حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت ....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2012, 09:19 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... (Re: Abdel Aati)

    في كتابه الموسوعة الفلسفية - الصوفية "الفتوحات المكية" يقول ابن عربي ان هذه الكتاب ليس من تأليفه وانما املي عليه املاء وما هو الا بناقل عن الرسول الكريم .

    وفي الفصل الاول من الكتاب بعد المقدمة يتحدث عن فتى التقاه وهو يطوف بالكعبة؛ وقد كان ابن عربي قد التقى النظام ايضا وهو يطوف بالكعبة؛ وهو يصف هذا الفتى بأنه "الفتى الفائت المتكلم الصامت الذي ليس بحي و لا مائت " ويصفه بأنه " الروح الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته في هذا الكتاب " . وهو الوصف الذي اقتبست منه عنوان هذا البوست .

    اترككم هنا مع وصف ابن عربي للفتى الفائت بعد ان حررت النص من المقاطع الشعرية الكثيرة التي يطعمه بها؛ والتي اعتقد انها تخل بتسلسله ولا تضيف له كثيرا ويمكن ان يستقيم بدونها؛ واستعضت عنها بكلمة شعر بين قوسين. كما اني اصلحت بعض الاخطاء المطبعية فيما عندي من نسخة وادخلت بعض التشكيل على الكتابة؛ ثم قسمت الباب كله الى فقرات قصيرة متناسبة ولا يزال المتن في مجمله في حاجة لتحقيق اوفر وتدقيق أكثر.


    Quote:
    الفتوحات المكية
    لمحي الدين بن عربي


    مقاطع عن سيرة ووصف الفتى الفائت من الباب الأول في المجلد الأول



    (بسم الله الرحمن الرحيم)
    (الباب الأول) في معرفة الروح الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته في هذا الكتاب وما كان بيني و بينه من الأسرار (شعر)

    اعلم أيها الولي الحميم و الصفي الكريم أني لما وصلت إلى مكة البركات و معدن السكنات الروحانية و الحركات و كان من شأني فيه ما كان طفت ببيته العتيق في بعض الأحيان فبينما أنا أطوف مسبحا و ممجدا و مكبرا و مهللا تارة ألثم و استلم و تارة للملتزم التزم إذ لقيت و أنا عند الحجر الأسود باهت الفتى الفائت المتكلم الصامت الذي ليس بحي و لا مائت المركب البسيط المحاط المحيط فعند ما أبصرته يطوف بالبيت طواف الحي بالميت عرفت حقيقته و مجازه و علمت إن الطواف بالبيت كالصلاة على الجنازة و أنشدت الفتى المذكور ما تسمعه من الأبيات عند ما رأيت الحي طائفا بالأموات (شعر)

    قلت فعند ما وقعت مني هذه الأبيات و ألحقت بيته المكرم من جهة ما بجانب الأموات خطفني مني خطفة قاهر و قال لي قولة رادع زاجر انظر إلى سر البيت قبل الفوت تجده زاهيا بالمطيفين و الطائفين بأحجاره ناظرا إليهم من خلف حجبه و أستاره فرأيته يزهو كما قال فأفصحت له في المقال و أنشدته في عالم المثال على الارتجال (شعر)

    ثم إنه أطلعني على منزلة ذلك الفتى و نزاهته عن أين و متى فلما عرفت منزلته و إنزاله و عانيت مكانته من الوجود و أحواله قبلت يمينه و مسحت من عرق الوحي جبينه و قلت له انظر من طالب مجالستك و راغب في مؤانستك فأشار إلى إيماء و لغزا إنه فطر على أن لا يكلم أحدا إلا رمزا و إن رمزى إذا علمته و تحققته و فهمته علمت أنه لا تدركه فصاحة الفصحاء و نطقه لا تبلغه بلاغة البلغاء .

    فقلت له يا أيها البشير و هذا خير كثير فعرفني باصطلاحك و أوقفني على كيفية حركات مفتاحك فإني أريد مسامرتك و أحب مصاهرتك فإن عندك الكفؤ و النظير و هو النازل بذاتك و الأمير و لولا ما كانت لك حقيقة ظاهرة ما تطلعت إليه وجوه ناضرة ناظرة فأشار فعلمت و جلى لي حقيقة جماله فهِمت فسقط في يدي و غلبني في الحين عليّ.

    فعندما أفقت من الغشية و أرعدت فرائصى من الخشية علم أن العلم به قد حصل وألقى عصا سيره و نزل فتلا حاله على ما جاءت به الأنباء و تنزلت به الملائكة الأمناء إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ فجعلها دليلا و اتخذها إلى معرفة العلم الحاصل به سبيلا .

    فقلت له أطلعني على بعض أسرارك حتى أكون من جملة أحبارك فقال انظر في تفاصيل نشأتي و في ترتيب هيأتي تجد ما سألتني عنه فيّ مرقوما فإني لا أكون مكلما و لا كليما فليس علمي بسواي و ليست ذاتي مغايرة لأسمائي فأنا العلم و المعلوم و العليم و أنا الحكمة و المحكم و الحكيم ثم قال لي طف على أثري و انظر إلي بنور قمري حتى تأخذ من نشأتي ما تسطره في كِتابك و تمليه على كٌتّابك و عرفني ما أشهدك الحق في طوافك من اللطائف مما لا يشهده كل طائف حتى أعرف همتك و معناك فأذكرك على ما علمت منك هناك.

    فقلت أنا أُعِّرفك أيها الشاهد المشهود ببعض ما أشهدني من أسرار الوجود المترفلات في غلائل النور و المتحدات العين من وراء الستور التي أنشأها الحق حجابا مرفوعا و سماء موضوعا و الفعل إلى الذات لطيف و لعدم دركه عليّ شريف (شعر)

    و لولا ما أودع فيّ ما اقتضته حقيقتي و وصلت إليه طريقتي لم أجد لمشربه نيلا و لا إلى معرفته ميلا و لذلك أعود عليّ عند النهاية و لهذا يرجع فخذ البركار في فتح الدائرة عند الوصول إلى غاية وجودها إلى نقطة البداية فارتبط آخر الأمر بأوله و انعطف أبده على أزله فليس إلا وجود مستمر و شهود ثابت مستقر.

    و إنما طال الطريق من أجل رؤية المخلوق فلو صرف العبد وجهه إلى الذي يليه من غير أن يخل فيه لنظر إلى السالكين إذا وصلوا بعين. بئس والله ما فعلوا و لو عرفوا من مكانهم ما انتقلوا لكن حجبوا بشفعية الحقائق عن وترية الحق الخالق الذي خلق الله به الأرض و الطرائق فنظروا مدارج الأسماء و طلبوا معارج الإسراء و تخيلوها أعظم منزلة تطلب وأسنى حالة يقصد الحق تعالى فيها و يرغب.

    فسُير بهم على براق الصدق و رفارفه و حققهم بما عاينوه من آياته و لطائفه و ذلك لما كانت النظرة شمالية و كانت الفطرة على النشأة الكمالية تقابل بوجهها في أصل الوضع نقطة الدائرة فشطر مهجتها من الجانب الأيمن منقبة و من الجانب الغربي سافرة فلو سفرت عن اليمين لنالت من أول طرفتها مقام التمكين في مشاهدة التعيين و يا عجبا لمن هو في أعلى عليين و يتخيل أنه في أسفل سافلين أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ من الْجاهِلِينَ.

    فشمالها يمين مديرها و وقوفها في موضعها الذي وجدت فيه غاية مسيرها فإذا ثبت عند العاقل ما أشرت إليه و صح و علم إن إليه المرجع فمن موقفه لم يبرح لكن يتخيل المسكين القرع و الفتح و يقول و هل في مقابلة الضيق و الحرج إلا السعة و الشرح ثم يتلو ذلك قرآنا على الخصماء فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ من يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ في السَّماءِ فكما إن الشرح لا يكون إلا بعد الضيق كذلك المطلوب لا يحصل إلا بعد سلوك الطريق.

    وغفل المسكين عن تحصيل ما حصل له بالإلهام مما لا يحصل إلا بالفكر و الدليل عند أهل النهي و الأفهام و لقد صدق فيما قال فإنه ناظر بعين الشمال فسلموا له حاله و ثبتوا له محاله و ضعفوا منه محاله و قالوا له عليك بالاستعانة إن أردت الوصول إلى ما منه خرجت لا محالة وستروا عنه مقام المجاورة و عظموا له أجر التزاور و المزاورة والموازرة فسيحزن عند الوصول إلى ما منه سار و سيفرح بما حصل في طريقه من الأسرار و صار.

    و لولا ما طلب الرسول صلى الله عليه و سلم بالمعراج ما رحل و لا صعد إلى السماء ولا نزل و كان يأتيه شأن الملإ الأعلى و آيات ربه في موضعه كما طويت له الأرض و هو في مضجعه و لكنه سر إلهي لينكره من شاء لأنه لا يعطيه الإ من شاء و يؤمن به من شاء لأنه جامع للأشياء.

    فعند ما أتيت على هذا العلم الذي لا يبلغه العقل وحده و لا يحصله على الاستيفاء الفهم ((فرده)) قال لقد أسمعتني سرا غريبا و كشفت لي معنى عجيبا ما سمعته من ولي قبلك ولا رأيت أحدا تممت له هذه الحقائق مثلك على أنها عندي معلومة و هي بذاتي مرقومة ستبدو لك عند رفع ستاراتي و اطلاعك على إشاراتي و لكن أخبرني ما أشهدك عندما أنزلك بحرمه و أطلعك على حُرمِه.

    قلت اعلم يا فصيحا لا يتكلم و سائلا عما يعلم لما وصلت إليه من الايمان و نزلت عليه في حضرة الإحسان أنزلني في حرمه و أطلعني على حُرمِه و قال إنما أكثرت المناسك رغبة في التماسك فإن لم تجدني هنا وجدتني هنا و إن احتجبت عنك في جمع تجليت لك في منى مع أني قد أعلمتك في غير ما موقف من مواقفك و أشرت به إليك غير مرة في بعض لطائفك إني وإن احتجبت فهو تجل لا يعرفه كل عارف إلا من أحاط علما بما أحطت به من المعارف.

    ألا تراني أتجلي لهم في القيامة في غير الصورة التي يعرفونها و العلامة فينكرون ربوبيتي و منها يتعوذون و بها يتعوذون و لكن لا يشعرون و لكنهم يقولون لذلك المتجلي نعوذ بالله منك وها نحن لربنا منتظرون فحينئذ أخرج عليهم في الصورة التي لديهم فيقرون لي بالربوبية و على أنفسهم بالعبودية فهم لعلامتهم عابدون و للصورة التي تقررت عندهم مشاهدون.

    فمن قال منهم إنه عبدني فقوله زور و قد باهتني و كيف يصح منه ذلك و عند ما تجليت له أنكرني فمن قيدني بصورة دون صورة فتخيله عبد وهو الحقيقة الممكنة في قلبه المستورة فهو يتخيل أنه يعبدني و هو يجحدني و العارفون ليس في الإمكان خفائي عن أبصارهم لأنهم غابوا عن الخلق و عن أسرارهم فلا يظهر لهم عندهم سوائي و لا يعقلون من الموجودات سوى أسمائي فكل شيء ظهر لهم وتجلى قالوا أنت المسبح الأعلى فليسوا سواء فالناس بين غائب و شاهد و كلاهما عندهم شيء واحد.

    فلما سمعت كلامه و فهمت إشارته و إعلامه جذبني غيور إليه وأوقفني بين يديه ومد اليمين فقبلتها ووصلتني الصورة التي تعشقتها فتحول لي في صورة الحياة فتحولت له في صورة الممات فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها لم تحسني السيرة و قبضت يمينها عنها و قالت لها ما عرفت لها في عالم الشهادة كنها.

    ثم تحول لي في صورة البصر فتحولت له في صورة من عمي عن النظر و ذلك بعد انقضاء شوط و تخيل نقض شرط فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها مثل المقالة المذكورة.

    ثم تحول لي في صورة العلم الأعم فتحولت له في صورة الجهل الأتم فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها المقالة المشهورة ثم تحول لي في صورة سماع النداء فتحولت له في صورة الصمم عن الدعاء فطلبت الصورة تبايع الصورة فأسدل الحق بينهما ستوره.

    ثم تحول لي في صورة الخطاب فتحولت له في صورة الخرس عن الجواب فطلبت الصورة تبايع الصورة فأرسل الحق بينهما رقوم اللوح و سطوره ثم تحول لي في صورة الإرادة فتحولت له في صورة قصور الحقيقة و العادة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأفاض الحق بينهما ضياءه و نوره.

    ثم تحول لي في صورة القدرة و الطاقة فتحولت له في صورة العجز و الفاقة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأبدى الحق للعبد تقصيره فقلت لما رأيت ذلك الإعراض و ما حصل لي تمام الآمال و الأغراض لم أبيت علي و لم تف بعهدي فقال لي أنت أبيت على نفسك يا عبدي لو قبلت الحجر في كل شوط أيها الطائف لقبلت يميني هنا في هذه الصور اللطائف فإن بيتي هناك بمنزلة الذات و أشواط الطواف بمنزلة السبع الصفات صفات الكمال لا صفات الجلال لأنها صفات الاتصال بك والانفصال.

    فسبعة أشواط لسبع صفات و بيت قائم يدل على ذات غير أني أنزلته في فرشي و قلت للعامة هذا عندكم بمنزلة عرشي و خليفتي في الأرض هو المستوي عليه و المحتوي فانظر إلى الملك معك طائفا و إلى جانبك واقفا فنظرت إليه فعاد إلى عرشه و تاه علي بسمو نعشه فتبسمت جذلا و قلت مرتجلا (شعر)

    قلت ثم صرفت عنه وجه قلبي و أقبلت به على ربي فقال لي انتصرت لأبيك حلت بركتي فيك اسمع منزلة من أثنيت عليها و ما قدمته من الخير بين يديها و أين منزلتك من منازل الملائكة المقربين صلوات الله عليكم و عليهم أجمعين كعبتي هذه قلب الوجود و عرشي لهذا القلب جسم محدود و ما وسعني واحد منهما و لا أخبر عني بالذي أخبرت عنهما و بيتي الذي وسعني قلبك المقصود المودع في جسدك المشهود.

    فالطائفون بقلبك الأسرار فهم بمنزلة أجسادكم عند طوافها بهذه الأحجار فالطائفون الحافون بعرشنا المحيط كالطائفين منك بعالم التخطيط فكما إن الجسم منك في الرتبة دون قلبك البسيط كذلك هي الكعبة مع العرش المحيط فالطائفون بالكعبة بمنزلة الطائفين بقلبك لاشتراكهما في القلبية و الطائفون بجسمك كالطائفين بالعرش لاشتراكهما في الصفة الإحاطية فكما أن عالم الأسرار الطائفين بالقلب الذي وسعني أسنى منزلة من غيرهم وأعلى كذلك أنتم بنعت الشرف و السيادة على الطائفين بالعرش المحيط أولى.

    فإنكم الطائفون بقلب وجود العالم فأنتم بمنزلة أسرار العلماء و هم الطائفون بجسم العالم فهم بمنزلة الماء و الهواء فكيف تكونون سواء و ما وسعني سواكم و ما تجليت في صورة كمال إلا في معناكم فاعرفوا قدر ما وهبتكموه من الشرف العالي و بعد هذا فأنا الكبير المتعالي لا يحدني الحد و لا يعرفني السيد ولا العبد تقدست الألوهة فتنزهت أن تدرك و في منزلتها أن تشرك أنت الأنا وأنا فلا تطلبني فيك فتُعنى و لا من خارج فما تتهنى .

    و لا تترك طلبي فتشقى فاطلبني حتى تلقاني فترقى و لكن تأدب في طلبك و احضر عند شروعك في مذهبك و ميز بيني و بينك فإنك لا تشهدني و إنما تشهد عينك فقف في صفة الاشتراك و إلا فكن عبدا و قل العجز عن درك الإدراك إدراك تلحق في ذلك عتيقا و تكن المكرّم الصديقا.

    ثم قال لي اخرج عن حضرتي فمثلك لا يصلح لخدمتي فخرجت طريدا فضج الحاضر فقال ذَرْنِي وَ من خَلَقْتُ وَحِيداً ثم قال ردوه فرددت و بين يديه من ساعتي وجدت و كأني ما زلت عن بساط شهوده و ما برحت من حضرة وجوده فقال كيف يدخل عليّ في حضرتي من لا يصلح لخدمتي؟ لو لم تكن عندك الحرمة التي توجب الخدمة ما قبلتك الحضرة ولرمت بك في أول نظره و ها أنت فيها و قد رأيت من برهانك و تخفيها ما يزيدك احتراما و عند تجليها احتشاما.

    ثم قال لم لم تسألني حين أمرت بإخراجك و ردك على معراجك و أعرفك صاحب حجة ولسان ما أسرع ما نسيت أيها الإنسان ! فقلت بهرني عظيم مشاهدة ذاتك و سقط في يدي لقبضك يمين البيعة في تجلياتك و بقيت أردد النظر ما الذي طرأ في الغيب من الخبر فلو التفت في ذلك الوقت إلي لعلمت أن مني أتى علي و لكن الحضرة تعطي أن لا يشهد سواها و أن لا ينظر إلى محيا غير محياها.

    فقال صدقت يا محمد فأثبت في المقام الأوحد و إياك و العدد فإن فيه هلاك الأبد ثم اتفقت مخاطبات و أخبار أذكرها في باب الحج و مكة مع جملة أسرار .

    فقال النجي الوفي يا أكرم ولي وصفي ما ذكرت لي أمرا إلا أنا به عالم و هو بذاتي مسطر قائم قلت لقد شوقتني إلى التطلع إليك منك حتى أخبر عنك فقال نعم أيها الغريب الوارد والطالب القاصد أدخل معي كعبة الحجر فهو البيت المتعالي عن الحجاب والستر وهو مدخل العارفين و فيه راحة الطائفين.

    فدخلت معه بيت الحجر في الحال وألقى يده على صدري و قال أنا السابع في مرتبة الإحاطة بالكون و بأسرار وجود العين و الأين أوجدني الحق قطعة نور حوائي ساذجة وجعلني للكليات ممازجة فبينما أنا متطلع لما يلقى لدي أو ينزل عليّ و إذا بالعلم القلمي الأعلى قد نزل بذاتي من منازله العلى راكبا على جواد قائم على ثلاث قوائم فنكس رأسه إلى ذاتي فانتشرت الأنوار و الظلمات و نفث في روعي جميع الكائنات ففتق أرضي وسمائي و أطلعني على جميع أسمائي.

    فعرفت نفسي و غيري و ميزت بين شري و خيري و فصلت ما بين خالقي و حقائقي ثم انصرف عني ذلك الملك و قال تعلم أنك حضرة المُلك فتهيأت للنزول وورود الرسول فتجارت الأملاك إليّ ودارت الأفلاك عليّ والكل ليميني مقبلون و على حضرتي مقبلون وما رأيت ملكا نزل و لا ملكا عن الوقوف بين يدي انتقل و لحظت في بعض جوانبي فرأيت صورة الأزل فعلمت إن النزول محال فثبت على ذلك الحال و أعلمت بعض الخاصة ما شهدت و أطلعتهم مني على ما وجدت.

    فأنا الروضة اليانعة و الثمرة الجامعة فارفع ستوري و اقرأ ما تضمنته سطوري فما وفقت عليه مني فاجعله في كتابك و خاطب به جميع أحبابك فرفعت ستوره و لحظت مسطوره فأبدى لعيني نوره المودع فيه ما يتضمنه من العلم المكنون و يحويه فأول سطر قرأته وأول سر من ذلك السطر علمته ما أذكره الآن في هذا الباب الثاني و الله سبحانه يهدي إلى العلم وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.
                  

العنوان الكاتب Date
حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-21-12, 11:05 AM
  Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-21-12, 11:49 AM
    Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Muna Khugali09-21-12, 01:38 PM
      Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... مامون أحمد إبراهيم09-21-12, 02:00 PM
      Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Yasir Elsharif09-21-12, 02:03 PM
        Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-21-12, 09:20 PM
          Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-21-12, 10:38 PM
      Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-22-12, 01:57 AM
        Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Rawia09-22-12, 03:04 AM
          Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... elhilayla09-22-12, 06:31 AM
  Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... مني عمسيب09-22-12, 07:01 AM
    Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... مجدي عبدالرحيم فضل09-22-12, 07:09 AM
      Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... نجوان09-22-12, 01:01 PM
        Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Rihab Khalifa09-22-12, 03:40 PM
          Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-23-12, 12:44 PM
            Re: حول الفتى الفائت ؛ العائش المائت .... Abdel Aati09-27-12, 09:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de