|
Re: الرجل المجهول في المهدية (Re: مؤيد شريف)
|
تحياتي و اشواقي يا مؤيد .. تعرف النظر لأمر المهدية ظل اسير لرأيين تقريبا .. الرأي المؤيد الذي يقول ان المهدية من الله نزلت على المهدي و ان الخليفة هو عضد المهدي الذي ارسلته العناية ليكون يده اليمنى و القائم بامر الدين بعده. الرأي الثاني هو المخالف الذي يرى أن المهدي ادعى و صنع مهديته بايحاء من الخليفة التعايشي. و يستدل هذا الرأي بسابق محاولة التعايشي دعوة الزبير باشا لادعاء المهدية و تأثر التعايشي بفكرة المهدية المنتشرة في السودان الغربي و غرب افريقيا. يشكل على هذا الطرح الاخير كما سبق و قدمت لك ان فكرة المهدية لم تكن بعيدة عن شمال السودان. و الطرق الصوفية و العامة كلهم كانوا في حالة بحث تقريبا في تلك الفترة عن المهدي. و يظهر من حميمية تلك الدعوة - و الله اعمل فهو مجرد استنتاج - ان نبوءة صوفية كانت تتحدث عن قرب خروج المهدي و الا لما اهتم الجميع بذلك. ففي التاريخ القديم لم يسجل ادعاء مهدية الا على حمد النحلان ثم ترك الناس هذا الامر .. لكنه في العام 1880 كان مزدهرا متفشيا بكثرة. فلعلها نبوءة متصوفة لم تصلنا تكلمت به. ما يهم هنا انه من الموثق ان المهدي كان متعرضا لتأثيرات تحمل فكرة المهدية قبل قدوم التعايشي. و لنتذكر ان اغلب من كتبوا عن دور التعايشي في اقناع المهدي بمهديته انما كانوا هم الغربيون في فترة الاستعداء .. فكان من الطبيعي ان يحملوا الرجل اوزار الحكم الباطش و يجعلونه ايضا شيطان المهدية الذي اوحى بها. لذلك تجد كثيرا عندهم بعض ثناء على شخص المهدي ( باعتباره الرجل الميت الذي هزمهم فمن الجيد ان يكون من هزمهم بطلا لا مجرد باطش ) و يحملون على الخليفة باعتباره العدو الموجود الذي يريدون قتاله.
| |
|
|
|
|