الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2008, 06:03 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين


    بير الأنصار في إستنطاق عصي وبوح لأجل الوطن: (3 -3)
    إعدام محمود محمد طه خروج عن الدين وحادثة لا مبرر لها


    حوار: مزمل عبد الغفار - إخلاص النو

    يكون عصياً إستنطاق رجلٍ عركته التجارب وإختزن في ذاكرته مراحل من تاريخ السودان السياسي... ومثلما يكون إستنطاق مثله عصياً يكون سهلاً أيضاً عندما يكون البوح لأجل الوطن.. من كبار القيادات الوطنية التي أسهمت في ثورة إكتوبر 1964م التي أسقطت النظام العسكري وأقامت النظام الديمقراطي في السودان.. شغل منصب وزير الداخلية بعد أول إنتخابات بعد سقوط الحكم العسكري, وكان مساعداً لأخيه الإمام الهادي وتولى موقع نائب الإمام إلى حين أحداث الجزيرة أبا الشهيرة 1970م, أصبح المسؤول الأول في كيان الأنصار والراعي لجماهيرهم والأب لأسرهم وقبائلهم والمشرف على مؤسساتهم ومنظماتهم الدينية والإجتماعية منذ العام 1974م... هو الخليفة الثالث للإمام عبد الرحمن المهدي بعد وفاة شقيقه وعميد أسرة الإمام المهدي وخلفائه ومازال في الزعامة الفاعلة بالبلاد.. إنه الإمام أحمد عبد الرحمن المهدي الذي إخترنا أن نحاوره لعدة أسباب أهمها علاقاته الطيبة والوطيدة مع كل القيادات الوطنية والدينية وبحكم موقعه ووجوده على رأس الكيان الأنصاري وما على عاتقه من مسؤولية تجاه الأحداث الجارية والقضايا الراهنة محلياً وعالمياً لا سيما وأن الرجل ظل يقود الحوار الديني بين الأديان والمعتقدات وله صلات متميزة بالقيادات الجنوبية ويسعى لغرس بذور المودة والإلفة والتعارف بين الجنوب والشمال. حيث بدأنا هذه الحلقة الأولى من الحوار بأهم قضايا الساعة ألا وهي قانون الإنتخابات الذي قال عنه :

    هل كان حل الحزب الشيوعي خطأ باعتبار أنه أنتج مايو ذلك؟

    - هذه قضية كبيرة حقيقة لأن هناك أناساً حتى الآن يرون أن هذا الحل كان خطأ ولكن أنا لا أعتقد أن الحزب الشيوعي قد ظلم لأن الاتجاه السياسي آنذاك كان قد أفضى لذلك.

    وبالتأكيد كانوا قد غضبوا وجاء انقلاب مايو وأذكر انني قابلت عبدالخالق محجوب بعد الانقلاب في مكتبه بالخرطوم فقلت له ممازحاً ما شأنكم يا عبدالخالق بالكتب الآن فاتركوها لنا لنقرأ بعد أن أصبحتم حاكمين فقال لي عبدالخالق بالحرف الواحد إنني أخشى في هذه البلاد أن يتم ذبحنا في الشوارع بسبب أخطاء هذا الانقلاب ونفى لي نفياً باتاً أي وقوف او دعم من جانبه للانقلاب وبالفعل حدث ما حدث من مآسي فهو للحقيقة والتاريخ كان رجلاً ذا بصيرة.

    حركة يوليو 1976م المسلحة هل من خطأ فيها؟

    - أخطاء كثيرة صاحبتها فهي كانت نتيجة غضب سياسي حيث لم يكن هناك استفادة ولا تمهيد للاستفادة من القوى الشعبية التي تقف وراء الحركة نفسها وبالتالي أخطأت طريقها وحتى الذين قادوها اقتنعوا بأن هذا الخط غير سليم وبالتالي كل الأطراف قد أيدت المصالحة من الإسلاميين وحزب الأمة والاتحاديين.

    هل كانت حركة شاذة لا تعبِّر عن دعاة الديمقراطية؟

    - لا .. هي كانت ردة فعل تجاه مايو . وللحقيقة والتاريخ أقول إن الأنصار قد تصرفوا بانضباط شديد جداً إزاء المآسي والاعتداءات التي حدثت لهم، وكان من الممكن ان يلهبوها حماساً .. ولكن قيادة الأنصار الحقيقية ما كانت موافقة على الدخول في المواجهات المسلحة ولا بإدخال العنف السياسي في السودان، ولم يؤمن الأنصار في يوم من الأيام بمبدأ استعمال العنف والقوة وإذا كان هذا كذلك لكنا قد حكمنا السودان.

    فالإنصار كانوا قوة كافية وضاربة في ذاك الزمان ولكن لم نهتم بهذا الجانب أبداً باعتبار أن البلاد تحتاج لنظام ديمقراطي وأريد أن أصحح بعض المفاهيم هنا ألا وهي ان الانصار لم يشاركوا على الإطلاق في جملة الانقلابات التي حدثت في السودان.

    فالانقلاب الأول أيّده الإمام عبدالرحمن المهدي بشرط وذلك في أن تعود الحياة النيابية إلى البلاد وأن يحافظ الجيش على استقلال السودان وهذه كانت مسألة واضحة انسحب بعدها الإمام من السياسة وترك الأمر.

    أما الانقلاب الثاني (مايو) فهو مطلقاً لم يكن فيه رائحة انصارية بل العكس تجد ان الانصار كانوا ضحية بينما أيدت كل الأحزاب والطرق الصوفية وتنظيمات المجتمع النظام اليساري.

    وايضاً إنقلاب الإنقاذ نجد ان الانصار لم يشتركوا فيه مطلقاً وحتى اليوم هناك حوارات في كيفية ان يكون هناك دور للانصار في الواقع السياسي الراهن. فالانصار لم يشتركوا على الإطلاق في العنف او ادارة عمل مسلح ولهذا السبب حركة يوليو 1976م المسلحة ضد مايو لم تجد النجاح المطلوب، وإلى اليوم هناك قناعة راسخة بذلك. على الرغم من أن هناك من يرى غير ذلك ولكن القيادة رأيها واضح هنا وحتى من سار في طريق القوة المسلحة لم يسر فيه إلى النهاية في هذا الاتجاه. لأنه صارت هناك قناعة بأن هذا العمل لا يجدي وبالتالي يجب ان يكون الأنصار قوى مدنية تضغط بالصورة الممكنة لأجل تحقيق مبادىء سياسية.

    تمنيت في تصريحات سابقة ان تحدث الوحدة الإسلامية وذلك بتوحيد كيان الأنصار وكيان الحركة الاسلامية فهل ترى أي مستقبل قريب هنا ؟

    - نعم قد يكون قريباً جداً بل ويجب ان يكون قريباً واتمنى ان يُحدث هذا التحرك آثاراً سياسية في البلد تمكِّن من مواجهة القضايا الكبرى ومعالجتها.

    إنقسام حزب الأمة إلى عدد من الفصائل والأجنحة هل هناك خطى من جانبكم لتوحيد الحزب؟

    - نعم فهذا هدف واضح أمامنا ونسعى له على الدوام

    ü هل ستلعب دوراً بعينه في عودة مبارك الفاضل لصفوف الحزب؟

    نعم مبارك وكل قيادات الحزب التي خرجت وكذلك القيادات المتفرجة والأخرى التي لها مواقف فكلها أنا اتمنى ان تكون في تنظيم واحد. لذلك فان عودة الخارجين لصفوف الحزب يظل هو الهم الذي أحمله في كل المساعي التي أقوم بها في سبيل لمِّ الشمل.

    من الذي رسخ مقولة إن الإمام الهادي على قيد الحياة كما تردد في السابق؟

    - حقيقة الأنصار يفتخرون بأن الإمام شهيد، وكلما مرت الأيام تترسخ القناعة بذلك والآن الموقف متغير جداً في هذه المسألة بالذات عند كثير من الأنصار لأنه في العهود التي مضت كانت هناك ضبابية للحقائق والمعلومات المتوفرة ولكن المعلومات أضحت واضحة خاصة بعد سقوط نظام مايو. لأن نظام جعفر نميري قد ساهم في الترويج لهذه الإشاعة.

    هل ودعنا الخلافات داخل آل بيت المهدي ؟

    - الخلافات موجودة ولكن ما نريده هو خلق المناخ الذي يمكن ان يتجاوز فيه آل البيت والقيادات الأنصارية هذه الخلافات.

    لقد ظللتم بكافة تشكيلاتكم مناهضين لمايو وجعفر نميري ودفعتم ثمناً كبيراً في ذلك فهل يمكننا القول إنكم قد عفوتم عن جعفر نميري لوجه الله تعالى؟

    - حقيقة كما قلت لك نحن بعد المصالحة الوطنية قد أسدلنا الستار على هذا الصراع ، لأن المصالحة الوطنية قد تمت وبالتالي تجاوزنا هذه المسألة لأجل هدف وطني.

    ونحن نقدم على الانتخابات هل تعتقد أنه من مصلحة السودان أن يحكمه حزب واحد اذا ما أفضت النتائج الى ذلك وهل هناك حزب يمكن أن نطلق عليه إنه حزب قومي؟

    - الأحزاب جميعها تدعي القومية في السودان والظرف المحيط بالبلاد الآن يتطلب صفة قومية أوسع، والآن حتى الحزب الحاكم يعي هذه المسألة تماماً بل وعلى قناعة بذلك وبالتالي يسعى لإشراك الأحزاب الأخرى وهذا في حد تقديري هو اعتراف بضرورة القومية في المرحلة القادمة . وبالتالي ليس من مصلحة السودان ان يحكمه حزب واحد. ولا توجد اي دولة مشابهة ظروفها لظروف السودان ان يدعي فيها أي حزب واحد بأنه يمكن أن يحكم وبالتالي هناك ضرورة إلى شكل قومي.

    ماذا عن الخطاب السياسي المطلوب قبل التحول الديمقراطي؟

    حقيقة أنا في رايي أن التحول الديمقراطي لن يأتي بين عشية وضحاها ولذلك نظل أكثر حاجة لحدوث وفاق قومي يؤمن المسيرة حتى بلوغ الغايات والتحول فنحن لم نصل بعد للتحول ولا اعتقد أننا يمكن الوصول بهذه السرعة.

    هل تعتقد سياسياً أنه قد انتهى زمن البيعة في قواعد اللعبة القادمة؟

    نعم لأن البيعة السياسية هي مفهوم دعائي فقط وانتهى عهدها وزمانها فاستعمال هذا التعبير في تحديد الولاءات السياسية في رأيي شىء غير موفق وليس بالضرورة

    هل أضرت هذه البيعة بالحكام لاسيما جعفر نميري (بايعناك لديارنا علم ومعلم بارز للحرية)؟

    هي حقيقة استحدثها الرئيس السابق نميري للتأييد السياسي ذلك عندما سعى لمحاولة خلق نظام إسلامي يكون فيه إماماً وزعيماً اوحد وبالتالي جاء مفهوم البيعة هذا غير أنه لم يوفق وسار بعد ذلك في البيعات المختلفة وبالتالي هي في تقديري ولاءات سياسية وعهود سياسية لقائد او زعيم.

    بعد أن مرت على الذكرى سنوات وعقود ما تعليقكم على إعدام محمود محمد طه في تاريخ السياسة السودانية؟

    - هذه الحادثة هي شيء مؤسف حقيقة حيث كان من الممكن ان يكون هناك تسامح في هذه المسألة وهي ناتجة من المناخ والجو الذي كان مصاحباً آنذاك والذي حاول فيه جعفر نميري ان يطبق النهج الإسلامي، وبالتالي أرى ان في هذه القضية خـروج عن الدين والإسلام والعقيدة واعتداء على النفس . فالحادثة لا مبرر لها.

    هل تتوقع مقاطعة بعض الأحزاب للانتخابات القادمة؟

    - قد لا تكون هناك مقاطعة بالمعنى ولكن قد يكون هناك عدم مشاركة من بعض الأحزاب وهذا كله رهين باكتمال الحوارات الجارية الآن حول قانون الانتخابات وحول التحول الديمقراطي نفسه.

    فأنا اتمنى ان يكون مفهوم الانتخابات نفسها هو مفهوم مشترك بين القوى السياسية كلها.

    كيف يمكننا ان نتفادى الديمقراطية العرجاء؟

    - بالحوار يمكننا الاستفادة من أخطاء الماضي وهذه نقطة مهمة جداً لأن لنا تجارب عديدة.

    هل تعتقد أننا قد ودعنا زمن الدائرة الجهنمية من حكم عسكري ومدني وبالعكس؟

    - انا اتمنى ذلك فيجب ان نودع هذه الحلقة المفرغة والمتمثلة في ديمقراطية وانقلاب عسكري وبالعكس وهذا في تقديري مفهوم لدى السلطة الحاكمة نفسها اذ انها واعية لهذه المسائل هي حريصة للوصول لشيء يجنبنا هذه الحلقة المفرغة.

    قانون الأحزاب السياسية الناظر إليه أنه ثمن إجازته ولكنه لم يتم تفعيله فكيف تنظر له؟

    - لا اعتقد أن قانون الأحزاب يمكن أن يكون مهماً إذا كان هناك تسامح في قضية الحريات العامة. فهو ضوابط وموجهات لتكوين للأحزاب ولكن ليس بالضرورة ان تخضع الأحزاب للقوانين.

    ماهي رؤيتكم لحل مشكلة أبيي؟

    - حقيقة قضية أبيي هي امتحان في أن السودان يكون او لا يكون وهي مربط فرس بالنسبة للعلاقة مع الجنوب . وبالتالي يجب أن نتعامل مع هذه المشكلة معاملة خاصة وأنا أرى ان الأمور تسير في هذا الاتجاه ولحسن الحظ ان يتم رفع هذه المسألة لمؤسسة الرئاسة حتى نتمكن من إيجاد الحل الذي يرضي الأطراف جميعها وانا متفائل بالحوارات الجارية.

    الآن أنت أقرب إلى مَن مِن الإنقاذيين والإسلاميين؟

    - أنا حقيقة انظر ككتلة واحدة وأحب أن أنظر إلى الإسلاميين جميعهم كمجموعة وأنا لا أفرِّق في حواري بين الإنقاذيين والإسلاميين لأن المسؤولية واحدة ومشتركة، وأتمنى ان يكون هناك حوار داخلي بينهم.

    http://www.akhirlahza.net/News_view.aspx?id=18515[/size]
                  

03-06-2008, 06:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)




    في أجرأ حوار مع الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار 1-2
    الإنتماء لآل المهدي ليس من شروط التأهيل للهيئة أو الحزب والأنصار حركة وسطية ومرنة

    هي محاكمة سياسية لأن محمود محمد طه عارض نظام مايو لذلك حدث هذا الحكم

    أجراه مزمل عبد الغفار

    القول الراجح أن الترويج للنظام الليبرالي قد أسس له المستعمر من خلال علاقة وثيقة بين الكيانات والطوائف السودانية المعروفة... طائفة الأنصار بكل خلفياتها التاريخية المعروفة كونها كانت كتيبة الإسناد الأولى لأكثر التجارب الإسلامية حداثة في المجابهة والتصدي ضد الاستعمار وبناء الدولة الإسلامية الحديثة.... ولكنها بالخلفية التي أوردنا ذكرها في مستهل هذا التقديم تكون هي أيضاً من البيوتات والكيانات التي أسست للتعددية والليبرالية.. وكانت كطائفة من المتأثرين كسائر الكيانات والطوائف بالتعددية وتداخلاتها حتي في داخلها ككيان, فما بين الخصوصية وشمولية النظرة تأرجح كيان الأنصار مثله في ذلك مثل الكيانات الأخرى, ختمية ,صوفية ,سنة وحركة إسلامية.

    وتأرجحت القناعات والمواقف وأحدثت إنقسامات متعددة فهل عادت العافية وتوحد هذا الكيان باعتباره أكبر الكيانات على الساحة.. وماهو موقفه مما يدور في الساحة السياسية؟ كل هذه الإشارات وغيرها كانت محاور لحديثنا مع الأمير عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار الذي بدأ بقوله:


    حقيقة في تقديري أن الممارسة الديمقراطية داخل حزب الأمة لو قورنت بالممارسة في الأحزاب الأخرى المشابهة بالمنطقة فهي متقدمة جداً. وقبلاً كنت عضواً في حزب الأمة ورأيت كيف يتم التشاور في كل صغيرة وكبيرة داخل أجهزة الحزب. وما من قرار أتخذ إلا ومُورست فيه الديمقراطية والشورى لابعد الحدود. وصحيح هناك مشاكل, لكن الآن بعد التجربة الديمقراطية التي مارسناها في هيئة شؤون الأنصار رأينا أن هناك إشكالاً بين الممارسة الديمقراطية وبين الفاعلية . فالديمقراطية في مجتمع مثل مجتمعنا تتحكم فيه العقلية الأبوية والعقلية العشائرية والعصبية. فالممارسة الديمقراطية ربما تأتي باشخاص هم كثيرو الحركة قليلو الفاعلية.. فهذه إشكالية, لذلك أعتقد أن الإمام الصادق المهدي في مرحلة من المراحل قدم اطروحة تدعو إلى الديمقراطية المستدامة والتي تعالج مشاكلها من داخلها.. بمعنى أن تكون ديمقراطية توفر المشاركة وفي نفس الوقت توفر الضوابط. وبالتالي الممارسة الديمقراطية داخل الحزب مقارنة مع الآخرين متقدمة ولكن لانقول أنها مثل التجربة الديمقراطية في أوربا وأمريكا على سبيل المثال, غير أننا نقول: إن التجربة والممارسة وطول المدة يعطي الممارسة الديمقراطية نضجاً لأن مشاكل الديمقراطية لا تعالج إلا بالمزيد من الديمقراطية.

    برجعة للإنشقاق الذي شهده حزب الأمة وغيره من الأحزاب والتيارات الآن نسمع عن لم الشمل والتلميح بعودة الخارجين فما هي وجهة نظركم من مسألة الانسلاخ والانضمام كقضية مبدئية وأخلاقية؟ وإلى أي مدى يفتح الحزب أبوابه للخارجين وإلى أي مدى هو قادر على محاسبة الذين خرجوا وينشدون العودة مرة أخرى؟

    بالطبع إن مؤسسات الحزب سوف تقرر بشأن ذلك من الناحية الإجرائية, ولكن أنا كعضو بالحزب فلاشك أقف مع جمع الصف الوطني وجمع الصف الحزبي وبالتالي نتعامل مع ماحدث بلغة مخففة, أنه كان إجتهاداً إختلف الناس حوله .. هذا الاجتهاد صنف من كثير من الناس بأنه خيانة.. وصنف من عدد آخر بأنه إختراق ومن آخرين بإنه عدم صبر وهكذا. إختلفت الاجتهادات ولكن الآن بعد التجربة التي مارسها إخواننا انفسهم ظهر لهم خطأ ما وقعوا فيه والآن كثير منهم أبدى رغبة واستعداداً للعودة.. ولكن ربما لعوامل نفسية أو لعوامل حفظ ماء الوجه . فهناك عوامل كثيرة عطلت من العودة لهذا الحزب.. وفي تقديري أقول لابد من جمع الصف خاصة وأننا دعاة لتوحيد أهل القبلة الذين نختلف معهم في كثير من القضايا ودعاة للوحدة الوطنية مع من نختلف معهم دينياً أو سياسياً. وبالتالي إذا كانت جسور التواصل بيننا وبين الآخرين ممتدة فمن الطبيعي أن تكون هذه الجسور بيننا وبين إخواننا الذين كانوا معنا ولسبب أو آخر خرجوا من الحزب ففي تقديري الآن الفرصة مواتية للم الشمل.. ولكن بالطبع لابد من أن تكون العودة قائمة على أسس تمنع تكرار مثل هذه التجارب في المستقبل وإلا سيصبح الحزب قابلاً للإنهيار يدخل فيه من يريد ويخرج منه من يريد.

    هناك حديث عن أن حزب الأمة سيخسر كثيراً من معارضته الـ 180 درجة للإنقاذ في كافة أشكالها فما هو تقييمك لهذا الحديث؟

    هذا الحديث يقوله الشموليون.. فحزب الأمة في تقديري هو حزب حارس لمشارع الحق وللقيم الوطنية الأصيلة والقيم والمبادئ الإسلامية. ويكفيه فخراً أن كل الإغراءات التي قدمت له لم تغره ولم يستجب لها, مع التضييق عليه من قبل النظام الحاكم. وفي تقديري الحزب الآن قاعدته في إمتداد ولم تتراجع أبداً. وفي النهاية هذه الاشياء ستقرر فيها الانتخابات التي هي أشبه بيوم الامتحان الذي يُكرم المرؤ فيه أو يهان.. وصحيح هناك مشكلات الحرب في دارفور ومشاكل الفقر في السودان إضافة إلى وجود مشاكل كثيرة لا نكون موضوعيين إن قلنا انها لم تؤثر على القواعد, ولكن مع كل هذه المشاكل ومقارنة مع الأحزاب الأخرى فإن حزب الأمة في تقديري هو في موقف متقدم.

    هناك من يصف الآن تجمع الأمة والشعبي والشيوعي والبعثي بانها (تجمع لحم رأس) وسرعان مايزول فماهو قولك في ذلك؟

    حقيقة مادام يجمعنا وطن واحد فبالضرورة أن يجمع هذا الوطن كل ألوان الطيف. والعمل السياسي لا يقوم على الحب والاستلطاف بقدر ما يقوم على الحقوق.. فنحن في وطن واحد فيه تعددية دينية وتعددية ثقافية وتعددية في الآراء نختلف في كثير من القضايا ولكن لا نختلف في أننا مواطنون يجمعنا وطن واحد وهناك مصلحة مشتركة. لذلك لو أدخل في العمل السياسي مصطلح قيم الحب والاستلطاف الشخصي والبغضاء فلا يمكن أن نبني شيئاً ولكن تقوم العلاقة على الحقوق والقواسم المشتركة والواجبات بين الناس.. فبهذا المفهوم التقى المؤتمر الوطني مع الذين شاركوا في تكوين حكومة الوحدة الوطنية والتقى حزب الأمة مع الذين شاركوه في الدعوة إلى الديمقراطية وعودتها.

    معلوم أن قيادات حزب المؤتمر الشعبي هي قيادات مجربة في عملية الحكم وأصاب حزب الأمة ماأصابه منها فكيف تحولت هذه العلاقة فجأة إلى علاقة حميمية وعلاقة مصير وهدف واحد؟

    كما أسلفت اللقاء لم يكن لقاءً ثنائياً وإنما لقاء وطني. وفي تقديري أن حزب المؤتمر الشعبي هو الذي جاء لحزب الأمة. وحزب الأمة منذ أن قام هذا النظام كانت دعوته سلمية للديمقراطية والنظام كان مجتمعاً ضد هذا الفهم ويعتبر أية عودة للديمقراطية نوعاً من الكفر. وبعد أن حدث الانشقاق في نظام الحكم القائم وخرج المؤتمر الشعبي أصبح الشعبي الآن يدعو إلى الديمقراطية. وبالتالي حزب المؤتمر الشعبي أتى لحزب الأمة في الموقف الذي هو فيه.

    وأيضاً حزب الأمة يتناصح مع زملائه في العمل السياسي خاصة مع المؤتمر الشعبي وذلك بألاّ يتعاملون في العمل السياسي بروح إنتقامية.. فالقضية ليست مرارات ولا إنتقام وأن يعتبرون أنهم جربوا والتجربة حدثت فيها هذه النكسة وبالتالي عليهم أن يصححوا أوضاعهم ومواقفهم في التعامل مع هذه القضية.. وحتي يقول الأخوة في حزب الأمة للأخوة في المؤتمر الشعبي لو كان الأمر بالإنتقام لكنا قد إنتقمنا منكم معاً لأننا نلنا على أيديكم مانلنا من مرارات.

    هل نفهم من ذلك أن هيئة شؤون الأنصار تبارك التقارب بين حزب الأمة وحزب المؤتمر الشعبي؟.

    هيئة شؤون الأنصار تبارك أي تقارب بين المواطنين. فهي على سبيل المثال تبارك التقارب بين الحكومة والمعارضة كما تبارك التقارب بين الطوائف الإسلامية والتسامح بين المسلمين وغير المسلمين.. وبالتالي فإن أي عمل يخرج العصبية والعنف من العمل العام فإن الهيئة تباركه.

    وبالتالي أي عمل يدعو إلى العنف وإلقاء الآخر هو مرفوض بالنسبة لنا.

    هناك من يردد القول بأن التصاق قيادة حزب الأمة تاريخياً ببيت المهدي قد أضر تاريخياً وآنياً بالحزب ؟

    هذا ليس صحيحاً. وإذا نظرنا إلى بريطانيا الآن على سبيل المثال نجد أنها تحكمها عائلة ملكية ولديها تقدير من قبل الشعب البريطاني الذي يمثل أبو الديمقراطية وأمها. وفي تقديري بيت المهدي كأي بيت إحتككنا به وعرفنا أهله رجالاً ونساءً وهم أناس لهم ماضٍ وتاريخ عريق.. ولكن هذا الماضي التاريخي لا يؤثر في علاقتهم مع الآخرين ولايعطيهم ايضاً نوعاً من التعالي على الآخرين . فهم مواطنون بل ويعيش بعضهم في حالة كفاف لايعيشها غيرهم. لذلك فإن وجود أسرة المهدي على قمة حزب الأمة لا يؤثر إلا إيجاباً على مسيرة الحزب. ويكون التأثير في غير ذلك لو أن هذه الأسرة كانت تستغل موقعها الأسري للتأثير على قرارات الحزب الديمقراطية أو تفرض عليها أمراً أسرياً معيناً وهذا مالم يحدث.

    فهناك فصل تام بين الحزب وبين الأسرة وبين الهيئة وبين الأسرة, وعليه فإن كل شخص لا يدخل مؤسسة من مؤسسات الحزب أو الهيئة إلا إذا كان مؤهلاً لذلك تأهيلاً شرعياً في هيئة شؤون الأنصار وتأهيلاً سياسياً في حزب الأمة.. ولكن أبداً ليس من شروط التأهيل للقيادة في الهيئة أو الحزب أن يكون الشخص من أسرة الإمام المهدي.

    لقد دار غزل إبان فترة الديمقراطية الثالثة بين كيان الأنصار وكيان الحركة الإسلامية في سبيل التقارب والالتقاء فإلى أي مدى يمكن أن يتجدد ذلك الغزل في المرحلة القادمة بصورة كبيرة؟

    هو ليس غزلاً.. الأنصار لو تذكر أن المهدي عندما قام بالدعوة كانت الساحة الإسلامية فيها الصوفية والشيعة وحركة جمال الدين الافغاني والحركة الإصلاحية التي قامت في غرب افريقيا كحركة دانفوديو. أي هنالك مدارس إسلامية كل مدرسة تقوقعت على جانب من الحق في الإسلام. والمهدية جاءت ووحدت هذا الحق في بوتقه الانصارية.. ولذلك تجد الآن الانصار لديهم صلات مع كل الجماعات الإسلامية ومع السلفية والصوفية ومع السنة والشيعة.. وبالتالي صلات مع كل الجماعات دون غضاضة لأنها حركة مرنة وسطية وليست لديها اشكالية في هذا الجانب.. وفيما يتعلق بالشأن السوداني فقيادة الأنصار كانت تعتقد أن الحركة الإسلامية الحديثة التي جاءت من مصر إلى السودان بها كوادر شابة ومتعلمة ومتطلعة إلى الأنتصار للإسلام.. وبالتالي فيمكن بالتحالف بين كيان الأنصار صاحب الشعبية العريضة وبين الحركة الصفوية الأخوانية يمكن أن يحدث نوع من تقديم الإسلام في ثوب جديد متسامح, وهذا هو الدافع الأساسي. ولكي ما يؤطر لهذا الدافع كُونت في الثمانينات جماعة الفكر والثقافة الإسلامية لكي تدرس الواقع السوداني بحيث لا يكون هنالك تناقض بين الطرح الإسلامي وبين التعددية الدينية في السودان والنهج التسامحي الذي أدخله الإسلام في السودان بين السودان وجيرانه. فالسودان له خصوصية غير موجودة في العالم العربي والعالم الإسلامي, فكان بالتالي هذا هو الدافع, ولكن حدث خلاف إبان تجربة نميري الإسلامية كما حدث خلاف بعد قيام الإنقاذ ولكن تظل الفكرة قائمة مادمنا نؤمن بأن هناك قطعيات إسلامية واجب علينا الالتزام بها. كما أن هناك تراثاً إسلامياً نقره بمنهج يميِّز مابين الثابت والمتحرك, وهناك واقع سوداني مختلف عن الواقع السابق نتعامل معه بموضوعية.. وهناك تطبيق للإسلام بمنهج يراعي الديمقراطية والشورى. وبالتالي فإن أية جماعة من الحركة الإسلامية أو السلفية وافقت على هذه الأسس والمبادئ ستجد قبولاً وتعاوناً من قيادة الأنصار وكيان الأنصار.

    قبل أيام مرت ذكرى إعدام محمود محمد طه ونحن نستلهم الذكرى والدروس والعِبر وطالما نتحدث عن قضية إسلام عريض ومتسامح كيف ينظر الآن كيان الأنصار لتلك الحادثة؟

    الكيان الأنصاري إختلف مع الأخوة الجمهوريين في تفسيرهم للقضية الإسلامية ورؤيتهم الفكرية ولكن لم يدع إلى اقصائهم أو إعدامهم لأن الفكر الجمهوري لم يكن فكراً جديداً وإنما هو مجموعة أفكار سبق بها عدد من المفكرين من أهل التصوف وأهل الفكر الإسلامي في التاريخ.. ولذلك في تقديرنا أن المحاكمة كانت هي محاكمة سياسية لأن محمود محمد طه عارض نظام مايو لذلك حدث هذا الحكم.. وفي تقديرنا الأفكار لا يمكن أن تُعدم ولا يمكن أن نقيم محاكم تفتيش لنحاسب الناس فهذه عند الله سبحانه وتعالى. ولكن أيضاً ندعو أصحاب الفكر أن يراعوا الواقع الذي ينشرون فيه أفكارهم, فهناك أفكار تصادمت مع الواقع والرأي العام لايتقبلها ومحلها النقاش العلمي الهادي وهناك في التاريخ الإسلامي خلافات كثيرة بين علماء الإسلام. فنحن نقول: إن هناك إختلافاً بيننا وبين الأخوة الجمهوريين في أفكارهم ولكن لا ندعو إلى الغائهم ومثلما ندعو للحرية لنا أيضاً نريدها لغيرنا. فنحن ضد قرار الإعدام لأنه كان سياسياً ولم يكن شرعياً.
    أفكار الترابي التي ظل يرددها مؤخراً في الفقه الإسلامي ما رأيكم فيها؟

    في تقديري أن القضية الإسلامية الآن هي أكبر من مثل هذه الاشياء, وبالتالي فإن كثيراً من الآراء التي يرددها د. الترابي قال بها آخرون في السابق, فهي صراع بين الظاهرية والباطنية وبين المعتزلة وأهل السنة فقد قالوا افكاراً كثيرة وحدثت فتاوي كثيرة. ومثل هذه الاشياء هي التي تسمم المناخ الإسلامي.. ونقول إن المناخ الإسلامي الآن متأزم ولا يحتاج إلى أزمة أخرى. وبالتالي فالمفكرون والعلماء عليهم واجب إسلامي في جمع الصف الإسلامي وفي تجنب المواقف والأفكار التي يمكن أن تؤجج من نيران الفتنة. فالمرحلة تقتضي أن نتناول قضايا كبيرة. فهناك صراع سني- شيعي يمكن أن يؤدي إلى فتنة تقضي على هذه الأمة. وهناك صراع سني- سني. وأنا قادم قبل أيام من مؤتمر إنعقد في طهران وكان موضوع المؤتمر الوحدة الإسلامية (التحديات والحلول) فتناقش من شتى أنحاء العالم بشفافية وموضوعية عن ماهي نقاط التقاطع بين السنة والشيعة وماهي المواقف المستفزة للطرفين والثوابت التي يدخل بها الإنسان الإسلام, وينال حق الإنتماء لهذا الدين فهذه هي القضايا التي تشغل بال العالم الإسلامي الآن.
                  

03-06-2008, 06:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    محمد يوسف محمد "الشينة منكورة"!!
    ====

    كذلك هناك من تبرأ من قرار إعدام محمود محمد طه ما قولك؟

    هذه الحادثة قد يختلف فيها الناس وليس للحركة الإسلامية أي دور في هذا القرار.


    ====
    مؤسس الحركة الإسلامية ورئيس الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الثالثة 1-2
    الصادق المهدي كان يفضل إستمراري في البرلمان رغم خروج الجبهة الإسلامية
    أجراه: مزمل عبدالغفار - آخر لحظة

    لكل أمة حكماؤها ولكل مجتمع عقلاؤه ولكل تنظيم مفكروه ومنظروه وحُداته كان ولايزال الرجل منتمياً للحركة الإسلامية وعندما لاحت في الأفق فرصة أن تستقيم مسيرة اليمين السياسي في السودان كان رئيساً للجهاز التشريعي (الجمعية التأسيسية) في عهد الديمقراطية الثالثة... كثيرون كانوا يقولون في ذاك الزمان: إن الجبهة الإسلامية القومية حزب غير ديمقراطي، ولكن عندما ترأس هو الجمعية التأسيسية إبان حكومة الوفاق الوطني أكد عكس ما يُقال من خلال حسن إدارته للجمعية التأسيسية. ذلك هو القيادي الإسلامي الأستاذ محمد يوسف محمد رئيس الجمعية التأسيسية الأسبق.. نحاوره وفي الخاطر كمٌ من الأسئلة وبقية من حتى: الوفاق- السلام - الإنقسامات في القوى السياسية السودانية - وإنقسامات الحركة الإسلامية .. كل هذا وغيره كان موضوع حوارنا معه وقد بدأناه بالسؤال:

    هل يمكننا بالتشريع حماية الديمقراطيات أم بالإصلاح الحزبي الواسع ونحن في حضرة قانون الأحزاب الجديد؟

    حقيقة هذا القانون تمت مناقشته بطريقة واسعة على مستوى الأحزاب وتم عرضه على البرلمان، الذي هو مكّون من عدة جهات سياسية ومن ثم تمت إجازته بعد مناقشته وإدخال بعض التعديلات عليه. وبالتالي فإذا أراد الكل أن يلتزم بمنهج الديمقراطية من خلال البرلمان الذي إرتضوه وشاركوا فيه على هذا الأساس.. عليهم إذن أن يلتزموا بقراراته، وبالتالي فإذا طرأت تعديلات يجب أن يتم طرحها على البرلمان؛ لأن من حق أية جهة أن تقدم طلب تعديل لأي بند من البنود ، حتى يناقش ذلك في البرلمان ويلتزم الجميع بالقرار الذي يصدره البرلمان.. أما أن يجاز القانون في البرلمان وتحدث ثورة عليه بعد إجازته فهذه حالة ليس لها أي معنى.. وبالتالي ما هو مغزى هذا النزاع حول القانون وما الهدف من ذلك؟ وعلينا أن نتساءل هنا لماذا يخشى الناس من قضية تسجيل الأحزاب والإلتزام بالنظم حتى لا يكون هناك أي حزب خاضع للتأثيرات الخارجية.. وبالتالي أقول: إن النزاع الآن حول القانون ليس قضية كبيرة وإنما مسألة شكلية وليست لها أي أثر في مسيرة الأحزاب لا عملها ولا برامجها. . فهذه قضية شكلية للغاية ولكن طالما أن البرلمان قد أجازها بهذه الصيغة فعلى الكل أن يلتزم بالديمقراطية ، وبالتالي إذا كانوا يريدون الإصلاح أو التعديل لأي قانون فأبواب البرلمان مفتوحة لأي طرح أو تعديل في أي قانون من القوانين.. وبهذه الطريقة نستطيع أن نؤسس للديمقراطية وحكم الأغلبية.

    اذا ما قلنا أن الطريق إلى قانون الانتخابات هو قانون الأحزاب فإذا تعسرنا في قراءة الأخير كيف يمكننا النجاح في الأول؟

    قانون الانتخابات أيضاً سيخضع للجنة مشتركة من جميع القوى السياسية ليتفقوا عليه ويناقشوه والانتخابات هي قضية مهمة وقانونها بالتالي مهم وليس مثل قضية قانون تنظيم الأحزاب.

    فقانون الانتخابات يجب أن تُراعى فيه قضايا كثيرة جداً منها الكثافة السكانية وتوزيع الدوائر ولجنة الإنتخابات وكيفية تكوينها والرقابة.. فهناك في قانون الانتخابات قضايا تفصيلية كثيرة جداً ومهمة. وبالتالي يمكن للأحزاب السياسية بعد الدراسة والنقاش والمداولة أن تتفق عليها.

    هناك تخوف من أن يدير حركة صناديق الاقتراع الانتخابية من يستطيع أن يتحكم في ما بداخلها فكيف نرى النزاهة والشفافية في الإنتخابات المقبلة؟

    الصناديق لها نظم وأسس معروفة ومتبعة كما أن هناك رقابة صارمة وبالتالي لن يكون هناك تحكم، وطالما أن الانتخابات ستسير بطريقة نزيهة ومنضبطة فلن يكون هناك أي مجال لأي قوى لكي تتحكم في العملية الانتخابية.. ففي العملية الانتخابية وبجوار الصناديق يكون هناك ممثل لكل شخص وأُناس محايدون .. وبالتالي لاتوجد فرصة أو مجال لسيطرة أية جهة على الانتخابات القادمة.

    الناس يرون أن الإنقاذ شرعيتها نفسها أتت شمولية فكيف تستطيع أن تحقق الديمقراطية الواسعة؟

    إذا تحدثنا عن الشرعية في الحكم فصحيح أن الإنقاذ جاءت بطريقة عسكرية، ولكن سرعان ما تحولت وتغيرت إلى وضع مدني. فحلت المجلس العسكري وأقامت إنتخابات لرئيس الجمهورية، ثم إنتخاب ثاني وثالث.. وهذا في حد ذاته هو جوهر الشرعية لأن الشرعية هنا تعني رضا وقبول الناس وهذا ما تحقق وتم بالفعل.

    مطلوبي لاهاي هارون وكوشيب كيف ترى الدور الأمريكي في قضيتهما وهل هذه هي الجذرة الأمريكية التي كانت تتوقعها الحكومة فجاءت بخلاف ذلك؟

    هذا جزء من سلسلة التآمر على الحكومة لموقفها المعادي من أمريكا.. وبالتالي في قواعد اللعبة الأمريكية مع حكومة السودان ليست هناك جذرة على الاطلاق. لأن أمريكا والقوى المعادية تبحث كثيراً عن طرق لإزالة النظام في السودان. وهذا العداء يتخذ سيناريوهات ومحاولات وأشكال مختلفة وذرائع.. فتارةً يستخدمون قضية دارفور وتارةً أخرى قضية الشرق. وهذا يعكس عدم وجود القضايا الموضوعية لدى الإدارة الأمريكية في مواجهتها للسودان، وهم يعلمون أن هذه قضايا من المفترض أن يتم حلها بالتي هي أحسن.. فكلها قضايا ومشكلات موجهة ضد السودان دون أي مبرر. وإذا تحدثنا عن محكمة لاهاي نفسها ، نجد أن الأمريكان أنفسهم لا يؤمنون بهذه المحكمة بل نجدهم معارضين وغير خاضعين لها. وبالتالي التساؤل قائم من جانبنا لماذا تريد أمريكا استعمال هذه المحكمة ضد حكومة السودان طالما أن أمريكا لا تعترف بهذه المحكمة، ولا تخضع لها. . وعليه فإن التآمر شكله واضح وهذه الحادثة هي مسألة (مطبوخة).

    بوصفك قانوني وسياسي لك تجربة وخبرة طويلة في هذين المجالين كيف ستخرج الحكومة من عنق الزجاجة فيما يخص مطلوبي محكمة لاهاي؟

    فيما يختص بالجانب القانوني فالحكومة عليها أن تناقش الموضوع بشكل مدروس وموضوعي. وسياسياً يجب أن تسعى وتعمل على فضح التوجهات السياسية في هذه القضية. فمجلس الأمن هنا توجهاته سياسية في تناول قضايا السودان، ويحق لنا أن نتساءل هل هناك في هذه الدنيا العريضة نزاع داخلي يمكنه أن يؤثر على السلام العالمي؟. فالحكومة عليها في الجانب السياسي أن تعمل بجهد في سبيل فضح هذا المخطط وتنوير العالم وأصدقاء السودان بذلك. وبالرجوع للجانب القانوني فنقول: إن المحكمة الدولية حتى لو آمنا بوجودها وبالرغم من أن السودان ليس موقعَّاً عليها. فقانونها نفسه ينص على أنها محكمة مكملة للقضاء المعني والمختص في الدولة المعنية، ما لم يكن الجهاز القضائي في دولة بعينها غير مؤهل.. ونحن في دستورنا القضاء مستقل وهو قضاء مؤهل وليست عليه رقابة أو نفوذ من أية جهة سياسية أو حزبية بالداخل. وبالتالي نحن قادرون على عقد أية محاكمة وبدأنا فعلاً في هذا الموضوع. وأحد المتهمين الآن بالفعل أمام محكمة والثاني يمكن التحقيق معه في جهاز قضائي سوداني.. وإذا كانت هناك بيّنة فالمتهمون يحاكمون داخلياً.. وبالتالي لن نسلم مواطنينا إلى دولة أخرى لتحاكمهم ومثل ما رفض الأمريكان ذلك نحن أيضاً نرفض هذا العمل.

    هل تعتقد أن هذه الحادثة وهذا الموقف قد هز أركان النظام؟

    أبداً وعلى الإطلاق فهذه القضية هي إحدى الظواهر فمن السيناريو المتجه نحو السودان من تآمر. وكما قلت في كل مرة يتخذ شكلاً من الأشكال.. وهي مواقف جميعها لا يستغرب لها السودان ولا الشعوب التي جربت العداء الأمريكي. فهي مسلسل مفضوح.

    إذا قلنا إن أمريكا هي التي تبارك قضية السلام والتحوّل الديمقراطي في السودان بحجة وزعم أنها تناصر الديمقراطيات في العالم وأنت كأحد القادة التشريعيين الكبار في فترة الديمقراطية الحزبية الثالثة هل تعتقد أن أمريكا كانت جادة في دعم وهضم الديمقراطية الثالثة التي شهدها حكم السودان؟

    أبداً فأمريكا ليس لها أي دخل بالديمقراطية ، فهي تعمل فقط لمصالحها.. فلو كان هناك نظام عسكري في العالم متصالحاً معها فهي معه وإذا لم يتفق معها هي ضده. فأمريكا ليس لها أي غرض بالديمقراطية وشعاراتها جميعها زائفة وغير حقيقية. . والديمقراطية التي تتحدث عنها أمريكا هي الديمقراطية التي تحقق لها مصالحها لأنها تعتقد أنه يمكنها التأثير على النظام الديمقراطي وهذا أسهل طريق بالنسبة للأمريكان.

    بإعتبارك كنت رئيساً للجمعية التأسيسية إبان فترة الديمقراطية الثالثة متى بدأت قناعتك بحتمية زوال ذلك النظام الديمقراطي و هل كانت هناك اسباب قوية لذلك؟

    ذاك النظام كان لابد له من أن يزول؛ لأن حركة التمرد في ذلك الزمان أوشكت أن تصل الخرطوم.. وكانت هناك مهددات على السودان، ولذلك كان لابد من حدوث هذا التغيير.. وهناك تواطؤ من جماعات سياسية بعينها مع المتمردين وبالتالي كان لابد من الإنقاذ فحكومات الديمقراطية الثالثة على اطلاقها فشلت في مواجهة التمرد والتصدي له.

    في إحدى الوقفات في حياة المسيرة السياسية نذكر أنك كنت رئيس البرلمان الوحيد في فترة الديمقراطية الثالثة والذي حاز على قبول ورضا كل الأطراف السياسية.

    على الرغم من أن الجبهة الإسلامية حسب المسمى قد قدمتك لهذا الموقع فلماذا لم ينعكس هذا القبول والأريحية ولم يترجم إلى موقف مساند مع تلك القوى بعد مجئ الانقاذ؟

    ولماذا لم تصبح حمامة سلام لتقرب الآخرين من الإنقاذ؟

    حقية أذكر أن القوى السياسية كانت راضية عن شخصي في تولي منصب رئيس الجمعية التأسيسية وهذا لم يأت من فراغ فأنا صادق فيما أفعل ووجهي واحد في كل الأشياء، ومن بينها عالم السياسة.. لذلك كان الكل مطمئن على قيادة هذا البرلمان بإعتبار أن حقوق الجميع ستكون مكفولة ولن تضيـع وهذا ما تم بالفعل.

    ولكن وبعد أن تغير النظام لم تكن هناك طريقة حسب طبيعة التغيير نفسه.

    نذكر أنك قد إستقلت من رئاسة البرلمان فلماذا هذا الموقف؟

    إستقلت من البرلمان لأن الجبهة الإسلامية قد خرجت من الحكومة وأنا كنت أمثل الجبهة الإسلامية. وأذكر حينها أن الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك ورئيس حزب الأمة كان يفضل إستمراري في رئاسة البرلمان، ولكن الأعراف وأصول اللعبة السياسية تقتضي مغادرتي الموقع. وبالتالي طالما أن الحزب الذي كنت أمثله قد إستقال فلا مبرر إذن لوجودي في موقع رئيس الجمعية التأسيسية.

    هناك محطات في مسيرة الديمقراطية الثالثة منها إتفاقية الميرغني- قرنق ماذا تقول عنها؟

    حقيقة أنا كنت ضد إتفاقية الميرغني- قرنق لأنها تضمنت بنداً يقضي بإلغاء الشريعة الإسلامية (تجميدها).

    قوانين سبتمبر (الشريعة) التي جاء بها النظام المايوي في العام 1983م هناك من الحركة الإسلامية الآن من تبرأ منها ماذا تقول أنت عنها؟

    للتاريخ أقول لم نكن شركاء في هذه القوانين فهي قد فعلها نميري لوحده.

    كذلك هناك من تبرأ من قرار إعدام محمود محمد طه ما قولك؟

    هذه الحادثة قد يختلف فيها الناس وليس للحركة الإسلامية أي دور في هذا القرار.

    الطلاق الذي وقع بين جعفر نميري والإسلاميين والذي أدى لإعتقال القيادات الإسلامية قبل انتفاضة ابريل 1985م من كان المتسبب فيه؟

    حقيقة لقد تم إعتقالنا قبل الانتفاضة الشعبية على حكم مايو.. وكانت هذه مؤامرة نسجها بعض المتعاونين مع نميري بحجة أننا كحركة إسلامية نمثل خطراً على حكمه، وللحقيقة والتاريخ أقول: إن الحركة الإسلامية لم تخطط لإحداث أي انقلاب في عهد مايو، ولم تدبر أي إنقلاب ضد نميري في أواخر عهده. وبالتالي فإن إعتقال الإسلاميين في أواخر عهد مايو كان هو أكبر خطأ إرتكبه النميري في حياته السياسية.
                  

03-06-2008, 06:13 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    رئيس اللجنة الفنية لدستور 1998م رئيس القضاء الأسبق «2 - 2»
    محاكمة محمود محمد طه كانت خطأً ومحاكم العدالة الناجزة مسخٌ مشوَّه للعدالة

    أجراه مزمل عبدالغفار - آخر لحظة

    الميزان.. القسط.. العدل.. معاني سامية ترتسم في الأفق ما أن يتبادر إلى الذهن اسمه.. وتمتد الآفاق لتشمل التجربة السودانية العدلية والترتيب والمسار والأدوار... هو مولانا خلف الله الرشيد الذي لم تقتصر تجربته في بناء المؤسسة العدلية بل إمتد عطاؤه ليشمل مسيرة البناء الدستوري في السودان بخبراته وتجاربه.. يمضي الآن ليقود مع اخوانه من الوطنيين المخلصين مسيرة جمع الصف الوطني في السودان من خلال عضويته في لجنة جمع الصف التي يترأسها المشير سوار الدهب..

    إذن هي محاور متعددة نسوقها معه ونحن نفرد أمامه مساحات البوح الصريح، فكانت أسئلتنا له في قضايا عديدة كان لمهنية الرجل القسط الوافي فيها، في شيء من القانون وقليل من السياسة.. ونواصل معه في هذه الحلقة بالسؤال:

    هل السيد محمد عثمان الميرغني أصلح للسياسة أم للسجادة؟

    - يقول هنا: مستقبل السيد محمد عثمان الميرغني هو أدرى به أكثر مني ومن الآخرين.. وبالتالي أنا لا أحكم على السيد محمد عثمان الميرغني بأن يذهب للسجادة أو للسياسة. فالأمر متروك له، فهو يعرف امكانياته وقدراته. وهو الآن له شعبية لا يتسطيع أحد تغييرها.

    لقد كنت رئيساً للقضاء في حكومة نظام مايو واختفى اسمك في عهد الديمقراطية الثالثة، وأقصد هنا أنك لم تشارك في تلك المرحلة، فهل وراء ذلك دوافع بعينها منعتك من المشاركة والظهور على المسرح التنفيذي أو التشريعي أو السياسي؟

    - بالعكس لم أختفِ في تلك الحقبة وبالتالي كانت لي نشاطات واسعة داخلية وخارجية.

    وما هو تقييمك للديمقراطية الثالثة؟

    - الديمقراطية الثالثة كانت فيها نوع من المجابدات والمكايدات. وأذكر من بين هذه المجابدات الخلاف حول اتفاقية الميرغني قرنق للسلام، والتي كنت مشاركاً في تحقيقها، وأذكر أن رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي قد تم إطلاعه على هذه الاتفاقية، وكذلك تم إطلاع بقية الأطراف السياسية الأخرى ولم يكن هناك اعتراض على هذا العمل، فقط كانت هناك بعض النقاط التي ذكرت ووضعت بعد ذلك في الحسبان. فالسيد محمد عثمان لم يتخذ هذا العمل كمكسب شخصي له، لدرجة أنه طلب من الصادق المهدي كرئيس حكومة تولي وتبني هذه الاتفاقية والذهاب لأديس أبابا للقاء قرنق. والصادق المهدي حينها رفض الذهاب إلى أديس أبابا، وبالتالي أقول إن المزايدات السياسية هي التي أجهضت الديمقراطية الثالثة. أضف إلى ذلك أن الائتلافات التي قامت لم تساعد على النظرة الواحدة للقضايا السياسية.

    هل يمكننا اعتبار أن اتفاقية نيفاشا التي أرست السلام الآن هي ابنة عم اتفاقية الميرغني قرنق، أم هي نقيض لها؟

    - حقيقة إتفاقية نيفاشا وإتفاقية الميرغني قرنق هما مختلفتان تماماً عن بعضهما. فإتفاقية الميرغني قرنق لم تتضمن وجود حكومة هنا وحكومة هناك. وفي ظل نيفاشا الشمال الآن لا يشارك في حكومة الجنوب، بينما المشاركة الآن مشتركة في الشمال.
    قوانين سبتمبر الاسلامية في العام 1983 كيف كان موقفك منها؟

    - حقيقة اعتراض الناس في ذاك الوقت ليس منصباً على القوانين الحدية، وإنما كان الاعتراض على القوانين المقيدة للحريات. فالشيء السالب هو صدور القوانين المقيدة للحريات مع القوانين الاسلامية في آن واحد، مما أحدث الربكة وعدم الهضم. وأنا شاركت في إعداد القانون الجنائي ولكنني لم أشارك ولم أؤيد القوانين المقيدة للحريات. فالآخرون كانوا يعتقدون أن الإسلام لا يمكن أن يطبق إلا بتقييد الحريات، وهذا هو السبب الذي أدى لمعارضة القوانين برمتها.

    ًًًü بعد كل هذه السنوات الطويلة ظل إعدام نميري لمحمود محمد طه مسار جدل.. كيف كانت نظرتكم لهذه الواقعة؟

    - حقيقة موقفي أعلنته منذ ذاك الوقت، فقلت إن محاكمة محمود محمد طه كانت خطأً من نواحي عديدة أولها الناحية الإجرائية.

    فمحمود محمد طه لم توجه إليه تهمة ردة وهذا أكبر خطأ من شأنه أن ينسف أية محكمة من أساسها. أضف إلى ذلك أن حق الدفاع عن النفس هو حق إلاهي وليس حقاً طبيعياً. وبالتالي محمود محمد طه لم توجه له كما ذكرت تهمة ردة. بل كل التهمة كانت موجهة لحزبه بأنه خرق النظام العام.

    أضف إلى ذلك أننا في قانون 1983 لم ندخل مادة الردة في الحدود، وعدد الحدود كان سبعة فقط، والناس متفقون على خمسة، فكان الاختلاف على حد الردة والحرابة. والخلاف حول المادتين جاء حتى لا تستغل سياسياً. وعليه لم نُضمِّن جريمة الردة في قانون 1983م، وبالتالي من أين جاء القاضي بجريمة هي ليست موجودة في القانون.

    وبالتالي أقول إن آراء محمود محمد طه كثيرة، ومنها آراء مخالفة، ولكن كان لابد من أن ينال محاكمة عادلة لأن الفقهاء لم يتفقوا على الردة كجريمة بعد. بل إتفقوا على الزندقة.

    ما هي وجهة نظرك في محاكم العدالة الناجزة في فترة حكم مايو الأخيرة، هل كانت منقصة للعدالة في السودان أم كانت تجربة حميدة؟

    - كانت منقصة تماماً وخطأ في تاريخ العدالة السودانية. وأذكر أنني عندما كنت أقوم بتدريس القانون الجنائي في إحدى الجامعات وقتها أرسلت بعض الطلاب لكي يأتوا لي بالسوابق من محاكم العدالة الناجزة، فلم يجدوا أية سابقة. وبالتالي هي كانت مسخاً مشوهاً للعدالة.

    استقلال القضاء بين النظرية والتطبيق كيف تراه من واقع تجربتك القانونية؟

    - حقيقة هناك نص دستوري والنص في الدستور أو في غيره هو عمل كافي لأنه في أشياء كثيرة هناك تجاوز للدستور سواء في الحكومات الديمقراطية أو الشمولية. وهناك سوابق في عملية تجاوز الدستور بدءاً من قضية طرد الشيوعيين تلك السابقة التاريخية ومن ثم هناك قضايا كثيرة جداً في الحقب السياسية الماضية تم فيها تجاوز الدساتير. فالدستور لا يحفظه إلا الشعب شريطة أن يكون مؤمناً به. فالرأى العام هو الحارس للدستور، ولكن هذا لن يتحقق إلا إذا ما وجد الإتجاه الذهني لأهمية حكم القانون والدستور. كما أن القاضي نفسه هو المسؤول عن عملية استقلال القضاء لأن مسؤوليته شخصية أمام الله. وفي التاريخ الطويل نجد أن القضاة في أحلك الظروف وقفوا مع استقلال القضاء. فالقضاة علاقتهم بالله وليس بالحاكم.

    هل تتفق مع المقولة التي تقول إن الضمير الانساني للقاضي وروح القانون هما أهم من نصوص القانون؟

    - حتى ولو لم يكن هناك نصاً. فالنصوص ليست هي كل شيء، بل المهم روح القوانين وإعمال الضمير.
    من الملاحظ أنك أشرفت على دستور 1998 مع عدد من القانونيين، وتشارك الآن في مناقشات قانون الأحزاب الذي أُجيز وقانون الإنتخابات الذي هو في الطريق إضافة لعضويتك في لجنة جمع الصف الوطني برئاسة سوار الدهب، فهل كل هذه المشاركات تدخل في باب القناعة بالإنقاذ؟

    - أنا شاركت ليس من منطلق سياسي ولكن من منطلق وطني - كنت ولازلت بل هذا هو ديدني عبر كل الحقب الماضية - مشاركاتي هي في اللجان المحايدة. وعلى سبيل المثال عندما طُلب منا الاعداد لدستور 1998 لم نأت لهذه المهمة على أساس حزبي لا أنا ولا غيري من القانونيين الذين شاركوا في اللجنة الفنية. وبالتالي حتى القوانين الأخيرة والمتمثلة في قانون الأحزاب وقانون الانتخابات أيضاً لم تأت هذه القوانين من الحكومة بل جاءت كمبادرة من أكاديميين ومحايدين. فأنا لازلت أشارك في القضايا القومية والوطنية لأنني إنسان وطني يهمة مصلحة البلاد واستقرارها.

    بذات القدر كيف إلتقيت أيضاً مع مايو وجعفر نميري؟

    - أنا لم أدخل في مايو في يوم من الأيام. وقبل تعييني رئيساً للقضاء كنت محامياً عاماً، وللحقيقة والتاريخ لم أكن راغباً في هذا الموقع ولا ساعياً في يوم من الأيام له.

    عندما كنت رئيساً للقضاء هل تذكر أن الرئيس السابق جعفر نميري كانت له أية تدخلات في القضاء وسيادته على أقل تقدير في فترة توليكم رئاسة السلك القضائي؟

    - إطلاقاً لم يتخدل في الأداء القضائي. وكان فقط يسأل عن قضايا معينة تهمه، ولكن لا أذكر له أي تدخل في السلك القضائي.

    هل يمكننا القول بأن علاقتك بمايو هي من منطلق الوظيفة فقط وليس من منطلق قناعات وانتماء؟

    - بالضبط نعم. وأنا كانت لي معرفة سابقة بنميري منذ أيام الدراسة في حنتوب.

    حل أزمة دارفور التي تشعبت وتدولت الآن هل هو رهين بالقضية القانونية أم السياسية في حد تقديرك؟

    - حقيقة قضية دارفور هي أزمة معقدة جداً. ولذلك إن السياسة وحدها لن تحلها كما أن القانون وحده أيضاً لن يحلها، ولجنة جمع الصف الوطني والوفاق هي من مهمتها حل مشكلة دارفور، ولكن لم تجد الظروف المواتية للحل. ولذلك فالحكومة لو دعمت هذه اللجنة كان من الممكن أن تصل إلى حلول كبيرة.

    كيف هي صلاتك بالسيد الصادق المهدي باعتبار زعامته في المجتمع وقيادته لحكومة سابقة؟

    - صلات جيدة وحميدة ولكن ليست عميقة والاحترام بيننا متبادل.

    هل مشاركتك في فترة من حكم مايو هي التي أفسدت جو الود بينك وبين الزعامات السياسية التقليدية؟

    - قد يكون ذلك صحيحاً كما أن قبولي أيضاً لرئاسة لجنة الدستور في العام 1998 قد يكون أيضاً فيه نوع من الحساسية لبعض القادة الحزبيين.

    الآن أو قريباً الانتخابات على الابواب وهي بلا شك بوابة الديمقراطية القادمة ماذا تنصح هنا؟

    - حقيقة الأحزاب السياسية تأخرت كثيراً في مشاركتها السياسية الراهنة، فما كان لها - وأقصد هنا الأحزاب المعارضة- أن تتأخر عن الركب طيلة هذه السنوات. والديمقراطية تم إقرارها في الدستور عبر ضوابط محكمة، وذلك بتكوين أحزاب حسب الدستور، وهذه الأحزاب لها الحق في كامل التعبير عن رأيها، كما أن على الحكومة أن تعطيها الحق المماثل في إطار التساوي بين كل الأحزاب حكومة ومعارضة.
                  

03-06-2008, 06:13 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)

    [B]بعد أن مرت على الذكرى سنوات وعقود ما تعليقكم على إعدام محمود محمد طه في تاريخ السياسة السودانية؟

    - هذه الحادثة هي شيء مؤسف حقيقة حيث كان من الممكن ان يكون هناك تسامح في هذه المسألة وهي ناتجة من المناخ والجو الذي كان مصاحباً آنذاك والذي حاول فيه جعفر نميري ان يطبق النهج الإسلامي، وبالتالي أرى ان في هذه القضية خـروج عن الدين والإسلام والعقيدة واعتداء على النفس . فالحادثة لا مبرر لها.
    [/B
    ]
                  

03-06-2008, 06:33 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: Sabri Elshareef)


    الأستاذ عادل سيداحمد من الشباب الذين تربوا فى كنف الحركة الإسلامية ولكن من الواضح انه كفر بها وباطروحاتها
    تابع المقال أدمانه نقلا عن صحيفة الوطن:
    ===
    عادل سيد أحمد
    الأستاذ محمود محمد طه، ذهب إلى المشنقة شهيداً ممسكاً بقناعاته
    =====
    الترابي قال لأهل أَمري: ستجدون حقكم في الآخرة..!
    ولكن السؤال المشروع: أين حق شعب السودان، في الدُنيا..؟!
    ما بين الأُستاذ «المشنوق» والشيخ «المسجون».. تكمن أزمة «الإسلام السياسي»..!
    الشايقية أكلوا وشربوا داخل صيوانات الجبهة.. ثم هتفوا: «عاش أبو هاشم.. عاش أبو هاشم»..!.



    في العام 1986م... واستعداداً للإنتخابات العامة، في فترة الديمقراطية الثالثة... بعد الإطاحة بالنظام العسكري الديكتاتوري الثاني... وضمن الحملات السياسية، التي نشطت فيها «الجبهة الإسلامية القومية»... قام أمينها العام الدكتور حسن الترابي، بزيارة للشمالية...
    إنَّ فرع الجبهة الإسلامية بالشمالية... كان أن سكب أموالاً، من أجل جذب جمهور الاتحاديين «والختمية»... ونجحت الجبهة في الدخول، لكلّ بيت..!.
    كانت الجماهير، هناك... «متجاوبة» مع أية «ليلة سياسية»... ولكن القناعات «خرسانية» عند الكثيرين...
    وفي منطقة الشايقية ـ تحديداً، حيث «الدوائر المقفولة» للاتحاديين... جاء الترابي، بعد أنْ رتّب أقطاب من حزبه... صيوانات «فاخرة جداً»... ثم دعوة الحاضرين لـ«عشاء كارب»... ذبائح وولائم.. وإنارات فخمة وكراسٍ وثيرة... لقد ضاق «الصيوان»، بالمدعوين..
    وبدأت الليلة السياسية... والحديث «الساحر»، الجذاب... بالخطاب الديني الرنان، ودغدغة العواطف.. وامتلاك ناصية الحديث... والذي اشتهر به الدكتور حسن الترابي..!.
    ولكن، جماهير «الشايقية»... بعد أنْ قبلت الدعوة والضيافة... وشربت العصير.. وتعشّت... وبمكر شديد... وقفت تلك الجماهير، وهي تُردد:
    سكت على الفلاشا... وجاب لنا عاشه..
    عاش أبو هاشم... عاش أبو هاشم..!
    حاشية:
    ـ الفلاشا، هُم اليهود، الذين تم ترحيلهم من إثيوبيا إلى إسرائيل، عبر السودان، إبان فترة الديكتاتور جعفر نميري.
    ـ عاشه: هي عائشة الغبشاوي، وهي من القيادات النسوية «التاريخية» البارزة، للجبهة الإسلامية القومية... ومن مناطق الشايقية.
    ـ أبو هاشم... كُنية... يكنّى بها السيد محمد عثمان الميرغني... في إشارة إلى حسبه ونسبه بالبيت النبوي الشريف...
    ومعروف عن الرسول «ص»، أنه من بني هاشم...
    ***
    قصدت من هذه الفذلكة التاريخية، اجترار الذكريات السياسية، في بلد، شهدت سنواته وفي العقود الثلاثة الماضية، تقلبات سياسية... مزعجة ومخيفة... بين أنظمة أحادية، وأخرى تعددية..!.
    بيد أنَّ دكتور الترابي، والذي يزور الشمالية هذه الأيام... بثوب جديد... مركزاً هجومه على بناء سياسي، كان هو «مقاوله ومهندسه ومنفذه»...
    كأنما يتهم شعبنا بـ«ضعف الذاكرة»... و«التسامح» لدرجة الإفراط والتفريط..!.
    الترابي خاطب مواطني «أَمري» معلقاً بالقول: «حقكم، ستجدوه في الآخرة»..!.
    ***
    والحقيقة التي لا مفرّ من ذكرها... ويتوجب على د.الترابي، وحزبه... الاعتراف بها... والاعتذار عنها... بوضوح وشجاعة وشفافية... أنَّ الترابي حصد، تماماً، ما زرعه...
    فالسودان، في مجتمعه السياسي والمدني المنظم، وقواه السياسية الحية... لا يعرف أباً وراعياً ومؤسساً، للإسلام السياسي «الحديث» إلاَّ الدكتور حسن الترابي...
    فالناس... حينما يهاجمون القوانين المسماة زوراً «إسلامية» في عهد الاستبداد الثاني... فإنَّ الألم يعتصر الناس، من قائد الحزب الإسلامي، الدكتور حسن الترابي... فشعب السودان «المتدين» فطرياً... والواعي، سياسياً... ما كان يرجو ـ أو يستحق ـ محاكم للتفتيش... تشهر بالأُسر، وأبنائها وبناتها، عبر الإذاعة والتلفاز، في أسوأ محاكم طواري وعدالة ناجزة «عاجزة»، عرفها ـ ربما ـ التاريخ الإسلامي ـ في كلّ مراحله...
    وما كان اعتذار الدكتور حسن الترابي، مقنعاً أو كافياً... بل كان نوعاً من الالتفاف، والتمويه والخديعة «السياسية»... واللعب بعبارات دينية براقة... تشبه «المخدر»، الذي يعطيه الطبيب للمريض...
    فماذا قال؟؟:
    «أنا كنت المستشار، الذي لا يُستشار»...
    هل هذا مقنع..؟؟!.
    وهل هذا مقبول من داعية سياسي، بفكر إسلامي مستنير؟؟!.
    ثم أين المبدأ الإسلامي الراقي والأصيل: «أفضل الجهاد، كلمة حق في وجه سطان جائر»..؟؟!.
    أَما كان بالإمكان إرساء مباديء مقاومة الاستبداد، ومواجهة السُّلطان الجائر... وتثبيت موقف، يُحسب لصالح حركة الإسلام السياسي، الحديثة..؟؟!.
    إنَّ واحدة من الآفات، التي أدخلها الدكتور حسن الترابي، وغرسها داخل حزبه... كانت حكاية «فقه الضرورة»...
    نعم.. حكاية.. لأن «فقه الضرورة» قامت عليه كل «الرواية» التراجيدية - والكوميدية، والتي تبكينا وتضحكنا... كل يوم..!.
    ومأساة «فقه الضرورة»... أنه تمدد وامتد لـ«السياسة»... حتى شب عن الطوق... وتحول من منهج أخلاقي، في نطاق ضيق، رحمة بالناس... إلى «فقه سياسي»، واسع، كرس للاستبداد والاحتكار والوصاية... حتى أصبح يوازي، بل يضاهي، الميكافيلية القميئة: «الغاية تبرر الوسيلة»...
    إنَّ هذه الفكرة «المدمرة»... كانت السبب الأساسي، والباعث القوي، والدافع لإقصاء الآخرين... وطردهم من السُّلطة، رغم أنهم جاءوا إلى الحكم، عبر انتخابات ديمقراطية، شهد بها - وشهد عليها - العالم كله، في أعرق نظام برلماني، عرفه العالم الثالث، والقارة الإفريقية، على الاطلاق..!.
    ***
    لقد دافع د. الترابي، عن نظام الإنقاذ... دفاعاً مستميتاً... وهو دفاع، لسوء حظ الترابي... كان عن النظام، والنظام في أسوأ سنواته، حيث «التشريد والاعتقال»... وحتى اقتصادياً، كان المواطنون يعانون في معاشهم وعلاجهم وتعليمهم... وكان السودان محاصراً، إقليمياً ودولياً... والحروب مشتعلة في أطرافه.. جنوباً وشرقاً... مع المعارضين... ومع المجاورين.. واشتعلت أزمة حلايب، مع مصر..!.
    وقد كان بالسودان: بن لادن... والظواهري... وحتى الدكتور عمر عبد الرحمن، مرَّ بالسودان... وجميعهم ضمهم أو احتضنهم أو رعاهم، «المؤتمر الشعبي العريي والإسلامي»، والذي كان أمينه العام هو الدكتور حسن الترابي..!.
    إنَّ «الشيخ» حينها كان هو «مايسترو» الإنقاذ..!.
    ***
    وهنا تستحضرني، إفادات، كان أنْ أدلى بها الدكتور الترابي، في زيارته الشهيرة، للولايات المتحدة الأمريكية، في النصف الأول من حقبة التسعينيات... حيث استمات الدكتور الترابي، دفاعاً عن الإنقاذ في أحلك وأقسى أيامها...
    وإليكم اقتبس - تنشيطاً للذاكرة، بعضاً مما جاء في إفاداته أمام الكونجرس... فما أبرز ما قاله؟؟:
    { الديمقراطية لا تنطوي فقط على الانتخابات وحكم الشعب، وإنما على ابعاد الدين عن النظام العام، وحظره قانونياً عن الممارسات العامة.
    { لا توجد اعتقالات ولا يوجد معتقلون... وإنْ وجدت، أحياناً، فهي تحفظية... والسياسيون يُنقلون إلى سجن كوبر.
    { الإنقاذ لم تطرد من الخدمة المدنية سوى عدة آلاف... وكلّ نظام جديد يضع مؤيديه في قيادة السُّلطة.
    { الكلام عن انتهاكات لحقوق الإنسان، اشاعات.
    { الجهاد في السودان ليـــس ضد المسيحية، وحكومة السودان ضد الإرهاب..!.
    { لم أشترك في الإعداد لما حدث في 30 يونيو... ولم تكن لي علاقة به.
    { السودان، الآن يحتاج إلى سُّلطة قوية على رأسها رجال القوات المسلحة.
    ***
    ألاَّ تمثل إفادات الترابي «التاريخية» تلك... والتي أدلى بها في زيارته الشهيرة لأمريكا، في عقد التسعينيات أمام الكونجرس... حيث مارس دفاعاً مستميتاً «Advocacy» عن الإنقاذ... «مبالغ فيه»... وقد كان الذين استجوبوه هم:
    - ميرفن دايمالي، وهو «ديمقراطي» من ولاية كلفورنيا.
    - هوارد ولبي، ديمقراطي من المسسيبي.
    - بن كليمان، «جمهوري» من نيويورك.
    - بجانب فرانسيس دينق... من الشخصيات السودانية «الجنوبية» المعروفة.
    واليوم... اليوم... وما أشبه الليلة بالبارحة... فإنَّ د.الترابي «يشتكي ويدعي» أنه يشرب من كأس «الاستبداد والمحسوبية والفساد»... كأنه بالأمس، كان أميراً للمؤمنين، بالقسط والعدل بين الناس ..رؤوفاً!. بهم وعطوفاً عليهم...
    ولم يكن دقيقاً حينما نفى علاقة له مباشرة بالإنقاذ... فهو عاد ـ وفي رمضان، بعد المفاصلة، وقال: «قلت للبشير، اذهب للقصر رئيساً، وسأذهب للسجن حبيساً». .. وأنهم صوتوا داخل اجتماع الشورى للاستيلاء على السُّلطة..!.
    كيف نصدق... كيف؟؟!... ونحن، الآن في السودان، على نطاق السياسة، ننعم بـ«سلام» أوقف الحرب... وبصحافة تمارس قدراً متنامياً من الحرية... وتنتصر، كل يوم، وتتمدد، وتنتزع الحرية، وتوسعها.. وما انتصار الصحافة في ابطال المادة 130 ـ سيئة الذكر ـ من قانون الاجراءات الجنائية، إلاَّ دليل على صدق ما أقول...
    وما انتصار الصحافة في السجال القانوني في قضية عروة ونور الدين مدني، إلاَّ دليل حي، على تطورنا السياسي والإعلامي والصحفي...!.
    ***
    إنََّ «شخصنة» الأمور، وتفصيلها على مقاس معين... هو الذي أضر بحركة الإسلام السياسي... والذين تمردوا على د. الترابي، من تلاميذه... برروا ذلك، بأنهم لا يقبلون الاستمرارية في «كبانية» المنشية...
    صراع داخلي بين الشيخ وتلاميذه... لا يهمنا كثيراً، إلاَّ بقدر أنه صب لمصلحة شعب السودان... وقد كان الاختلاف رحمة بالعباد... حيث نحى بالبلاد إلى التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، ثم انتخابات عامة، في المستقبل القريب، ليختار فيها الشعب حكامه، طواعية...
    ***
    أختتم بمقارنة بسيطة بين موقفين، لزعيمين إسلاميين... هما الأستاذ الشهيد محمود محمد طه... والدكتور حسن الترابي... وكلاهما طرح برنامجاً إسلامياً:
    {{ محمود محمد طه... أيام «قوانين سبتمبر».. قال، أمام قضاة الطواريء والعدالة العاجزة، بقيادة المهلاوي والمكاشفي... قال ما يلي:
    «أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983م، من أنها مخالفة للشريعة الإسلامية... أكثر من ذلك، فأنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام، ونفرت عنه... يضاف إلى ذلك أنها وُضعت واستُغلت، لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة، عن طريق إذلاله ثم أنها هددت وحدة البلاد... هذا من حيث التنظير... أما من ناحية التطبيق، فإنَّ القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً، عن أنْ يمتنعوا عن أنْ يضعوا أنفسهم، تحت سيطرة السُّلطة التنفيذية، التى تستعملهم لاضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين... ومن أجل ذلك، فإنني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة، تنكرت لحرمة القضاء المستقل... ورضيت أنْ تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، واهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين».
    {{ أما د. الترابي... في ذات المشهد... من مسرحية 83 الشهيرة.. ماذا كان موقفه... وماهي أقواله؟؟!.. وما نص البيعة بينه وبين «الامام» جعفر نميري..؟؟!:
    «أُبايعك على كتاب الله، ذي الجلال والإكرام.. أُبعايك على الطاعة في المنشط والمكره ما لم أومر بمعصية.. أُبايعك على النصيحة لك، والجهاد وراءك في سبيل الله.. أُبايعك على أنْ تقيم الدين، وتبسط الشورى والعدل، وتجهد في مصالح الأمة.. أُبايعك، وأشهد الله على ذلك، وهو خير الشاهدين».
    ***
    الأستاذ محمود محمد طه، ذهب إلى المشنقة شهيداً ممسكاً بقناعاته... بينما الدكتور الترابي، ذهب إلى السجن «حبيساً»،في أكبر عملية تمويه عرفها السودان، في تأريخيه...!...
    وما بين المشنقة والبيعة... تكمن أزمة الدكتور حسن الترابي...
    إنها أزمة كبيرة بحق وحقيقة..!.
    ***
    قال تعالى: «ذكِر إنما أنت مُذكِر.. لست عليهم بمُسيطر».
    صدق الله العظيم

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=7282&bk=1
                  

03-06-2008, 06:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    عبدالماجد حامد خليل: إعدام محمود محمد طه لم يكن قراراً صائباً

    صحيفة آخر لحظة - النائب الأول للرئيس في مايو يكشف أسراراً تنشر لأول مرّة«4 - 4»


    الثلاثاء 21 أغسطس 2007م، 8 شعبان 1428هـ العدد 385
    حوار

    النائب الأول للرئيس في مايو يكشف أسراراً تنشر لأول مرّة«4 - 4»
    الجبهة الإسلامية سعت لاستقطابي قبل إنتخابات الديمقراطية الثالثة
    وفشلت

    أجراه/ مزمل عبد الغفار
    إن في الصمت كلاماً.. ذلك ما كنا نحسه ونحن نرسم مداخل اللقاء مع ضيفنا.. فالرجل كما ذكرنا ضنين بالحديث وهو في مقاعد السلطة وضنين بالحديث أيضاً وهو يراقب تطورات الأحداث، وما بين صمته الأول وصمته الثاني لعله إختزن في الذاكرة ما يمكن أن يكون مسرحاً لحديث طويل، لا سيما وأن ضيفنا عسكري من طراز فريد, شغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية في الفترة من 1979م إلى 1981م وهي الفترة التي تمثل مرحلة الإنفتاح السياسي لتجربة مايو وأيضاً وزيراً للدفاع في آخر حكومات الديمقراطية الثالثة.. وفي هذه الحلقة يفرد ضيفنا الذي لن تنقطع معه اللقاءات مستقبلاً لأهمية تجربته في الساحة السودانية, وفي هذه الحلقة يتواصل الحديث حول الطلاق الذي وقع بينه وبين نميري والتقاعد المفاجئ والمكاشفة التي تمت بينهما كما تتضمن هذه الحلقة الختامية رؤيته لواقع السودان في ظل التحديات الدولية ولمستقبل السلام والتجربة الديمقراطية.. إنه الفريق أول عبد الماجد حامد خليل النائب الأول لرئيس الجمهورية في مايو الذي يواصل ما انقطع من حديث في الحلقة الماضية قائلاً:

    أذكر أنه في يوم 24 يناير 1981م إتصل بي الرئيس جعفر نميري في مكتبي بعد الظهر قائلاً لي: أرجو أن نلتقي في الاتحاد الاشتراكي لنقوم بتكوين لجنة قومية لتقييم حديث الضباط فهذا ما قاله عبر الهاتف، وفي بضع ساعات تغيَّر موقفه تماماً بنسبة 180 درجة وعندما إتصلت به في المنزل رد عليّ عبر الهاتف د. بهاء الدين محمد إدريس بالقول: إن الرئيس معه جماعة فقلت: أرجو أن تخطره لكي يحدثني فتحدث معي الرئيس نميري وكانت إجابته: لن يأتي للاجتماع الذي دعي له.

    بعد ذلك هل سمعت بإقالتك عبر الإذاعة أم نقل إليك جعفر نميري هذا النبأ؟

    بالطبع الرئيس نميري طلب مجيئي له لمقابلته وأذكر أنه ولمدة نصف ساعة لم يتحدث معي, وبعدها بادرته بالقول خير إن شاء الله، فبدأ معي الحديث بالقول: إنه لا يوجد شئ تجاهك وطبيعي أن يشمل قرار الإعفاء موقعك كوزير دفاع وقائد عام، وبالتالي -والقول لجعفر نميري- أنا للمستقبل والتاريخ أعطيك خطاباً مكتوباً باليد يشهد بادائك الجيد والمتميز وأنت بحق من حراس مايو.

    ونحن نؤرخ للتاريخ السياسي وأنت وزير أسبق للدفاع في مرحلة من مراحل الديمقراطية الثالثة في حد تقديرك ما هي الأسباب التي أدت لزوال الديمقراطية الثالثة؟

    حقيقة أية حكومة إئتلافية نتيجتها في الآخر تكون غير إيجابية، لأن أغلبها يسودها منهج التنافس المحموم غير الراشد, وهذا هو العامل الأساسي الذي أسقط الديمقراطية الثالثة، كذلك من عوامل سقوطها العمل الفوضوي بالنسبة لقطاعات كثيرة, وفي ذلك, فالتنافس الحزبي هو مظهر من مظاهره أيضاً، وبالتالي لم يكن هناك استقرار بل كانت هنالك فوضى، وهذه الأجواء من شأنها أن تعطي الفرصة لأية جهة وأي شخص لإحداث أي تغيير وهذا ما حدث بالفعل، فالتنافس السائد لم يكن في المصلحة العامة وإنما كان حول مصالح التكوينات السياسية نفسها، وبالتالي الساحة السياسية كانت متقبلة لأي نوع من التغيير.

    ماهو رأيك في الصادق المهدي منذ ذلك الزمان وحتى الآن؟

    حقيقة هناك أناس يعتقدون أن أي شخص منحدر من كردفان أو غرب السودان لابد من أن يكون حزب أمة، فأنا للتاريخ أقول لم أكن شيوعياً ولا إتجاهاً إسلامياً ولا حزب أمة ولا إتحادي ديمقراطي ولم اكن مع أي تكوين سياسي آخر، ولم أشارك في أي محفل أو نشاط يناقش شيئاً سياسياً.. وقد كنت شخصاً مستقلاً بالتمام والكمال، أما فيما يتعلق بالعلاقة مع الصادق المهدي فأنا كنت قريباً منه ورأيي في الصادق المهدي أنه رجل وطني من الدرجة الأولى, وكان يتمنى أن يكون الجيش السوداني هو أقوى جيش في أفريقيا.

    الكل يحمِّل الصادق المهدي ضياع الديمقراطية الثالثة فما قولك هنا؟

    ليس صحيحاً هذا الموقف فهو لم يحكم في تلك المرحلة لوحده بل معه آخرون، ولكن يُعاب على الصادق المهدي إيمانه المفرط بالديمقراطية، وبالتالي زوال الوضع الديمقراطي لا يتحمل وزره بالكامل الصادق المهدي.

    ما هو رأيك في محمد عثمان الميرغني في تلك الفترة التي كان فيها شريكاً في الحكم؟

    قطعاً طبيعة نشأة الميرغني حتمت وضعيته في تلك المرحلة ولكنه في الآخر دخل بعمق في السياسة.

    üما تعليقك إذاً على د. الترابي عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية في مايو وعندما كان في حكومة الديمقراطية الثالثة؟

    حقيقة د. الترابي عندما كان في مايو قدم لمايو كل ما يمكن أن يقدمه وزير فيها, فعمل على خدمة مايو وتأييدها وعاونها, ووقف معها بنسبة 100%, ولم تكن في تلك الفترة تربطني به أي علاقة خاصة.

    ولكن ما كنت أستغرب له أنه في ظل الديمقراطية الثالثة كان حريصاً على إبعادي مع العلم بأنه كان قد أهداني ذات يوم كتاباً لتفسير القرآن الكريم.

    وأذكر حادثة مهمة هنا أنني عندما سألني البعض عن الأحزاب وما إذا كان أي حزب قد وجه لي الدعوة للإنضمام له كانت إجابتي: لم يتصل بي حزب خلاف الجبهة الإسلامية الذين جاءوا ووجهو الدعوة لي للانضمام لهم وكان ردي لهم بأنني لن أدخل أي حزب مهما كان, وهذه الدعوة كانت قبل الإنتخابات التي أتت بالحكم الديمقراطي.

    الشعار الذي أطلقه الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة كنس آثار مايو هل تعتقد أنه أفقد الديمقراطية كوادر مايو؟

    لا أتصور أن لهذا الشعار أثر بليغ في تلك الحقبة يمكنه أن يؤدي إلى عزوف المايويين عن المشاركة آنذاك.

    هل سبق لك أن تمت مساءلتك أو محاكمتك ضمن زمرة مايو بعد انتفاضة أبريل 1985م؟

    لم يحدث هذا بتاتاً لا في انتفاضة أبريل 1985م التي إقتلعت نظام مايو ولا انتفاضة اكتوبر 1964م التي اقتلعت ثورة عبود. فلم أكن من الذين تمت محاسبتهم أو مساءلتهم وهذا مصدر إعزاز وفخر لي.

    نأتي لحدث اليوم من عمر تداعيات أحداث السياسة في السودان فماذا تقول عن قرار القوات الهجين لجهة إحلال السلام في دارفور؟

    حقيقة عندما وافقت الحكومة على القوات الهجين أعتقد أن القرار كان صائباً لسبب جوهري وهو أن أهل دارفور يحتاجون لها و(موافقين) عليها، ودائماً ما أقول للكل أنني لو كنت مسؤولاً سأفعل ما يريده أهل دارفور، وأنا من المقتنعين بأن القوات الإفريقية ليست لها الإمكانات الكافية ولا المعدات ولا الدعم اللوجستي الذي يمكن أن تنجز به مهامها، ولذلك يجئ التأييد لقرار القوات الهجين.

    في قضية دارفور هل يمكننا القول بإن دريج الذي كان حاكماً في مايو يعتبر الأب الروحي للحركات المسلحة في مرحلة من المراحل؟

    بالطبع دريج كان من أوائل السياسيين الدارفوريين المتعلمين وكان يسير في إتجاه النهوض بإنسان وتنمية دارفور, وذلك في أن تأخذ حقوقها كاملة وبالتالي يمكن أن يلعب هذا الدور.. ولكن الآن ظهرت حركات هي أقوى من دريج كثيراً، فأعتقد أن دريج قد أدى دوره تماماً ولكن ملاحظتي عليه أنه قلل من وضعه الدارفوري بسبب وجوده في الخارج, على الرغم من أن وجوده في الخارج سيخدم الإعلام الخارجي الذي له تأثير كبير في هذه القضية.

    نيفاشا كإتفاقية أنقضى منها عامان وأكثر فهل نحن أقرب لخيار الوحدة أم خيار الإنفصال؟

    حقيقة نحن ينبغي أن نعمل للوحدة كما يجب أن نعمل لإحتمال إنفصال الجنوب، وبالتالي لابد من أن نضع في الحسبان كل شئ لأن كل الاحتمالات واردة.

    كيف تنظر لمسار نيفاشا من حيث قسمة الثروة والسلطة ومن حيث أنها كاتفاقية مثالية ولاغبار عليها؟

    هذا الموضوع بالتأكيد تحفه صعاب وهنالك مشكلات كبيرة، وبالتالي لا أعتقد أن إتفاقية نيفاشا حُسمت كما حُسمت إتفاقية أديس أبابا للسلام أيام حكم مايو، لأن في تلك الاتفاقية أي أديس ابابا لم تدخل عناصر خارجية عالمية إقليمية في هذا الموضوع، وبالتالي طالما أن هناك مصالح للدول الكبرى ودول الإقليم, فالموضوع لن يكون حله بسهولة, لأن هناك من يسعى لوضع العراقيل أمام السلام في السودان، وذلك لأجندات ومطامع خاصة بهم.

    من الملاحظ أن مصر كانت ذات تأثير على السياسة في السودان وكان تدخلها إيجابياً ولكن لسنوات عدة نجد مصر بعيدة تجاه حل قضايا السودان والتي أبرزها الآن قضية دارفور فيكف تنظر لهذا الدور؟

    هي ليست بعيدة تماماً ولكن من المؤكد مصر لها مصالحها, وهي أيضاً تتحرك مع العالم أجمع ومع الدول الكبرى وهذه بالضرورة لها تأثيراتها، فهي من الممكن أن تساعد السودان باعتبار أنها الأقرب للقرار العالمي والقرار الأمريكي والأوربي.

    باعتبار أنك كنت على رأس النظام المايوي كيف يستطيع السودان أن ينشد علاقة قويمة مع أمريكا؟

    للتاريخ أقول إن قرب أمريكا من مايو كان سببه الحزام الشيوعي في المنطقة والإقليم والذي كنا نقف ضده كنظام في ذاك الوقت, وبالتالي هذا الأمر أحدث التقارب بيننا وبين أمريكا.

    أما الآن فالتيار الشيوعي قد إنحسر وحتى روسيا نفسها قد إنحسرت وخلت السيطرة لأمريكا على العالم كله، وفي نفس الوقت أمريكا تعمل مع إسرائيل لتغيير خريطة الشرق الأوسط.

    ماهي رؤيتك لمستقبل الديمقراطية في السودان؟

    أقول ونحن نتحدث عن هذه التجربة الديمقراطية إن واقع الأحزاب الآن غير مرضٍ لذا لابد من توحيد الأحزاب قبل كل شئ، فالانشقاقات التي نراها هي التي أنهت الديمقراطية في السودان, وبالتالي واقع هذه الأحزاب لابد من أن يتغير ولابد من أن يلتئم شملها قبل كل شئ.

    هل تعتقد بعد كل هذه السنوات أن قرار محاكم العدالة الناجزة في مايو وتأييد نميري لحكم إعدام محمود محمد طه كان قراراً صائباً؟

    إعدام محمود محمد طه لم يكن قراراً صائباً ولم تجنِ مايوولم تستفد شيئاً من إعدامها لمحمود محمد طه, بل كان مأخذاً عليها.. والحدث نفسه كان قد أفقد مايو الكثير لاسيما وأن الجمهوريين كانوا سنداً كبيراً لمايو.

    üبالرجوع إلى مذكرة القوات المسلحة الشهيرة أواخر الديمقراطية الثالثة فهناك من يرى أن هناك أصابع سياسية كتبتها في إشارة لليساريين في ذاك الزمان فما هي الحقيقة؟

    لا علاقة بتاتاً لليساريين بمذكرة القوات المسلحة الشهيرة في نهايات الديمقراطية الثالثة فهي قد صاغها الضباط لوحدهم, ولم تتدخل أية جهة في ذلك, وأنا قد إطلعت عليها ولا أعتقد أنها تحمل شيئاً مزعجاً ولكن قدرها أنها جاءت في وقت متوتر جراء تداعيات الأحداث السياسية في ذاك الزمان.

    http://www.akhirlahza.net/News_view.aspx?id=11712
    _________________
                  

03-08-2008, 10:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    امين حسن عمر

    الوجه الآخر لنيفاشا


    النائب الأول لقرنق:أصبحت My Boss
    كتب: موفد الصحافة لنيفاشا


    ان قيادة حركة ثورية بهذه الكارزما لمدة واحد وعشرين عاماً هطع إليها مثقفون ذوو قدرات وعقول مفكرة من مختلف الاتجاهات لدرجة ان الدكتور امين حسن عمر عضو الوفد الحكومي المفاوض شبه لي علاقة اعضاء وفد الحركة المفاوض بقائدهم د. جون قرنق، بالعلاقة التي ربطت بين الاستاذ محمود محمد طه وتلاميذه، هي قيادة تحتاج الى شخصية لها قدر من الإلهام والاشعاع الروحي على عضوية الحركة تشدهم لمواصلة مسيرة النضال رغم الشدائد وتثنيهم عن التقاعس، وهذا لا يتوفر في شخص تأتي به الصدفة.

    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147490383&bk=1
                  

03-06-2008, 06:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    الترابى: :« لم أكن طرفاً في القرار وأنا لا أرى في الردة حكماً يستوجب الاعدام»

    العالم الكبير والمثير يقول الكثير

    «الوطــــــن» فــــي حــــــــــوار شــــــــفاف مــــــع الترابي
    الخرطوم-«الوطن»:
    نحن داخلون على الشيخ الدكتور حسن الترابي ، رأينا نقد خارجاً .. حيث يبدو انهما كانا في اجتماع مهم ومطول؛ وهذا ما كشف لنا عنه الدكتور حسن الترابي حيث قال : «نُعد معاً مبادرة مفصلة اتفقنا على عرضها للقوى السياسية».
    «الوطن» تجرأت وأثارت قضايا تاريخية واجتماعية وفكرية حول الشيخ حسن الترابي حيث قلنا له : «أنت طموح .. لذلك تزوجت من بيت المهدي».فأجاب قائلاً : «وصال كانت تلميذتي، قبل أن اعرفها في بيت المهدي»..
    ولم يتردد الترابي في التأكيد على آرائه الفقهية المثيرة للجدل حول إمامة المرأة وزواج الكتابي من المسلمة قائلاً «هذه اجتهاداتي ومن له حجة أخرى فأنا على استعداد لمقارعته». وفي سؤال حول موقفه من اعدام محمود محمد طه وحضوره لمراسم الاعدام أجاب بالقول :« لم أكن طرفاً في القرار وأنا لا أرى في الردة حكماً يستوجب الاعدام» .. ثم اضاف: «لا استطيع أن أرى منظر الدم وقد دخلت ذات مرة في اغماءة بسبب حضوري لتنفيذ قطع يد في حد سرقة».
    وضمن أخطر اسئلة «الوطن» حول أن الترابي تأثر - عقلياً - واصبحت قدراته الذهنية مهتزة أجاب بالقول : «زعموا أن ضربة كندا اثّرت على قواي العقلية .. والرسول الكريم اتهم من قبل بمثل هذه الاتهامات .. والكل يعرف لماذا يقولون ذلك».
    وحول مهدية الإمام محمد أحمد المهدي اطلق الترابي رأياً جريئا حيث قال :« لا اعتقد بظهور مهدي ولا أؤمن بظهور عيسى.. إنه نوع من الاتكالية يركن اليها بعض الناس»..
    وفيما يختص بانتخاب نائب أول خلفاً للشهيد الزبير محمد صالح قال الترابي أن الاختيار كان مابين العليين ( علي عثمان محمد طه، وعلي الحاج) وكانت الغلبة إلى جانب علي الحاج لموازنات يعلمها الجميع إلا أن البشير فضّل علي عثمان.
    وعن الحوار مع المؤتمر الوطني أكد الترابي بأن ذلك يرتبط بما قررته القيادات الشورية، والذي تمثل في رفع استعمال القوة، واطلاق الحريات، وعدم الاعتقالات وغيرها من الأمور.



    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=3475&bk=1
                  

03-06-2008, 07:09 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    ممن تربوا فى كنف الحركة الإسلامية ايضا عادل الباز إقرأ له:
    ما عرفت شخصا اجتمع له العلم والتواضع ونظافة الىد وعفة اللسان كالاستاذ محمود
    ====
    صحارى النسيان!!
    عادل الباز
    [email protected]
    كنّا على مقهى النشاط بجامعة الخرطوم نمارس هوايتنا الىومية في سلخ النملة السياسية. وكان ذلك المساء متوتراً توتراً استثنائياً، كنّا في انتظار ما سيفعله النميري بالأستاذ محمود محمد طه. كان القرار متوقعاً، وكان الجميع بلا حيلة ينتظرون حلاً إلهياً. كنت شخصياً حتى قبل صدور القرار بوقت قليل أقول إن النميري ليس غبياً بهذا القدر ليرتكب تلك الحماقة. حين أطل من تلفزيون كافتيريا النشاط ذلك المذيع وهو يتمظى ليتلو بياناً هزيلاً مرتجفاً يعلن المصادقة على قرار إعدام الأستاذ محمود، أطبق الصمت على النشاط. صمت مذهل، الجميع صمتوا. لم تغب تيكم اللحظة عن ذاكرتي ماحييت. أشد معارضي الأستاذ محمود لم يقوَ أحدهم على الكلام. بعد النبأ لم نصدق أن الأستاذ سيُعدم غداً. كان الجمهوريون أكثر الناس إيماناً باستحالة إعدام الأستاذ، وكنت أميل لرأيهم وفقا لتحليلاتي الخاصة، وليس لرؤاهم الغيبية.
    في ذلك المساء، دعا الجهموريون لركن نقاش عاجل في الميدان الغربي، وهنالك أعلن المتحدثون انه لا يمكن لبشر أن يمس شعرة من الأستاذ. ازددت قناعة أن شيئا ما سيحدث خلال الليل ليوقف تلك المهزلة. لم أنم، ظللت أجول ما بين الغرف في البركس وداخليات الوسط حتى صلاة الصبح. بعد أن صلينا الصبح في مسجد الجامعة، لاحظت ان جموعا من الطلاب تتحرك صوب كبري كوبر لمشاهدة لحظات الإعدام. ما المتعة في مشاهدة شيخ على حبل المشنقة.!!.عدت لغرفتي يحدوني أمل ضئيل ان معجزة ما لا بد من حدوثها في اللحظات الأخيرة، فينجو الأستاذ. أغلقت باب الغرفة على نفسي، لم أك مستعداً لحديث مع أي شخص. لم أسمع بما جرى إلا في مساء يوم الإعدام. بكيت الاستاذ كما لم ابك زعيماً من قبل ، ولا أظنني سأبكي آخر من بعد.
    كانت حلقات النقاش التي أسسها الجمهوريون في الجامعة هي الحاضنة الأساسية التي تربت فيها ثلة من أجيال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. كانت أركان النقاش حلقات للحوار الثر، وفضاءات لتعلم آداب الحوار، والتعرف على الأفكار التي كانت تصطرع في الجامعة ، خاصة لمن وفدوا من الاقالىم من أمثالنا. هنالك تعرفنا على الفكر الجمهوري، ومن حلقات النقاش انطلقنا نبحث وننقب في فكر الأستاذ محمود. كانت الكتب متاحة، وكان تلاميذ الأستاذ الذين تأدبوا بأدبه متاحين في أية لحظة للحوار والرد. بل كان الاستاذ نفسه متاحاً. كنت في ذلك الوقت أسكن الثورة الحارة الخامسة ، وكان منزل الاستاذ في الحارة الاولي ، فكنت كل خميس اقصد منزله لاسمع منه حول الفكر الجمهوري . وكانت له طريقة مدهشة في تربية تلاميذه. كان التلاميذ يأتون بحصاد الأسبوع من الأسئلة التي سألوها، ولم يعرفوا إجاباتها في مختلف اركان النقاش، سواء أكان ذلك في الجامعات او في الطرقات حيث توزع الكتب. وكان الاستاذ يسمع ويبتسم. وحين يبدأ الرد على التساؤلات لا يأتي بشئ جديد ، انما يذكر تلاميذه بما جاء في كتبه ويحيلهم الى ماجاء في كتب ، اشار علىهم بها من قبل. نادراً ما يورد نصاً او فكرة جديدة. كنت اتعجب من تلك الطريقة، ولكن يبدو انه يحاول ان يذكرهم بشكل دائم بما بين ايديهم من علم كافٍ مبثوث في كتبه.
    كنت وصديقي الحاج وراق ، قبل ان ينخرط في الحزب الشيوعي، من الزبائن الدائمين لاركان نقاش الجمهوريين. وكنا يومها من مواقعنا المستقلة نحاور نجوم الاركان في تلك الايام ( دالى - القراي - الله يطراهم بالخير) حول الفكر الجمهوري.لم نك مقتنعين بكثير من الافكار التي يطرحها الاستاذ محمود ، ولم نتوصل الى اي فهم مشترك رغم احترامنا لاشخاصهم. بعد ان طال جدالنا وامتد نحو عامين ، اقترح علىنا دالي مقابلة الاستاذ محمود في منزله لمزيد من الحوار حول بعض الافكار الملتبسة علىنا.وافقنا بلاتردد فتلك بالنسبة لنا فرصة لملاقاة الاستاذ وادارة حوار مباشر معه . واذكر انني في صحيفتي ، التي كنت اصدرها على ايام الجامعة ( الرأي ) ، نشرت وقائع ماجري في اللقاء ، فأثار اللقاء ضجة في النشاط. استمع لكلانا مطولا وهو مطرق حتى ظننا انه انصرف عنّا ، ولكن حين تحدث لم يترك فكرة او عبارة لم يرد علىها. اقتنعنا ببعض الافكار ، وصعب علىنا هضم الاخرى ، وكان يقرأ في متابعتنا لردوده ، اننا لم نصل لقناعة كاملة بمايطرح ، فقال لنا (ادراك الحقائق كلها في بداية الطريق ليس ممكنا)، ودعانا لنسلك وستتكشف لنا الحقائق من بعد. لم ترق لنا الفكرة إذ انه في مجال الافكار ليس ممكنا كتابة شيك على بياض.
    على ان مارسخ في ذهني هي الطريقة التي عاملنا بها الاستاذ.تواضع لا حدود له، خرج لملاقتنا خارج عتبة الغرفة وانتهي بوداعنا خارج المنزل( بيت الجالوص).
    سالمنا كأننا اخلص واحب تلامذته، وودعنا كأننا اصدقاء مقربين.على كثرة ما التقيت في عمري من بشر ، ما عرفت شخصا اجتمع له العلم والتواضع ونظافة الىد وعفة اللسان كالاستاذ محمود. خرجنا منه كما دخلنا علىه مختلفين معه فكريا ، منبهرين بشخصه.الآن تمر ذكراه فيحتفل به ، فأين الذين نصبوا له المشانق ، دفنوا في صحارى النسيان أحياءً ، والشيخ الذي قبروه في صحراء العتمور لايزال حياً يوقد فكره المنابر.

    المصدر
    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147509488&bk=1
                  

03-07-2008, 03:29 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    وصال المهدي لـ(الوطن):ما زلت أنصارية
    ===
    وشيخ حسن لم يكن له دخل في هذا الأمر لأنه لا يحب العنف، إنما كان يفضل الحوار ومحمود محمد طه
    ====
    ســياسياً وإجتماعياً..!
    محمود محمد طه لم يكن له أثر في الساحة.. والتُرابي ليست له علاقة بإعدامه..!
    عندما يعتقل الإمام الصادق كنت أصاب بالصداع ولا أنام..!
    إمامة المرأة ســـــــتدعــــو الرجــــــــال للوسوسة ..!



    عندما ذهبنا إليها كنا نود أن يكون الحوار معها عن «الزمن» ومدى تأثيراته السياسية والإجتماعية.. إلا أن الحوار إنحرف إلى مسارات أُخرى.. لأن لوصال المهدي آراء جريئة وفي مناطق حساسة حول العمل السياسي والإجتماعي.. ففضلنا أن يكون الحوار مفتوحاً.. أختلفنا في قضايا كثيرة.. لكن لم نختلف حول طبيعتها وحسن ضيافتها لأنها وقفت على خدمتنا بنفسها كـ«ست بيت» تقدم لضيوفها وتحسن وفادتهم.. ولم تتضجر.. وقبل إنتهاء الحوار دخل علينا عصام التُرابي الذي كنا نسأل عن إنتمائه فتحول الحوار إلى مؤانسة مع أُسرة سودانية تحكي عن العام والخاص فحكى عصام التُرابي عن رحلاته لبعض الأماكن والصيد وركوب الخيل والرياضة وعن علاقاته الإنسانية.. إمتدت المؤانسة لزمن أطول من الحوار.. وقبل أن نذهب أُتيحت لنا فرصة اللقاء مع الدكتور حسن التُرابي والذي ترك أثراً في البيت كله فوجدنا وصال هي الأكثر تأثراً بطريقة حديثه وإبتسامته المعهودة أثناء الحديث طلبنا من د. حسن التُرابي فرصة اللقاء به في حوار مطول.. رحب بالأمر.. خرجنا ومعنا عصام ووصال المهدي حتى باب المنزل كعادة وداع الضيوف.



    نشأت داخل بيت أنصاري وبمرور الوقت صرت عضواً بالحركة الإسلامية.. ما هي أسباب هذه التحولات؟



    ـ ما زلت أنصارية لكنني لست حزب أُمة بل حركة إسلامية والمهدية قائمة على الشريعة ولا يوجد تناقض بين المبدأين وإنتقالي من الأنصارية للحركة الإسلامية الحديثة هو تجديد للحركة المهدية، والمهدية تجديد لحركة الرسول «صلى الله عليه وسلم» والمهدي يقول «أنا خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم أنا عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المغمورين» وهو إنسان عابد وزاهد ومن زهده قال: «يا ليتني كنت عبداً مملوكاً لأطيع السيدين» وأنا أعرف تاريخ الإمام المهدي منذ نعومة أظافري.. أمي جدها الإمام المهدي وكانت تغرس فينا حبها للمهدية ومعرفة ما دار فيها من خلافات، خلافات الخليفة شريف وعبد الله ومراحل المهدية والمعارك، ولقد زارت كل المواقع بغرب السودان التي إنتصر فيها الإمام المهدي لأنها متحمسة للحركة المهدية.. وحبي للمهدية لن يتغير لأنني نشأت وتربيت عليها.



    هل بذات القدر الذي تدافعين فيه عن الحركة الإسلامية من الممكن أن تدافعي عن الأنصار؟



    ـ طبعاً، ودفاعاتي لم تكن فقط عن الحركة الإسلامية بل الأنصار أيضاً وسابقاً دافعت عن تعويضات أُم دوم وهي أرض زراعية إشتراها الإمام عبد الرحمن من «كونت مخلص» ونُزعت منه وعوض بأراضٍ في أُم دوم إشتراها الإمام عبد الرحمن وكان سعر الفدان 2 مليم وعندما جاء نميري صادر ممتلكات دائرة المهدي بعد ضرب الجزيرة أبا ثم قام بـ«تأجير» الأرض للشركة العربية للإستثمار الزراعي لكن أُسترجعت الأملاك بعد المصالحة الوطنية والشركة العربية كانت تستأجر من حكومات الأفراد..



    ولذا عند إنتهاء مدة إيجارها إلى ثلاثين عاماً من المفترض أن تعود إلينا وطالبنا بها فكونت لجنة من وزارة المالية والمراجع العام ووزارة الزراعة قُدر لنا مبلغ 25 مليوناً لكنه خُفض لحوالي 19 مليوناً تسلمنا منها 4 ملايين فقط ونصيب الإمام الصادق كان الأكبر لأنه وريث للإمام الصديق الذي ذكر في وصيته أن يرث الإمام الصادق 10% من حقوقه بدائرة المهدي لكن لم يأخذ نصيبه إنما عاد لوزارة المالية.. أما نحن فقد أخذنا أنصبتنا وكانت قليلة أي حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون ومازلنا حتى الآن نطالب بتعويضنا في أرض أُم دوم.



    هل تشعرون بأن هنالك عداء ضد الترابي من قبل الشعب السوداني؟



    ــ لا، حب وكراهية الترابي من قبل الشعب السودان في حساباتنا ، لكننا نجد حباً كبيراً لشيخ حسن خارج أرض الوطن خاصة في العالم الإسلامي الذي يعرفه ويحبه.. الباكستانيون مثلاً قالوا إن السودانيين لا يعرفون الترابي معرفة جيدة ولا يفهمونه لذا أعطونا اياه، الا أن الترابي لا يمكن أن يغير موطنه.



    وأنا شخصياً لا أتظلم من أحد لكن عندما قرأت مقال رئىس تحرير صحيفة «الوطن» سيد أحمد خليفة والذي قال فيه «إن التُرابي هو الذي بدأ العُنف بالجامعات» لكن شيخ حسن ليس رجلاً عنيفاً وإن كان كذلك لواجه هذه الحكومة بالعنف ودائماً ما يقول نريد أدباً جديداً في خلاف الإسلاميين، وأن تكون هناك محاورة وفكر ونبذ للإحتراب، وشيخ حسن لم ينشر العنف بالجامعات لأن الإسلاميين هم الأكثر تضرراً من العنف لأن الشيوعيين قتلوا طلاباً إسلاميين كُثر في جامعة الخرطوم والحركة الإسلامية دائماً معها الحق ويمكن أن تبدأ بالعنف لكنها لا تريد ذلك.



    وماذا عن حادثة العجكو ألم تكن هي بداية العنف؟



    ـ عندما كان هنالك إحتفال بجامعة الخرطوم رقصت البنات العجكو وهذا ما جعل حاج نور ينفعل فصار يقذف بالكراسي، وهناك حوادث عنف قبل العجكو بجامعة الخرطوم وهنالك أحداث عنف كثيرة إبتدرها الشيوعيون عندما كنا طلبة بجامعة الخرطوم طُعن الإسلاميون من وراء الظهر وفي هذا الوقت كانت هنالك أحداث عنف كثيرة ففي جامعة السودان تعرض بعد الطلبة الإسلاميين للعنف من قبل طلاب إتحاديين وكانت إصابة أحدهم بليغة وكاد أن يموت وعندما ذهبت إليه بمستشفى حوادث الخرطوم طلب مني الطبيب المعالج نقله لساهرون لمواصلة علاجه فسألته أين ساهرون فقال جنبكم في بري وبها عناية مكثفة، وبالفعل نقلت الطالب إلى هناك وصادف أن الطبيب المعالج قادم من بريطانيا اسمه ياسر سيد أحمد عبد الهادي، وبالفعل انقذ الطالب من موت محقق.



    عندما كنتم داخل السلطة كحركة إسلامية تعاملتم مع الكثير من القضايا ببطء لكن عندما حدث الإنقسام وصرتم خارج السلطة تحدثتم بضرورة الإسراع لمعالجة هذه المشكلات؟



    ـ المؤتمر الشعبي كما أعرفه ومن معاصرتي ومعايشتي له منذ الجبهة الإسلامية القومية كان يسرع في حل القضايا وأذكر أن غازي صلاح الدين قد علق لي قائلاً إن شيخ حسن يريد رؤية تطبيق الشريعة في حياته وهذا مستحيل، وأنا لا أرى أنهم كانوا متمهلين وأصبحوا مسرعين، أعضاء الحركة الإسلامية الموجودة الآن ليسوا كلهم مؤمنين بالمبادىء الإسلامية بل بالإغتناء والثراء على حساب الشعب أكثر من الإسلام وإنصاف الشعب.



    إنتقاد المؤتمر الشعبي للمؤتمر الوطني جاء بعد خروجه من الحكومة؟



    ـ هذا ليس صحيحاً فشيخ حسن كان يقول هنالك فساد ويجب محاربته وظل ينادي بضرورة الحريات التي كانوا ضدها، حريات كنا نريدها منذ العام 93 وان فصلنا لأننا رواد حرية، حرية لكل الأحزاب السياسية وقد كنت في الشورى التي أقرت الحريات وأذكر أن هنالك أحد الشخصيات النافذة بالحكومة عندما خرج قال وبتهكم: «لن نسلمها إلا لعيسى».



    ماذا عن الصلة السياسية والإجتماعية بين الشعبي والوطني؟



    ـ لا توجد أية صلات إجتماعية فهذا باب مقفل، نحن بالمؤتمر الشعبي في آخر شورى عقدت بالدار قررنا عدم إجراء أي حوار مع الحكومة لأن المؤتمر الوطني غير مشغول بالحوار معنا فلماذا ننشغل بالحوار معه ونلتقي في المناسبات الإجتماعيتة مثل الوفاة وليست هناك مودة بيننا، وأنا بالذات لا توجد بيني وبينهم أية صلة.



    ü هل حزنتم على الإنفصال أم الخروج من السلطة؟



    ـ خروجنا من السلطة لم يكن محزناً بل كنا فرحين بخروجنا من هذه الطغمة التي يأكل بعضها أموال المسلمين ويبددون إنجازات الحركة الإسلامية والتي عمرها خمسون عاماً والتي ظلت تكافح من أجل ترسيخ قواعدها بالسودان.



    البعض يقول إن من أسباب أزمة دارفور المؤتمر الشعبي خاصة وأن التُرابي قد قال من قبل يمكنني حل مشكلة دارفور في ساعات؟



    ـ لم يقل ذلك، إنما قال بخمس جلسات يمكن حل المشكلة.



    وما المانع في أن يجلس؟



    ـ «يجلس بالغصب» وهم غير معترفين بقدرته على حلها وأنهم يستطيعون حلها، وبرأيي أنها قضية غير مستعصية لأن لأهل دارفور مطالب محددة فلو تحاور الناس معهم بـ«التي هي أحسن» بدلاً عن الجنجويد لكان أجدى ولما أُريقت كل هذه الدماء. وفي دارفور كثير من الفظائع لا يعرفها الكثيرون .!



    وأهل دارفور كانت لهم مطالب منذ الإربعينيات كقضية الثروة والسلطة.. وهي منطقة مظلومة ليس فيها ماء ولا كهرباء.. ولو جلس الناس معهم في الخرطوم بدلاً من أبوجا لكان أجدى.. لكن فات الأوان وأصبحت القضية أممية ودولية.



    ما رأيك في قول التُرابي إن رئاسة الجمهورية يجب أن تذهب لشخص جنوبي؟



    ـ التُرابي لم يقل هذا الحديث، إنما الذي ذكره هو د.آدم الطاهر حمدون وعندما قال هذا الحديث كان دعابة ولقد فسرها شيخ حسن داخل مؤتمر شورى الخرطوم بأنه تهكم.. وإذا ما تولاها شخص جنوبي ما الضرر في ذلك فهو شخص سيتولى الأمر بأغلبية الأصوات وهذا الكلام يُسأل عنه آدم الطاهر.



    ü برأيك هل من حق الجنوبي أن يكون في رئاسة الجمهورية؟



    ـ نعم، إن حصل على أغلبية في الأصوات والآن النائب الأول هو جنوبي.. وإذا ما حدث شىء للرئىس فسيتولى الأمر سلفا كير.



    ü هل من الممكن أن يتولى رئاسة المؤتمر الشعبي تخص من جنوب السودان؟



    ـ في المؤتمر الشعبي هنالك شخصيات قيادية من أبناء جنوب السودان مثل موسى المك كور، عبد الله دينق والأب يوهانس وهذا سؤال ليس من المفترض أن يُسأل لأن الرد عليه بديهي ومعروف.



    ü ما هي طبيعة الأيام عندك هل تختلف عن بعضها؟



    ـ تختلف والسفر جعلها مختلفة .. والأحداث الإجتماعية والسياسية تغير من خارطة الأيام عندي وفي أغلب الأيام أكون مشغولة فقبل يومين كان البيت مليئاً بالضيوف من الحركة الشعبية قرابة 60 فرداً ولقد أُخطرنا عصراً ونحن على الدوام مشغولون.



    ü هل العمل السياسي صار بالنسبة لك «ورطة»؟



    ـ لا، وأحاول أن أوفق بين الخاص والعام وعادة ما أفضل السياسي عن الإجتماعي، وأن حدث أمر سياسي طارىء تجدني أعتذر إجتماعياً لكنني أتواصل مع جيراني والأهل.



    ü متى بدأ وعيك السياسي؟



    ـ منذ زمن بعيد، أبي كان رئىساً لحزب الأُمة وأمي كانت تقود جمعية اسمها جمعية «نهضة المرأة» وكنت أشارك في أنشطة هذه الجمعية وفيها يتم تعليم البنات القراءة والخياطة، كما كنا نستقبل الوفود الزائرة للسودان مثل مسز نيكسون والتي مازلت أذكرها واغلب الحديث كان سياسياً خاصة عندما نلتقي الإمام عبد الرحمن ولم يكن يغيب عنا كثيراً.



    ü عندما تم إعتقال الترابي تحدثت عبر أجهزة الإعلام بحدة هل كنت تتحدثين بذات الحدة عندما يعتقل الصادق المهدي؟



    ـ عندما يعتقل الإمام الصادق كنت أصاب بالصداع ولا أنام.



    ü حتى في ظل وجود الترابي في السلطة؟



    ـ حتى إن كان في السلطة، والترابي وقتها لم يكن ظاهراً في السلطة ولم أكن أعرف مدى أبعاد سلطته في ذلك الوقت.



    ü ألم تسمعي بمعتقلين ؟



    ـ أنا أتعاطف مع كل معتقل وفي كل مكان وأصلي وأدعو من أجل المعتقلين في غوانتنامو وشيخ عمر عبد الرحمن وفي تونس..



    ـ مقاطعة ـ



    نحن نتحدث عن المعتقلين داخل السودان؟



    ـ أنا أتأثر بأي معتقد لأنني جربت ذلك فلقد اعتقلت عاماً كاملاً في عهد نميري وقتها كنت أماً لطفل رضيع بعد يوليو 76 وتلك كانت أيام سوداء لن أنساها وأتصور أن أي معتقل سيشعر بما شعرت به ومن المستحيل أن أكون «مبسوطة» أو غير مبالية في حالة إعتقال أي شخص.. وفي الصين الآن هناك قتلى مسلمون كثر وهذا الأمر علمته من السفير السوداني في الصين سابقاً وقال لي إن هنالك مئات القتلى سراً في الصين فقط لأنهم مسلمون.



    ü هل كنت تناقشين د. حسن الترابي عن أوضاع المعتقلين أيام كان في السلطة؟ وبماذا كان يرد عليك؟



    ـ كنت أناقشه كثيراً ويقول لي أنا لا دخل لي في هذا الأمر..!



    ü لنعود إلى تجربة إعتقالك أيام نميري؟



    ـ إعتقلنا كما ذكرت، نظام نميري عام 76 وأذكر أن الوقت كان صباحاً ولم أرضع طفلي بعد (رضعة واحدة) فكان أن تم حصار البيت، ودخل علينا رجل من جهاز الأمن وقال لي نود أن (نفتش البيت) فقلت له:



    ـ تفضل..



    ثم قال:



    ـ نود حضورك للإستجواب..



    قلت:



    ـ إن كنت تود حبسي فمن الأفضل أن آخذ طفلي معي..



    فتحدث رجل الأمن مع احدى الحاضرات وسأل إن كان طفلي يعتمد عليّ في الرضاعة فعلاً..



    ـ فأجابته بنعم..



    لكن خدعت.. عندما أخبروني بأن الأمر سيكون مجرد تحقيق.. فأخذت مباشرة صوب سجن أُم درمان.. وهناك لم يكن تحقيقاً، ومكثت بسجن أُم درمان تسعة أشهر ونصف الشهر، وكانت معي سارة وحفية وليلى عبد الحميد صالح، وسلوى خطيبة محمد نور سعد قائد الحملة القادمة من ليبيا إلى جانب الأخت سلوى والتي تم القبض عليها ولم تكن لها علاقة بالعمل السياسي وكذلك التومة زوجة «صراف» كان يوزع المرتبات للمعتقلين السياسيين من حزب الأُمة وكل المعتقلات خرجن ما عداي وحفية وسارة أكملنا المدة.



    ü كيف كان جو المعتقل في ذلك الوقت؟



    ـ كنا نطعم بـ(قراصة) لونها أسود وطعام لم نستطع أكله.. إلى أن حضر د. الشلالي طبيب السجن وقال لنا: (مالكم ضعفتو كده)؟



    فقلنا له: (ليس هناك أكل).



    فكتب لنا طعاماً في روشتة.. وبعدها إستطعنا أن نأكل.. والسجن كانت تحكمه قوانين الإنجليز ولم تكن فيه وجبة عشاء، فقط افطار وغداء لذا كنا نرسل العسكر لجلب عشاء من خارج أسوار السجن والتعامل بالنقود في السجن أيضاً كان ممنوعاً.. وعندما اكتشف أحد الضباط تعاملنا مع الشاويش قال لنا: إن القانون يمنع العامل بالنقود داخل السجن، لكننا كنا نجادل و«نحاجج».. أما تعامل شيخات السجن فلقد كان كريماً معنا.. وهنالك «أنصاريات» يأتين بالطعام لنا مع بيوتنا.. وأذكر أنه في إحدى المرات قد تم القبض على شيخة سجن اسمها «عائشة» فقال لها الضابط: (هل تأكلين الدجاج). فقالت له: نعم نأكل الدجاج.. فجاءت الينا واخبرتنا بالقصة وأنها لن تستطيع إحضار الطعام لنا بعد ذلك ورغم صرف الطعام بالروشتة إلا أن الوضع لم يكن جيداً.. لكن التعامل صار أفضل..



    ü هل صاغ د. حسن الترابي قوانين سبتمبر بنداً بند؟



    ـ لا، وأودُّ أن أدافع عن د. حسن الترابي من التهمة التي قالها عنه سيد أحمد خليفة، وما قاله سيد أحمد غير صحيح.. إن الذين صاغوا قوانين سبتمبر هم، بدرية سليمان والنيّل أبو قرون وعوض الجيد، والنميري، منع ثلاثتهم من مرور د. حسن جوار مكتبهم دعك من الدخول إليهم وصياغة القوانين.. ودكتور حسن عالم بقوانين الشريعة وإن شارك سيكون مفيداً ونافعاً..



    ü هل تعتقدين أن قوانين سبتمبر بها أخطاء؟



    ـ نعم، هنالك أخطاء وهنّات، إلاّ أن العدالة الناجزة اراحت الناس كثيراً، لأن المحاكم الآن تعمل على «جرجرة الناس» بالسنين لدرجة أن الناس صاروا يرضون بالحل الأهلي.



    ü يقال إن إعدام محمود محمد طه كان بسبب د. الترابي؟



    ـ قالت باستنكار: لا حوّل....» هذه حكاية بين نميري ومحمود محمد طه، ونميري كان يسمع أن محمود محمد طه يتعامل كأنه «آلهة».. ولا يصلي.. و... و.... فأعدمه نميري.. وشيخ حسن لم يكن له دخل في هذا الأمر لأنه لا يحب العنف، إنما كان يفضل الحوار ومحمود محمد طه لم يكن له أثر كبير في المجتمع السوداني واتباعه كانوا أقلة.. والمريدون الذين من حوله ممارساتهم كانت تبعد الناس من حولهم.



    ü لكن هنالك شعارات عنيفة قيلت في عهد الترابي؟



    ـ مثل ماذا؟



    ü فليعد للدين مجده أو ترق منهم دماء أو ترق منا الدماء أو ترق كل الدماء؟



    ـ هذا أدب عند الأخوان المسلمين.. ولم يسنّه شيخ حسن، والإسلام عندما تم الهجوم عليه.. ردّ الهجوم بالجهاد، وإن كان الناس قد أتوا «بالتي هي أحسن» فلن يكن هناك داعٍ للجهاد أو الهجوم، والإسلام لم يهجم إنما هُجم عليه وعندما تم ذلك جاء.. وهذا أمر طبيعي إن هُجم عليك لابدّ أن ترد، وحتى في جرائم القتل الدفاع عن النفس ليس فيه عقاب.



    ü هل كان الأمر دفاعاً عن النفس أم دفاعاً عن سلطة؟



    ـ حتى في الأمر الشخصي...



    مقاطعة:



    ü دعينا نردها للسلطة؟



    ـ السلطة مبنية على أسس والسلطة ليست من أجل السلطة في حد ذاتها و«هي لله التي قلتها» أنت.. نؤكد لك أننا لا نريد سلطة لأنفسنا ولا نريد مالاً.. أنما لله.. والخليفة كان يطفيء شمعة المسلمين عندما يود أن يفعل شيئاً يخص أهل بيته مخافة من الله في أموال المسلمين.. لكن الآن أين هذا الأمر؟ «هي لله» ليس شعارنا نحن.



    هل لك رأي فيما ذهب إليه الناس حول فتاوى د. الترابي الأخيرة؟



    ـ أرى أن السودانيين يهاجمون الإنسان الذي يقول للناس أنا مسلم.. ويقللون من شأنه وعندما قال شيخ حسن فتواه الأخيرة حول إمامة المرأة.. وزواج المسلمة من النصراني.. قيل عنه مرتد.. ولابدّ أن يُقتل.. لكن هذا التحامل فقط لأنه سياسي.. لكي يتم التخلص منه.. وهذه ليست ذريعة.. لأنني أن قلت «المرأة تصلي بالناس» هل أكون قد خرجت من الإسلام؟ لا، فأنا فقط أُفتي في الإسلام وأقول رأياً وأُجدد.



    مقاطعة:



    ما رأيك أنت في إمامة المرأة؟



    ـ ليس عندي فيها رأي حازم ومؤمنة بإمامة المرأة، لكن زواج المسلمة من الكتابي لعلّها تدخله الإسلام، هذا أمر حدث في أمريكا وأذكر أن امرأة مسلمة ومتزوجة من رجل مسيحي ولها أطفال فحكت للشيخ حسن قصتها ـ فقال لها الشيخ حسن:



    «استمري مع زوجك..» وفي آخر الأمر أسلم زوجها وقال شيخ الترابي لعلها تقنع زوجها بالإسلام وتزيدنا واحداً.. وشيخ حسن يرى أن المرأة مخلوق.. له عقل ومجهود يمكن أن تفيد الإسلام حتى بالدعوات في السر أو الجهر.. لذا هو يرى أن بإمكان المرأة اقناع الرجل.. لكن الناس هنا يعتقدون أن المرأة تابعة للرجل وهي ناقصة عقل ودين.. وهذا الحديث لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم.. والنساء في الإسلام مجاهدات وعالمات.. وادخلن الرجال في الإسلام، فلماذا دائماً ما نقلل من شأنهن.. وشيخ حسن هو دائماً نصير للمرأة.. لكن الهجوم عليه لأنه سياسي.. وعندما هاجمه الناس فقط حتى يُقتل ويرتاحون منه.. لكنه سيظل باقٍ في كتاباته وآرائه وأفكاره.. وكل شيء في يد الله فقط.. وكما يقول السودانيون «ما بكسرك إلاّ البناك».. ونيتهم هذه لم تتم لأن الله لم يرد لهم ذلك.. وشيخ حسن له اتباعه، ومريدوه في العالم الإسلامي كثر والسودان صار يعرف من خلال شيخ حسن.



    لم نتبيّن رأيك حول إمامة المرأة؟



    ـ رأيي أن وقوف المرأة أمام الرجال لتؤمهم وتصلي بهم قد تجعل الرجال يوسوسون، ومن الأفضل أن تكون المرأة في الصفوف الخلفية.



    في الصفوف الخلفية؟



    قاطعت.. لتواصل:



    والرسول قد أمم امرأة حافظة للقرآن على أهل دارها.. وشيخ حسن قال إن الدار ليست الأسرة فقط وعلى هذا الأساس قال «أن تكون للمرأة الإمامة».. والآن في أمريكيا إمامة المرأة سائدة قبل فتاوى شيخ حسن.



    أنت ذكرت أن د. الترابي هو نصير للمرأة لكن في عهده اصدرت قوانين النظام العام؟



    ـ قانون النظام العام كان لحفظ كرامة المرأة.



    مقاطعة:



    كانت تُجلد..؟



    مقاطعة:



    ـ هذا ما لم يكن يوافق عليه شيخ حسن ولقد «حضرت» عندما جلد «ناس مجذوب الخليفة البنات في الأحفاد» غضب الشيخ غضباً شديداً وقال لهم هل ضرب الرسول صلى الله وسلم النساء لأنهن عاريات.. وهنالك أشياء كثيرة كانت تفعل ولم يكن يوافق عليها.. ولا يمكن ان يسيطر على كل شيء.



    لكنه كان العقل المفكّر؟



    ـ مقاطعة:



    ـ هذا الحديث بعيد كل البعد عن الصحة.. ولا يمكن أن يكون شخص واحد هو العقل المفكّر لدولة بأكملها.. وهذا غير معقول هل هو اخطبوط؟



    مقاطعة:



    قد يتم الرجوع إليه؟



    ـ لكن، لم نسمع كل كلمة قالها، فضرب النساء مثلاً كان بالضد منه.. والاقناع لن يكون بالضرب أو العقاب «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».



    عندما كان الترابي في السلطة.. السودان زاد عدد الأعداء.. لكن الآن برأيك هل انحسر عدد الأعداء.. وحدثت بوادر انفراج؟



    مقاطعة:



    هذه تبعية وذيلية.. و شيخ حسن شجاع ولا يخاف أمريكا ولا أية قوية في الأرض.. وأذكر أننا في إحدى المرات سافرنا إلى غرب السودان مدينة الأبيض وفي طريق العودة للخرطوم والتي كانت فيها أمطار وسحب فقرر قائد الطائرة العودة إلى الأبيض إلاّ أن شيخ حسن أصرّ على الهبوط لإرتباطه بمواعيد وكان معنا تورين وزير الطيران المدني وقتها وقال للشيخ الترابي إن هبطت الطائرة سنموت جميعاً وبعد محالات مضنية اقتنع شيخ حسن بالعودة للأبيض.. ولأنه رجل متوكل على الله ويحرص على مواعيده إن مات سيؤجر ويموت شهيداً.



    الآن موقف المؤتمر الشعبي من الحركة الشعبية خاصة وأن هنالك لقاء تم بين الطرفين قبل يومين ما الذي دار داخل الإجتماع؟



    ـ لا أدري ما الذي حدث داخل الإجتماع لأنني لم ألتقِ بشيخ حسن بعد ولم أسأله عمّا حدث.. لكن في الغالب أنهم أضيروا من الحكومة، لذا يأتون لأحزاب المعارضة حتى يقوى موقفهم، والمؤتمر الشعبي هو أول مَنْ ناقش الحركة الشعبية وبسبب ذلك سُجن شيخ حسن لثلاثة أعوام لأنه بدأ حواراً مع د. جون قرنق.



    الآن موقعك داخل المؤتمر الشعبي؟



    ـ الآن أنا عضو في قيادة المؤتمر الشعبي وعضو مجلس شورى وأعمل بمركز دراسات المرأة والذي يصدر كتباً عن المرأة وموقف الإسلام منها وأشارك في مؤتمرات عالمية، في شهر 8 شاركت بمؤتمر في اليابان كان بعنوان «الأديان من أجل السلام» وقبل أيام شاركت في نيروبي من خلال كورس تعليم النساء كيفية حل المشكلات قبل أن تصبح حربا



    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=4703&bk=1
                  

03-07-2008, 04:38 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    نحن أفق بعيـــد

    بقلم الطيب صالح

    حين أعدم الرئيس السابق جعفر محمد نميري ، الرجل الهرم محمود محمد طه رحمه الله ، كلمتني " باربرا براي " في الدوحة من باريس ، آخر الليل . كان صوتها على التلفون غاضبا حادا ، أقرب إلى الصراخ ، وذلك أمر لم أعهده منهـا ، فهي عادة هادئة رقيقة مهذبة . قالت لي :

    " ألا تنوى أن تفعل شيئا ؟ "
    " أفعل شيئا بخصوص ماذا ؟ "
    " ألم تسمع الأخبار ؟ ألم تسمع بأن رئيسكم الهمجي قد أعدم رجلا في الثمانين من عمره ؟ أنه أمر مخجل حقا ، من يصدق أن هذا يحدث في هذا العصر ؟ " .

    صمت وتركتها تسترسل فماذا أقول لها . لم تهدأ ثائرتها بل أن غضبها ازداد قوة وهي تمضي في الكلام . وحين يطول صمتي تقول لي بعنف :

    " هل أنت هناك ؟ هل تسمعني ؟ "
    " نعم يا باربرا ، أنا هنا وأسمعك جيدا "
    " إذا لماذا لا تفعل شيئا ؟ "
    قلت لها متضاحكا لعلني أعيدها إلى هدوئها :
    " الآن ؟ في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ " .
    لم تستجب لمحاولتي ، وقال لي بصوت أكثر غضبا :
    " أنني كنت أتحدث منذ لحظات مع البيت الأبيض في واشنطن . طلبت محادثة الرئيس ريجان . طبعا أنكروا أنه موجود . كلمي أحد مساعديه . قلت له كل ما خطر على بالي . قلت له أن دم هذا الرجل المسكين معلق في رقبتكم " .

    سألتها متغابيا :
    " ولكن ما دخل الرئيس ريجان بمقتل محمود محمد طه ؟ " .
    " لا تكن غبيا . هل تظن أنهم ما كانوا يستطيعون انقاذه لو أرادوا ؟ هل يستطيع نميري أن يرفض لهم طلبا ، أليسوا هم الذين جاءوا به وهم الذين يساعدونه على البقاء في الحكم ؟ " .
    " وماذا قال لك مساعد الرئيس ؟ " .

    " ماذا يمكن أن يقول لي ؟ أحد هؤلاء الشبان التافهين الذين يسمونهم تجاوزا مساعدي رئيس . كل عملهم أنهم يحملون حقائبه ويتراكضون حوله . لم يظهر عليه أنه فهم ما أقول وأظنه لا يعلم أين السودان ومن هو نميري أو محمود محمد طه . أخذ اسمي وعنواني وتلفوني ووعد بأن ينقل احتجاجي للرئيس . بعد أن انتهت المكالمة طلبتك فورا " .

    قلت لها متضاحكا مرة أخرى :

    " أنه لشرف عظيم أن تضعيني في كفة مع رئيس أكبر دولة في العالم . أنا الموظف الغلبان في منظمة اليونسكو " .

    تحول سخطها من الرئيس الأمريكي إلى اليونسكو ، فهي تكره المؤسسات البيروقراطية من حيث هي . فقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية وتعاونت فترة قصيرة من منظمة اليونسكو ثم رفضت التعامل معها :

    " متى تستقيل من هذه المنظمة الجوفاء وتتفرغ لما هو أهم ؟ " .
    " وما هو الأهم ؟ " .
    " ألا تعرف إلى الآن ما هو الأهم ؟ "

    بلى ، أنا أعرف ما هو الأهم في نظر " باربرا براي " وفي نظري أن أيضا . ولكن من يطعم الزوجة والعيال ، ويدفع أقساط المدارس والجامعات ؟ كل هذه الأشياء الصغيرة ، أم الكبيرة ، التي تكبل الإنسان بقيود يشتد وثاقها يوما بعد يوم ، وتجعله يصمت حين يجب عليه أن يصرخ ، ويذعن حين يتحتم عليه أن يرفض . " باربرا براي " لا تأبه لذلك . لقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية منذ ثلاثين عاما وهي في قمة النجاح ، وليس عندها مصدر دخل . غامرت وحملت طفلتيها وجاءت إلى باريس . استأجرت شقة صغيرة في الحي اللاتيني قريبا من " بوليفار سان ميشيل " وعلى مرمى حجر من نهر الـ " سين " ، ما تزال تعيش فيها إلى اليوم . رفضت بتاتا أن تشترى بيتا أو شقة بالأقساط كما يفعل الناس . " منسي " وأنا حاولنا إقناعها ولكنها قالت أنها لا تحب أن تمتلك أي شئ ، وتحب أن تفارق الدنيا وليس وراءها شئ . أخذت تعيش من كتاباتها في النقد للصحف الفرنسية والإنجليزية ، فهي ناقدة متمكنة لها نفوذ وصيت ، وتترجم من الفرنسية إلى الإنجليزية ، وكثيرون يعتبرونها أحسن مترجم في هذا المجال . وقد ترجمت جميع روايات الكاتبة الفرنسية الشهيرة " مارجريت دورا " ، لا حبا في المال ولكن لأن الكاتبة صديقتها . وحين يضيق بها الحال ، تكتب " سيناريوهات " للسينما ، فهي تحتقر السينما ، ولا تعتبرها شكلا فنيا محترما . وكان بوسعها أن تجمع مالا وفيرا من كل هذا الجهد ، ولكنها لا تحسن تدبير المال ولا تأبه له ، وتقع دائما فريسة لطمع الناشرين وخداعهم .


    دائما تجعلني أحس بالخجل من نفسي ، هذه السيدة العجيبة . لا تنتمي لحزب ، وليس عندها أي مطمح ، وتعطى الحياة أكثر ما تأخذ منها . كأنها تحمل على عاتقها هموم الإنسانية بأسرها ، إذا وقع زلزال في الجزائر أو فيضان في السودان أو مجاعة في أثيوبيا ، يعصر الألم قلبها ، كأنها مسؤولة شخصيا عما حدث . ولا تكتفى بذلك بل تجمع التوقيعات وترسل الاحتجاجات . تؤيد كفاح الشعب الفلسطيني وتكره النظام العنصري في جنوب أفريقيا ، وتمقت التسلط والقهر حيثما يكون . وأنا لا أشك أنها تحس مأساة جنوب السودان أكثر مما يحسها جون قرنق وبقية هؤلاء الزعماء النجباء ، الأذكياء الأغبياء . " باربرا براي " تؤمن كما جاء في القرآن الكريم أن من قتل نفسا واحدة بغير حق ، فكأنما قتل الناس جميعا ، وهؤلاء عندهم أن يموت مليون ، لا شئ ، في سبيل أن يصبح الواحد منهم زعيما .

    في تلك الليلة شعرت بخجل عميق . قلت لها ، وأنا أعلم أن كلامي أعوج وحجتي جوفاء :

    " أنت تعلمين أننا حين ندخل اليونسكو ، كما في كل المنظمات الدولية ، نقسم يمينا أن نكون محايدين ولا نتدخل في شؤون الدول الأعضاء في المنظمة " .

    " كلام فارغ " .

    أطارت النوم من عيني ، وقضيت الليل مسهدا أضرب أخماسا فـي أسـداس .. وذلك أضعف الإيمان *


    _______________________________
    * حكي الطيب صالح في برانامج - خليك بالبيت - بالفضائية اللبنانية
    انه هم بنشر مقال احتجاجا الا انه تراجع في اللحظات
    الاخيرة تحت الحاح احد اصدقائه،لتعارض ذلك مع اليمين التي اداها
    لليونسكو. وقال انه ندم ندما شديدا فيما بعد علي عدم نشر المقال
                  

03-07-2008, 04:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    =====
    حياة المهندس محمود محمد طه فيها الكثير من الزهد
    =====
    حفر في الذاكرة

    محمد طه محمد احمد ما بين الجبل والنهر
    رحلة تفتيش في الدفاتر الخـاصة لرئيس تحـرير الوفاق
    نعم انا غير قابل لـلتحضـر وجسـمي يرفض حتي مكيفات الهـواء!!

    أجره / الطاهر حسن - ضياء بلال - جمال علي - الخرطوم الجديدة


    الطاهر: ماذا تعلّمت من الفكر الجمهوري غير الإحتجاج؟
    طه: الفكر الجمهوري به إضافة مُهمّة جداً ألا وهي تأكيده على فكرة العدالة الإجتماعية وحياة الجمهوريين، وحياة المهندس محمود محمد طه فيها الكثير من الزهد، محمود كان بيته من الجالوص.. وفيهم كثير من حياة الأشعريين.. ولولا بعض شطحات محمود محمد طه لاتّبعه كل السودانيين.. فهو قدوة في السلوك الإجتماعي..
    -هل أنت حزينٌ لإعدامه؟
    طه: (شوف دا سؤال خطير.. لكن أنا زي ما بتمنّى لنفسي الهداية وأنا مازلت بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء، كذلك كنت أتمنى لمحمود الهداية.. وهذا ما قاله شيخ أبو زيد كذلك)!
    - الإجابة غامضة.. هل تعتقد أن إعدامه كان خطأً؟
    طه: (والله دا قرار محكمة وليس بوسعي التعليق)!
    - بناءً على الحيثيات التي أُعدم على اثرها.. وأنت قانوني ماذا تقول؟
                  

03-07-2008, 05:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    أوراق جديدة...د.الجزولي دفع الله رئيس حكومة انتفاضة ابريل في السودان يستعيد أحداثها:
    خرجت من سجن كوبر محمولاً على اكتاف الجماهير
    ====
    ولاسرة محمود محمد طه أثر روحي كبير فانا أذكر شقيقه ويدعى مختار محمد طه وكان له غار يتعبد فيه ولم يكن يتعامل بالمال
    =====
    هنالك حدث ظل عالقاً بذاكرتي وهو عندما كنت في المرحلة الوسطى شهدت وشاركت كتلميذ في ثورة (1946) والتي اندلعت برفاعة بقيادة المرحوم (محمود محمد طه) (مفكر سوداني)

    =====
    بقلم :منى البشير

    في تاريخ السودان المعاصر شخصيتان لعبتا دوراً مهماً في الانتقال بالسلطة من يد العسكريين الى حكومة مدينة منتخبة بعد ثورة شعبية. وتحملا في سبيل ذلك قبل وأثناء وبعد قبولهما بهذا الدور لضغوط ومطبات كانت من الممكن ان تطيح بالثورتين الوليدتين وترمي بهما الى ظلمات التاريخ ولكنهما نجحا في البلوغ بهما الغاية المخطط لها لا المنشودة.

    الأول هو سر الختم الخليفة المعلم السابق ورئيس وزراء السودان بعد ثورة اكتوبر عام 64م الشهيرة وهي اول ثورة شعبية في الوطن العربي تطيح بنظام عسكري. أما الثاني فهو الدكتور الطبيب الجزولي دفع الله الذي لعب دوراً مقدراً في التمهيد مع زملائه الأطباء والمهنيين الآخرين لانتفاضة شعبية ثانية أطاحت بأعتى وأقوى نظام دكتاتوري جثم على صدر البلاد (69 ـ 85).

    واصبح دفع الله الذي قاد اضرابين شهيرين في مستشفيات السودان رئيساً لوزراء حكومة انتقالية (85 ـ 86) وكان الاضراب الثاني المسمار الاخير في نعش نظام نميري واستمر عدة ايام مع كافة النقابات الأخرى. وخرج دفع الله من معتقل كوبر بعد أن تحركت القوات المسلحة في السادس أبريل من 85م فيما عرف بانحياز القوات المسلحة للشعب ليتولى مختاراً من تجمع النقابات المنصب التنفيذي الاول للبلاد لعام واحد انتقلت بعده البلاد بشكل سلس من الوضع العسكري ثم حالة الثورة الى الاستقرار.

    في هذه الأوراق يحدثنا دفع الله عن مسيرة حياته وكيفية ولوجه الحياة السياسية وبدايات العمل ضد نظام الرئيس جعفر نميري واسرار ما قبل اختياره.

    ـ نرجو التعرف على ملامح من سيرتك الذاتية ومكان مولدك و نشأتك؟

    ـ أولاً أدعى (الجزولي دفع الله العاقب مساعد) ولدت في قرية (الدناقلة) الواقعة على ضفة النيل الأزرق الشرقية جنوب شرق مدينة ودمدني (مدينة بوسط السودان) وتبعد عشرين كلم جنوب مدينة حنتوب في العام (1935)، كان ترتيبي الثاني وسط أخوتي، فلي أخت تكبرني سناً واخوان خلفي ثم ثلاث خوات، أي أننا ثلاثة ذكور واربع إناث.

    بدأت دراستي بخلوة الفكي عبد الله بالقرية ثم انتقلت الى المرحلة الأولية بمدرسة (الشبارقة الأولية) والتي تبعد حوالي (12كلم جنوب قرية الدناقلة)، ثم درست المرحلة الوسطى بمدرسة (رفاعة الوسطى الاميرية) من ثم التحقت بالمرحلة الثانوية في مدرسة حنتوب الثانوية على الضفة الشرقية لمدني ثم كلية الطب جامعة الخرطوم في الفترة من (1953 ـ 1959).

    ابتعثت الى المملكة المتحدة للتخصص في أمراض الطب الباطني في عام (1966) ثم الى اليابان للتخصص في أمراض الجهاز الهضمي عام (1980). ـ عملت في جهات مختلفة من السودان في (كادوقلي بالغرب ـ رفاعة ودمدني بالوسط ـ القضارف بالشرق ـ الخرطوم ثم الخرطوم بحري).

    متزوج منذ العام (1966) من زميلتي في العمل سيستر عائشة محمد الصوفي وأب لابنتين واحدة طبيبة (أمل) وتتخصص في أمراض الجهاز الهضمي في المملكة المتحدة برفقة زوجها والأخرى صيدلانية تخرجت من كلية الصيدلة جامعة الخرطوم وتعمل في شركة للدواء.

    ـ من خلال هذا السرد لحياتك لابد أن هنالك أحداثاً تخللت هذه المسيرة ومنها ما يعلق بالذاكرة حدثنا عن بعض هذه الأحداث.

    ـ هنالك حدث ظل عالقاً بذاكرتي وهو عندما كنت في المرحلة الوسطى شهدت وشاركت كتلميذ في ثورة (1946) والتي اندلعت برفاعة بقيادة المرحوم (محمود محمد طه) (مفكر سوداني) وإمام المسجد صديق الزهري وعلي مالك ضد حادث أطلقوا عليه (ثورة الخفاض الفرعوني)

    وتعود القصة الى ان إحدى القابلات قامت بخفض طفلة خفاضاً فرعونياً أغلق عليها القبر وأودعت القابلة السجن ولكن المدهش ان هذه الثورة لم تكن ضد الخفاض بل كانت دفاعاً عن عادات سودانية ضد الإنجليز لا يمكن إنهاؤها بالقانون وإنما بنشر التعليم والوعي.

    ايضاً أذكر عندما كنا طلاباً في حنتوب الثانوية وكانت الحركة الوطنية في أوجها كثيراَ ما شاركنا في تحركاتها واضربنا وتوقفنا عن الدراسة بسبب الاحداث السياسية السودانية منها والمصرية وعلى سبيل المثال أذكر ثورتنا ضد اتفاقية صدقي، بيفن والغاء اتفاقية (1936).

    ـ ذكرت في معرض حديثك ثورة رفاعة ومحمود محمد طه المفكر السوداني الذي أعدمه نميري في عام1984م هل كانت لك صلات بهذا الرجل؟

    ـ لم تكن لي أي علاقة خاصة بمحمود محمد طه ولكن عندما كنا تلاميذ في المرحلة الوسطى نستمع احياناً الى الخطب التي كان يلقيها عقب صلاة الجمعة في المسجد وكان خطيباً مفوهاً ومؤثراً ثم أنني في مراحل لاحقة قرأت له كتبا عن الإسلام بالعربية والإنجليزية ومنه ما أتفق معه فيه وما اختلف.

    ولاسرة محمود محمد طه أثر روحي كبير فانا أذكر شقيقه ويدعى مختار محمد طه وكان له غار يتعبد فيه ولم يكن يتعامل بالمال وامتد نفوذه الى أستاذين بالمدارس الوسطى أحدهما المعروف (احمد صفي الدين عوض) شقيق البروفيسور (هاشم عوض) الاقتصادي والوزير السابق وكان استاذاً للعلوم الطبيعية فترك التدريس وارتدى الملابس المرقعة واصبح تلميذاً لمختار محمد طه والثاني هو محمد منصور الذي كان استاذاً بمدرسة لطفي السيد الاهلية الوسطى.

    ـ هل تذكر شخصيات رافقتك خلال مراحلك الدراسية كان لها أثرها في المجتمع السوداني؟

    ـ اذكر من زملائي في المرحلة الوسطى د. حسن عبد الله الترابي (الامين العام للمؤتمر الشعبي المعارض) وكان يسبقني بعام واحد ولم يكن مهتماً بالسياسة ولكنه نابغة في الدراسة وأذكر في المرحلة الثانوية في حنتوب كان رئيس الداخلية هو المشير (لاحقاً) جعفر نميري الرئيس الاسبق ـ أما زملائي فمعظمهم مهنيون،

    أذكر منهم الطبيبان صديق احمد اسماعيل ـ كمال زكي ـ وفي حنتوب جعفر شيخ إدريس الاسلامي المعروف وابراهيم منعم منصور الوزير السابق ود.على التوم الخبير الاقتصادي وبابكر على التوم (رئيس المجلس التشريعي الحالي لولاية الخرطوم).

    ـ متى بدأت العمل العام؟

    ـ انا لا أدري ما المقصود بالعمل العام هل هو السياسي أم الاجتماعي وإذا كان معناه الاهتمام بالشأن العام فقد بدأته في مرحلة مبكرة وكانت بداية ذلك جمعي للتبرعات في القرية لإنشاء المدرسة الصغرى وأنا يوم ذاك طالب بالمدرسة الوسطي ثم إصداري لجريدة حائطية في المدرسة الوسطى وكنت سكرتيراً للجمعية الأدبية في مدرسة رفاعة الوسطي.

    أما اهتمامي بالعمل السياسي فقد بدأ في المرحلة الثانوية وهي مرحلة الشباب المتفتح المتطلع وكنت أحرر يوم ذاك جريدة حائطية أطلقت عليها اسم (شواظ) كان شعارها (العين بالعين، والسن بالسن والجروح قصاص) ويومها كنت منظماً في صفوف الحركة الإسلامية وكانت تحمل يوم ذاك اسم (حركة التحرير الإسلامي)

    وكانت (شواظ) تخوض المعارك ضد الاستعمار وضد الشيوعيين ففي الخمسينيات كان هناك صدام فكري عنيف بين الشيوعيين الذين كانوا يحتلون الساحة والإسلاميين الذين كانوا يحاولون أن يجدوا طريقهم اليها ورغم عنف الصراع الفكري إلا أنه لم يتطور لابعد من ذلك. كما يحدث هذه الأيام لذلك لم نعان من العنف الجسدي.

    انتقلت بشواظ الى الجامعة وهناك شاركت في كل الأحداث السياسية التي شارك فيها الطلاب سواءً بالتظاهر أو بالإضراب رغم ان كثيراً من طلاب الطب لم يكونوا يشاركون في مثل هذه الأحداث انشغالاً بالدراسة والتحصيل الأكاديمي.

    ولكنني اعتبر البداية الحقيقية لمشاركتي السياسية بالضبط في العام 1964 وتحديداً أبان ثورة أكتوبر حيث كنت طبيباً عمومياً بمدينة رفاعة وعندما أعلن الإضراب السياسي العام في العاصمة وصلت الأخبار الى رفاعة أعلنت الإضراب السياسي رغم أنني الطبيب الوحيد في المستشفى وبادرت بالسعي لتكوين جبهة الهيئات برفاعة والتي أصبحت سكرتيراً عاماً لها فيما بعد وشاركت في كل المؤتمرات التي عقدت بجبهة الهيئات في مدينة ودمدني وفي العاصمة.

    حدث بعد ذلك وفي نفس العام 1964م ان انسلخت من تنظيم الحركة الإسلامية لا لاسباب سياسية ولكن بسبب ميولي الطبيعية للانطلاق وعدم التقيد بقيود التنظيم ولكن ظللت على صلة طيبة بالحركة الإسلامية واشترك في المؤتمرات بالرأي وأكتب من موقعي كشخص مثقف لا من موقع تنظيمي.

    ـ د. الجزولي نقيباً للأطباء متى تم ذلك؟

    ـ نقابة الاطباء نقابة قديمة تم تكوينها تحت مسمى الجمعية الطبية في عام 1948م وكان اول رئيس لها ولعدة دورات تالية هو د. عبد الحليم محمد امد الله في ايامه وايضاً شغل هذا المنصب د. التجاني الماحي الأخصائي النفساني العربي الشهير ود. الحارث حمد، ود. شاكر السراح ود. طه طلعت.

    وعندما كنت في القضارف (مدينة بشرق السودان) كنت نقيب اطباء المنطقة في الفترة من (1970-1977م) ثم نقلت بعد ذلك الى مستشفى الخرطوم بحري وفي عام 1982م ترشحت لمنصب نقيب الأطباء ضد د. طه طلعت النقيب السابق الذي كان يريد ان يترشح لدورة أخرى وفزت بالمنصب واصبحت نقيباً للأطباء.

    ـ كيف استطعت توظيف منصبك كنقيب لنقابة مهنية لصالح العمل السياسي في ذلك الوقت؟ أعني اضراب الأطباء الشهير في عام 1984م وفيما تمثلت مطالبكم هل كانت سياسية أم مهنية ومتى تم رفع الإضراب وكيف تم اعتقالكم؟

    ـ عمل النقابة في تلك الفترة كان مزدوجاً يعني شقه الأول يتعلق بتحسين البيئة الطبية التي يعمل بها الطبيب حتى يتمكن من أداء رسالته نحو المريض وشقه الثاني هو عمل سياسي مظهره مطلب ضد الحكم الشمولي متمثلاً في مايو (نميري 69/85) وكان ابرز نموذج لهذا العمل هو إضراب عام 1984 الذي استمر شهراً كاملاً

    وحاولت السلطة المايوية إفشاله بكل الوسائل ولكنها لم تنجح وهذا أول إضراب تفشل مايو في إنهائه وكنتيجة لهذا الفشل اقتادت قادة النقابة بما فيهم شخصي الى سجن كوبر وبرفقتي نائبي د. حسين سليمان ابو صالح (وزير الصحة، إعلام وخارجية لاحقاً) وبعضاً من أعضاء اللجنة التنفيذية.

    وظللنا في السجن حتى يئست مايو من رفع الإضراب فأخرجتنا من السجن وجلست معناً للتفاوض واستجابت لبعض المطالب التي تقدمنا بها. وقد تعاون معنا في هذا الإضراب بعض النقابات مثل موظفي المصارف والهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم مما يعد نواة التجمع النقابي الذي تكون عام 1985م

    وأنا أزعم ان هذا الإضراب كسر حاجز الخوف في نفوس المواطنين تجاه مايو ووجد اضرابنا تأييداً منقطع النظير من المواطن العادي رغم ما عاناه من انعدام الخدمات الصحية التي توقفت بالكامل حتى أن بعض المواطنين في مستشفى الخرطوم رفضوا تلقي العلاج من العدد القليل من الأطباء الذي انشق على الإضراب.

    بعد خروجنا من السجن تم رفع الإضراب بعد للقاء بيني ونائبي أبو صالح مع الرئيس نميري الذي وعد بتحقيق مطالبنا ثم تمت بعد ذلك عدة اجتماعات بنائبه اللواء عمر محمد الطيب (رئيس جهاز الأمن) والتي تمخض عنها تلبية مطالب الأطباء والتي تمثلت في:

    رفع أجور الأطباء خاصة أطباء الامتياز.

    تحسين البيئة الطبية بتوفير وسائل الفحص والعلاج للمريض وتوفير الدواء.

    ـ هل صحيح أنكم تعرضتم لمعاملة قاسية أثناء الاعتقال؟

    ـ اطلاقاً لم نتعرض الي أي معاملة غير كريمة ووجدنا معاملة طيبة في كلتا الفترتين اللتين حبسنا فيهما (كوبر ـ دبك).

    ـ يتردد ان الحركة الاسلامية المشاركة في السلطة آنذاك عملت على رفع الاضراب هل هذا صحيح؟

    ـ لم يكن للحركة الإسلامية أي دور في رفع إضراب الأطباء.

    ـ من خلال تواجدكم في قلب الأحداث كيف كان يبدو نظام مايو هل كان ضعيفاً أم متماسكاً؟

    ـ نظام مايو لم يكن ضعيفاً ابداً بل كان نظاماً متماسكاً والدليل على ذلك انه تصدى لكل الإضرابات التي تمت من تنظيمات مهنية أخرى وأفشلها جميعها بل أنه فصل كل قضاة السودان بعد إضرابهم الشهير واعاد من بدا على هواه.

    ـ اذكر لنا الأحداث التي جرت بين الاضرابين الأول والثاني اللذين اشترك فيهما كل التنظيمات؟ اعني الأيام الأخيرة لمايو؟

    ـ بعد أحداث عام 1984م كان واضحاً جداً ان هنالك قناعة شعبية كبيرة برفض النظام المايوي وكان السؤال الدائم والملّح، ما هي الوسيلة للتخلص من هذا النظام.؟

    وكان لدينا شعور بان الشعب السوداني أشبه بالبارود المعبأ ينتظر من يضع يده على الزناد حتى ينفجر وكان هنالك حديث بين النقابات المهنية المختلفة حول التنسيق والقيام بعمل مشترك لانهاء النظام حتى تبلور ذلك في تكوين التجمع النقابي في وائل عام 1985 والذي تكون من نقابات الأطباء ـ المهندسين ـ موظفي المصارف ـ المحامين ـ أساتذة جامعة الخرطوم ـ التأمينات وهذا التجمع هو الذي خطط ودعا للإضراب السياسي الذي تم في 6 أبريل 1985م.

    ـ في هذه الأثناء هل كان لهذا التجمع النقابي أي اتصال بالقوات المسلحة او الشرطة او الأمن؟

    ـ لا.

    ـ هل هذا يعني أنكم كنتم تريدون عزل الجيش عن الأحداث؟

    ـ في ذلك أقول ان الشرطة والقوات المسلحة هي قوات نظامية وهي من اذرع النظام.

    ـ ولكن قد يكون من بينهم من هو ساخط على النظام مثلكم؟

    ـ كان لدينا قناعة أنه إذا انتفض الشعب لن يصوب احد في الجيش او الشرطة البنادق الي صدور الشعب وكنا نريد خلق واقع شعبي وهذا الذي حدث..

    ـ نتعرف على ملامح الحياة في الأيام الأخيرة من نظام مايو؟

    ـ كانت الحياة قاسية جداً فالعاصمة غارقة في ظلام دامس بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وانقطاع المياه وأينما اتجهت ببصرك تجد الصفوف في كل مكان في محطات الوقود والمخابز.

    وهنا تحضرني قصة حدثت لي شخصياً ففي صباح يوم من تلك الايام لم نجد في المنزل وقوداً أو مصدراً للطاقة فالكهرباء مقطوعة وبحثنا عن غاز ولكنه كان منعدماً وكان لدينا وابور يعمل بالجاز فلم نجد الجاز ايضاً فلم نستطع فعل شئ واكتفينا (بسلطة) وعندما حضرنا في نهاية اليوم انا وزوجتي وجدنا بعضاً من الفحم مبعثراً أمام المنزل فظننا أن جيراننا حصلوا على الفحم لأنه لم يكن لدينا حتى فحم وعندما فتحنا الباب الرئيسي وجدنا خمسة جوالات من الفحم ومعها ورقة صغيرة ملصقة في أعلى أحد الجوالات من صديقنا المرحوم حسن بخيت جيلاني الذي أرسلها لنا من القضارف بعد أن علم بالأزمة التي نعانيها ففر��نا بالهدية فرحاً شديداً.

    ـ ماذا حدث بالضبط يوم 6 أبريل 1985م تحديداً؟

    ـ كان هنالك اجتماعات كثيرة للتجمع النقابي وآخرها اجتماع يوم الأحد 3 أبريل 1985م في نادي المحامين وتقرر في هذا الاجتماع أن يتم الإضراب السياسي ويعلن عند العاشرة من صبيحة يوم 6 أبريل أمام الجندي المجهول الواقع قرب محطة سكة حديد الخرطوم

    كما تم ايضاً اختيار قيادتين بديلتين لقيادة التجمع المعروف وعند عودتي الى المنزل وجدت رجال الأمن في انتظاري فأخذوني الى سجن كوبر وعند اعلان اضراب 6 أبريل، انا كنت داخل سجن كوبر وعندما أعلنت القوات المسلحة انحيازها للشعب يوم السبت 9 أبريل 1985م أندفعت الجماهير نحو سجن كوبر وحطمت ابوابه وأخرجتني من السجن وطافت بي ارجاء المدينة.

    ـ قبل الوصول الى يوم الانتفاضة اعني السادس من ابريل من العام 1985 فان هنالك عملاً كبيراً قد تم انجازه كيف كنتم تخططون لهذا العمل؟

    ـ في أواخر الفترة المايوية كان هنالك احساس عام بانه لابد من تغيير النظام وكان التساؤل المطروح كيف يمكن ان يتم ذلك؟

    بالطبع التحدث عن انقلاب عسكري آخر لم يكن ممكناً لأن مثل هذا التفكير يصبح بلا معنى بأن نغير نظاماً شمولياً بآخر مثله ولكن كانت هنالك دائماً ثورة اكتوبر 1964 حاضرة في الذهن

    ولعل هذا كان الدافع للتجمع النقابي الذي بدأت نواته في اضراب الأطباء عام 1984م أن يجتمع قادته للتفاكر حول ما ينبغي عمله لتغيير النظام المايوي وكان ذلك قبل اشهر من انتفاضة ابريل، ثم كان أول اجتماع للتجمع النقابي بمنزل المهندس عوض الكريم محمد احمد (الأمين العام لنقابة المهندسين) بمنطقة جبرة (جنوب الخرطوم)

    وكان من ضمن حضور هذا الاجتماع شخصي كنقيب للأطباء وعوض الكريم من المهندسين و عمر عبد العاطي عن نقابة المحامين و عبد العزيز دفع الله عن الهيئة النقابية لموظفي التأمينات واعتقد عدلان الحردلو عن الهيئة النقابية لاساتذة جامعة الخرطوم وتخلف عن هذا الاجتماع سكرتير نقابة موظفي المصارف.

    بعد ذلك تمت اجتماعات كثيرة وفي اماكن مختلفة منها منازل بعضنا وآخر اجتماع كان يوم الاحد 3 أبريل في دار المحامين والذي اعتقلت بعده مباشرة.

    ـ من كان يكتب محاضر هذه الاجتماعات وأين تحفظ؟

    ـ كان يكتب محاضر الاجتماعات المهندس عوض الكريم والحردلو وهما اللذان يحتفظان بها.

    ـ هل اصبح هذا التجمع النقابي كياناً منظماً بمعنى أن له رئيساً وأمانة عامة؟

    ـ نعم في مرحلة لاحقة من تكوين التجمع النقابي تمت انتخابات فأصبحت انا رئيساً للتجمع النقابي وعوض الكريم سكرتيراً عاماً له وبقية الأخوة اعضاء.

    ـ هل كنتم تشعرون أثناء هذه الاجتماعات انكم مراقبون من اجهزة الأمن أو انكم مخترقون؟

    ـ في هذا أقول ان العلاقة بين النقابيين وثيقة والاجتماعات كانت تتم بالاتصال الشخصي ولكنني أعتقد ان اجهزة الامن كانت تعلم ببعض هذه الاجتماعات ولكنها تفادت الاصطدام بالنقابات ولعل ذلك منشأ انها لم تكن تقدر خطورة ماستؤدي اليه هذه الاجتماعات ولكن لاحقاً وضح جداً وجود رقابة امنية

    وعندما كنا نجتمع في دار المحامين كنا نحس بوجود قوات الامن والدليل على ذلك انني أعتقلت بعد أخر اجتماع مباشرة. وعلى مستوى الدولة كانت تدرك ان هنالك حركة في وسط النقابات المهنية ولكنها لم تأخذها مآخذ الجد واستهانت بها لأن نظام مايو اعتاد الانتصار على خصومه طوال فترة حكمه سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.

    ـ هل كان لكم أي اتصال بالطلاب أو الأحزاب في تلك الفترة؟

    ـ لم يكن لنا اتصال مباشر بالطلاب ولكن قد يكون لهم اتصال بهيئة أساتذة جامعة الخرطوم بقيادة الحردلو.

    أما بالنسبة للأحزاب والى ان تم اعتقالي لم يكن هنالك أي اتصال بها ولكن علمت من الأخوة الذين كانوا خارج السجن أنهم اتصلوا ببعض الأحزاب في الفترة من (3-6 ابريل) ومنها حزب الأمة وكانوا مؤيدين للتحرك الشعبي.

    ـ السادس من ابريل 1985م ماذا حدث بالضبط؟

    ـ كان هذا يوم التحرك الفعلي للتغيير واتفقنا ان يتم اضراب عام يشل حركة كل البلد وأن يتم التجمع في الساعة العاشرة صباحاً أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بالخرطوم امام بوابة محطة السكة حديد، كذلك استقر الرأي على ان يتلى على المجتمعين خطاب اعدته اللجنة هو (خطاب الانتفاضة) وتحدد فيه ما نريد وأن يستمر الاضراب حتى يسقط النظام.

    وكان من المفترض أن يلقي الخطاب عدلان الحردلو ولكنه فجأة ذهب الى البطانة بسبب عائلي ولكن لحسن الحظ كانت هنالك نسخة اخرى بحوزة الاستاذ عمر عبد العاطي من نقابة المحامين والذي وقف في هذا اللقاء التاريخي والقى الخطاب.

    ـ هذا التغيير الذي تم في ابريل من الذي أطلق عليه اسم انتفاضة لماذا لم يسم (ثورة) وما الفرق بينها واكتوبر، وهل كانت هنالك حساسية ضد فكرة الثورة بسبب سيطرة الاسلاميين؟.

    ـ لم تتخذ أي جهة رسمية اسماً بهذا المعنى لما حدث ولكنها سادت وتعارف الناس عليها بانها انتفاضة ولعل هذا يعود لانها نبعت من كل السودان بصورة مفاجئة على غير ما يتوقع الناس الذين كانوا يظنون أن نظام مايو لا يقهر وهي تشبه الى حد كبير اكتوبر الذي تغلب ايضاً على نظام عسكري.

    بالنسبة للحركة الاسلامية فلم يكن لها أي سيطرة على انتفاضة ابريل اذ ان معظم قادتها كانوا معتقلين في كوبر وبورتسودان وشالا والثورة هي التي اخرجتهم من السجون.

    ـ المجلس العسكري ـ متى تكون؟ وهل كان هنالك تنسيق بينكم كقيادة مدنية وبين العسكريين كانت تبرر تكوين المجلس العسكري؟

    ـ تكون المجلس العسكري بعد الانتفاضة مباشرة فقد خاطب سوار الذهب (المشير) الامة السودانية بوصفه وزيراً للدفاع وأعلن عزل نميري في التاسع من ابريل 1985م ثم بعد ذلك شرع في تكوين المجلس العسكري

    وهنا اقول ان المجلس العسكري تم تشكيله دون أي تشاور مع قوى الانتفاضة ولم يكن في نية قادة الانتفاضة تشكيل أي كيان عسكري وكانوا يودون ان تعود القوات المسلحة بعد أن انحازت الى قوى الانتفاضة في صبيحة السبت 9 ابريل 1985م الى ثكناتها وتمارس صلاحياتها المنصوص عليها في الدستور

    ولكن قادة القوات المسلحة دفعوا بأن تشكيل هذا المجلس املته ظروف داخلية خاصة بالقوات المسلحة اقتضت هذا الاجراء ولم يرد قادة الانتفاضة الدخول في صراع مع القوات المسلحة خاصة وأنها وقفت مع الانتفاضة وجعلت منها (ثورة بيضاء) وبعد ان كان التفكير ان يكون هنالك مجلس سيادة مدني تم الاتفاق على ان يوكل هذا الدور للمجلس العسكري الانتقالي

    وبذلك اصبح للمجلس العسكري دور في خارطة الانتفاضة وتم هذا بعد نقاش طويل ومستفيض في أواسط التجمع النقابي ولعله من المفيد ان نذكر هنا ان دستور الانتفاضة حدد ان تكون الفترة الانتقالية ثلاث سنوات ولكنها اختصرت الى عام واحد تحسباً لسيطرة العسكريين على مقاليد الامور من جديد.

    وقد تشكل هذا المجلس العسكري المفاجئ من قادة الاسلحة وفي النهاية قبلنا به على مضض. وأذكر عندما تشكل المجلس العسكري ذهبت وقابلت المشير سوار الذهب وقلت له (ماذا تريدون من تشكيل المجلس العسكري، هل نفاجأ بيوم انك اصبحت ايوب خان أو ضياء الحق قاد في باكستان) فقال لي بالحرف: (ده شعر ما عندي ليه رأس وليست لدى أي طموحات في الحكم وسنكون عوناً لكم) وقد كان صادقاً كما برهنت الاحداث لاحقاً.

    ـ قبل ان نذهب الى التنسيق بين المجلسين نريد أن نعرف كيف تشكل مجلس الوزراء ومتى ومن الذي رشحك لهذا المنصب (رئيس الوزراء) وقد كان مرشحاً له ايضاً ميرغني النصري نقيب المحامين آنذاك؟

    ـ تم تكوين مجلس الوزراء بعد حوالي اسبوعين من الانتفاضة و كان الترشيح للانضمام لمجلس الوزراء مبني على الاسس التالية:

    الوطنية ان لا يكون قد عمل في نظام مايو

    المقدرة والكفاءة.

    وتمت ترشيحات كثيرة ويوم ذاك اصبح التجمع يضم كل النقابات والاحزاب وأصبح اسمه (التجمع الوطني) وبعد نقاش مستفيض دام زهاء الاسبوعين تم تشكيل مجلس الوزراء وقد طلب من الاحزاب المشاركة في التجمع أن ترشح شخصاً لأن يكون وزيراً من غير المنتمين اليها وكان الهدف من ذلك ان تكون الوزارة قومية وليست حزبية.

    ورشح الاخوان المسلمون جناح صادق عبد الله عبد الماجد بشير حاج التوم الذي اصبح وزيراً للتربية والتعليم ورشح الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد بشير حامد الذي اصبح وزيراً للإعلام ورشح حزب الأمة امين مكي مدني الذي اصبح وزيراً للاشغال.

    وطلبنا من القوات المسلحة بصلتها الاوثق بشئون الجنوب ان ترشح لنا وزراء الجنوب الثلاثة الذين يجب ان يضمهم مجلس الوزراء اتباعاً لتقاليد الدستور الماضية ـ فرشحوا لنا صمويل ارو ـ بيتر جاتكوث ولعلي نسيت اسم الثالث (اوليفرالبينو) ولكنه طرد من المجلس لارتباط اسمه بحادث تهريب حبوب مخدرة الى السعودية.

    أما بالنسبة لترشيحي لمنصب رئيس الوزراء فقد تم من قبل نقابة موظفي المصارف، وقد رشح الحزب الاسلامي ميرغني النصري الذي كان نقيب المحامين ورفعت الترشيحات الى المجلس العسكري كأمر تشريعي وتمت موافقة المجلس على تعييني لرئاسة مجلس الوزراء وحقيقة وللامانة والتاريخ فقد كنت زاهداً في هذا المنصب ولم أفكر فيه مطلقاً

    ولم يكن به يوم ذاك ما يغري فترددت كثيراً وبعد الحاح من الكثيرين من بينهم نقابة الأطباء قبلته على مضض ولكن لم أقبل به نهائياً إلا بعد اجتماع مع المجلس العسكري الانتقالي أوضحت لهم فيه ما انوي القيام به سألتهم أن كانوا يوافقون على خطتي في العمل فوافقوا عليها بالاجماع وكانوا عند كلمتهم كما برهنت الأحداث اللاحقة.

    وقد كان من مهام مجلس الوزراء ان يجتمع لاختيار الوزير المرشح ولعل الوزير الوحيد الذي كان لي كلمة منفردة في تعيينه هو وزير العدل والنائب العام (عمر عبد العاطي) وكيل نقابة المحامين وكان له دور كبير في الانتفاضة وقد ترشح لهذا المنصب اربعة اشخاص هم عبد الوهاب بوب المحامي ـ وعبد الوهاب ابو شكيمة وعمر عبد العاطي ولعلي نسيت الرابع،

    وقد وقع اختياري على عمر عبد العاطي وكان ممتنعاً وغير راغب ولكن اقنعته بصعوبة وقد وقع اختياري عليه لأن ادواره في الانتفاضة كانت كبيرة ومواقفه الوطنية كثيرة وهنالك من كان يعتقد بان هنالك من هو أحق منه ولكن اعتقدت انه أحق لانه مؤهل لذلك.

    ولذلك السبب ظل عبد الوهاب بوب يهاجمني في الصحف لمدة طويلة ويتهمني بالفساد وعدم الأمانة وكان ردي عليه أنني أتحداه وأدعوه لان يرفع قضية ضدنا إذا كان لديه ما يثبت دعواه.

    ـ ما مدى صحة ما تردد عن الصراع بين المجلسين (العسكري المدني) وتدخل الاول في شئون الثاني وكيف كنتم تتجاوزون هذه الازمات؟

    ـ لم تكن هنالك أي ازمات ولم يتدخل المجلس العسكري في شئون مجلس الوزراء وانما تعاون المجلسان كل في حدود اختصاصه للعمل سوياً لانجاح الفترة الانتقالية وقد تم ذلك بصورة مثالية قبل أن تتكرر

    ولم يكن هنالك أي مشاكل ولكن الصحيح أن في بداية المسيرة كانت هنالك بعض الشكوك بين المجلسين ولكن العمل سوياً بدد هذه الشكوك واكسبنا ثقة متبادلة حتى ان الاجتماعات التي كانت تتم بين المجلسين ويجري فيها تصويت لم يكن يقف اعضاء كل مجلس على حده للتصويت ولكن هنالك خلطاً.

    ـ ما طبيعة العلاقة بين المجلس العسكري والأحزاب وكذلك العلاقة بينه وبين النقابات؟

    ـ لا أعرف للمجلس أي صلات خاصة بالاحزاب ولكن رغم ذلك يسأل اعضاء المجلس العسكري عن ذلك وبالطبع هنالك أفراد من المجلسين لهم صلات بالاحزاب ولكن هنا لا نتحدث عن افراد بل عن الهيئتين ـ واذا تحدثنا عن افراد هنالك بعض العسكريين وفي اوقات لاحقة التحقوا بالاحزاب في عهد الديمقراطية مثل عبد العزيز محمد الأمين الذي انضم للاتحادي الديمقراطي واللواء فضل الله برمة ناصر الذي اعلن انضمامه لحزب الأمة وكذلك من مجلس الوزراء حسين سليمان ابوصالح انضم للاتحادي. وذلك لم تكن للمجلس العسكري أي علاقة مع النقابات.

    ـ في عهدكم تم حل جهاز الأمن من الذي كان وراءه وما مدى صحة بعض الروايات التي سأسوقها فهنالك رواية تقول أن وراء حله:

    المشير سوار الذهب واخرى تحمل الفريق تاج الدين عبد الله ـ نائب سوار الذهب المسئولية في حين تردد أن قوى اجنبية ضغطت بشكل او بآخر على القيادة الوليدة بحل الجهاز.

    أولاً جهاز الأمن حل قبل ان اتولى منصب رئيس الوزراء لأنه لو تم بعد ذلك لحافظت عليه ولما وافقت على حله وكنت سأجري به بعض التعديلات التي تجعل منه جهازاً لائقاً بعهد ديمقراطي وهذا لم يكن مستحيلاً إذ أن الجهاز لم يكن فاسداً في كل اجزائه

    وانما كانت هناك قيادات فاسدة ارتكبت من الاعمال ما تأذى منه الشعب السوداني ودمغت الجهاز بهذه السمعة السيئة لدى جماهير الشعب السوداني قبل الانتفاضة ولعل هذه السمعة السيئة هي التي دفعت بالمجلس العسكري لحل الجهاز فالمجلس العسكري هو من قام بذلك كهيئة وليس شخصاً بعينه داخل المجلس ولا أعرف أي قوى اجنبية كان لها دور في حل الجهاز.

    ـ المجلس العسكري حل الجهاز إذن اعمال التخريب والحرق في الجهاز من الذي قام بها؟

    ـ التخريب الذي حدث كان من قبل المواطنين الغاضبين وحدث هذا في ممتلكات الجهاز ولكن لا اذكر تفاصيل دقيقة عن هذه الأحداث فقد مر زمن طويل.

    ـ تقييمك للآثار التي ترتبت على حل جهاز الأمن وهل صحيح أنها كانت من اسباب الاختراق الأجنبي؟

    ـ من اثار ذلك ان السودان أصبح مكشوف الظهر من ناحية أمنية خاصة وأن الجهاز حوى في داخله عناصر ذات كفاءة عالية وتلقت تدريباً متقدماً على حساب الدولة ولذلك كان لابد من الاستفادة منهم ولقد حاول جهاز الاستخبارات في القوات المسلحة والشرطة أن يسد هذه الثغرة ولكنها كانت اكبر من طاقاتهم جميعاً أما عن الاختراق الأجنبي للبلاد فليست هنالك مظاهر ملموسة لهذا الاختراق.


    ـ ماذا عن ظهور الجبهة الإسلامية على مسرح الأحداث ومدى صحة أن المجلسين كانا يخدمان أغراضها ـ إضافة الى مغزى تعيين وزير التربية والتعليم من الحركة الاسلامية؟


    ـ (بحده) هذه تهمة بلا دليل أولاً الجبهة الإسلامية لم تنضم للتجمع حتى يكون لها تأثير والوزير الذي عين لم يكن من الجبهة القومية الاسلامية ولكنه كان من الاخوان المسلمين الجناح التابع للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وأنا اتحدى أي احد يمكنه أن يدلل على أي امتياز نالته الجبهة الاسلامية لم ينله الآخرون في النظام الديمقراطي. ولكن كون كوادر الجبهة نشطوا في المناخ الديمقراطي فهذا حقهم وليس من حقنا أن نمنع أحداً من ممارسة نشاط كفلته له الديمقراطية.


    ـ نريد مشاهد من هذه الفترة وانجازات قمتم بها واشياء كان من المفترض القيام بها ولكنها لم تنجز كتعديل او الغاء قوانين سبتمبر واتهام للحكومة الانتقالية بأنها لم تكنس آثار الفترة الشمولية (مايو)؟


    ـ لم تلغ الحكومة الانتقالية قوانين سبتمبر وهي تعلم تمام العلم انها تمت في فترة شمولية ودون استشارة دستورية للشعب ولكنها في نفس الوقت كانت الحكومة تعمل على قراءة الخارطة السياسية لأوضاع البلاد آنذاك وهذا عندما أعلن حزب الأمة انه مع الصحوة الإسلامية وكذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي أمن على قيام الجمهورية الإسلامية كما نادت الجبهة القومية الإسلامية لتطبيق الإسلام في كل نواحي الحياة هذه التيارات تمثل السودان الأعظم من الشعب السوداني،


    ونحن لسنا ضد الإسلام وموقفنا منه معروف ولكننا رغم ذلك كحكومة انتقالية فقد تركنا الخيار للشعب في أن يقرر بعد انتهاء الانتخابات. ماذا يريد؟ وهنا أنا أتساءل بدوري لماذا لم تلغ هذه القوانين عند عودة الحكم الديمقراطي؟ ان لم تكن تمثل شيئاً في واقع الشعب السوداني خاصة وأن الصادق المهدي قال وبالحرف الواحد (أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به) أما بالنسبة لازالة آثار مايو فهذا حديث عام ولا يمكن لنظام أن ينسخ ما جاء به نظام سابق بالكامل مهما حاول


    ولكننا اقلنا النظام الشمولي بالثورة وأعدنا الديمقراطية وأعدنا المفصولين تعسفياً وشكلنا لجنة لمحاسبة المفسدين في مايو، وعقدت جلسات تاريخية منها محاكمة عمر محمد الطيب النائب الأول للرئيس المخلوع وشكلنا لجنة قانونية للنظر في القوانين المايوية لاصلاحها أو الغائها وأجزنا قانون الانتخابات «عادل وديمقراطي» وأجرينا انتخابات حرة ونزيهة شهد بعدالتها ونزاهتها الجميع واشترعنا دستوراً انتقالياً ديمقراطياً عوضاً عن دستور 1952 المعدل عام 1956م.


    ولذلك أقول يستحيل على نظام ان يحاكم فترة سياسية امتدت ستة عشر عاماً فأيدها في البداية الشيوعيون وفي منتصف عمرها الأحزاب وفي اواخر ايامها الحركة الاسلامية ـ هل من الواقع ان نحاسب جميع القوى السياسية ولذلك آثرنا أن تجري الانتخابات ويحاسب الشعب السوداني الذين افسدوا سياسياً من خلال الانتخابات.


    ـ لماذا لم يقبض على منصور خالد عندما جاء السودان هل لهذا صلة بعلاقاته الدولية أو كانت لديه ملفات كان سيفجرها حال القبض عليه؟


    ـ منصور خالد في اواخر ايامه كان ضد نظام مايو وهو كان فرداً من ذلك النظام وقد جاء بدعوة من النائب العام للادلاء بشهادة ولم يرتكب منصور خالد أي اعمال جنائية يحاسب على اساسها وانما يدخل في زمرة الساسة الذين ايدوا مايو ولماذا نحاسب منصور ولا نحاسب نقد؟


    ـ علاقات السودان الخارجية كيف كان شكلها في عهدكم وما موقف السودان من العلاقة بين العراق وايران في ذلك الوقت؟


    ـ السودان لم يتخذ أي موقف انحيازي بين العراق وايران وسياسة السودان الخارجية كانت تقوم على المصلحة القومية والبعد عن الاحلاف والمواقف المتطرفة وكانت على احسن حال على محيطنا العربي والافريقي والعالمي.


    ـ ما قولك في تدهور العلاقة مع مصر والغاء اتفاقية الدفاع المشترك بضغط من ليبيا والاحزاب وان الاتفاقية كانت واحدة من اسباب تحجيم العمل العسكري للحركة؟


    ـ العلاقة مع مصر لم تتدهور (ثم استدرك): حقيقة عند بداية عهد الحكومة الانتقالية ظهرت (إشاعة) بأننا نود اعادة النظر في اتفاقية مياه النيل وقد قلت يوم ذاك: (أن هذه الاتفاقية وقعت بين بلدين شقيقين وتعطي نصوصها الطرفين الحق في النظر فيها ولكن هذا ليس من اولوياتنا الآن) ولعل الامر الآخر أن الكاتب انيس منصور كتب مقالاً في احدى المجلات المصرية يقول فيه (تلتقي بسوار الذهب تطمئن على السودان وتلتقى بالجزولي دفع الله تشفق على السودان) ظناً منه انني اتخذ موقفاً معارضاً لمصر


    وكان أن التقيت في فترة لاحقة بالرئيس المصري مبارك ومجلس وزرائه واستقبلت استقبالاً طيباً ولذلك أقول أن العلاقة بين مصر والسودان. اضافة الى ان هذه الاتفاقية لم ينجم عنها شيء يذكر ولم تكن فعالة حتى نقول ان الغاءها أثر على مجريات الأحداث في الجنوب وحقيقة نحن لم نلغها ولكن تم تجميدها حتى نجد لها شكلاً أكثر فعالية.


    ـ لماذا رفضت الحركة الشعبية الانتفاضة وقامت باحتلال الناصر وهل صحيح أن الحكومة تقاعست في حسم العلاقة معها واهدرت فرصاً مواتية لانهاء الحرب ولماذا لم تطرح أي مشروع جاد لحل المشكلة؟


    ـ هذه واحدة من أخطاء جون قرنق التاريخية وعدم فهمه للانتفاضة وظنه انها (مايو 2) مع أن قادة المجلس العسكري أعلنوا انهم انحازوا الى ثورة قامت وقد كان ظننا كبيراً ان جون قرنق قد تفهم طبيعة هذا التغيير وقد كتبت اليه خطاباً قبل تشكيل الحكومة الانتقالية اقول له فيه: (أن نظام مايو قد سقط


    وأنك قد لعبت دوراً في ذلك والسودان الآن على اعتاب مرحلة جديدة قد لا تتكرر ومكانك معنا هنا حتى نصنع المستقبل سوياً) وكان هذا الخطاب باللغة الانجليزية ولو استجاب جون قرنق يوم ذاك لوفر على نفسه وعلى السودان 20 عاماً من الحرب واهدار الموارد وسفك الدماء ولحقق للجنوب طموحاته المشروعة ولكنه أثر ان يتخذ موقفاً مغايراً لذلك ظلت ازمة السودان بلا حل حتى الوقت الحاضر.


    وقد كان واضحاً أن جون قرنق تعامل مع الحكومة العسكرية على انها مايو وقد التقيت في هذا الشأن بالرئيس الكيني اراب موي ثم الرئيس الأوغندي يوري موسفيني الذي كان جون في حركته عندما كان طالباً في جامعة دار السلام وحاول موسفيني وفي حضرتي ان يتصل بجون قرنق ليحضر ولكنه لم يفلح إذن لقد حاولنا ولكنه كان متصلباً ومنحازاً الى رأيه.


    ـ في ايام الحكومة الاخيرة وهي تقترب من تسليم السلطة للشعب هل تعتقد ان بعض العسكريين راودتهم فكرة الانقلاب على ما تم والاستبداد بالسلطة خاصة وأن بعضهم بدأ في تلميع نفسه؟


    ـ حقيقة من ناحية عملية وفيما أعلم لم يحاول أحد في المجلس العسكري الانقلاب على الانتفاضة والدليل على ذلك انهم شاركوا في تسليم السلطة في الموعد الذي حددته قوى الانتفاضة وكانوا هم الخاسر الاكبر اذ خسروا وظائفهم في القوات المسلحة وبعضهم كان في بدايات حياته العملية.


    ـ هذا يقودنا لسؤال من الذي اختار تاج الدين عبد الله فضل قائداً عاماً بعد الفترة الانتقالية ولماذا هو بالذات الوحيد من بين اعضاء المجلس الذي واصل العمل ثم عين فيما بعد بمنصب رئيس هيئة شباب الوطن. التابع للجبهة الاسلامية.


    ـ ليس لدى أي اجابة عن الفترة التي تلت الفترة الانتقالية ويسأل هو نفسه هذا السؤال.


    ـ بعد تسليم الحكومة لماذا اصبح على رأس قائمة الشكر في العالم الخارجي المشير سوار الذهب كأول جنرال يسلم السلطة للشعب ولا يقال الحكومة المدنية بقيادة د. الجزولي دفع الله؟


    ـ العسكريون اكثر شهرة من المدنيين خاصة في العالم العربي والتغييرات التي حدثت في الحكم في العالم الغربي كثيراً ما قام بها العسكريون ومازال الكثيرون في العالم العربي يظنون أن العمل الذي تم في السودان عسكري في المقام الأول ولا يدركون عمقه الشعبي هذا بالاضافة الى شخصية المشير سوار الذهب المتميزة.


    الخرطوم
                  

03-07-2008, 05:08 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    شهيد العصر

    شعر: محمد عبد الله شمو
    13 فبراير 1986


    سوف امشى للمحطات التى قد احرقوها

    للعصافير التى قد شردوها

    ثم امشى فى الطريق الجانبى

    اشجب النهر الذى خان الضفافا

    ثم امشى فى اليسار العربى

    كى ارى الحمى التى تشتد ما بعد الزفافا

    ***

    ثم امشى وانادى ايها الوجه المطارد

    وفق مايهوى ..الهوس...ايها الفذ المحاكم .. مثل ما يهوى النظام

    كيف لى ان اشتهيك ؟. كيف لى ان التقيك؟؟

    وارى الغامض فيك؟؟

    ثم امشى فالاقى .. ما الاقى

    فى مسار لولبى........ ومناخ كالسديم.

    نحن نرتد كثيرا للقرون الغابره

    فى مناخ هو كالعهد القديم

    ***

    وافتقدناه صباحا.

    كان سرا يعشق الارض واسباب السماء

    فتسامى.... وسما....

    ناسجا كل التفاصيل التى سادت اطار الملحمه

    وتوارى بين حبات الندى

    راضيا كل الرضا.....

    لم يكن يعرف شيئا عن مزاق الكولا والايس كريم

    لم يكن يستعمل التكييف قط.....

    لم يكن يرتاح والدنيا غلط...

    ***

    لم يقل شيئا ينافى ما يراه

    لم يقل شيئا سواه....

    كان ضد المرجفين

    يوم ان كنا جميعا بين... بين....

    يوم ان بعنا عليا والحسينا ....

    ***

    كان شخصا نادرا حتى العدم

    وفريدا مثل خط الاستواء

    كان يمتد سلاما.. و صفاء.. ونقاء..

    ***

    اشرب القهوه فى ركن قصى ثم امضى.

    موغلا فى الحزن حتى الموت

    او ماشابه الموت كثيرا

    ***

    لا مجال الان للتدخين عندى ..... هذا التبغ مر فاتركينى..

    ان فى عينيك سرا غامضا يحتوينى.....

    وانا لا املك الان السؤال ولا باب الاجابه

    ليتنى كنت تمردت على كل نواميس الكتابه...

    فاتركينى احزم اللحظه بضعا من متاعى

    اكتب الشعر الذى يورثنى المجد الملون

    واحتمالات الضياع....

    ***

    يا حبيبى......

    ايها الرابط فينا كقناديل الذره

    ايها الممتد فينا كانحناءات الحقول


    ليلة الفاشست حتما لن تطول


    ليلة الفاشست حتما لن تطول


    ليلة الفاشست حتما لن تطول
                  

03-07-2008, 05:23 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    ميرغنى النصرى
    ====
    {ما هي الشخصيات التي أثرت في شخصيتك وجذبتك إلى غمار السياسة؟
    -الأسماء كثيرة لا يسع المجال لذكرها ،لكن عبيد عبد النور هو أكثر الشخصيات التي أثرت في شخصيتي وسلوكي فهو كان أستاذ لغة عربية وتربية إسلامية يدرس بطريقة مثالية وبأسلوب طري وملئ بالعاطفة ،وأيضا إسماعيل الأزهري أبو الوطنية السودانية ،وكثيرون في حياتنا منهم شيخ الخاتم في مؤتمر الخريجين ومحمود محمد طه وهو من رفاعة وكون الحزب الجمهوري في رفاعة وعمل أكبر ثروة ضد الاستعمار من المدينة في عام 1946م.
    {التورة كانت بسبب الختان وليست لطرد الاستعمار ؟
    -كانت بسبب الختان هذا ، فالممثلة الشهيرة فائزة عمسيب هي التي تسببت في الثورة عندما ختنت فرعونيا وألقي الإنجليز القبض عليها وعلى المرأة التي قامت بختنها ووالدتها ،هنا ظن أهالي رفاعة أن المستعمرين تدخلوا في شؤونهم الخاصة فقامت الثورة بقيادة محمود محمد طه ،وكانت ثورة حقيقية ذهب فيها أهالي رفاعة إلى مدينة الحصاحيصا واحتلوا مركز شرطة المدينة وضربوا نايلت وريت مدير شرطة المديرية الإنجليزي

    http://alanbaa.info/new1/index.php?type=3&id=12062&bk=1
                  

03-07-2008, 05:41 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    الترابى لعكاظ السعودية

    "النميري قتل طه
    دكتور حسن الترابي الذي اهدر دم محمود طه واتهم بأنه كان وراء محاولة اغتيال الرئيس مبارك يواجه الان موجة من التكفير والتسفيه لارائه من قبل الثائرين عليه وقد يحاكم.. كيف ترى نفسك في هذا الواقع؟
    - الكلمة الاولى التي بلغتك كاذبة ولا اساس لها من الصحة.. فأنا اعرف الرجل منذ نشأته واسرته ولم ارد عليه طيلة حياته ولم افت بقتله بل ان الذي قتله هو الرئيس جعفر نميري عندما خرج من السجن وادعى انه المسيح عيسي عليه السلام وعندما انكر عليه المنكرون قال ان الاسلام هو الرسالة الثانية وفي اخر ايامه انكر وحدة الوجود فأقيمت له محكمة استثنائية وانا ضد المحاكم الاستثنائية وضد مبدأ قتل المرتد منذ اكثر من اربعين عاما فالقرآن يكلمنا في عشرات الايات «الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا» وهذا حديث خطير أشرحه للناس دائما فكل يعمل على شاكلته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر واذا ضغطت بالخوف لانه ارتد فأنك تحدث نفاقا والنفاق في الدرك الاسفل من النار وهذا لايجوز دينا.
    ولكنك وصفت المشروع الاسلامي في السودان بأنه مرتد؟
    - اتكلم هنا عن لغة عربية ارتد يا أخي اي ذهبت الى الباب فارتددت حتى كلمة كفر يعني غطى والكفر درجات بل حتى استخدام كلمة «زنديق» وهي كلمة فارسية ليست بالعربية لا يتناسب مع الكفر ودرجاته.
    انا ضد الاغتيالات"

    http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070606/Con20070606116099.htm
                  

03-07-2008, 05:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    خالد ابو احمد كان اسلاميا جاهد فى الجنوب ولكن ......
    فلنقرآ له
    =======
    لاخ الاستاذ عادل
    تحياتي وتقديري واحترامي

    أجد نفسي مقدرا جدا وشاكرا لك هذا الصنيع بايراد ما كتبه قلم الفقيد الراحل العزيز طه ابوقرجه الذي فقدته في ذلك العام وقد بدات بيننا علاقة عجيبة من الحب والمودة ذلك الرجل فتح بصيرتي على أشياء كثيرة ومن خلاله تعرفت على حقائق كنت اجهلهاولولا تلك العلاقة التي لم تكتمل نصف عامها الأول لكني أحسب اني اجلس يوميا مع طه ابوقرجة واتبادل معه ذلك الحديث الذي كان يدور بيننا الذي يغلب عليه هموم أهل السودان، ولهذا حديث طويل... ولكن..!!
    غريبة هي الشخصيات التي ارتبطت بمحمود محمد طه... كلهم من الاطهار اصحاب القلوب البيضاء النظيفة ونادرة النظافة والصفاء التي قل ان نجد مثلها في عالمنا اليوم، أنا لست جمهوريا البته، وقبل اعدام محمود محمد طه بعامين كنت اواظب على اركان د. الدالي في جامعة الخرطوم لكن لم اتعرف في حينها على (جمهوري) عن قرب لكن في البحرين تعرفت على الاخ المرحوم طه وكانت لنا جلسات طويلة من النقاش الموضوعي الهادي، وقبل ذلك خال زوجتي الاستاذ سعد القاضي الذي كان أحد الجمهوريين هالة من الضياء الروحي، وكما يقول الاخوة في ايران ويتداولون مصلطح العرفان الذي اشعره به في شخصية القاضي وذلك الصفاء الروحي والأدب الجم ومحبة الناس وحب الخير للآخرين، ثم جاءت فترة وتعرفت في البحرين أيضا على الاخ العزيز بدر الدين السيمت، وذات الصورة للقاضي وابوقرجة، ثم جاءت فترة تعرفت على الاخ ابوبكر القاضي .. وما أدراك ماابوبكر القاضي .. ولذا أجد ان الجمهوريون اذا كانوا جميعهم على هذه السمة والله هم أحق الناس بالاتباع في زمن افتقدنا فيها مكارم الاخلاق وضياع المبادي والمثل الحميدة التي جاء بها الاسلام.. نعم عندي راي حول الفكرة (الجمهورية) ولكن ما تيقنت منه من خلال هذه الشخصيات التي ذكرتها آنفا يجعلني أفكر كثيرا في أن اتعلم منهم كيف أكون انسانا محبا للخير ولمكارم الاخلاق وللتفاني في خدمة الاخرين، وللسعي وراء فكرة ان اسجل موقفا لـ (نفسي) يجزيني به الله تعالى خيرا كثيرا..ويجنبني به الشرور.
    هذه الايام عموما ايام للتفكر والتدبر في ما هو مطروح على الساحة.

    وأكرر أخي عادل شكري لهذه المبادرة.

    وهكذا تكلم...المرحوم طه ابوقرجة المحامي
                  

03-07-2008, 05:03 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    في برنامجه "أسماء في حياتنا"إستضاف المذيع عمر الجزلى فى مايو 2006 المحامى الإسلامى محمد يوسف محمد وهو أحد مؤسسي تنظيم الاخوان المسلمين"الحركة الإسلامية" في السودان وقد كرمته حكومتهم هذه وأغدقت عليه بالأوسمة والمناصب الرفيعة..
    تحدث عن سعيهم للأستاذ محمود محمد طه فذكر أنهم في حوالي عام 1951 قرروا أن يبحثوا عن رجل يقود تنظيمهم ويكون في قامة زعماء الأحزاب الموجودة في الساحة وكانوا حينها طلبة في الجامعة .. قال نسق مع ميرغني النصري وذهب ليقابل الأستاذ في رفاعة ودخل عليه في خلوته .. قال سألته عن الصلاة وعن الشائعة التي سمعوها عن أنه لا يصلي .. قال الأستاذ سأله: هل الصلاة وسيلة أم غاية؟ قال قلت له: الصلاة معراج العبد الى ربه .. قال محمود قال لي: أنا وصلت .. وشرح أنه يعني وصوله لله .. قال فقلت له لماذا لم تسقط من سيدنا محمد .. قال قال لي أنه محمد معلم .. قال فسألته عن عودة المسيح .. قال أنو المسيح لا يرجع جسده ولكن ترجع روحه وتحل في شخص وأنا ذلك الشخص .. قال عند ذلك عرفنا أنه محمود محمد طه لا ينفع معنا ورجعنا ..
    ولا يحتاج المرء لذكاء خارق لمعرفة الخلل الكبير في هذه الشهادة المجروحة ومحاولة تشويه صورة الأستاذ بأي سبيل .. فهل يعقل أن يذهب أعضاء جماعة اسلامية ليطلبوا من شخص أن يقودهم بالرغم من أنهم سمعوا عن أنه لا يصلي؟! الكذب في مانسبه للأستاذ من أقوال طبعا واضح والحق أنني شعرت بكذبه هذا الرجل في مواضع أخرى من الحوار فقد قال أن ظهور تنظيمهم كمنافس الشيوعيين في الجامعة كان السبب في اختفاء الشري والبيرة من ساحات الجامعة .. كذلك قوله أنهم لم يشتركوا في فرض قوانين سبتمبر ولكنهم ساندوا نميري بعد اعلانها بالرغم من لهم تحفظات على الطريقة التي طبقت بها ولما سأله الجزلي عما اذا كانوا أبدوا رأيهم وتحفظاتهم هذه لنميري قال: نعم. وطبعا المعروف أن الاخوان المسلمين لم يعترضوا على أي شيء من تطبيقات نميرى بل كانوا يدافعون عنها بشراسة في الأركان وفي وسائل الإلام حتى لفظهم نميري قبيل الانتفاضة بعد أن شعر بأنهم ينوون الانقلاب عليه ..
                  

03-07-2008, 05:06 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    منصور خالد وعبء المثقف السوداني

    د. عبدالوهاب الأفندي
    22/05/2007

    . فلم تكد توجد في تلك الفترة (منتصف الثمانينات) أي مؤلفات فكرية في مجال السياسة، سوي كراسات متفرقة (معظمها لحزب الأمة) ومحاضرات قليلة (للإسلاميين، وللشيخ حسن الترابي خصوصاً) وبضع مذكرات سياسية لأشخاص غاب معظمهم عن الساحة. حتي الحزب الشيوعي السوداني المفترض فيه أن ينتج كتابات ذات طابع أيديولوجي خلا مكانه في رف المكتبة السودانية إلا من كتابين، أحدهما تقرير المؤتمر الرابع (والأخير) للحزب الذي انعقد في عام 1967. الاستثناء الوحيد كان حركة الإخوان الجمهوريين التي أنشأها المفكر الراحل محمود محمد طه، والتي أثرت المكتب بكتب ورسائل عديدة في شرح أفكارها ومنطلقاتها، وإن كان معظم انتاجها يركز علي النواحي العقائدية والروحية أكثر منه علي القضايا السياسية.


    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\21e50.htm...0الأفندي&storytitlec
                  

03-07-2008, 05:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    ومحمود محمد طه.. كان أكثرنا طهراً وشجاعة وجدية، ========
    المربي عبد الرحمن عبد الله يروي قصصاً من كفاح جيل

    اسمي عبد الرحمن عبد الله عبد العال، ولدت بمدينة دنقلا في 15/9 /1915، ودرست المرحة الأولية بدنقلا، والوسطى ببربر، ثم دخلت كلية غردون ....
    زاملت في الدراسة بكلية غردون جمال محمد أحمد وبابكر عوض الله وحسن الطاهر زروق وصلاح الدين عبد الله والدرديري عثمان ونصر الدين السيد ومحمود محمد طه.. والأخير كان أكثرنا طهراً وشجاعة وجدية، لدرجة أننا لم نكن نستطيع التفوه بأي عبارات غير لائقة في حضوره. .....
    -------------


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147508090&bk=1

                  

03-07-2008, 04:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    عبد الوهاب الافندى

    عن المثقف والسلطة وسبل كسب العيش في السودان

    2007/11/08


    من جهة أخري فإنه من المجافاة للحقيقة أن يقال ان المثقفين السودانيين في مجملهم اختاروا المداهنة إلا من أغناه الله من فضله. فهناك الكثيرون ممن اختاروا التضحية، وحتي دخول السجن أو المنافي علي المداهنة. وهناك من ضحي بحياته من أجل المبادئ. وقد مرت علي البلاد أجيال من المفكرين والسياسيين اختارت باستمرار العفة والاستقامة والزهد في متاع الدنيا الزائل حتي حين آلت إليهم السلطة. بل هناك من تميزوا في هذا المجال واتخذوا الزهد منهجاً ومذهباً. وفي هذا المجال يحضرني مثال المفكر الراحل محمود محمد طه، الذي أختلف تماماً مع مذهبه العقائدي، ولكن أي مراقب لا يسعه إلا أن يحترم منهجه في الزهد المنهجي (لا زهد الاضطرار) في المظهر والمعاش، ناهيك بالثبات علي المبدأ حتي الموت.


    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2007\11\11-08\0...20في%20السودان%20fff
                  

03-07-2008, 04:24 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    أحمد سليمان المحامي

    * محمود محمد طه؟

    رجل عالم ما في كلام واعدامه كان خطأً كبيراً

    = «صمت برهة» يا سلام.. رجل عالم ما في كلام واعدامه كان خطأً كبيراً.. وبالمناسبة هو قريبي لأمي، واقرأ باهتمام لاحد تلاميذه الشطار جداً وهو عبد الله النعيم.



    * قيل انه ارسل اليك تلاميذه ابان فصلك من الحزب الشيوعي ليبلغوك انه لم يكن يخشى عليك عندما كنت شيوعياً ولكن بدأ يخشى عليك لانه يرى ان هناك غزلاً بينك والا خوان المسلمين، فرديت عليهم مستنكراً (انا ابقى آخ مسلم!! أنا أمشي للمتخلفين ديل!!) هل هذا صحيح ؟.



    = يجيب ضاحكاً: نعم هذا صحيح وقد كان هذا رأيي في الاخوان المسلمين اول الامر، ولكن عندما عشت وسطهم وجدتهم «ناس كويسين والله».


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147484912&bk=1
                  

03-07-2008, 04:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    فى حوار للرأى العام مع ميرغنى النصرى:

    على طول هذا الطريق كانت هناك منظمات اسلامية اخرى منها منظمة الاخوان المسلمين بقيادة سودانية يرأسها الاستاذ المغفور له باذن الله علي طالب الله وهنالك الحزب الجمهوري بقيادة محمود محمد طه وهو حزب قائم على مباديء اسلامية ونزعة اشتراكية ذات مضمون فردي واجتماعي..

    http://www.rayaam.net/22005/12/19/tahgigat/hiwar2.htm
                  

03-07-2008, 05:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    الصحافة تتونس مع عمار أحمد آدم:
    فاعتقد انو الزواج فهمو عميق.



    * يعني الزواج عند عمار هو درجة اكبر من العرس؟



    - استعير مقولة الاستاذ محمود محمد طه: زوجتك هى انبثاق نفسك عنك خارجك..



    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147491274&bk=1
                  

03-07-2008, 11:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    شخصيات مقدسة!!


    الشهيد الاستاذ محمود محمد طه

    الاستاذة / سناء خالد ...

    كل يختار طريقته لتمجيد شخصيته المفضلة او المحبوبة او المرجعية له ...أعتقد أن العنوان غير مصيب لمبتغاك أو هكذا فهمت من خلال السياق العام , أتمنى لك التوفيق وكذلك أعتقد أن كل الذين ذكرتيهم لا قدسية لهم ولكنهم ربما سيخلدون في ذاكرة جماهيرهم
    ربما ... يتميز كل بخاصيتة وكاريزماه , ربما يلفت انتباهي في هؤلاء الشهيد الدكتور جون قرنق ,الشهيد الاستاذ محمود محمد طه لمواقف ومبادئ آمنوا بها وعملوا لها دون مهادنة او مراوغة أصابوا وأخطاؤوا لكن تصل قمة بطولاتهم في طريقة موتهم البطولية بالذات الشيخ السبعيني الذي خطى بثبات ومهابة وجلال نحو المشنقة لم يرى له مثيل ,وماتا على مبدأ لم يحيدوا عنه بكل تأكيد أعتقد أن الفكر الاسلامي خسر واحد من فرسان مستكشفي درره وثابري غوره,,, كما لا شك في الإعتقاد بأن السودان خسر بموت القائد التأريخي جون قرنق علم وفارس له رؤية واضحة لواقع سوداني متميز يخطو نحو أهدافه بثقة وثبات ووفق رؤية منهجية وخطط لتطوير فلسفة حكم السودان ولكن قاتل الله المؤامرات التي تقف ضد آمال وتطلعات الشعوب فضاع الامل بغياب قرنق وضاعت الرؤية والحلم ... ربما أعود لأرتب للبقية من حكامنا ففي الديمقراطية كان الصادق المهدي فارس الحلم ولكن كانت عيوبه خلال فترة الحكم الديمقراطي من أهم ما ارتكز عليها العسكر المؤدلج لصالح الترابي في ايجاد المبرر للإنقضاض على الديمقراطية , وكذلك يعاب على الامام تردده في اتخاذ القرارات وتلك ربما كانت قاصمة الظهر في مسيرة الديمقراطية الثالثة ... ثم مرونة وتساهل في التعامل مع العدو والصديق هي ربما نعمة ونقمة في آن ...يستمر الحديث بحول الله.
    ........................................................................................حجر.


    شخصيات مقدسة!!
                  

03-08-2008, 02:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    فذهبوا وهم يبحثون عن زعيم, إلى الأستاذ محمود محمد طه

    أوراق في السياسة الوطنية السودانية:الحركة الوطنية الإسلامية :رحلة الشتاء والصيف (1)
    عبد المحمود نور الدائم الكرنكي
    جيب ساعة لـ"حزب الأمة"
    عندما كوَّن الإتجاه الإسلامي الجبهة الإسلامية للدستور عام 1954م, كانوا جماعة من الشباب المتحمس, ا

    لذين ليس لديهم أي وزن نقابي أو عشائري أو فكري. وكان كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل من مراجعهم المهمة. وكانوا يعيشون أزمة حقيقية ويبحثون عن زعيم يقودهم وعن أب يسيرون تحت رعايته الحانية.
    فذهبوا وهم يبحثون عن زعيم, إلى الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري, والذي أعدمه الرئيس جعفر نميري عام 1985م



    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/7544/Default.aspx
                  

03-08-2008, 03:43 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    د. حسن مكي:

    ج: أنا.. بفتكر أن محمود محمد طه – جرعة كبيرة لا نستطيع أن نتحملها
    =======

    أجرت صحيفة (الوفاق) الصادرة في الخرطوم حواراً يوم السبت الموافق 5 ديسمبر 1998 مع د. حسن مكي وادلى له بالاتي:

    س- قيل أن لك علاقة خاصة كانت بمحمود محمد طه والبعض قال ان حسن مكي مأثور جداً بشخصية وافكار محمود.؟

    - والله.. أنا من المأثورين به . أنا كنت اعرفه واتردد على منزله في ذلك الوقت. وكنا كشباب في الثانويات نجد عنده (اللقمة) نتعشى معه وكنا نتعجب ان الشخص الذي يشغل الساحة الفكرية شخص بسيط زاهد ومتواضع، وكان المفكر الوحيد المطروحة كتبه في السوق.

    س: وحينما أعدم؟

    ج: كنت مسرحاً لأفكار شتى- السياسي فينا كان يتكلم – أن الحمد لله ربنا خلصنا من خصم قوي.. وكان حيعمل لينا مشاكل وكان حيكون أكبر تحد لفكر الحركة الاسلامية السياسي – والفكري فينا كان يتحدث بأن هذا الشخص عنده قدرات فكرية وروحية (وأعلم مننا واحسن مننا) ولكن السياسي دائماً ما ينتصر هنا.س: والآن؟

    ج: أنا.. بفتكر أن محمود محمد طه – جرعة كبيرة لا نستطيع أن نتحملها.. (الناس ما قادرين يتحملوا حسن مكي – بيتحملوا محمود محمد طه؟؟! وضحك)س: ولكن امين حسن عمر قال ان الترابي انتصر عنده الفكري على السياسي وكان ضد اعدام محمود؟!

    ج: أنا لا اريد أن ادخل ما بين الترابي وامين.. ولكن اعتقد أن الصف الاسلامي في ذلك الوقت.. كان جميعه مع اعدام محمود محمد طه..

    س: نحن نسأل عن موقف د. حسن الترابي؟

    ج: أنا اعتقد انو كان خائف على أنو نميري ينكص عن اعدام محمود محمد طه.. ويدعو الله الا يحدث ذلك..س: الرأي الفقهي في هذه القضية و.. ؟

    ج: د. مكي – مقاطعاً – القضية سياسية (ما فيها رأي فقهي) خصوصاً وان محمود كان اقوى في طرحه ضد الشريعة الاسلامية في ذلك الوقت.س: ولكن الترابي يعلن دائماً ان المرتد فكرياً لا يقتل؟

    ج: انت تريد ان تخرج لموقف الترابي!! وأنا اوثق للتاريخ..

    س: هنالك رأي يقول ان د. الترابي كان حريصاً على اعدام محمود. وأن محمود كان يمثل منافساً شخصياً له على مستوى الطرح الاسلامي.؟

    ج: (هسع الانقاذ ما كتلت ناس؟ ما كتلت ناس مجدي في دولارات؟ لانو كان مؤثر على سياستها الاقتصادية فكيف اذا كان مؤثراً على مشروعه كله.. هسع كان جبت الترابي يقول ليك أنا ما موافق على قتل مجدي – أمين حسن عمر ح يقول نفس الكلام..
                  

03-08-2008, 03:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    روعت مشاعرى بإعدام محمود محمد طه، هذه نقطة سوداء فى تاريخ السودان
    مامون بحيرى
    مامون بحيرى، حفيد السلطان على دينار، من أوئل السودانيين الذين درسوا بأكسفورد. أول من سودّن وظيفة محافظ بنك السودان وعمل وزيرا فى حكومة نميرى - من مؤسسى جامعة الجزيرة وسكر سنار وخلافهما
    ======

    أصدر كتابا عن سيرته الذاتية بعنوان "لمحات"
    تحت العنوان (إعدام القائد والمفكر الإسلامى محمود محمد طه) فى صفحة 133 من متن الكتاب، ما يلى:
    كنت ضمن العديد من الناس الذين تحركت مشاعرهم وروعوا بالطريقة التى تمت بها محاكمة وإعدام القائد الإسلامى محمود محمد طه. وعلى الرغم من أننى لم ألتق به كنت عادة أسمع عن أفكاره وقرأت له كتابا أو كتابين. كان لا يظهر كثيرا فى الأماكن العامة وأظن أنه كان معروفا فقط لأبناء جيله وأتباعه، وكنت أحيانا أشاهدهم يوزعون كتيباته فى الطرق والميادين أو يخاطبون مجموعات قليلة من التاس. لم أقرأ فى كتبه شيئا يثير السخط من وجهة نظر إسلامية ولم تكن توحى الى إثارة الفتن أو التحريض ضد الحكومة، وأفكاره قد تبدو غريبة ومتضاربة مع توجهات الجماعات والطوائف الدينية الأخرى، لكن حسب رؤيتى للأمر لم يكن فى أفكاره ما يدعو لإتهامه بالردة والحكم عليه بالإعدام.
    كان معروفا لدى الجميع أن المحكمة التى نظرت فى الإتهام الموجه ضد الأستاذ محمود محمد طه كانت مؤلفة من قضاة ينتمون الى جماعات إسلامية مختلفة، جماعات كانت تجهر بعدائها لأفكار وتعاليم الأستاذ محمود. عندما واجه الإتهامات أمام المحكمة رفض الدفاع عن نفسه ولم يكن له محام ليتولى الدفاع عنه، وحسب تحليل بعض القضاة الموثوق بهم لأحداث تلك المحاكمة، قضاة لم يشاركوا فى محاكمته ولا يؤيدون أفكاره، كانت إجرآءات المحكمة مثيرة للسخرية من القضاء.
    أخيرا، قررت المحكمة بالإجماع أنه مرتد وحسب ما تنص عليه الشريعة الإسلامية يجب إعدامه. وحسب آراء العديد من الإسلاميين هناك إلتباس فى التفسير الإسلامى لمحاكم الطوارىء تشتم منه رائحة الدوافع السياسية، فالرئيس نميرى كرأس للدولة له سلطات إجازة ورفض وتعيير حكم المحكمة، كان بإمكانه إطلاق سراح المرشد الإسلامى لإعتبار كبر السن أو إصدار قرار بإعتقاله تحفظيا فى منزله، لكن كان من سؤ الطالع أنه وافق على قرار المحكمة.
    الأستاذ محمود محمد طه، وهو مهندس حسب تعليمه ومهنته وشيخ يبلغ من العمر ستة وسبعين عاما تم إعدامه فى ظل ترتيبات أمنية مكثفة غير عادية، وكانت هناك أجاديث بأن جثمانه حمل بواسطة طائرة الى مكان قصى ليتم دفنه دون علم أسرته.
    وكرجل شارك فى مجلس شارك فى مجلس الشعب وحكومات مايو إعتبر عملية المحاكمة والإعدام عملية يستحيل الدفاع عنها من وجهة نظر الشريعة أو حتى أى قانون علمانى ولم يكن لهذا العمل أى مبررات تقرها الفطرة السليمة المألوفة.
    إعتبر كثير من السودانيين داخل وخارج البلاد، هذه الحادثة نقطة سوداء فى تاريخ السودان.

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 03-08-2008, 03:46 PM)

                  

03-08-2008, 06:44 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    المثقفون والقانونيون يستنكرون مهزلة الردة:
    الاستاذ محمد ابراهيم خليل المحامي: قال في خطاب لجريدة الأيام، بتاريخ 21/11/1968، بعد نقاش قانوني وعلمي لاختصاص (المحاكم الشرعية)، قال ما يلي: (لذلك ترى، يا سيدي، انه ليس من اختصاص المحاكم الشرعية في السودان ان تحكم بكفر احد او زندقة احد او ردته) انتهي.
                  

03-08-2008, 11:04 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    د . سعاد ابراهيم عيسي تخص الصحافة بتجربتها

    استطيع ان اجزم بأن اتحاد نساء السودان لم يكن يمرر سياسة خاطئة او يوافق علىها واذكر في قضية الاستاذ محمود محمد طه كتب المكتب التنفيذي للاتحاد خطابا استنكر فيه ذلك وارسل الى القصر وجاء فيه ان الرأى يحارب بالرأى وليس بالقتل والرئىس كان مسافر لكنه توعد من كتبوا هذا الخطاب بعد عودته وقد استغرب النميري ان يقف تنظيم من صنعه ضد سياساته وقال حينما يعود سوف يقوم بتأديب من فعلوا ذلك .


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147487855&bk=1
                  

03-08-2008, 11:07 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    إلى معلم الأجيال كيف يكون الثبات على المبادئ
    شاهين محمد سليمان
    قال الذي نفذ حكم الشنق في الاستاذ الشهيد محمود محمد طه، ادريس زكريا كترا:
    انه نفذ اكثر من 25 حكماً بالاعدام قبل محمود لكنه لم يجد محكوماً مثله في ثباته ورباطة جأشه وهدوئه، وانه قد صعد الى حبل المشنقة بمفرده من غير مساعدة من احد وهو يرتدي جلابية وطاقية وسروالا، وقد عبر الباحة الى حيث المقصلة وكأنه ذاهب الى بيته.
    وقال مولانا د. حسن المهلاوي: نعم.. نعم انا كنت المباشر لحكم التنفيذ، انا كنت القائم على امر التنفيذ.
    كيف كان محمود قبل تنفيذ الحكم بالاعدام.. هل كان ثابتاً؟
    كان ثابتاً جداً بلا تردد.


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147486987&bk=1
    _________________
                  

03-08-2008, 11:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    إعدام المفكرين في التاريخ الإسلامي «1-2»

    ولكني أقف اجلالاً أمام موقفه الشامخ وهو ثابت الجنان خلف ما كان يؤمن به.

    -محمد سعيد القدال

    في 18/1/1985م اقدم نمير ي على اعدام محمود محمد طه لمعارضته للقوانين التي اصدرها باسم الاسلام. وفي 18/1/1986م، اقيم مهرجان بدار اساتذة جامعة الخرطوم بمناسبة مرور عام على تلك الذكرى المشؤومة. والقيت كلمة بعنوان «اعدام المفكرين في التاريخ الاسلامي». وانا لا اتفق مع كل ما قاله محمود. ولكني أقف اجلالاً أمام موقفه الشامخ وهو ثابت الجنان خلف ما كان يؤمن به.


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147486801&bk=1
    _________________
                  

03-08-2008, 11:24 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    الترابى: للزميلة اسماء الحسيني:
    طه حوكم وفقاً لعقوبة كانت مقررة قبيل محاكمته

    * الا تخشون أن تواجهوا ذات المصير الذي واجهه الشيخ محمود محمد طه، الذي أعدم في عهد نميري بعد أراء مثيرة للجدل؟
    - محمود محمد طه حوكم وفقاً لعقوبة كانت مقررة قبيل محاكمته، ولن أقدم للمحاكمة في السودان لأنه لا جناية عندنا في السودان اسمها الزندقة.. هذه الألفاظ التي يطلقونها هراء ومحاكمتي لن تحدث.


    http://alsahafa.info/index.php?type=6&col_id=1&issue_id=925&bk=1
                  

03-08-2008, 11:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)



    نحو خطاب اسلامى ديمقراطى
    د. الطيب زين العابدين

    والدكتور عروس الزبيرى أستاذ العلوم الاسلامية فى جامعة الجزائر والذى أتعبنى هو وصاحبه بالسؤال عن المرحوم محمود محمد طه وأحسب أنى كنت منصفا للرجل فى اجابتى رغم اختلافى مع معظم أطروحاته

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147510259&bk=1
                  

03-08-2008, 06:46 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    المثقفون والقانونيون يستنكرون مهزلة الردة
    الاستاذ حلمي عبد الله: في كلمة نشرتها السودان الجديد بتاريخ 21/11/1968 جاء قوله:
    (ولكن الكبد ينفطر وتنشق الضلوع اسي وحسرة اذ تجيء المحكمة الشرعية العليا بحكم ابعد ما يكون عن اختصاصها .. بل كان حريا ان تحكم بعدم الاختصاص في مسألة هي اعلم من غيرها باسلامية محمود محمد طه ولكن يقيني الذي لا شك فيه ولا ريب ان الحكم جاء متعجلا وقد فاته البحث والتدقيق، وخامره سوء النية، والتصور من جانب المدعيين على المدعى عليه، فجاء الحكم فطيرا قاصرا في امر هذه القضية ومجافيا لأبسط قواعد الاسلام الا وهي اخذ الامور بمقدار من الحذر وعدم التسرع عسى ان نصيب غيرنا بأذى كانوا في غنى عنه وكنا في غنى عن ارتكابه. ويستطرد قائلا: "اما ان تعرض وقائع القضية ثم بعد ذلك ترفع الجلسة لمدة عشرين دقيقة يتلى بعدها الحكم بردة مواطن مسلم فهذا لعمري امر استنكره ويستنكره كل حادب على امر ديننا الحنيف") انتهى.
                  

03-08-2008, 06:47 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    المثقفون والقانونيون يستنكرون مهزلة الردة:
    الاستاذ، المرحوم، حسن بابكر: جريدة الأيام 11/12/1968 قال: (وحكم رجال المحكمة الشرعية بردة محمود محمد طه اشبه بحكم امثالهم في الهند بردة محمد اقبال، وقد تصدى له بالنقد رجال الفكر والقانون امثال السادة بشير محمد سعيد ومحمد ابراهيم خليل، ولن يؤثر هذا الحكم على شخص محمود وارائه التي تدعو الى الحرية والرجوع الى الاسلام وتنقيته من الشوائب التي لحقت به ممن يسمون انفسهم رجال الدين – اللهم ان كان محمود مرتدا فأنا ثاني المرتدين، وان كان المرتدون غيره فانت اولي بهم) ..
                  

03-08-2008, 06:48 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    المثقفون والقانونيون يستنكرون مهزلة الردة:

    الاستاذ محمد زاكي: جريدة السودان الجديد 13/12/1968: قال: (رايي في افكار محمود انها تمثل ثورة دينية حقة ومن هنا كان خطرها على الهيئات الدينية الحاضرة سواء كانت رسمية او اجتماعية فآراء محمود تدعو الى عدم الانزلاق بواسطة العاطفة الدينية، وكذلك خطر على الطائفية التي صارت تزحف مع الايام حتي استولت على أهم مرافق الحياة السياسية والاقتصادية .. وافكار محمود تهدف الى نبذ الوصاية حتي لا يلغى عقل الانسان ويأتي بالاشارة فتنمحي شخصيته ويذوب كيانه) انتهى.
    هذا نذر يسير، ونماذج، للكثير من المقالات لكتاب وهيئات ادبية، استنكرت وعبرت عن اشمئزازها من فعلة من اسموا القضاة الشرعيون، ومن يقف خلفهم من سدنة الطائفية والاحزاب السلفية ..
                  

03-08-2008, 07:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    خليل عثمان:-
    الأستاذ محمود شجاعًا، متسامحاً مع أعدائه
    =====
    وبعد إنتهاء كلمة السيد مالك بشير أعطيت الفرصة للحاضرين، فبادر الدكتور خليل عثمان والذي كان قبل مدة رهن الإعتقال في السودان وعرف الأستاذ محمود محمد طه في السجن. بادر في الحديث عن خصال هذا الرجل المتواضع فقال (كان يعيش حياة بسيطة. أفكاره كانت واضحة. وقد تعلمت الكثير خلال التسعة أشهر التى قضيناها مع بعض في السجن. كان الأستاذ محمود شجاعًا، متسامحاً مع أعدائه .. وبوفاته فقد السودان أحد أبنائه الأبرار))..
    وتحدث بعد ذلك السيد ((غردون مورنا)) من أبناء جنوب السودان الذي قال: ((إن هذه الجريمة البشعة التى اقترفها نظام نميري هي مؤشر على مدى وحشية هذا النظام وإنتهاكه لأبسط الحقوق الإنسانية سواء كان ذلك في شمال السودان أو في جنوبه الذي يعيش اضطرابات منذ سنوات من جراء سياسة هذا النظام))..
    وتعاقب متحدثون آخرون عبروا عن إستيائهم من الجريمة واهتمامهم بقضايا المعتقلين السياسيين في السودان وكان من هؤلاء المتحدثين: مثل منظمة العفو الدولية، الدكتورة صفية صفوت وهي محامية سودانية، ومواطن بريطاني، ممثل رئيس الأساقفة ببريطانيا، ثم أخيرا سجين سياسي سوداني من أبناء جنوب السودان أطلق سراحه قبل ثلاثة اشهر وتمكن من الهروب من السودان.
    قبل أن يعلن الرئيس غرهام توماس عن إنتهاء الإجتماع طلب من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الشهيد محمود محمد طه وكل الشهداء السودانيين الذين سقطوا في ساحة الشرف دفاعا عن الحرية.



    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1000&page_id=5
                  

03-08-2008, 07:19 PM

على عمر على
<aعلى عمر على
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)

    هسع يا ابى وحبيبى عبد الله
    نحنا راجينا
    انو المهدى يشع منو نور
    ولا نفرح بيهو
                  

03-08-2008, 09:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    كتب دكتور منصور خالد محمد عبدالماجد، تحت عنوان جريمة العصر والتجني على الاسلام جريدة «الصحافة»: الاثنين الموافق 28/4/1986م. «وعلنا نظلم التاريخ ان لم نقف عند تلك المحاكمة التاريخية التي كانت بما اكتنفها من جهالة جهلاء وضلالة عمياء، إدانة للحاكمين قبل أن تكون ادانة للشيخ الوقور الذي أبى له صدقه مع نفسه أن يقف احتراماً لمن هم ليسوا بأهل لاحترامه. وقف الشيخ الجليل يومذاك متهماً بإثارة شعور الكراهية ضد النظام ، وإزعاج السلام العام، ولم يكن قد فعل شيئاً أكثر من نشر رأي آمن به، بأسلوب هادئ ومنطق رصين. فما استجاش محمود الجموع لمحاربة النظام كما فعل غيره من المعارضين في مارس 1970م أو يوليو 1971م. ولا دبر انقلاباً عسكرياً على النظام كما فعل غيره من المناهضين في يوليو 1971م وسبتمبر 1975م . ولا قاد تمرداً عسكرياً كما فعل غيره في جنوب السودان منذ العام 1982م، وبصرف النظر عن كل ما قلنا به عن مفهوم المعارضة في الاسلام، وهو مفهوم عجز عن الإرتقاء الى استيعاب حكمته الطغاة والمهووسون على حد سواء، إلا ان تلك القضية ما كان لها الا أن تقف عند حدها، الا وهو إثارة شعور الكراهية، وازعاج السلام العام. بيد أن قاضي الموضوع ترك كل هذا جانباً ليلج في عقل الاستاذ العالم الذي أبى أن ينطق بكلمة أمام من لايفهم ما يقال، ولا يقول ما يفهم. ثم جاءت محكمة الاستئناف من بعد لتترك كل ما اوردته محكمة الموضوع من حقائق فذهبت الى الاضابير لتنبش منها حكماً صادراً ضد المتهم من جهة غير مؤهلة أساساً لاصدار مثل ذلك الحكم وتبعها الامام «حامي البيضة وراعي الذمة» «بخطاب طويل» باسم الله وباسم الشعب وباسم الثورة، يؤيد فيه إدانة الشيخ الوقور والحكم باعدامه. ولم يمنع الحياء ذلك الامام الذي لايستحي من أن يقول: «ونحن اذ نؤيد الادانة والعقوبة، بجميع المواد القانونية التي أدانت بها المحكمة المتهمين نشيد بالتسبيب الوافي الذي جاء في حكم محكمة الاستئناف والجهد الذي بذلته محكمة الموضوع».
                  

03-08-2008, 10:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    في آخر ندوة عامة لقرنق بواشنطون (1)

    محمود محمد طه : أحيه من مقامى هذا وأعتبره بطلا وزعيما قوميا .


    فى عام 1998م ذهبت إلى جنيفا لحضور المؤتمر السنوى للجنة حقوق الأنسان بالأمم المتحدة وقد تقدمت بسؤال فى المؤتمر وهو ماذا يعنى الجهاد هل هو حق دينى للذين أعلنوه أم حق أنسانى للذين أعلن ضدهم ؟ وتحت هذا الظلم أعدم النميرى بقوانيين الشريعة محمود محمد طه زعيم الأخوان الجمهوريين الذى أحيه من مقامى هذا وأعتبره بطلا وزعيما قوميا .


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147488993&bk=1
                  

03-09-2008, 11:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48583

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من كتاب قضية بورتسودان (Re: عبدالله عثمان)

    بدايات الكتاب في هذه الوصلة:
    منصور خالد والأستاذ محمود محمد طه: قصة قصة قصة.....د. عبد الله على إبراهيم

    ..
    ولك التحايا يا عزيزي عبد الله عثمان..


    Quote: الجلسة الثـالثة
    الأربعـاء 4 يونيو 1975م
    بدأت الجلسـة في الساعة 10: 30 صباحاً
    الأسـتاذ محمـود محمد طه يناقش
    الشاكي إبراهيم جـاد الله



    الأستاذ: هل تذكر كيف ومتى نشأت الحركة الوطنية في هذه البلاد؟
    الشاكي: أعد السؤال "الأستاذ يعيد السؤال"
    الشاكي: والله أنا لا أذكر المبدأ تاريخياً، قد يكون نشأت الحركة الوطنية وأنا في سن ما أعي بيها.. سنة 24 مثلاً. لكن الواحد قرأ تاريخ الحركة وسمع وعاصر جزء منها.
    القاضي: لا تذكر كيف نشأت؟
    الشاكي: طبعاً إذا كنت لا أذكر المبدأ تاريخياً لا أذكر الكيفية.
    الأستاذ: لا تذكر التاريخ و الكيفية لأنك لم تكن موجوداً في ذلك الزمن؟
    الشاكي: قد أكون كنت موجود، ولكني في سن أو في وعي لا يمكنني من معرفة ذلك وإستيعابه.
    الأستاذ: وهل تعني أن عمر الإنسان الثقافي يبتدئ بوجوده الفردي؟
    الشاكي: نعم.. طبعاً لأنو الإنسان ثقافتو تبتدئ بوجوده، طبعاً مش مجرد مما ولد، ولكن بمجرّد ما يبدأ يعي.
    الأستاذ: هل سمعت عن مؤتمر الخريجين العام؟
    الشاكي: نعم سمعت.
    الأستاذ: هل تذكر متي نشأ وكيف؟
    الشاكي: واللّه لا أذكر.. و لكن أذكرأنو وفد ـ وهذا أيضاً لا لم أشهده ـ سمعت أن هناك وفد تكون من الخريجين وشتى الإتجاهات الوطنية في السودان وسافر مصر لعرض القضية الوطنية
    الأستاذ: هل تذكر العـام الذي نشا فيه مؤتمر الخريجين؟
    الشاكي: لقد أجبتك علي ذلك .. لا أذكر.
    الأستاذ: هل تعرف كيف ومتى نشأت الأحزاب السياسية، بصورتها الأخيرة التي أحرزت بها الإستقلال؟
    الشاكي: أذكر في حوالي سنة 51 نشأت الأحزاب السياسية .. تقصد نشأة الأحزاب السياسية؟
    الأستاذ: "يعيد السؤال"
    الشاكي: لا أذكر .. لأن ذلك يرتبط بنشأة المؤتمر، و سبق أن ذكرت لك لا أذكر نشأة المؤتمر.
    الأستاذ: هل سمعت يا شيخ إبراهيم عن الحزب الجمهوري و تعرف متى نشأ؟
    الشاكي: واللّه لا أعرف ذلك، ولكن الذي سمعت به هو ما حدث في رفـاعة.
    القاضي: سؤاله واضح. هو بقول سمعت عن الحزب الجمهوري، ومتى نشأ؟
    الأستاذ: "يعيد السؤال"
    الشاكي: سمعت عنه ولكني لم اتعرّف متى نشأ وسمعتك تتحدّث عنه عندما كنت في أم درمان.
    الأستاذ: هل سمعت أو تعلم أو تذكر كم حزبا جمهورياً نشأت في هذه البلاد؟
    الشاكي: سمعت عن الحزب الجمهوري الإسلامي الذي كنت سيادتك تترأسه.. وسمعت عن الحزب الجمهوري الذي كون في الأربعينات على ما أذكر وكان من أعضائه المرحوم إبراهيم بدري.
    الأستاذ: تذكر حزبين يعني؟
    الشاكي: نعـم
    القاضي: كان يرأسه إبراهيم بدري و لا من أعضائه؟
    الشاكي: كان من أعضائه.
    الأستاذ: أمس في إستجواب بدر الدين ليك قٌرئت ليك قصاصة من جريدة الصحـافة كتبها التيجاني عامر عن الحزب الجمهوري، وردت فيها الإشارة بأن الحزب الجمهوري هو أوّل حزب وطني نشأ خارج الطائفية.. هل العبارة دي تحمل ليك أي مدلول؟
    الشاكي: تحمل لي رأي غايتو.
    القاضي: "يعيد السؤال"
    الشاكي: تحمل لي مدلول أن هذا الحزب لم يستند إلي جهة طائفية.
    الأستاذ: في كم طائفة دينية سياسية في البلد يمكن أن توحي ليك العبارة بأنو الأحزاب منضوية ليها ما عدا الحزب الجمهوري؟
    الشاكي: ما أعرفه، أنو كان هناك طائفة الختمية، وطائفة الأنصار.. وربما كانت طوائف أخرى، و لكن هاتان هما الطائفتان البارزتان.
    الأستاذ: هل بعد ما وصلنا للمرحلة دي من تذكيرك يقوم في بالك بعض الأحزاب المنضوية للطائفتين الكبيرتين السياسيتين. تذكر شيء من الأحزاب المنضوية؟
    الشاكي: والله ما أقدر أقول منضوية هي بتستند: مثلاً حزب الأمّة يستند إلي طائفة الأنصار. وحزب الأشقاء يستند بالرأي إلى طائفة الختمية
    الأستاذ: هل الأحزاب اللي ذكرتها حزب الأمّة وأحزاب الأشقاء بتعرف ليها طابع معيّن في الإتجاه السياسي؟
    الشاكي: يا سيدي القاضي لا أعرف إن كانت هل ديه قضية سياسية أم دينية؟
    القاضي: تعرف أو لا تعرف.
    الأستاذ: نحن في تهمتنا للقضاة الشرعيين. نتهمهم بالجهل بالدين والسياسة. هجومنا على الهيئة الشرعية العليا عندما قلنا لايعرفون عن السياسة شيء ولا يعرفون عن الدين ما يكفي وجوهر القذف المتهّمين بيه مركّز علي النقطة دية. نقطة الجهل بالفريقين. الجهل بالسياسة والجهل بالدين. ودية جايين ليهو.
    الشاكي: هذا الرجل يرمي إلى شيء موضح وإتهامه أن القضاة الشرعيين يجهلون السياسة ويجهلون الدين.
    القاضي: عاوز ترد على السؤال؟
    الإتهـام: (يتدخّل لتسجيل تعليق الأستاذ)
    القاضي: (موجها حديثه إلى ممثل الإتهام) الكلام موّجه للمحكمة والمحكمة قبلت بيه.
    الشاكي: هل يمكن أن أوجه له مثل هذا السؤال؟
    القاضي: لا.
    الشاكي: لكن هذا الرجل يرمي إلى شيء وضّحه وهو اتهامه القضاة الشرعيين بانهم يجهلون السياسة.
    القاضي: هو يسأل ليصل إلى غرضه
    الشاكي: عشان يتأكد ليهو كده؟.
    االقاضي: المحكمة قبلت ليهو أن يسأل هذه الأسئلة
    الإتهـام: حتى لو فرض أن وصل المتهم إلى غرضه فهذا لايؤثر في القضية.
    القاضي: دا شيء آخر.
    الإتهام: ألتمس تسجيل ذلك.
    القاضي: الإلتماس مرفوض. نحن سجّلنا كثير.. هو ممكن يسأل أي سؤال يقوده إلى تحقيق غرضه
    الأستاذ: هل السؤال الأخير يا مولاي القاضي جاتك الإجابة عليه؟
    القاضي: لا.
    الأستاذ: (يعيد السؤال) هل تذكر الخط السياسي لهذين الحزبين.
    الشاكي: سل القضاة الشرعيين الذين ينضوون إلى هذه الأحزاب حتى توج كفاحهم وكانوا على قمّة الأجهزة التنفيذية وكان ثلاثة منهم وزراء في أول حكومة وطنية. سل هؤلاء
    الأستاذ: هل تذكر موقف حكومة الإستعمار من مؤتمر الخريجين العام؟
    الشاكي: أنا أجبت.
    القاضي: دا سؤال جديد.
    الشاكي: أنا لا أذكر مؤتمر الخريجين العـام.
    الأستاذ: بعد ما جاء مؤتمر الخريجين العام ومشى لقدام موقف الإستعمار منو شنو؟
    الشاكي: الإستعمار كان دي حاجة بديهية كان يحارب مؤتمر الخريجين لأنو حركة وطنية وهذا أمر بديهي.
    الأستاذ: هل تذكر شيء عن وثيقة الأطلنطي؟
    الشاكي: واللّه ده إمتحان.. دا إمتحان في السياسة؟ ما عارف. لا أذكر لكني قرأت عنها فيما قرأت لكني لا اذكر.
    الأستاذ: نجي لمسألة ذكرتها وقلت بتتذكرها.. قيام وفد السودان للقاهرة كان سنة كم؟
    الشاكي: عام 46.
    الأستاذ: هل تذكر تكوين هذا الوفد وماذا جرى له؟
    الشاكي: والله أذكر أنو .. الذي أذكره عنه هذا الحدث بأنو كان مكوّن من جهات مختلفة. حزب الأمّة والأشقاء. وسافر إلى مصر وكان الإستعمار حينذاك يعترض على قيام الوفد ويضع له عراقيل كثيرة وأذكر أن كبار رجالات شندي والمتمّة أسرعوا لتشجيعه وهناك حصل إنشقاق بين الإتحاديين والأنصار. هذا ما أذكره.
    الأستاذ: كون الحزب الجمهوري نشأ خارج الطائفية. هل تعتقد أن هذا الوضع لايعرّضه لعداوات كثيرة؟
    الشاكي: لا أعتقد. أي حزب كان يتعرّض لعداوات سواء كان مستند لطائفة أم لا.
    الأستاذ: إنت ذكرت في تعليقك على الأسئلة أن الحزب الجمهوري متكل - ناشيء على طائفة. السؤال هل تعلم أن الحزب الجمهوري غير مستند على أي طائفة بل وخط سياسته مناضلة مستمرّة ضد الطائفية؟
    الشاكي: لا أعلم.
    الأستاذ: في الكلام عن الطائفية أمبارح ذكرت أننا نحن بنهاجم جميع الفرق وذكرت منها الفرق الصوفية... السؤال إيه الفرق بين الطائفة والطريقة الصوفية؟
    الشاكي: الطائفة، إذا رجعنا للغة: طائفة من الناس أو تجمع من الناس. كما جاء في القرآن واللغة هذه الطائفة أو هذا العدد أو المجموعة قد يكون ليها اتجاه صوفي والاتجاه الصوفي كما نعرف هو الإتجاه للعمل بما امر اللّه ورسوله وخاتم رسله محمد صلى اللّه عليه وسلّم وسنته والعمل بيهم بإتقان وإتباع أوامره ونواهيه هذا هو التصوّف. هذا هو الطريق وقد يكون هذه الطائفة قامت على هذا الأساس وقد يكون قامت على طريق إسلامي أو آخر غير إسلامي.
    الأستاذ: يا شيخ إبراهيم نحن بنتكلّم عن بلدنا وواقع الحياة هنا.. برضو أنا عاوز توضيح للفرق بين الصوفية والطائفية وأقترح ليك تذكر لي طريقة صوفية وطائفة حتى يتبيّن لينا إيه الخلاَّ هناك فرق بين الطائفة والطرق الصوفية ويتبيّن ليك إننا بنهاجم الطرق الصوفية أم لأ؟
    الشاكي: أنا وضّحت ليك الصوفية شنو والطائفة شنو.
    القاضي: يوضّح السؤال.
    الشاكي: أنا أعتقد أن كل الطوائف هنا يبدو أنها قامت على أساس صوفي. مثلاً طائفة الختمية والسمانية وطائفة القادرية لذلك لا أستطيع أن أفرّق. هذا ما يجري في بلدنا الآن.
    الأستاذ: لو واحد قال ليك أن الطائفية هي مرحلة إنحطاط الطرق الصوفية هل توافق على هذا التعريف؟
    الشـاكي. أحتفظ برأيي و لا أبدي الموافقة أو عدمها.
    الأستاذ: نمشي خطوة في الموضوع ده.. إذا كان واحد قال أنو الفرق بين زعيم الطائفة وشيخ الطريقة الصوفية، إنو شيخ الطريقة الصوفية، عندو إرشاد للناس وهو زاهد في دنياهم وزعيم الطائفة ما عندو إرشاد للناس وهو عاوز لمهّم حولو ليكون ليهو نفوذ مالي ونفوذ سياسي.
    الشاكي: لو واحد قال لي كده: طبعاً حا أقول ليهو أنو زعيم الطائفة ما عندو دين.
    القاضي: التعريف للفرق هل العبارة...
    الشاكي: "مقاطعاً" ياسيدي القاضي لا أستطيع أن أجزم قد يكون زعيم الطائفة ليس هدفه أن يسوق الناس إلي طريق الدين وإنما للدنيا.. و قد يكون واحد يقول أنا صوفي ويقيم الأذكار والصلوات ثم يكون غرضه من الناس النفوذ والمال وهذه تختلف بإختلاف الأفراد.
    الأستاذ: الإجابة في السؤال ده بـ " قد تكون" ـ إلا إذا كنت مصر عليها ـ ما بنرضى بيها إلا إذا بيّنت لينا السبب البخليك غير جازم بأن الإجابة: انك بتوافق؟ ـ ونحن ممكن نعيد السؤال؟ "الأستاذ يعيد السؤال"
    الشاكي: لو واحد قال لي كده حا أقول ليه أنو زعيم الطائفة ما عندو دين لو قال لأتباعه كده.
    الأستاذ: أنا أحب أن يسجّل أن السؤال ده أعيد ليهو وهو يرى أنو ما في تغيير في موقفه في القضية.
    القاضي: السؤال أجيب عليهو.
    الأستاذ: مافي جديد يامولاي القاضي في انو بعد ما يذكّر هو مصر على إجابة زي دي؟
    القاضي: "يعترض"
    الأستاذ: برضو في سؤال ورد البارحة وأحب أن أمشي فيه للأمام السؤال ـ وماعندي حاجة جديدة ـ السؤال كان: القضاة الشرعيون لم يحكموا بالشريعة ـ دا مأخوذ من إجابتك ـ "لأنهم كانوا مغلوبين على أمرهم" السؤال: ـ إذا وجد إنسان يدعو لتطبيق الدين في كل المرافق ويقاوم السلطة الغالبة ـ السلطة التي إتسلطّت على القضاة ومنعتهم من أن يحكموا بالشريعة كلها ويدعو لمواجهتها.. ألا يكون من حقه أن ينتقدك ويبصّرك بعيوبك؟
    الشاكي: أنا لا أوافق أنو القضاة الشرعيين لا يحكموا بالشريعة.
    القاضي: هو قال ليك الشريعة كلها.
    الأستاذ: الجواب اذكّرك ليهو يا مولانا "ليس له الحق" طيّب عشان كده ـ وأنا عندي هنا الإجابة مسجّلة حبيت أن أعيدها عليك وإذا كنت مصر على صورتها ديك إمكن يكون في سؤال، أو إذا غيّرت رأيك نسمع.
    السؤال: أليس من حق من يدعو لمواجهة السلطة اللي قهرتك ومنعتك من أن تحكم بالشريعة كلّها ـ ألا يكون من حق هذا أن ينتقدك إنت اللي رضيت أن تحكم ببعض الكتاب وتترك البعض؟ إنت قلت ليس له الحق.
    الشاكي: من يدعو للشريعة ياسيدي القاضي؟
    القاضي: "يعيد السؤال على الشاكي و يذكّره بأنّه سبق أن أجاب عليه بلا"
    الشاكي: أنا إذا وجدت من يقاوم ويناضل من منعني من أن أحكم بالإسلام أقبل منه إذا إنتقدني في حدود الأدب وحدود القانون. "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.."
    الأستاذ: هل في الوضع ده الإنسان ده البقاوم، إذا وُجد، إنت بتعتبر ليهو الحق أكثر منّك في إختيار الأسلوب البخاطبك بيهو ولاَّ بتملي عليه الأسلوب البهاجمك بيهو؟
    الشاكي: الشريعة بتحكمك بي أسلوبها والقانون بيحكمك بي أسلوبو ـ شريعة محمد خـاتم الرسل.
    القاضي: الأسلوب هو شنو؟
    الشاكي: أسلوب الشريعة ـ وهو ما دام بيدعو للشريعة لازم يتقيّد بأسلوب الشريعة وأسلوب الإسلام البتحكمو قوانين الشريعة وقوانين الإسلام لا برسـالة أخرى.
    الأستاذ: إذا كان هو بحيث ما قد ذكرنا هل إنت أولى بالشريعة ولاَّ هو؟ إذا كان إنت وصفك اللي ذكرناه إنت راضي بأن تتعاون وتطبّق الشريعة في حيز منها لأنك مغلوب على أمرك، وهو بيرى مناهضة الغالب عليك ـ إنت بتحكم بجزء وبتعطّل جزء من الشريعة لأنك مغلوب على امرك وهو بيرى إنّو الشريعة بتلزمو وبتلزمك بأن تجـاهد وألا ترضى بأن تكون مغلوب هو من موضعو دا عندو إمتياز عليك يجعله أولى بالشريعة منك ولاّ لا؟
    الشاكي: معلوم من الشريعة أن الناس متساويين ولا يتفاضلون إلا في العمل (إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم) و كل ما عمل الإنسان أكثر وجاهد يكون أفضل من الذي لا يجاهد.
    القاضي: تقصد البيعمل ليهو الأفضلية؟
    الشاكي: ما قلت ليهو الشريعة بالعمل.
    القاضي: تسجل الإجابة بأن الأفضلية للذي يعمل.
    الأستاذ: عندما بدأت الحركة الوطنية تنطلق ضد الأستعمار سنة 45 كانت منابر المساجد هي المسرح للهجوم على الإنجليز وأنا شخصياً من الناس ممن خطب من هذه المساجد وقُرئت ليك خطبة واحدة من جامع أم درمان وواحدة قيلت من جامع رفاعة وأثارت الحركة المشهورة بحركة رفـاعة. إذا كان في الوقت ده يصدر أمر من قاضي القضاة بمنع المساجد و ده قد قُرئ عليكم.. بألا تُستغل للأعمال السياسية وإنما للصلاة والصيام والدين فقط الا يكون من حقي أن أواجههم بشيء من الصراحة؟
    الشاكي: القضـاة ياتم؟
    الأستاذ: نعرض عليك الوثيقة مرة أخرى؟
    الشاكي: قاضي القضاة منو؟
    الأستاذ: أحسن نقرأ ليك الوثيقة مرة خري.
    القاضي: الشاهد قال لايحتاج ليها.
    الأستاذ: إذا كان هو ما عـارف إسم قاضي القضاة هل ترى المحكمة يكون مذّكر ما في العريضة؟ إذا إنت ما مذّكر قاضي القضاة ممكن تكون مذّكر محتواها؟ قلنا نقراها ليك ثاني.
    الشاكي: أنا ما محتاج لي دي.
    الأستاذ: نائب قاضي القضاة أحمد الطـاهر.
    الأستاذ: هل تعتقد وأنا مواجه الإستعمار قد نُكبت من الإستعمار وسُجنت، هل تعتقد يكون خاطري طيّب مع إنسـان يضع الدين في خدمة الإستعمار اللي هو أكبر عدو للبلد ولي في اللحظة ديك. هل تعتقد أني لا أعترض عليه ألا ترى من حقي أن أرد عليه، و أرد عليه بما أرى؟
    الشاكي: أنا أعتبر أنو الكلام دية دعاية شخصية
    القاضي: هل أجاب علي السؤال.
    الأستاذ: لا
    القاضي: "يطلب إعادة السؤال"
    الأستاذ: إذا كنت أنا بستغل منابر المساجد وبعتقد أنها هي المكان المناسب تماماً في الهجوم على الإستعمار، وقد هاجمت في خطبتين، وقرأت نماذج منها، والوثيقة محفوظة الآن. واحدة في أم درمان في الحث على مواجهة الإستعمار والأخرى في رفاعة في الحث على مواجهة الإستعمار وقد نتج من خطبة رفاعة أني سُجنت عامين وفي الوقت ده يُخرج قاضي القضاة، وباسم الدين، أمراً يحرّم منابر المساجد أن تكون مكاناً للخطب السياسية ضد الإستعمار، ألا يكون من حقي أن أعترض عليه وأن أرد عليه بما أرى؟
    القاضي: هل من حقو أن يهاجم ولاّ لا؟
    الشاكي: ما من حقو أن يهاجم.
    القاضي: السبب شنو؟
    الشاكي: لأن قاضي القضاة كشخص وطني مسلم تبوأ هذا المنصب ولا يمكن أن يكون الأمر أو هذا المنع فيه ممالأة للعدو المشترك وهو الإستعمار وإنما لحماية المسـاجد بدليل أن هناك قضاة شرعيين كانوا يهاجمون الإستعمار ويحاربونه من داخل المساجد، إذا أراد السائل أن نسميهم له.
    الأستاذ: من هو الذي بوأ قاضي القضاة هذا المنصب؟
    الشاكي: هو الشعب المسلم المغلوب على أمره.
    الأستاذ: الشعب المسلم اللي يبوِّئ الناس المناصب ما بكون مغلوب على أمره. رأيك شنو في الكلام ديه؟ هل ده صحيح؟
    الشاكي: بوأ ديه مجاز في علم الكلام ـ أو إسناد الفعل لغير فاعله.
    الأستاذ: هل كنت ولاتزال بتعتقد إنو الإستعمار كان بنفذ رغبة الشعب؟
    الشاكي: كان في بعض الحالات تلبية لرغبة الشعب كان يفعل ذلك ولولا ذلك الإستعمار لقضى على الدين وعلى إرادة الشعب.
    الأستاذ: ماهي مصلحة الإستعمار في القضاء على الدين؟ هل تفتكر من مصلحة الإستعمار أن يقضي على الدين أم يقود الشعب بطريقة الدين مضللاً؟
    الشاكي: التضليل في الدين برضو قضاء على الدين عندما يكون في أولياء يسوقوا الناس مضللين عن طريق الدين.
    الأستاذ: السؤال هو هل من مصلحة الإستعمار أن يضع نفسه ضد دين الشعب أم أن يقود الشعب برجال يمكن أن يخدموا غرض الإستعمار بالدين؟
    الشاكي: برضو دا قضاء على الدين. أنا أعتقد قضاء الإستعمار على الدين سواء أن يقضي على مبادئهم أو أن يسوق الناس إلى طريق مضلل بواسطة ناس قليلين سواء أن يقضي عليهم.
    الأستاذ: هل من مصلحة الإستعمار أن يقضي على الدين بأقرب الطرق أم يسوق الناس مضللين بإسم الدين؟
    الشاكي: أقرب الطرق هو القضاء على الدين وهو من مصلحة الإستعمار.
    الأستاذ: في مارس سنة 46 قبل حادثة رفاعة بأربعة شهور نُشرت كلمة "مفتينا و مفتيهم" الأستاذ يقرأ من هذه الكلمة والتي ورد فيها: "قيل أن الخطابة حُرّمت في الجوامع إلا لأغراض دينية فنرجو أن تسألوا المفتي ما هي الأغراض الدينية التي يراها؟ أهي الحض علي الصلاة والنذير بمن لا يصومون؟ هذا شيء يعرفه كل مسلم وهو يخص مجالس العلم حيث يتلقي الناس تعاليم دينهم الأوليّة. أما الخطابة فهي لأغراض لا نحسب حضرة المفتي يجهلها. قام مفتي فلسطين وجاهد في سبيل وطنه وفي سبيل دينه ونُفي وشُرِّد ولم تلن له قناة ولم يطو راية الكفاح ولم يسأم النضال علي أمده وما يلقى فيه من عنت ـ ذلك لأنه يشعر أن الكفاح في سبيل دفع الظلم أمر به الكتاب، فما بال مفتينا يحرّم علينا ما أمر اللّه به أن يُفعل؟ إن الدين لا يأمر بالتخاذل والرضى بالذل والهوان. يا رجـال الدين، كنا نريدكم لنا عوناً ومرفأ نلجأ إليه عند الشدائد ـ فنعيذكم اللّه أن تكونوا علينا حرباً ـ وسلام على مفتي فلسطين. فليتدارك اللّه ديناً يحيا بإسمه أنُاس في برد العيش وقرار النعمة ورخاء الدعة و بإسمه هم لأبنائه يكيدون". دية كانت كلمة في مواجهة موقف زي الأمر الأنا ذكرتو ليك.. و إنت متضرر من شدّة الكلمات المستعملة في هجومنا على القضاء الشرعي، ألا تعتقد أن هذا القول معتدل؟
    الشاكي: إذا كان المفتي أن أتى بتصرّف غير إسلامي فمن واجبه أن يقول...
    القاضي: " مقـاطعاً" معتدل ولاّ ما معتدل؟
    الشاكي: معتدل إذا ما وجد مبرر.
    القاضي: هل المفتي منعو الكلام؟
    الشاكي: المفتي قد يكون منعو.
    الأستاذ: كنا عايزين نقرأ ليهو الأمر للمنع لكنو هو قال مامحتاج ليهو وهو هسّع قال "قد يكون ما منع!!
    القاضي: هو بيسألك معتدل ولا ما معتدل؟
    الشاكي: أنا ما أستطيع أن أحكم ما لم أعش تلك الظروف والأحوال وما صدر من المفتي وما قاله السيّد محمود.
    الأستاذ: ياشيخ إبراهيم، شغلك الحاضر شنو؟
    الشاكي: قاضي.
    الأستاذ: قاضي شنو؟
    الشاكي: قاضي شرعي.
    الأستاذ: أنا الحقيقة سألت عشان برضو النقطة دية من الأيام الأولى حُسمت المسالة دي، وإنك قاضي دوائر أحوال شخصية إنت ما معترف بالتسمية الأخيرة؟
    الشاكي: ايوة أنا قاضي أحوال شخصية.
    الأستاذ: ماهو سبب إصرارك على أنك قاضي شرعي مع انو الأمر البنظم الهيئة القضائية الصادر سنة 1973 يقول ما في محاكم شرعية؟
    الشاكي: نعم ما في محاكم شرعية
    الأستاذ: لكن لماذا تجيب في المحكمة وإنت حالف اليمين يا مولاي، إنت حالف اليمين لأن تقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق، ثم تسأل عن أمر تذكر غير الحقيقة، وإنت قاضي أحوال شخصية، هل دا حق؟
    الشاكي: نُسمى كده.
    الأستاذ: عندك ـ اي غير كده؟
    القاضي: الحقيقة ما في تعديل في الإختصاصات، نفس العمل الكان يعملوه.
    الأستاذ: هل الإسم يامولاي إتغيّر؟
    القاضي: الإسم بس إتعدّل.
    الأستاذ: أنا عندي رأي في الإسم ومن أجل ده سألت، هل إنت قاضي أحوال شخصية ولاَّ قاضي شرعي؟
    الشاكي: قاضي أحوال شخصية وقاضي شرعي إختصاصم واحد بيحكموا بالشريعة؟
    الأستاذ: أنا ما بعني الإختصاص بس.
    الشاكي: في أحوال شخصية وفي مسائل دينية تسمي أحوال شخصية برضو.
    القاضي: يعني ما في فرق بين قاضي شرعي وأحوال شخصية في العمل؟
    الأستاذ: دية في الإختصاص، السؤال راح يجي هل الإسم في حد ذاتو بصرف النظرعن المحتوى، هل الإسم عندو مدلول ينقلو للسامع؟
    الشاكي: إسم الأحوال الشخصية؟
    الأستاذ: أي إسم عندو مدلول ينقلوا للسامع؟
    الشاكي: نعم.
    الأستاذ: هل قاضي شرعي ينقل للسامع نفس المدلول اللي ينقلو ليه قاضي أحوال شخصية؟
    الشاكي: قاضي أحوال شخصية في جانب المدلول ظاهرياً.. يختلف طبعاً لكن واقعاً لا يختلف وإنت بنفسك تقول احياناً قاضي شرعي وأحياناً تقول قاضي أحوال شخصية.
    القاضي: المدلول.
    الشاكي: المدلول اللغوي يختلف ـ الأحوال الشخصية تطبيق التشريع الإسلامي، وأي قانون آخر ـ لكن عندما نقول قاضي شرعي ـ برضو كلمة شرعي ذاتها مدلولها اللغوي ما بيعني شريعة الإسلام.
    الأستاذ: نحن بنتكلّم عن الشريعة الإسلامية ـ خلينا نتكلّم عن الشريعة الإسلامية، هل ما ينطبق عليك أكثر دقة إنك قاضي أحوال شخصية أم قاضي شرعي؟
    الشاكي: قاضي أحوال شخصية، و لكن عندي مسائل مدنية أخري، أنا بقول قاضي أحوال شخصية يعني بحكم في الأحوال الشخصية. قاضي شرعي في اللّغة، أوسع من أن نقول قاضي شرعي إسلامي. فالقاضي الشرعي بيحكم بالشرع الاسلامي وقد يكون بيحكم ببعض الشريعة.
    الأستاذ: "يعيد السؤال".
    الشاكي: في السودان ما يكون أدق عندما نقول قاضي أحوال شخصية معناه قاضي شرعي.
    الأستاذ: نحن في دائرة هجومنا على القضاء الشرعي، أصدرنا مناشير باسم (تصفية القضاء الشرعي) هل تذكر إنّك إطلعت على بعضها؟
    الشاكي: نعم أذكر ـ و منها ماهو موضوع الدعوي.
    الأستاذ: هل في شيء معيّن لفت نظرك في تلك المناشير فيما يخص المحاكم الشرعية. إعتراضنا على هذه التسمية، هل لفت نظرك في مناشيرنا؟
    الشاكي: في تصفية القضاء؟
    الأستاذ: الإعتراض على التسمية، هل تذكر إننا سمينا المحاكم الشرعية محاكم مليّة؟
    الشاكي: نعم.
    الأستاذ: وانها هي تحكم الملة المغلوبة على أمرها في جزء من شريعتها، وأنها يحكمها الإستعمار بالباقي من الشريعة وعلى قانونه المدني، هل عندك إعتراض على هذه الصورة، أليست صحيحة ـ إن الإستعمار سمى المحاكم المليّة البتحكم في الأحوال الشخصية، كل الملل الفي البلاد الواحدة يكون عندها محاكم تحكمها في الأحوال الشخصية و لكنه أطلق عليها المحاكم الشرعية لغرض مبيّت، ونحن قلنا الكلام دا، أنو المحاكم الشرعية إسمها الصحيح محاكم مليّة، هل الكلام ده ما صحيح أيام الإستعمار؟
    الشاكي: أيام الإستعمار صحيح.
    الأستاذ: أمبارح قلت في بعض نقاشك. قلت إنك تهاجمونها لأنها شرعية لأنكم تهاجمون كل الجهات الشرعية، تهاجمون الأزهر، و الشئون الدينية، الخ .. ألا تعتقد أننا نهاجمها لغرض غير أنها شرعية كما أجبت على السؤال الماضي؟
    الشاكي: أنا اعتبر كلامك فيه تناقض لأنك قلت هي في حقيقتها محاكم مليّة، المغلوبة على أمرها في النزاعات، و في النزاعات الأخرى يحكمها قانون الإستعمار وتجي تاني تهاجم الفقهاء، والأزهر.
    الأستاذ: إذا كان صحيح أنو إسمها البنطبق عليها أنها محاكم مليّة، ثم سماها الإستعمار، ليضللنا، سماها شرعية، وأنحن هاجمناها وانت متفق، أن الأسم صحيح، والمحتوي صحيح إنو نحن بنهاجمها حيث طوّعت نفسها لتكون أداة في يد الإستعمار حين سماها محاكم شرعية وهي غير شرعية، فنحن ما بنهاجمها لأنها شرعية، و لكن لأنها رضت أن تنسب ليها الشريعة، وهي غير صحيحة، ودا فيه اثر كبير جداً في تضليل الشعب...
    الشاكي: "يقاطع"
    القاضي: هو شايف الوضع دا غير صحيح هل من حقو أن يهاجم المحاكم الشرعية؟
    الشاكي: ليس لهم الحق، وإنما كان يجب أن يهاجم الجهات التي منعت المحاكم أن تحكم بالشريعة في كل جوانبها، ديه الحق العندك. تهاجمها لتقضي على الحق كلّه؟
    الأستاذ: صحيح حقو من واجبنا أن نهاجم الجهات المنعت المحاكم الشرعية أن تكون شرعية، لكن ده أصلو عملنا، ونحن ما هاجمنا المحاكم الشرعية لغرض في ذاتها وإنما لأنها هي وسيلة إحتمي حولها الإستعمار، ليضلل الشعب. المحاكم الشرعية غير مقصودة بالهجوم ولكن لما رضيت بإسم غير إسمها والإسم دية بيحمل للشعب البسيط مدلول، الإنسان البسيط بيفتكر إنو الشريعة قايمة، نحن هاجمناها من هنا وقلنا في أثناء هجومنا، قاضي القضاة اللي هو رئيس النظام الشرعي، إستعمله الإستعمار ليوقفنا من الهجوم على الإستعمار فنحن إذن هجومنا على المحاكم الشرعية جانبي ليركّز في أذهان الشعب أنو ده برضو من تضليل الإستعمار ويجب أن ينتبهوا ليه وأن يعوه، الهجوم على المحاكم الشرعية ما مقصود في ذاتو إلا بسبيل من الهجوم على الإستعمار ـ ألا ترى أن هذا العمل مبرر؟
    الشاكي: أنا لا أرى لهذا العمل ما يبرره، أنا أرى عندما تقضي على حاجة إسلامية، دية قضاء على الدين ودليل على سوء نية "الشاكي يطلب من القاضي قراءة الإجابة ثم يزيد.." المطلوب أن تطلبوا المزيد وليس القضاء على الموجود في الشريعة.
    الأستاذ: نحن نطالب الإستعمار بأن يجلو من البلاد ومن أجل هذا الطلب لابد أن يكون، في كشف لكل تضليلات الإستعمار للشعب ومن هنا هاجمنا القضاء الشرعي، لأنو مكّن الإستعمار من تضليل الشعب، هل كنت تعتقد يمكن أن نطلب من الإستعمار أن يعطي القضاء الشرعي الحكم في الأمور الجنائية؟
    الشاكي: لقد سمعت كثيراً من الوطنيين كان يناضل الإستعمار حتى تمكنوا من إخراجه فما سمعت واحداً منهم كان يهاجم القضاة الشرعيين ايام الإستعمار بل كانوا يتعاملون مع المحاكم الشرعية ويعملون علي تدعيمها.
    الأستاذ: السؤال قائم يا مولانا، وعلي أي حال أنحنا ما طالبنا بتصفية المحاكم الشرعية في وقت الإستعمار لكن قلنا أنها محاكم بالإسم الفضفاض ده ضللّت الشعب وما بتحكم بالشريعة، وأنها هي يجب أن تشد نفسها لتقيف مع الحركة الوطنية، وما تصدر أوامر بإسم الدين تحرّم إستعمال المساجد وهي في الحقيقة مكان للثورة، ومكان للمقاومة، تحرمها من أن يكون العمل فيها سياسي، لأنو الإستعمار ما عايزها كده، هو قال ده تحطيم. الحاجة المطلوبة حقو الإنسان يبني ويمشي لقدّام ـ نحن نعتقد العمل دا في تمامه، إذا كان القضاة الشرعيين رفضوا أن يكونوا مُضللين للشعب، بالصورة ديك، دا بيخرج الإستعمار، هل هو بيعتقد أنو خروج الإستعمار مش هو تصحيح للوضع؟ أم بيعتقد أنو نخلي الإستعمار باقي ونبني المحاكم الشرعية بأن نطالب ليها بأن تُعطى الحق في الحكم في الأمور الجنائية؟
    الشاكي: الإستعمار ليس موجوداً الآن، و إنت بتهاجم المحاكم الشرعية حتى يومنا هذا وقد خرج الإستعمار منذ سنة 55؟
    الأستاذ: دا بأسبابو ، جايين ليهو (يعيد السؤال للمرّة الثـالثة).
    الشاكي: جداً، كان ممكن نقول للإستعمار نحن نريد أن نحكّم شريعتنا ونحارب الإستعمار لنخرج الإستعمار.
    الأستاذ: حتي في الباب دية، عندما أطالب الإستعمار بأن يجلو، عملي أكثر، ولاَّ لما أطالبه بأن يعطي قطع اليد؟
    الشاكي: هذا لا يمنعك بأن تطالب بجلاء الإستعمار.
    الأستاذ: هل تعرف رأي الإستعمار في قطع اليد؟
    الشاكي: أنا بعرف أنو كثيرين من غير المسلمين، أو من أعداء الإسلام، يوجهون إنتقادات لهذا الحكم، بما فيهم الأوربيون، والدول الإستعمارية.
    الأستاذ: يعني الإستعمار لا يوافق على حد قطع اليد؟
    الشاكي: نعم لا يوافق.
    الأستاذ: و مع ذلك ترى أننا حقو نطالب بإعطاء المحاكم سلطات في الحكم بالأمور الجنائية كقطع اليد!؟





    مواصـلة الوقــائع في الكتـاب القـــــادم:
    الأســــتاذ محمود محمّد طه يواصل إستجواب الشاكي الشيخ إبراهيم جاد اللّه.
                  

03-10-2008, 02:04 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كتاب قضية بورتسودان (Re: Yasir Elsharif)


    كريم مروة:

    كان محمود محمد طه رجلاً شجاعاً ومفكراً عظيماً واجه خصومه من السلفيين ومن العامة الذين خدعوهم بالاشاعات الكاذبة التي اطلقوها على الرجل المفكر وقد اعادت تلك الايام ذكرى محاكم القرون الوسطى عندما احرقت الكنيسة العلماء والمفكرين وحكمت عليهم كسحرة ومارقين على سلطة الكنيسة والله


    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147503027&bk=1
                  

03-10-2008, 02:09 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كتاب قضية بورتسودان (Re: عبدالله عثمان)


    الفيدرالية المالية ماذا تعني؟
    بقلم: د. ابراهيم منعم منصور
    ====
    من السياسيين الناضجين محمود محمد طه
    =====
    كانت (الفيدرالية) والكمنولث كلمتين بغيضتين في قاموس السياسة السودانية ورغم أن الحركة الوطنية السودانية في مؤتمر الخريجين استلهمت تجربة حزب المؤتمر الهندي – والهند قبل وبعد الاستقلال فيدرالية – وبعد الاستقلال في عام 1947 في الكمنولث حتى الآن إلا أننا اعتبرنا الفيدرالية دعوة للانفصال وهتفنا لا فيدرالية لأمة واحدة ولم نتقبلها إلا بعد حوالي 50 عاماً رغم محاولات الآباء الأوائل من السياسيين الناضجين محمود محمد طه وإبراهيم بدري .


    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147505949&bk=1
                  

03-11-2008, 07:43 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام أحمد المهدى: أعدام محمود محمد طه خروج عن الدين (Re: عبدالله عثمان)


    يوم هتفت عطبرة: كلنا محمود
    احتفاء بالذكرى الستين لـ«الرأى العام»:

    الجمعية الأدبية بعطبرة لها دورها أيضاً

    بقلم: مصطفى أبو شرف

    سعدت بالعدد الممتاز لـ«الرأى العام» فقد جعلنى وجيلى الذى عاصر الحركة نهيم فى تهويمة مقدسة للماضى النبيل -الجميل- الأصيل الذى عشناه وملء بردية الشباب والقوة والفتوة وكنا نؤمن أن ليس وراء العمل الوطنى مال يبتغى أو لجاه يرتجى وإنما سبيلهما لمن يريد «التقرب من الانجليز» يستغلها بالدجل والنفاق وللأستعمار يستدره بالملق والتجسس، والصفوة من الخريجين لم تعرض الضمائر للبيع ولا المؤتمر للأتجار وليس هناك إلا الصدق والصبر والزهد وللمجاهد احدى الحسنين -ضريبة الوطن بوفاء الابن البار لها إذا فازت أو الجنة إذا استشهد.

    أخى القارئ

    كاتب هذه السطور من الجيل الثانى من الخريجين الذى حط رحاله بعاصمة الحديد والنار -عطبرة- إذ سبقه الكثيرون منهم للالتحاق بحسابات السكة الحديد -قاسم مجذوب- محمود الفضلى- عبد المجيد عبد الرحيم- إبراهيم علي- أحمد محمد يوسف- محمد سنادة- صالح مصطفى الطاهر ومن البارزين فى غير أقسام الحسابات -خليفة عباس- الطيب عباس فقيرى- صالح محمود اسماعيل- حسن طه شريف- أمين عمر البنا- محمود محمد طه «المهندس» ومعه فى قسم الهندسة يضم غندور- محمد حسن زين العابدين- أمين حسن علي- محمود ابوبكر «الضابط فيما بعد» ثم الذين عيونوا كمفتشى حركة كما كانوا يسمونهم - مبارك زروق - حسن طه «شاعر الجماهير» محمد السيد- مكى السيد علي- اسماعيل حسين والتيجانى سعد- وأأسف ان غاب عن ذاكرتى التى أصابها الوهن بعض الأسماء- هؤلاء جميعاً هم الذين أنشأوا الجمعية الأدبية بالنادى السودانى والذين نصبوا الشهيد محمود محمد طه سكرتيراً للنادى وهو الذى وقع «التعهد» للجنة النادى وكانوا كلهم من آبائنا الذين لا يحتملون مشقة الجهاد وما يتبعه من حركات لا يرضى عنها الحكام بل كان هو «محمود» الذين وقع الورقة «أنه هو وأعضاء اللجنة الأدبية مسئولون أمام القضاء لو حدث ما يعكر الأمن ويخرج عن النظم المتبعة آنذاك» ولهم العذر فما كانت أتبرة تتخلف عن ثورة 1924 بل شاركت فعلياً بالتظاهرات التى حدثت أيامها وجعلت الانجليز يحسبون للعمال الذين انخرطواً مع أخوانهم واخيراً فى الجمعية الادبية الف حساب- بل وبسياسة «فرق تسد» بنوا لهم دار خريجى مدرسة الصناعة وهى التى أحالها العمال لتدريس اللغة الانجليزية ومحو الأمية بل وللخلايا للحركة الوطنية -وليحيا نضال الحركة العاملة- سليمان موسى- الطيب حسن- محمد ادريس عبد الكريم- أحمد الفكى- خيرى عبد المجيد «الجيل الذى سبق الشهيد الشفيع أحمد الشيخ» وقاسم أمين وأخوانهما.

    وكان جزاء محمود ان ينقل من «اتبرة» الى جبيت وكان يوم وداعه يوماً مشهوداً يؤرخ فإن عطبرة الوفية ردت له جهاده إعترافاً منها بفضله والقافلة سارت بعد بحماس أكثر لتقول للانجليز «كلنا محمود»!!

    أخى القارئ

    وتكونت لجنة المؤتمر الفرعية بعطبرة ورفضت لجنة النادى ان يقام الاجتماع العام بساحة النادى «الباب اللى بجيك منو الريح- سدوا واستريح» كان شعارها- لجنة الآباء المحترمين» وقد أقيم الاجتماع العام بسينما النجم الأحمر لصاحبها أميل قرنفلى وقد طلب الرجل أن يفسح للمؤتمر كل ما فى الدار من كراسى من الساعة الرابعة مساء الى السادسة وبعدها ليبدأ العرض- لعل هذه تمر على القارئ ببساطة ولكن لو عرف ان مدير المديرية فى الدامر رفض أسماء مقدمى الطلب لأن ليس فيهم من كان فى الدرجة «أ س هـ» أكبر درجة للسودانيين أيامها لبطل العجب ولأنه ظن ان السودانيين الذين يتمتعون بالدرجة أياها لا يجرأون ليفعلوها وهم يتابعون الحمقى من الشبان ولكن خاب ظنهم فقد وقع على الطلب المهندس محمد حسن زين العابدين وأقيم الاجتماع وتقديراً لموقفه طلبنا منه أن يتلو خطاب سكرتير المؤتمر «كان المرحوم أحمد متولى العتبانى آنذاك» وبعدها سيتولى أعضاء اللجنة الحديث للاجتماع- كان عدد المؤتمرين أيامها ألفاً وثمانين عضواً وهم النواة للحركة الوطنية بـ«اتبرة» أيامها والتى تمخضت عن مساندة المؤتمر فى حوادث الجمعية التشريعية- ألا يذكر من باب الوفاء للقارئ تحية شاعر المؤتمر لـ«أتبرة»:

    لله أتبرة يقيم بها الشباب القيم

    القطر يهتف باسمه فله بكل فم فم

    من كل جبار النهى فكأنما هو ملهم

    وكأن فى أثوابه سعد العظيم ومكرم

    وطنية أهدافها عمل فلا تتكلم

    أضفى عليها الاتحاد رواءه والميسم

    آمالها لبلادها مما يراق له الدم

    وقد صدق شاعرنا فقد قدمت عطبرة القرابين على هيكل الوطنية الصادقة وما ضحايا «النادى الأهلى» ببعيد عن الأذهان ومن الوفاء فى شئ ان أذكر المرحوم ابراهيم المحلاوى الذى ركل الوظيفة العالية فى حسابات السكة الحديد شأنه شأن راهب الوطنية حماد توفيق- وقاد المظاهرات أيامها - وما كانت مساهمة الخريجين أيامها بقليلة ولا مساهمة العمال بالتى تنكر أو تقبر .

    ضمن أعضاء اللجنة أىامها




    http://www.rayaam.net/22005/04/08/araa/araa5.htm
    _________________
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de