|
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد (Re: تراث)
|
إنها (سهايتو) التي كم وقفت وأصدقائي على بابها فلم تفتح لنا بابها ولم ترد علينا بكلمة طيبة.. بل إنها كانت تردنا خائبين مكسوري الخاطر وهي خلف الباب حينما تعرف من الطارق.. كنت اعرف (سهايتو) من اسمها فقط لم أرها قط ولكني أعرف منزلها وأعرف عنها قصصاً من علاقاتها المحدودة مع الرجال الذين تنتقيهم بعناية فائقة من علية القوم وكبار مسئولي الدولة فلا يدخل عندها كل من هب ودب من أمثالنا.. فقلت في نفسي أية مغامرات وأية بطولات نسائية كنا ندعيها أمام ابن عوف وهو الآن يثبت أمامي بطولاته في معركة كم عدنا منها خائبين مهزومين هذا المنزل بالذات كان محرماً علينا.. دخلت مع ابن عوف ورائحة البخور والبن والأرض المرشوشة لا تخفى عليّ.. فكم ألفت هذه الرائحة التي جاءت بذكرى الشوق والشبق في النفس المحرومة ففعلت فيها ما فعلت.. جلسنا في الداخل وطلت علينا (سهايتو) بقميص منزلي واسع بلا أي جماليات في تفصيله أو تزويقه ولكن مع ذلك بدا جميلاً ورائعاً على (سهايتو) التي لم أتصور أنها بارقة الطلعة إلى هذا الحد.. وجه مستدير ضاحك وقوام عجز هذا القميص المنزلي الواسع أن يخفي تناسق تعرجات الجسم الجميل.. عندما تتحرك أمامنا مدبره يقفز كفلها نافراً فيحدث اهتزازات في القميص يكشف عن حجمه وبروزه الأنثوي المثير الذي يخلب اللب.. وان جاءت إلينا مقبلة سبقها صدر ناهد يتلاعب عند أية حركة في اشتهاء لا تملك أمامه إلا أن تقول سبحان الله أبدع الخالقين.. هذه (سهايتو) إذن التي رأيتها وجلست إليها بفضل هذا القروي الذي جاءنا على فطرته القحة في بدائيتها وسذاجتها فنجح في كل شيء تعلقت همته به حتى (سهايتو) من بنات الهوى ففاز بها علينا نحن أبناء المدينة وأهلها.. كاد الفضول يقتلني وابن عوف لا يشفي غليلي بالرد على أسئلتي الحائرة.. كيف تعرف عليها؟ وكيف صارت العلاقات حميمة إلى هذه الدرجة؟ وكم من الزمن استغرق ليدخل قلبها الذي لم نجد إليه منفذاً رغم محاولاتنا المضنية؟ كان ينظر إلى من طرف عينه كأنه يقرأ ما بداخلي, ويقف متفرجاً على هذا العطش المشتعل الذي يحرق جوفي لمعرفة كيف تم ذلك وبهذا الفوز الباهر ولكنه يتعمد تجاهلي كمن يريد عقابي على حالات الغرور الزائفة والعنجهية الكاذبة التي تلفها ادعاءات بطولات ومغامرات لا تمثل شيئاً أمام هذه الحظوة (بسهايتو).. تركتنا وذهبت لشأن من شؤونها.. وأخذ ابن عوف يحدثني في أمور كثيرة متفرعة في كرة القدم والسياسة والأدب وأنا ساهم ساهٍ عن كل ما يقوله, وبصري يتجول في كل ركن في الغرفة التي نجلس فيها ويمتد خارجها يطوف فيما تقع عينه عليه كأنه يريد أن يهتك هذا الغموض الذي يلفه.. واكاد أرى عربدة أعماق ابن عوف وهي سعيدة بهذه الحالة التائهة التي استغرقتني.. بعد برهة نادت علينا, فقمت مع ابن عوف إلى فرنده مستطيلة بها ثلاثة أسرة مفروشة بفرش مريح وملايات مزركشة غاية في جمال الذوق والاختيار.. وجلست هي على (بنبر) وجسمها لا يزال مبتلاً بماء الحمام الذي أخذته.. وغيرت قميصها بآخر فضفاض كالسابق فالتصق مبتلاً على جسمها الجميل فبدت لي آية من آيات الإبداع الإلهي.. أمامها تربيزة صغيرة وعليها عدة فناجين (وجبنة) وقد رص كل ذلك بعناية فائقة.. وبالقرب منها (كانون) مشتعل بنار فحم تجمر كله وأرسل لهباً صغيراً له ألوان قوس قزح، وفوق جانب من الكانون (شرقرق) يغلي وفي الجانب الأخر على (الكانون) كاوية شعر حديدية دُفن فكاها في الجمر المتقد.. وشعر (سهايتو) الكثيف المجعد لا يزال مبتلاً يتقاطر منه الماء على خديها وجبهتها ورقابتها وانفها وشفتيها كالدر المتناثر بلا انتظام.. فعرفت أنه وقت تناول (الجبنة).. فالحبش يتناولون البن دائماً عند مغيب الشمس.. وهي جلسة لها طعم خاص من المودة والأنس يتناول الكل البن مثنى وثلاث ورباع وقد يكون أكثر من ذلك..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:35 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:37 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:39 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:41 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:43 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:44 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:46 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:48 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:49 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:51 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:53 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:54 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:56 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:57 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 12:59 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:01 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:02 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:03 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:05 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:06 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:09 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:11 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:12 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:13 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:15 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:17 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:19 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:21 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:23 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:24 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:25 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:26 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:28 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-22-05, 01:31 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 02-24-05, 03:09 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 03-18-05, 12:26 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | Amin Elsayed | 02-24-05, 04:23 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | Tumadir | 02-25-05, 06:35 AM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | AlRa7mabi | 02-25-05, 09:16 AM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | adel alsaed | 02-28-05, 02:11 AM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 03-18-05, 01:06 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | تراث | 03-22-05, 03:01 PM |
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد | صلاح الدين عبدالله محمد | 03-23-05, 03:20 AM |
|
|
|