لقائي مع معاوية عبيد الصائم

Quote: الأخ العزيز / محمد البشرى الخضر لك التجلة والإعزاز وكل العام وأنت بخير في أول أيام العيد وبعد رمي الجمرات ، وكنت وقتها متعبا حيث قطعت المسافة من عرفات الى منى على الإقدام ، وفي طريقي إلى مكة كنت أبحث عن مكاتب البنك الإسلامي لشراء إيصال الهدي والذي بموجبه أوكلت البنك للذبح نيابة عني ، وللصدفة الغريبة ، ودونما سبب وجيه ، تركت المكتب الأول وذهبت للمكتب الذي يليه وعند الشباك وجدت بعض الموظفين السودانيين فخاطبني أحدهم قائلا : اتفضل بالباب واعتذرت ولكنه أصرّ على ذلك ، فدخلت المكتب وسلم علي بحميمية وبادرني قائلا: انت احمد القرشي؟ فاندهشت فقال لي أنه معاوية عبيد الصائم وأنه علم بحضوري إلى الحج ببوست ابتدره الاخ الاستاذ الطيب شيقوق ومن خلال صورتي في البروفايل تعرف على ، ثم قال لي معاوية ، والذي لم أتداخل معه من قبل في أي بوست ولا تربطني به أي معرفة سابقة ( كنت أتمنى أن أجد معك هنا الأخ محمد البشرى الخضر لأعتذر له وأطلب منه السماح في هذا المكان الطاهر وفي هذه الأيام المباركة )، فعجبت للأمر لأنني ما كنت أعرف عن الذي جرى بينه ومحمد البشرى الخضر وأضاف : إنني أخطأت في حق محمد البشرى الخضر وكتبت كلاما غير صحيح في لحظة غضب ، فقلت له لماذا لا تكتب بوست اعتذار لمحمد البشرى فوافق بحماس لايشوبه كذب أو مجاملة ، ففرحت أن إنسانا قد أخطأ وراجع نفسه وأقر بما اقترفه من خطأ وله النية الصادقة في الإعتذار ، فاتصلت لتوي بالاخ الصديق محمد المرتضى حامد لعلمي بعلاقة جميلة تجمعه بمحمد البشرى وطلب مني معاوية أن يتحدث مع الأخ محمد المرتضى من هاتفه الشخصي وبكرم وأريحية وكان له ما أراد وتحدث طويلا مع مرتضى وتحادثا في الواقعة . كانت تلك أول مرة ألتقي فيها معاوية عبيد ولقد أكرمني كثيرا ، وجلست معه لفترة طويلة في مكتبه وهو ومن معه من السودانيين الذين يؤتمنون على ملايين الريالات كل يوم ويقدمون خدماتهم للحجيج بل إن أحد أبنائه كان متطوعا في خدمة الحجيج، ولقد استأذنت منه للذهاب للتقصير والتحلل لكنه أصر أن أحلق عند باب مكتبه فاشترى مقصا وطلب من أحد الليبيبن الذين حضروا لدفع الهدي أن يحلق لي وبالفعل تركت رأسي لليبي لم أعرف ماذا فعل برأسي الى أن قابلني سوداني وأنا في طريقي إلى الحرم ليضحك كثيرا وقال لي من حلق لك ، فقلت له ليبي فقال لي فعلا دي حلاقة ثوار وياهو راسك أصبح مصراته ، ولم أعرف فداحة الأمر إلى أن ذهبت إلى السكن وطلب مني زملائي أن أسرع إلى الحلاق لتصحيح هذه الفوضي وبالفعل ضحك الحلاق المصري كثيرا من هذه الحلاقة وأزال بقية الشعر ( صلعة) ولم يأخذ مني سوى 25 ريالا عِوضا عن 30 ريالا رفقا بحالي ، ومن هنا أقول أن معاوية عبيد الصائم أراد الاعتذار بصدق وصفاء نية أشهد الله عليها مثلما حاول خدمتي عن طريق الليبي ولكن بوست الإعتذار إنتهى إلى حال يطابق حال رأسي فمعاوية اهتم بحلاقتي ولم يهتم بالتفاصيل وهنا أجد وجه الشبه بين حلاقتي واعتذاره لك أخي ودالبشرى. التقيت بالأخ معاوية مرتين بعد ذلك في أيام التشريق وعرَّفني بالأخ إبراهيم النعمة وعرفت أن بمعيتهم الاخ قيقراوي الذي لم التقيه ، وهو يعمل في نفس منطقة الجمرات ، ولا أنسى أن أشكرهم على إكرامهم لي وأصدقائي. من أطرف ما لحظت هو أن الكثير من الحجاج يطلبون الفتوى من معاوية وإبراهيم النعمة ومن يعملون معهم ، وفي بعض الأحيان يفتون ويقوموا بتحويل (الحالات المتعسرة) إلى مكتب الفتوى ، ضحكت كثيرا حين قام أحد الإخوة المصريين بدفع ثمن الهدي لأحد الموظفين السودانيين الذين يعملون تحت إشراف معاوية وبادر بسؤاله بعد الدفع: حاتدبحو الخروف؟ فأجاب زولنا الزهجان: لا حانطهِّروا.. هذه شهادة مني وددت الإدلاء بها والله وحده يعلم ما بالصدور وأسأله سبحانه أن يهدئ النفوس ويطهر القلوب وصادق إحترامي لك أخي ودالبشرى وشكري يا معاوية لكل ما قمت به تجاهي ( بما في ذلك الحلاقة الليبية) والشكر أجزله لصديقي الأخ الحبيب بكري أبوكر الذي جمع بين كل أولئك الناس مما مكن لشخص كمعاوية أن يتعرف علي بين 4 مليون حاج ولأنقل هذه الرسالة لودالبشرى الذي أثق أنه يصفح كشأن الكبار.