أوردت جريدة العالم الاماراتية في خبر لأحد كتابها أن الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوى الرئيس بوش قررت بدء رفع الحصار عن السودان وذلك عبر السماح للشركات الأمريكية باستيراد ألفين طن من الصمغ العربي الذي ينتج السودان أكثر من 80% من جملة ما ينتجه العالم وذلك لحاجة الشركات الأمريكية لهذا المحصول الحيوي المستخدم في تثبيت أوراق الصحف والأدوية وصناعات عدة منها الزجاج والأدوية وغيرها ؛؛ وقد إشترط الرئيس بوش أن يكون الصمغ المستورد من إنتاج المناطق المهمشة فقط والتي حددها بكردفان ودارفور والنيل الأزرق واستثنى القضارف بالاسم . الاهتمام بكردفان من جانب الولايات المتحدة بعد الخراب الذي حل بدارفور أمر يثير العجب والكثير من التساؤلات الحائرة . بوش الأب زار كردفان وتحديدا مدينة الأبيض في فترة ولايته أبان الجفاف الذي حل بالمنطقة في منتصف الثمانينيات وذودها بالذرة التي أطلق عليها فيما بعد ( عيش بوش ) والتي تهامس الكثيرون على احتوائها بيض الجراد الذي ذاد كوارث الاقليم بعد إغراقه بذلك العيش البوشي المشؤوموعرف بعده الانسان الكردفاني مختلف أمراض السرطان . بعد زيارة بوش للسودان مباشرة قامت حركة الراحل / يوسف كوة الذي ترك مدرسة الشيخ إسماعيل الولي التي كان مدرسا بها وهرب إلى الجبال ليقوم بتمرده الشهير الذي أفقد كردفان خيرة أبناءها . بعد ذلك تم اكتشاف البترول في بئر أبوجابرة واليورانيوم في بعض المناطق و فجأة في ذلك الوقت إشتد الصراع بين البقارة والدينكا وكانت مجزرة بابنوسة الشهيرة التي أعقبتها مجزرة الضعين في دارفور وهي الأشهر غير بعيد عن ذلك التاريخ بدأت حركات النهب المسلح في الظهور واستهدفت الذاهبين والراجعين من ليبيا عن طريق الصحراء وامتدت بعد ذلك فقصدت القادمين من كردفان إلى دارفور والعكس . بعدها قامت ثورة دارفور الشهيرة ضد الطيب المرضي الكردفاني الأصل وقامت في الأبيض ثورة ضد المحافظ عبدالله عمر وأحرق فيها الاتحاد الاشتراكي وزريبة المحصول والسوق الكبير خاصة ممتلكات التاجر ( قمبور ) المقرب من الحكومة وقتها . بعدها بفترة بسيطة تم تعيين حاكم مكلف لكردفان هو ( بكري أحمد عديل ) إبن منطقة ( أبوزبد بكردفان ) والذي كان يحكم الأبيض من الخرطوم وقامت ثورة لاقصائه بعد قصته الشهيرة التي حاول فيها تحويل الشارع وحرفه إلى أبوزبد بدلا عن النهود . وعندما جاءت حكومة الانقاذ أقالت الحاكم عبدالرسول النور الذي خلف محمد علي المرضي التابع لحزب الأمة في ذلك الوقت والذي كان ألد أعداء ( الجبهة القومية الاسلامية ) التي أنجبت الانقاذ التي انضم إليها وأصبح وزير عدلها فيما بعد وقررت عدم تسليم زمام الأمور في كردفان لأي من أبنائها حتى هرمت واضطرت إضطرارا ولتوازنات سياسية من تولية ( إبراهيم السنوسي ) الذي يدين لها بالولاء أكثر من إدانته لمنطقته وأقالته سريعا وبعده لم تولي من أبناءها الحكم إلا لفيصل الحاكم الحالي . فيصل معروف بضيق النفس وعدم اللجوء للحكمة وما مشكلة الحمر معه إلا دليل قوي على ذلك ثم المشكلة الأخيرة التي عبر فيها جيش خليل كردفان إلى أم درمان في محاولة لتكرار ما فعله البشير قبل عقدين حينما استولى على الحكم عابرا من بوابة كردفان إلى القصر الجمهوري ليدرك بعدها أن هذه البوابة يجب أن تكون موصدة أو على الأقل وعرة الطرق حتى لايعبر منها أحد لانتزاع الحكم وهكذا بدأ التهميش . بذكاء شديد تم جر الحركة الشعبية ( الشريك الثاني في الحكم ) أو الشريك النائم أو المرشي ( المدفوع له ) لو صح التعبير - تم جرها للضغط على كردفان من خلال مشكلة ( أبيي ) كما تم جر الحركات الدارفورية لجعل الاقليم ساحة للصراع وجره إلى أتون الحرب ضمن أحداث ( غبيش ) وسودري وحمرة الشيخ وغيرها تمت محاولات إيجاد وضع خاص لمنطقة جنوب كردفان لاثارة منطقة الشمال الوديعة حتى يتم جرجرتها هي الأخرى نحو الصراعات . والآن جاء الدور الأمريكي لجرجرة كردفان الآمنة نحو الصراع ومحاولة تمييزها وتذكيرها بأنها تقع ضمن المناطق المهمشة وضم دارفور معها في قائمة الاستيراد لتذكيرها بأنها تقع في ذات الخانة خاصة بعد بروز الثقافة الجهوية بعد محاولة خليل إحتلال أم درمان . فما الذي تخبئه الأقدار ياترى ؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة