تبرعوا لشقيق الرئيس....مقال جدير بالقراءة ( شمائل النور )

Quote: تبرعوا لشقيق الرئيس..! شمائل النور من الطُرف السياسية الساخرة التي ظهرت بعد سقوط مبارك واحدة تقول (إن جمال مبارك بعد سقوط والده بحث له والده عن عمل فجادت له المملكة السعودية بعقد عمل ثمّ وظيفة إضافية تحت اسم "نجل رئيس بالساعة")،، إذاً في عالمنا الثالث(ابن رئيس) وظيفة (زوجة رئيس) وظيفة وكذلك (شقيق رئيس). في حوار مع شقيق الرئيس اللواء طبيب عبد الله البشير نشرته صحيفة (السوداني) وفي طُرفة أكثر إضحاكاً من طرفة جمال مبارك، اشتكى شقيق الرئيس مُر الشكية من قلّة المال وشح الرزق لدرجة أنه لا يجد ثمن التذكرة إلى لندن، هل يُصدق هذا (دا حتى حرام)... مرتبات اللواء كما فصلها هي كالآتي: يصرف من القوات المسلحة كضابط (1400) جنيه ومن مركز القلب حوالي (6000) جنيه، ومن شركة شيكان حوالي (1400) جنيه.. إجمالي المرتب حوالي (8.5) ملايين بالقديم. شقيق الرئيس لم يقل أنّه يملك عيادة خاصة لتساعدنا في إيجاد مخرج له وتقيه بالتالي شر الشبهات بل على العكس، زوّدنا بمعلومة جديدة كليّاً هنا وهي أنّ قانون القوات المسلحة وقانون العمل السوداني يمنح شقيق الرئيس الحق في العمل في جهات متعددة، والقوات المسلحة لا تتعامل معه كضابط. السيّد (اللواء) يجمع بين ثلاث وظائف في آن واحد. الحديث عن فقر إخوان الرئيس قبل أن يصلح لسيناريو كوميدي هو في الواقع حديث فيه من الاستخفاف بالعقول ما فيه، هل يريدنا شقيق الرئيس أن نُصدّق أنّه لا يملك ثمن تذكرة سفر؟ نحن لسنا بهائم يابشر، نحن بشر ولنا عقول مثلكم، وحتى لو صح أنّ الأخ الشقيق لا يملك ثروة فكيف يُسمح له بالجمع بين ثلاث وظائف أغلبها في القطاع الحكومي وبعضها في القطاع شبه الحكومي؟ أليس هذا دليل فساد بيّن؟ هل نحتاج إلى أدلّة أكثر مما أقرّ به شقيق الرئيس؟ قبل الشروع في مكافحة الفساد لابد من وضع اعتبار للمواطنين الذين يملكون عقولاً بشرية تميّز المنطقي عن اللامعقول، فكيف يخرج علينا رجل يعمل في ثلاث وظائف بغض النظر عن الوظيفة الرابعة (شقيق رئيس) ليقول أنّه لا يملك ثمن تذكرة السفر.. قبل تكوين مفوضية مكافحة الفساد نطالب بمفوضية لاحترام عقول المواطنين. لأنّ احترام عقل المواطن من احترام المواطن نفسه، وبالتالي احترام حقه. رغم عدم ارتياحي الشديد حول ما يحدث هذه الأيام من نبش إعلامي مُرتّب لثروة إخوان الرئيس دون سواهم من أثرياء الحكومة، وكأنّ الفساد في السودان اقتصر على أسرة الرئيس وهذا قد يذهب بنا إلى أنّ حرب الفساد قد تكون حرباً سياسية لا هوادة فيها لا حرب قائمة على مبدأ جث الفساد ولا على مبدأ التغيير من الداخل، لكن المثل يقول " إذا اختلف اللصان ظهر المسروق" ونحن ما يهمنا بالتأكيد هو كشف المسروق أكثر من اهتمامنا بالسارق لذلك من الجيّد بالنسبة لنا أن نُعزز حرب اختلاف اللصيْن لتغليب المصلحة العليا وهي كشف المسروق.