العجوز الحسناء في حوار «فوق العادة» مع (الوطن)11نوفمبر 2006 بصراحـة شـديدة .. سـعاد إبراهيم أحمـد تتحــــدث عـــن الأمس واليـوم والغد..! فاطمة أحمد إبراهيم لم تكن شيوعية يوماً .. وهذه هي أسباب زعلها مني! ناس الجبهة تموا ما بدأه نميري.. والحلفاويون يدفعون ثمن التخريب والتشريد الذي لحق بهم لم أعـــــــد أستمع لـ «وردي» ولم يعـــــد هــــو فنان السودانيين!
كنت من المحظوظين، عندما حضرت ندوة كبرى بالجامعة أيام الإنتفاضة.. كان المتحدث الرئيسي فيها الأُستاذة المناضلة الكبيرة سعاد إبراهيم أحمد.. المرأة الأبرز وعضو اللجنة المركزية لأعظم وأعرق حزب شيوعي في العالم على الإطلاق.. والأنموذج الأفضل في دول العالم الثالث، لأنه تنبأ ـ قبل غورباتشوف ـ بـ «البروسترويكا» والتحول الكامل ـ ادباً وموقفاً ـ نحو الديمقراطية التعددية منذ سبعينيات القرن الماضي.. ومصدر حظي- في تلك الندوة- أنني شاهدت إمرأة سودانية جميلة جداً .. بيضاء، بياض الحلفاويين.. وفصيحة اللسان.. في حظ أكتر من كدا..؟!
** حوار : عادل سيد أحمد ** # إبراهيم أحمد سعاد إبراهيم أحمد.. الأُستاذة الجامعية سابقاً.. حيث تعلمت في جامعة الخرطوم.. وحضَّرت في أمريكا وأنجلترا وهي أُستاذة تربية وإحصاء «فريدة». سعاد هي إبنة قطب حزب الأُمة الراحل إبراهيم أحمد.. وشقيقة عضو حزب الأُمة الحالي، صلاح إبراهيم أحمد.. وزوجة حامد الأنصاري والذي كان عضواً كذلك في الحزب الشيوعي وهي تسكن في البيت الكبير العريق بالخرطوم ؟!!
# الأنصاري * ماذا تذكرين من حياتك مع زوجك الراحل حامد الأنصاري؟ أجابت بعد أن إسترجعت الذاكرة: * * حامد الأنصاري مات صغيراً.. مات سنة 1987م وقد كان عمره 55 عاماً.. كان معاي في الحزب الشيوعي.
* قلت لها: ولكنه ترك لكم ثروة كبيرة ؟؟... * * قالت: الأنصاري ترك لي إبننا احمد.. أما شركاتنا فالكيزان قفلوها لينا كلها!
# الأمراض * قلت لها بسرعة عشان ما أنسى: عمرك كم الآن يا خالتي سـعاد.. وهل تعاني من أية أمراض ؟ * * قالت بحزم: ما عندي أي حاجة..
* قلت لها: عاوزة تقنعينا إنو ما عندك ضغط أو سكري؟ * * فقالت بالإبتسامة السمحة: ما عندي.. بس أنا أعاني من روماتيزم..
# فاطمة أحمد أبراهيم * سألتها: فاطمة أحمد هل تزورك؟! * * فقالت بحزن السنين القديم: فاطمة تهاجمني عبر الصحف.. ولم تستطع أن تنسى موقفي في الستينيات من الآلية النسوية التي لم أقتنع بها.. منذ ذلك الوقت، عندها ضدي عداوة.. حيث كتبت ضدي في جريدة «الفجر» و«الخرطوم» ، حينما كانت بالخارج.. وتهاجمني بعد أن عادت إلى السودان.
* قلت لها بإستغراب: ألا تلتقون ؟.. وهل صحيح أنّ «سلام الله» ما بيناتكم؟! * * أجابت بإمتعاض شديد: ما في بيناتنا أية علاقة وعندما أدخل على اجتماع اللجنة المركزية فإنني أحي الجميع عامة.
* قلت لها: ولكن فاطمة مناضلة.. وهي أرملة الشهيد الشفيع أحمد الشيخ؟ * * قالت بحزن دفين وغضب بائن: الشفيع كان مناضلاً وقد قدم روحه من أجل مبادئه.. أنا رأيي، من زمان، إنو فاطمة ما شيوعية.. والآن، بعد أن عادت من لندن.. تأكد لي أكثر أنها ما شيوعية.. فقد دخلت برلمان «الجبهة».. وقابلت البشير.. وأدوها أرض بالقرب من كوبري المنشية الجديد، حيث قالت أنه تعويض لها عن أرض كان أن صادرتها منها حكومة الجبهة.
# الحلفاويون * قلت في نفسي، أحسن أغير الموضوع دا: خالتي سعاد.. يقال أنها أصبحت من الناشطين في قضايا النوبة.. هل هي بداية ثورة حلفاوية؟ * * فقالت بحماس: أنا حلفاوية أُماً وأباً.. نميري بدأ بتدمير حلفا.. وناس الجبهة الآن بتموا في الباقي..
نحن نناضل من أجل خدمة الناس، كلّ الناس.. وحلفا تضم كل أهل السودان: من الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب. حلفا فيها ناس من جبال النوبة ودارفور يشاركوننا في الزراعة.. ويأخذوا نصف المحصول المزروع.. ولكن، نميري عاقب «البرابرة»... وأُسامة عبد الله، الآن ينفذ بالخزان الجديد، سياسة الجبهة في أن يُغرق ما تبقى من حلفا.. ويتم تهجير الناس مرة أُخرى. كان بإمكان «ناس الجبهة» أن يعملوا الخزان بأعالي النيل الأزرق، حيث «الهضبة الأثيوبية».. فهذه المنطقة تضمن ألا يغرق أحد.. ثم تغطي كهرباء أضعاف ما هو متوقع من خزان الحمداب الذي يسبب مشاكل الآن ومستقبلاً. بهذا الفهم نحن نشتغل قضية النوبة.. ناس الجبهة افقروا مناطقنا وفرضوا عليها الضرائب والأتاوات ودمروا البنى الأساسية.. فتدمر التعليم والصحة.. إن سكان محافظات الشمال الثلاث كانوا 750 الف نسمة.. والآن أصبحوا لا يتجاوزون الـ 300 الف !!
# العرب والإسلام والمهدي * قلت لها بخبث: أنتم تحاولون إحياء ثقافتكم كأنما موقفكم من العرب.. هو موقف الأصليين من الغزاة ؟؟ * * أجابت بدهاء: العرب جاءوا وأختلطوا معنا.. العرب الذين حضروا كانوا مفترين.. وليس النوبيون. النوبيون أصحاب حضارة فهم الذين نشروا الوعي والمعرفة.. ولكن العرب هم الذين يطلقون علينا إسم «برابرة»! حتى المهدي لم يستطع أن يجلس مع النوبيين لأن النوبيين لا يعترفون بأحد لأنهم الأقدم وهم غير متطرفين.
# أبوك * قلت لها بإستفزاز: أبوك.. الراحل كان حزب أُمة.. وصلاح أخوك كذلك.. لماذا وكيف أصبحتي أنت شيوعية ؟ * * قالت بمسحة زعل: أبوي كان ديمقراطياً جداً.. فقط كان يقول لي: «إنتو في روسيا ودول أوروبا الشرقية لا تطبقون الديمقراطية».. أبوي كان يشترك معنا في معاداة «الأخوان المسلمين» لذلك ترك الصلاة في مسجد السنوسي، القريب من بيتنا حيث كان أمام هذا المسجد «أخو» مسلم، وهو «عطية محمد سعيد» ثم ذهب ليصلي بمسجد آخر.
# شىء من السياسة * قلت لها: عاوزين نخرب الحوار اللذيذ دا.. رأيك شنو في الأوضاع السياسية الآن في السودان ؟ * * أجابت بإستياء واضح: البلد وصلت حتة بطالة جداً.. ناس الجبهة إنتهوا منها.. ومع ذلك المطلوب هو الغاء القوانين الستة المقيدة للحريات، وعلى رأسها قانون الأمن الوطني.. الناس ديل «مكنكشين» رغم أنهم فشلوا في كلّ شىء.. ولازم يعودوا إلى الرشد، عشان ما يضيع السودان!
# مصطفى ووردي كان حديثي مع سعاد إبراهيم أحمد يجري.. ووراءنا خلفية لأغاني الفنان العظيم الراحل مصطفى سيد أحمد ورائعة الشايقي القومي الأصيل محمد الحسن سالم حميد: من المدفع طلع خازوق.. خوازيق البلاد زادت يفيض النيل.. نفيض نحن.. يظل حال البلد واقف، تقع محنة .. ثم استمعنا كذلك لـ : يا مطر عز الحريق # # يا مصابيح الطريق يا المراكبية البتجدف # # من فك الموج الغريق يا ما شايلك فيني حائم # # لا الليالي المخملية لا العمارات السوامق # # لا الأسامي الأجنبية
* قلت لسعاد: بعد أن دمعنا سوياً.. ما عندك وردي ؟؟... * * قفزت قائلة: وردي.. وردي.. ما عاد فنان الشعب.. الناس ساعدوه في العلاج.. وردي قابل البشير وساكن سُكنة مع عبد الرحيم محمد حسين.. يا حليل وردي..!
# آخر الكلام * قلت لسعاد.. سؤال أخير: كيف تقضين يومك.. وأنت كلّ اليوم.. في البيت ؟.. * * قالت: أقرأ وأكتب.. أجلس لفترات أمام الكمبيوتر.. أتصفح الإنترنت، وأعمل دردشة مع الأصدقاء.. ومع طلبتي الذين كنت أدرسهم في الجامعة وهم الآن في أمريكا وأوروبا وأُستراليا وغيرها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالوهاب همت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست