رجل بلا ظل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2012, 11:37 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رجل بلا ظل

    أوقف السائق السيارة عند الجراج ونزل منها ليفتح الباب الخلفي , تناول عصاة الأبنوس من المقعد , نزل منها في هدوء نفض عن بدلته غباراً لم يعلق بها ,
    تأكد من تناسق بنطاله مع الحذاء الذي صنع من أجود أنواع الجلود .
    ناول حقيبته للسائق ومن جنباته كانت تفوح رائحة عطر باريسي فاخر,
    أسمر مربوع القامة , حف شاربة بأناقة ملحوظة وأن ترك لحيته مهملة أهمالاً معتني به وقد خضبتها الحناء بحثاًعن شباب ولي الي غير رجعة , تدلت من نظارته سلسلة ذهبية أودع آخرها في جيب بدلته اليمين وأبتعد من السيارة يتبعه ظله كظله.

    ولج الي داخل الوزارة بخطوات قصيرة سريعة وان تعمد أن يطرق حذاؤه الأرض بقوة, وصوت ضربات عصاه علي البلاط يملأ أرجاء الممر00 ابتسم في داخله وهو يستمتع بحالة الهدوء التي عمت المكان حال قدومه , دخل الي مكتبه وهو يرسم تقطيبة علي وجهه , نهضت السكرتيرة في ارتباك وهي تصلح من ثوب يظهر أكثر مما يخفي

    - أدخلي لي برنامج اليوم والبريد

    قالها وهو يدخل الي مكتبه الخاص دون أن يلتفت أليها

    - حاضر معاليك

    تناولت ملفاً منتفخاً بالأوراق وهي تلحق به

    جلس علي كرسيه الدوار وطرق طرقتين علي لوحة الحاسوب أيمن المكتب

    - كيف الحال عندكم اليوم؟؟

    -لاشئ مهم فقط عبد الستار سأل عليك بالتلفون

    أومأ لها برأسه أشارة لأن تنصرف , فوضعت الملف علي الطاولة واستأذنت

    لعق شفتيه بلسانه وهو يحملق في ساقيها حتي أغلقت الباب خلفها0

    دخل عم سعيد حاملاً القهوة وضعها علي المكتب دون أن يتحدث , تناول القهوة وباليد الاخري تناول الصحيفة

    - في أضخم عملية من نوعها الكشف عن عملية أختلاس ضخمة في وزارة معروفة [ص 3]
    - مهندس ومدير إداري وأصابع الاتهام تشير الي أيدي خفية لرؤوس كبيرة في القضية
    - ملف كامل عن القضية غداً
    إرتجفت يده قليلاً وهو يضع كوب القهوة جانباً .. ظله يغطي جزءاًمن الصحيفة أحس بالضيق قليلاً وهو ينتقل للصفحة الثالثة بحثاً عن التفاصيل , أنزل الصحيفة الي سطح المكتب وأنكفأ عليها , ظله يحتل كل المساحة بينه و بين الجريدة , حاول تجاهل الأمر وهو يقرأ في تقاصيل الخبر , حبات من العرق تلألأت في جبينه , أمسك بسماعة التلفون

    - استدعي لي عبد الستار الان

    - حاضر معاليك


    رفع الصحيفة مرة أخري الظل يقبع بينه وبينها , ألقاها في ملل , نهض من الكرسي ووقف عند النافذة , تبعه ظله الي النافذة , نظر إليه في غيظ , عاد الي المكتب ورفع سماعة الهاتف مرة أخري

    - ألم يأتي عبد الستار بعد

    - في الطريق إليك يا سيدي

    وضع السماعة في عنف , علا صوت تنفسه قليلاً وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابا والظل يتبعة بنفس الأيقاع , رمقه في غضب , أغلق النافذة حتي يمنع تسلل ثم اغلق مصباح المكتب أيضاً.. غرق المكتب في ظلام دامس 00 الظلام يجثم علي صدره ويكتم أنفاسه , شعر به كأنه تحول الي ظل ضخم يحاول قتله00 صدرت منه آهة خافتة وهو يحاول الوصول الي مفتاح الإنارة .
    أنقذه باب المكتب وهو يفتح , رفعه عبد الستار من الأرض ثم أشعل المصباح , شهق في قوة وقد غرق جسده في العرق , الظل ممدداً أمامه 00 نظر إليه فأحس كأنه يبتسم ساخراً منه
    - خير معاليك ماذا بك؟؟

    - لا شئ لاشئ فقط أخبرهم أن يزيدوا الأضاءة هنا , مصباح عند كل ركن وأن يضعوا مصباحاً أعلي المكتب

    - حاضر معاليك [ قالها عبد الستار في تعجب ]

    - ماهذا المنشور في الصحيفة اليوم؟؟

    - حاولت أن أتصل بك صباحاً ولكنك لم تأتي بعد

    - ها

    - لا أنها مجرد زوبعة صغيرة وسأنتهي منها اليوم لا تنشغل بهذا الأمر

    - ولكن هل تظن أن لديهم أدلة علي ما نشروه

    أقترب منه عبد الستار وهو يرسم أبتسامة اطمئنان علي وجهه

    - قلت لك لا تشغل بالك بهذا الأمر سأحسمه اليوم بأذن الله

    أومأ برأسه وهو يتنهد في عمق

    صوت أقدام العساكر وصل الي أذنيه وهو داخل المكتب , فر ظله الي ركن قصي في الغرفة , ارتفعت دقات قلبه ونهض من كرسيه في ذعر
    حاول جمع اوراق متناثرة علي الطاولة أمامه في عجلة , دفع أحدهم باب الغرفة بقدمه , إنهار علي كرسيه في يأس , وضع رأسه بين كفيه وهو يحاول أن يبكي ولكن أين صوته ؟
    أمسك أحدهم بكتفه وهو يجره الي الخارج , سطعت أضواء الكاميرات علي وجهه , فقد الرؤية للحظات وهو يحاول أن يغطي وجهه بكلتا يديه والجميع يتحدث ويؤشر عليه وكان ظله يقفز بين الحشد وكأنه يرقص , جذبه أحد الصحفيين من كتفه وهو يلح عليه بسؤال ما , سقط علي الأرض .. تأوه وهو يحاول أن يغرس أصابعه في البلاط , تحلق الحشد حوله في دائرة ضيقة وهو يحاول النهوض كل العيون حوله جاحظة والأفواه مشرعة , رزاز من فم أحدهم أرتضم بوجهه وظله كان واقفاً وسط الحشد ينظر إليه في شماتة

    نهض في ذعر , جلس علي الفراش وهو يتصبب عرقاً , الظلام الدامس من حوله غطاء كثيف يكتم أنفاسه , صرخ في قوة وهو يمسك بعنقه

    -أشعلوا المصباح , أين النور ؟

    نهضت زوجته وأشعلت الأباجورة التي بجوار السرير , نسمة من الهواء ولجت الي صدره , صرخ فيها

    - ألم أنبهك الا تطفئي النور , ألم أنبهك؟؟

    نظرت إليه في حيرة ناولته كوب من الماء وهي تسأله

    - ماذا بك هل كنت تحلم ؟؟

    شرب كوب الماء بصوت مسموع

    - لا شأن لك
    قالها في عنف وهو يتابع ظله الذي امتد طويلا حتي تكسر عند زجاج النافذة أو عبر منها الي الحديقة لا يدري هو

    -أشعلي مصباح الغرفة

    نهضت بتثاقل ضغطت زر الاضاءة , غرقت الغرفة في الضوء , أنكمش ظله تلقائياً حتي أحس به تحته , نهض في ذعر وهو ينظر الي حيث كان جالساً , نظرت إليه زوجته في حيرة وعيناها مليئتان بالأسئلة ولكنها لم تفتح فمها , تناول جواله وأتصل بعبدالستار

    - ماذا فعلت؟؟

    بدا صوت عبد الستار ضعيفا متخاذلا لا كما أعتاده مليئآ بالثقة وهو يقول

    - معاليك في الصحيفة رفضوا رفض بات أن يلغوا الملف وسينزلونه في عدد الغد كملحق منفصل ومعي الان مسودة منه

    - وماذا يوجد بالملف ؟؟

    - الموجود بالملف لو نزل غدا سيدمرك تماما

    - ماذا؟؟ أتصل بوزير الثقافة , بدائرة الأمن , يجب أن يصادر هذا العدد فوراً
    - حاولت معاليك ولكن يبدو ثمة رضا جماعي عن الموضوع فلا أحد يريد أن يتدخل

    اشتم رائحة الشماتة في صوت عبد الستار , أغلق الجوال في عنف وأرتدي ملابسه في عجل , فتح باب الغرفة ولكن الي أين يذهب , وقف جامدا عند الباب للحظات ثم عاد الي داخل الغرفة , إنهار علي طرف السرير , مر شريط حياته أمام عينيه سريعاً , تذكر صعوده بسرعة الضوء علي أكتاف الأخرين , كم دبر وأطاح بكل من أعترض طريقه , ولكن تري من يحاول أن يتسلق علي كتفيه هذه المرة ؟ من وراء كل هذا ؟ خطر علي باله عبد الستار , تنهد في عمق واضطجع علي سريره متخذاً وضع الجنين .

    طويلة كانت ساعات الليل , أشرقت الشمس وهو مضطجع في مكانه , ولم يزر النوم عينيه , نهض في تثاقل , تناول حقيبته وركب السيارة متوجها الي الوزارة

    ولج إليها في تردد , خطواته منهكة ضعيفة , لم تخفت الضجة وهو يعبر الممر , دخل الي مكتبه منكس الرأس , سبق ظله في الدخول , أغلق الباب خلفه , تناول الصحيفة قبل أن يجلس علي الكرسي , أشعل مصابيح الغرفة الجديده كلها , أختفي الظل من أمامه , جلس علي الكرسي وهو يبحث عن الملف بين صفحات الجريدة , إلتهمت عيناه السطور في سرعة , تسارعت دقات قلبه , شئ في داخله يصعد الي حلقه , تناول كوب الماء من الطاولة , تجرعه وعيناه لا تفارقان الصحيفة , كل شئ من حوله ينهار , ألقي الصحيفة من يده , بحث عن ظله لم يجده , أين هو ؟؟ أحس بشئ يتحرك تحت ملابسه , يمس الجلد مسا خفيفاً , الضوء يكاد أن يعمي عينيه , نظر الي ملابسه , الضوء يخترقها وصولًا الي ظله تحت ملابسه , أبصره وهو يحاول أن يدخل الي داخله , الي صدره , قفز في سرعة , أغلق مفاتيح الأنارة ماعدا واحداً .. قفز ظله من بين ملابسه وجلس علي طرف الطاولة وهو ينظر إليه وأبتسامة ساخرة تعلو شفتيه

    - ماذا تريد مني ؟؟
    أطلق الظل ضحكة ساخرة

    - انا هو أنت بالطبع لا أريد منك شيئاً
    قالها وهو يدنو منه بوجهه , مد يده محاولاً أن يمسك به , أمسكت يده الهواء

    - يجب أن أتخلص منك

    علت ضحكاته مرة أخري

    - أنا هو أنت كيف لك ان تتخلص مني , كيف لك أن تتخلص من ذاتك ومن قدرك , لن يحدث هذا حتي تتحول الي ضوء أو مصدر للضوء وأنت آخر من يمكن أن يكون مضيئاً

    - أتحول الي ضوء؟؟

    قطب حاجبيه وهو يفكر في العبارة , إنتبه الي رنين الهاتف , هرب ظله الي أرضية المكتب وتمدد في هدوء , تناول السماعة

    - مدير دائرة الأمن علي الخط

    -قولي له أني لم آت بعد ولا تحولي لي مكالمات طوال اليوم

    - حاضر معاليك

    وضع السماعة أحتوي الغرفة بعينيه , صدرت منه آهة خافتة , جواله يرن , نظر الي إسم المتصل , شامت آخر , لم يرد ثم اغلق الجوال , 00تذكر حلم أمس بدا له كأنه رؤيا , جسده يهتز , جدران الغرفة تقترب منه , أخرجت شاشة الحاسوب لسانها ساخرة , تململ في كرسيه , كان يعرف مصدر كل هذا , نظر الي ظله في حسرة , وهو يجلس علي الطاولة عاقداً يديه أمام صدره

    نبهه رنين الهاتف مرة أخري رفع السماعة صارخاً
    - ألم أنبهك أني لا أريد أي أتصالات

    - ولكنه [صمت]

    - هل أتصل سيادته؟؟

    قالها بصوت خافت

    - نعم معاليك
    - طيب حولي المكالمة فوراً
    - السلام عليكم

    - وعليكم السلام سيادتك

    نهض واقفاً دون أن يشعر

    - ماهذا المنشور في الصحف اليوم ؟

    - مجرد كذب وأفتراء

    - ولكنه مدعوم بالأدلة ألم تقرأ الخبر ؟

    - نعم سيادتك قرأته ولكنه يحتاج الي دفقة ضوء لتهرب منه الظلال

    - لم أفهم

    أرتبك قليلاً

    - هناك نقاط مظلمة فقط تحتاج الي توضيح وبعدها ستتبين لكم براءتي

    -اسمع , أذا كان المنشور في الصحيفة صحيحآ فأنت تعرف ماذا سيحدث لك

    - ولكن .. تييييييييت ..تيييييييييييييييييت


    - قاطعه صوت الخط وهو يغلق .. رجع برأسه الي الوراء وومضت في رأسه فكرة بلا ظلال , فعلاً الأمر يحتاج فقط الي ضوء , مجرد ضوء , غادر المكتب في نشاط وظله يركض خلفه , ركب السيارة وأنطلق بها , الشوارع كانت مزدحمة بالناس , تجولت عيناه بينهم , شعر أن الجميع يعلمون أنه هو , غاص في مقعد السيارة محاولا أن يختفي عن الأنظار , إبتعد عن المدينة بسيارته التي تنهب الطريق نهباً , فقط يحتاج الي ضوء , ضوء ينبعث منه , أوقف السيارة الي جانب الطريق , نزل منها , نظر الي ظله في شماتة وهو يتناول من حقيبة السيارة إناءاًمملوءآ بالبنزين وعاد الي داخل السيارة مرة أخري , ظله جالس علي المقعد بجواره , ينظر إليه في سخرية , صب إناء البنزين علي نفسه في برود , أشعل قداحته واشتعلت النار في جسده , أختفي ظله من أمامه وصوته يرتفع بالصراخ , دفع باب السيارة خارجاً الي الفضاء وهو يصرخ

    ويصرخ

    ويصرخ

    ولكن لم يسمعه أحد

    فقد كانت صرخاته بلا ظلال

    محمد الطيب يوسف
    في عام 2008 أو 2009 لست متأكدا
                  

09-24-2012, 01:09 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل بلا ظل (Re: محمد الطيب يوسف)

    Quote: محمد الطيب يوسف
    في عام 2008 أو 2009 لست متأكدا


    تحياتى أخ/محمدالطيب يوسف....

    يا أخى تأكد لو سمحت لأن هذا مهم للناريخ....................تسلم والله كتابة عميقة وسلسة..تقديرى وإحترامى.
                  

09-26-2012, 07:50 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل بلا ظل (Re: ismeil abbas)

    الاخ اسماعيل عباس
    تحية واحترام
    النسخة الاصلية من النص فقدتها فلم أعد متأكدا من التأريخ
    شكرا للقراء والاهتمام
                  

09-26-2012, 08:49 AM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل بلا ظل (Re: محمد الطيب يوسف)

    شكرا استاذ محمد

    كتابة ممتعة وشيقة

    الظل

    يحاكم صاحبه ويوصله الى النهاية

    فكرة مجنونة ومدهشة

    مودتى
                  

09-27-2012, 11:25 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل بلا ظل (Re: عصام علي أحمد)

    عصام !!!
    تحيات طيبات
    شكرا للقراءة لجميلة

    مودتي واحترامي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de