القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2009, 11:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق

    الضحية غير واجبة لا على الفقراء ولا على الأغنياء بل الواجب تركها
    الضحية كانت سنة عادة مرحلية أسقطت عن الأمة بالعمل النبوي
    د.محمد محمد الامين عبد الرازق
    [email protected]
    بسم الله الرحمن الرحيم (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ). صدق الله العظيم.
    أشار الأستاذ محمود في إحدى زياراته لحديقة الحيوان السابقة بالخرطوم، إلى أن الإنسان السالك كلما زار الحديقة ، فإنه يخلف طرفاً من حيوانيته فيها ، ومن ثم يحس بقيمته الإنسانية ويتجه نحو التخلص من صفات الحيوان التي يراها مجسدة أمامه في تنوع الحيوانات .. والتخلص من صفات الحيوان في الإنسان يقرب الإنسان إلى الله .. وفي تاريخ البشرية الطويل كان التقرب إلى الآلهة يتم بذبح الإنسان ، ثم بذبح الحيوان ، وفي هذا الإطار يجئ من أصول القران الفهم العلمي الذي يدعو للانتقال من الخارج إلى داخل النفس البشرية ، والعمل على تهذيبها نحو الإنسانية .. وهذه النهاية كانت جميع التجارب السابقة العنيفة بالفرد البشري وبالحيوان مقدمة لها ، ولذلك فإن التقرب إلى الله اليوم إنما يكون بالتخلص من صفات الحيوان فينا وليس بذبح الحيوان خارجنا بأي حال من الأحوال..
    هذا البحث عن (الضحية) يعرض النصوص القاطعة ، والآثار المسنودة في سقوط الضحية في حق الأمة المسلمة !! ويأتي البحث في وقته تماماً ، فقد صارت الظروف الاقتصادية الصعبة ، المتمثلة في غلاء أسعار الماشية ، بصورة مذهلة ، واقعاً ضاغطاً يجعل دعوتنا إلى التمثل بالنبي الكريم حين ضحى عن أمته ، فأسقط وجوب الضحية عنها ، وبأصحابه حين كان كبارهم ، وأغنياؤهم ، لا يضحون ، اتباعاً لروح الدين وتفهماً لعمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. يضاف إلى ذلك الوضع الصحي المتردي الناجم كثافة الهجرة إلى المدن ، كل ذلك يجعل هذه الدعوة ، اليوم أكثر واقعية ، وأقرب إلى الأذهان ، من أي وقت مضى.. هذا إلى جانب الآثار الاجتماعية السلبية التي تنجم عن الضحية في مثل ظروفنا الراهنة ..
                  

11-23-2009, 11:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    ولسنا نريد ، بذلك أن نجد للصعوبة والاستحالة العملية في (التضحية) ، مبررات دينية كدأب الدعاة ، الدينيين ، اليوم ، ولكننا إنما نريد أن نجد لرأينا الديني الثابت ، المسبق في الضحية سنده من هذا الواقع الجديد ، كدأبنا دائماً حين نسبق الأحداث برفع صوت العقل ، فيبدو غريباً لا يسمع له ، إلا بعد أن تطل الأحداث برأسها ، فيجد رأينا مصداقه فيها!! فنحن،الإخوان الجمهوريين ، في تحرينا لاتباع السنة الحقيقية (ونحن الدعاة إلى أحيائها ، اليوم) إنما نرى أن الضحية ، كما هي في الدين ، سنة عادة سقط حكمها بذهاب ظروفها ، ونسند ذلك بأقوى الأسانيد القرآنية ، والنبوية ..ولذلك فنحن، ومنذ زمن، لا نضحي كما لم يكن أبو بكر وعمر وأغنياء الأصحاب يضحون ، فيما ترويه الآثار المثبتة في هذا البحث.. ولو كان دافع الناس للضحية دافعاً دينياً لما احتفلوا بها ، وهي المرحلية ، وأهملوا السنن النبوية الأساسية في الخلق ، وفي قيام الليل ، وفي تفقد المحتاجين ، والبذل لهم ، وذلك مما يدل على انتهاء وقت الضحية كقربة دينية ، بعد أن أصبحت مظهراً اجتماعياً يحرص الناس عليه ، وبأساليب تبعدهم عن الدين، وتذهب باستقرارهم الاقتصادي ، والصحي ، مع أن هناك سنناً أساسية تهم المتدينين ، أكثر فأكثر ، ولكنها لا تجد منا الحرص الذي تجده الضحية كعادة اجتماعية..فالضحية ساقطة في حق هذه الأمة ، وسقوطها اليوم ، في حقها ، أكثر (وجوباً) من أي وقت مضى ..
                  

11-23-2009, 11:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    ما هي سنة العادة ؟؟
    سنة العادة هي ما كان يفعله الرسول ، صلى الله عليه وسلم ،اخذا بالعادة السائدة في ذلك المجتمع ، والتي إنما تتعلق بظاهر الحياة ، كالأكل ، واللبس والمركب ، ومما يمثل التطور التاريخي لذلك المجتمع ، ولا يتعلق بجوهر العبادة ، أو المعاملة ، ولا يتعارض مع غرض من أغراض الدين ، في ذلك الوقت .. ولقد كان أخذه ، بمثل هذه العادة إنما هو من تمام تنزل الرسالة إلى أرض الواقع المعاش ، حيث تقتضي الحكمة ألا تصادم الرسالة العرف ، وإنما تعايشه ، وتهذبه وتتسامى به. قال تعالى لرسوله الكريم: (خذ العفو ، وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ..) ، وذلك تدريجاً للناس ، ورحمة بهم ودفعاً للمشقة والعنت عنهم .. قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم) .. ومن هذه الحكمة أن سنة العادة ليست سنة باقية ، وإنما هي رهينة بالظروف التاريخية المؤقتة ، فهي تتطور ، وتتغير حسب ما يجد من تطور المجتمع البشري ، والفرد البشري .. ومن سنة العادة كانت اللحية ، والعمامة والعصا ، والضحية ..
    أما سنة العبادة ، تمييزاً لها عن سنة العادة ، فإنما هي السنة الباقية ، الواجبة الاتباع ، لأنها تقوم على أصول القرآن الثابتة ، وتمثل عمل النبي الكريم ، في خاصة نفسه والدال على معرفته بربه ، وعبوديته له. هذه هي السنة التي نعنيها حيثما تحدثنا عن السنة ، وذلك كالصلوات الخمس ، وصلاة القيام في الثلث الاخير من الليل ، وكالزكاة النبوية في إنفاق ما زاد عن الحاجة الحاضرة .. وهذه السنة هي معاملة النبي لربه ، وهي تثمر معاملة النبي للخلق ، وهي تقوم ابتداء على كف الأذى عن الناس ، ثم تحمل الأذى منهم ، ثم توصيل الخير إليهم. وهذه هي السنة المعنية بقول النبي الكريم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً ، كما بدأ فطوبى للغرباء!! قالوا من الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها !!) ..والضحية سنة من سنن العادة التي فعلها الرسول الكريم ، ولكنها ، حتى كسنة عادة ، أقل سنن العادة تأكيداً فقد أسقطها عن أفراد أمته ، لقيامه بها عنهم فلم يلتزمها أكابر أصحابه ، وسائرهم كما سنرى في هذا الفصل.
                  

11-23-2009, 11:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    جذور الضحية وتطورها:
    هاهو الأستاذ محمود محمد طه يتحدث عن طور من أطوار (الضحية) حينما كان الفرد البشري هو نفسه (الضحية)!! ثم عن طور آخر منها حينما فدى الإنسان بالحيوان ، فصار الحيوان هو (الضحية) .. مشيراً بذلك ، إلى طور جديد فيه تسقط حتى (الضحية) بالحيوان ، فيتم ، بالعلم ، فداء الفرد البشري وفداء الحيوان معاً !! يقول الأستاذ محمود في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) صفحة 29: (ولما كان الفرد البشري الأول غليظ الطبع، قاسي القلب، بليد الحس، حيواني النزعة، فقد احتاج إلى عنف عنيف لترويضه ، ونقله من الاستيحاش إلى الاستئناس ، وكذلك كان العرف الاجتماعي الأول شديدا عنيفا ، يفرض الموت عقوبة على أيسر المخالقات بل أنه يفرض على الأفراد الصالحين أن يضعوا حياتهم دائماً في خدمة مجتمعهم ، فقد كانت الضحية البشرية معروفة تذبح على مذابح معابد الجماعة استجلاباً لرضا الآلهة ، أو دفعاً لغضبها حين يظن بها الغضب ، ولقد كانت هذه الشريعة العنيفة ، في دحض حرية الفرد في سبيل مصلحة الجماعة ، معروفة ، ومعمولاً بها إلى وقت قريب ، ففي زمن أبي الأنبياء إبراهيم الخليل ، وهو قد عاش قبل ميلاد المسيح بحوالي ألفي سنة ، كانت هذه الشريعة لا تزال مقبولة ديناً وعقلاً ، فإنه هو نفسه قد أمر بذبح ابنه إسماعيل ، فأقبل على تنفيذ الأمر غير هياب ولا متردد ، فأذن الله ، يومئذ ، بنسخها فنسخت ، وفدي البشر بحيوانية أغلظ من حيوانيته ، وكان هذا إعلاماً بأن ارتفاع البشر درجة فوق درجة الحيوان قد اشرف على غايته ..
                  

11-23-2009, 11:41 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    ولقد قص الله علينا من أمر إبراهيم وإسماعيل فقال (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهديني * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك ، فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت أفعل ما تؤمر ، ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا أنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم).. (وتركنا عليه في الآخرين) تعني ، فيما تعني ، إبطال شريعة العنف بالفرد البشري ، لأنها لبثت حقباً سحيقة ، وقد تم انتفاعه بها فارتفع من وهدة الحيوانية ، وأصبح خليقاً أن يفتدى بما هو دونه من بهيمة الأنعام.. ولا عبرة ببعض صور العنف التي لا يزال يتعرض لها الأفراد في المجتمعات البشرية المعاصرة ، فأنها آيلة إلى الزوال كلما أتيحت لها فرص الوعي والرشد. فإن التضحية الحسية بالفرد البشري لم تنته بجرة قلم على عهد إبراهيم الخليل ، والتاريخ يخبرنا أن المسلمين ، لدى فتح مصر قد وجدوها تمارس في صورة عروس النيل ، فأنه قد قيل أن عمرو بن العاص فاتح مصر وأميرها يومئذ ، قد انتبه ذات يوم على جلبة عظيمة ، فسأل عنها ، فأخبر أن القوم قد جرى عرفهم بأن يتخيروا بنتاً ، من أجمل الفتيات ، ومن أعرق الأسر ، يزفونها كل عام إلى النيل ، يلقونها في أحضانه فداء لقومها من القحط ، لأنها تغري النيل بأن يفيض عليهم باليمن والبركات ، فطلب إليهم عمرو بن العاص أن يستأنوا بها ، حتى يستأمر عمر بن الخطاب إليهم في ذلك
                  

11-23-2009, 11:43 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    فكتب إلى عمر ، فرد بجوابه المشهور الذي قال فيه:
    (بسم الله الرحمن الرحيم
    من عبد الله عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين ، إلى نيل مصر.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أما بعد ، فإن كنت تفيض من عندك فلا تفض وإن كنت إنما تفيض من عند الله ففض. وأمر عمرو بن العاص أن يلقيه في النيل ، ففعل ، وفاض النيل ، وأبطلت من يومئذ تلك العادة ، وتم بالعلم فداء جديد للفرد البشري).
    فداء الإنسان بالعلم:
    هذا ما جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) عن فداء الإنسان بالحيوان .. وقد أشار هذا الكتاب أيضاً ، إلى فداء الإنسان بالعلم حينما تحدث عن بني إسرائيل فيما تحكيه الآية (وإذ قال موسى لقومه يا قومي إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ، فتوبوا إلى بارئكم ، فاقتلوا أنفسكم ، ذلكم خير لكم عند بارئكم ، فتاب عليكم ، إنه هو التواب الرحيم) فقال الكتاب (وفرض عليهم ، في التوبة أن يقتلوا أنفسهم ، قتلاً حسياً وهو بسبيل مما تحدثنا عنه في أمر التضحية بالفرد البشري على مذابح العبادة في أول النشأة) ومضى الكتاب ليقول (ولما تقدم الفرد البشري هونا ما ، وأصبح لا يحتاج كل ذلك التشديد ليتربى خفف عنه) ، وتحدث الكتاب عن هذا التخفيف حين جاء التشريع في حق الأمة المحمدية: (ونهي عن قتل النفس التي أصبحت تستجيب بأقل من هذا العنف فقال (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) وهو إنما كان في شريعته بنا رحيماً لأننا أصبحنا رحماء "كما تدين تدان") (الرسالة الثانية من الإسلام) صفحة 44 و45.
    وقد أكد النبي الكريم أن حكمة الضحية بالحيوان قد أشرفت ، هي أيضاً على غايتها ، فضحى ، هو ببهيمة الأنعام ففدى بها أمته .. ضحى بها ختماً لسنة أبيه إبراهيم ، في الفداء بالحيوان ، وافتتاحاً للعهد الذي تنتهي فيه عادة القربان الحيواني. فإنه لما سأله أصحابه: ما هذه الأضاحي ؟؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم!! (سنن ابن ماجة ، الجزء الثاني ، صفحة 26 ، وتفسير ابن كثير لسورة الحج ، الجزء الرابع ، صفحة 641).
                  

11-23-2009, 11:44 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الضحايا والهدايا في الجاهلية:
    وعن عادة القربان بالضحايا والهدايا في الجاهلية يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى ، من سورة الحج (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ، ولكن يناله التقوى منكم ، كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ، وبشر المحسنين) .. وعلى هذه الآية: إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا لتذكروه عند ذبحها ، فإنه الخالق الرزاق لا يناله شيء من لحومها ، ولا دماؤها ، فإنه تعالى هو الغني عما سواه ، وقد كانوا في جاهليتهم إذا ذبحوها لآلهتهم وضعوا عليها من لحوم قرابينهم ونضحوا عليها من دمائها ، فقال تعالى: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها) وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي ابن الحسين ، حدثنا محمد بن أبي حماد ، حدثنا إبراهيم بن مختار عن ابي جريج قال: كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودماؤها ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فنحن أحق أن ننضح) فأنزل الله (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) أي يتقبل ذلك ويجزي عليه). انتهى تفسير ابن كثير.
                  

11-23-2009, 11:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وهكذا فإن الضحايا والهدايا كانت عادة اجتماعية سائدة ، قبل الإسلام ، ولكنها قرابين للآلهة ، يذكرون عليها أسماءها ولا يأكلون لحومها فلما جاء الإسلام أبقى على هذه العادة لارتباطها بالتطور التاريخي لذلك المجتمع ، ولكنه جعلها قربة لله بدلاً عن الآلهة وجعل ما يذكر عليها هو اسم الله ، بدلاً عن أسماء الآلهة ، ومنع نضح دمائها ولحومها عل الكعبة وأباح أكل لحومها .. قال تعالى: (والبدن جعلها من شعائر الله ، لكم فيها خير ، فاذكروا اسم الله عليها صواف ، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها ، وأطعموا القانع والمعتر ، كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) ..(فالبدن) ، وهي إبل الهدي الذي يسوقه الحاج معه ليذبحه بعد أداء مناسكه ، ويهديه للكعبة ، كان للمسلمين فيها خير ، (لكم فيها خير) وهو الانتفاع بلحومها كما وجهت لذكر الله ، وشكره .. جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع ، صفحة 632: ("فكلوا منها" قال كان المشركون لا يأكلون من ذبائحهم فرخص للمسلمين).
                  

11-23-2009, 11:46 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    ويقول كتاب (مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول) لأحمد إبراهيم الشريف ، صفحة 182 – 183 عن اصل عادة (الهدي) قبل الإسلام ، وعن دخولها عهد الإسلام (ومضامين الآيات وأساليبها تلهم بقوة وصراحة أنها كانت تقاليد العرب قبل البعثة وقد أقرها الإسلام لما فيها من فوائد عظيمة في ظروف الحج وفي بيئة قبل البعثة وبعدها ، وكان العرب يحيطون هذا التقليد بالعناية والحرمة بل التقديس والرهبة حتى يترك الحاج هديه سائما فلا يتعرض له أحد بسوء لأن التعرض له إنما هو التعرض لمال الله تقرباً إلى الله رب البيت وقد ابطل الإسلام هذه العادة ونبه إلى أن الله لن يناله شيء من لحومها ولا دماؤها ولكن الذي يريده من الناس هو التقوى والإخلاص ، وكانوا يأثمون من أكل لحوم هديهم ويتركونها للفقراء والمساكين والسباع والجوارح فأباح الإسلام لأصحاب الهدي إن شاءوا أن يأكلوا منه وأن يطعموا البائس الفقير والقانع والمقتر أي المحتاجين سألوا أو لم يسألوا ، كما كانوا يذبحون الهدي عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة ويذكرونها في أثناء الذبح فنهى القرآن عن هذا وأوجب ذكر الله وحده عند الذبح) انتهى.
    فالهدي والضحية كفداء ، إنما كان عادة اجتماعية سائدة قبل الإسلام وقد دخلت عهد الإسلام بعد تهذيبها وسنرى فيما يلي كيف ضحى النبي الكريم عن أمته فأسقط عنها وجوبها.

                  

11-23-2009, 11:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الرسول الكريم يضحي عن أمته:
    وفدى الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بأن ضحى عنها ، فأسقط الضحية عن كافتها!! جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 642 (عن علي بن الحسين عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ، ثم يقول: (اللهم هذا عن أمتي جميعاً: من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ) ثم يأتي بالآخر فيذبحه بنفسه ثم يقول: (هذا عن محمد وآل محمد) فيطعمهما جميعاً للمساكين ، ويأكل هو وأهله منهما. رواه أحمد ، وابن ماجة..) ثم يمضي ابن كثير فيقول ، في صفحة 646: (وقد تقدم أنه عليه السلام ضحى عن أمته فأسقط ذلك وجوبها عنهم) .. فالنبي الكريم بضحيته عنه وعن آل بيته ، وعن أمته إنما فعل سنة أبيه إبراهيم ولكنه لم يستن الضحية ابتداء .. فعل سنة إبراهيم فاختتمها ، وفدى أمته عنها وافتتح عهداً جديداً للتقرب إلى الله بالعلم ، وفدى أمته بالفكر ، لا بالحيوان ، وهو وفي نفس الوقت ، إنما جارى عادة سائدة ، فهذبها وتسامى بها ، وفتح الطريق إلى ما هو خير منها ..
                  

11-23-2009, 11:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    ونسوق فيما يلي أدلة أخرى على إسقاط الرسول الكريم للضحية عن أمته.
    1- جاء في "سبل السلام" الجز الرابع ، صفحة91 : (وقد أخرج مسلم وغيره من حديث أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسل: (إذا دخلت العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره شيئاً) قال الشافعي: إن قوله (فإذا أراد أحدكم) يدل على عدم الوجوب) ، وفي (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) ، الجزء الأول صفحة 464 مثل هذه الرواية ومثل هذا التعقيب.
    2- وتدل الروايات على أن النحر قد كتب على الرسول الكريم ، ولم يكتب على أمته ، قياماً عنها بسنة هذه العادة الموروثة ، وفداء لها بإسقاطها عنها .. فقد أورد (سبل السلام) في نفس الصفحة السابقة: (ولما أخرجه البيهي أيضاً من حديث ابن عباس قال: ثلاث هن على فرض ولكم تطوع وعد منها الضحية. أخرجه أيضاً عن طريق آخر بلفظ: (كتب علي النحر ، ولم يكتب عليكم) .. فالنبي الكريم ضحى إسقاطاً لوجوبها على أمته ، وضحى أصحابه تطوعاً ، لا وجوباً ، وكبارهم ، وعلماؤهم وأثرياؤهم تركوها فلم يضحوا ، عملاً بحكم إسقاطها ، كما سنرى بعد قليل).
    3- وجاء في (سبل الإسلام) صفحة 96: (واخرج البيهقي من حديث عمرو بن العاص أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل سأله عن الضحية وأنه قد لا يجدها فقال: (قلم أظافرك ، وقص شاربك ، واحلق عانتك ، فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل !! – ورواه أبو داوود في (سنن أبي داوود) الجزء الثالث صفحة 93. وفي هذا الحديث إشارة لطيفة إلى استبدال الضحية بالحيوان بعمل يتجه إلى تهذيب بقايا الموروث الحيواني في البشر أنفسهم وهي الشعر والأظافر ، مما يفتح الطريق أمام قيمة جديدة هي أن يفدي الإنسان نفسه ، بتهذيب نفسه ، لا بكائن خارجه إنساناً كان أو حيواناًََ!!
                  

11-23-2009, 11:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    الصحابة لا يضحون!!
    جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 646 (وقال أبو سريحة كنت جاراً لأبي بكر وعمر وكانا لا يضحيان خشية أن يقتدي الناس بهما) وجاء في سبل الإسلام الجزء الرابع ص 91: (وأفعال الصحابة دالة على عدم الإيجاب – إيجاب الضحية – فأخرج البيهقي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان خشية أن يقتدى بهما) وجاء في (الاعتصام) للشاطبي الجزء الثامن صفحة 91 (وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يضحون – يعني أنهم لا يلتزمون).
    وهكذا .. ولو لم تسقط الضحية عن الأمة لكان الأصحاب ، وعلى رأسهم الشيخان أولى الناس بأدائها .. وأبو بكر هو من عرف بتحري الاتباع والتجافي عن الابتداع وقد أورد عنه كتاب (الاعتصام) للشاطبي في صفحة 55: (وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: لست تاركا شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ، أني أخشى أن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ)!!
    واليكم طائفة أخرى من الصحابة أدركت سقوط الضحية عنها ، فلم تضح ، بل ذهبت شتى المذاهب في تأكيد هذا السقوط: فقد أورد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) الجزء الأول صفحة 464: (قال عكرمة: بعثني ابن عباس بدرهمين أشتري بهما لحماً وقال: من لقيت فقل له: هذه أضحية ابن عباس !! وروي عن بلال أنه ضحى بديك!!).
                  

11-23-2009, 11:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    وذكر (سبل السلام) الجزء الرابع صفحة 91: (وأخرج عن ابن عباس أنه إذا حضر الأضحى أعطى مولي له درهمين فقال: اشتريهما لحماً ، وأخبر الناس أنه ضحى ابن عباس ، وروي أن بلال ضحى بديك ومثله روي عن أبي هريرة والروايات عن الصحابة في هذا المعنى كثيرة ..) وروي (الشاطبي) في (الاعتصام) نفس الرواية في نفس الموضوع السابق كما روي عن بلال قوله: (لا أبالي أن أضحي بكبشين أو بديك) .. وهكذا فإن (ضحية) ابن عباس اللحم و(ضحية) بلال بالديك إنما هي إمعاناً منهما في تأكيد سقوط الضحية .. وقد ذهب ابن عباس إلى أكثر من ذلك فيما يرويه (الاعتصام) صفحة 91: (وقال طاقوس: ما رأيت بيتاً أكثر لحماً وخبزاً وعلماً من بيت ابن عباس يذبح وينحر كل يوم ثم لا يذبح يوم العيد!!).. أما عبد الله بن مسعود فلم يدع قط حجة ليحتج بوجوبها لا على المعوزين ولا على الموسرين !! فقد روي (الشاطبي) في (الاعتصام) الجزء الثاني صفحة 91: (وقال ابن مسعود: إني لأترك ضحيتي وإني لمن أيسركم مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة)!!.
    وبعد فهل عسانا نحتاج بعد قول النبي الكريم ، وأقوال صحابته ، وأفعالهم إلى دليل نقلي آخر لسقوط الضحية في حق الأمة؟؟ أم هل عسى من يعدل عن هذه الواضحة أن يكون أكثر حرصاً على الاتباع من أبي بكر وعمر وعبد الله بن عباس وابي هريرة وعبد الله بن مسعود وبلال ، وسائر الصحابة؟؟
                  

11-23-2009, 11:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)



    ضعف أدلة وجوب الضحية:
    وأدلة وجوب الضحية ضعيفة في حد ذاتها .. فقد ذكر (سبل السلام) الجزء الرابع صفحة91 حديث (من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا) ، وحديث (على أهل كل بيت في كل عام ضحية) وآية (فصل لربك وأنحر) ، وقال: (والحديث الأول موقوف فلا حجة فيه والثاني ضعف بأبي رملة قال الخطابي: إنه مجهول والآية محتملة فقد فسر قوله – وأنحر – بوضع الكف على النحر في الصلاة ، أخرجه ابن أبي حاتم وابن أبي شاهين في سننه ، وابن مردوبة ، والبيهقي عن ابن عباس وفيه روايات من الصحابة مثل ذلك ولو سلم فهي دالة على أن النحر بعد الصلاة في تعيين لوقته لا لوجوبه) انتهى وقد ذكر (تنوير المقباس في تفسير ابن عباس) هذا التفسير للآية أيضاً ..
    وجاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع ، صفحة 646 حول حديث (من وجد سعة فلم يضح فلا يقرب مصلانا): (على أن فيه غرابة واستنكره أحمد بن حنبل) ، وتعليقاً على هذا الحديث جاء في (سنن ابن ماجة) الجزء الثاني صفحة 26: (وقد ضعفه أبو داوود والنسائي ...) . ووجه الصحة في الأمر أن الضحية كانت تؤدى أحيانا من بعض الأصحاب تطوعاً ، ولا عبرة إطلاقاً ، برأي بعض الفقهاء بوجوب الضحية حتى ولو بالاضطرار إلى استدانة ثمنها (الفقه على المذاهب الأربعة صفحة 715) فإنه قوله بالرأي يتناقص مع روح الدين وحكمة مشروعية أحكامه ونصوصه !!
                  

11-23-2009, 11:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    ويروي بعض الفقهاء وجوبها على الموسرين فحسب .. جاء في تفسير ابن كثير في نفس الموضع السابق: (وقد ذهب أبو حنيفة ومالك الثوري إلى القول بوجوب الضحية على من ملك نصاباً) ثم أورد الرأي الآخر: (وقال الشافعي وأحمد: لا تجب الأضحية بل هي مستحبة كما جاء في الحديث "ليس في المال حق سوى الزكاة"). فالقول بعدم وجوبها على الموسرين ، والفقراء على السواء إنما يتمشى مع روح الآثار القرآنية والنبوية وأقوال وأفعال الصحابة .. أكثر من ذلك!! فلا معنى حتى لأن يقال أنها مستحبة في حق الموسرين.. وقد حسم أكابر الصحابة ومنهم الموسرين سقوطها عنهم ، حسماً جازماً لا لبس فيه ولا شبهة .. والفقهاء يقولون عن الضحية: (سنة عين مؤكدة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها) – الفقه على المذاهب الأربعة الجزء الأول صفحة 715 .. وذلك أخذا بما كان عليه الأمر أيام مرحليتها كعمل تطوعي من الأصحاب ، ولكن هذا التعريف قاصر تماماً عن مبلغ الأمر ، فقد حسم الصحابة مرحليتها بسقوطها عنهم قولاً وفعلاُ بصورة نهائية ..
                  

11-23-2009, 11:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    العودة بالضحية إلى اصلها:
    إن الضحية في حقيقتها وأصلها هي فداء الكامل بالناقص ومن ثم فدى الإنسان بالحيوان (وفديناه بذبح عظيم) والمطلوب أساساً هو مواجهة النقص داخل الإنسان والذي قد يبلغ أن يضحي الفرد بنفسه تقرباً وفدية أو أن ضحى به فدية للآخرين قال تعالى: (توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) وقال (إني أرى في المنام إني أذبحك) ولكن بتقدم العلم والمعرفة الدينية كما سبق أن وضحنا فدى الإنسان بالحيوان ولكن التقرب بذبح الحيوان وبكل القربات إنما هو لتهذيب النفس وهو تهذيب يبدأ من خارج النفس ثم يدق وينسحب إلى داخل النفس ومطاردة النقص في أغوارها والآن فإن حاجتنا للسلام هي حاجة حياة أو موت والسلام لا يتحقق في الأرض إلا إذا تحقق في النفس الإنسانية ولن تحقق النفس السلام الداخلي وهي تنطوي على نقصها ومن ثم فإن الضحية الآن ترجع إلى أصلها وحقيقتها ، وهي قتل النقص في الإنسان ولما كانت النهاية تشبه البداية ، ولا تشبهها ، فإن القتل الآن هو القتل المعنوي بالفكر القوي ، الدقيق الذي به نتخلص من نقائصنا ولذلك فإن الوقت الآن هو وقت الجهاد الكبر ، جهاد النفس .. فالمطلوب اليوم ليس التقرب إلى الله بقتل الكافر ، أو ذبح الحيوان وإنما المطلوب قتل النفس السفلي في كل فرد منا استجابة للأمر النبوي (موتوا قبل أن تموتوا) وهذا ما سنفصل طرفاً منه فيما يقبل من هذا الفصل.
                  

11-23-2009, 11:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    لقد اسقط الرسول الكريم الضحية عن أمته! ووعي الصحابة ذلك ، والتزموه ، إيذاناً بنهاية عهد القربة إلى الله ، والفداء بالحيوان ، وافتتاحاً لعهد القربة ، والفداء ، بالفكر !! الفكر المروض بالعبادة ، المؤدب بأدب الدين ، المتخلص من هوى النفس ، وهو الفكر المستقيم ، ولقد كان جوهر السنة النبوية هو الفكر المستقيم حتى يمكن أن نعرف السنة بأنها الفكر!! قال الأستاذ محمود محمد طه في كتاب (طريق محمد) (وقد كانت حياة النبي الكريم كلها خيراً ، وحضوراً ، وفكراً ، وتجديداً ، لا عادة فيها ، كذلك كانت عاداته ، في الفكر عبادة ، ووزناً بالقسط .. فقد كان يقدم الميامن على المياسر ، ويحب التيامن ، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ، وكان في جميع مضطربه على ذكر ، وفكر ، فهو لا يقوم ، ولا يجلس ، إلا على فكر ، وكذلك كان من ثمرات صلاته ، وفكره ، وذكره في جميع حالاته ، حلاوة شمائله التي حببته إلى النفوس ووضعته مكان القدوة) انتهى.. والنبي الكريم هو القائل (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة) ذلك بأن الفكر المستقيم جماع تكاليف الإسلام ، فما أنزل القرآن ، وما شرعت الشرائع وما عزمت العزائم إلا لإنجاب الفكر المستقيم ، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، ولعلهم يتفكرون).
                  

11-23-2009, 11:55 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    والكرامة البشرية لن تتحقق ، في قمتها ، إلا إذا صحح الفرد البشري حاله ، وطور قدرته من داخله عن طريق فكره ، لا بوسيلة خارجية عنه ، كالحيوان ، يفدي بها نفسه ، أو يتقرب بها إلى الله. ففداء الفرد البشري نفسه بنفسه ، بوسيلة الفكر ، في الاستغفار والشكر ، مثلاً ، هما عملان فكريان في المقام الأول ، إنما هو إيقاظ لهذه القوة الدراكة وتنمية لها لتتحمل مسئوليتها التامة عن تصحيح خطئها والتسامي بحالها .. وفي فداء الفرد البشري نفسه بنفسه عن طريق فكره فداء للحيوان من أن يتخذ وسيلة تقرب أو تفدية توسيع ، بذلك لقاعدة الحياة وتسام بالعلاقة مع كل الأحياء والأشياء.
                  

11-23-2009, 11:57 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    نهاية الضحية في عهد السلام:
    وثمة وشيجة بين ذبح حيوان الضحية وقتل الكافر ، في الإسلام. فقد شرعت (الحرب) في الإسلام على الكفار لاعتبارات مرحلية هي أن عقول أولئك الكفار لم تكن من النضج بحيث تستطيع أن تعرف الحق وتلتزمه ، ففرضت عليها تلك الوصاية الغليظة .. وحتى قتال الكفار بأيدي المؤمنين ، نفسه إنما كان مرحلة متطورة وملطفة على مرحلة تعذيب الكفار ، في الأمم الماضية ، بالعناصر الصماء كالطوفان ، والريح ، والصواعق ، وقد كانوا أشد فظاظة وغلظة ، وتبلدا .. قال تعالى عن هذه (الحرب): (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ، ويخزيهم ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين) وقد نزلت مثل هذه الآية من آيات (الحرب) في المدينة ناسخة لآية (السلام) والتي لم تكن البشرية يومئذ بمستطيعة أن تستجيب لها ، مثل آية: (وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..) .. واليوم ، وفي هذا العصر الذي صارت فيه حاجة البشرية إلى السلام حاجة حياة ، أو موت بعد أن عجزت الفلسفات المعاصرة عن تحقيق السلام العالمي ، عجزاً تاماً وصارت فيه العقول البشرية إلى النضج ، والى إمكانية معرفة الحق ، والتزامه صار حكم الوقت يقتضي أن نبعث آيات (السلام) وننسخ آيات (الحرب)
                  

11-23-2009, 11:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وتحت ظل عهد (السلام) هذا الذي لا يبلغ غايته إلا ببعث الإسلام ، تسقط ، أيضاً الضحية بالحيوان!! فيفدي الحيوان من أن يتخذ ذبحه قربة دينية!! (ألم يكن المؤمن مأجوراً على قتال الكافر؟؟) .. ولقد يكفي أن يكون الكافر ، بمجرد كفره ، فداء للمؤمن لقوله تعالى: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) كما يكفي أن يكون مجرد وجود الحيوان فداء للبشر وذلك بارتفاع البشر درجة فوق الحيوانية وأن يكون الحيوان مسخراً لمنفعة البشر ..
    وفي عهد (السلام) (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) .. والمسلم هنا تتسع لتشمل الأحياء والأشياء!! ذلك بأن كل عاقل وكل غير عاقل مسلم لله تعالى!! والدليل: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً واليه يرجعون) و(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) .. ولذلك ، ففي عهد (السلام) يكف المسلم عن ذبح الحيوان بغرض الفداء أو التقرب ، وهو يملك وسيلة إلى ذلك أفضل ، وأعمق ، وهي التفكير!!
                  

11-23-2009, 12:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    التمسك بقشور الدين:
    إن تمسك المسلمين بالضحية اليوم إنما يعطي صورة لتمسكهم العام بقشور الدين ، وتفريطهم في لبابه!! ولا نحتاج إلى جهد كبير في التدليل على هذا التفريط ، فنظرة عجلى إلى ما عليه المسلمون اليوم من مفارقات ، في الأخلاق والمعاملة تسعفنا بالدليل. ومعروف في الأثر النبوي: (الدين المعاملة) و(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .. المسلمون اليوم ليسوا على شيء ، يؤدون أو يؤدى بعضهم الشعائر الدينية بصورة ميتة لا روح فيها ولا حياة وقد تملكها سلطان العادة فلا تؤثر في أخلاقهم ولا في أخلاق من حولهم .. فذهب عنهم بذلك لباب الدين الأصلي وأن بقيت القشرة الخارجية .. وصاروا كغيرهم من النصارى واليهود ، على مظاهر تحكي الدين ، بلا دين!! يذهبون إلى أماكن العبادة ، بصورة تقليدية آلية لا ثمرة من ورائها تظهر على أخلاقهم وقاماتهم الروحية ، فأدركتهم نذارة النبي المعصوم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه!! قالوا: أأليهود والنصارى؟؟ قال: فمن ؟؟) .. ولقد اندثرت بينهم اليوم ، السنة وماتت وعاد الإسلام ، بينهم غريباً كما بدأ ..
                  

11-23-2009, 12:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وفي رواية لحديث اندثار السنة جاء: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء!! قالوا: يا رسول الله كيف يكون غريباً؟؟ قال: كما يقال للرجل أنه في حي كذا وكذا إنه لغريب!!) وفي رواية أنه سئل عن الغرباء فقال: (الذين يحيون ما أمات الناس من سنتي!!) (الاعتصام) (الجزء الأول صفحة 3) وعن ابن عباس قال: (ما أتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن)!! (المصدر السابق والموضع نفسه) .. وجاء في (الاعتصام) أيضاً الجزء الأول صفحة 9 ، عن بداية اندثار السنة ، وتداعيها في الاندثار: (روي عن أبي الدرداء أنه قال: لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة. قال الأوزعي: فكيف لو كان اليوم؟ قال عيسى بن يونس: فكيف لو أدرك الأوزعي هذا الزمان؟؟ وعن أم الدرداء قالت: دخل أبو الدرداء وهو غضبان فقلت: ما أغضبك؟؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعاً!! (رواه البخاري)..
                  

11-23-2009, 12:03 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وعن ميمون بن مهران قال: لو أن رجلاً نزل فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة!! وعن سهل بن مالك عن أبيه قال: ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة!! هذه جميعاً دلائل بدء اندثار معالم السنة منذ نهاية العهد الأموي أو الخلافة الراشدة ، وتداعي هذا الاندثار إلى ما وصل إليه المسلمون اليوم من انحطاط ديني ، دخل به الفترة الثانية ، أو الجاهلية الثانية ، ومن أول دلائل موت السنة ، واندثارها اليوم ، تماماً بينهم تفرقهم شيعاً وفرقاً وأحزاباً (كل حزب بما لديهم فرحون) ، لانبهام معالم هذه السنة أمامهم !! جاء في النذارة بهذا المصير المشئوم: تفرقت بنو إسرائيل إلى إحدى وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وتفرقت النصارى اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وتتفرق أمتي إلى ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة!! قالوا: ومن هي يا رسول الله؟؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي!!
                  

11-23-2009, 12:04 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    فقد شاع بين المسلمين اتخاذ البدع ، كصلاة التراويح ، واتخاذ سنة العادة سنة عبادة ، كاللحية والضحية!! وذلك مع تفريطهم التام في السنة الحقيقية صورة تجويد العبادة وحسن المعاملة !! وتمسكهم بالضحية صورة لهذا التمسك الأعمى بقشور الدين ، فقد أسقطها النبي الكريم في حق أمته ، وأحسن صحابته الاتباع بإسقاطها عن أنفسهم ، ومع ذلك تبرز الضحية كل عيد أضحى ، كأهم معلم ديني بين المسلمين!! ومرد هذا التمسك الأعمى أما الجهل بسقوطها كقربة ، وفداء ديني ، وأما العمل بها كمظهر اجتماعي بعيد كل البعد عن القربة والفداء الديني وفي كلا الحالتين مفارقة لروح الدين ونصه .. بل أن منهم من يحرص على الضحية وهو يفرط في أوجب الواجبات الدينية في العبادة والمعاملة!!
                  

11-23-2009, 12:05 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الضحية اليوم عمل مخالف للدين:
    وإذا قال قائل: فكيف ونحن أمام فعل النبي الكريم ونص قرآني في بهيمة الأنعام كقربة وفداء محتجاً بذلك على عدم سقوط الضحية في حق الأمة كان لنا من جهة أخرى ، في فعل النبي الكريم وقوله ، وفي فعل أصحابه ، وأقواله حجة على سقوطها!! فقد ضحى الرسول الكريم فداء لأمته من الضحية!! وجرياً مع العادة السائدة وضحى معه أصحابه ثم اسقط وجوبها بفعله وقوله ، وفهم أصحابه ذلك فلم يعودوا يضحون!! والقاعدة الذهبية في التشريع هي (تغير المصلحة بتغير الأزمان) .. ومن ذلك سابقة سهم المؤلفة قلوبهم في الزكاة فقد فرض الله لهم هذا السهم بنص قرآني (إنما الصدقات للفقراء والمساكين ، والعاملين عليها ، والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ، والغارمين وفي سبيل الله ، وابن السبيل ، فريضة من الله والله عليم حكيم ..) .. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي هذا السهم للمؤلفة قلوبهم حتى لحق بالرفيق الأعلى. ولما ولى أبو بكر الخلافة أشار عمر إليه بقطع هذا السهم عنهم قائلاً لهم: لا حاجة لنا بكم ، فقد أعز الله الإسلام ، وأغنى عنكم فإن أسلمتم وألا فالسيف بيننا وبينكم !! (الجوهرة النيرة على مختصر القدوري ص164 ، الجزء الأول) وقد أمضى أبو بكر رأى عمر!! قال (الدواليبي) في (أصول الفقه) ، صفحة 239 إن رأي عمر كان (تبعاً لتغيير المصلحة بتغيير الأزمان رغم أن عمر (نظر إلى علة النص لا إلى ظاهره ، واعتبر إعطاء المؤلفة قلوبهم معطلاً بظروف زمنية مؤقتة وتلك هي تأليفهم واتقاء شرهم عندما كان الإسلام ضعيفاً فلما قويت شوكة الإسلام وتغيرت الظروف الداعية للعطاء كان من موجهات العمل بعلته أن يمنعوا هذا العطاء)!!
                  

11-23-2009, 12:07 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وهكذا فإن النص القرآني ، والأثر النبوي إنما هما معلولان دائماً بحكمة .. ومن جوهر السنة معرفة هذه الحكمة ، والتصرف وفقها في إمضاء حكم النص ، أو تطويره .. فالنصوص ليست غاية في ذاتها ، وإنما هي وسائل لتأدية المصالح .. وفي حالة الضحية ، بالذات ، نحن أمام نصوص ، وآثار بسقوط الضحية هي التي تنسخ نصوص وآثار مشروعيتها المرحلية ، والعبرة هنا بفهم النص ، لا مجرد النص!! والقرآن الكريم يطالبنا بفهم الآيات ، ويحذرنا من جمود الفهم بقوله (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا) .. فالواجب الديني ، إذن يقتضينا أن نفرق بين أصول الإسلام وفروعه وبين سنة العبادة الأصلية الباقية ، وسنة العادة الموقوتة .. وإذا كان هذا هو أوان أحياء السنة الحقيقية في العبادة والمعاملة ، وإذا اقتضى نضج العقل البشري أن ينفتح الطريق أمام القربة الدينية بالفكرة بدلاً عن القربة الدينية بإهراق دم الحيوان وإذا جعلت الظروف الاقتصادية ، والاجتماعية والصحية ، أصلاً كما سنرى ، أمر الضحية شاقاً ، عسيراً وضاراً ، وإذا كانت الضحية أصلاً غير واجبة في حق الأمة المحمدية بتوجيه النبي الكريم ، وحسن اتباع أكابر الأصحاب ، فإن الضحية ، اليوم وفي وجه الاعتبارات التي جدت ، تصبح عملاً مخالفاً للدين تمام المخالفة!! بل هي لا تعدو أن تكون تداعياً وتأكيداً لتمسك المسلمين بقشور دينهم ، وتفريطهم في لبابه!! وسنرى فيما يلي دواعي سقوطها اجتماعياً واقتصادياً وصحياً ..
                  

11-23-2009, 12:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    أضرار الضحية الاقتصادية اليوم:
    من حكمة المشروعية المرحلية للضحية التوسعة على الأسر حينما لم يكن اللحم متاحاً لسائرها ، يومياً وإنما كان طعاماً موسمياً نادراً في ظروف شظف العيش التي كان يعيشها مجتمع الجزيرة العربية غير ميسور إلا للموسرين. جاء في شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (المجلد الثالث صفحة 75): (حدثني عن مالك عن عبد الله عن أبي بكر عن عبد الله بن واقد أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثة ، قال عبد الله بن أبي بكر: فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن فقالت: صدق ، سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: دف ناس من أهل البادية حضرة الأضحى في زمان رسول الله فقال الرسول: إدخروا لثلاث وتصدقوا بما بقي ، قالت: فلما كان ما بعد ذلك ، قيل لرسول الله: لقد كان الناس ينتفعون بضحاياهم بعد ثلاثة ، فقال الرسول: (إنما نهيتكم من اجل الدافة دفة عليكم ، فكلوا ، وتصدقوا ، وأدخروا) (يعني بالدافة قوم مساكين قدموا المدينة) فأراد أن يعينوهم ، ولذا قالت عائشة: وليست بعزيمة ، ولكن أراد أن يطعم منها ، والله أعلم بمراد دينه) .. وجاء في (سنن أبي داؤود ، الجزء الثالث صفحة 93): ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم ، فقد جاء الله بالسعة فكلوا ، وادخروا ، وأتجروا ، ألا وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل) ..
                  

11-23-2009, 12:09 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    وهكذا يقف العامل الاقتصادي أيضاً وراء الحكم المرحلي للضحية ، فقد كان الناس ينتفعون بضحاياهم كما جاء في رواية الحديث ، وكانت أيام العيد أيام أكل وشرب كما جاء في الحديث ، وذلك في تلك البيئة المعسرة ، الشحيحة لموارد الغذاء ، فكانت (السعة) كما أشار الحديث هي إحدى علل الضحية ، ثم إن نسخ حكم عدم إدخار لحومها فوق ثلاث إنما هو ، في حد ذاته دليل على تغيير الأحكام بتغير الظروف .. ولذلك فإن العامل الاقتصادي وراء حكم الضحية المرحلي قد إنتفى اليوم حيث لم يعد اللحم غذاء موسمياً نادراً ، يضطر الناس إدخاره كما كانوا يفعلون في الماضي ، اكثر من ذلك فقد تحولت المنفعة الاقتصادية من الضحية في الماضي إلى ضرر اقتصادي اليوم!! ففي بلادنا ، كما هو في سائر البلاد اليوم ، ارتفعت أسعار الماشية ، ارتفاعاً مذهلاً ، مما يجعل من العسير ، إن لم نقل من المستحيل ، على الأسرة السودانية المتوسطة الحال ، ناهيك عن الفقيرة أن تشتري كبشاً للضحية!! وبذلك صارت الضحية اليوم من وجهة النظر الاقتصادية ، التي تدخل في إطار الدين ، إنما تشكل مشقة ، واستحالة عملية .. وكثير من هذه الأسر يعجز عن مواجهة متطلبات الحياة الأساسية فكيف بالضحية؟؟ إن مثل هذا العبء المالي الذي تسببه الضحية ، إنما هو في غياب التربية الدينية الصحيحة ، مما يفتح الباب أمام كثير من المخالفات التي ترتكب للحصول على المال بأي سبيل .. أيسرها تكبيل ميزانيات الأسر بالديون ، ثم هي قد تمتد إلى الارتشاء أو التلاعب بالمال العام ، أو العجز عن الوفاء بالالتزامات المالية !! وهذه وتلك من الأضرار الاقتصادية التي تجعل الضحية في هذه الظروف عملاً غير مرغوب فيه ديناً ، دفعاً للضرر، وسداً للذريعة .. الضحية ساقطة شرعاً في حق المسلمين بخاصة اليوم ، فلماذا التمسك الأعمى بها؟
                  

11-23-2009, 12:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الأضرار الاجتماعية والصحية:
    وفي الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الناس اليوم ، تنجم عن الأضرار الاقتصادية للضحية أضرار اجتماعية لا حصر لها .. فبجانب إهتزاز الموقف الاجتماعي لغير المستطيعين الذين يضحون وهم مكبلون بالديون ، ويواجهون اختلالاً شديداً في ميزانيات أسرهم ، أو يعجزون عن الوفاء بالتزاماتهم المالية ، هناك الآثار الاجتماعية الضارة التي يجرها المستطيعون بضحيتهم على بقية أفراد المجتمع .. فهم إما أن يضطروا غير المستطيع ليضحي فيدخل في الضيق المالي الشديد ، إنقاذاً لأسرته من الحرج ، وإما أن يكلفوه أشد العنت إذا قاوم الضغط الاجتماعي الثقيل فلم يضح ، وعند ذلك أيضاً تبرز أشد صور الطبقية حدة في مجتمعنا ، وتنجم عنها أسوأ الآثار النفسية الهدامة ..
    أيها المسلمون: أعرفوا السنة النبوية الحقيقية ، والتزموها واتركوا القشور التي أنتم عليها ، فالوقت وقت إحياء سنة ، والضحية كانت سنة عادة مرحلية انقضى عهدها وقد سقطت في حق الأمة ، فهي غير واجبة لا على الفقراء ولا على الأغنياء بل الواجب اليوم تركها .. والله المسئول أن يهدينا إلى حقائق ديننا لنمارسها بالوعي ، وبالفكر لا بالعادة ، فإن آفة العبادة نفسها أن تصبح عادة .. وهو تعالى أكرم مسئول وأسرع مجيب ..

                  

11-23-2009, 11:44 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    تحية لصاحب البوست


    لكن العادة الاجتماعية اقوي دائما من اي تفكير او استنباط وخلافه
                  

11-23-2009, 05:13 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبداللطيف حسن علي)

    لم يفعل كاتب البحث غير أن نقل الأدلة على ما ذهب إليه جمهور علماء المسلمين في عدم وجوب الأضحية و خلط - ربما عامدا - بين عدم الوجوب و بين عدم المشروعية. من الممكن أن آتيك بأدلة على عدم وجوب صيام الست من شوال و لكن لو حاولت إسقاط مشروعيتها فهذه جريمة و افتئات. مشروعية الأضحية ثابتة بالسنة فقد فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ثابتة بإجماع الأمة التي ظلت تقوم بها. دين الله واضح و لسنا في حاجة لمن يأتينا في آخر الزمان ليغير و يبدل.
    بعدين الزول الكاتب الكلام دا شكله زول مرتاح:
    Quote: ولذلك فإن العامل الاقتصادي وراء حكم الضحية المرحلي قد إنتفى اليوم حيث لم يعد اللحم غذاء موسمياً نادراً ، يضطر الناس إدخاره كما كانوا يفعلون في الماضي ،

    منو القال إنو الضحية عند بعض الناس ما مناسبة ينتظرونها للاستمتاع بأكل ما يهدى إليهم من لحوم. أما إذا كان غرض كاتب البحث التنبيه على الأولويات فهذا لا يكون بالحض على ترك ما هو أدنى مرتبة.
                  

11-23-2009, 05:58 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: Elawad)

    تلزمك قراءة اخرى ياخوي العوض بدون رأي مسبق
                  

11-23-2009, 06:23 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبد الله
    تحياتي و سلامي
    بالنسبة للرأي المسبق عندي أقر بأنه موجود... رأيي المسبق أن المرجعية في فهم هذا الدين هي كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم الثقاة من علماء الإسلام. قرأت البحث و لم أجد فيه دليلا مقنعا فيما ذهب إليه من عدم مشروعية الأضحية و سقوط حكمها. ما قاله أولا عن عدم وجوب الضحية ليس بجديد فهو مذهب الجمهور أما القول بوجوب تركها فهذا افتئات و تقول على الشرع... كثيرا من المسائل التي أثارها يمكن علاجها في إطارها..... فكون بعض الناس يكلف نفسه فوق طاقتها ليضحي أو يفعلها من باب الوجاهة الاجتماعية فهؤلاء يحتاجون إلى من يعلمهم دينهم لا لمن يدعوهم لترك بعض أحكامه. الرسول صلى الله عليه و سلم ضحى و ضحى أصحابه فلم ينههم و يقل لهم لا تضحوا فقد ضحيت عنكم. من لم يضح من الصحابة بعدها كان يخشى أن يظن الناس وجوب الأضحية و لو فعل ذلك لعدم مشروعية الأضحية لنهى الناس عنها.
                  

11-23-2009, 07:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: Elawad)

    تعرف يا العوض أخوي المشكلة كلها "الآراء المسبقة" دي ولا ألومك عليها .. كلنا بدأنا منها ولكن، بفضل الله علينا، تحولنا منها لما رأينا من أبلج الحق وأدع الله بقبائل هذه العيد أن يفتح منك البصر والأبصار لتقبل عليه فثق، كلمة واحدة، لا حق غيره اليوم ما عليه أمر الأستاذ محمود محمد طه
                  

11-23-2009, 06:33 PM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    أستاذنا عبدالله

    نعم الموضوع و نعم الفكر و الفهم

    لا أبالغ إن قلت لك أنني (أتلقف) كتاباتك كلما سنحت لي الفرصة.

    و كما قال ابن العربي

    (ليس كل امرء بشاعر)

    و الشعر من الشعور

    و هيات لمثلي أن يتحد فكره و شعوره
                  

11-23-2009, 07:51 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: malik_aljack)

    تسلم ياخوي مالك الجاك ... يسعدني مرورك دائما وسأنقل كلماتك هذه لبوست "قالوا ولم نقل" وستظل سبيلا يضيء لك أبد الأبدين
                  

11-23-2009, 07:56 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الأخ الأستاذ عبداللطيف كل الشكر على المرور والاضاءة وثق انه مثلماترك الناس الشلوخ والبطان ودق الشلوفة وكسر التربة والظار سيتركون خفاض البنات والأضحية وصلاة التراويح كذلك لأنها اصبحت مجرد عادات كما تفضلت انت
                  

11-23-2009, 09:08 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبد الله عثمان
    جزاك الله خيرا على دعواتك و بدوري أسأل الله لي و لك الهداية. الحق هو ما مات عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و ترك عليه أصحابه الكرام. الله تعالى يقول مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم و من معه (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا) فكل من أتى بعدهم بمن فيهم الأستاذ محمود محمد طه يوزن بميزانهم فإن وافق أمره أمرهم فقد فاز و إلا فهو الخسران المبين. وضعك لصلاة التراويح (و لعلك تقصد صلاتها في جماعة) و الأضحية مع ختان الإناث و الشلوخ و البطان في كفة واحدة لا يسنده عقل و لا نقل.
                  

11-24-2009, 10:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: Elawad)



    العوض آخوي ببركة قبايل العيد الله يفتح مننا جميعا البصائر والأبصار فنرى من خلفنا كما نرى من أمامنا آآآآآآآآآآمين
    النقل والعقل يقولان بذلك فقد كان ما أوردت عادات مرضي عنها وتمارس علنا ثم أصبح الكثيرون يخجلون منها!!
    يقول النقل (كنت قد نهيتكم عن زيارة المقابر .. ألا فزوروها) ... كان قد نهاهم صلى الله عليه وسلم لما كانوا حديثي عهد بالاسلام فقد كانت تستثير فيهم العصبية المقيتة وهم يتذكرون قتلاهم في بدر وفي أحد ... لما وقر الإيمان، هونا ما في قلوبهم، أصبح يستحثهم عليها لأنها تذكرهم بالآخرة (فلا يزورون الإنتخابات)

    ومن النقل أن سيدنا آدم كان يزوج الأخ لأخته وكانت شريعة مرضية ومطلوبة، تراخى الزمن، هونا ما، فحرمت عليكم عماتكم وخالاتكم ... الخ الخ وقد ينبو الذوق السليم الآن حتى عن ابنة العمة، وهي حلال!!!
                  

11-24-2009, 10:06 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    أما العقل يا عزيزي العوض فقد (كان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويسرج دابته ويمتشق حسامه) .. فلك أن تتخيل الملك حسين عليه الرحمة، شيخ البرعي، أو حتى عمرو خالد خاصفا نعله في فضائيات الدناي والعالمين والنعل يأتينا من الصين الشيوعية بفلس أو فلسين!!! وهل تتخيّل "الزعيم" حسني بيه حالبا شاته في أمبابة أو باب اللوق ... ولو أسرج أوباما "قصوائه" من مكتبه البيضاوي قاصدا المكتب خماسي الاضلاع "البنتاغون" لنفقت القصواء قبل أن تبلغ النفق ولأقتيد من توه للتجاني الماحي فرع مانهاتن!!!
    وهل تتخيل يا عزيزي العوض أسامة بن لادن خارجا من كهوف تورا بولا حاملا "صقيلا هنديا"!! لو فعل ذلك لقامت حسناء كعوب من صحارى يوتا بتوجيه طائرة من غير طيار على بعد (سبعتلاف ميل) وبنقرة من أصبع تكسو ظفره الطويل طبقة منكير "مفسدة للوضوء" فأردته قتيلا ... دقائق وتخرج "الجزيرة" محتسبة الشهيد وقد تعلن عليه حماس والشباب الصومالي الحداد (ومن غيرهم يجرؤ على ذلك؟؟) ثم لا يلبثون أن يحتفلوا بالذكرى الـ(ث)نوية كل عام!!!
    (قوموا الى صلاتكم يرحمكم الله)

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-24-2009, 10:09 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-24-2009, 10:55 AM)

                  

11-24-2009, 08:53 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)


    من عجائب الأضحية في امريكا ان بعض المسلمين يشترونها بالكريدت كارد ويتم شرائها مذبوحة قبل ان يذبح امام القرية اضحيته
                  

11-24-2009, 09:16 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبد الله
    السلام عليكم
    كل ما ذكرته يا عزيزي لا يخرج عن أمرين إما باب من أبواب الشرع معروف في الناسخ و المنسوخ أو التعامل مع القضايا المستحدثة. لفتت نظري إشارتك إلى أن الذوق (السليم) قد ينبو عن زواج بنت العمة و أقول كحالة خاصة بالشخص المعين إذا لم ترض نفسه الزواج ببنت عمته فهذا شأنه و لا صلة له بسلامة ذوقه و إلا فمن تزوج بنت عمته فقد فعل فعلا مباحا لا يقدح في سلامة ذوقه.
    بالنسبة لما يفعله المسلمون في أمريكا أو بعضهم على الأصح فهذا لا شأن له و لا تعلق بمشروعية الأضحية. و عموما إذا وكل أحدهم شخصا لذبح الأضحية عنه في بلاده الأصلية أو في بلاد أخرى رأى حاجة المسلمين فيها فالعبرة ببلد الموكَل لا ببلد الموكِل. فإن كان وكيله في السودان فيذبح على حسب التوقيت في السودان و إن كان الموكل في أمريكا.
                  

11-25-2009, 04:00 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: Elawad)
                  

11-25-2009, 10:27 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    يا عزيزي العوض ... كيفنك .. أطمئنك أنني أعرف "ما علم من الدين بالضرورة" بل وأكثر من ذلك بما قد تتصور ولا تتصوّر ، ذلك فقط لأكفيك مؤونة تذكيري به... فشخصي فقيه ابن فقيه .. نشأ في منزل يعج بالأخضري والعشماوي وحاشية ابن عابدين والصفتي ... منذ طفولتنا والى الآن، وأنا أحبو على الستين، نجتر اشياء مثل هل يجوز للعبد غسل سيده الميت، توريث ابن السرية اذا كان الوطء سابق للاعتراف به وعلى من يكون غسل الفراش من الجنابة!!!! وأعرف أكثر من ذلك وكثيرا .. والآن أنت أمام تحد بعلم غير مسبوق فحقو تعمل ذهنك فيهو شوية بدل الاتكال على منقولات لا تغني الآن أي غناء .. أقول هذا وأنا في قبائل العيد أرجو لك كل الخير ... فلست هنا ضائقا أو هازئا بشخصك الكريم بل مرحبا بكم وراجيا لكم كل الخير
                  

11-25-2009, 10:31 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)



    بخصوص ابنة العم – والدي متزوج بنت عمه وشقيقتي متزوجة أبن عمها وما أردت أن أقوله أن المجتمع السوداني نفسه الآن بدا ينظر الى هذه المسائل، وقياسا الى "لا تقاربوا فتضووا" ومثلها كثير .. بدأوا ينظرون لبنات العمة وبنات الخالة كالشقيقات ...

    وقد علق لي دكتور ياسر الشريف عن ذلك بقوله
    ((إن الزواج من ابنة العمة أو ابنة العم ليس بالضرورة ينم عن نقص في الذوق السليم، ولكن بعض الناس قد ينفرون منه لاعتبارات معينة كأن تكون العلاقة بينهما مثل العلاقة بين الأخوان والأخوات. .))

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-25-2009, 10:37 AM)

                  

11-25-2009, 05:38 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القول الفصل في حكم الضحية من الكتاب والسنة: د.محمد محمد الامين عبد الرازق (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبد الله
    آسف جدا إن فهمت من كلامي أنني قصدت الإشارة إلى عدم علمك بما ذكرت. كل ما أردت قوله أن الفقه الإسلامي يسع كل القضايا الحادثة من مثل ما أشرت إليه في مداخلتك الأولى كركوب الإبل و استخدام الأسلحة الحديثة و غيرها من القضايا. و كما ترى فأنا لم أشر في كلامي لما سميته بالمعلوم من الدين بالضرورة من قريب أو بعيد.
    أما كلام الأخ د. ياسر الشريف هذا:
    Quote: ((إن الزواج من ابنة العمة أو ابنة العم ليس بالضرورة ينم عن نقص في الذوق السليم، ولكن بعض الناس قد ينفرون منه لاعتبارات معينة كأن تكون العلاقة بينهما مثل العلاقة بين الأخوان والأخوات. .))

    فهو بالضبط ما عنيته و لا خلاف بيننا حوله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de