شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2007, 02:22 AM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر (Re: عبدالله عثمان)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كلمة الحبيب الإمام التي ألقاها في "خيمة الصحفيين" التي تنظمها مؤسسة طيبة برس
    12 رمضان الموافق 25 سبتمبر 2007م

    المركز القومي للسلام والتنمية بحري

    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

    أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي،

    السلام عليكم ورحمة الله، وأهنئكم بشهر الصيام المبارك وأشكر الأخوة المسئولين في "طيبة برس" على دعوتي لمشاركتكم هذا المساء وهي فكرة من عبقريات الأخ محمد لطيف زاده الله توفيقا في أمثالها، ففيها فعلا مشاركة في الفائدة والإمتاع والموانسة وحبذا لو تطورت هذه الفكرة بحيث تكون جمعية طوعية غير حكومية باسم الصحفيين الأحرار مثلا لتكون بمثابة Think tank، أي جراب رأي للسلطة الرابعة تفرخ الأفكار والمبادرات وتجمع حولها الصحفيين على أساس الاستفادة من قدراتهم للمساهمة في إثراء السلطة الرابعة بفكرهم وآرائهم.

    أتحدث إليكم هذا المساء في ثلاثة محاور: رمضانيات، وسودانيات، ووجدانيات كل محور من سبعة نقاط،، ولذلك فإن الذين أتوا هذا المساء في حماس الطار في إطار حديث عن فكر أو نزاع سياسي لن يجدوا ما يريدون هنا، لأنني سأركز حديثي على مفهوم أو مفاهيم أعتقد أنها ستكون مفيدة تغذي طلب الإمتاع والموانسة.

    السياسة من الكلمات المظلومة جدا لأن من يطرق بابها من الناس في الغالب يسلك فيها سلوكا يجر عليها سوء السمعة، السياسة بمفهومها الدارج تعني التنازع على السلطة وهذا لن يكون مما سأتحدث عنه اليوم، أما السياسة بمفهومها العام وهو إدارة شئون الحياة فهذا لا يمكن الابتعاد عنه لأننا مهما تحدثنا عن أي أمر فستكون له أبعاده السياسية بالمفهوم الواسع.

    المحور الأول: رمضانيات:

    رمضان شهر الصيام ولكن في الواقع تصرفاتنا تجاهه تجعله شهر الطعام! لقد بحثت عن أسعار السلع الاستهلاكية فوجدت كيف أنها قفزت بنسب ملحوظة في بلادنا وفي غير بلادنا بمناسبة رمضان. أنا أعتقد أن الحكمة من الصيام هي الإقلال من الطعام والشراب كجزء من العملية التي سأتحدث عنها لاحقا، ولكن للأسف ما نشهده الآن فيه دليل واضح على أن الناس يضاعفون استهلاكهم للمأكولات والمشروبات في شهر رمضان بينما المفروض أن يقسموه إلى النصف. ولكن هذا ما يحدث على أية حال!

    كذلك هناك مفاهيم خاطئة تتعلق بشهر رمضان، مثلا بعضنا يترك فمه/ فمها في هذا الشهر يرسل قاذفات كريهة ولا يهتم بنظافة فمه مستشهدين بحديث رسول الله (ص) " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ المِسْكِ " ولكن الرسول (ص) قال عند الله ولم يقل عند الناس!.

    وهناك من يتعامل مع رمضان باعتباره "عبئا ثقيلا"، اذكر أن الأخ محمد توفيق رحمه الله كان مرشح أهلنا في حلفا الجديدة عام 1986م عندما ذهب يدعو لبرنامجه الانتخابي وتحدث قائلا إن برنامجه هو إلغاء قوانين سبتمبر، فقام أحد الحاضرين وقال له "ورمضان كمان يا محمد"!

    الحقيقة أن رمضان فيه خمس فوائد:

    أولا: أنه رياضة روحية، فإذا كنا نعتقد أن وراء الطبيعة كيانا روحيا أو غيبيا فلا بد أن نتصل بهذا الغيب الروحي وهناك رياضات عبادية لهذا الاتصال، قال تعالى (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)3.". وهذه الرياضات هي التي أبحر فيها الصوفية وتحدثوا عن هذا الوصال الروحي عبر العبادات:

    قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرونا

    وأجنحة تطير بغير خفق إلى ملكوت رب العالمينا

    وحتى أولئك الذين لا يؤمنون بالغيب يدركون أن في الإنسان مقدرات فوق الحسية: الألمعي الذي يريك الرأي كأن قد رأى وقد سمع. أو:

    ذكي تظنيه طليعة رأيه يريك في يومه ما ترى غدا

    كما يقول المتنبي.

    الصوم من وسائل الاتصال الروحي.

    ثانيا: في الصوم تربية أخلاقية، فالإنسان يواجه تعارضا بين المنفعة والواجب، وكلنا يواجه هذا التعارض في مختلف الظروف حيث نجد أن هناك أمورا فيها منفعة لنا ولكن الواجب في عدم أدائها، هذا التناقض بين المنفعة والواجب يحتاج لصبر والتزام بالمبدأ، وهما من الأشياء التي يسهم الصيام في تمرين النفس عليهما ضد مغريات المنفعة.

    ثالثا: الصوم ضرورة صحية، وفي هذا تحدث كثيرون مثل الأستاذ نيكولاييف وهو طبيب سوفيتي كتب كتابه الصوم من أجل الصحة، وقال ماك قادون وهو طبيب أمريكي "يحتاج الإنسان لصوم دوري وإن لم يكن مريضا"، وقد كان هو نفسه يعالج مرضاه بالصوم، خاصة مرضى المعدة، وتحدث ألكس كارول صاحب الكتاب الشهير الإنسان ذلك المجهول – وهو من حملة جائزة نوبل- عن أن الصوم ينشط من وظيفة التكييف مع قلة الطعام، وينظف ويبدل الأنسجة. والصوم أيضا وسيلة ناجعة لمحاربة السمنة، هذا الداء الذي نتعامل معه بلطف مع أن الواجب التعامل معه بقسوة لأنه بالفعل "داء عضال"، فأمراض الشرايين، والقلب، والمفاصل، والسكري، كلها مرتبطة ارتباطا مباشرا بالسمنة ولذلك لا بد من مواجهتها والصوم من وسائل القضاء على السمنة. هناك دراسة هامة تقول بأن هناك أشياء معينة هي: الوزن المضغوط (وهذا ضد السمنة)، التمارين الرياضية، عدم التدخين، عدم شرب الخمر، النوم لمدة ست ساعات في اليوم، وألا يأكل الإنسان طعام على طعام، .. الخ هذه الأمور إذا إلتزمها الإنسان فإنها يمكن أن تؤجل من الشيخوخة. إن الأجل يمكن أن يأتي الإنسان في أي وقت شابا أو شيخا ولكن الشيخوخة والعجز يمكن تأخيرهما بإتباع أسلوب معين في حياتنا.

    رابعا: في الصوم فوائد اجتماعية، فهو إلى جانب كونه يشحذ الناحية الروحية فإنه يشحذ الحس الاجتماعي والوصال والمؤانسة مساء. الناس يستخدمون جملة "رمضان كريم" بطريقة غير صحيحة، فهي في الأصل تقال عندما يأتيك زائر في وقت الصيام فلا تستطيع إكرامه بشيء فتقول له "رمضان كريم" فهي نوع من الاعتذار ولكنها الآن أصبحت تقال كنوع من التحية، ويكون الرد عليها "والله أكرم" كأنما هناك منافسة في الكرم بين الله ورمضان! هو استعمال غير مضبوط على أية حال.

    خامسا: هناك فوائد رمضانية "أممية"، إننا كمسلمين مهما اختلفت بلادنا، وأحزابنا، ووجهات نظرنا، ومذاهبنا، يجب أن نعترف أن هناك وحدة وجدانية بيننا، فنحن أصحاب كتاب واحد، ورسول واحد، وتاريخ مجيد واحد، ومستقبل مشترك نتطلع إليه، في رمضان تزيد هذه الوحدة الوجدانية بممارستنا لممارسات مشتركة، فما من شك في أن رمضان يزيد الشعور بأن هذه الأمة كتلة وجدانية واحدة بصرف النظر عن اختلافاتها الكثيرة، لذلك فإنه من المؤسف جدا أن نظهر في رمضان أسوأ مظهر من مظاهر الاختلاف حول بداية ونهاية الشهر. فهناك من صام يوم الأربعاء، والغالبية صامت يوم الخميس، آخرون صاموا بالجمعة.

    هذا كله تفسير أو تأويل قوله ( ص) " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ". وهذا أيضا في القرآن (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[1].، فهنا يوجد فهم شعائري للمشاهدة.

    والحقيقة هي أن رؤية الشهر وسيلة وليست شعيرة، وفي نكتة بهذه المناسبة قيل إن شيخ العرب أبو سن وأمير الشعراء عبد الله محمد عمر البنا رحمهما الله، كان الأخير زار الأول وكان لشيخ العرب خادمات منهن جميلات ومنهن غير ذلك، ذهب أمير الشعراء زائرا فأمر له شيخ العرب بقهوة وجاءت بها واحدة من غير الجميلات فقال: أنا صائم، فعرف شيخ العرب أن له فهم في هذا ، فأمر أن تأتي بالقهوة أخرى، فشربها، فقال له ألم تقل إنك صائم؟ فقال له قال رسول الله (ص): أفطروا لرؤيته!.

    الحقيقة الرؤية عندها معاني كثيرة: النظر بالعين المجردة: ( مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسئا وَهُوَ حَسِيرٌ )[2]، . والعلم بالشيء(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)[3]، أو السماع (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[4]، أو تقدير الأمر (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا)[5]، الكلمة معانيها كثيرة وضمنها النظر بالعين.

    إن المقصود بالرؤية في الحديث هو تأسيس استخدام المنهج الطبيعي لتحديد بدء العبادة، وليست مقصورة فقط على العين المجردة، بل أيضا بالعلم بالشيء، لذلك إذا تم شهر شعبان ثلاثين يوما وجب الصيام، مما يعني أنه تم استخدام الحساب لإثبات دخول الشهر. والحقيقة أن في كتابنا القرآن عندنا الشمس والقمر للحساب: (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[6] . وقال (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[7].

    كل ما ليس غيبيا عندنا في عالم الشهادة معرفته بالعقل وبالتجربة. حركة الشهر ليست غيبية بل هي من عالم الشهادة. ولذلك يجب أن نحرر هذه المسالة نهائيا من الارتباط بالمشاهدة ونقول بوضوح تام إننا نقبل كل ما يحققه العلم من معرفة في حركة الشهر بالتجربة والعقل.

    هذا الكلام يقودني للنقطة السابعة والأخيرة في هذه الرمضانيات وهي أننا للأسف نجد أنفسنا بسبب إتباعنا لتفاسير صورية لا نأخذ في الحسبان حقائق أخرى ومنها أن التفسير الصحيح والفهم والاستنباط الصحيح يقتضي الخروج من المسألة الصورية (القياس والإجماع) إلى مسائل كثيرة كالحكمة والعقل والمصلحة، والسياسة الشرعية، وكلها مصادر لفهم النصوص.

    أنا الآن بصدد تفسير للقرآن وأقدر أن له مهام كثيرة أذكر منها الآن منها مهمتين: الأولى فك الاشتباك العلماني الإسلامي أو الديني والثانية فك الاشتباك الإسلامي الكتابي مع أهل الكتاب.

    الاشتباك العلماني الإسلامي:

    ربنا أنزل كتبا على رسله وقال: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)[8]، وأنزل كتاب آخر مشاهد هي الطبيعة وهي من كتب الله وآياته قوانين الطبيعة، وقال: (مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ )[9] فقوانين الطبيعة أيضا حق.

    الذين يعرفون قوانين الطبيعة ويستخدمونها ويسخروها ممكن أن يتفوقوا على أصحاب الكتاب المرسل وهذا ما يحدث لنا الآن، فالذين عرفوا قوانين الطبيعة وسخروها واستغلوها فاقونا في الحياة كلها ونحن مطالبون أن ندرك أننا بالإضافة لمعرفة الكتاب المنزل يجب أن نعرف الكتاب المشاهد وقوانينه ونسخرها. ربنا قال : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)[10]. هذه هي قوانين الطبيعة، وعلينا نحن أن ندرك هذه القوانين.

    فيما يتعلق بالاشتباك الديني العلماني: عالم الشهادة الذي ندركه بالعقل وبالحواس هو مجال العلوم الطبيعية وهو مجال ينبغي فيه أن نحترم قوانينه. كان الصحابة في طريقهم إلى دمشق، وسمعوا أن دمشق حيث كانوا متجهين بها وباء الطاعون فقال عمر: نرجع، فقال له أبوعبيدة: " أفراراً من قدر الله يا عمر؟ "، رد عليه عمر معاتباً: " لو قالها غيرك يا أباعبيدة.. نفر من قدر الله إلى قدر الله ". قوانين الطبيعة من قضاء الله واستخدامنا لها من قدر الله. وروى ابن خرامة عن أبيه أن النبي (ص) سئل: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقيها، وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله. وهكذا لا تناقض في احترامنا لهذه القوانين مع الدين.

    وهنالك أشياء لا تخضع لهذه القوانين:

    الغيبيات: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ)[11].. هذه غيبيات لا توجد استطاعة أن ندركها بالعقل. هي ليست ضد العقل ولكنها فوق العقل.

    والأخلاق: الصدق الحكمة الأمانة العفة هذه تقوم على أساس واجبيتها لا على أساس المنفعة أو التجربة.

    وثالثا : الجماليات ولها تقدير وجداني لا يمكن أن نخضعها لمقاييس أخرى.

    هذه مسائل لا يمكن أن نسلط عليها الحواس أو المنافع، ولكن فيما عدا ذلك لا بد من ذلك. هذا يجعلنا نوفق بين الدين والعلم وبين الوحي والعقل ونفك الاشتباك العلماني الديني.

    الاشتباك الديني: الإسلامي اليهودي المسيحي:

    رغم ما ورد عن تحريفات فالقرآن معترف بأهل الكتاب، وربنا يقول (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ* قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه)[12]. هنا كلمة إسلام تعني التسليم بوحدانية الله من كل أولك المذكورين وليس نحن فقط، هنالك فهم بالنسبة لنا طائفي وهناك فهم أوسع. نحن كمسلمين ليس لنا مشكلة في قبول وجود قيمة روحية أو خلقية لأهل الكتاب.

    بالنسبة لنا أن هذه الكتب دخل فيها تحريف والكتاب والعلماء في هذه الأديان يعترفون بهذا. هذه حقيقة، ولكن ربنا بينما أنزل القرآن بعد ستمائة سنة من الإنجيل قال: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ[13])

    كيف ذلك؟

    نحن محتاجون بدل موقفنا الحالي وفيه نقول بطريقة تلقائية إن هذه الكتب محرفة ولذلك لا يوجد ذكر لرسالة محمد، أن نصحح موقفنا فهذا الكلام غير صحيح: رسالة محمد موجودة في التوراة والإنجيل الموجودين الآن وبرغم التحريف الذي نالهما:

    في التوراة:

    جاء في سفر التثنية: أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه (40)، قال بعض المفسرين منهم أن هذا إشارة لنبي آخر -لعيسى مثلا- ولكن هذا ليس صحيحا والسبب : من وسط إخوتهم الإشارة هنا لأخوة إسحق والأخوة هم أبناء إسماعيل: فكلمة منهم إشارة لأبناء إسحق وكلمة أخوتهم إشارة لأبناء إسماعيل.

    والتوراة تحدد الجهة التي بعث منها الشخص المنتظر وهي فاران: قفار مكة.

    والتوراة تقول بوضوح إن الله سبحانه وتعالى مثلما قال إنه سيجعل من أبناء إسحق ابن سارا أمة وعدهم وعودا أيضا. فيما يتعلق بإسماعيل: جاء في سفر التكوين 20:17 "وأما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه وها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا جدا، اثنا عشر رئيسا يلد وأجعله أمة عظيمة.

    إذا لم يخرج في أبناء إسماعيل نبي يكون هذا خطأ. فالتوراة تلزم اليهود بالاعتقاد أنه سيخرج في أبناء إسماعيل نبي. أي أن التوراة بشكلها الحالي فيها ما يؤكد أنه لا بد أن يأتي من آل إسماعيل نبي، وطبعا محمد (ص) من ولد إسماعيل. إذا لم تنشأ أمة عظيمة من ولد إسماعيل فهذا تكذيب للتوراة. ولا توجد أمة عظيمة من ولد إسماعيل إلا أمة محمد (ص). إذن التوراة تلزم اليهود بالاعتقاد في دور عظيم فوق الطبيعة لولد إسماعيل.

    الإنجيل: في يوحنا: "أما المعزي الروح القدس الذي سيبعثه الآب باسمي هو الذي سيعلمكم كل شي وهو الذي سيذكركم بكل الذي أقوله لكم" [ إنجيل يوحنا 14: 15 ـ 17] ، يقولون في التفاسير أنه يتحدث عن الروح القدس وهذا غير صحيح لأن الروح القدس قائم بشكل مستمر وهذا الذي يتحدث عنه قادم في المستقبل. وفي نفس الإنجيل: "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو الذي يرشدكم للحق لأنه لا يتكلم من نفسه" )يوحنا 16 : 14).

    المهم أن هذا يتحدث عن المرسل الذي أتي بعد عيسى عليه السلام، وهو محمد فلم يظهر نبي غيره.إذن هناك ضرورة من الإنجيل الإيمان بمحمد، وهذا تأكيد للآية التي ذكرناها.

    إذن لو دخلنا في فهم أوسع نتحدث عن الإسلام بمعنى التسليم بألوهية الخالق. قال جوتة أعظم شعراء الغرب: إذا كان الإسلام يعني التسليم بالله الواحد فكلنا مسلمون، فإذا نحن فهمنا الدين بهذا المفهوم وهم فهموا الدين بمفهوم مؤكد أن لآل إسماعيل دورا دينيا تاريخيا موعودا في التوراة والإنجيل نفك الاشتباك حول هذا الأمر بين الأديان.

    المحور الثاني: سودانيات:

    بسم الله الرحمن الرحيم أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي:

    فكرة التعاقب هذه بين الغناء والحديث فكرة جيدة جدا، كان ابن عباس (رض) يدرّس وكان يقول: هذه القلوب إذا ملت كلت وإذا كلت عميت، لذلك لا بد يكون هناك شيء من الترفيه ليجدد الاستعداد للتلقي. والقصة أنه كان يدرس الناس ثم قطع الدرس وقال لعمر بن أبي ربيعة: ماذا أحدثت يا عمر؟، فقال له بعضهم: يا ابن عم رسول الله نضرب إليك أكباد الإبل لتحدثنا قال الله وقال الرسول ثم تتلاهى عنا بهذا الصبي من قريش؟، فقال ابن عباس كلمته هذه "إن القلوب إذا ملت كلت وإذا كلت عميت" وقال له: قل يا عمر ثم استمع لابن أبي ربيعة ينشد:

    أمـن آل نعم أنت غـاد فمبكر

    غـداة غد أم رائح فمهجـر

    بحاجة نفس لم تقل في جوابها

    لتبلغ عذرا والمقالة تعذر

    تهيم إلى نعم فما الشمل جامع

    ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر

    فما وصل نعم إن دنت لك نافع
    ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر
    الملف الثاني هو سودانيات وهنا أريد أن أرافع مرافعة أرجو أن تكون مقبولة ومقنعة عن وجود خصوصية سودانية.

    1. نكران الخصوصية أو بعض مكوناتها: كثير منا لأسباب خاصة برؤاهم وليس من بينها أنهم ليس لهم وطنية ولكن ينظرون للأمر من زاوية أخرى. كان بعضهم يرون أن هذه الخصوصية السودانية خطر على علاقتنا العربية لذلك يريدون التقليل منها.

    قال شاعرهم:

    وما تريدون من قومية هــــي في السراب على القيعان رقراقا

    واحذروا أن يصبح النيل أقطارا موزعة وساكنو النيل أشياعا وأذواقا

    الخوف من أن هذه الخصوصية السودانية تكون على حساب انتمائنا شمالا جعلهم ينكرونها، واليوم بعض الناس ينفي تلك الهوية لصالح الانتماء جنوبا. هذه الجدلية: التقليل من الخصوصية لصالح الانتماء شمالا، والآن نفيها أو التقليل منها لصالح الانتماء جنوبا هي ما ينبغي أن نواجهه.

    الجزع مما حدث من هيمنة أتى بردة فعل للحديث عن تصفية عناصر مهمة في هذه الخصوصية لصالح الانتماء جنوبا. قال الأستاذ فرانسيس دينق وهو يتحدث عن إحدى مكونات هذه الخصوصية، في كتابه حرب الرؤى قال: "لا يمكن أن تكون هناك وحدة واستقرار وسلام إلا إذا تخلى من يعتقدون أنهم عرب عن هذا الانتماء". ولكن، لا نستطيع!، يمكن أن يقال لنا لا تفرضوا عروبتكم أو ثقافتكم وهذه الأمور يجب أن تكون بالحسنى ولكن لا يمكن نفيها فهذا ليس بإرادتنا.

    مثلما كان هناك حديث عن تصفية هذه الخصوصية لصالح الانتماء شمالا وهزمت، الآن هناك حديث عن تصفية هذه الخصوصية لصالح الانتماء جنوبا وينبغي أن تهزم.

    لا يستطيع احد أن يسلخ جلدته، ولذلك يقال له لا تفرضها ومن الخطل أن يقال له اسلخها.

    2. الخصوصية التاريخية: أتحدث عن وجود خصوصية سودانية:

    في التاريخ المدون في الآثار والحجارة هنالك تخمينات عن أصل الحضارة الفرعونية التي ازدهرت في شمال وادي النيل وهنالك كتاب مشهور للشيخ أنتا ديوب السنغالي يرافع عن أن الحضارة الفرعونية حضارة أفريقية في أصلها. في مرحلة ما مدونة هذه الحضارة ضمت السودان ومصر في تاريخ واحد ودولة واحدة يتعاقب عليها الفراعنة مصريين وسودانيين، من الفراعنة السودانيين تهارقا وبعانخي. ثم جاءت مرحلة فيها السودان ومصر اختلفا في الطريق: مصر خضعت لغزوات، والسودان خضع لتطور سأتحدث عنه وعن خصوصيته التي أخذت حلقات كوشية ومروية وقبطية أو مسيحية وإسلامية، سأتكلم عنها في مراحل سبع وأعزز فيها فكرة أن هذه المفردات تؤكد وجود خصوصية سودانية:

    المرحلة الكوشية وعاصمتها كرمة 2400 قم 1400

    المروية وعاصمتها نبتة ثم نقلوا جنوبا إلى مروي : من منتصف الثامن ق.م. إلى 400 ميلادي.

    الدول النوبية (المسيحية): التي حكمت منطقة من السودان وتوسعت من النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي وتحولت للمسيحية في القرن السادس الميلادي: الممالك المسيحية هي نوباطيا من الشلال الأول إلى الثالث وعاصمتها فرص 547م ، والمقرة وعاصمتها دنقلا العجوز 569م وقد اتحدتا ثم سقطت الدولة 1323م، وعلوة وعاصمتها سوبا (580م) سقطت 1504.

    الممالك الإسلامية: الفور قبلهم الداجو والتنجر- الفونج - المسبعات – تقلي –الكنوز. هؤلاء مرجعيتهم إسلامية عربية. وما قبها كانت للممالك الثلاث مرجعية مسيحية واحدة وكانت لها ثقافة موحدة. وكذلك الممالك الإسلامية التي أعقبتها كلها كانت عندها مرجعية ثقافية عربية ودينية إسلامية.

    الغزو التركي: ولأول مرة حصل التوحيد الإداري لمنطقة أوسع.

    ثم جاءت المهدية ومع أنها تتطلع لإعادة إنتاج الصدر الأول ولكن بخصوصية وملامح سودانية.

    ثم جاء الحكم الثنائي وكان أيضا فريدا– والاستقلال وكان أيضا فريدا.

    وفي كل هذه المراحل يوجد حبل يدل على خصوصية سودانية واحدة: المعالم الرابطة في كل هذه الأحوال: ديانة واحدة – مرجعية ثقافية واحدة – بسالة في صد الغزاة عبر عنها شاعر عربي بعد أن فتحوا مصر واستعصى عليهم فتح السودان:

    لم تر عيني مثل يوم دنقلة الخيل تغدو بالدروع مثقلة

    وذلك لأنهم كانوا يرمون السهام في الحدق تقصد العين فتصيبها وسموهم رماة الحدق.

    ومن معالم الخصوصية أن الديانتين العالميتان اللتين دخلتا كان دخولهما سليما.

    3. هنالك ثلاثة عهود جامعة التركية- المهدية- الحكم الثنائي:

    - التركية فيها تنوع وتسامح واضطهاد أجنبي ولد معه "شكمة" فالمهدية كانت رد فعل لهذه الشكمة وهذا حدث في كل المناطق المماثلة في أفريقيا جنوب الصحراء- جهاد الشيخ عثمان دان فودي وعمر الفوتي وغيرهما كلهم تصدوا لما رأوه تخليطا في الدين.

    - مناخ الحكم الثنائي وما فيه من تنوع وتسامح خلق استقرارا ونمت في ظله إنسانيات سودانية. تعبر عن شيء اشتركت فيه هذه الشعوب السودانية.

    4. الاستقلال جاءت بعده أربع جدليات: جدلية المركز/ والأطراف– جدلية المحيط الجيوسياسي العربي/ الأفريقي- جدلية الإسلام/العلمانية- وجدلية الوطني/ الدولي.

    5. الخصوصيات السودانية ظهرت في عتبات: المهدية– الحكم الثنائي- طبيعة الاستقلال- طبيعة الديمقراطية- طبيعة التصدي للحكم الاستبدادي (المدني)- والتصدي المسلح. في كلها خصوصيات سودانية: في أكتوبر ورجب والانتفاضات الشعبية، وطبيعة الاستقلال الذي لم تكن فيه أية شائبة وبالنسبة لمثيلات السودان في أفريقيا كانت الدول إما فرانكوفون فارتبطت بفرنسا أو أنجلوفون والارتباط بالكومونولث لكننا هنا كما قال المرحوم الأزهري إن الاستقلال جاء: زي صحن الباشري بلا شق ولا طق.

    6. انعكست الخصوصية على الإنسانيات السودانية. ومع التنوع الثقافي والاثني السوداني: التنوع الإثني يتكون من عرب- زنوج- بجة- نوبة- نوباوية وبرغمه لاحظ كثيرون أن هذا الوجود السوداني مع تنوعه الديني والثقافي فيه هذه الإنسانيات السودانية المشتركة. تحدث عن هذه الإنسانيات المشتركة بعضهم: في زيارتنا للأردن إبان رئاستي للوزراء عام 1987م أقام السفير هناك دعوة وحضرها الأمير الحسن بن طلال وكان حينها وليا للعهد قال إنه حرص على الحضور لأنه وكثيرون لاحظوا وجود شيء خاص بالسودانيين سموه إنسانيات سودانية- نفس الكلام قاله لي الجنرال سمبويو الكيني الذي كان مراقبا في مفاوضات اتفاقيات السلام الأخيرة. قال إنه شهد روحا أو شيئا مختلفا عما عهده في البلاد الإفريقية الأخرى. وهاتان شهادتان من عربي يمثل جزءا من تكويننا وآخر إفريقي يمثل جزءا من تكويننا عن وجود إحساس بهذه الإنسانيات السودانية.

    7. الإحباط: صحيح الآن يوجد نوع من الشعور بالإحباط هبط بهذه الصورة وصار هناك كلام خطير ينكر الإنسانيات السودانية ويتحدث عن أن السودان خلق صدفة في التركية، آخرون يتحدثون منكرين أية ميزة للسودانيين. مثلا أخونا عبد الله ضحية في مقال نشر بمجلة سودانايل الإلكترونية كان عن الشخصية السودانية بعنوان (كيف تكون سودانيا حقيقيا؟) تحدث عن 12خصلة للسودانيين: الإهمال- الاتكال- الكسل- اللا مبالاة- القذارة.. الخ. وصارت هناك بداية لقراءة سالبة للإنسانيات السودانية وشعور بأننا انتهينا.

    وهذا خلاف الشعور الذي كان عن الخصوصية السودانية والميزة السودانية، وللذين عاصروا تلك الفترة المزدهرة ممن درسوا في جامعات أوربا، يذكرون كيف كانت الجمعيات في الجامعات الغربية سواء أكانت الجمعيات والروابط العربية أو الإفريقية أو الإسلامية تختار سودانيين لرئاستها، في جامعة اوكسفرد وفي كيمبريدح وفي مدرسة لندن للاقتصاد وغيرها. وكان هذا بمثابة اعتراف من أهلنا العرب والأفارقة بالإنسانيات السودانية، وفي ذلك الوقت كان يقال شعر عظيم عن السودان. لكن الآن للأسف سأذكر ما يصور هذا الإحساس بالإحباط:

    قال محمد المكي إبراهيم

    وها هي الوعول في شعب الجبل

    تنتظر رصاصة الرحمة.

    كذلك قال عالم عباس:

    هل التي تعممت أرجلنا

    أم رؤوسنا انتعلت أحذية

    هل القميص ما نلبس أم كفـن

    وطـن وطـن.. كان لنا وطن

    هذه مشاعر الإحباط التي يمكن أن تؤثر سلبا على الخصوصية السودانية وصار الحديث الآن أن علينا التضحية بعناصر من هذه الخصوصية لننقذ وحدتنا – بينما الوحدة يجب أن تقوم على الاعتراف المتبادل والاحترام المتبادل وليس إلغاء عنصر لصالح آخر حتى وإن كان في التجربة الماضية مظالم وقعت.

    لقد دافعت عن وجود خصوصية سودانية من كرمة وإلى أم درمان وأن هذه الخصوصية انعكست في الإنسانيات السودانية، وسأتحدث بعدها عن الوجدانيات المتعلقة بهذه الإنسانيات السودانية.

    المحور الثالث: الوجدانيات:

    في السودان توجد أخلاق السمتة. وهي في مقابل أخلاق الفروسية المعروفة لدى العرب ولدى الأوربيين تعرف بالـ Chivalry.

    قال شاعر سوداني:

    أولاد السواد لما بعرفوا السمتة

    حلف بي رب العباد وقســـــــــــمت

    ما اجيب شمة في حللي إن بقى انقسمت

    هذا واحد من الصعاليك السودانيين اتهم بجريمة قتل، وكان في وقت الجريمة مع شمة هذه ويمكن لو ذكر هذا ينجيه من القتل، ولكنه رفض هذا مما يؤكد الإشارة لأخلاق السمتة التي أعتبرها الشكل السوداني لأخلاق الفروسية.

    قال عن أخلاق الشعوب المرحوم العبادي:

    أخلاق الشعوب كل ما ارتقت في صعودا

    تظهر في أغانيها وفنونا وعـــــــــودا

    ولذلك فإني سأذكر هذه الأخلاق السودانية وأستشهد بالشعر السوداني القومي على ما اعتقده أهم أخلاق السمتة السودانية . والشعر القومي كالريف من المهمشات، فالريف والبادية فيهما درجة أعلى من الإهمال لصالح الحضر وهذا يحتاج لتصويب فالحركات المختلفة الموجودة الآن تعبر عن ضرورة الاهتمام بالذي سقط عنه الاهتمام في الماضي. الناس يهتمون بالنثر الفني والمكتوب والشعر الفصيح، ولكن الأدب القومي مهمل ومهمش لم يجد الانتباه اللازم. حبذا لو أُكمل المجهود العظيم الذي قام به المرحوم عون الشريف قاسم (معجم ألفاظ اللهجة السودانية) فنحن محتاجين لموسوعة التراث الأدبي السوداني غير المكتوب وبه مرآة لأخلاقنا السودانية في جوانبها المختلفة. سأتكلم عن سبع شواهد من هذه الأخلاق منتزعة من الأدب القومي. سأتحدث عن: الكرم- الكرامة- الإقدام- التسامح- المروءة- الستر- ومكانة المرأة التي اعتقد أنها من خصوصيات السودان فهي غير موجودة في غيره بهذا الشكل.

    الكرم: قال الشاعر

    إبراهيم صاحبي المتمم كيفي

    مطمورة عشاي مونة خريفي وصيفي

    سترة حالي في جاري ونساي وضيفي

    الكرامة: جاء في المثل السوداني: لا قيني ما تعشيني- بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر. وفي الأغنية:

    * حلفتك يا قلبي الخانك تخونه والفايت غرامك أوعك يوم تصونو

    *عزة في الفريق لي الضيق مجال

    قبيلة بت قبيل ملأ الكون رجال

    عزة في حذا الخرطوم قبال

    وعزة من جنان شمبات حبال

    عزة لي ربوع أم در جبال

    وعزة في الفؤاد دوى يشفي الوبال

    وطبعا عزة هي زوجة الشهيد علي عبد اللطيف والشاعر اتخذها رمزا للمرأة وللوطنية.

    الإقدام: وتمثله كلمة مهيرة بنت عبود

    الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر

    وقدامن عقيدن بالأغر دفر

    الليلة الأسود الليلة تتنتر

    ويا الباشا الغشيم قول لي جدادك كرّ!

    (طبعا الجماعة القالوا للجماعة كر ما قالوا كر!.)

    التسامح: وأعلى صورة منه جاء في وصف قالته الشاعرة للشيخ العبيد ود بدر:

    الهوى والشرق.. بي ليمو لماهو

    الزين والفسل بي خيرو عماهو

    حفر العد غريق لامن يجيب ماهو

    شال سعينات الرجال كباها في سقاهو..

    المروءة:

    مما قام صغير ما بمشي في الفارغات

    للجار والعشير هو الدخري للحوبات

    ستار العروض البرفع الواقعات

    الستر: وبه اهتمام كبير فالناس في السودان لا يحبون تتبع العورات وذكرها. قال الشاعر:

    البنوت جليسن البجبر الخايفة

    يكتم سرهن وكمان يجيهن طايفة

    مكانة المرأة: حينما أتتبع الشعر القومي السوداني والحقيبة بصفة خاصة هنالك نبرة وآثار ماترياركية Matriarchal: المرأة كسلطان. هذا الكلام مدهش وغير موجود في البلاد العربية الأخرى. هذه الظاهرة سبب في أشياء كثيرة فهي ما جعلت ناس تقليديين أمثال الشيخ يايكر بدري والإمام عبد الرحمن المهدي ينادون بحقوق المرأة وحريتها، وهي التي جعلت منذ السلطنة الزرقاء الشيخ أبو دليق يخلف ابنته عائشة خليفة له مع أن له ولد غيرها، وهذه ظواهر كلها غريبة في السودان.. وهذا ما جعل المرأة السودانية تنال حقوقها بسهولة، فالناس الذين يفترض أن يلعبوا دورا رجعيا ضد حقوقها لم يلعبوه وكانت هناك استجابة كبيرة جدا. وحينما كتبت الأستاذة حاجة كاشف كتابها عن كفاح المرأة قلت لها هذا عمل جيد، وقد تكلمت عن تبني اليسار لحقوق المرأة وهذا أمر طبيعي فاليسار ينادي بالتغيير وينتظر أن ينادي بحقوق النساء، ولكن المدهش والذي كان يفترض أن تركزي عليه –كما قلت لها- هو أن اليمين أيضا أيد دور المرأة وهذا مدهش وقد قيل: أنْ يعض كلب شخصا ليس بخبر ولكن الخبر أن يعض الشخص كلبا!..

    في غناء الحقيبة صحيح يوجد الحديث عن الحرمان والغزل الحسي ولكن أيضا وبشكل واضح توجد المرأة كسلطان وليس للرغبة أو الشهوة، هذا التعبير السلطاني صدى الماترياركية: وهاك أمثلة:

    سيد عبد العزيز: أغنية قائد الأسطول مين لي سماك يطول- لحاظها تخيف قائد المليون وترهب عنتر ونابليون- هيبة أسد في عيون شدن- أغنية إجلي النظر يا صاحي: شفت العيون بتقهقر ضابط النيشان، شفت الجمال الوافر فى عظيمة الشان.

    الشاعر محمد بشير عتيق: ليك نفرة الغزلان مع جبرة الفرسان في هيبة المنصور- أدبك هبة فيك موهبة شكل الظبا وطبع الملوك.

    الشاعر ود الرضي: هادي ساكن آمن قادل، بهجة هيبة حاكم عادل

    محمد عبد الله الأمي: أغنية إنت حكمة انت آية: انت حالي انت عالى انت سلطان

    عبد الرحمن الريح: فاق السلاح و كسر حديده، نقرابي في صفحة خديده

    هذا أثر من المرأة كسلطان. وبالمقارنة مع الشعوب العربية والأفريقية توجد معاملة للمرأة نسبيا أرحم وربما كانت أنعم.. في الأفلام المصرية والمسلسلات نجد الحوار كلمة وأخرى ثم صفعة. هذا مزعج جدا للحس السوداني.

    ونجد في المقابل روضة الحاج (الأميرة أو جزء من أميرة) ربما لأنها عاشت في منطقة الخليج أو تأثرت بها فقدت هذا الشعور شعور الراجل (الحمش) وتطلعها:

    ثر ومرني بالبقاء

    احتاج أحيانا لبعض بداوة

    تقصي التحدي في دمي

    وتعيدني قسرا إلى خدر النساء!

    هذا تشوق إلى شيء من المناخ الخليجي يخالف ما عندنا.

    + نعود للمرأة ونذكر الغزل وكيف أنه بالمقارنة مع الأشعار المماثلة من أروع ما قيل في هذا الفن:

    دون فصاده سواك إلهك

    والإبار ما مسن شفاهك

    بفظاظة ما فاها فاهك

    فطرة أدبك وطبعة انتباهك

    ما بيدروا ديل جهلوا جاهك!

    بعد هذه النقطة السابقة في الملف الثالث أقف لنسمع مزيدا من الأستاذة عابدة الشيخ وأول من اكتشفها وقدمها للجمهور المرحوم حسن عطية، وأفضل من وصف صوته المرحوم الشيخ الطيب السراج وقد بدأ به قصيدة في مدح الإمام عبد الرحمن وروى لي أن هذه البداية هي وصف لصوت حسن عطية:

    ما هاج قلبا بعد طول سكونه

    فأقام فيه قيامة بسكونه

    كمرجّع رقت حواشي صوته

    في خفضه وعلوه وسكونه

    بعد هذا تخلص من هذا الوصف وقال قاصدا أن يبدأ مدح الإمام:

    فدع الجمال وخل ذا جدن لمن

    يولي الجميل ولا حياة بدونه







    مفرغ من تصوير الفيديو وأصله شفاهي- فرغته كل من رباح الصادق وإيمان الخواض







    --------------------------------------------------------------------------------

    (3 ) سورة الحديد الآية (28)

    سورة البقرة الآية 58[1]

    [2] سورة النجم الآية 11

    [3] سورة الحج 18

    [4] سورة إبراهيم الآية 24

    [5] سورة المعارج الآيتان 6 و 7

    [6] الأنعام الآية 96

    [7] سورة يونس الآية 5

    [8] سورة الإسراء الآية 105.

    [9] سورة الروم الآية 8.

    [10] سورة طه آية 50

    [11] سورة الكهف الآية 51.

    [12] سورة آل عمران الآيات 83- 85

    [13] سورة الأعراف الآية 157
                  

العنوان الكاتب Date
شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 03:54 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 03:59 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 04:11 AM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 01:16 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-25-07, 01:35 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 04:59 PM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 05:56 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-28-07, 10:12 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة10-02-07, 02:22 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة10-02-07, 02:24 PM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة10-02-07, 02:25 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة10-02-07, 02:27 PM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Omer Abdalla09-25-07, 06:18 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 01:28 AM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 04:53 AM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 05:30 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Elawad09-25-07, 07:10 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-25-07, 07:29 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 01:23 AM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Waly Eldin Elfakey09-26-07, 02:34 AM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 03:19 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Mahadi09-26-07, 02:22 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عاطف محمد أحمد زكريا09-26-07, 04:54 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 01:39 PM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر lana mahdi09-26-07, 11:29 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 01:42 PM
  عجيب lana mahdi09-26-07, 02:19 PM
    Re: عجيب معاذ منصور09-26-07, 03:00 PM
    Re: عجيب عبدالله عثمان09-26-07, 07:07 PM
    Re: عجيب عبدالله عثمان09-27-07, 03:47 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد أبوجودة09-26-07, 02:36 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-26-07, 03:23 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 08:25 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 04:47 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Omer Abdalla09-26-07, 03:31 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-26-07, 05:45 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد أبوجودة09-26-07, 08:15 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 03:05 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Deng09-27-07, 04:07 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 04:33 AM
  لماذا الهروب يا صاحب البوست؟!! lana mahdi09-27-07, 08:46 AM
    Re: لماذا الهروب يا صاحب البوست؟!! عبدالله عثمان09-27-07, 11:14 AM
  عنمدما يصبح الاعتذار سبة!! lana mahdi09-27-07, 08:50 AM
  ذكرني هذا البوست بقصة جارتين lana mahdi09-27-07, 08:57 AM
    Re: ذكرني هذا البوست بقصة جارتين عبدالله عثمان09-28-07, 03:38 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Tabaldina09-27-07, 11:46 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر lana mahdi09-27-07, 12:00 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-27-07, 11:53 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد عبدالرحمن09-28-07, 01:21 PM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-28-07, 02:23 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد عادل09-28-07, 02:28 PM
              Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-29-07, 06:45 PM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Waly Eldin Elfakey09-28-07, 03:01 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-28-07, 05:50 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-29-07, 06:58 PM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد أبوجودة09-28-07, 06:10 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر نيازي مصطفى09-29-07, 05:04 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله الشقليني09-29-07, 07:43 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر إسماعيل وراق09-29-07, 08:26 AM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-29-07, 12:19 PM
  كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. Yasir Elsharif09-29-07, 12:31 PM
    Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. محمد حسن العمدة09-29-07, 02:42 PM
    Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. adil amin09-29-07, 06:29 PM
      Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. Yasir Elsharif10-01-07, 08:32 AM
        Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. adil amin10-01-07, 01:02 PM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Omer Abdalla09-29-07, 02:55 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Waly Eldin Elfakey09-29-07, 05:41 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-29-07, 07:17 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-29-07, 11:58 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد عبدالرحمن09-30-07, 00:16 AM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 03:50 AM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 04:27 AM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر Agab Alfaya09-30-07, 07:50 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر إسماعيل وراق09-30-07, 08:09 AM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-30-07, 12:50 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 04:56 PM
      الوشوش ال(ساخرة)أبت تترسم لي هنا lana mahdi09-30-07, 05:38 PM
  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر lana mahdi09-30-07, 01:06 PM
    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر adil amin09-30-07, 01:50 PM
      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر lana mahdi09-30-07, 01:58 PM
        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر malik_aljack09-30-07, 02:25 PM
          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر MAHJOOP ALI09-30-07, 06:10 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 07:51 PM
            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة09-30-07, 08:25 PM
              Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة09-30-07, 09:30 PM
                Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:04 PM
                  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:10 PM
                    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:12 PM
                      Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:19 PM
                        Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:20 PM
                          Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان09-30-07, 10:22 PM
                            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة09-30-07, 10:39 PM
                              Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة09-30-07, 10:58 PM
                            Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر نيازي مصطفى09-30-07, 10:55 PM
                              Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر محمد حسن العمدة10-01-07, 00:04 AM
                                Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان10-01-07, 02:40 AM
                                  Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان10-01-07, 02:52 AM
                                    Re: شباب الأنصار يحتاجون لدرس عصر عبدالله عثمان10-01-07, 03:00 AM
  كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. Yasir Elsharif10-01-07, 10:14 AM
    Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. Yasir Elsharif10-01-07, 12:15 PM
      Re: كل السودانيين يحتاجون أن يعرفوا تاريخهم بدقة.. عبدالله عثمان10-01-07, 04:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de