثلاثة أيام مرة أخرى لسجن دبك ولم يطلق سراحه حتى مايو 1991 . وبعدها تردد الأستاذ سليمان الخضر على تلك البيوت حيث تم اعتقاله مرة أخرى في 30/4/ 1994 حتى 12/1/1995 ومرة أخيرة في 12/7/1998 يقول الأستاذ سليمان انه من المهم أن يتم فضح مخازى هذا النظام وتعريفه لاهلنا الطيبين ولأجيالنا القادمة ليحرصوا على ألا تتكرر.ومن هذا المنطلق يقدم الخضر لأبناء وطنه هذا النداء «أدعوكم يارفاق يا أصدقاء ويا أبناء بلدي الطيبين.. أدعوكم أيها المناضلون..يا من تحديتم وهزمتم الصلف والاستبداد ######رتم منه ومن بيوت الأشباح أن تسهموا بالكتابة عن تجاربكم القاسية التي عشتموتها في تلك البيوت، ومن هذا المنطق أدعوكم بان تطالبوا بالقصاص العادل معاقبة أولئك ولا و ألف لا لعفا الله عما سلف".
                  

07-08-2011, 04:51 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    فوق
    اكيد حا اشارك في هذا الخيط الهام

    تحياتي يا اماني
                  

07-08-2011, 04:55 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    الاستاذة اماني العجب
    الاستاذ شريف

    شكرا علي هذا الجهد المثابر و الصابرات روابح كما يقول اهلنا

    هذا هو التوقيت الصحيح لاعادة نشر هذه الافادات الدامغة التي تدين امثال الدكتور نافع علي نافع من مختربي الضمير و فاسدي الطوية من المجرمين الذين اشرفوا علي تعذيب المعتقلين او باشروه بايديهم من عناصر الاجهزة الامنية في عهد الانقاذ الكالح الموسوم بالجرائم ضد الانسانية و جرائم الحرب و الفساد.
    شكرا اماني العجب علي هذا الجهد الثر و العمل الدؤوب لاصلاح حال الوطن السياسي الذي مال و اعوج و غلب المداوين .

    امثال نافع علي نافع و عناصر الامن و كل من تلطخت اياديهم بدماء الابرياء ليسوا موضوعا للنقاش هم ادني بكثير من ذلك علينا جميعا السعي الجدي الدؤوب لاخذ هؤلاء الي المحاكم و مساءلتهم عما فعلوه من فظاعات و ارتكبوه من جرائم علينا فقط السعي لاخذهم للقضاء المستقل في ظل نظام سيادة القانون و الحرية و شمول الكرامة.

    ما استغرب له هنا في سودانيزاونلاين هو تلك الاقلام التي عجن طينة اصحابها الخوف و المرض النفسي فاصبحوا يسايرون النظام المجرم في تبرير افعاله الرعناء لا بل يدافعون عنه كما تدافع الضباع عن فطيستها . اندهش تماما لما يفعله هؤلاء من اسفاف و سقوط و انحراف بالقول و الكلم عن جادة المنطق و الصواب و اقولها بالتحديد الشديد

    كل من يدافع عن نظام الانقاذ و حكم المؤتمر الوطني هو اما مريض نفسيا او منتفع رخيص النفس و ساقط لان هذا النظام و رجاله و اعوانهم هم سبة و وصمة عار في وجه الوطن لدرجة ان رئيسهم و احمد هارونهم و كوشيبهم مطلوبون امام محكمة الجنايات الدولية جراء ما ارتكبوه من جرائم في حق اهل دارفور.
    هذا النظام نشر البؤس و المرض و الحروب في ربوع الوطن
    هذا النظام مسئول عن تقسيم البلاد و متهم بالسعي الي تفتيتها

    قراءة هذه الافادات مؤلمة و حدوثها كان مؤسفا
    التحية الي كل الشرفاء الذين صمدوا في بيوت الاشباح
    التحية الي كل مناضل نازل النظام دفاعا عن حقه في العيش الكريم
    التحية الي كل من يسعي الي ازالة هذا البؤس عن ارض الوطن الجريح


    طه جعفر
                  

07-08-2011, 05:12 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: طه جعفر)


    Quote:
    إنها مقتطفات قليلة من حفلات التعذيب التي نظمتها الجبهة الإسلامية القومية في بلدي السودان بعد انقلابها على الديمقراطية وتكريسها لأقذر أنواع الحكم عرفته بلادنا في تاريخها ، انقلها شهادات حية من الكتاب الذي روى فيه النقابي علي الماحي السخي هول التعذيب الذي وقع عليه في سجون الإنقاذ وبيوت أشباحها الرهيبة ، والكتاب أصدرته المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وقام بتحريره الدكتور حسن الجزولي .
    وكما جاء في التقديم : هذا المزيج من دقة المؤرخ وسماحة الفكر والروح يجعل من هذا الكتاب وثيقة هامة في كتابة تاريخ السودان الحديث كما يجعله مساهمة حية في التربية السياسية والروحية للشباب السوداني .

    إهداء :
    إلى الشعب السوداني البطل.. اقدم ما وقع علي وعلى زملائي دون زيادة أو نقصان
    علي الماحي السخي
    مقتطف أول :
    بعد فترة حضروا واقتادوني وأنا معصوب العينين والدماء تسيل من مختلف أنحاء جسمي إلى غرفة وأجلسوني على كرسي ، وكانت أمامي على ما يبدو طاولة يجلس عليها شخص ما وقد طلب مني أن احكي له كل شئ عن نفسي وحياتي بالتفصيل وأيضا عن آخرين الذين اعرفهم ! ، قلت له انه ليست لدي أي أشياء خاصة بي أو بآخرين اعرفهم لكي أقولها لك . قال لي تحدث عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي ، قلت له بأنني لا اعرف اكثر مما تعرفون عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي بالإضافة إلى إنني لا يمكن أن أتحدث مع شبح بالنسبة لي وأعيني معصوبة ومن الأفضل أن يفك العصابة عن عيني حتى أستطيع أن أحادثه ويحادثني وجها لوجه ! فقال لي ( ما تتفاصح وما عايزين كلام كتير أنت حا تتكلم عن ناس اتحاد العمال ) فقلت له ناس اتحاد العمال بشر معروفين لديهم اتحادهم الشرعي وهم يمارسون نشاطهم بشكل قانوني ـ كما إن رئيسه وأعضاءه معروفون لديكم فلماذا تسألني عنهم ولعل هذا موضوع يحتاج لمعرفة وفي إمكانكم الوصول إليهم ؟ فقال لي انهم يريدون الجانب لآخر من نشاطهم .. الجانب السري ( في معلومات عن نشاطهم ما عرفتها وأنت بالذات ملم بيها .. خاصة الفترة السارح فيها أنت وجماعتك في فترة الجاهلية ) ! . وكان يقصد بالطبع الفترة الديمقراطية التي قضوا عليها بواسطة انقلابهم ويطلقون عليها الآن فترة جاهلية ! .. قلت له لم يكن لاتحاد العمال نشاط غير معروف في الفترة الديمقراطية ، وبمجرد أن ذكرت كلمة ديموقراطية لا اشعر الا بأحد عناصر الأمن من المشرفين على التحقيق معي يصفعني بعنف على وجهي حتى وقعت على الأرض قائلا لي ( وكمان مصر تقول ديموقراطية .. دي كانت فترة جاهلية ! ) .. المهم من جانبي قلت لهم ان أردتم ان تحققوا معي فيجب عليكم ان تفكوا العصابة عن عيني لكي أعرفكم كما تعرفوني .. كان المحقق في هذه اللحظة يضرب الطاولة بواسطة مسطرة أو عصا طويلة على ما يبدو ويقول لي ان هذا الحديث لا يفيدني في شئ وعلي أن أدلي بكل ما اعرفه وأنا معصوب العينين .. وفي النهاية وعندما لم يجد أي إمكانية في التحقيق معي وانتزاع ما يطلبه من معلومات قال لحراس الأمن ( ياخي ده زول لميض وقليل أدب وراجل كبير صعلوك ساكت وعلى أي حال سوقوه طوالي للتنفيذ .
    عندما خرجت مع الحراس قالوا لي انهم سيتوجهون بي إلى الإعدام حيث سيلقون بي داخل بئر عميقة وهذه طريقة الحكم التي كلفوا بتنفيذها .. ذهبوا بي وأنا معصوب العينين إلى مكان يبدو انه بعيد ونائي ثم أجلسوني على الأرض واحضروا لي بعد قليل ورقة وقلم وطلبوا مني كتابة وصيتي لأسرتي التي ستستلمها بعد تنفيذ حكم الإعدام . قلت له ليس لدي أي وصية ولن اكتب شيئا ، فرد علي أحدهم قائلا ( عنك ما كتبت ) ! ثم أوقفوني واقتادوني وبعد فترة وجيزة طلبوا مني أن أتوقف ففعلت ثم فتحوا بابا اعتقدت أن به البئر ( الموعودة ) .. سادت فترة من الصمت وكنت احبس أنفاسي واحسب الثواني والتقط آخر الأنفاس وأنا اردد في سري ( الشهادة) .... فجأة دفعوني بعنف إلى الأمام بحيث ظننت بالفعل انهم يدفعون بي إلى داخل البئر وقد أحسست أن أمعائي قد انقلبت رأسا على عقب وان ارجلي ليست موجودة في جسمي فلم اعد اسمع أي شئ من حولي فضلا عن إنني لست قادرا على رؤية أي شئ بسبب العصابة التي ربطوها بإحكام على عيني ! ... فإذا بي اندفع بقوة على الأرض فوق مجموعة من الأجساد ودون أن اعي وجدت نفسي انتزع العصابة بعنف وهلع من فوق عيوني لاكتشف إنني في نفس الزنزانة التي تم اقتيادي منها للتحقيق ! .. كان حراس الأمن بعد أن دفعوا بي إلى داخل الزنزانة قد احكموا قفلها من الخارج ومضوا لحال سبيلهم ، فانتزع جميع المعتقلين العصابات من أعينهم بعد مضي اكثر من عشرين ساعة قضيناها سويا ، وخلال حفلات التعذيب ما بين الثانية عشر والخامسة صباحا كان قد أضيف لنا خمسة من المعتقلين وهم كل من المحاسب علي العوض والاقتصادي نصر الخضر والمهندس محمد نصر الدين والتاجر عبد المنعم بسوق السجانة ومعتقل آخر يعمل كاتب محكمة لا استحضر اسمه للأسف . تعرفنا عليهم بعد أن انتزعنا العصابات عن أعيننا وبدأ كل منا يروي ما مر به ظروف طيلة الأيام السابقة .

    الجزء الثاني
    وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباح اليوم التالي تم اقتيادنا جميعا وعددنا أحد عشر معتقلا ونحن معصوبي الأعين إلى زنزانة ضيقة لا تزيد مساحتها عن مترين ونصف x مترين تقريبا .. بحيث إننا عندما ننام على البلاط يستلقي بعضنا فوق البعض الآخر فاستمرينا على هذه الحالة لمدة أسبوع كنا نضرب خلالها يوميا وتعصب أعيننا لساعات طويلة ، وكانوا خلال كل ربع الساعة يضربون بعنف على أبواب الزنزانة ليطير النوم عن أعيننا ولا نستطيع بعدها أن نستمتع بأي إغفاءة إلا بعد صعوبة بالغة يعودون خلالها ليطرقوا مرة أخرى على الباب ، وهكذا استمر موال الضرب والإهانة والتهديد بالتصفية والطرق على الأبواب طيلة فترة مكوثنا في تلك الزنزانة .
    بعد يومين من وجودنا في تلك الزنزانة طلبنا منهم السماح لنا بالخروج لقضاء الحاجة لان الإرهاق قد أصابنا والتعب قد بلغ منا فرفضوا طلبنا إلى أن اضطر أحدنا إلى أن يتبرز ويتبول على ملابسه تحت ظروف مرضه والإرهاق الذي ظهر عليه ، فلجأنا إلى الطرق على باب الزنزانة بعنف فحضروا بعد فترة طويلة وكان الغضب يتطاير من أعينهم فيبدو إننا أيقظناهم من النوم فاستفسروا عن أسباب طرقنا لباب الزنزانة فأوضحنا لهم إن أوضاعنا قد أصبحت في غاية الخطورة وقد يؤدي عدم ذهابنا إلى دورات المياه إلى التسمم ، خاصة إن أحدنا بحاجة إلى لإسعاف سريع الا انهم في مقابل هذا المطلب الإنساني العادل والبسيط واجهونا بالمزيد من الضرب حتى تركوا بعضنا بين الموت والحياة ولم يستجيبوا لمطلبنا !.. عادوا بعد فترة طويلة وطلبوا منا الخروج بالدور فاجبرنا على الذهاب إلى دورة المياه ونحن معصوبي الأعين عن طريق تحسس الحائط كالعميان تماما ، وما أن يصل الواحد منا إلى دورة المياه وقبل قضاء حاجته بالكامل حتى يفاجئونه بالقرع على الباب ويجبرونه على الخروج والعودة سريعا إلى الزنزانة حتى دون إتاحة الفرصة له لكي يغتسل !.. وهكذا استمر هذا الوضع لعدة أيام كان وضعنا الصحي يزداد سوءا والعقاب والتعذيب ينهال علينا في كل لحظة ، ولم نذق للنوم طعما حتى صرنا نعتاد على ذلك ، بالإضافة إلى أن الطعام الذي يقدم لنا كان رديئا للغاية وهو عبارة عن وجبة واحدة في اليوم تقدم دون زمن محدد بل حسب الأمزجة وكان يتكون من مياه عادية مسخنة وبها فتات ( القراصة) المملحة فقط .. أما مياه الشرب فيحدث أن نحرم منها ليوم كامل .
    شعرت بتعب شديد جدا لأنني أصلا مصاب بأمراض في المجاري البولية فطرقت الباب بشدة حتى حضر شخص يدعى حسن كلابيش ، وقد أطلق عليه المعتقلون هذا الاسم لان مهنته كانت تعليق المعتقلين بالأصفاد على أبواب الزنازين بحيث يظل المعتقل معلقا دون أن يستطيع الوقوف على أرجله حتى صباح اليوم التالي !.. سألني حسن كلابيش عن سبب طرقي لابواب الزنزانة فشرحت له بكل أدب واحترام إنني اشعر بإرهاق وأعراض حمى ودوار لأنني أصلا مريض وطلبت تحويلي إلى طبيب .... نظر نحوي مدة طويلة وبعدها طلب من بقية المعتقلين أن يتجهوا نحو الحائط على أن تكون العصابة على أعينهم ففعلوا ، ثم طلب مني أن انزع العصابة ففعلت فإذا به ينهال علي بقبضته اليدوية القوية بالضرب ، ضربني على وجهي وعلى رأسي وبين أضلعي وكافة أجزاء جسمي حتى وقعت على الأرض وأنا بين الإغماء واليقظة ، بعد ذلك هددني بالتعليق على باب الزنزانة أن فعلت لك مرة أخرى أو طلبت معاينة طبيب أو إسعاف !
    حسن هذا شاب صغير السن وقد جعلني تصرفه هذا أحس حقيقة بالمهانة والاستغراب لمثل هذا التصرف الذي لا يليق ولم نسمع به مطلقا بين أوساط شعبنا وتربيته ، خاصة إن هذا الشاب يقارب عمره عمر أبنائي فكيف يسمح لنسه بمثل هذا السلوك مع رجل في مقام وعمر والده ؟!! .
    بعد فترة حضر أحد عناصر الأمن ويدعى (جيكس) وطلب منا الخروج صفا واحدا إلى دورة المياه بنفس طريق سير العميان وهو يوجه لنا سيلا من الإهانات والشتائم المقذعة علينا وعل أسرنا وعلى الذين أنجبونا ، ثم عاد بنا بنفس سرعة ذهابنا وهو يسبنا ويركلنا . !!
    الجزء الثالث

    في اليوم التالي اذكر انهم فتحوا باب الزنزانة ودخلوا علينا ، ودون أن يتحدثوا معنا اختاروا أصغرنا عمراً وهو ابننا علي العوض حيث القوا به أرضا وانهال عليه المدعو جيكس بالضرب وأوسعه تنكيلا وظل يطلب منه الاعتراف بأنه ( شيوعي ) كان علي العوض بمثابة بطل حقيقي وهو يتلقى الضرب بطل صلابة ورجولة رغما عن الدماء التي سالت منه وهو يقول لجيكس انه لم يتعود على الكذب ولن يقول انه شيوعي لانه ليس شيوعيا بل ديمقراطيا وعضوا في الجبهة الديمقراطية ، بينما كنا نشاهد ما يجري أمامنا بكل دهشة واستغراب .. استمر جيكس يضرب علي العوض وكانوا يصبون عليه الماء البارد ليواصل جيكس التنكيل به ، بعد فترة من الضرب تركوه على الأرض والدماء تسيل منه وخرجوا ، وعادوا بعد ربع الساعة وطلبوا منا الوقوف وأجبرونا على أداء تمارين رياضية شاقة وعنيفة ومتنوعة .
    اذكر إننا كنا أثناء ذلك نسمع ( حفلات ) تعذيب وتنكيل بأحد المعتقلين المعروفين لدينا في الزنزانة المجاورة لنا ويبدو إن هذا المعتقل قد انهار بعد اشتداد الضرب عليه فلم يحتمل التعذيب وبدأ في ذكر مجموعة من أسماء الأشخاص النشطين نقابيا من التي طلبوها منه !... وكنا نسمعه يردد بصوت عال اسمي واسم حسن كنترول وآخرين .. ويبدو انهم طلبوا نته ذلك عن قصد حتى اسمعه وهو يردد اسمي في محاولة أخرى منهم لإجباري على الانهيار !
    وللتاريخ اذكر إن هذا النقابي وعلى الرغم من كل الذي بدر منه في لحظة ضعف إنساني طبيعي الا انه صحح مواقفه فيما بعد ، خاصة بعد أن اغتالت عناصر جهاز الأمن والجبهة الإسلامية ابنه ، وهو حاليا في المواقع المتقدمة للمعارضة السودانية المسلحة بالأراضي المحررة وفي الصفوف الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي يزود عن الشعب ويناضل من اجل عودة الحياة الديمقراطية .
    بعد فترة نقلوا منا مجموعة كبيرة من المعتقلين إلى مكان آخر وقد ذكروا لنا تنهم سينفذون عليهم جميعا حكم الإعدام ! . ولم يتبق بالزنزانة سوى كل من علي العوض ودكتور نصر محمود حسنين بالإضافة إلى شخصي حيث ظللنا في ذلك المكان لمدة تزيد عن الستة والثلاثين يوما كانت فيها حفلات الضرب والتنكيل والإهانات البذيئة مستمرة علينا إضافة إلى إجبارنا إلى تأدية التمارين الرياضية العنيفة على الرغم من إنها قلت كثيرا عما سبقها في الأيام الأولى ، وذلك بعد أن اكتشفوا انهم لن يحصلوا على ما يطلبوه منا !
    انضمت إلينا خلال تلك المدة مجموعات جديدة من المعتقلين السياسيين من كافة الأحزاب السياسية . وفي تلك الفترة قد اكتشفنا إننا معتقلون داخل أحد المنازل الحكومية التي أدخلت عليها بعض الإضافات والتعديلات ليتحول إلى معتقل سري خاص وهو ضمن منازل أطلق عليها فيما بعد بيوت الأشباح والتي سيرد ذكرها كثيرا في هذه المذكرات ! في أحد الأيام احضروا إلينا مجموعة من المعتقلين كان من بينهم كل من المهندس عوض الكريم محمد احمد النقابي المهني البارز واحد قيادات التجمع النقابي الذي قاد انتفاضة مارس / أبريل ثم محمد نور السيد رجل الأعمال الذي عرف بالظرف وخفة الدم واذكر له واحدة من طرائفه التي بددت عنا وحشة الاعتقال انه كان يستفسر بخوف وهلع بدأ لنا حقيقيا عن الفترة قضيناها في هذا المكان وعن المكان نفسه واصله وأشكال التعذيب التي مورست علينا ، وعندما روينا له ما مر بنا في ظروف اعتقالنا تلك بدأ يندب حظه ويستنكر وجوده معنا والأسباب التي تجمعه بنا وبأمثالنا وقال ما معناه إننا جميعا ضمن سياسيين محترفين ومعتادين على ( البهدلة ) ومن قاع المجتمع وليس له أي علاقة بالحركة العمالية أو المهنية أو أي نشاط سياسي عام ، وقال إن علاقته بالحزب الشيوعي كانت مع الشهيد عبد الخالق محجوب باعتباره صديقا له ، وان العلاقة انتهت باستشهاده ، وقال إن الشيوعيين لم يأتوا له في طيلة حياته معهم سوى بالمشاكل و ( التلاتل ) مما أثار استنكارنا واندهاشنا من غرابة حديثة ، حتى إن بعضنا تحفز للاعتداء عليه ، حتى اكتشفنا خلال سير ذلك إن الرجل لم يكن جاداً فيما يقول بل كان يداعبنا وقصد بروح الدعابة إخراجنا من أجواء الوحشة التي عشنا فيها بعد أن استمع لرواياتنا وما واجهناه من مصاعب لتبديد الكآبة التي وجدنا بالفعل نعيش فيها علما بان الرجل في الأصل ليس من نوع الذين ينكسرون ! وبالفعل استطاع محمد نور السيد أن يخفف عنا قليلا من وطأة الاعتقال وان ينسينا الجراح حملتها أجسادنا وارواحنا ويعيد ولو قليلا البسمة إلى شفاهنا ، وللغرابة لم يتعرض محمد نور السيد في ذلك الاعتقال للضرب مطلقا وربما كان لروح الدعابة والمرح والبسمة الدائمة على شفتيه والتي أوحت لأعضاء عناصر الأمن تاجر كبير يعيش في بحبوحة ومن الممكن ابتزازه ، وبالفعل حدثنا فيما بعد إن بعض عناصر الأمن طلبوا منه مساعدات مالية وانه ظل يعدهم بذلك حتى خرج من المعتقل دون أن يقدم مليما واحدا لأي منهم ! أما الباشمهندس عوض الكريم فقد اكتشف لنا طريقة لتزجية الوقت بصناعة قطع شطرنج صغيرة وجميلة من فتات الخبز وقد كنت أتبارى معه تحت البطانية !
    الجزء الرابع
    أساليب الجبهة الإسلامية في التعذيب
    أدخلت الجبهة الإسلامية أساليب اكثر تطورا وبصورة حديثة في انتزاع الاعتراف أو المعلومة كالصعقة الكهربائية حيث يتعرض المعتقل لجهاز مصمم خصيصا لتفريغ شحناته الكهربية التي تؤثر على المعتقل لدرجة انه يفقد وعيه أو يحدث له شلل مؤقت في كل أجزاء جسمه ، بالإضافة إلى أساليب التعليق على سقف الحجرة بواسطة المروحة التي تظل دائرة بكامل قوتها ، أو اسلوب تعليق المعتقل على حديد أبواب الزنزانة المعرضة لأشعة الشمس بحيث لا يستطيع المعتقل المقيد من يديه احتمال حديد أبواب الزنزانة الساخن عندما تشتد حرارة الشمس ، وهناك اسلوب تعليق المعتقل من أرجله على مروحة الغرفة كالشاة لحظة سلخها ثم تدار المروحة ببطء أحيانا وبشدة أحايين أخرى ! أو أن يجبر المعتقل على الاستلقاء على سرير من حديد خالي من الفراش ويتم تقييد أرجله وأياديه ثم يغذى السرير بشحنات كهربائية يتلقى المعتقل ضرباتها بعنف حتى يغمى عليه ، وما إلى ذلك من انتزاع أظافر الأصابع بواسطة آلات معينة أو اللجوء إلى الخصي وكي أطراف الأرجل وهما مقيدتان . ثم أشكال الاعتداء الجنسي على المعتقل بواسطة جنود أو رجال أمن أفظاظ دربوا خصيصا على مثل هذا النوع من الاعتداء وضرب أي معتقل بغض النظر عن عمره وصحته ويتم التركيز مناطق حساسة في الجسم كالمثانة ومناطق الجهاز التناسلي والرأس والرقبة وعلى الوجه وبقية المناطق الأخرى الضعيفة في الجسم ، أو إجبار المعتقل على أداء أشكال عنيفة من الرياضة لمدة ساعات طويلة أو إجبار على رفع يديه لمدة طويلة قد تصل إلى اكثر من ثمان ساعات ويعاقب بالضرب عليها بعنف في أي لحظة يحاول فيها المعتقل إنزال يديه للراحة ولو لقليل ! هذا خلافا للشتائم والإساءات البذيئة للمعتقل ولكافة أفراد آسرته ومعارفه ، هذا فضلا على التهديد المستمر باغتصابه أو اغتصاب أحد أفراد الأسرة أمام عينيه وفي بعض الحالات يتم هذا بالفعل كما حدث للعميد محمد احمد الريح .
    من طرق الإذلال الأخرى إجبار المعتقل على تقليد أصوات الحيوانات أو طريقة سيرها أو صفاتها الأخرى كما يجبر المعتقل على الركوب فوق ظهر زميله الآخر الذي يجبر على تمثيل وضع الدابة في سيرها ! أو إجبار المعتقل على الإتيان بحركات وتمثيل أوضاع هزلية إمعانا في السخرية والإهانة ، بالإضافة إلى إطلاق حرية عنصر الأمن المشرف على التعذيب في تقدير ما يراه مناسبا من أساليب التعذيب والمعاملة والعقاب الأخرى كإجبار المعتقل على نقل مياه بركة آسنة كاملة من مكانها إلى مكان آخر بواسطة علبة صلصة عليها ثقوب متعددة أو إلقاء المعتقل في حفرة بعد أن تعصب أعينه ويدفع بعنف إلى تلك الحفرة بعد أن يبلغ أن ساعة إعدامه قد حانت ! أو اللجوء إلى طريقة أخرى تجعل المعتقل يدخل في أجواء الإعدام ومتابعة طقوس الإعداد له وهو معصوب الأعين بان يبلغ مثلا قرار إعدامه قد صدر ويمنح ورقة وقلم لكتابة وصيته الأخيرة ثم يأخذونه ويلقون به في مؤخرة العربة ويغطونه بكمية من البطاطين بحيث لا يستطيع رؤية شئ فتتحرك العربة إلى حيث تنفيذ الإعدام ، واثناء الساعات الطويلة لسير العربة يحس المعتقل انهم بالفعل يتجهون به إلى مكان بعيد ونائي بينما في واقع الأمر لم تبارح مكانها أصلا بل تظل تدور في نفس المنطقة وحول المكان فقط لإيهام الضحية ليس الا ! وفيما بعد ينزل المعتقل من العربة وهو معصوب العينين وبعد لحظات وبينما هو يتابع ويسمع حركة عدد من الجنود حوله وأصوات تعبئتهم للجبخانة فإذا بهم يدفعون به فجأة نحو حفرة عميقة ويتبعون ذلك بإطلاق رصاص في الهواء الأمر الذي يوهم الضحية بان ما يجري هو حقيقة فيرتعب ويعيش في دوامة الاعتقاد بالرحيل الأبدي فيواجه مصيره وهو مغلوب على أمره بتلاوة الآيات القرآنية وترديد الشهادة ! وقد حدث هذا بالفعل معي شخصيا داخل بيوت الأشباح كما حدث للعشرات من زملائي المعتقلين الذين اعرف بعضهم ولا اعرف بقيتهم من الذين زاروا تلك البيوت المرعبة كما سأروي لاحقا !!
    ومن الأساليب الأخرى للتعذيب البدني والنفسي حرمان المعتقل من الخلود للراحة ولو لدقائق حيث يحرم من النوم لفترات طويلة أو الحرمان من الأكل أو الشرب لساعات قد تمتد ليومين وحرمانه من قضاء الحاجة لفترات طويلة حيث تؤدي به حتما إلى الوفاة ، ثم اللجوء لحبس المعتقل في أماكن غريبة وشاذة كالمراحيض أو الحمامات الضيقة لأيام طويلة وأحيانا لشهور عديدة بعد أن يملئون أرضيتها بالماء البارد أو المتسخ بحيث لا يستطيع المعتقل الخلود للراحة بالنوم أو الاستلقاء أو حتى الجلوس !
    إضافة إلى أشكال أخرى من التعذيب أطلقوا عليها أسماء أصبحت مشهورة في أوساط المعتقلين السياسيين والذين طبقت عليهم داخل بيوت الأشباح ومن اشهرها ( أرنب نط) ، ( ست العرقي ) ، ( الطيارة قامت ) ، ( دروق واستعد ) ! وقد علمت بان هذه الأسماء متداولة داخل معسكرات المجندين كأشكال للجزاء العسكري والعقاب لبعض مستجدي ومجندي القوات النظامية !
    هذا بالإضافة إلى إرغام الضحية على الزحف بطنه على الحصى الحارة في الشمس دون استخدام أياديه أو وقوف المعتقلين حفاة لساعات طويلة على إحدى مساطب بيوت الأشباح الإسمنتية تحت الشمس الحارقة بدون أية حركة أو ململة وإلا فان العقاب سيطال المعتقل من الخلف بواسطة العصي الغليظة أو مؤخرة البنادق أو قطع خراطيم المياه !
    وبالنسبة لإجراءات الاعتقال نفسها فهي جزء من التعذيب النفسي حيث من الممكن أن يطالك هذا الاعتقال دون إذن من قاضي بحيث يتم تفتيش منزلك تفتيشا دقيقا من عناصر من جهاز الأمن اقل ما يوصفون به انهم حاقدون حيث يتعمدون استفزازك أمام أفراد أسرتك من نساء وأطفال وأقارب وجيران مما يسبب لهم إزعاجا ويترك رعبا في نفوس الأطفال منهم . وأحيانا يلجا أفراد الأمن إلى العبث في محتويات المنزل حيث يأخذون أوراقا لا قيمة لها ! أو كتبا لا علاقة بها بموضوع الاعتقال أو الاطلاع على الرسائل الشخصية بدافع الفضول المريض ! أو مصادرة الأملاك الشخصية كالعربة والأموال أو المقتنيات الأخرى كالذهب أو خلافه .
    كما أن هناك أنواعا أخرى من الاعتقال كاختطاف الأشخاص من الشوارع واعتقالهم في أماكن غير معلومة لدي أسرهم لمدة طويلة وغالبا ما تكون داخل أحياء بعينها في العاصمة وداخل منازل تابعة لأجهزتهم وهي ما يطلق عليها بيوت الأشباح مما يعرض المعتقل وأسرته إلى متاعب وصعوبات متعددة وظروف نفسية قاسية وغالبا ما ينكر جهاز الأمن معرفته بمكان المعتقل وفي أحايين كثيرة ينفي واقعة اعتقاله .
    وقد برزت ظاهرة أخرى في نظام الجبهة الحالي وهي اعتقال أحد أفراد الأسرة كالشقيق أو الابن أو الأب كرهينة في حالة عدم وصول أجهزة الأمن للشخص المراد اعتقاله كوسيلة ضغط عليه ليسلم نفسه كما حدث في واقعة اعتقال الشهيد د.علي فضل الذي اعتقل شقيقه بدلا عنه حتى اضطر الشهيد لتسليم نفسه !! .
    الجزء الأخير

    أخذت أساليب التعذيب منحى آخر في هذه الفترة حيث لجأوا إلى أنواع أخرى اذكر على سبيل المثال إجبارنا على الاستماع لنوع من المحاضرات كان اسمها ( كلام فارغ ) وهي بالفعل اسم على مسمى وقد كان يقدمها أحد عناصر الأمن ويدعى نوح واعتقد إن هذا الاسم حركي وللتمويه فقط كأغلب أسماء عناصر الأمن في هذا البيت ، كان نوح هذا يتحدث لمدة ساعتين عن أي شئ يخطر على باله في تلك اللحظة ، نحن مجبرون على متابعة محاضرته ( القيمة ) والاستماع إليها وقوفاً !! وقد لاحظنا إن نوح يتعرض أثناء حديثه لفترة دراسته الجامعية بالفرع بطريقة فيها بعض المرارة !
    في هذه الفترة من الأيام الأخيرة التي قضيناها في بيوت الأشباح بالمبنى الذي يقع غرب المصرف العربي بالخرطوم اذكر أن حضرت إلينا مجموعة كبيرة من رجال الأمن ومعهم شخص آخر يرتدي زيا عسكريا برتبة نقيب الا إننا لم نتعرف عليه ، وقد قدرنا فيما انه ربما يكون في الأصل مدنيا ولكنه يرتدي الزي العسكري للتمويه فقط ، وهو أمر يمكن ان تفعله كوادر الجبهة الإسلامية بالطبع !
    طلب منا هذا الشخص ان نزيل العصابات عن أعيننا ففعلنا ثم تحدث إلينا طويلا عن انقلابهم وأهدافه التي جاءوا من اجلها وبداية التصحيح لما ( خربناه ) طيلة فترة الديمقراطية السابقة والتي أطلق عليها صفة ( جاهلية ) وتحدث عن ( مكارم الأخلاق ) الجديدة التي جاءوا من اجل إرسائها في المجتمع السوداني وأكد ان الانقلاب قد استقر الآن وان الجيش على استعداد لحمايته ، وقد أعلن نهاية فترة وضع الأقنعة على الوجوه والعصابات عن الأعين بالنسبة لنا كمعتقلين وبالنسبة للحراس لان النظام قد تعدى مرحلة الخطورة تماما وانهم لن يخافوا من أي شئ بعد الآن وعلينا ان نعي ذلك جيدا ثم غادر المكان !
    بعد أيام معدودة جاءوا وطلبوا منا النهوض والذهاب معهم ، ولم يعصبوا أعيننا ساروا بنا مسافة طويلة كانت ابعد مسافة نسيرها منذ ان اعتقلنا ، حيث كانت المسافات محصورة ما بين دورات المياه والزنزانة التي نعتقل بداخلها ، وعند بوابة المنزل من الداخل وجدنا حافلة بانتظارنا وكان بها عدد من المعتقلين حالتهم في غاية السوء مطأطئي الرؤوس على الأرض كما أمروهم بذلك ويبدو انهم كانوا أيضا معنا داخل هذا المنزل ، امرنا بالركوب على ان تكون رؤوسنا مطأطأه ، وكان من حسن حظي ان جلست بقرب إحدى نوافذ الحافلة وقد أتيحت لي فيما بعد ان اختلس النظرات لتمعن جنبات وملامح بيت الأشباح ، أول ما وقع نظري عليه هو مجموعة زنازين متعددة رأيت بداخلها عدد من المعتقلين مقيدي الأيادي معصوبي الأعين ، بعد خروج الحافلة رأيت أيضا ولاول مرة المنزل الذي كنا فيه طيلة هذه المدة من الخارج ، فقد كانت جوانب حوائطه محكمة بحيث لا يستطيع الإنسان من خارجه ان يرى ما يجري بداخله ، وكان تصميمه من تصميمات المنازل الحكومية الحديثة التي يسكنها رجال الخدمة المدنية .
    سارت بنا الحافلة وعناصر الأمن يهددونا بعدم رفع الرؤوس وبعد مسافة قطعت بنا الحافلة إحدى كباري العاصمة ومن خلال نظرة خاطفة على ملامحه اتضح انه كبري النيل الأزرق الجديد مما يعني ان الحافلة تتجه بنا إلى سجن كوبر وبالفعل وقفت الحافلة أمام البوابة الرئيسية للسجن العمومي ، وهناك لاحظنا ان استقبال إدارة السجن لنا ضباطا وجنوداً كان فيه حرارة ومودة ! أما عناصر الأمن من الجبهة الإسلامية فقد كانوا حتى لحظة دخولنا إلى بوابة السجن يسيئوننا بألفاظ بذيئة ، حتى ان بعضنا هددوا بإعادتهم مرة أخرى لبيوت الأشباح لانهم تصدوا هذه المرة بجرأة لتلك الإهانات !، واذكر ان إدارة السجن العمومي بكوبر أنجزت إجراءات التسليم والتسلم بسرعة فائقة وكأنها كانت متخوفة من إعادتنا مرة أخرى إلى بيوت الأشباح .
    داخل السجن تعرفنا على الكثير من المعتقلين الذين اتضح انهم قد زاروا تلك البيوت وقضوا فيها فترة من التعذيب وحفلات التنكيل فتم تبادل المعلومات حول حقيقة ما يدور في تلك الأماكن والتي تم تسريبها إلى خارج المعتقل لتنظيم الحملة العالمية التي كشفت وعرت ما يدور حقيقة داخل بيوت الأشباح وكل السودان . وقد علمت ان المهندس هاشم محمد احمد قد تطوع مع مجموعة من الوطنيين السودانيين لاعداد ملف يتعلق ببيوت الأشباح وكتابة تقرير حول كل المعلومات التي توفرت حول تلك البيوت لوضعها أما الرأي العام محليا وإقليميا ودوليا لفضح ممارسات الجبهة الإسلامية في هذا الخصوص ، خاصة ان تلك المجموعة قد مرت بتجربة الاعتقال والتعذيب داخل البيوت المشبوهة .
    ضمن المعتقلين كان يوجد في أحد أقسام السجن كافة زعماء وقيادات الأحزاب وفي مقدمتهم مولانا محمد عثمان الميرغني الذي أبدى شجاعة فائقة وصبرا على المكاره على الرغم من انه يواجه ظروف الاعتقال لاول مرة في حياته ، كذلك كل من الصادق المهدي ، ومحمد إبراهيم نقد ، والذي وبما عرف عنه من شهامة واصالة يقف شخصيا على خدمة هؤلاء جميعا ويشرف على راحتهم تماما كالابن البار حيث حاز على احترامهم وتقديرهم رغم الاختلاف في المواقف والآراء مؤكدا على أهمية تناسي الخلافات في هذه المحنة الجديدة التي ألمت بالبلاد وذلك في نفس اللحظة التي كان فيها الدكتور حسن الترابي ( معتقلا ) مع زعماء الأحزاب الآخرين وكان يقوم بمحاولات ماكرة من اجل إثنائهم عن معارضة النظام الجديد تحت دعاوى ان يمنحوا فرصة ! وقد وضح للجميع الآن ان اعتقال الترابي لم يكن سوى مسرحية من مسرحيات الجبهة الإسلامية الركيكة والتي حاولا بها إخفاء توجه انقلابهم في أيامه الأولى ، وهنا أشير إلى إحدى طرائف الأستاذ نقد في هذا الخصوص والتي شاعت في أوساط المعتقلين وهو الذي عرف في أوساط زملائه وأعضاء حزبه بخفة الدم رغم مظاهر الجدية والصرامة التي تبدو عليه ! فقد قيل انه التفت يوما ناحية الترابي في تلك الأيام الأولى داخل المعتقل وقال له ( كفاك ... جاملتنا ) !!!

    وعليه فأنني ارصد في هذا الجزء أسماء بعض الذين اشرفوا واعتقلوا ومارسوا التعذيب في بيوت الأشباح ، بما توفر لي من أسماء بواسطة معاصرتي لبعضهم داخل بيوت الأشباح :ـ
    1/ نافع علي نافع : يملك مزرعة مسجلة باسمه واسم شريك آخر يدعى عمر زين العابدين تبرع بها لجهاز الأمن كمركز للاعتقال والتعذيب
    2/ الطيب إبراهيم محمد خير ( سيخة ) وهو معروف .
    3/ العميد فيصل علي أبو صالح ، وهو معروف
    4/ أسامة مختار : رئيس قسم النقابات بجهاز الأمن وهو الذي اشرف وشارك في ضربي والاعتداء علي وعلى كل من الحاج عثمان ومؤذن الجامع ، قريب زوجة المهندس علي الخليفة .
    5/ سيد عابدين : أحد قيادات الجبهة الإسلامية بمنطقة سكنه وعميل لجهاز الأمن وقد شارك في اعتقال سليمان صعيل .
    6/ مقدم عبد العظيم الرفاعي : مدير جهاز الأمن في الفترة التي استشهد فيها د. علي فضل ، وهو المسؤول المباشر عن تنفيذ الاغتيال .
    7/ رقيب العبيد : المشرف على بيت الأشباح الذي كان يعذب فيه الشهيد علي فضل وهو من أبناء الكوة ويسكن حاليا في منطقة سوبا غرب الصهريج مع خاله ويعمل بجهاز الأمن .
    8/ نقيب أمن الطيب محمد احمد : اشرف على اعتقال الطاهر محمد عبد السلام نائب السكرتير العام للنقابة العامة للبنوك .
    9/ عوض محمد محمد خير : معلم بالمرحلة المتوسطة ويسكن الدروشاب ، وعضو بالجبهة الإسلامية وقد شارك في تعذيب د. نصر محمود حسين نائب السكرتير العام للنقابة العامة للصيادلة .
    10/ العميد بكري حسن صالح ، وهو معروف .
    11/ رائد أمن صلاح عبد الله : مهندس معماري تم استدعاؤه من بنك التضامن الإسلامي للعمل بجهاز الأمن وقد اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان وهو من عناصر الجبهة الإسلامية .
    12/ النقيب أمن محمد الأمين : اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان ، وهو من كوادر الجبهة الإسلامية والمشرف على التعذيب في أحد بيوت الأشباح التي توجد بالخرطوم شرق .
    13/ جندي أمن احمد جعفر المواطن : اسمه الحركي حسن علي ووالده أحد كوادر الجبهة الإسلامية بشرق النيل ويسكن الفتيحاب وقد تزوج في عرس جماعي يوم 14/10/ 1991 ، نفذ عملية الاعتقال في عدد من أبناء الإقليم الجنوبي .
    14/ رائد إبراهيم شمس الدين : عضو مجلس قيادة الإنقاذ وقد اشرف على إعدام شهداء حركة 28 رمضان .
    15/ رائد استخبارات عمر الحاج : اعتقل د. حمودة فتح الرحمن نقيب أطباء جنوب النيل الأبيض من مدينة كوستي مع خمسة معتقلين آخرين ورافقهم إلى الخرطوم حيث سلمهم لرئاسة جهاز الأمن .
    16/ محمد الحسن احمد يعقوب : متهم في قضية فساد في الأراضي ، وهو عميل للأمن ابلغ عن الشهيد علي فضل .
    17/ الرائد أزهري باسبار : نقل الشهيد علي فضل قبل وفاته بساعات من بيوت الأشباح وهو في حالة غيبوبة واحتضار إلى المستشفى العسكري بامدرمان .
    18/ د. بشير مختار : شرح جثمان الشهيد علي فضل ولفق تقريرا عزا فيه الوفاة بسبب حمى الملاريا وهو معروف باسم بشير (كندة) .
    19/ د. احمد سيد احمد : رائد بالمستشفى العسكري ونائب قسم الجراحة ومن العناصر الموالية للجبهة الإسلامية وقد عاون في تشريح جثمان الشهيد علي فضل وشارك في تلفيق التقرير .
    20ـ جندي نصر الدين محمد : شارك في تعذيب الشهيد علي فضل .
    21/ رقيب أول أمين : من سكان الفتيحاب وشارك في تعذيب الشهيد علي فضل .
    22/ الرقيب يونس الاحيمر : شارك في إعدام الشهيد حمدان حسن كوري المحامي ووالده وقد شارك في عملية الإعدام كل من العريف الزيبق والعريف علي كمبو في منطقة جبال النوبة .
    23/ عبد الوهاب عبد الرحمن : محافظ جنوب كردفان : مسؤول عن استشهاد عدد من أبناء كردفان ببيوت الأشباح في جبال النوبة .
    24/ مقدم بالاستخبارات العسكرية اسمه الحركي عوض هتلر : تخصص في إحراق القرى واغتيال عدد كبير من مواطني جبال النوبة .
    25/ بله : من أبناء محافظة الجزيرة وشارك في تعذيب د. عبد الرحمن الرشيد مدير الإمدادات الطبية حتى أغمى عليه .
    26/ جندي أمن عادل احمد عبد الله : اسمه الحركي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب ، يسكن جبل أولياء ومشهور باسم ( بوب ) .
    27/ جندي أمن انس : اسمه الحركي ( أيد) من أبناء الدروشاب وانتدب من الشرطة حيث كان يعمل بشرطة الدروشاب ويعمل بجهاز الأمن حاليا ، والدته تعمل كاتبه بمجلس بلدي امدرمان .
    28/ جندي أمن عادل سلطان : من كوادر الجبهة الإسلامية ، قام بتعذيب المعتقلين السياسيين في بيت الأشباح في منطقة الخرطوم شرق ، شارك في اغتيال أربعة مواطنين من أبناء الإقليم الجنوبي .
    29/ حسن كلابيش : الاسم الحركي ، مشرف على تعذيب المعتقلين في أحد بيوت الأشباح جوار سيتي بنك ، اعتدى بالضرب علي وعلى كل من علي العوض وعلي العمدة ، اسمه الأصلي ميرغني .
    30/ صديق : اسمه الحركي نبيل ، شارك في اعتقال سليمان صعيل وتعذيبه .
    31/ السر : اسمه الحركي عصفور وشارك في تعذيب صعيل .
    32/ الجزولي : اسمه الحركي (جكس ) أو جكسا : ضرب وعذب اغلب المعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح خاصة البيت الرئيسي .
    33/ بدران : الاسم الحركي ـ شارك وعذب المعتقلين
    34/ نوح : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    35/ ادهم عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    36/ عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    37/ حامد عبد المعطي : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين .



    وبعد خروج السيد علي الماحي السخي من المعتقل بدأت رحلته للعلاج من آثار التعذيب في كل من القاهرة وباريس واخيرا لندن التي اسلم روحه الطاهرة فيها وهو يتلقى العلاج ... قبل ان تتحقق رغبته للعودة إلى ارض الوطن الذي ناضل من اجله طويلا .

                  

07-08-2011, 05:22 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    Quote:
    حد الريد الماحي : تجربتي مع الانقاذ




    الاحتجاز والحد من حرية الفرد في التحرك ومباشرة أموره الحياتية ، يعد امراً صعب الاحتمال .. وعلي مرّ القرون ظل ا لسجن رمزاً للعقوبة ومحاسبة المجرمين بموجب القانون والدستور. لما للسجن من آثار عقابية نفسية معنوية . فما بالك بإصدار عقوبة السجن لأفراد لم يقترفوا جريمة .. إلا اذا كان حب الوطن والدفاع عن مكتسباته يعتبر جريمة.

    في العام 1989 م وفي الثلاثين من يونيو « انقلاب الجبهة » انقلبت موازين حياتي قامت بتصفية مصنع النسيج السوداني بأعتباره معقلاً للمعارضة ، تصدي العمال للقرار وكنت واحدة منهم ، قمنا بالتجمهر وتسيير المظاهرات والمسيرات ورفع المذكرات والاعتصامات المؤقته .. ولم تستجب السلطة ، بل شهرت سيف الاعتقالات الذي طال العديد من العمال.

    تم اعتقالي في سبتمبر 1990 من داخل دار اتحاد نقابات عمال السودان الي مباني جهاز الأمن .. تم ترحيلي الي سجن النساء بأم درمان، مكثت به قرابة الثمانية أشهر وفي هذه الفترة عانيت الامرين الاحساس بالقهر والذل ، وإحساس أم لها أطفال بالمدارس . وأنا من يعولهم .. وكنت أمنع حتي من زيارتهم غير بضع دقائق تسمح بها ادارة السجن في كل شهر. فترة السجن أثرت سلباً علي تحصيل ابنائي الاكاديمي في المدرسة.

    استغلت السلطة غياب العمال والقادة النقابيين وقامت بتصفية المصنع . تم اطلاق سراحي في مايو1991 .. وجدت نفسي بلا عمل او مورد رزق اضافة لمطاردة السلطة ، واستدعاءاتها المتكررة والاعتقالات الجزئية.قامت السلطة "جهاز الأمن" بمداهمة بيتي من قبل سبعة من عناصر جهاز الأمن، تم تفتيش المنزل واستولوا علي اشياء خاصة من ضمنها كشف اسماء وختم يخص فرعية نقابة الحرفيات بالمنطقة الصناعية بحري.لم انج كذلك من محاكم النظام العام حيث تمت محاكمتنا انا ومجموعة الساعة الثانية صباحاً بمباني محكمة النظام العام وحكمت ضدنا بالغرامة ، أو الغرامة والجلد معاً والسبب في ذلك تسيير موكب لتسليم مذكرة لدي مكتب الامم المتحدة ضد عسكرة وتفويج الطلاب لمناطق العمليات.

    تمت محاكمتنا ايضاً في محكمة النظام العام بسبب رفضنا لقرار الوالي الخاص بمنع النساء من العمل في بعض المواقع.
                  

07-08-2011, 05:29 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    Quote:
    انا عادل عبدالرحمن المرضي كنت نقابى وموظف وعضو المكتب التنفيذى للنقابه العامه لتوفير المياه
    حتى 30/يونيو 1989حبث حلت الأحزاب و النقابات بالمرسوم الثانى لسنة 89 رقم (6 ج 6)
    ثم احلت للصالح العام فى 19 مايو سنه 1990
    وتم إعتقالى بتاريخ 21 أكتوبر سنه 1990 حتى 13 مايو 1992
    جاء خمسه من أفراد الجهاز يحملون السلاح وقامو بتفتيش منزلى بشكل همجى..مما أثار الرعب فى اسرتى
    أخذت إلى مكان مجهول لأسرتى ولأصدقائى.. (( زوجتى كانت حامل بتوأم وفى شهرها الأخير..).
    وضعت زوجتى بعد شهر من إعتقالى.17 نوفمبر 1990.ولم يتم إخطارى...
    كان محور التحقيق حول الإضراب السياسى...وكيف تم التخطيط له..
    .وعلاقته بالإنتفاضه المحميه بالسلاح..ومن هم قادتها؟؟
    وحينما أجاوب بأننى لا أعرف يتم ضربى وتعذيبى..
    الواحد والعشرين يوم الأولى كنت فى زنزانه فى أحد مكاتب الأمن على ما أعتقد..
    تم تعذيبى بمختلف أنواع التعذيب..ثم نقلت لمكاتب ما يسمى بالأمن الإيجابى..
    كان التركيز على ضربى فى الظهر مكان الكلى..حتى يغمى على..
    وأيضاً يتم ضربى فى الرأس يكميه كبيره من المفاتيح..أيضاً حتى أصاب بالإغماء..
    تم هذا التعذيب بواسطة شخص يدعى مقدم مازن..
    تم ربط اصابعى لمسافات طويله..حتى تتخدر يدى وأصاب بألم مبرح..
    وبعدها بساعات لا أستطيع حمل كوب من الماء
    وأيضاً يتم حبسى فى غرفه متر فى متر..كاملة الظلام..ثم يفتح النور فجأه..ثم تظلم الغرفه مره أخرى
    ويأتى شخص ليقوم بضربى فى البطن والوجه وجميع أجزاء جسمى..
    أصبت بحبس فى البول..تم أخذى للسلاح الطبى وقبل أن أرى الدكتور تمت إعادتى للزنزانه
    كان يتم إخطارى بأن زوجتى قادمه اليوم وإلى أن ينتهى اليوم لا أراها..ويحدث هذا كثيراً


    تم هذا الأمر لزوجتى أيضاً ...كان يطلب منها أن تأتى لمكاتب الأمن لرؤيتى..
    وعندما تحضر حامله التوأم حديثى الولاده...تجلس بالساعات وكل دقائق يأتى شخص ليسألها نفس الأسئله
    من أنت ؟ ما إسمك...؟؟ لماذا أنت هنا؟؟؟من طلب منك أنت تحضرى؟؟؟
    وفى نهاية اليوم تذهب دون أن ترانى!!!!

    ساءت حالتى كثيراً وخشو من وفاتى بحبس البول فأحالونى للسلاح الطبى ثم سجن كوبر..
    وذلك فى حوالى منتصف يناير1991 ..
    ثم أطلق سراحى فى 13 مايو سنة 1992
    ولا زلت أعانى من مشاكل فى الكلى..

    وفى 29 ديسمبر 1996 تم إعتقالى للمره الثانيه..وحتى 12 يوليو 1997

    الشهر الأول قضيته فى سطوح القياده العامه مع المهربين وبتاعين الشيكات الطائره

    ثم نقلت إلى أحد بيوت الأشباح بحرىحيث كان يتم التعذيب
    أيضاً تم تعذيبى بواسطة الضرب والركل والشتم والحبس فى غرفه ضيقه
    متر فى نصف متر وذلك فى سطوح مكاتب الأمن فى بحرى
    قائد التعذيب رائد أسمه أسامه لاأعرف إذا كان هذا أسمه الحقيقى أو الحركى..
    بعد منتصف الليل يتم أخذى إلى السطوح حيث يقوم حوالى سته أو سبعه من أفراد
    الأمن بركلى بالجزم وضربى فى كل جسمى
    أثناء النهار يتم ضربى بقعور البنادق...وشتمى بأقزع الألفاظ..
    ومطالبتى بقراءة بعض سور من القران وأنا فى أشد الإجهاد..أو مطالبتى بالصلاه
    ثم إحضار صحن كبير جداً ملئ بالفول ومطالبتى بأن آكله كله..وإن توقفت أضرب
    كنت آكل حتى أستفرغ..ثم أطالب بأن اكل حتى أستفرغ للمره الثانيه..
    وأيضاً مورس على التعذيب المسمى بالطياره قامت..والضرب فى الرأس..
    ان هناك زميل من الحله الجديده لا أذكر إسمه تم خلع أظفاره..
    وكان معى الزميل النقابى محمد بابكر ودكتور محمد نجيب وعباس وهبه
    وزميل من الجريف إسمه مصطفى..
    ثم احلت إلى مكتب أمن داخل القياده العامه وبعدها تم الإفراج عنى دون أن يسمحو لى
    بالإتصال بأسرتى ودون أن يعطونى أى نقود للمواصلات..ودون السماح لى بأخذ ملابسى وحاجياتى
    مما إضطرنى للذهاب مشياً من القياده العامه إلى حيث تسكن أسرتى بالقوز


    بعدأن أطلق سراحى كان على أن آتى للتمام فى مكاتب الجهاز من الساعه الثامنه صباحاً
    وحتى السابعه مساء بشكل دورى..وأنا أب لثلاثه أطفال..فى ذلك الزمن
    لم أستطع الحصول على عمل بسبب هذا..وعندما وجدت عمل بعد لأى تم فصلى..
    ضاقت بنا سبل العيش الكريم..فقررت الخروج من السودان بمساعدة بعض الأهل والأصدقاء
    ذهبت لميناء وادى حلفا أنا وزوجتى وأطفالى ثم للقاهره فى ظروف غايه فى الصعوبه
    مكثنا فى القاهره تحت رعاية المنظمات الدوليه إلى أن تمت إعادة توطيننا فى أمريكا


    ________________

    معلومه:-

    فى الصحافه كان هناك شخص من عناصر الأمن و إسمه محمد الحسن الجو ....كان جاراً لأهل زوجتى
    وكان يفاخر ويتباهى بأنه يعذب البعثيين..
    كان يسكن الصحافه مربع 23 وكان شغال فى مديرية الخرطوم حتى سنة2003


    عادل المرضى

    الى جنات الخلد المناضل عادل المرضى,طال الزمن ام قصر القصاص لهم, هؤلاء يرحلو المناضليين واحد بعض الاخر بسبب تاثير التعذيب من قبل المدعو نافع ونظامه واجهزته العار لكم يا اشباه الرجال
                  

07-08-2011, 03:53 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: elsharief)

    للك جزيل شكري وتقديري الأخ العزيز الشريف ..
    معاً لنشر ملفات التعذيب وفضح نظام التعذيب
    والإغتيال والفساد والإغتصاب..
    دمت بالف خير ...
                  

07-08-2011, 03:59 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    عبدالرحمن الزين محمد على
    Quote: عبدالرحمن الزين محمد على

    عبدالرحمن الزين محمد على 37 سنه، محام، من مواليد منطقة الجزيرة بوسط السودان، اعتقل مرة واحدة، يحكى عن هذه التجربة فيقول:
    فى صباح الاربعاء 3/12/1989م، وفى حوالى الساعة الواحدة والنصف صباحاً، دخلت علينا مجموعة من رجال الامن مكونة من ثمانية افراد يرتدى بعضهم ملابس عسكرية، والبعض الاخر يرتدى ملابس مدنية، اقتحموا المنزل بالبنادق الرشاش، وقتها كنت نائماً، وإستيقظت فوجدت هذه المجموعة تحيط بى من كل جانب، وسالونى مباشرة عن "شخص" يبحثون عنه، رددت بإننى اعرفه غير أنه غير موجود معنا الان طلبوا منى ان اتحرك معهم، ولم يسمحوا لى بتغير ملابسى، واقتادوا كل من كان بالمنزل "كان معى وقتها المهندس عبدالله السنى، اقتصادى، عبدالجليل محمد حسين، وضيفنا الاستاذ الصادق الشامى المحامى، وبالخارج وجدنى عربة بها شخص مدنى من كوادر الجبهة الإسلامية، اعرفه جيداً أصدر اوامره للمجموعة بان يعصبوا اعيننا جميعاً، وتحركت بنا العربة فى اتجاه وسط الخرطوم، واُخذونا مباشرة لمنزل عرفت فيما بعد انه مقر الجهة القومية للانتخابات سابقاً. عند دخولنا تعرضنا لضرب بإعقاب البنادق وشتائم وإهانات بذيئة، واتهامات باننا نعقد اجتماعات للتجمع الوطنى الديمقراطى بالمنزل، وتخفى بعض الهاربين...الخ
    وبينما نحن نتعرض لهذا الاعتداء الوحشى صاح احدهم طالباًان "نُحد"وسمعنا ان نصيب كل واحد منا ثمانون جلده ثم اخذنا الى حمام مساحته 160 متر مقفل بباب حديد، وليس به أضاءةوالناموس يغطى كل المكان، ومقعد الحمام مزال حديثاً وتنبعث منه راحه كريه، والأرضية مغمورة بالمياه، كنا أربعة وفى طريقنا لهذا الحمام تعرضنا للضرب من كل من يقابلنا فى الطريق، ونسمع شتائم وسباب متواصل، بعد دخولنا الحمام مباشرة رمينا بقطع من الثلج وصُبت مياه باردةعلى أجسادنا، وظللنا على هذه الحالة هتى يوم الاثنين، وفى صباح الثلاثاء نقلنا الى حمام آخر، وجدنا به ثلاثة أشخاص آخرين طيلة هذه الفترة مُنعنا من الخروج الى دورة المياه، وأضطر أثنين منا للتبول داخل الحمام وكان كان واحدمنا يُعطى سندوتش فول فى الصباح وآخر مساء وظلوا يضربون على الابواب بشكل مزعج كل نصف ساعة.
    فى هذه المدة حققوا معى مرة واحدة، أكتفوا بسؤالى فقط عن اسمى، وعنوانى ومهنتى، ولمن عوت فى الانتخابات الاخيرة، فى يوم 12/12/1989م تورمت رجلى نتيجة المياه، ولم توجه لنيا أى اتهامات، ولم يحقق معنا، بعد ذلك نقلت الى غرفة داخل المنزل، فوجدت بها عديل الشيخ على عبدالرحمن، ود. عبدالرحمن الرشيد مدير الامدادات الطبية، وباشمهندس بدالرين التوم "مهندس فى الاسكان الشعبى تعرض لتعذيب مبرح حتى فقد صوابه، بعد خروجه من المعتقل قتل زوجته وحماته، وحاول قتل طفليه"، وظللت (.........)ال هذه الفترة معصوب الاعين. فى هذه الغرفة كان رجال الأمن ياتون الينا ويطلبون منا سماع حجوة "أم ضيبينا" حيث يبدأوا فى سرد قصة طويلة ليس لها معنى او نهاية وتُجبر على الانصات، بعد ذلك تُومر بتقليد صوت إحدى الحيوانات او مشيته، وعند الاعتراض يكون نصيبك الضرب، مكثت على هذه الحالة 31 يوماً، بعدها جمعنا حوالى سبعة اشخاص خارج الغرفة، وأُجلسنا على الارض، وأتى ضابط يدعى "محمد الحاج" وإستفسر عما إذا تعرضنا لصعق كهربائى ام لا... أجبنا جميعاً بالتفى، تكلم بلهجة تشير بأن ذلك ما سوف نتعرض له، بعدها أتوا بعربة مكشوفة، طرحنا على سطحها جميعاً بعضنا فوق بعض، وضع علينا غطاء من فوقنا، وركب أكثر من خمسة أفراد من قوات الامن فوق أجسادنا، وتحركت بنا العربة وسارت لمدة نصف ساعة ثم ادخلنا بعد ذلك الي منزل اخر (منزل مأمون عوض ايو زيد)
    منذ ان وطئت قدماي هذا المنزل كنت اتعرض للضرب باستمرار وبجميع اجزاء جسدي وكنت اجبر علي اداء تمارين عنيفة حتي اسقط علي الارض وكان اخرون معي كبار السن يغمي عليهم ثم نوءمر بالوقوف مع رفع الايدي لساعات طويلة
    في مساء احد الايام كانت مجموعة من ضباط الامن في الصالة يستمعون الي نشرة اخبار ال بي بي سي والتي كانت تبث تقريرا عن انتهاكات حقوق الانسان في السودان وعن التعذيب في بيوت الاشباح بعدها مباشرة سمعت النقيب محمد الحاج يخاطب رجاله بأن موضوع التعذيب انكشف وعليهم توخي الحذر وطلب منهم ان يأخذوا مجموعتناالي معتقل بالغرفة مجاورة لنا يدعي (عوض) كان مريضا للغاية لنرفع معنوياته تمهيدا لاخراجه حتي لا يحدث لهم اضطرابات داخلية
    في مساء اليوم أخذنا الي غرفة عوض الذي اتضح انه الصديق الزميل عبد الباقي عبد الحفيظ الريح المحامي
    كان ملقي علي الارض لا يستطيع الحركة او الكلام وفي حالة صحية سيئة
    ظلت اعيننا معصوبة نتعرض للضرب منذ الصباح الباكر ونوءدي التمارين العنيفة ونقف بالساعات الطوال رافعين ايدينا والغرفة مضاءة حتي الصباح مع تواتر الضرب علي الابواب الشبابيك
    في يوم 7-2-1990 نقلت الي سجن كوبر في حالة صحية سيئة في يوم8-2-1990 تقدمت ومعي اخر بشكاوي رسمية بواسطة مأمور السجن لوزير الداخلية وصورة لوزير العدل والنائب العام نطالب فيها بالتحقيق حول التعذيب الذي تعرضنا له ومحاكمة من قاموا به
    نتيجة لذلك صدر قرار بترحيلنا الي سجن شالا بغرب السودان تم ذلك في يوم 14-2-1990 وحرمت من روءية اهلي او اي شخص اخر
    كان سجن شالا منفي ليس به ماء وملئ بالحشرات والقاذورات ومكثت به حتي اطلق سراحي في 22-10-1990
    ومنذ حضوري للخرطوم قيدت اقامتي وطلب مني الا اغادر الخرطوم الا باذن مكتوب اسلمه لااقرب نقطة بوليس في المنطقة التي اذهب اليها وعند العودة اخذ ما يفيد العودة من النقطة التي تحركت منها بشرط الا اغادر الخرطوم الا مرة كل شهر ونتيجة لذلك اعيق عملي كمحام حتي توقف تماما بعد 4 اشهر الامر الذي دفعني
    للتفكير لمغادرة السودان في 14-6-1990م


    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271
    التعديل لإضافة المصدر

    (عدل بواسطة Amani Al Ajab on 07-10-2011, 02:10 AM)

                  

07-08-2011, 04:23 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    دوما شكرا بت العجب
    ونعود..


    بمعلومات جديدة عن هولاء الشرفاء



    تحياتى يا امانى
                  

07-08-2011, 04:35 PM

Afraa Sanad
<aAfraa Sanad
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    نعم يا أماني لازم ما ننسى
    وما ضاع حق وراه مطالب
    التحية لكل شرفاء بلادي
                  

07-08-2011, 05:18 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Afraa Sanad)

    Quote: فوق
    اكيد حا اشارك في هذا الخيط الهام

    تحياتي يا اماني

    شكراً الأخ العزيز خالد العبيد ..
    يتحدثون عن القيم والاخلاق بعد (دقة لندن )،
    اللهم لا شماته
    وتناسوا ما فعله مهندس بيوت الأشباح بشرفاء بلادي ..
    معاً لفتح ملفات التعذيب..
    دمت واسرتك بالف خير ..
                  

07-08-2011, 05:28 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    المؤلم حقا ياامانى أن هذا المجرم كان غاب قوسين أو ادنى من العدالة فى اثناء زيارته للندن

    ولو رفع المعارضون الموجودون هناك أى من هذه الملفات للقضاء البريطانى لتم احتجازه

    ولكن الخلافات داخل منظمات المعارضة هنالك حالت دون ذلك

    وأيضا نقول

    يمهل ولا يهمل

    تحياتى
                  

07-08-2011, 06:16 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: مهيرة)

    الاخت امانى

    شكرا على هذه الوثائق التى هى حقيقة ما يريدون الهرب منه: التاريخ الاسود

    نافع على نافع مجرم ارتكب بدون شك جرائم ضد الانسانية وهذه الجرائم موثقة و سوف يأتى بلا شك اليوم الذى يحاسب فيه على ما اقترفت يداه

    حادثة لندن موضوع هامشى و تبقى الجرائم الاصلية موثقة و تنتظر يوم القصاص

    انتقدت كثيرا قبل الآن قادة المعارضة الذين فاوضو هذا المجرم فى القاهرة وقلت كان يجب عليه رفض ملاقاته وان كان على حساب انهيار المفاوضات. مفاوضة نافع من اكبر الاخطاء التى ارتكبها التجمع الوطنى و انا شخصيا اجده خطأ لا يغتفر.
                  

07-09-2011, 04:24 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: هشام المجمر)

    Quote: الاستاذة اماني العجب
    الاستاذ شريف

    شكرا علي هذا الجهد المثابر و الصابرات روابح كما يقول اهلنا

    هذا هو التوقيت الصحيح لاعادة نشر هذه الافادات الدامغة التي تدين امثال الدكتور نافع علي نافع من مختربي الضمير و فاسدي الطوية من المجرمين الذين اشرفوا علي تعذيب المعتقلين او باشروه بايديهم من عناصر الاجهزة الامنية في عهد الانقاذ الكالح الموسوم بالجرائم ضد الانسانية و جرائم الحرب و الفساد.
    شكرا اماني العجب علي هذا الجهد الثر و العمل الدؤوب لاصلاح حال الوطن السياسي الذي مال و اعوج و غلب المداوين .

    امثال نافع علي نافع و عناصر الامن و كل من تلطخت اياديهم بدماء الابرياء ليسوا موضوعا للنقاش هم ادني بكثير من ذلك علينا جميعا السعي الجدي الدؤوب لاخذ هؤلاء الي المحاكم و مساءلتهم عما فعلوه من فظاعات و ارتكبوه من جرائم علينا فقط السعي لاخذهم للقضاء المستقل في ظل نظام سيادة القانون و الحرية و شمول الكرامة.

    ما استغرب له هنا في سودانيزاونلاين هو تلك الاقلام التي عجن طينة اصحابها الخوف و المرض النفسي فاصبحوا يسايرون النظام المجرم في تبرير افعاله الرعناء لا بل يدافعون عنه كما تدافع الضباع عن فطيستها . اندهش تماما لما يفعله هؤلاء من اسفاف و سقوط و انحراف بالقول و الكلم عن جادة المنطق و الصواب و اقولها بالتحديد الشديد

    كل من يدافع عن نظام الانقاذ و حكم المؤتمر الوطني هو اما مريض نفسيا او منتفع رخيص النفس و ساقط لان هذا النظام و رجاله و اعوانهم هم سبة و وصمة عار في وجه الوطن لدرجة ان رئيسهم و احمد هارونهم و كوشيبهم مطلوبون امام محكمة الجنايات الدولية جراء ما ارتكبوه من جرائم في حق اهل دارفور.
    هذا النظام نشر البؤس و المرض و الحروب في ربوع الوطن
    هذا النظام مسئول عن تقسيم البلاد و متهم بالسعي الي تفتيتها

    قراءة هذه الافادات مؤلمة و حدوثها كان مؤسفا
    التحية الي كل الشرفاء الذين صمدوا في بيوت الاشباح
    التحية الي كل مناضل نازل النظام دفاعا عن حقه في العيش الكريم
    التحية الي كل من يسعي الي ازالة هذا البؤس عن ارض الوطن الجريح

    طه جعفر

    لك جزيل الشكر الأخ العزيز طه جعفر ..
    لقد كفيت ..
    دمت بالف خير ..
                  

07-09-2011, 05:11 PM

عبد الملك يوسف الملك

تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 1044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    اماني

    التحية

    كلنا كنا في الضفة الاخرى حيث الجرح النازف
    وكم طوردنا وحوربنا وشردنا
    لكن الى متى

    الافضل لنا ان ننسى
    الاحزاب التي تتكلمي الان عن ضحاياها نست وتصالحت ووشاركت في السلطة والبرلمان
    فهل انت ملكية اكثر من الملك
    ام شيوعية اكثر من الشيوعيين
    ام اتحادية اكثر من الميرغني ؟
    ام انصارية اكثر من الصادق
    ام حقانية اكثر من الشعب السوداني
    لقد انطوت هذه الصفحات ولافائدة من الهدر الفكري والتعبوي
    وفري التعبئة لمشروع اخر فهذا الحديث لم يعد مغريا ولامحفزا للنضال
    ولماذا ننسى بعض الجروح ونترك الاخرى مفتوحةلتنزف
    اذا اسقطنا فضيلة النسيان والتسامح
    فمن الذي يغفر لحزب الامة جريمة شارع القصر 1953
    او مقتل الضباط في ودنوباوي
    ومن الذي سيسامح الشيوعيين على انقلاب مايو والابادة في قصر الضيافة
    ومن الذي يغفر للصادق قتلى صناديق الانتخابات في الشمالية من انصار حزب الشعب الديموقراطى
    ومن الذي يغفلر لازهري قتلى عنبر جودة (عشرون دستة من البشر تموت باختناق ...صلاح احمد ابراهيم)
    ومن الذي يغفر للبعثيين قتلاهم في كل مكان نزلوا فيه الى ان قطع الامريكان راس الحية
    ومن الذي يغفر للترابي انقلاب الانقاذ بكل حيله وخداعه للسودانيين وقهره


    احسن ننسى ونفكر في الوسائل المشروعة للتغيير فاذا لم تنسي انت لن ينسوا هم
    الذين تتحدثين عنهم مات منهم المئات في المعارك السياسية قبل ان يصلوا الى الحكم
    هم ايضا لن ينسوا
    يكفيهم دم شخص واحد لكي لاينسوا لتدور دوائر الانتقام
    السودان في حاجة الى تفكير اخر وليس تكفير اخر
                  

07-09-2011, 06:01 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: عبد الملك يوسف الملك)

    Quote: دوما شكرا بت العجب
    ونعود..


    بمعلومات جديدة عن هولاء الشرفاء



    تحياتى يا امانى

    شكراً الأخ العزيز ود الصائم ..
    في إنتظار في المعلومات الجديدة عن الشرفاء ..
    من هنا هل نطمع من الشرفاء الذين لم يدونوا
    ماحدث لهم أن يكتبوا للتاريخ والقصاص؟
    دمت واسرتك بالف خير ..
                  

07-09-2011, 11:29 PM

Souad Taj-Elsir
<aSouad Taj-Elsir
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 3100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    ليبقى عالياً حتى لا ننسى.
    شكراً الأخت الحبيبة أماني
    على هذا التوثيق الهام،
    سيتجرع كل مجرمٍ نفس ألوان العذاب العلقمي
    وسيرشفون وكل من والاهم من نفس الكأس
    جرّاء ظلمهم المدقع وجرمهم المقذع،
    هكذا علّمنا التاريخ فأين هم ذاهبونّ!

    يمهل ولا يهمل.
    صادق التحايا لكِ والأسرة الكريمة.
                  

07-10-2011, 00:50 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Souad Taj-Elsir)

    Quote: نعم يا أماني لازم ما ننسى
    وما ضاع حق وراه مطالب
    التحية لكل شرفاء بلادي

    عفراء يا حبيبة تسلمي ..
    و الحق ينزع ولا يمنح ..
    دمت واسرتك بالف خير ..
                  

07-10-2011, 01:09 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    عاليا ...
    لكي لا ننسى
                  

07-10-2011, 01:25 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: عمر ادريس محمد)

    جعفر يسن احمد
    Quote: جعفر يسن احمد

    تم اعتقالى من مطار الخرطوم عند عودتى من الخارج وتم اخذى الى مكتب العميد حسن ضحوى نائب رئيس جهاز الامن الذى الذى طلب منى الاعتراف بصلتى بالقيادة الشرعية ولما انكرت ذلك قال لى نائب رئيس الجهاز "اذا طلعت من مكتبى دا انا لا اضمن لك سلامة نفسك وقال ايضاً التعذيب هنا حتى الموت" واخذنى المقدم صلاح قوش الى مقر الجهاز وقال لى" سمعت ببيوت الاشباح المكان المات فيه الدكتور على فضل أنت حسع فيها حنعذبك والا تقول وتعترف وتعمل الحاجات الي نحن عاوزنها" وتم اعادتى الى مكتب العميد حسن ضحوى ولما انكرت صلتى بالمعارضة ضربنى العميد بتقالة ورق وقال لى " انت حتموت هنا تحت ايدينا وكسرت ساعتى وضربنى العميد بالعصا على كتفى وتم استدعاء الطيب نور الدائم ومبارك جادين وتم جلد الطيب امامى بالسوط واعادنى الرائد على حسن الى بيت الاشباح وكلف الحرس "الناس ديل بكرة يجونا جاهزين" وفى حضوره تم ضربى على الحائط وبالدبشك على ظهرى ووضعت فى زنزانة صغيرة الجزء الاسفل من بابها مصنوع من الصاج والجزء الاعلى من السيخ وامرت باخراج يدى من فتحات السيخ ووضعت عليها طشت وعند وقوع الطشت ينهال على الحرس ضرباً بالخرطوش مع السب والشتائم ومنع الاكل والشراب وقضاء الحاجة والصلاة والنوم وتغير حمل الطشت الى حمل الطوب وعندما يغمى على يتم ضربى وايقافى لمواصلة حمل الطوب ثم تم اخذى والطيب نورالدائم الى مكتب الامن وامرنا بخلع ملابسنا فيما عدا الانكسة ووجدنا مقدم امن صلاح عبدالله وعلى الحسن وعبدالحفيظ احمد البشير يحملون سياطاً وربطت ايدينا للخلف وبدأ مسلسل الضرب بالسياط على الظهر ولا تزال اثاره ظاهرة على جسدى وفى تمام الساعة الثانية طهراً اخذنا المقدم صلاح قوش والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ احمد البشير الى طابور شمس وعند خروجنا وجدنا الحسن احمد صالح يجلس على الارض تحت الشمس وكان عارياً وعينه اليسرى مربوطة ويتلقى ضربات بالخرطوش وتم وضعى بالقوة فوق عربة ويداى مربوطتان للخلف ودس جسدى على العربة حتى تسلخ جزء من الالية اليسرى واجزاء من الكتفين وسقطت على الارض مغشياً على وعندما افقت وجدت المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن يشتمونى وكان الرائد عبدالحفيظ محمد يحمل كاوية وامره المقدم صلاح عبدالله بتوصيلها بالكهربة وعند التسخين احضارها وقام بكوى جزء من الفخذ ولاتزال آثارها باقية ومنطقتين من البطن والصدر وعندها دخلت فى غيبوبة وعندما افقت كانت الاسئلة تتوالى على وفى هذه اللحظة هددنى المقدم صلاح عبدالله باحضار زوجتى واغتصابها امامى وكان هناك شخص يطبخ فى الاكل وبجواره جمر وامره عبدالحفيظ بان يضع صينية على النار ويضع فيها ظروف نحاسية بتاعة رصاص وعندما سخنت الصينية اجبرت على الوقوف عليها وانسلخت قدماى ولم اعد اقوى على الوقوف وحملت الى داخل المكتب وقال لى صلاح عبدالله انت ما عندك علاقة بالسفارة المصرية؟ وطلبت من الرائد عبدالحفيظ محمد البشير كوب ماء واحضر الماء وكانت يداى مغلولتان وعندما هممت بشرب الماء دفق الرائد عبدالحفيظ الماء وضحك.

    التقرير الطبى:-
    بناء على الامر القضاء الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن جعفر يسن احمد بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- اثر حريق بالساعد الايمن
    *- اثر حريق بالساعد الايسر
    *- اثر حريق بالساق الايسر
    *- اثر حريق فى منتصف الساق
    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994

    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271&page=2
                  

07-10-2011, 01:42 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    وتستمر انتهاكات حقوق الإنسان في السودان وسط سيل الأكاذيب التي تطلقها السلطة وأجهزة إعلامها بمراعاتها كذباً وبهتاناً ..لم تكتف الدولة البوليسية بالسجن والاعتقال والاستدعاء والتعذيب، ولكنها تجاوزت كل ذلك بالقتل العمد. ففي 18/6/2000 اغتيل داخل حرم جامعة سنار الخريج ميرغني محمود النعمان برصاص الجيش والشرطة والأمن الذين تدخلوا لوقف ندوة. فقتلوا هذا المواطن وأصابوا العشرات، بعضهم حالته خطيرة .. وقبله اغتيل الطالب غسان احمد الأمين هارون (29/6/2000 ) بعد يومين فقط من التحاقه بالخدمة الإلزامية بمعسكر جبل الأولياء .. وكعادتها في الكذب ومحاولة تضليل الرأي العام، لم تعترف السلطة بأسباب الوفاة، وإنماحاولت تمريرها عبر أكاذيب بادعاء أنها ضربة شمس وملاريا وأن جثة النعمان وجدت خارج الجامعة (!!) بدلاً من الاعتراف بأنها بسبب قسوة التدريب والضرب والقتل العمد .. ومثله توفى الطالب مهند عبد الرحمن، ولم تكتف السلطة بقتل الأبرياء، ولكنها منعت الصحف من نشر الحقيقة ومارست عليها رقابة جعلتها تلجأ للتورية أو تتحايل على الخبر أو تتعمد تجاهله تماماً. ثلاثة مواطنون في مقتبل العمر وريعان الشباب تغتالهم الإنقاذ وتغتال أمانيهم، وتواصل أكاذيبها باختراع أسباب الوفاة غير الأسباب الحقيقية، فالخريج الذي اغتالته رصاصات تدخل الجيش في قلب الأحداث بجامعة سنار، تحاول السلطة أن توهم الرأي العام المحلي والعالمي أنه وجد مقتولاً بعيداً عن الجامعة (هكذا!!) وتحاول إخراج مسرحية سيئة السناريو لتبرير الوحشية التي قابل بها الجيش مجرد تجمهر طلابي مشروع للتحضير لندوة .. هذا الذي يحدث ليس بجديد على "الإنقاذ"، فالكذب من سماتهم،ولكن شعبنا يعرف الحقيقة. والمطلوب ليس الاكتفاء بمعرفة الحقيقة، بل العمل على فضحها ومقاومتها وتصعيد الأمر حتى فتح الملف كاملاً والتحقيق في الأحداث، ومعاقبة الجناة وملاحقتهم قضائياً، وثقتنا كبيرة في أهل هؤلاء الشهداء الأماجد.
                  

07-10-2011, 01:44 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: خالد العبيد)

    اغتيال مواطن
    توفى بمستشفى حلفا الجديدة يوم 4/4/2001 , بعد يوم واحد من دخوله على إثر تعذيب وحشي بالضرب والحرمان من الشرب والإجبار على أكل الطين، المجنّد دفع الله عبد الله محمد آدم، وهو من أبناء قبيلة اللحويين، وكان قد قبض عليه بعد أن هرب من معسكر الخدمة الإلزامية ضمن إحدى عشر مجنّداً وقد تم تعذيبه حتى الموت.


    وفي كسلا قبض على مجند آخر من الهاربين، واسمه على محمد سعيد، 27 عام – من قبيلة البني عامر، وتعرض للضرب المبرح،وأشكال أخرى من التعذيب وأدخل المستشفى في حالة غيبوبة.تشكلت هيئة من المحامين لاتخاذ الإجراءات القانونية
    .


    من ارشيف الميدان
                  

07-10-2011, 01:46 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: خالد العبيد)

    انهم يغتالون الطفولة

    سليمان الخضر يتحدث عن تجربته ليس طمعا أو رغبة في بطولات زائفة أو جريا وراء كسب رخيص كما ذكر الأستاذ سليمان الخضر،ويواصل إنما القصد أن يسجل للتاريخ مخازى هذا النظام الذي ادعى انه جاء لإنقاذ شعب السودان المغلوب على أمره ولكنه أذاقه الذل والهوان.. مزقه.. قتله.. عذبه.. شرده.. جوعه.. ومرغ انفه في التراب. تم اعتقال الأستاذ سليمان الخضر يوم 30/8/1989 حيث قضى 8 شهور متنقلا بين بيت سيتي بنك والمنزل الذي كان مقر لجنة الانتخابات السابقة وتعرض لشتى أنواع التعذيب كالضرب بالعصي المطاطية و الأطواق وهو معصوب العين و أخيراً تم قذفه داخل بئر فسقط كاسراً يده، احضر له النظام د.احمد محجوب البيلى داخل الزنزانة حيث وضع له يده بالجبص ومن ثم لم يعاوده بعدها أحد حتى أن زملاء الزنزانة هم من عمدوا لفك الجبص مستخدمين ابسط المعدات التي وجدوها من سلك أو مسمار بعد أن تعدت المدة المقررة له ما أدى إلى تقوس يده بعدها لفترة طويلة لم تعد لوضعها الطبيعي إلا بعد إجراء اكثر من جراحة.

    (ولد شنو التعالجو ما يموت)

    خلال تلك الفترة تقدم الأستاذ سليمان الخضر بطلب للسلطات الأمنية وقد حرص أن يوصل ذلك الطلب لأعلى السلطات حتى يخرج لعلاج ابنه قبل أن يتسبب مرضه في موته ولكن رد عليه من يعذبه وبكل استفزاز ( ولد شنو التعالجو.. نحن عايزينو يموت.. وتموت أمه..وتموت أنت ذاتك) وهذا ما حدث توفى ناظم يوم 9/9/1990 لم يتحمل قلبه الصغير وغادر هذه الدنيا البشعة. لم يشفع له موت ابنه لديهم وكانوا قد نقلوه سجن دبك بعد أن قضى 8 شهور بهذه البيوت بل أتوا إليه بالنباء المفجع أخرجوه للعزاء وكانوا يعودون به مساءا إلى سجن كوبر ليقضى الليل ويعود صباحا لتلقى العزاء في وفاة ابنه ليعود بعد ثلاثة أيام مرة أخرى لسجن دبك ولم يطلق سراحه حتى مايو 1991 . وبعدها تردد الأستاذ سليمان الخضر على تلك البيوت حيث تم اعتقاله مرة أخرى في 30/4/ 1994 حتى 12/1/1995 ومرة أخيرة في 12/7/1998 يقول الأستاذ سليمان انه من المهم أن يتم فضح مخازى هذا النظام وتعريفه لاهلنا الطيبين ولأجيالنا القادمة ليحرصوا على ألا تتكرر.ومن هذا المنطلق يقدم الخضر لأبناء وطنه هذا النداء «أدعوكم يارفاق يا أصدقاء ويا أبناء بلدي الطيبين.. أدعوكم أيها المناضلون..يا من تحديتم وهزمتم الصلف والاستبداد ######رتم منه ومن بيوت الأشباح أن تسهموا بالكتابة عن تجاربكم القاسية التي عشتموتها في تلك البيوت، ومن هذا المنطق أدعوكم بان تطالبوا بالقصاص العادل معاقبة أولئك ولا و ألف لا لعفا الله عما سلف".
                  

07-10-2011, 02:24 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: خالد العبيد)

    الأستاذ الصادق سيد أحمد الشامي المحامي
    Quote: الصادق سيد أحمد الشامي المحامي

    شباب في مقتبل العمر عذبوا حتى الموت فما ضعفوا ولا وهنوا وذهبت أرواحهم فداءً لهذا الوطن ونذكر منهم د. علي فضل ومنهم من وضع في برميل ملئ بالثلج حتى تجمدت أطرافه وتلفت شرايينه فبترت ساقه ونذكر المحامي عبد الباقي عبد الحفيظ وتعرض الكثيرون لأصناف وأساليب ونماذج من التعذيب لا يقرها ضمير حي ولا دين ولا قيم ولا خلق سوي.

    ونخشى أن تضعف ذاكرة التاريخ وتضيع الحقائق والوقائع الثابتة في خضم الأكاذيب والترهات وصناعة التزييف.

    فبعد فترة وجيزة من استشهاد د. علي فضل سأل الصحفي والكتاب فتحي الضو العقيد يوسف عبد الفتاح في 9/5/1990 عن موت د. علي فضل بالتعذيب في السجن فكانت الإجابة “هذه إشاعات لقد مات بالملاريا”. ومنذ فترة وجيزة سئل أحد قادة النظام عن حقيقة بيوت الأشباح وما كان يمارس فيها من تعذيب جسدي ومعنوي فكانت الإجابة مرة أخرى “هذه إشاعات”.

    إن السكوت عن بيان هذه الحقائق يفتح المجال لطمسها ونسيانها ومن ثمّ ضياعها ولذلك لابد من تعرية وفضح جميع ممارسات التعذيب وكافة أوجه انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرات الحريات الأساسية توثيقاً وإثباتاً وتاريخاً لها.

    لقد قرأنا في الصحف الصادرة خلال الأسبوع المنصرم خبراً عن استمرار نفس وسائل التعذيب لبعض الطلاب في جامعة أم درمان الإسلامية وفي غيرها مما يدل على إن هؤلاء الزبانية لا يزالون في طغيانهم يعمهون ومما يعني أن السكوت يغري بممارسة هذه البشاعات مرة أخرى وبأساليب جديدة ولذلك رأيت أن أنشر تجربتي إضافة جديدة قديمة لتجربتي د. فاروق محمد إبراهيم وعمار محمد أحمد سيراً على نهجهما، وأدعو الآخرين لتوثيق وتسجيل تجاربهم في هذا المجال.

    معاملة السجون:

    عندما وقع انقلاب الإنقاذ كنت مشاركاً في مؤتمر المحامين العرب في سوريا وعند عودتي إلى السودان في 4/يوليو/1989 اعتقلت في مطار الخرطوم لبضع ساعات وبعدها بعشرة أيام تم اعتقالي وحبسي إدارياً لمدة أربعة أشهر بسجن كوبر ثم أفرج عني لمدة أسبوع تم اعتقالي مرة أخرى لمدة أربعة أشهر أمضيتها بين سجن كوبر وسجن بورتسودان، ثم اعتقلت مرة ثالثة لمدة ثمانية أشهر. لقد أمضينا تلك المدة بسجن كوبر بأقسامه المختلفة وبسجن بورتسودان.

    وأشهد بأنه طوال الستة عشر شهراً التي أمضيتها بين سجني كوبر وبورتسودان كنت وغيري من المعتقلين نتلقى معاملة عادية ولم نسمع أي سباب أو إهانات جارحة أو ألفاظاً نابية ولم يقع علينا أي اعتداء وكنا نعامل وتصان حقوقنا وفق لوائح السجن وقد كان ضباط السجون وأفرادها يعاملوننا بكل مودة واحترام طوال مدة الاعتقال.

    تجربة بيوت الأشباح

    صدمة البداية:

    لقد جاء الاعتقال في المرة الثانية بعد منتصف الليل في 10/11/1989 وأخذت في عربة بوكس تايوتا وكان معي في نفس العربة المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين وقد عصبت أعيننا حتى لا نعرف الجهة التي سوف نؤخذ إليها وتوالت علينا الإهانات والضرب منذ بداية الاعتقال فسأل المشرف على الاعتقال المرحوم المهندس عبد الله السني هل لك سكرتيرة وعندما أجاب بالنفي ضربه بمؤخرة البندقية بقوة على صدره ولقد ظل أثر تلك الضربة بارزاً وظاهراً على صدر المرحوم السني حتى فارق الحياة.

    ثم بدأ سيل الإهانات والشتائم والألفاظ النابية دونما مبرر أو أي سبب ولقد تجملنا بالجلد وقوة العزيمة والصبر على المكارة.

    وعندما وصلنا إلى مكان الاعتقال طلب منا أن نقف معصوبي الأعين إلى جوار أحد الأعمدة وبدأ الزبانية يركلوننا بأقدامهم وينهالون علينا ضرباً بالأيدي وعندما اعترضت على ذلك ضربني أحدهم بسوط على صدري وظهري فما كان مني إلا أن أمسكت ذلك السوط وأخذته منه بقوة تربال وتمكنت من نزعه منه ورفعت العصابة عن عيني فوجدت أنه يغطي رأسه بطاقية من صوف تغطي وجهه حتى ذقنه وليس به سوى فتحتي الأعين وليست بها فتحات للأنف أو الفم وسألني ماذا تريد أن تفعل لي هل ستضربني ” فأجبته بالإيجاب وخاطبته بألفاظ حادة يستحقها ولكني وجدت العذر في قوله سبحانه وتعالى:

    “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً”.

    وكنا مظلومين ولقد ذهب الرد الحاد ببعض غيظ قلبي وبعد ذلك أرجعت له السوط فأحجم عن ضربي ولم يكررها مرة أخرى وبعد ذلك أجلسنا ولكني ندمت عليها لأن ذلك ليس من طبعي ولا خلقي وأجلسنا على الأرض معصوبي الأعين وإذا بمقادير كبيرة من الثلج والمياه الباردة تصب علينا بالجرادل وكان منظراً بائساً ومزرياً ومؤلماً للغاية.

    وقد مكثنا على تلك الحالة باقي تلك الليلة وفي اليوم التالي أخذوني والثلاثة الذين اعتقلوا معي معصوبي الأعين إلى غرفة ضيقة وأغلق علينا بابها من الخارج وكنا نشعر بوجود مياه تحت أقدامنا وروائح نتنه وكريهة وحر شديد.

    وبعد إغلاق باب الغرفة نزعنا الأربطة عن أعينا فوجدنا أننا محتجزون في دورة مياه قديمة بها مياه راكدة ولم يكن من الممكن أن نجلس في تلك المياه وهي تغطي حتى منتصف الساق.

    وكان لزاماً أن نباشر في غرف تلك المياه وإخراجها من تحت باب ذلك الحمام القديم وبالفعل نزعنا ما كنا نرتدي من قمصان أو عمائم وجلابيب وبدأنا في شطف تلك المياه بغمس ملابسنا فيها ثم عصرها تحت الباب حتى تخرج تلك المياه الآسنة.

    وللاستمرار في هذه العملية كان لابد أن تكون بالتناوب يقوم بها اثنان ويبقى اثنان على جانب لضيق المكان. لقد استمرت تلك العملية لمدة خمس ساعات متصلة وبعد أن انهكتنا وضعفت قوتنا تمكنا من نزح تلك المياه.

    ولضيق الحمام لم يكن من الممكن أن نجلس نحن الأربعة فيه ناهيك عن رقود أو راحة واتفقنا على أن نتناوب بأن يجلس اثنان ويقف اثنان وهكذا.

    وقبل أن يبدأ ذلك التناوب سألنا أحد الحراس من خارج الباب المغلق “هل تمكنتم من تجفيف أرضية الحمام؟” وعندما أجبنا بالإيجاب قال “مبروك ارتاحوا”. وخلال دقائق معدودة بدأ تدفق المياه قوياً من ماسورة مكسورة قفلها أو مفتاحها خارج الحمام فقد قام الحارس بفتحه ليعود تدفق المياه لتملأ وتغرق المكان مرة أخرى.

    رغم مرور هذه السنوات الطوال التي تزيد على الست عشرة عاماً لا يزال الشعور بالغيظ الكظيم العميق والألم الممض ينتابني يؤرقني بسبب تلك التصرفات المهينة واللا إنسانية وأقسم وقتها لو كنا منه وقتئذ لقضى أحدنا على الآخر.

    ورغم شعورنا بالألم والمهانة والغيظ إلا أننا قررنا عدم (شطف) المياه مرة أخرى حتى لا تتكرر العملية ويعاود فتح الماسورة وتصبح أمراً مسلياً ومتلف لأعصابنا.

    وامضينا ليلتنا تلك والجميع وقوف وظل الحال هكذا حتى عصر اليوم التالي.

    واكتشفنا في تلك الليلة أن أي إنسان له قوة كامنة هائلة إن فجرها صار في مقدوره أن يتغلب على أصعب وأقسى الظروف. وأن يتعايش معها هل يصدق أحد أن يقوى شخص على الوقوف تحته مياه ترتفع حتى منتصف ساقيه يقاسم ثلاثة أشخاص آخرين ذلك الحيز الضيق ويغفو غفوة هي بين منزلتي النوم والصحو.

    وفي عصر اليوم التالي فتح أحد الحراس الباب وسمح لنا (بشطف) تلك المياه وتنظيف الحمام. وبعد تجفيفه قمنا بعد بلاطات الحمام الصغيرة وكانت تسع بلاطات طولا وخمس بلاطات عرضاً، أي إن مساحة دورة المياه التي حشرنا فيها كانت متراً مربعاً ونصف المتر.

    ولقد مكثنا في ذلك المرحاض الشديد الضيق المقفل بابه من الخارج بلا منفذ للتهوية سوى (شباك) جد صغير في أعلاه طوال مدة اعتقالنا في بيت الأشباح ذاك لمدة شهر كامل. وهؤلاء الزبانية الطغاة يسوموننا سوء العذاب ضرباً وركلاً بالأقدام وألفاظ نابية وجارحة وكل ذلك بغيا وعدوناً.



    الطعام والشراب:

    في حوالي الخامسة من عصر اليوم التالي أحضروا لنا أربعة (سندوتشات) من الفاصوليا وكانت مليئة بمقادير كبيرة من (الشطة) وعندما اعترضنا على ذلك قالوا هذا طعامكم لكم أن تتناولوه أو تتركوه فقمنا بإخراج الفاصوليا وأكلنا ما تبقى من الرغيف.

    ولقد ظل موعد تناول تلك الوجبة الوحيدة ثابتاً طوال شهر قضيناه في بيت الأشباح وظل الطعام هو الفاصوليا الملغومة بالشطة التي تراكمت بقاياها داخل المرحاض ممل جعل لها رائحة نتنه تأذينا منها وتعايشنا معها.

    أما عن مياه الشرب فحدث، ذلك أننا طوال تلك الفترة لم نشرب إلا من إبريق وضع في دورة المياه التي كان يسمح لنا بالذهاب إليها مرة واحدة في اليوم وهو لم يكن من نوع أباريق البلاستيك العادية وإنما كان علبة من الصفيح أو شيء من هذا القبيل ضغطت في وسطها وتركت بها فتحتان من الجانبين مثل النوع المستعمل في الخلاوي والأسواق الشعبية وهو إبريق صدئ وفي مكان ملوث وكنا نشرب منه مرة واحدة في اليوم.

    وبذا أدى ذلك الحرمان من الأكل والشرب إلى أن فقدت شخصياً ثلاثين كيلو جراماً من وزني خلال شهر واحد. ورب ضارة نافعة.

    قضاء الحاجة:

    وإذا كان للوجبة الواحدة موعد ثابت فلم يكن لقضاء الحاجة مرة واحدة في اليوم موعد يحدده إلحاح الحاجة وإنما يحدده مزاج أولئك الحراس فيختارون لكل منا وقت قضاء حاجته وفق أهوائهم فقد يكون آخر الليل أو أول الصبح أو منتصف النهار أو أي وقت يحلو لهم وفي كل الأحوال فقضاء الحاجة كان محظوراً لأكثر من مرة واحدة في اليوم. ولقد حرصنا على أن تناول أقل قدر من المياه لعدم نقائها وحتى لا نضطر لاستعمال دورة المياه المحظورة علينا استخدامها إلا مرة واحدة في اليوم يحددها الزبانية كيفما اتفق ولا تحددها حاجتك.

    وكانوا يخرجوننا من المرحاض حيث كنا نعتقل إلى دورة المياه الأخرى معصوبي الأعين. وأذكر إنني كنت انتعل (سفنجة) وكانت لهم ممارسات صبيانية معها وهي أن يضغط الواحد منهم على آخر (السفنجة) أثناء سيري معصوب العينين مما يجعلني أتعثر حتى أكاد أقع على الأرض، فكان هذا مصدر فكاهة وتلذذ ######رية لهم وأذكر في إحدى هذه المرات أنني تعثرت بشدة وكدت أقع على الأرض فكان تعليقه أن أمامي الحفرة التي دفنوا فيها د. أمين مكي مدني وأنا كنت أعلم أن د. أمين مكي مدني لا يزال بسجن بورتسودان وقد كنت معه في زنزانة واحدة أعلم أنه لم يطلق سراحه حتى تاريخ اعتقالي ولم ينقل لسجن كوبر ولذلك لم أعر الأمر أي اهتمام وبالتالي لم يتحقق للجلاد ما أراده منه.



    التعرف على موقع أحد بيوت الأشباح:

    في أحد المرات وأنا ذاهب إلى دورة المياه تلك رفعت عن عيني عصابتها لأتعرف على موقع الاعتقال فلفت انتباهي عدد كبير الصناديق الصغيرة مكتوب عليها “لجنة الانتخابات القومية” فعلمت أننا معتقلون في مقر لجنة الانتخابات القومية وهو المنزل الذي يقع غرب المصرف العربي وحتما كان هذا أحد بيوت الأشباح.

    ومما يثير الاستغراب أننا طوال تلك الفترة لمي تم التحقيق معنا سوى مرة واحدة وكانت أسئلة شكلية عن الاسم والعمر والمهنة ومقر السكن والمعتقد السياسي ولا شيء غير ذلك.

    وكنت أعجب من ذلك التحقيق فكلها معلومات معروفة لجهاز الأمن وكنا نشعر بوجود معتقلين آخرين ولكن لم نكن نراهم وإنما كنا نسمع أصواتهم وحركتهم وبما أن جميع الحرس كانوا يرتدون الطواقي الصوفية الكاسية حتى الذقن ولم نكن نراهم ولا نرى المعتقلين وإنما نسمع أصواتاً وهكذا ” جاء مصطلح بيوت الأشباح”.

    وجبات التعذيب:

    وكنا نسمع مخاطبة الحرس للمعتقلين في الغرفة المجاورة. وكان أول اليوم يبتدئ بالمناداة على المرحوم بدر الدين لأخذ الوجبة الأولى وبالطبع لم نكن نعرف أي نوع من التعذيب يتعرض له ولكن كنا نشعر به يعود متألماً متأوهاً.

    ثم كانوا ينادونه عند المغيب لأخذ وجبة المساء. ثم يخاطبونه بقولهم “تشكينا لعمر البشير خلي عمر البشير ينفعك هنا”.

    وفي أحد المرات جاء متألماً ويبدو نازفاً وسمعنا طرقات على باب الغرفة المجاورة والحرس يخاطبونهم بعباراتهم المعهودة “مالكم يا وهم” فنقلوا إليهم حال بدر الدين وجاء الرد ” ما معاكم دكتور فاروق محمد إبراهيم خلو يعالجه” فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب ” ما كلوا واحد”.

    ولم نكن نسمع طوال تلك الفترة من أولئك الحراس سوى هذه العبارة الفارغة “يا وهم”.

    السخرية المؤلمة:

    كما ذكرت فقد كنا نعيش في ذلك المرحاض النتن بمساحته البالغة الضيق وافتقاره إلى التهوية ومع بواقي الفاصوليا المتراكمة وأجسامنا المتسخة وملابسنا القذرة ولم نكن قد سمح لنا بالحمام أو الاغتسال طوال تلك الفترة بخلاف ما قد نغسل به أفواهنا من ذلك الإبريق الملوث، ولا شك أن رائحتنا كانت منفرة ولكن أشد ما كان يحز في نفوسنا سخرية أولئك الحرس منا عند فتح الباب لمناداتنا لتناول (الساندوتشات) أو لأخذ أحدنا لدورة المياه فكانوا يجعلون أصابعهم على أنوفهم ويخاطبوننا بقولهم “أنتم بني أدمين أم جيف” وهم يعلمون أنهم سبب كل تلك القذارة وما نكابده من ألم ومشقة.

    الحرمان من الراحة والنوم:

    بالرغم من أننا كنا معتقلين في ذلك المرحاض الضيق والذي لا تزيد مساحته عن متر ونصف المتر المربع، وبالرغم من إننا كنا أربعة معتقلين في ذلك الحيز الضيق منعدم التهوية، وكانت تلك المساحة لا تسمح بان نجلس جميعاً فيها ناهيك عن الرقاد أو النوم، إلا أن أولئك الزبانية وللمزيد من إرهاق أعصابنا فقد حرصوا على القرع على الباب في فترات قصيرة متفاوتة وبصفة خاصة أثناء الليل كل ذلك بغرض أن نظل يقظين طوال الوقت ولا ننال حتى تلك الغفوة القصيرة. ومن المؤكد أنهم قد درسوا كل أساليب وأصناف التعذيب قبل أن يطبقوها علينا. أضف إلى ذلك عصب الأعين في فترات الخروج البسيطة لدورة المياه مما يعني حرماننا طول فترة الاعتقال من أشعة الشمس وانعكاس ذلك على صحتنا.

    منع العلاج:

    أنا شخصياً أعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن تضخم في عضلة القلب وأواظب على الكشف الطبي والعلاج لدى الدكتور القدير سراج أبشر.

    ومنذ اليوم الأول أخطرتهم بذلك وبأني لم يسمح لي بأخذ الأدوية معي وطلبت منهم الاتصال بالأسرة لإحضارها ولكنهم رفضوا بصورة قاطعة وفي إحدى المرات أصبت بإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام التهوية فخبط الإخوة في الحمام على الباب بشدة حتى أتى من ينادي “مالكم يا وهم” فأخبره بالحاصل فقال “يعني أيه ما يموت أو تموتوا كلكم بتساووا شنو يا وهم”.

    ومع الإصرار على خبط الباب والقرع بشدة فتحه لبعض الوقت إلى أن أفقت من تلك الغيبوبة وعلمت منهم تفاصيل الموقف التي ذكرتها وتم قفل الباب بعد ذلك ولكن لم يسمحوا لي بأي علاج أو بإحضار الأدوية المطلوبة.

    منع العبادة:

    ومنذ اليوم الأول طلبنا منهم السماح لنا بالوضوء وإخراجنا في أوقات الصلاة سواء فرادى أو جماعة لأداء الصلوات في أوقاتها. فكان الرد “أنتم مالكم ومال الصلاة وهل أنتم مسلمون” يا سبحان الله ورددنا بتذكيرهم بقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الفلق: أرأيت الذي ينهي، عبداً إذا صلى، أرأيت أن كان على الهدى”. ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً بل زادهم إصرارا واستكبارهم على منعنا من الوضوء والصلاة. ورفعنا أمرنا لله وشكوناهم له سبحانه وتعالى أمرنا. ونعلم أن الصلاة لا تسقط عن المسلم في كل الأوقات ولكن لم يكن من الممكن أداؤها في ذلك المكان القذر وعلى غير طهارة فأديناها في قلوبنا وقمت بقضائها بعد أن انتقلنا إلى سجن كوبر.



    اللهم لا غل ولا حقد:

    نحن نتعرض لكل تلك المعاناة وتلك الانتهاكات والآن وبعد كل هذه السنوات لا أجد في نفسي أي غل أو حقد على أولئك الحراس. فقد كانوا أدوات وقطعا من رقعة الشطرنج وأشعر أنهم ضحايا مثلنا تماماً قد غسلوا أدمغتهم وسيطروا على عقولهم ومسخوا شخصياتهم ونزعوا عنهم أدميتهم وأفهموهم أن كل الذي يقومون به إنما هو من أجل تمكين الإسلام والإسلام برئ مما يفعلون.

    أنا أقول هذا ولا أعفيهم من المسؤولية ولكن أشعر أن المجرم الحقيقي والمسئول الأول هو الذي يحرك تلك الدمى الخشبية وهو الآمر بكل تلك الأفعال والموجه على فعلها وأياً كان موقعه في تراتيبه نظام الإنقاذ وهرمه وكل القابعين في قمة ذلك الهرم لأنهم هم الذين اختطوا منهجاً يستحل كل رام في سبيل استدامة سلطتهم. أولئك المسئولون هم الذين يجب أن تطالهم المحاسبة هم الذين وجهوا أولئك الصغار بلبس تلك الأقنعة واعدوا تلك المنازل “بيوت الأشباح” لممارسة أبشع أساليب إذلال الناس واحتقار آدميتهم، وقد كانوا يحضرون بأنفسهم ويشاهدون تلك الانتهاكات ولعلهم كانوا يستمتعون بأنين المعذبين وآهاتهم.

    قوة العزيمة والإرادة:

    لقد تمكن أولئك النفر من الجلاوزة والعسس والجلادين من تعذيب أجسامنا وإلحاق الأذى بها ولكنهم فشلوا في قهر إرادتنا أو النيل من عزيمتنا وكبريائنا والحق أقول أننا كنا كل ما زادت المعاناة والقهر قويت عزائمنا وازداد إيماننا بقضيتنا وازددنا إصرار على التمسك بكبريائنا وعجبنا لتلك القوة الخفية في الإنسان التي تجعله يصمد كل الصمود وينتصر على كل الأهوال والرزايا

    مجلة الحقوقي: مجلة قانونية بحثية في مجالات القانون السوداني
    [email protected]
                  

07-10-2011, 03:47 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote: المؤلم حقا ياامانى أن هذا المجرم كان غاب قوسين أو ادنى من العدالة فى اثناء زيارته للندن

    ولو رفع المعارضون الموجودون هناك أى من هذه الملفات للقضاء البريطانى لتم احتجازه

    ولكن الخلافات داخل منظمات المعارضة هنالك حالت دون ذلك

    وأيضا نقول

    يمهل ولا يهمل

    تحياتى

    تسلمي الحبيبة مهيرة ..
    اتفق معك، هذه هي الخطوات السليمة التي
    يجب على ضحايا التعذيب واسرهم إتخاذها
    عاجلاً وليس أجلاً لرد ألحق بالقانون
    والقصاص..
    دمت واسرتك بالف خير ..
                  

07-10-2011, 07:24 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    عثمان محمود
    Quote: عثمان محمود

    تم اقتيادىالى مبانى جهاز الامن للعميد حسن ضحوى بحضور كل من صلاح عبدالله وعبدالحفيظ وسألنى العميد حسن ضحوى عن انضمامى للقيادة الشرعية ولما انكرت ضربنى بعصا من الابنوس على ظهرى حتى تكسرت وخرج وقام صلاح عبدالله وعلى الحسن بضربى بعصى حيث كان صلاح عبدالله يضرب الكتف وعلى الحسن يضرب الركبتين حتى امتلأت ملابسى دماً واستمر الضرب ولما عاد حسن ضحوى قال لى
    " بتعرف على فضل فقلت له لا اعرفه فقال لى بالمناسبة على فضل دا قتلناه فى مكتبنا دا وبالمناسبة التعذيب عندنا حتى الموت واستمر هذا الامر لعدة ساعات ثم اخذنى الرائد عبدالحفيظ الى بيت الاشباح حيث بدأ مسلسل ضرب جديد حيث تمسك من الرأس وتضرب على الحائط حتى فقدان الوعى وتم ادخالىالي زنزانة صغيرة وامرت بإخراج يداى عند سيخ الباب وحمل طشت به ماء وعندما يسقط الطشت يتم ضربى بالدبشك وظللت على هذه الحالة من الليل وحتى الساعة 12 ظهرا من اليوم التالى ثم اخذت فى ضهرية عربة حتى الغار وهو مقر رئاسة جهاز الامن وادخل صلاح عبدالله اثنين من الشباب وطلب منهما ان يتعلما الكارتيه فى وبدأوا فى ضربى وانا مقيد حتى فقدت الوعى ولما افقت قاما بطعنى بدبابيس ثم امرت بجمع الدبابيس فى صندوق مع الضرب بالسياط, ثم ادخلت فى غرفة وامرت برفع يداى وهما فى القيد وهى طريقة يطلق عليها طابور الوقوف واستمريت على هذا الوضع حتى منتصف الليل وجاء الى صلاح عبدالله وعلى الحسن وطلبا منى الاعتراف فرفضت فإستمر طابور الوقوف حتى الرابعة صباحاً واجبرت على عمل مايسمى قيام الهندى وهو ان ت######ش اليدان وتخلع الملابس ويرقد الفرد ارضاً فى الشمس ويكون الجسم على الرأس واليدين ويستمر الضرب بالسياط وذلك لاكثر من ساعة تم يترك الفرد فى الشمس حتى المساء وثم اعادتى لبيت الاشباح وطلب منى ان انط كالارنب من البوابة حتى الزنزانة وعاد مسلسل حمل الطشت وعند الفجر هددنى حارس بأن يوصل به التيار الكهربائى وفى منتصف الليل ادخلت فى ضهرية عربة حيث تحركت بى الى مكان وجدت به بعض الناس من بينهم صلاح عبدالله وطلبوا منى ان اتوضأ ففعلت وطلبوا منى ان اكتب وصيتى لانهم قرروا اعدامى وطلبوا منى ان احدد اسم شخص يسلمونه الجثة فحددت لهم اسم صديق بالخرطوم وبعد مده جاء شخص وقال لهم اجلوا عملية التنفيذ حتى المساء وفى المساء طلبوا منى الاعتراف ترغيبا موضحين لى بان المقصود المصريين والمعارضة الخارجية وفى يوم 23/4/1993 م حملت فى ضهرية عربة بها جوال فحم لمكان وجدت فيه جعفر يسن والطيب نوالدائم واقفين بالانكسة واياديهم مكبلة واُمرت بخلع ملابسى وكان هذا فى منتصف النهار وشالونى اربعة اشخاص وأرقدونى فى كبوت العربة على ظهرى وطلع واحد فى صدرى وواحد فى بطنى وواحد فى الفخدين وواحد ضاغط على اليدين واستمرت عشرة دقائق وبعد ذلك قلبونى علىبطنى ومن السخانة انفسخ الجلد ورقدونى على الارض على بطنى ولاحظت ايضاً ظهر الطيب ويديه مظلطه ورقدنا فى الشمس عرايا وكان واقف من الضباط عبدالحفيظ والحته الواقفين فيها كانت توجد بها كمية من الذخيرة النحاسية الفارغة وعبدالحفيظ قال للعساكر افرشوا ليه الارض بدأ العساكر يملوا الارض بالذخيرة الفارغة وفرشوا ذى مترين فى مترين وقالوا لى ارقد فيها بعد ان عرضوها للشمس ######نت شديد ورقدت ######انتها كانت لا تقل عن سخانة العربة وبنفس المستوى كلفوا اربعة انفار للطلوع فى جسدى وكانت الذخيرة الفارغة تتغرز داخل ظهرى ولم استطع التنفس.
    التقرير الطبى
    بناء على الامر القضائى الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن عثمان محمود بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- أثر حـــريق تحـــت لوحــة الظــهر الايمــن اربعـــة فى ثلاثـة ســــــــــم
    *- أثر حـريق فى الظهر عبارة عن عدد"38 " حرق بالظهر بيضاوى الشكل
    *- أثر ثلاثة حـــروق دائــرية خــــلف العـــضو بقــطرواحد ســـــم
    *- أثر حــــريق مـــــستطيل بالذراع الايمـــن واحد ونصف فى واحد ونصف
    *- أثر حـــــــــريق بالجــانب الايمـــــن للذراع الايمــــن واحــــــد ســــــــــم
    *- أثر "7" حروق بالساق الايمن بيضاوى الشكل واحد ونصف فى سبعة سم
    *- أثر حــــــــريق بيضــــــاوى فــــوق الكوع الايســـر اثنين فى واحد ســـــم
    *- أثر حــــــــريق بالجــــانب الايمــــــن للبطــــن اثنين فى واحــــد ســــــــم
    *- أثر عـــــدد "4" حـــروق صغيرة فى البطـن نصـف فى نصـف ســــــــــم
    *- أثر حـــــــــريق خــــلف الســـــــــــــاق الايمن خمسة عشر فى واحد سم

    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-199

    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271&page=2
                  

07-11-2011, 08:34 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote: الاخت امانى

    شكرا على هذه الوثائق التى هى حقيقة ما يريدون الهرب منه: التاريخ الاسود

    نافع على نافع مجرم ارتكب بدون شك جرائم ضد الانسانية وهذه الجرائم موثقة و سوف يأتى بلا شك اليوم الذى يحاسب فيه على ما اقترفت يداه

    حادثة لندن موضوع هامشى و تبقى الجرائم الاصلية موثقة و تنتظر يوم القصاص

    انتقدت كثيرا قبل الآن قادة المعارضة الذين فاوضو هذا المجرم فى القاهرة وقلت كان يجب عليه رفض ملاقاته وان كان على حساب انهيار المفاوضات. مفاوضة نافع من اكبر الاخطاء التى ارتكبها التجمع الوطنى و انا شخصيا اجده خطأ لا يغتفر.

    شكراً الأخ العزيز هشام المجمر ..
    اتفق معك أن المفوضات كانت خطأ كبير لا يغتفر..
    واجبنا كلما سنحت الفرصة نشر جرائم أمن الإنقاذ
    ضد الشرفاء والسعي في القصاص بطرق القانونية..
    دمت واسرتك بالف خير ..
                  

07-11-2011, 09:31 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    أحمد مطر >> نهاية المشروع ..!


    نهاية المشروع ..!




    أحضِـرْ سلّـهْ

    ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "

    ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .

    ضـعْ مذياعاً

    ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .

    ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،

    ضـعْ حبـلاً،

    ضَـع سكّيناً ،

    ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .

    ضَـعْ ######اً يَعقِـرْ بالجُملَـةْ

    يسبِقُ ظِلّـهْ

    يلمَـحُ حتّى ا للا أشياءَ

    ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـةْ !

    واخلِطْ هـذا كُلّـهْ

    وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـةْ .

    ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ

    فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ

    .. دولَـهْ !

                  

07-16-2011, 03:54 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Mustafa Mahmoud)

    عثمان محمود

    Quote: عثمان محمود

    تم اقتيادىالى مبانى جهاز الامن للعميد حسن ضحوى بحضور كل من صلاح عبدالله وعبدالحفيظ وسألنى العميد حسن ضحوى عن انضمامى للقيادة الشرعية ولما انكرت ضربنى بعصا من الابنوس على ظهرى حتى تكسرت وخرج وقام صلاح عبدالله وعلى الحسن بضربى بعصى حيث كان صلاح عبدالله يضرب الكتف وعلى الحسن يضرب الركبتين حتى امتلأت ملابسى دماً واستمر الضرب ولما عاد حسن ضحوى قال لى
    " بتعرف على فضل فقلت له لا اعرفه فقال لى بالمناسبة على فضل دا قتلناه فى مكتبنا دا وبالمناسبة التعذيب عندنا حتى الموت واستمر هذا الامر لعدة ساعات ثم اخذنى الرائد عبدالحفيظ الى بيت الاشباح حيث بدأ مسلسل ضرب جديد حيث تمسك من الرأس وتضرب على الحائط حتى فقدان الوعى وتم ادخالىالي زنزانة صغيرة وامرت بإخراج يداى عند سيخ الباب وحمل طشت به ماء وعندما يسقط الطشت يتم ضربى بالدبشك وظللت على هذه الحالة من الليل وحتى الساعة 12 ظهرا من اليوم التالى ثم اخذت فى ضهرية عربة حتى الغار وهو مقر رئاسة جهاز الامن وادخل صلاح عبدالله اثنين من الشباب وطلب منهما ان يتعلما الكارتيه فى وبدأوا فى ضربى وانا مقيد حتى فقدت الوعى ولما افقت قاما بطعنى بدبابيس ثم امرت بجمع الدبابيس فى صندوق مع الضرب بالسياط, ثم ادخلت فى غرفة وامرت برفع يداى وهما فى القيد وهى طريقة يطلق عليها طابور الوقوف واستمريت على هذا الوضع حتى منتصف الليل وجاء الى صلاح عبدالله وعلى الحسن وطلبا منى الاعتراف فرفضت فإستمر طابور الوقوف حتى الرابعة صباحاً واجبرت على عمل مايسمى قيام الهندى وهو ان ت######ش اليدان وتخلع الملابس ويرقد الفرد ارضاً فى الشمس ويكون الجسم على الرأس واليدين ويستمر الضرب بالسياط وذلك لاكثر من ساعة تم يترك الفرد فى الشمس حتى المساء وثم اعادتى لبيت الاشباح وطلب منى ان انط كالارنب من البوابة حتى الزنزانة وعاد مسلسل حمل الطشت وعند الفجر هددنى حارس بأن يوصل به التيار الكهربائى وفى منتصف الليل ادخلت فى ضهرية عربة حيث تحركت بى الى مكان وجدت به بعض الناس من بينهم صلاح عبدالله وطلبوا منى ان اتوضأ ففعلت وطلبوا منى ان اكتب وصيتى لانهم قرروا اعدامى وطلبوا منى ان احدد اسم شخص يسلمونه الجثة فحددت لهم اسم صديق بالخرطوم وبعد مده جاء شخص وقال لهم اجلوا عملية التنفيذ حتى المساء وفى المساء طلبوا منى الاعتراف ترغيبا موضحين لى بان المقصود المصريين والمعارضة الخارجية وفى يوم 23/4/1993 م حملت فى ضهرية عربة بها جوال فحم لمكان وجدت فيه جعفر يسن والطيب نوالدائم واقفين بالانكسة واياديهم مكبلة واُمرت بخلع ملابسى وكان هذا فى منتصف النهار وشالونى اربعة اشخاص وأرقدونى فى كبوت العربة على ظهرى وطلع واحد فى صدرى وواحد فى بطنى وواحد فى الفخدين وواحد ضاغط على اليدين واستمرت عشرة دقائق وبعد ذلك قلبونى علىبطنى ومن السخانة انفسخ الجلد ورقدونى على الارض على بطنى ولاحظت ايضاً ظهر الطيب ويديه مظلطه ورقدنا فى الشمس عرايا وكان واقف من الضباط عبدالحفيظ والحته الواقفين فيها كانت توجد بها كمية من الذخيرة النحاسية الفارغة وعبدالحفيظ قال للعساكر افرشوا ليه الارض بدأ العساكر يملوا الارض بالذخيرة الفارغة وفرشوا ذى مترين فى مترين وقالوا لى ارقد فيها بعد ان عرضوها للشمس ######نت شديد ورقدت ######انتها كانت لا تقل عن سخانة العربة وبنفس المستوى كلفوا اربعة انفار للطلوع فى جسدى وكانت الذخيرة الفارغة تتغرز داخل ظهرى ولم استطع التنفس.
    التقرير الطبى
    بناء على الامر القضائى الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن عثمان محمود بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- أثر حـــريق تحـــت لوحــة الظــهر الايمــن اربعـــة فى ثلاثـة ســــــــــم
    *- أثر حـريق فى الظهر عبارة عن عدد"38 " حرق بالظهر بيضاوى الشكل
    *- أثر ثلاثة حـــروق دائــرية خــــلف العـــضو بقــطرواحد ســـــم
    *- أثر حــــريق مـــــستطيل بالذراع الايمـــن واحد ونصف فى واحد ونصف
    *- أثر حـــــــــريق بالجــانب الايمـــــن للذراع الايمــــن واحــــــد ســــــــــم
    *- أثر "7" حروق بالساق الايمن بيضاوى الشكل واحد ونصف فى سبعة سم
    *- أثر حــــــــريق بيضــــــاوى فــــوق الكوع الايســـر اثنين فى واحد ســـــم
    *- أثر حــــــــريق بالجــــانب الايمــــــن للبطــــن اثنين فى واحــــد ســــــــم
    *- أثر عـــــدد "4" حـــروق صغيرة فى البطـن نصـف فى نصـف ســــــــــم
    *- أثر حـــــــــريق خــــلف الســـــــــــــاق الايمن خمسة عشر فى واحد سم

    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994

    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271&page=2
                  

09-19-2011, 09:22 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    عذراً المتداخلين /ات الذين لم أرد عليهم في الفترة السابقة
    نسبة لملازمتي أمي في المستشفي وحين رجوعي إلى المنبر
    تلاحق أحداث كثيرة جعلتني أتأخر في الرد ..
    فلكم العتب حتى ترضوا..
                  

09-20-2011, 12:42 PM

abdelrahim abayazid
<aabdelrahim abayazid
تاريخ التسجيل: 06-19-2003
مجموع المشاركات: 4521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    علي حبيب الله

    لقد أصبح الاعتقال والتعذيب شيئاً عادياً في حياة المناضلين من أبناء شعبنا منذ أن اغتصبت عصابة الإنقاذ السلطة في بلادنا عقب انقلابها العسكري في 30 يونيو 1989، وفتحت بيوت الأشباح سيئة السمعة، ومارست أبشع صور التعذيب والانتهاكات لحقوق الإنسان، مات تحت تعذيبها الطبيب الإنسان علي فضل الذي كان قائداً بارزاً في نقابة الأطباء.. لقد اغتالوه بدم بارد تحت أبشع ممارسات التعذيب.
    في بيوت الأشباح حدثت الكثير من المآسي التي واجهها النقابيون والمثقفون الوطنيون ببطولة، ولقد تم اعتقالي في يونيو 1996 في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقال زميلين آخرين وعدد من الطلاب حيث وصلنا عمارة الجاز ببحري في وقت واحد تقريباً في مساء ذلك اليوم وبدأ التحري معي أولاً في الطابق الأرضي والذي بدأ كالعادة بالاستفزاز وأقذع الشتائم الحاقدة.
    بعدها تم نقلي لمكتب آخر أعلى العمارة حيث وجدت شاباً في عقده الثالث أو الرابع، دخلت عليه بالسلام وطبعاً لم يرد التحية فجلست على الكرسي الذي بجانبه مما استفزه وبدأ ينهال على بالشتائم رغم إني في سن والده، وبعد ذلك بدأت أجيب على أسئلته التي بدأ يوجهها لي بكل تماسك وعدم استجابة لاستفزازاته مما زاده حنقاً وحقداً في محاولة منه كي أجيب على أسئلته كما يريد هو وليس كما أجيبه أنا، وكثيراً ما تمس هذه الاستفزازات شرف الإنسان ووالديه، وكلما تمادى في الشتم والاستفزاز والإساءات كنت لا استجيب إليه، وأخيراً قلت: أنت قليل أدب وغير مهذب، فجن جنونه وخرج من المكتب وأتاني بعد لحظات بمجموعة من زملائه وبدأوا جميعاً في صفعي وضربي “بالشلاليت” في كل جسمي، واستمروا في ضربي حتى وقعت أرضاً، وصاح فيهم: أحضروا السياط، فذهبوا وأحضروا الخرطوش الأسود لتبدأ معركة الضرب مرة أخرى وانكسرت نضارتي وتمزق جلبابي الجديد الذي كنت ارتديه.. وتورم وجهي من شدة الضرب وصرت لا أرى.. فسقطت فاقداً للوعي.
    حينما أفقت وجدت أنه قد تم نقلي إلى الطابق الأرضي وطرحت بجانب زملائي من المعتقلين والذين يقفون في مواجهة حائط البرندة رافعين الأيدي إلى الأعلى، وإذا بدرت من أحدهم أيه حركة أو تراخ أوسعه الأمنيون ضرباً وشتماً.
    واستمر تعذيبهم على هذا الحال حتى الصباح، وأنا بجانبهم طريح الأرض منهوك القوى وأحسست بالخدر بجسمي من الضرب والإرهاق.. وفي صباح اليوم التالي إزداد وجهي تورماً ورغم محاولتي إحضار الثلج لعمل “المكمدات” إلا أن ذلك لم يفد بشيء، ولم تتوقف الشتائم والسباب والضرب.
    ثم نقل البعض إلى السجن العمومي بينما تم إطلاق سراح بعض الطلاب، ولقد أصبحت بحالتي تلك مشكلة حيث لم يرغبوا في إرسالي بهذه الصورة إلى السجن، كما إنني لم أتوقع أن ينقلونني إلى المستشفى، ولم يفعلوا.. كما أن وجودي في مكان يراني من خلاله الزائرون أمر لا يرغبون فيه فكانوا ينقلونني من واجهة المكاتب إلى مكان آخر.. ومن مكان إلى مكان حتى نهاية اليوم واستمر هذا الوضع خمسة أيام وأنا أعاني من الصداع والألم نتيجة لارتفاع ضغط الدم وقد استخدمت كل الحبوب التي كانت بحوزتي ولم يستجب أحد لطلبي بالذهاب إلى المستشفى أو إحضار أقراص علاج ضغط الدم.
    وفي اليوم السادس خف الورم ولذلك قرروا إرسالي إلى المستشفى وحضرت العربة لتأخذني بحراسات أخرى من القيادة العامة لأجد بها بعض المنتظرين ونقلت معهم آخر النهار إلى السجن العمومي بكوبر، لكنه ليس هو ذلك السجن الذي غادرته عام 1985 بعد نجاح انتفاضة أبريل وكنت قد قضيت فيه ثلاثة سنوات فقد كانت تشرف عليه إدارة السجون ولكن انتقل إلى الأمن، حيث الإشراف للأمن الانقاذي حيث يتحكمون في حياة المعتقلين خاصة في مسألة العلاج وتوفير الحراسات…الخ، ومنذ وصولي السجن كنت يومياً أبلغ بالمرض لكن لا حياة لمن تنادي، وتدهورت حالتي الصحية بصورة ملحوظة وأصبحت كلما حاولت أن أقف أسقط أرضاً ولا أصل إلى الحمام إلا بمساعدة زملائي من المعتقلين، وبعد أن ساءت حالتي ذهبوا بي إلى مستشفى الشرطة ببري وأعطوني دواء (حبوب) وطلبوا مني أن أحضر صباح الغد، وهذا هو اليوم الوحيد الذي كنت فيه واعياً ولكني في المساء فقدت الوعي تماماً فحولوني إلى السلاح الطبي قسم الباطنية بتاريخ 2/7/1996م، وهذا حسبما وجدته مدوناً بعد ذلك في الأوراق الخاصة بدخولي المستشفى تحت إشراف د. أمنة عبد الوهاب/ وحدة د. عوض مهدي.
    واصلت العلاج في الأيام الأولى تحت حراسة الأمن وأهلي لا يعرفون عني شيئاً سوى إنني معتقل بسجن كوبر ولا توجد زيارة.. وقد استمرت حالتي الغيبوبة واللاوعي رغم المجهودات العظيمة التي بذلتها المستشفى من فحوصات وصور مقطعية وعلاجات إلا أن الحال لم يتحسن.. فقرر الأمن أن يتركني لمصيري فذهبوا إلى أهلي ليلاً حيث أخطروهم بأنني بمستشفى السلاح الطبي بدون إخطارهم بحالتي، وظن أهلي ربما أصابتني حمى أو خلافه لذا قرروا أن يذهبوا صباح الغد لأن دخول المستشفى العسكري ليس سهلاً في الليل.. ولكنهم فوجئوا بهم بعد قليل يحضرون مرة ثانية ليتأكدوا من ذهابهم، لذلك شك الأهل في الأمر وذهبوا للمستشفى ليجدوني في حالة غيبوبة وقد شلت قواي تماماً ولا حول لي ولا قوة، وأعتقد ناس الأمن إنني ربما مت أو ألفظ أنفاسي الأخيرة بسبب ما فعلوه بي لذلك ذهبوا ولم يحضروا لرؤيتي بالمستشفى حتى خروجي منه. بل حتى الآن!!
                  

09-20-2011, 12:55 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: abdelrahim abayazid)

    القصاص القصاص
    فوق فوق
                  

11-09-2011, 10:55 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: باسط المكي)

    ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب
                  

11-10-2011, 01:38 AM

HASSAN HAYDAR

تاريخ التسجيل: 09-07-2010
مجموع المشاركات: 84

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Nasr)

    القصاص القصاص
                  

11-10-2011, 01:51 AM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: HASSAN HAYDAR)

    فوق فقد ازف موعد القصاص،،،
                  

11-10-2011, 03:40 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: صديق الموج)

    فشلت كل جهود الإنقاذ في إرهاب وتخويف المواطن السوداني

    وها هو قد كسر حاجز الخوف

    والآن جاء ميعاد خوفكم يا إنقاذيين


    الباقر موسى
                  

11-10-2011, 04:42 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Elbagir Osman)

    يا الباقر
    Quote: فشلت كل جهود الإنقاذ في إرهاب وتخويف المواطن السوداني

    ومنذ ذلك الصمود البطولي لأبناء وبنات السودان في معتقلات الأمن وفي بيوت الأشباح
    دخلت في الكيزان خوفة ما حصلت
    السحلب سحلب
    والفرتق برا البلد فرتق
    والباقيين مهضربين نايمين وصاحين
    والجرسة الأكبر ظاهرة للعين المجردة في كل تصريحات الوغد نافع
                  

11-10-2011, 04:52 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Nasr)

    يبقى عاليا
    حتى عودة
                  

11-10-2011, 06:23 AM

عادل نجيلة

تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 2832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Nasr)

    up up
                  

11-10-2011, 05:18 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: عادل نجيلة)

    عدلان أحمد عبد العزيز
    Quote:

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع::
    (1)

    بعد ظهر أحد أيام سبتمبر 1991 حضر إلى مكتبى فى مقر لجنة إمتحانات السودان، وزارة التربية.. الأخ الأستاذ أروب دينق، وهو حديث التخرج من جامعة جوبا، حيث تعطلت دراسته فيها لعدة سنوات بسبب الفصل السياسى الذى عاناه هو وعدد من طلاب جامعة جوبا الوطنيين والديمقراطيين، أذكر منهم إنشراح محمد أحمد، محمد عبدالرحمن حلا، مارتن، عبدالطيف، وهالة الكارب.

    أحضرت كوبين من الشاى وجلست مع أروب نتبادل الحديث والأخبار.. عرفت أنه تم تعيينه معلما ًفى مدرسة الشيخ لطفى الخاصة بالنازحين الجنوبيين فى منطقة رفاعة بالإقليم الأوسط، وأنه حضر للوزارة للمكتب المختص بمتابعة هذه المدارس، وأنه قضى غرضه وهو بصدد العودة.. سألنى إن كان لدى شيئاً للإضطلاع.. بحثت فى درجى وناولته مقال مصور من مجلة قضايا فكرية، توادعنا على أمل اللقاء عند عودته مرة أخرى.

    توجه أروب دينق صوب محطة بصات البرارى وكان عليه المرور فى الشارع الفاصل بين داخلية البركس جامعة الخرطوم ومستشفى العيون.. فى ذلك الشارع إعترضته عربة بوكس نزل منها مسلحين فى ملابس مدنية، تم إعتقال أروب دينق بتوجيه مباشر من ضابط الأمن طارق الشفيع الذى كان يعمل فى جوبا فتعرف على وجه أروب وهو يمشى متجهاً صوب محطة بصات البرارى حيث أن أروب كان من القيادات الطلابية المحترمة والمعروفة فى جامعة جوبا، قبل نقل مقرها إلى الخرطوم.

    تعرض أروب الى تعذيب بدنى رهيب.. مارسه وباشره ضابط الأمن طارق الشفيع معه ثلة من عساكر الأمن. كان المقال المصور الذى أعطيته لأروب هو الخيط الذى توصل به طارق الشفيع الى عدلان أحمد عبدالعزيز،
    فكان أن تم إعتقالى من مكان عملى، عصر الخميس الموافق 26 سبتمبر 1991


    تم إقتيادى إلى مكاتب الأمن القسم السياسى، فى المبنى الأبيض المواجه لطلمبة جكسا ومبانى الهيئة العربية للإستثمار من ناحية الشمال، وشرقه -قطع شارع الظلط- البوابة الرئيسية للقيادة العامة، بدأت التحقيقات الأولية التى باشرها طارق الشفيع بالسؤال عن البيانات الشخصية، العنوان، الإنتماء السياسى إلخ.. مع التلويح بالمسدس
    وتصويبه تجاه وجهى بطريقة صبيانية، فلم تتزحزح عيناى عن عيناه، فأرسلنى مصحوباً بالحرس إلى بئر السلم المؤدى إلى الطابق الثانى، وكان ماتحت السلم مغطى بحاجز خشبى مع باب صغير، وكان يستخدم للحفظ المؤقت للمعتقلين، فوجدت هناك الأخ الصحفى، الزين الشين -كما كنا نسميه أيام الجامعة- وكان الزين وقتها يعمل فى وكالة الأنباء السودانية "سونا" كانوا يستدعونه يومياً ليأخذ نصيبه من الجلد بالسياط صباحاً ثم يقضى بقية اليوم فى بئر السلم ذاك، ليطلق سراحه مساء مع أمر بالحضور صباح اليوم التالى.. وهذه ممارسة سافلة درج جهاز الأمن على إستخدامها بقصد تحطيم نشاطات المناضلين، والإدعاء بعدم وجود معتقلين فى نفس الوقت!

    فى المساء تم إقتيادى مصحوباً بقوة مسلحة من أربعة أفراد يقودهم طارق الشفيع إلى منزلنا فى السجانة، جنوب قشلاق القسم الجنوبى، وتم حصر سكان المنزل فى مكان واحد يحرسهم عسكرى أمن مسلح ببندقية كلاشنكوف وفى ذلك الجو المكهرب والمتوتر بدأت صغيرتى الرضيعة مها، فى الصراخ المتواصل بينما كان طارق الشفيع وباقى قوته معى يفتشون ويقلبون فى غرفتى.. صراخ إبنتى أصاب المدعو طارق بالتوتر، فذهب وصرخ فى أهل الدار أن يسكتو البت.. تم إرجاعى وتحويلى إلى مكان إعتقال وهو سطح إحدى العمارات الأربعة الحمراء داخل حوش القيادة العامة، ، كانت التعليمات المشددة والمستديمة لطاقم الحراسة
    أن المدعو عدلان يجب ألا يخلد إلى الجلوس أو النوم أبداً، إلى حين إشعار آخر.

    وجدت المكان غاصاً بالمعتقلين وعدد كبير منهم كانت التهمة الموجهة له هى التخطيط والإشتراك فى محاولة قلب نظام الحكم والمتهم الرئيسى فيها كان الأمير عبد الرحمن نقد الله -لم يكن معنا فى معتقل السطح- بدأ طاقم الحراسة تنفيذ تعليمات ضابط الأمن طارق الشفيع
    بتوقيفى فى مواجهة الحائط مع رفع اليدين إلى أعلى.. بعد قليل شاركنى فى هذا الوضع، الأخ مجوك مدينق مجوك وكان يعمل مستشاراً قانونياً فى ديوان النائب العام، تم إعتقاله بالتهمة المعروفة.. التعاون مع الحركة الشعبية.. فى الطرف الآخر شاهدت أروب دينق واقفاَ أيضا، فى لحظات إبتعاد الحرس كنا ننزل أيادينا سريعاً ونلوحها لمصلحة جريان الدورة الدموية، كما كنا نتبادل الحديث همساً، أما إذا ضبطت متلبساَ فلن تسلم من عدة صفعات على القفا.. بعد ساعة تقريباً تم صرف مجوك، وأتى للوردية عسكرى أمن يدعى خليفة وهو جبهة إسلامية من أبناء النوبة النجمن، الزول التقول محلفينو قسم على.. نازل
    فينى تمارين رياضية مجهدة أنصاص الليالى مع طوابير عسكرية سمجة ثم مواصلة الوقوف مع رفع اليدين.. يبدو أننى أصبحت مصدر تسليته فى ورديته الليلية تلك، ولم يحلنى إلا آذان الفجر، حيث إكتشفت أن أفضل وسيلة لتخفيف تواتر التعذيب هى أن تتمحرك فى دورة المياه، ثم الوضوء، ثم الصلاة مع الدعاء الطويل.. حتى ذلك التكتيك لم يكن يجرى
    على اللئام من عساكر الأمن أمثال المدعو طوكر.

    إستمر ذلك الحال من مساء الخميس ثم الجمعة إلى السبت، إلى صباح الأحد، وقد كان السبت عطلة إسبوعية بجانب الجمعة، فى بدعة من بدع الإنقاذ التى لم تستمر طويلاَ. حضر أثناءها الضابط المدعو طارق الشفيع مرة واحدة يوم الجمعة، إلى مكتب الأمن المسؤول عن المعتقل ليلتقى طاقم الحراسة ويتأكد من أن تعليماته بخصوصى يتم تنفيذها.. هذا ما قاله لى عسكرى الأمن المسمى دكين وهو جبهة إسلامية، شخص بسيط لا يخلو من طيبة وكان يظن أن مايقوم به هو واجب إسلامى.. مسكين يادكين! يبدو أن طارق الشفيع لم يكن فى عجلة من أمره فلم يستدعينى لمواصلة لتحقيق والتعذيب الما خمج إلا مساء الأحد..

    عرفت أن الأستاذ أروب دينق قد تم إطلاق سراحه، إرتحت للخبر لكننى لم أتفائل فيما يخصنى..

    حوالى الثامنة مساء بدأ التحقيق الذى يقوده الضابط المدعو طارق الشفيع، وبعد عدة أسئلة سريعة.. نادى على أربعة جلاوزة كانو منتظرين بالخارج.. بدأ الحفل.. تم الإستهلال بجملة وسيل من الشتائم.. بعدها ماتسمع إلا لط.. لط.. ثم لب.. لب.. شئ بونية وشئ رأسك بالأرض، شد من الأذن والشعر.. وبعد ماحيلهم إتهدَ قليلاً لجاؤا للضرب بعصى المكانس وخراطيش الموية ذات اللون الأسود تلك التى تستخدم لتوصيل الماء بدلاً عن الأنابيب المسماة "قالفنايزد" كانت أشد أدوات التعذيب إيلاماً.. بعد فترة لم أعد أحس بالألم، بل فقدت الإحساس تماماً بيدى اليسرى.. الزبانية نفسهم أصابهم الأعياء فجرونى جراً الى الحوش ورمونى لوردية الليل التى كانت تتسلى بجلد المعتقلين الذين ساقهم سؤ حظهم للمبيت فى الحوش، لم يكن الصيد وفيراً ذلك المساء، كما أن الوردية يبدو عليها قد أصابها الملل لحسن حظنا نحن القلائل المتواجدون ذلك المساء، فكانت المناوشات خفيفة.. نوع أقيف ووشك على الحيطة، وعندك ساعة واحدة نوم فيها لكن لو إتقلبت جاى وله جاى.. شيل شيلتك.. جبط.. جبط.. ومرت الليلة طويلة طويلة، وفى الصباح الباكر تم أخذ التمام.. عساكر، على مدنيين، على معتقلين.. أدخلونا بعد التمام، غرفة بئر السلم.

    مازال الأستاذ الزين يتم إستدعاؤه، واليوم إنضم إلينا شخصين أحدهم سورى الجنسية وكانا متهمين فى قضية تزوير شيكات! القضايا التى يكون فى أطرافها مصالح تخص ناس الجبهة الإسلامية كانو بيحولوها للأمن حيث الحسم سريع، بعيداً عن ساحات القضاء! حوالى منتصف النهار حضر ضابط الأمن طارق الشفيع وأمرنا بالوقوف بما يشبه طابور الشخصية، ثم خرج ليعود بعد لحظات ومعه شخص أعرفه ويعرفنى جيداً، ويبدو أن هذا الشخص قد تعرض لبعض الجلد الساخن مع التهديد المروع.. سأله ضابط الأمن طارق الشفيع أمامنا: عدلان منو فى الناس ديل؟ فأشار على بيده وكنت أنظر إليه فى عينيه المتسعتين قليلاَ، فلعنت إبن سلسفيل الأمن و ضابط الأمن طارق الشفيع -فى سرى طبعاً- وشعرت أن الأرض غير ثابتة تحت قدمى وأشفقت على ذلك الشاب الذى كان يرتدى قميص أبيض محشك فى بنطالاً أزرقاَ مع قلم حبر جاف "بك" مشبك فى جيب القميص. ذلك الشخص كان دائم الإنتقاد لخط الحزب الشيوعى، وكان من رأيه أن الحزب الشيوعى يجب أن يتبنى خط الكفاح المسلح فى مواجهة سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية.. ربما كان محقاًفى رأيه ذاك، ربما.

    هذه الليلة بدأ الحفل متأخراً قليلاً، حوالى التاسعة مساء.. وبدأ الإستهلال ب: يازول ماتقوى رأسك ساكت، قضيتك بالنسبة لينا أوضح من الشمس.. يازول خلاصك بإيدك، نحن ماشغالين بنبيع ترمس!.. شايف الكابينت داك.. مليان بإعترافات قيادات حزبكم.. أوريك ليها؟ ماتعمل فيها بطل.. نحن عندنا أساليبنا البنطلع بيها منك الكلام.. ووالله تجى براك تدشو دش.. إنت يظهر عليك ماعرفتنا كويس.. جيبو الأسلاك ديك.. طآآآآآخ.. طآآآخ.. لب..لب.. دُج.. دُج.. لبخ.. لبخ.. تظاهرت بالإغماء وفقدان الوعى.. سمعتهم يقولون جيبو جردل الموية الباردة.. وبدأ أحدهم بمسك شعرى ثم رفع رأسى إلى أعلى عالياً ثم تركه ليسقط، ولما كانت ردة فعلى الطبيعية هى مقاومة عجلة الجاذبية للسقوط الحر ودق الدلجة.. فقد نجحت حيلتهم لكشف إستهبالى.. فتضاحكو وبدأو الإنسحاب من الغرفة، وكنت أسمع فى الغرفة المجاورة أصوات تعلو وتنخفض، فعرفت أن هناك تحقيقاً ما كان جارياً.. عرفت بعد خروجى من المعتقل لاحقاً، أن ذلك التحقيق كان مع عضو هذا البورد.. الباشمهندسة الأخت العزيزة سامية قسم.. كانوا يحاولون إخافتها عن طريق إسماعها أصوات التعذيب
    الصادرة من الحجرة المجاورة!

    الحوش كان عامراً وحفل بعد منتصف الليل كان قد بدأ عندما أخرجونى من المكاتب وسلمونى لوردية الليل. كان هناك أربعة معتقلين جدد، كانو واقفين فى صف واحد وبطريقة منظمة حيث المسافة بين أحدهم والآخر حوالى ثلاثة أمتار.. سرعان ماعرفت سبب المسافات بينهم، فهى تتيح لعسكرى الأمن تلويح سوط العنج -من طراز سيطان البقر- ثم نزوله على ظهور المعتقلين دون عوائق!

    لما كانت حالتى لاتسمح لى بالوقوف مستقيماً كالآخرين فى الصف.. فقد خربت الرصة بأن تداعيت متكوماً، وفشلوا فى جعلى أقف عن طريق ضربى المتواصل بالسوط.. ما قلت ليكم الجلد خدر! فجرونى وربطوا يدى معلقة على فرع شجرة نيم لإجبارى على الوقوف، ثم واصلوا عرضهم مع باقى المعتقلين، فكان العسكرى الممسك بسوط العنج يتوقف عند كل واحد ويبدأ فى إلقاء محاضرة سمجة عن أنه سيخرج الشياطين من رأس كل واحد فى المعتقلين، ثم جبطك.. جبطك..

    فى الصف كان صاحبنا بتاع الشيكات المزورة.. أيضاً تعرفت على الأستاذ معاذ خيَال، فقد كان برليم فى الكلية عندما كنا سناير، بالإضافة إلى أنه كان خطابياً ممتازاً ويدير أركان نقاش متعددة فى الجامعة. عجبت لوقوفه شامخاً وصامداًً كالحمار أمام الجلد المتواصل بسوط العنج، وسبب عجبى أنه من صغرى إرتبط فى ذهنى أن الحلب لايحتملون الجلد بالسياط! لا أدرى من أين أتتنى تلك الفكرة العجيبة.. ومعاذ من حلب الأبيض إقليم كردفان وهو مثل صاحبنا الحلبى التانى صديق الزيلعى.. صفة حلبى تطلق على أصحاب البشرة القريبة لبشرة سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

    الشاب أبوشنب كبير مثل شنب على مهدى الممثل -داعبته مرة وقلت ليهو ساوى شنبك الزى العشميق ده- كان لايهتز له رمش ويتلقى ضربات السوط وكأنها لاتعنيه، هو فردتى فى زنزانة بيت الأشباح لاحقاً الباشمهندس عصام الفكى.. وكان يعمل فى دار الهاتف، تم إعتقاله ذلك اليوم ومعه إثنان من زملائه.. الأخ عبدالله يوسف، وهو الآخر كان صامداً أمام سوط العنج ومعاها نضمى ومحاججة مع عسكرى الأمن فى أن مايقومون به غير إنسانى.. وغير إسلامى.. و..و.. أما ثالثهم فتح الرحمن فلم يكن فى ذلك الصف حيث عرفت لاحقاً أنه أصيب ب أزما وأغمى عليه.

    قضيت نهار اليوم التالى فى مستشفى الشرطة، حيث كنت قد ألححت بالشكوى لكل عسكرى أوضابط صادفته فى الصباح أثناء التمام من أننى أعانى من نزيف فى البول وضيق فى التنفس بسبب تضخم اللوزتين وكنت أمشى كما يمشى ود الطهور! فى الطريق إلى المستشفى هددونى بأننى لن أتلقى أى علاج وسيتم إرجاعى لمكاتب الأمن فوراً إذا لم أتبع تعليماتهم بأن إدعى أننى ضابط شرطة وماحدث أننى سقطت من عربة بوكس أثناء سيرها! لكن يبدوا أن حظهم كان جيداً إذ وجدو أن الطبيب من عينتهم.. فلم يكلف نفسه سؤالى عما حدث لى، وبعد إجراء التحاليل اللازمة تم صرف أنتى بايوتك ولزمت أحد الآسرة حتى المساء حيث عاد ضابط الأمن المدعوا طارق الشفيع لأخذى مباشرة الى معتقل السطح داخل القيادة العامة.


    عند البوابة إستلمنى عسكرى الأمن المسمى نفسه كرار.. وهو شاب يبدو وكأنه مجبور على تأديه دوره، فلا يخفى تعاطفه مع المعتقلين فى أحيان كثيرة.. سآءه منظرى وهيئتى..

    كان الإجراء المتبع أن المعتقل يمشى فى الأمام، بينما الحارس خلفه على بعد خطوات يوجهه.. لِف يمين.. أكسِر شمال.. أمشى عديل.. وهكذا حتى يتم توصيلك للجهة المقصودة.. أثناء المشوار من البوابه إلى العمارة المستخدم سطحها كمعتقل، دار بينى وبين كرار الحوار التالى..
    - لاحول الللَلآه.. يازول مالك؟
    - ...!
    - الناس ديل مالُم معاك؟ إنت سارِق ليك قُندران؟
    - متهمنى شيوعى..
    - طيب.. الناس الفوق فى العمارة ديك.. ماكلهم شيوعيين! إنت الظاهر عليك بتاع كفاوى، ورأسك كبير.. لكن.. ودينى وإيمانى.. إلا نخلَِىِ ليك زى السِمسِمة..
    لم أتمالك نفسى من الضحك.. وإلتفت ناحيته، حيث أننى لم إعتاد مخاطبة الناس ووجهى ليس ناحيتهم.. بدا لى الوضع غريب أن أتحدث إلى شخص يمشى ورائى!
    - يازول.. قبل عديل قدامَك.. قلبك ميت.. الله!

    أنهى عسكرى الأمن المسمى نفسه "مهدى" وهو المسئول المباشر عن المعتقل، لايتطرق إليك الشك لحظة فى أنه جبهة إسلامية.. وأظنه فى رتبة صول، أنهى إجراءات إستلامى فى عهدتهم كإدارة معتقل.. الأمن مقسم إلى إدارات وأقسام متعددة منها القسم السياسى، القسم الإقتصادى، الأمن الخارجى، والقسم المسئول عن إدارة المعتقلات، إلخ.. وكان واضحاً لى منذ الأيام الأولى أنهم لايتبادلون المعلومات إلا فى حدود ماهو ضرورى.. وتوصلت إلى أن مسئولى المعتقل لايعرفون عن تفاصيل إعتقالى إلا ماهو عام.. كتصنيفى السياسى، والتعليمات المصاحبة عند تسليمى لهم.. مازالت التعليمات كما هى.. يُمنع من النوم أو حتى الجلوس.. الغرض من ذلك كان إصابة الذهن بالإرهاق والتشتت.. ومن ثم محاولة إستخلاص المعلومات.. كما هى أيضاً وسيلة لإصابة المعتقل بحالة من الإجهاد البدنى وتحطيم قدرته على المقاومة..

    لاحظت حالة الوجوم التى أصابت سكان معتقل السطح حينما وصلتهم.. لم أكن أدرى أن منظرى بذلك السوء إلا عندما لاحظته فى وجوه زملائى المعتقلين.. معتقل السطح كان عبارة عن صفين من الزنازين الصغيرة المتقابلة تتوسط سطح العمارة، والسطح مسور بسور لايزيد إرتفاعه عن المتر.. كل صف كان به حوالى خمسة إلى ستة زنازين.. الزنازين الجنوبية كانت مخصصة للعسكريين -فى الخدمة أو المعاش- المتهمون بالتخطيط لإنقلاب المتهم الرئيسى فيه الأمير عبدالرحمن نقدالله، أذكر منهم العميد على التجانى، الرقيب التجانى، المقدم عادل، المقدم م. عبدالمعروف، وهذا الأخير كان يقضى شهر العسل مع زوجته فى مدنى عندما تم إعتقاله..

    الزنازين الشمالية كان فيها معتقلين سياسيين من أحزاب الشيوعى، الأمة، الإتحادى، وبينهم من حركة الطلاب المستقلين الأخ محمد محمود.. وتربطه صلة قرابة بالمخلوع نميرى.. أيضاَ من حركة الطلاب المحايدين فى جامعة الخرطوم -والتى كانت حديثة النشأة وتسحب فى البساط من تحت أقدام مؤتمر الطلاب المستقلين- تعرفت على الأخ والصديق إبراهيم باخت.. وهو شاب هادئ قليل الكلام، توثقت معرفتى به فيما بعد، تقابلنا فى ندوة كبرى كان قد أقامها التجمع الوطنى قبل عامين فى واشنطون خاطبها الدكتور جون قرنق وياسر عرمان وعدد من قيادات الحركة الشعبية الزائر آنذاك، وكان هناك هاشم بدرالدين.. علق لى إبراهيم باخت أنه لايود الإحتكاك بهاشم بدرالدين.. فإستفسرته.. قال لى فيما معناه أنه قبل مجيئه الولايات المتحدة كان فى كندا وصلها طالباً اللجؤ من القاهرة، وأن هاشم بدرالدين قد إتهمه بأن له علاقة بنظام الجبهة! بعد يومين إتصل بى ممثل التحالف الديمقراطى فى واشنطون طالباً منى مقابلة الدكتور جون قرنق مع وفد تجمع واشنطون لآن قرنق سيسافر بعدها.. المهم إلتقيت بهاشم بدرالدين قبل حضور قرنق فى بهو الفندق وتحدثت معه فى شأن إبراهيم باخت فى وجود وفد التجمع.. فبدأ هاشم بدرالدين حديثه.. إنتو ياالشيوعيين ديل الواحد يجى يضرب معاكم كأس ولا كأسين.. تقولو عليهو زول كويس.. قاطعته وقد تملكنى الغضب، أنه هاشم بدرالدين لم يضرب معى كأس أو أربعة.. وأن إبراهيم باخت معرفتى به كانت فى جولات الصراع مع نظام الجبهة، وكان صوتى قد بدأ يعلو.. توتر الجو، وتدخل الحاضرون، براحة يإخوانا.. براحة.. إنتهى الموضوع بأن أعطانى الأخ هاشم رقم تلفونه وأعطيته رقم تلفونى على أمل التحدث لاحقاً، فلم تتح لنا الظروف ذلك بعد.

    إن أشد الأمور ألماً فى نفس المناضل الإتهام بالخيانة.. تتضآئل كل آلآم التعذيب بجانبها، خاصةً إذا ماكان المرء مازال على عهده ملتزماً خط الشعب ومصالحه.. صحيح أن الناس قد تتغير والمناضلين قد لايعودوا مناضلين، فقد رأينا كيف أن البعض القليل قد باع وإنحدر إلى أسفل سافلين.. ولكن يجب علينا الحذر فى إطلاق الأحكام والنعوت.. فالخيانة والإنتهزاية ليست مسلك أو موقف عابر أو نزوة.. ولا يمكن نعت أمروءٍ بها إلا إذا كانت مسلك مستمر يميز شخصية المرء وتصرفاته فى مجملها.. حتى وإن كبا رفيق، نمد له يدنا ليتمكن من الوقوف وتصحيح وضعه، ولا يجب التخلى عنه.. إلا إذا إستمر فى منهجه. أزعم أن هذا هو منهج الحزب الشيوعى وهو معبر عنه فى الوثيقة التاريخية الفذة التى كتبها الأستاذ عبدالخالق محجوب فى 1963 "إصلاح الخطأ فى العمل وسط الجماهير"، كما يعبر عن هذا المنهج السلوك الذى إتبعته سكرتارية الحزب الشيوعى فى مديرية العاصمة القومية، حيث ورد فى البيان الذى تم فيه إعلان فصل كامل عبدالرحمن الشيخ: "قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها." لما لمثل هذه التهم من آثار مدمرة فى نفوس المناضلين.. يجب علينا الحذر.. ثم الحذر.. ثم الحذر، قبل إطلاق النعوت.. ذلكم داء قديم ذكره القرآن فى الآية التى توصى المؤمنيين أن يتبينوا أن يصيبوا قوماً بماليس فيهم بناء على معلومات مستقاة من فاسق!

    إستقر بى المقام فى زنزانة أذكر من ساكنيها الأستاذ عدنان زاهر المحامى، وأنور عباس "ود الحوش" والإثنان من أولاد الموردة الشِفُوت! سارع أنور ودالحوش بالبحث عن سُكر ممن يعرف أن لديهم بعض منهمّ، وبذل جهداً مقدراً إلا أن تمكن من صنع عصير تانك بسكر مُركَز ملاء به جك ألومنيا حتى منتصفه.. رغم أننى لاأشرب السُكَر -خِلقة ربنا!- إلا أننى قرطعته مسروراً. أنور ود الحوش وعندنان زاهر كانا يرسمان عندى إنطباع أنهم إذا رمتك الأقدار خصماً لهما فى لعبة الكوتشينة فى عشرة وست، فشيل شيلتك من السيرة والتقريق.. ولم يخب ظنَى، ففى الإسبوع المنصرم كنت خصماً لعدنان زاهر فى عشرة وست فى شقتهم العامرة فى ضواحى تورنتو.. وكان زميله الفاضل هاشمى وهو غياظ لايشق له غبار وليس أقل من أنور ودالحوش فى ذلك! من معتقلى السطح من البورداب، تعرفت على الشاب عادل الوسيلة "أمبدويات" حينها لم تبدأ صلعته فى الزحف، كما أن بصره مازال حديد وقتها!

    ألفت الناس والمكان.. عرفت كيف أنوم وأنا واقف! وفى وردية منو.. عرفت أن الحرس ليس له صبر مراقبتك طول الوقت.. بعضهم كان يكتفى بأن أكون واقف، وأخر حتى وأنا واقف يجبرنى على حمل طوبتين ورفعهم عالياً.. مرت أربعة أيام وأنا على ذلك الحال.. اليوم الخامس تركونى أنوم وقت الظهر وفى المساء طلبوا منى إرتداء ملابسى كاملة والخروج معهم.. توجست وبدأت فى تهيئة نفسى لجولة أخرى من التعذيب بالضرب وما إليه.. عند وصولى مكتب الإستقبال وجدت فى إنتظارى ضابط فى الأمن يعمل فى إدارة المعتقلات إسمه أيمن.. تعرفت عليه على الفور فهو قد درس معى فى فصل واحد فى مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة.. أيمن ذاك -وهو من أصول تركية- جبهة إسلامية معروف وكان يعمل فى مركز الفيحاء قبل إنقلاب الجبهة فى 89 هو عرفنى أيضاً وبعد السلام والتحية قال أنه قرأ الإسم ولكنه لم يكن يتوقع أن أكون نفس الشخص! ذكر لى بسرعة أن أحد أفراد أسرتى ينتظر بالخارج وأنهم عادة لا يسمحون بأى زيارة لمعتقل مهما كانت الأسباب طالما التحقيق ما زال مفتوحا ولم يتم إكماله.. قال لى أن تعليمات عليا صدرت لهم بشأن هذه الزيارة على ألا تتجاوز مدتها الدقيقتان! خرج معى من الباب الآخر لأجد إبن عمتى وزوج أختى الأخ طه أبوالقاسم فى إنتظارنا.. فضمنى طه بقوة وتحسس جسدى، سألنى.. كويس يازول؟ أجبت.. الحمدلله.. أعلن أيمن أن الزيارة إنتهت!!.. ونحن نبتعد.. أبلغنى طه تحيات الأسرة وأن الوالدة، زوجتى والأطفال كلهم بخير.. أعطانى تلك الزيارة العجيبة أملاَ دافقاً وجمعت أشتات روحى وجسدى.. عرفت من طه لاحقاً أنهم مارسوا كافة الضغوط الممكنة فقط ليقتنعوا أننى فعلاً مازلت حياً! طه بوالقاسم كان سفير السودان فى سوريا لحظة وقوع إنقلاب الجبهة الإسلامية، وتعرف على المدعوا بكرى حسن صالح أثناء زيارة الأخير إلى سوريا فى شهور الإنقلاب الأولى.. وفى الكشف الأول لمجزرة الدبلوماسيين، كان طه أبوالقاسم من المحالين للصالح العام.. لكنه وظف معرفته للمدعو بكرى وبقا ليهو فى حلقو لغاية ما ظفر بتلك الدقيقتين.. فى الحقيقة أنا هو من ظفر!

    اليوم التالى تم إستدعائى لنفس مكتب أيمن.. لأجد فى إنتطارى ضابط أمن آخر إسمه إبراهيم وكان زميلى فى المرحلة الأولية عندما كان والده يعمل فى الشرطة ويسكونون فى القشلاق الجنوبى.. إبراهيم كان ضابط شرطة وتم إنتدابه للعمل فى الأمن قبل إنقلاب الجبهة.. بعد حق الله بق الله.. أقسم لى أنه لم يكن يعرف بأمرى إلا أن أخبره بــلة.. وبـلة ذاك ترزى فى حِلتنا.. سألنى ماذا أشكو.. قلت ليهو ماشايف كُرعينى وإيدينى وارمات كيف؟ قال لى ماذا حدث؟ قلت ليهو تعذيب!! وهسع مازالت التعليمات المستديمة ألا أنوم أوإرتاح.. أعطانى كيس صغير فيهو فرشة أسنان ومعجون وصابونة لكس! -كملها منى الصحفى محمد محمد خير- ونادى على الحرس وخاطب أيمن.. الزول ده تانى مافى زول يسألوا.. عند رجوعى سألنى زملائى المعتقلين عما جرى، حكيت لهم.. عدنان زاهر محللاتى كبير فى شئون المعتقل.. فسرَ ما جرى بأنه مقصود ليكون مخرج لضابط الأمن. . صاحب الملف، فهو قد إقتنع من لاجدوى الإستمرار وفى نفس الوقت لا يودَ الظهور بمظهر أنه قد تراجع!! تم إستدعائى مساء اليوم السابع فقابلت ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع..
    بدأ معى تحقيقاً مكتوباً بحضور شخص آخر حرص على ألا يرينى وجهه.. فكان يأتينى من الخلف وأنا جالس أمام ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، ويقول لى إنت لسع ماشفت حاجة ويقرُص فى أذنى ويعركها عركاً.. فى ختام التحقيق قالو لى أننى لن أرى الشمس ثانية.. وأننى بعد سنوات قليلة فى المعتقل سأحضر لهم جاثياَ مستجدياً إعطاؤهم المعلومات!!

    وردى صالح حسن، فنى عدادات يعمل فى الإدارة المركزية للكهرباء، قارب عمره الستين عاماً.. وهو إبن عم الفنان محمد وردى.. تعرفت عليه فى معتقل السطح وكان عند إعتقاله أن جمع عساكر الأمن من منزله كرتونة مليانة بأعداد الميدان السرية والعلنية وبيانات مختلفة للحزب الشيوعى.. فى إحدى الليالى فى معتقل السطح صادف المقدم م. عبدالمعروف خارجاً من الحمام نظيفاً وكنت مع وردى فى الصف ننتظر دورنا لدخول الحمام، إستوقف وردى.. عبدالمعروف..
    - إنت مُتنضف لشنو؟
    + يمكن يجينى إفراج..
    - إفراج!! إنت آخر زول هاتطلع من هنا..
    + ليه، أنا قالو ليك شيوعى؟..
    - إنت ياخ نزلوك من راس دبابة..
    + أيوه.. أنا نزلونى من راس دبابة.. لكن إنتَ الراكب رأسك ده.. ينزٌلوك كيف؟

    حكى لى مجوك مدينق مجوك ذات ليلة.. أن أروب دينق حكى له كيف أنه تم إعتقاله فى الطريق بين البركس ومستشفى العيون وهو فى طريقه لموقف بصات البرارى.. وكيف تم تعذيبه، وقال لى مجوك أن أروب كان يبكى بكاءاً حاراً ويقول لمجوك أنه تسبب فى إعتقال عدلان وهو صاحب أسرة وعندو أتفال صغار.. تأثرت بما حكاه لى مجوك، فكنت أعرف أروب شاعراً رقيقاً مرهف.. وله شعر بالإنجليزية وبلغته الأم لغة الدينكا.. بعد أيام قليلة من خروجى من المعتقل يوم 12 فبراير 1992 حيث قضيت شهر فى معتقل السطح إلا أن تمت تصفيته أواخر أكتوبر ليتم تحويلنا كلنا لبيت الأشباح المجاور لمكاتب لجنة الإختيار للخدمة العامة، حيث قضيت أربعة أشهر ونصف الشهر.. بعد عدة أيام على خروجى ذهبت لمنزل الأخت هالة الكارب فى منطقة مزاد جبرة جنوب الخرطوم.. فقد كنت مهموماً بشأن أروب.. أريد أن ألقاه وأوٌضح له أن ماحدث كان تبعات طريق إخترناه واعين بمخاطره.. وأن لايترك نفسه نهباً لأى وساوس.. لم أكن أعرف طريقاً يدلنى على أروب سوى أصدقاءه زملاؤه إنشراح، هالة، أو مارتن.. ولم أكن أعرف سوى منزل هالة.. بعد التحيات العادية والسؤال العام عن الصحة.. أوضحت لهالة سبب زيارتى وقلت لها أن الجنوبيين يتعرضون لتعذيب أشد قساوة بمراحل عننا نحن.. لأن ضباط أمن الجبهة غالباً عنصريون حتى فى ممارسات التعذيب.. أجابتنى بحزن عميق.. أن.. أروب قد مات.. أطرقت حيناً فحكت أنه بعد إطلاق سراحه هاجر إلى ليبيا.. بعد شهور قليلة تعطلت كليتاه فتم نقله ألمانيا حيث توفى فى إحدى مستشفياتها.. خرجت مودعاً، ولم أجد ما أعزى به هالة.. لأننى كنت فى حاجة للتعزية..

    عاش شهداء الحرية والسيادة الوطنية..

    فى غياب المحاسبة تتكرر المآسى، التشريد، التعذيب، الإغتصاب، التطهير العرقى..

    لكيلا يفلت المجرمون فتتكرر الجرائم.. نلاحقهم بالحق.

    رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.



    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...msg=1088272724
                  

11-10-2011, 10:09 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote:
    اماني

    التحية

    كلنا كنا في الضفة الاخرى حيث الجرح النازف
    وكم طوردنا وحوربنا وشردنا
    لكن الى متى

    الافضل لنا ان ننسى

    الأستاذ عبد الملك يوسف عبد الملك لك التحية ..
    لا أظن أنه سيكون من الصعب عليك أن تنسى !
    فإن أشخاصاً غيرك هم الذين تعرضوا ويتعرضون
    للتعذيب والاذى والإهانة والإغتصاب والقتل في
    بيوت الأشباح ..

    Quote:
    الاحزاب التي تتكلمي الان عن ضحاياها نست وتصالحت ووشاركت في السلطة والبرلمان

    د. نافع لم يدخل الأحزاب بيوت الأشباح كمؤسسات
    وإنما أدخل فيها أشخاصاً لكل واحد مطلق ألحق في
    المطالبة بجبر الضرر ومحاسبة المجرمين ..وقد طالب
    بذلك العديد من ضحايا بيوت الأشباح من داخل المعتقل
    أعرف منهم تحديداً د. فاروق محمد ابراهيم والعميد
    محمد أحمد الريح ومحمد رجب..

    Quote: فهل انت ملكية اكثر من الملك
    ام شيوعية اكثر من الشيوعيين
    ام اتحادية اكثر من الميرغني ؟
    ام انصارية اكثر من الصادق
    ام حقانية اكثر من الشعب السوداني


    في يناير 1990 عندما كان د. نافع على رأس جهاز الأمن
    (إمتدت فترة تكليفه كما تعلم من أخريات عام 1989 وحتى
    عام 1995 ) إقتحم خمس مسلحون من عناصر الأمن تحت قيادة
    شخص قال أنه برتبة رائد في منتصف الليل شقتي بحي الصافية
    شمال بما في ذلك غرفة نومي واقتادوا زوجي محمد رجب عبدلله
    زميل د. نافع في عضوية هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة
    الخرطوم حيث تعرض للتعذيب والإهانة لمدة ثلاثة اسابيع في
    بيوت الأشباح ..وحرمت وحرم ابنائي من حضن الوطن منذ
    نهاية عام 1990 .إذن أنا لست أي مما ذكرت أعلاه ..
    بل شخص مظلوم طاله ظلم د. نافع وبطشه ..
    واذكر لك ذلك كخلفية إن كنت قد علمتها ربما كانت قد كفتك
    عناء كتابة تلك الأسطر ..
    ولا أظن أنه يغيب على فطنة أحد انني بهذا السرد لا أود
    الأيحاء بأن وقوع الظلم على شخص هو شرط تحريك
    في شأن عام ..
    فإن من اكرم صفات الإنسان أن يرفض الظلم ويجاهده
    ليس على نفسه فحسب وإنما على سائر خلق الله كافة ..

    Quote: لقد انطوت هذه الصفحات ولافائدة من الهدر الفكري والتعبوي
    وفري التعبئة لمشروع اخر فهذا الحديث لم يعد مغريا ولامحفزا للنضال

    ومنذ متى كانت المطالبة بجبر المظالم بالتحقيق
    والمحاكمة العادلة ومحاسبة المذنبين تندرج تحت
    قائمة محفزات النضال؟؟!! !

    Quote: ولماذا ننسى بعض الجروح ونترك الاخرى مفتوحةلتنزف
    اذا اسقطنا فضيلة النسيان والتسامح
    فمن الذي يغفر لحزب الامة جريمة شارع القصر 1953
    او مقتل الضباط في ودنوباوي
    ومن الذي سيسامح الشيوعيين على انقلاب مايو والابادة في قصر الضيافة
    ومن الذي يغفر للصادق قتلى صناديق الانتخابات في الشمالية من انصار حزب الشعب الديموقراطى
    ومن الذي يغفلر لازهري قتلى عنبر جودة (عشرون دستة من البشر تموت باختناق ...صلاح احمد ابراهيم)
    ومن الذي يغفر للبعثيين قتلاهم في كل مكان نزلوا فيه الى ان قطع الامريكان راس الحية
    ومن الذي يغفر للترابي انقلاب الانقاذ بكل حيله وخداعه للسودانيين وقهره

    لسنا مطالبين أو مكرهين أن ننسى أي من الجروح
    فإن أي جرم مهما كان لا يسقط بالتقادم..
    والجرح النازف في عهد الإنقاذ جرحان :
    الأول يختص بما حدث في الماضي والثاني وهو
    الأخطر هو تمادي الإنقاذ في إستمرارية بيوت الأمن
    السرية حتى هذه اللحظة ( واسميها كذلك إن لم يرق
    للبعض أسم بيوت الأشباح )!! يساق لها الشباب
    والنساء والرجال ويتعرضون فيها لما لا يرضاه الله
    ورسوله وتجفل منه النفس السوية..
    هل نطمع أن ينضم صوتك للمطالبين بقفل هذه البيوت
    وإيقاف الممارسات الحاطة لكرامة الإنسان من قبل
    عناصر الأمن ؟!

    Quote: احسن ننسى ونفكر في الوسائل المشروعة للتغيير فاذا لم تنسي انت لن ينسوا هم
    الذين تتحدثين عنهم مات منهم المئات في المعارك السياسية قبل ان يصلوا الى الحكم
    هم ايضا لن ينسوا

    وهل يخرج فضح الممارسات الشائهة وإهدار إنسانية الإنسان
    من قبل جهاز أمن السلطة الباطشة والمطالبة بالمحاسبة وبإيقاف
    تلك الممارسات عن تلك الوسائل المشروعة ؟!

    Quote: يكفيهم دم شخص واحد لكي لاينسوا لتدور دوائر الانتقام
    السودان في حاجة الى تفكير اخر وليس تكفير اخر

    أرجح أنك ربما ذكرت كلمة دم وتكفير مجازاً ..
    واود أن أقول أن المسألة لا علاقة لها بدم شخص أو تكفيره
    أو الإنتقام منه لا حقيقة ولا مجازاً ..
    د. نافع على نافع العالم الزراعي والاستاذ السابق بجامعة
    الخرطوم كان بكل أسف كما تعلم على رأس جهاز أمن الإنقاذ
    لمدة خمس سنوات وهو مسئول عن ممارسات ذلك الجهاز
    في تلك الفترة ..
    وقد قام الجهاز بشكل منهجي بتعذيب الناس وإهانتهم
    والتنكيل بهم ..كل مافي الأمر أن هناك مطالب للتحقيق
    في الجرائم التي إرتكبت ومحاكمات عادلة ومحاسبة
    لمقترفيها وفي نفس الوقت الكف عن تلك الممارسات..
                  

11-11-2011, 03:01 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote: ليبقى عالياً حتى لا ننسى.
    شكراً الأخت الحبيبة أماني
    على هذا التوثيق الهام،
    سيتجرع كل مجرمٍ نفس ألوان العذاب العلقمي
    وسيرشفون وكل من والاهم من نفس الكأس
    جرّاء ظلمهم المدقع وجرمهم المقذع،
    هكذا علّمنا التاريخ فأين هم ذاهبونّ!

    يمهل ولا يهمل.
    صادق التحايا لكِ والأسرة الكريمة.

    شكراً هرمنا الشامخ الحبيبة الدكتورة سعاد تاج السر ..
    شوق بحر لقد طال غيابك..
    نحن في حوجة لقلمك الرصين السديد ..
    كما تفضلت علمنا التاريخ أن دولة الظلم ساعة
    وكل الطغاة واذيالهم مصيرهم المزابل ..
    كل عام أنت واسرتك العزيزة بالف خير وعافية
    ويعود على الجميع في وطن حر معافى ..
                  

11-11-2011, 06:57 PM

نجلاء قرافي
<aنجلاء قرافي
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 2163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    مهما هم تأخروا فهم يأتون

    من فعل كل تلك الفظائع يلبس عباءة الحلم والتسامي ( حادثة لندن)

    للقصاص يوم قريب وقريب جداً
    نعم للتوثيق نعم يا أماني وشريف
    وفوق ..من أجل حقوقنا جميعاً .
                  

11-11-2011, 08:18 PM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: نجلاء قرافي)

    الف شكر للاخت اماني العجب علي هذا التوثيق الهام

    الف تحيه لصديقي واخي ود القاضي

    ولاسرته الكريمة والتحيه لروح صديقي علي فضل رحمة الله عليه

    وما تم من تعذيب بالتاكيد لن يسقط بالتقادم

    وسيجيء اليوم الذي يحاسب فيه كل من اجرم فيكم وفي الشعب السوداني
                  

11-12-2011, 02:53 AM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: طارق ميرغني)

    خالد الحاج
    SP32-8.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Quote: تجربتي مع المعتقل :

    الاعتقال :
    العام 1992 شهر مايو والخرطوم كعادتها تزدحم بالسابلة يحتمون بظلال النيم ويسيرون علي عجل منهم من يبحث عن وسيلة مواصلات ومنهم من يسارع الخطي مخافة الكشات مرة لتفريغ العاصمة ومرات للتجنيد القسري عدت في ذاك اليوم من مكتب الضرائب بعد أن بذلت فيها جهد ليس بالقليل لإقناع أحد المفتشين أن أدوات معمل مصنع الصابون مستوردة باسم ريمون بيطار وأن هذا الرجل لا توجب عليه زكاة ودخلت مكتبي في عمارة التاكا وما أن جلست علي المكتب حتى جاءني أحدي المراسلات قائلا أن هنالك من يسأل عني فقلت دعه يتفضل جاء شخص ضخم وسلم خير سلام ثم تبعه آخر قلت تفضلوا - ياجماعة تشربوا شنو -والله لو ممكن موية باردة لو سمحت- ثم بادرني- نحن من الأمن العام ويا أخي دايرنك تجي معانا شوية- في شنو يا جماعة إن شاء الله خير-لا مافي حاجة بس شوية أسئلة كدة وبترجع لي شغلك-خير مافي عوجة بس خلوني أسلم الورق ده وأستأذن وأمشي معاكم- لا الورق خليه في مكتبك ده وأرح طوالي مافي داعي تستأذن- وتركت مكتبي وأوراقي ومفتاح الفيسبة وخرجت معهم وعند نزولي أسفل البناية رأيت عربة بوكس بها شخص يجلس في مؤخرتها وبادرني أهلا بالبطل المناضل وأكرموني بالجلوس في السيارة في الأمام وجلس احدهم بجانبي وقال لرفيقه -أرح- واتجه الأخير إلي الخرطوم ثلاثة وعند وصولنا إلي نادي الأسرة سألني- بيتكم وين-فقلت -بيتنا في الصحافة يا جماعة فقال- يا زول أنت ماساكن هنا- ولم ينتظر إجابتي وقال -أرح00مربع كم يازول -مربع خمستاشر -أرح- وصلنا المنزل سلموا أسلحتهم لمن ناداني بالبطل ودخلوا معي الي المنزل وكانت الوالدة عليها الرحمة تجلس تحت ظل النيمة في الحوش فرحبت بنا ودخلنا الصالون وقام أحدهم بالإتجاه نحو المكتبة -دي مكتبتك يازول- لا مكتبتي في الغرفة التانية- ممكن نشوفها-جدا -الوالدة يا ولدي في شنو -مافي حاجة يمة بعدين بوريكي- ودخلوا غرفتي دخول الفاتحيين وبدأ أحدهم يقرأ للأخر عناوين الكتب-مجلات الكرمل اللهجة العامية في السودان طبقات ود ضيف الله النزعات المادية في الإسلام ده جيبو جاي مدن الملح الزول ده مثقف القرآن الكريم الأطفال والعساكر ده برضو جيبو زح ليّّ وقام بأخذ ما مجموعه عشرون كتاب لم يكن بينهم القرآن الكريم -الوالدة تنادي يا ولدي الشاي وتسألني حينما خرجت لأخذه في شنو وديل منو إنت سويت ليك مصيبة ولا شنو مجموعة من الأسئلة لم أكن أملك لها إجابة وخرج هولاكو ورفيقه بما حملاه من غنائم وخرجنا الي الشارع وأحدهم يجيب الوالدة التي لم تعد تستطع صبرا الزول ده بجي بعد شوية ياحاجة مافي مشكلة مجرد أسئلة وبجي راجع ومن جديد تحركت السيارة ولم يقل أرح هذه المرة.

    بيت الأشباح:

    وصلنا سادتي الي حي المطار وبالتحديد الي عمارات ضخمة في مواجهة مقابر الكمنولس وتلاصق مباني القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ودخلت السيارة دونما إستاذان وأدخلوني الي المبني الوسيط ومن ثم الي الطابق الثالث وداخل الصالة قرأت علي لوحة ضخمة معلقة علي الحائط الآية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق) الي أخر الأية فاطمأنت نفسي ولا أخدعكم فقد كان بي بعض الوجل وجلست في غرفة صغيرة أربعة في أربعة وجاء غيري شباب ونساء ثم دخل علينا محمد شريف علي المسرحي الشهير وبدأ لساني ينطق والونسة إحلوت ومر الوقت وكل من جاء غادر وبقيت كالسيف وحدي وعندما أرخي الليل سدوله جاء أحدهم عابس الوجه قميئه وناداني تعال يازول وسرت خلفه الي غرفة يتوسطها مكتب يجلس عليه شخص عندما قمت بعد ذلك بوصفه للأستاذ الصحفي محمد عتيق قال أنه عاصم كباشي وبدأ الرجل يسألني إسمك منو بتعرف فلان وفلان وفلان وتعددت إجاباتي فمنهم من أعرف و كثيرون لا وفجأ أحس بيد تمسك بي من مؤخرة رأسي -أوعك تتلفت - ثم أعقب ذلك بصفعة علي الأذن ثم أخري وعلي أن لا ألتفت لم أراه وخرج تاركني للأول يواصل أسئلته ثم جاء أخر هذه المرة بلا استحياء وصار الأول يسأل والثاني يشجعني علي الإجابة بالصفعات مرة ومرة بالشلوت ثم أخذني الأخير الي غرفة مليئة بالكتب الي سقفها وهناك كان علي أن أحمل أنبوبة غاز وأقوم بعملية إحماء جلوس ثم قيام ثم جلوس حتي تورمت ساقاي وكان يحفذني بضرابات توالت لساعة ثم صارت ضربات بدون غاز لأني ما عدت أقوي علي حمل الأنبوبة ثم لم أعد احس بشيئ بعد ساعات من الضرب وتركوني أنزف من أنفي وفمي وفي الصباح جاء أحدهم وسلمني لمكتب أخر وقاموا بعصب عيوني وأرقدوني في الكرسي الخلفي لسيارة ملاكي تحركت لمدة ربع ساعة ثم توقفت لينزلوني ودخلت ليربطوا لي يدي بحبل في شجرة نيم وصرت أقف علي أمشاطي من الصباح حتي عصر نفس اليوم وبعد أن حلوا وثاقي أدخلوني الي حوش كبير فيه ساحة مفروشة بالخرصانة تتوسط ثمانية عشرة زنزانة وكان بالحوش مجموعة من الناس عرفت منهم ميرغني عبد الرحمن سلمان /بكري عديل/ العم الحاج مضوي /محمد عتيق/ فوزي/كمال الجزولي المحامي ومجموعة ضخمة تعرفت علي بعضهم بعد ذلك وسيأتي ذكرهم.

    سهر الدجاج ولا نومه :

    أخذني الرجل قابضا علي أذني وكأني بهيمة وهذه المرة كان هزيل العود ضامر ونحيف جدا فتخيلت لو كان المكان غير المكان كنت(طبيتو كربون ونشفت ريقو ( لكن ما علينا المهم سادتي توسط بي الحوش وخاطب الجمع بكل وقاحة الليلة جبنا ليكم زول جديد وقام بتوزيع المعتقلين الي مجموعات وأوقفني مع مجموعة كمال الجزولي هنا فقط عرفت تصنيفي وعرفت أنه نسبة لسخونة الجو فقد أنعموا علي المعتقلين بحبة "همبريب" وتركوهم يجلسون في الحوش ثم قام أحدهم بتشغيل شريط تسجيل للمبدعة عائشة الفلاتية وسأل الجمع- العارف الفنان ده يبلغ- وهو تعبير عسكري ولم يرد احد عليه ولما رأيت الرجل مصر يعرف قلت له هذه عائشة الفلاتية (شليق) فقال قوم كمان عارف يلا أدينا أرنب نط ولما كنت جديد كان علي أحدهم أن يشرح لي أسأله الغفران فقد كنت السبب في جعله يقفز علي أمشاطه كحيوان الكنقارو وكانت ساقاه طويلتان وهي مشقة لو تعلمون قاسية خاصة علي طويلي الأرجل وقمت بتلك الحركة اللعينة جيئة وذهابا لمدة خلتها دهرا حتي أرضيت غرور ذاك الهضيم ثم تركني أجلس وجاءوا بالتجاني حسين في تلك الليلة ملطخا بالدماء ورموه في وسط الحوش وأمروه بالوقوف وما كان له الي ذلك سبيلا ولم يوقفهم ذلك من ضربه حتي خلنا ان الرجل قد مات ثم أدخلونا في المغيب الي الزنازين وكانت من نصيبي زنزانة صغيرة بها أربعة أشخاص غيري وهم عوض عباس من مواطني الكلاكلة النور إبراهيم الدور رقيب بالقوات المسلحة وأبو بكر عبد المجيد موظف والصحفي محمد عتيق رئيس تحرير مجلة الدستور السودانية أيام الديموقراطية الثالثة
    ولم أنم تلك الليلة ليس للآلام الجسدية فحسب وإنما لأن أحد المعتوهين من عساكر الأمن كان يقوم بتسلية نفسه برجم أبواب الزنازين بالخرصانة وقد إستمر في ذلك الي صباح اليوم الثاني.

    ست العرقي :

    في اليوم الثاني سادتي جاء المدعو مصطفي دكين وهو أحد المتخصصين في التعذيب يرافقه زميله أبوزيد وكان الأول يدعونا الي الصلاة وبعد الانتهاء منها يأمرنا بالوقوف في مواجهة الحائط وإغماض أعيوننا بأيدينا وقمت في ذلك اليوم بالوقوف ووجهي علي الحائط لمدة ستة ساعات قام فيها الإخوة بمراقبة الحوش وحينما كان يغيب لمدة قصيرة كنت أجلس لدقائق معدودة الي أن لمحني لعنة الله عليه وعرفت حينها ما يسمي بست العرقي وهي أن تمسك أذنك اليمني بيدك اليسري ثم تدخل يدك اليمني في الدائرة المتكونة من ذلك وتنحني ملامسا الأرض دون أن تجعل ركبتاك ينحنيان ثم تدور حول نفسك وهي حركة تصيب بالغثيان وغالبا ما يضحك العسكري القميء لمنظرك مما يضاعف حجم الهوان لديك وقد قمت بذلك وأعقبه ضرب بخرطوش المياه الأسود والذي يستخدم عادة لتوصيل المياه داخل الأرض الي المنازل ثم شهدنا أناس ماكنت والله أحسب أن الأم السودانية بقادرة علي ان تجود بأمثالهم وضاعة وخسة وعدم احترام لإنسانية الفرد ناهيك عن سنه ومن هؤلاء السفلة المدعو حسن الطاهر / عادل سلطان/الفاتح مصطفي/وليد حسن عبد القادر/عبد الله طوكر/حسن مقبول/جهاد/يوسف وقد تواصلت الابداعات نأكل وجبة واحدة في اليوم مكونة من فول سيئ بدون ملح وزيت وخبز متيبس وأحيانا ينعموا علينا بشاي في برطمانات مربة ونحلي في الغالب بجلدة ساخنة ويعتبر الحمام من المستحيلات و إن حدث فهو إعلانا بخروجك من المعتقل.

    هاشم بدر الدين:

    نخرج اليوم أحبتي من جو المعتقل الحار جدا إلي خارجه لتكتمل الصورة وأبدأ من شركة بيطار حيث قامت إيفون فلتاؤس رئيستي المباشرة بالسؤال عن الحاصل بعد خروجي وقد توجست خيفة كما قالت لي فيما بعد ولما لم يسعفها أحد بإجابة شافية قامت بإبلاغ الخواجة ريمون بيطار الذي رأي الإنتظار عملا بنصيحة السيد بوب المحامي ومحامي الشركة ومر اليوم دونما جديد سوي أن مجموعة الزملاء قاموا بالإتصال بالمنزل وكانت الوالدة تتوقع حضوري حسب وعد هولاكو لها ولما تأخرت تحول المنزل الي مناحة وتجمع الشايقية من الدروشاب والكلاكلات والحاج يوسف وما بينها وهاك يا شاي00 في المعتقل كان اليوم الثالث وبغير العادة هادئ جدا وساعات النهار في شهر مايو طويلة طويلة وبدأت أشم رائحة جسدي تتعفن ولما سألت عن إمكانية حمام ضحك الحضور بالزنزانة وكان الموضوع باعث للتندر يا زول إنت قايل ده الهيلتون والله أنا لي شهر ما إستحميت قالها النور أبراهيم وكنت لا أحتاج لقسمه بالله لأصدقه فرائحته دليل مادي لا يقبل الطعن ومرت ساعات النهار بلا نهاية وحلا المساء ولم يتغير الموضوع ما زال الهدوء العجيب وأخيرا زال عجبنا في صلاة المغرب حينما همس أحد القادمين الجدد بأن الترابي تعرض لمحاولة إغتيال في كندا وكنت أتخيل أن الحكاية رصاص حتى جاء الخبر الأكيد عندما جاء الي زنزانتنا في اليوم التالي سائق سيارة السيد الصادق المهدي ضيفا عزيز علينا وهنا حكاية طريفة فقد كان جرم الرجل عظيم تصوروا أنه كان يقوم بتوصيل سيد الصادق الي منزل للعزاء وعلي لسانه أروي القصة -يا زول مالك جابوك في شنو؟
    - السؤال التقليدي-
    - والله كنا ماشين بيت عزا وعربة الأمن كانت ورانا قام نزل ليهم لستك فوقفوا ونحن واصلنا مشوارنا وبعد ما رجعنا البيت لقيناهم منتظرننا فجابوني هنا وهاك يا ضرب.
    وكان وجه الرجل عجيب من أثار الضرب وقام الرجل مشكور بتوضيح القصة لنا أن هاشم بدر الدين قام بجلد الرجل وأسع هو كده كده- ولم يفرح لذاك الحدث أحد علي الأقل بزنزانتنا وكانت الحكاية دليل علي مستوي الخصومة التي أوصلنا لها نظام احترف العنف وسيلة لفرض أراءه فإذا بها ترتد إليه في شخص رمزها الشيخ ويا لها من مأساة لم تنتهي فصولها بعد نسأل الله اللطف
    جاء الليل سادتي وتواصل الفلم الهندي من ضرب بالخراطيش والدبشك والزحف علي الخرصانة.

    تحقيق:

    مضي أسبوعي الأول في المعتقل وأخذت أعتاد الأشياء والوجوه نري بعضنا للحظات عند الخروج للصلاة ويتعرفون عليك في عجالة من أمرهم فالونسة ترف لا يملكه معتقلوا بيت الأشباح وعرفت صفوة من الناس تنحني الشمس خجلا لهاماتهم النبيلة أحمد حمدان/التجاني حسين/عبد المنعم عبد الرحمن/فيصل حسن التجاني/حسن هاشم/محمد وداعة الله/علي أحمد حمدان ناهل/أحمد دهب/نادر عباس/التجاني مصطفي/علي أبوبكر/كمال الجزولي/الحاج مضوي محمد أحمد/نصرحسن بشير نصر/ملازم أمن الجمري/وفوزي أمين/تيراب تندل أدم/بكري عديل/سيد أحمد الحسين والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم -كان ذهاب التوليت مشكلة فهم لا يمهلونك حتي تقضي أمرك ويضربون علي الباب وإن تأخرت تحول الضرب إليك مما أصابني بإمساك ومقاص في الإمعاء عانيت منهم الأمريين وبعد مرور الأسبوع صارت الرائحة لا تطاق وكلما منيت نفسي بالتعود تقول لي هيهات وطبعا لا يوجد ما يسمي مسواك حتى صار من المألوف أن تخاطب رفقاء الزنزانة وأنت تولي وجهك نحو الجهة المعاكسة وأصبحت الزنزانة تحمل رائحة مشرحة الخرطوم العتيقة وصار الكرش (حك فروة الرأس والجلد) عاديا جدا لا يثير إنتباها ونادوني صباح يوم غير بهي إلي غرفة قصية وبدأ ما يمكنني تسميته تحقيق لأول مرة -إنت البوديك تلاتة شنو -والله ياخي تلاتة دي أنا متربي فيها وأصدقائي اغلبهم هناك عشان كدة بمشي بعدين ممكن أعرف أنا عملت شنو - إنتا تقفل خالص ونحن هنا البنسأل بس يعني تجاوب وإنت ساكت(كيف دي لم أسأله رغم إنها جديدة) وقلت في نفسي كلام عساكر -بتعرف فلان ماتقول لي ما بتعرفو عشان حا أكسر ليك راسك الكبير ده وفلان داك بتعرفو من وين والجماعة الفي النادي بتاعين الفرع ديل ما قدرك البقعدك معاهم شنو وبعدين إنت ما عندك أهل مقضي اليوم كلو في تلاتة هنا يدخل من يسمي بي أبي زيد ويلطمني دونما توقع مني حتي قفذ الدمع من عيني : الشيوعي الكافر ده ما داير يقول الحقيقة ! قول النصيحة يا زول
    حقيقة شنو يا غضبة الله عليك الزول ده قايلني زينب الحويرص و لا شنو.

    وتوالت الأسئلة طيب البوديك جامعة الخرطوم شنو ياخي انا طالب هناك في معهد الدراسات الأفريقية هنا لطمة أخري
    : شوف يا زول ماتقول لي ياخي انا صاحبك قول ياكمندان (بضم الكاف والميم) قول ماسامعني؟
    -يا كمندان
    : أي كده بعدين قلت لي داير تبقي دكتور نحن ناقصين فلسفة ما أهي البلد ملانة دكاترة جابوا لينا شنو بلا المرض والكلام الفارغ.
    وطبعا الرجل معذور فهو يقوم بعمل ذو شأن عظيم يحمي الثورة العظيمة من أمثالي شذاذ الأفاق وله أن يقود سيارة جديدة وأن يقبض مرتب بعدة أصفار ولك الله يا دكتور يوسف مدني وأنت تأتي كل صباح لصرحك العظيم مشيا علي الأقدام- المهم سادتي تواصل المسلسل بنفس الوتير بلا كلل منهم أو ملل يذلون من شاءوا ولا رقيب عليهم سوي إيمانهم الراسخ بأنهم إنما يرسون دعائم الدولة الإسلامية ويوجهون الأمة نحو حضارة السلف الصالح0000 وبعد مرور عشرة أيام ماعدت أطيق رائحتي فجاء أحدهم يحمل علبة للتنباك وبعد أن مارس ساديته في التهكم علي من يستفونه وبهبل يدعو للشفقة عليه
    - البسف فيكم منو أديهو سفة والله صعوط كارب نمرة واحد كدي يا النور تعال شمو أصلكم إنتو أهلنا ناس الغرب ديل خبرة كارب مش كده لكن والله تشموا قدحة
    وقلت أن الرجل عوييل فالأجرب معه عليّ أستطيع للحمام سبيلا يا كمندان يعني لو سمحت ممكن يعني أستحم
    : شنو كدي تعال جاي يالله كدي قميصك ده أتنيهو أها إتكسر ولا لا شفته لمن ينكسر ويقول كش أنا بخليك تستحم بعدين إنت جيت متين عشان تستحم يا كمندان تعال أسمع ده بقول شنو مالو الشيوعي ده قال داير يستحم بالللللللللللله يا خي ديل ما ناس تلاتة وتلاتة حلاتة كدي أفتح ليه الباب يالله عايزك تزحف في الخرصانة دي لحدي ما نجيك.
    وبدلا من الحمام فقد تيممت في خرصانة كانت جزء من جهنم عملا بالسلف الصالح وصلح التيمم في حضور الماء وكله فقه والله أعلم.

    زيارة :

    أبدأ اليوم سردي من المنزل وقد كانت الوالدة عليها الرحمة تقوم بتحركات ماكوكية يحسداها عليها كولن باول ولم تترك باب الا وطرقته وكان كل همها( بس لو عرفت مكانو حي ولا ميت ما دايرا منكم شي تاني) أسأل الله لها الرحمة فما ذلت أعتقد أني بصورة أو بأخري قد عجلت برحيلها ومن ناحية أخري كان ريمون بيطار قد قام بجهد كبير لمعرفة مكاني وهو رجل ذو بأس لو أراد ويملك المال وللأخير سلطانه في دولة التوجه الحضاري والخواجة أثبت أنه ود بلد كما قالت الوالدة وعندما زار المنزل لتفقد الأحوال وجده كنادي الزومة فقام بشراء كبش ودفع مبلغ خمسون ألف وكان حينها يعادل مرتبي لثلاثة أشهر وأسألكم المعذرة للإستطراد ولكن أفضال الرجال يجب أن تذكر000 أعود بكم الي بيت الأشباح وقد مرت ثلاثون يوما كانت كأسنان المشط لا تغيير فيها إلا بقدوم وافد جديد يحمل أخبار الخارج وعبق الصابون والأخير صار هاجس لي وكنت أحسد الأستاذ محمد عتيق لتحمله وهو ود العمارات وليت ود بادي إلتقاه 00في نهاية الأسبوع الأول من يونيو كانت تحركات الوالدة قد بدأت تاتي أكلها في صباح ذاك اليوم جاءني المدعو مصطفي دكين يحمل لي صرة وأدخلها من بين فتحات السيخ في أعلي باب الزنزانة قائلا ود تلاتة واصطاتك قوية هاك الزوادة دي لامن نطرشك ليها وفتحت الكيس وإثني عشرة أعيون تتبعني وفيه وجدت جلباب وسروادوك وفرشة أسنان ومعجون وصابونة أي والله صابونة وكمان لوكس الللللللله (نان دي يا أمي أكلها) المهم بعدها بساعة من الزمن جاء القميء مرة أخري وناداني بعد فتح الباب قوم يا ملحد إنت تعال مارق أمشي إستحمّ قالها ونظرت أنا إليه فقالها مرة أخري يا زول ما تمشي ومشيت يا جماعة الحمام واستحميييييييييييييييت وهاك يا كدوب وهاك يا دعك وبي الجد كنت ######ان فقد كان الماء يصب علي جسدي صافيا زلولا ثم ينحدر بعد ذلك كما ينصب الماء من سبلوقة بيت جالوص بني اللون صلصالي الملمس وبه بعض الدرادم وعندما صارت الصابونة تنزلق من يدي لصغرها قلت لنفسي فالأترك البروة دي للهديمات وغسلت قميصي وما كان بإمكاني غسل البنطال فهو جينز وهذا يغسل بأبي فيل أما ملابسي الداخلية أكرم الله أعينكم فقد كانت -كمعراكة الدوكة- ما كان مني الا أن رميتها في برميل الزبالة كما يتخفف المرء من زنوبه ورجعت الي الزنزانة وأعين مليئة بالحقد ترصد خطواتي وعند الواحدة ظهرا جاء القميئ مرة ثالثة وناداني ود تلاتة تعال آلنضيف عندك زيارة وخرجت متسائلا من تراه يكون وخلف المباني كان هنالك من بادرني إزيك يا زول عرفتني أبدا والله ماعرفتك أنا ود ناس عمك فلان أبدا والله برضو ما عرفتك ود حاجة فلانة صديقة والدتكم بالله كيف حالك كويس وإنت كيف الجماعة ديل بعاملوك كويس -مافي عوجة- كان ردي فقال راسك القوي ده خليها تبقي ليك درس -مافي عوجة- الحاجات وصلتك ايوا دي مرسلاها ليك الوالدة وهي كويسة وبتسلم عليك الله يسلمك ويسلمها شكرا يا أخي خلاص مع السلامة في أي وصية لا بس قول للوالدة ما تقلقي أنا بخير مع السلامة ورجعت ميمما وجهي تجاه الزنزانة فناداني القميئ تعال يا النضيف ما شي وين ماشي الزنزانة يا كمندان زنزانة شنو تعال بي جاي وكان مكان الوضوء في منتصف الحوش به ماء آسن وطين فقال شايف الطين داك أمشي إتعطن لي فيهو- يااخواناالزول ده بي صحو- ومشيت وإتعطنت في الطين ولم يرضيه ذلك فقال إدردق أخمج في الطين ده كويس وصرت من جديدكالغراب ورجعت الزنزانة ولم يشمتوا علي رغم إني قبل ساعة زمن كنت عريس الفريق نضيف وظريف ومر أسبوع أخر أنجلدت فيه كذا مرة ثم تركوني يومين أو ثلاثة أيام دون ضرب وأخيرا جاء أحدهم وناداني يا الشيوعي أمرق وودع جماعتك ديل وقال محمد عتيق مبروك يا زول يا إفراج يا كوبر وأي الحالين مبروك وودعتهم بعد أن تبرعت بفرشة أسناني للأخ عوض عباس وكانت هدية قيمة أفرحته والله وربطوا لي عيني بعد أن حلفوني علي المصحف أن لا أخبر أحد بما يحدث هناك ورجعت الي حيث بدأت وبنفس الطريقة والوسيلة الي مركز الأمن وحقق معي ضابط أمن يدعي أسامة ذكر لي مجموعة من الممنوعات ثم أخذوني الي مكتب الرجل إبن صديقة الوالدة وقد أمر سائقه أن يوصلني الي حيث أريد وذهبت الي الشركة حتي أأخذ الفيسبة ثم أذهب الي المنزل وعند دخولي المكاتب بدأ الموظفون يتجمعون وبكت الزميلات وكان يوم لن أنساه ما حييت وعند رجوعي المنزل زغردت الوالدة وتجمع الجيران ولكم أن تتخيلوا البقية ولم يكدر صفوي أحد لمدة ثم رجعت الغلاصات حتى كان هروبي بعد ثلاثة أعوام خارج الوطن
    التحية للشهداء
    التحية للقابضون علي الجمر
    والصامدون والجاهرون بكلمة الحق
    ولا نامت أعين الجبناء
    خالد الحاج الحسن

    http://sudaniyat.org/vb/showthread.php?t=2271&page=3
                  

11-12-2011, 02:45 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote: عاليا ...
    لكي لا ننسى

    شكراً الأخ عمر ادريس محمد
    وكل عام وانت بالف خير ..
    فليبقي عالياً كما تفضلت ..
                  

11-13-2011, 08:17 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Quote: وتستمر انتهاكات حقوق الإنسان في السودان وسط سيل الأكاذيب التي تطلقها السلطة وأجهزة إعلامها بمراعاتها كذباً وبهتاناً ..لم تكتف الدولة البوليسية بالسجن والاعتقال والاستدعاء والتعذيب، ولكنها تجاوزت كل ذلك بالقتل العمد. ففي 18/6/2000 اغتيل داخل حرم جامعة سنار الخريج ميرغني محمود النعمان برصاص الجيش والشرطة والأمن الذين تدخلوا لوقف ندوة. فقتلوا هذا المواطن وأصابوا العشرات، بعضهم حالته خطيرة .. وقبله اغتيل الطالب غسان احمد الأمين هارون (29/6/2000 ) بعد يومين فقط من التحاقه بالخدمة الإلزامية بمعسكر جبل الأولياء .. وكعادتها في الكذب ومحاولة تضليل الرأي العام، لم تعترف السلطة بأسباب الوفاة، وإنماحاولت تمريرها عبر أكاذيب بادعاء أنها ضربة شمس وملاريا وأن جثة النعمان وجدت خارج الجامعة (!!) بدلاً من الاعتراف بأنها بسبب قسوة التدريب والضرب والقتل العمد .. ومثله توفى الطالب مهند عبد الرحمن، ولم تكتف السلطة بقتل الأبرياء، ولكنها منعت الصحف من نشر الحقيقة ومارست عليها رقابة جعلتها تلجأ للتورية أو تتحايل على الخبر أو تتعمد تجاهله تماماً. ثلاثة مواطنون في مقتبل العمر وريعان الشباب تغتالهم الإنقاذ وتغتال أمانيهم، وتواصل أكاذيبها باختراع أسباب الوفاة غير الأسباب الحقيقية، فالخريج الذي اغتالته رصاصات تدخل الجيش في قلب الأحداث بجامعة سنار، تحاول السلطة أن توهم الرأي العام المحلي والعالمي أنه وجد مقتولاً بعيداً عن الجامعة (هكذا!!) وتحاول إخراج مسرحية سيئة السناريو لتبرير الوحشية التي قابل بها الجيش مجرد تجمهر طلابي مشروع للتحضير لندوة .. هذا الذي يحدث ليس بجديد على "الإنقاذ"، فالكذب من سماتهم،ولكن شعبنا يعرف الحقيقة. والمطلوب ليس الاكتفاء بمعرفة الحقيقة، بل العمل على فضحها ومقاومتها وتصعيد الأمر حتى فتح الملف كاملاً والتحقيق في الأحداث، ومعاقبة الجناة وملاحقتهم قضائياً، وثقتنا كبيرة في أهل هؤلاء الشهداء الأماجد.

    لك جزيل الشكر الأخ خالد العبيد على
    فضح نظام البطش والقتل وبيوت الأشباح ..
    كل عام أنت واسرتك بالف خير ..
                  

12-12-2011, 07:34 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    Up
    لكي لا ننسى
                  

12-13-2011, 04:44 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Nasr)

    Quote: أحمد مطر >> نهاية المشروع ..!


    نهاية المشروع ..!




    أحضِـرْ سلّـهْ

    ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "

    ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .

    ضـعْ مذياعاً

    ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .

    ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،

    ضـعْ حبـلاً،

    ضَـع سكّيناً ،

    ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .

    ضَـعْ ######اً يَعقِـرْ بالجُملَـةْ

    يسبِقُ ظِلّـهْ

    يلمَـحُ حتّى ا للا أشياءَ

    ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـةْ !

    واخلِطْ هـذا كُلّـهْ

    وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـةْ .

    ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ

    فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ

    .. دولَـهْ !


    وشكراً الأخ الدكتور مصطفى محمود
    ولك التحية ....
    والتحية للشاعر أحمد مطر ..
    يرجفون في قصورهم
    ويخافون من دبيب النمل..
    حتماً سوف تنتصر إرادة الشعب ..
    /B]
                  

12-13-2011, 05:47 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    الدكتور عمر التاج النجيب
    Quote: استمرار ممارسة التعذيب والتصفية الجسدية منهج مرسوم لدى سلطة الإنقاذ وأجهزة أمنها

    جبهة عريضة لمساندة الضحايا وتقديم المجرمين للمحاكمة




    إلى جماهير الشعب السوداني

    إلى طبيبات وأطباء السودان

    في ظهر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 يونيو 2006 تم اقتياد الطبيب عمر التاج النجيب، وهو خريج حديث من جامعة أمدرمان الاسلامية بعد توزيع بيان لفرع الحزب الشيوعي بجامعة أمدرمان الاسلامية بخصوص حرمان 450 طالبا من أداء الامتحانات بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية، بواسطة مجموعة من داخل حرم الجامعة إلى غرفة مجهزة للتعذيب بمباني اتحاد جامعة أمدرمان الاسلامية. وقد تعرض هنالك لأبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي، فظل معصوب العينين لساعات التعذيب العشرة، وشمل التعذيب التهديد بالقتل بسلاح ناري والشروع فيه بالضرب بالسيخ والطيقان والايدى والركل بالارجل والشنق المتقطع والتعليق من الأرجل بمروحة متحركة والشد من الخصية بالاضافة الى سب العقيدة وحرمانه من الصلاة.

    يهمنا أن نؤكد أن ما حدث حلقة جديدة في سجل سلطة الجبهة الاسلامية المخزي وأجهزة قمعها المتعددة، فكلما اشتد الخناق على السلطة بمختلف أجنحتها، بدءاً من فشلها في توفير أبسط مقومات الحياة من غذاء وتعليم وصحة، مروراً بالهزائم المتلاحقة والحصار لأذرعها في اتحادات طلاب الجامعات ومنابر نقابات العاملين والمهنيين وأساتذة الجامعات وانتهاء بحصار المجتمع الدولي. في هكذا ظرف تخرج السلطة أقذر ما في جرابها من أدوات تكميم أفواه المناضلين من أجل الشعب. فليست صدفة أن يتزامن هذا الحدث مع الاعتداءات المرسومة من قبل الأجهزة الأمنية على الأطباء في ربك، الابيض، نيالا و الخرطوم .

    ففي الوقت الذي تعصف فيه الأوبئة القاتلة بما تبقى من جسد الجماهير الخائر تحت وطأة الجوع والمرض، الكوليرا، السحائي، الدرن،..الخ، تتوجه أيادي الغدر نحو الاطباء بمختلف بقاع السودان في محاولة يائسة وخاسرة حتماً لاسكات صوت الحق وما دروا استحالة أن تسكت حناجر من هتفوا بحياة الشعب السوداني وهم يصعدون درجات المشانق ويواجهون بثبات رصاص الغدر.

    وكذلك لا بد ان يقرأ هذا الحدث مع ما جرى في جامعة امدرمان الاهلية والسودان من تعذيب لبعض الطلاب، والتعذيب المتواصل لابناء دارفور والبجا، والاحداث المصاحبة للعملية الانتخابية بجامعة الخرطوم و ومواقف المعلمين في شرق السودان والولايات الشمالية. ففي ظل هذا الصعود لحركة الجماهير لاسترداد منابرها وادوات تغييرها مواصلة لطريق التحول الديمقراطي المنشود، تظن السلطة انها يمكن أن توقف طوفان الجماهير هذا بتكرار تجربة بيوت الأشباح والتعذيب الاثمة، ولكن هيهات فما يقدمه الشيوعيون وبقية القوى الديمقراطية من تضحية مهر رخيص في سبيل الديمقراطية وانعتاق الجماهير.

    تجئ هذه الاحداث بعد مرور اكثر من عام على اتفاقية نيفاشا وقرابة العام على اقرار الدستور الانتقالي بوثائق حقوق الانسان الملحقة به، والسلطة تحاول الارتداد عن ما مهرته بايديها حول تعديل القوانين المقيدة للحريات وفي مقدمتها قانون جهاز الأمن.

    نؤكد أن الحزب الشيوعي السوداني يغرس قدميه عميقاً في تراب الوطن، رصيده إنحيازه الاصيل لقضايا شعبنا ودفاعه المستميت عن حقوقها. وهو مدعوماً بحقوق الرأي والتعبير التي كفلها الدستور الانتقالي، ولن تمنعه أيادي الغدر عن التواجد والوصول وقيادة العمل الجماهيري اينما وجدت.

    ندين المحاولة البغيضة وندعو جماهير شعبنا الالتفاف حول:

    1- المطالبة بالتحقيق القضائي النزيه والعاجل، ومحاكمة المجرمين المتورطين في هذه الفظاعات وتعريتهم.

    2- تكوين جبهة عريضة لمساندة ضحايا الاغتيالات والتعذيب وأسرهم، ولتصعيد حملة بالتنسيق مع ممثلي التجمع الوطني الديمقراطي بالسلطة التشريعية لفتح التحقيق في ملفات الاغتيالات والتعذيب والانتهاكات التي مارستها أجهزة أمن نظام الانقاذ منذ استيلائه على السلطة ( شهداء رمضان، الشهيد د. علي فضل ، أحداث بورتسودان ، الاغتيالات العديدة وسط الطلاب ، الانتهاكات الكبيرة بدارفور..الخ)

    3- توحد كافة القوى الديمقراطية باحزابها ونقاباتها ومنظماتها من أجل تحديد صلاحيات جهاز الامن بما يتوافق مع الدستور الانتقالي، وفضح ومحاربة كافة اساليب النظام الجديدة في الارهاب الفكري والسياسي. ولأجل تحول ديمقراطي حقيقي بتفكيك دولة الحزب الواحد.

    4- تكاتف جماهير الاطباء لاستعادة المنبر النقابي الديمقراطي للدفاع عنهم وعن حقوقهم، مستلهمين تجربة نقابة أساتذة جامعة الخرطوم.

    الحزب الشيوعي السوداني

    قطاع الأطباء

    19 يونيو 2006


    http://www.midan.net/
                  

12-14-2011, 06:11 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: Amani Al Ajab)

    ويستمر النضال ..
                  

12-29-2011, 07:08 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لكي لا ننسى .. ضحايا بيوت أشباح د. نافع (Re: معاوية عبيد الصائم)

    علي حبيب الله
    Quote: علي حبيب الله

    لقد أصبح الاعتقال والتعذيب شيئاً عادياً في حياة المناضلين من أبناء شعبنا منذ أن اغتصبت عصابة الإنقاذ السلطة في بلادنا عقب انقلابها العسكري في 30 يونيو 1989، وفتحت بيوت الأشباح سيئة السمعة، ومارست أبشع صور التعذيب والانتهاكات لحقوق الإنسان، مات تحت تعذيبها الطبيب الإنسان علي فضل الذي كان قائداً بارزاً في نقابة الأطباء.. لقد اغتالوه بدم بارد تحت أبشع ممارسات التعذيب.
    في بيوت الأشباح حدثت الكثير من المآسي التي واجهها النقابيون والمثقفون الوطنيون ببطولة، ولقد تم اعتقالي في يونيو 1996 في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقال زميلين آخرين وعدد من الطلاب حيث وصلنا عمارة الجاز ببحري في وقت واحد تقريباً في مساء ذلك اليوم وبدأ التحري معي أولاً في الطابق الأرضي والذي بدأ كالعادة بالاستفزاز وأقذع الشتائم الحاقدة.
    بعدها تم نقلي لمكتب آخر أعلى العمارة حيث وجدت شاباً في عقده الثالث أو الرابع، دخلت عليه بالسلام وطبعاً لم يرد التحية فجلست على الكرسي الذي بجانبه مما استفزه وبدأ ينهال على بالشتائم رغم إني في سن والده، وبعد ذلك بدأت أجيب على أسئلته التي بدأ يوجهها لي بكل تماسك وعدم استجابة لاستفزازاته مما زاده حنقاً وحقداً في محاولة منه كي أجيب على أسئلته كما يريد هو وليس كما أجيبه أنا، وكثيراً ما تمس هذه الاستفزازات شرف الإنسان ووالديه، وكلما تمادى في الشتم والاستفزاز والإساءات كنت لا استجيب إليه، وأخيراً قلت: أنت قليل أدب وغير مهذب، فجن جنونه وخرج من المكتب وأتاني بعد لحظات بمجموعة من زملائه وبدأوا جميعاً في صفعي وضربي “بالشلاليت” في كل جسمي، واستمروا في ضربي حتى وقعت أرضاً، وصاح فيهم: أحضروا السياط، فذهبوا وأحضروا الخرطوش الأسود لتبدأ معركة الضرب مرة أخرى وانكسرت نضارتي وتمزق جلبابي الجديد الذي كنت ارتديه.. وتورم وجهي من شدة الضرب وصرت لا أرى.. فسقطت فاقداً للوعي.
    حينما أفقت وجدت أنه قد تم نقلي إلى الطابق الأرضي وطرحت بجانب زملائي من المعتقلين والذين يقفون في مواجهة حائط البرندة رافعين الأيدي إلى الأعلى، وإذا بدرت من أحدهم أيه حركة أو تراخ أوسعه الأمنيون ضرباً وشتماً.
    واستمر تعذيبهم على هذا الحال حتى الصباح، وأنا بجانبهم طريح الأرض منهوك القوى وأحسست بالخدر بجسمي من الضرب والإرهاق.. وفي صباح اليوم التالي إزداد وجهي تورماً ورغم محاولتي إحضار الثلج لعمل “المكمدات” إلا أن ذلك لم يفد بشيء، ولم تتوقف الشتائم والسباب والضرب.
    ثم نقل البعض إلى السجن العمومي بينما تم إطلاق سراح بعض الطلاب، ولقد أصبحت بحالتي تلك مشكلة حيث لم يرغبوا في إرسالي بهذه الصورة إلى السجن، كما إنني لم أتوقع أن ينقلونني إلى المستشفى، ولم يفعلوا.. كما أن وجودي في مكان يراني من خلاله الزائرون أمر لا يرغبون فيه فكانوا ينقلونني من واجهة المكاتب إلى مكان آخر.. ومن مكان إلى مكان حتى نهاية اليوم واستمر هذا الوضع خمسة أيام وأنا أعاني من الصداع والألم نتيجة لارتفاع ضغط الدم وقد استخدمت كل الحبوب التي كانت بحوزتي ولم يستجب أحد لطلبي بالذهاب إلى المستشفى أو إحضار أقراص علاج ضغط الدم.
    وفي اليوم السادس خف الورم ولذلك قرروا إرسالي إلى المستشفى وحضرت العربة لتأخذني بحراسات أخرى من القيادة العامة لأجد بها بعض المنتظرين ونقلت معهم آخر النهار إلى السجن العمومي بكوبر، لكنه ليس هو ذلك السجن الذي غادرته عام 1985 بعد نجاح انتفاضة أبريل وكنت قد قضيت فيه ثلاثة سنوات فقد كانت تشرف عليه إدارة السجون ولكن انتقل إلى الأمن، حيث الإشراف للأمن الانقاذي حيث يتحكمون في حياة المعتقلين خاصة في مسألة العلاج وتوفير الحراسات…الخ، ومنذ وصولي السجن كنت يومياً أبلغ بالمرض لكن لا حياة لمن تنادي، وتدهورت حالتي الصحية بصورة ملحوظة وأصبحت كلما حاولت أن أقف أسقط أرضاً ولا أصل إلى الحمام إلا بمساعدة زملائي من المعتقلين، وبعد أن ساءت حالتي ذهبوا بي إلى مستشفى الشرطة ببري وأعطوني دواء (حبوب) وطلبوا مني أن أحضر صباح الغد، وهذا هو اليوم الوحيد الذي كنت فيه واعياً ولكني في المساء فقدت الوعي تماماً فحولوني إلى السلاح الطبي قسم الباطنية بتاريخ 2/7/1996م، وهذا حسبما وجدته مدوناً بعد ذلك في الأوراق الخاصة بدخولي المستشفى تحت إشراف د. أمنة عبد الوهاب/ وحدة د. عوض مهدي.
    واصلت العلاج في الأيام الأولى تحت حراسة الأمن وأهلي لا يعرفون عني شيئاً سوى إنني معتقل بسجن كوبر ولا توجد زيارة.. وقد استمرت حالتي الغيبوبة واللاوعي رغم المجهودات العظيمة التي بذلتها المستشفى من فحوصات وصور مقطعية وعلاجات إلا أن الحال لم يتحسن.. فقرر الأمن أن يتركني لمصيري فذهبوا إلى أهلي ليلاً حيث أخطروهم بأنني بمستشفى السلاح الطبي بدون إخطارهم بحالتي، وظن أهلي ربما أصابتني حمى أو خلافه لذا قرروا أن يذهبوا صباح الغد لأن دخول المستشفى العسكري ليس سهلاً في الليل.. ولكنهم فوجئوا بهم بعد قليل يحضرون مرة ثانية ليتأكدوا من ذهابهم، لذلك شك الأهل في الأمر وذهبوا للمستشفى ليجدوني في حالة غيبوبة وقد شلت قواي تماماً ولا حول لي ولا قوة، وأعتقد ناس الأمن إنني ربما مت أو ألفظ أنفاسي الأخيرة بسبب ما فعلوه بي لذلك ذهبوا ولم يحضروا لرؤيتي بالمستشفى حتى خروجي منه. بل حتى الآن!!


    لك جزيل الشكر الأخ عبد الحليم أبا يزيد
    على اثراء البوست ..
    تحاياي ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de