|
Re: مشروعنا لتطوير كتب إلكترونية مُساعِدة لطلاب الشهادة السودانية - قضية رأي عام (للتوثيق) (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)
|
صحيفة الأحداث 1 نوفمبر 2008م
Quote: حوسبة المناهِج الدراسية بين الرفض و التأييد
في زمن أصبح الجلد في المدارِس ممارسة تُحارب لا زالت ترن في أذني عبارة القراية أم دق كلما عدت وراءاً متذكِّراً كيف كنا نجلس القرفصاء نتحلّق حول الضوء الخافت للمبة (القلووز) قبل أن تحل بدلاً عنها اللمبات الإقتصادية ذات اللون الأبيض الناصع ، و من كانوا قبلنا كانوا يحكون لنا عن تحلُّقهم حول الفانوس أو الرتينة كل هذا العناء و هنالك سياطٌ لاذعة مرفوعة تُلِهب الظهور و الأيدي و الأرجل إن لم نواظب أو نجيب و المصيبة الكبرى إن غشينا النعاس أمنةً أو مللا. و الآن و مع النهضة في كل شيء من حولنا و انتشار التكنولوجيا و أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة و مع جيل جديد غير جيلنا تعودت عينه على الشاشات من دي في دي و بلي ستيشن و كمبيوتر و هاتف محمول جيل محوسباً لأجله كان لابد من حوسبة المناهج لأنه أصبح بعيداً جداً عن أسلوب الطباشيرة و الكراسة و الورق كما كُنا بعيدين قبلهم عن اللوح و الدواية و قريبون لما هم عن يشيحون الآن. و طالعنا في الأخبار أن السيد نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه راعي التعليم في السودان سيفتتح مشروعاً للنشر الإلكتروني يهدف إلى إخراج كتب إلكترونية على أسطوانات مدمجة تغطي مقررات الشهادة السودانية في شكل أسئلة و أجوبة و بطريقة عصرية تتناسب مع أفكار هذا الجيل و حاجاته ، طريقة تجعل من الكمبيوتر آلة مفيدة و صديقة للأسرة بعد أن أصبحت هاجساً في كل بيت و مدخلاً للهو حلاله و حرامه فأصبح لا يُفتح إلا و رقابة صارمة مفروضة عليه و في بعض البيوت تمت تغطيته ضد الغبار و تخزينه لحين انتهاء العام الدراسي و ما لهكذا غرض كان تصنيعه أصلا،و أخيراً خرج من رحم الأمة رجالاً يحملون الإبداع فكراً تنزّل على أرض الواقع حينما نفذوا مشروع حوسبة الكتب الإلكترونية المساعدة للمناهج الدراسية ، و علمنا أن الجهات التي أعدت هذا المشروع الطفرة قد تحصلت على كل السندات القانونية و التصاديق اللازمة من الجهات ذات الاختصاص للوسائل التعليمية المساعدة مثل المذكرات المنتشرة و التي تُغرِق الأسواق منذ السبعينات ، فإذا بجهات أخرى تعارض قيام هذا المشروع الذي يهدف إلى مصلحة أبناءنا الطلاب و هي جهات كان حريٌ بها تشجيع مثل هذه الأعمال و دفع عملية الاستثمار في العقول بعد أن فشلنا في استثمار الأرض ، و هذا النوع من الاستثمار هو الذي وضع العديد من الدول على القمة و جعلها في مقدمة ركب التطور مثل ماليزيا و الهند آسيوياً و عربياً مثل مصر فلماذا تكسير مجاديف الغير طالما أنهم قادرون على العبور بنا إلى بر الأمان و مواكبة العصر و حلحلة مشاكل الدراسة و الاستذكار لدى طلابنا و كسر الحاجز الخوف ما بين الأسرة و جهازاً اسمه الكمبيوتر أم أنه المثل (جو يساعدوه في حفر قبر أبوهو دس المحافير؟) فهل لمشروع حاز على السند القانوني و الشعبي أن يُحارب يا هؤلاء؟ إذن فلماذا لم تُحاربوا من قبل مئات بل آلاف المذكرات الورقية التي تزخر بها أرفف المكتبات أينما كانت هنالك مكتبة ، و ما الفرق بين تلكم و هذه غير أنها مواكبة و على قرص مدمج سي دي ، تلك كانت مذكرة على ورق و هذه مذكرة على قرص مدمج أي أن الاختلاف في الوسيط فقط فما الذي أثار حفيظتكم يا هؤلاء؟ إننا نطالب السيد نائب رئيس الجمهورية و بشدة أن يقف بجانب مثل هذه المشاريع الهادفة القومية القاصدة لتنمية حقيقية للإنسان و تطوير لمقدراته و قدراته و إنه لمستقبل نضعه بين أيدي جيل لابد من تعليمه بلغة عصره التي يفهمها و كما يقولون فإن لكل مقام مقال. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|